تم تحرير رأس العين، ولكن أرضية للثورة في رأس العين لم يكن هناك، غير مُرحّب بالجيش الحر وخاصة بعد السرقات التي حصلت في رأس العين، أعطوا صورة سيئة للجيش الحر، عكس حين أتوا إلى تل أبيض، عندما ذهبوا إلى رأس العين لم يكن هناك ترحيب، وزادوا الطين بلّة بالسرقة، وهي نقطة تحوّل لكره للجيش الحر بدل محبته، والسرقة هذه أنا أعتبرها [على يد أشخاص] مدسوسين بالكتائب، وقسم منهم أثبت عمالته للنظام، وقسم كبير من الكتائب عاد إلى النظام وأثبت عمالته، وإساءته للثورة، ورأس العين لم يستقرّ الوضع بها، وبقي في شدّ وجذب، تحررت عسكريًا أسبوعًا [أو] عشرة أيام ليس أكثر، بدأت مناوشات مع البي كي كي (حزب العمال الكردستاني)، وهنا دخل على خط المعارك، مدينة رأس العين مدينة غنية ولا يجب أن تذهب منهم، ويعتبرونها ضمن الحدود التي يعتبرونها لهم، فبدأت المعارك بين الجيش الحر وبين البي كي كي، وفي تلك المرحلة بدأ ظهور الكتائب الإسلامية التي انعزلت عن الجيش الحر بشكل واضح، والذي لديه نفس إسلامي أصبح يترك الجيش الحر ويذهب إليهم، وبدؤوا ينشرون دعايات أنَّ الجيش الحر حرامي (سارق)، هذه كانت لمصلحتهم، وحقيقةً كانت السرقة منهم أنفسهم ويضعونها باسم الجيش الحر، أغلب السرقات كانت تسرقها جبهة النصرة أو فيما بعد "داعش"، تسرق ويلصقونها بالجيش الحر لتشويه سمعته، وأطلقوا عليه اسم "الجيش الكُر حرامي"، وهذا سهّل عليهم كسب حاضنة شعبية وسهّل عليهم كره للجيش الحر، فمن هذا المنطلق بدأ العنصر الجيد الذي لا يريد سرقة يترك فصيله ويذهب باتجاه [الإسلاميين]، [يقولون]: تعال إلينا نحن إسلاميون ولا نسرق ونحن جيدون، فبدأ انهيار كتائب الجيش الحر، وبدأت بالتفكك، كتائبهم (الإسلاميون) تقوى وكتائب الجيش الحر[تضعف]، وتمويل لا يوجد (للجيش الحر)، ووصلنا إلى مرحلة انحلال وترهّل الجيش الحر.

بعد عودة الكتائب من رأس العين كل أحد عاد إلى مقراته، قتال لا يوجد ومعارك لا يوجد، وهي في الأصل ليست كتائب قتالية، إما كتائب حماية أو كتائب عشائرية أو كتائب سرقة، وليس لديهم عقيدة أو تشكيل أو ضباط مدرّبون أو تشكيل ينضمّ لتحرير الرقة ودير الزور، هذا الكلام غير موجود، هناك الكتائب الصغيرة التي أقصدها، وتقوقعوا في مقراتهم الموجودة، وتمويل لم يكن هناك، إما أن يسرق [أو كيف يستمر؟]، من سيموله؟، تمويل دولي لم يكن هناك في 2012، ولم يكن أي كتيبة مموّلة [دوليًا]، ما عدا أعتقد كتائب الفاروق أو الغرباء (غرباء الشام)، والبقية لم يكن باستطاعتها المقاومة شهرًا وشهرين وثلاثة، وبعدها؟ أكله ومصروفه وسلاحه كله على حساب الذي شكّل الكتيبة، لا أحد يحتمل ذلك، ومن هذا المنطلق بدأ يتفكك الجيش الحر والكتائب، واستغلت الفرصة الكتائب الإسلامية، كان هناك مقر في مدينة سلوك في محيسن، والمقر هذا كان فيه عدد ويزداد هذا العدد بدون علم أحد، عراقيون وسعوديون، وهي نواة القاعدة، وتم تحرير تل أبيض وبعد شهرين لم يدخلوا مدينة تل أبيض، وأخذوا مقرًا والذي هو المخفر، [قالوا] نحن مثلنا مثل الكتائب نريد مكانًا بعيدًا عن البلد، ونحن اعتقدنا أنَّهم أوادم (محترمون) ويريدون أن يبتعدوا عن البلد، فأخذوا هذا المقر بين الشجر ومستقل وبعيد ومُقفر، وهو كان سجنًا ومخفرًا للبلد، وبعيد 3 كيلومتر، وماذا تفعل لا أحد يراك، وأخذوا هذا المقر ومقرهم الرئيسي في محيسن، وبدؤوا بالتوسعة وجلب الشباب للانتساب لهم، ولا يتدخلون بأي شأن، يريدون تقوية فقط، وهؤلاء هم نفسهم كتيبة القادسية نفسها تحت مسمى القادسية، ونحن نقول القادسية وبقي الاسم ولكن العناصر تغيّروا، الذي [لم يعجبه تفكيرهم] ترك وغادر، واليوم يوجد كتيبة قادسية ولكن هذه غير قادسية السابق، لكن كانت رمزية في تل أبيض، أول كتيبة تتشكل اسمها القادسية -واليوم يوجد كتيبة القادسية وهي جيدة- فأصبح اسمها رمزًا للبلد كتيبة القادسية، فهذه أخذت المقر في المخفر، وهذه الكتيبة ترأسها شخص من تل أبيض اسمه فيصل بلو معروف، وأصبح في "داعش" فيما بعد، وكونه ابن عين العروس وابن تل أبيض، وهم أذكياء لم يأتوا بعراقي أو فلان وعلّان (غير معروف)، أتوا بشخص من البلد لتلتفّ حوله البلد ولديه وسيلة إقناع، لكن القائد الحقيقي ليس فيصل، دخل على الخط شخص اسمه علي الشواخ أبو لقمان، والذي يلقّب نفسه أبو لقمان مرة، ومرة أبو عبد الله. 

أبو لقمان علي الشواخ أحد سجناء صيدنايا، وهو من مؤسِّسي "داعش"، وخريجو صيدنايا هم الذين أسّسوا ["داعش"]، وجاؤوا من العراق، جماعة القاعدة، وبعد ذلك كفّروا حتى القاعدة نفسها هؤلاء الأشخاص، وهو (علي الشوّاخ) يقود من بعيد من محيسن -هو مطلوب والرقة غير محررة-، يجوبون الأرياف ولا يذهب إلى تل أبيض، ومستقرّون في محيسن هو وأبو محمد الجزراوي، وهذه أسماء كانت [موجودة]، وبعدها لاحقًا أتى أبو ياسر العراقي، هذه الأسماء التي كانت موجودة، فلديهم سياسة يطلق عليها التمكين، التمكين [تعني] من أجل أن تتمكن ابقَ مؤدّبًا ومرتّبًا، ولكن نحن انتبهنا لملاحظة، أنا وأحمد مرات ندخل عليهم يكونون يجلسون على الأرض ويأكلون تمرًا، فنقول لهم: السلام عليكم، ويردّون علينا: وعليكم، ومرة مرتين وهذا الرد ليس ردًا إسلاميًا، السلام عليكم تردّ: وعليكم السلام، وتريد أجرًا تردّ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تكسب أجرًا أكثر، ما معنى هذا الكلام: "وعليكم"، وبحثنا عن معنى ذلك، فتبيّن أنه اعتبرك كافرًا، لم يعطِك السلام، وعليكم فقط، إذا قال لك: وعليكم السلام، أمّن فهو يعتبرك مسلمًا،.. إذا داخليًا يعتبروننا كفارًا، وهنا وغوشنا (شوّشنا)، بدأ الفأر يلعب في عبّنا (أثار شكوكنا) وخفّفنا من عندهم (خفّفنا زيارتنا)، ولكن هم في تلك الحالة بدؤوا هم يقوون، نحن نضعف وهم يقوون، وأصبح لديهم عناصر وسيارات ولم يعودوا يخافون منا، وأصبحوا يتجرؤون علينا، ونحن تقوقعنا للوراء، لم يعد لدينا حمايات، ولم يعد هناك كتيبة تحمينا، المجلس ليس لديه قوة، الأمن الداخلي 30 عنصرًا يوجد لديهم ثلاث بواريد، الكتيبة هذه -القادسية- التي كانت نواة لجبهة النصرة و"داعش" بدأت تتوسع، ونحن في المجلس أتانا شخص اسمه هادي العكّال وهو قادم جديدًا من درعا، وكان شرعي جبهة النصرة في درعا، ويلبس بنطالًا وقميصًا وجاكيتًا و[لديه] ذقن خفيفة، ومعلوماتنا أنَّه خريج شريعة، وأحد أعضاء المجلس أكرم دادا يعرفه وقال: هذا كان طالبي، كنت أدرّسه، وقال [عنه]: جيّد الشخص، فجلس عندنا وصنعنا له الشاي بالمجلس، وطرح علينا فكرة أنَّنا نريد تأييدكم بتشكيل محكمة في تل أبيض، وأيّدنا المحكمة، يجب أن يكون هناك محكمة حتى يصبح هناك قانون في البلد، [وقلنا]: ما قصدك بالمحكمة.، وقال: تعطوننا شخصين من عندكم من المجلس، قلنا: تمام نضع محامين، ورشّحنا شخصين، أحمد شاهين وأنور القطاف ورشّحناهما للمحكمة، وهم نيّتهم غير نيّتنا، ونحن نيّتنا أن تحصل محكمة مدنية، الشرعي يحكمه شرعي، والمدني يحكمه مدني، فهم يريدون أن يأخذوا تأييدًا منا، يدخلوننا إلى المحكمة وبعد ذلك يُخرجوننا ويعودون إلى محكمتهم، نحن وافقنا وبعثنا محاميينِ اثنين يضعان أعلام الثورة، والذي أسّس المحكمة هادي العكّال فنحن أعطيناها شرعنة، وإذا شخص يتحاكم نوجّهه إلى المحكمة كونه هناك شخصان موجودان في المحكمة، ومن هنا انطلقت المحكمة الشرعية في تل أبيض، ورئيس المحكمة هادي العكّال، وهنا دخل على الخط [حركة] "أحرار الشام" وهم لم يشتركوا بالتحرير وليسوا موجودين عندنا، وأخذوا هنا مقرات، والجيش الحر ضعف وأصبحت [حركة] أحرار الشام هي الأقوى في تل أبيض، وبدون قتال جاؤوا، أخذوا مقرات وشكّلوا هيئة شرعية وحدهم، وصار هناك هيئة شرعية عند أحرار الشام، وبعد ذلك نحن انسحبنا من المحكمة التي تشكلت، وهذه الهيئة الشرعية هي تابعة عمليًا لجبهة النصرة. 

لم نتّفق معهم، نحن اتهمونا أنّنا نريد القانون الوضعي، قلنا لهم: نحن نعمل بقانون الدولة، المدني مدني والشرعي شرعي، فانسحبنا من المحكمة، فعمليًا لم نعُد نتبع لمحكمتهم، انسحبنا من المحاكم، وصارت هناك محكمتان، محكمة لأحرار الشام ومحكمة [لجبهة النصرة]، وهم نفس الفكر ولكن اختلفوا لاحقًا، وأحرار الشام قويت وجبهة النصرة أيضًا، وكتائب الجيش الحر بدأت بالتفكك والانهيار، وسيطرت أحرار الشام على المعبر (البوابة) وبدؤوا يوضّحون أنهم السلطة الحاكمة الموجودة، يعني هناك مجلس لكن نحن نعمل (نقدّم) لكم خدمات، وهم عندهم مال، سلطة المجلس بدأت بالانكماش، خفّ (ضعف) الجيش الحر من حولنا وصرنا ضعيفين، وهنا قويت جبهة النصرة، وجبهة النصرة ذهبت وخطفت أحد عناصرنا وخطفت شرطة من عندنا، بدأت تتحركش بنا (تستفزّنا)، لكن توضحت لنا الصورة تمامًا أن نيتهم غير نيّة الثوار أبدًا أبدًا.