التوجّه الفكري لكتيبة القادسية والحوادث التي واجهتها قبل تحرير تل أبيض
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:07:49:20
توجُّه الكتائب لم يكن واضحًا [أنه سيتغيّر لاحقًا]، توجّه الكتائب كان ثورة، وكل شخص يشارك في الثورة نحن نمشي معه، ولم نفرز [أن] هذا شخص إسلامي وهذا علماني، وفي بداية الثورة -الكل يعرف- الإسلاميون لم يخرجوا، والذي قام بالثورة هم أكثرهم شباب علمانيون وجامعيون، وربما حتى صلاة لا يصلّون، ولكنّ الإسلاميين امتطوا ظهر الثورة، وطبيعتنا الدينية نحن كأبناء سورية والعرب بشكل عام بمجرد أن ترى [شعار] "لا إله إلا الله" ستمشي وراءه باللاشعور، وأنا شخصيًا دعمت الإسلاميين، أحببتُ أنَّه يأتيك شخص مسلم ويصلّي، تفضّله عن غيره، بطبيعتنا نفضّله عن غيره، فتوجُّه إسلامي بحت لم يكن عندنا شيء واضح، يعني أنه هذا الشخص بعد شهر أو شهرين في المستقبل سيتحول إلى "داعش" لم نكن نعلم، لو نعلم بهم لما تركناهم أو لما تعاملنا معهم.
نحن في مدينة تل أبيض موجود معتقلون [في صيدنايا]، نعم أطلق سراح [بعضهم] وعرفنا أنّ هناك شخصًا خرّيج [كلية] شريعة وبعدها أصبح شرعيًا عامًا في درعا، بعدها أصبح شرعيًا في الرقة [اسمه] هادي العكّال، أطلق سراحه النظام وأخذه إلى الجيش، وبعدها انشقّ وقُتل لاحقًا، وأطلق سراح كثيرين، وهنا بالخفاء بدأ الإسلاميون يعملون من تحت لتحت (بالخفية)، وهم بين بعض مخطّطهم معروف، ولكن نحن مخططهم غير واضح لنا، وكان هو لديه مخطط أنه بعد فترة يمشي بالسياسة، وبعدها نتمكن، وبعد أن تمكن ظهر شرّه علينا.
القصد لا أقصد الإسلاميين، فكلنا إسلام وإسلاميون، المقصود في تلك الكلمة -وقد يكون تعبيرنا خاطئًا- هو الإسلامي الذي ليس إسلاميًا في الحقيقة -الذين أسسوا القاعدة وجبهة النصرة فيما بعد- وحلّلوا المحرّم وحرّموا المحلّل، هؤلاء ليسوا إسلاميين برأيي، والإسلام دين واضح وصريح، وكلنا -الحمد لله- مسلمون، ولكن خطّهم ومنهجهم، هم يمشون على خطة معينة ومبرمجة وينسّقون مع بعض من أفغانستان إلى العراق، وداخل [سجن] صيدنايا كان هناك إمارات من السجناء أنفسهم، هذا يعني أنّ النظام كان قد درّسهم وخرّجهم، وكل شخص لديه مهمة وسينفّذ مهمته، تصوّر داخل صيدنايا الأمير الفلاني والفلاني، وأخرجهم وطالعهم علينا، جاؤونا ونحن لم نكن [نعلم] أنَّ هذا الشخص خلفيّته [متطرفة]، لو نعرفه لما تركناه ولما تعاونّا معه على الأقل، ولكن بعد حالة السكون صار مجال للتحرك، وبدأ تشكيل فصائل مثل ما ذكرت لك.
بعد ما تحرّر أغلب ريف حلب وحتى مدينة حلب نفسها تحررت، نحن تشجّعنا، وأصبحت مدينة منبج محررة، وعين العرب انسحب النظام [منها] وسلّم الأهالي، وبالأساس الموجودون مع النظام (موالون)، والنظام انسحب وسلّمهم تسليمًا، لا يوجد مشكلة بين الموجودين في عين العرب والنظام، حتى أعلام النظام لم ينزلوها، وأصابتنا غيرة أنه تحررت منبج وجرابلس وأغلب ريف حلب الشمالي بما فيها مدينة حلب، وبدأنا بالتفكير في العمل العسكري، ونشطت كتيبة القادسية عسكريًا، وأصبح لدينا أكثر من حادثة مع كتيبة القادسية في مدينة سلوك، أصبح عددها جيدًا، وكانت جيدة، تشكيلات الكتائب لم تكن عشائرية أو دينية أو طائفية أبدًا، لدينا هذه الكتيبة ومتحمّسون، وهي الكتيبة الوحيدة (كتيبة القادسية)، وجميعنا نرسل لهم الدعم من أكل وغيره، وأذكر أحد الشباب أذكر أحمد الحاج صالح كان يركب الموتور (الدراجة النارية) من مدينة تل أبيض يخرج ما بين القرى حتى يوصل لهم أكلًا أو دعمًا، لهم وللمجلس العسكري، والذي لم ننتبه إليه أن الكتائب هذه لم يحبّوا المجلس العسكري ولا أحبّوا التعاون معه، وكأنَّ لديهم أجندة خاصة -أنه سيعتبروننا في المستقبل أنّنا صحوات- لم يحبّوا المجلس العسكري، ولا يحبّون أن يشاركوك الرأي، ينفّذون (يتصرّفون) من أنفسهم.
نحن تبنّينا المجلس العسكري كونه [من] الجيش الحر، -وما أحلى الجيش الحر- والجيش الحر لدينا اسم راقٍ جدًا ليس كما هذه الأيام، ونحن كطبقة ثورية كلنا نساند الجيش الحر، وكتيبة القادسية كونها كانت الوحيدة [في تل أبيض]، فجمعت [الشخص] الإسلامي الذي لديه مخطط للأمام، وجمعت الشاب الثوري الذي يريد الخروج، وكل من أراد مقاومة النظام انتسب لها، ولكن الكتيبة لم تذهب كلها باتجاه القاعدة و"داعش"، لاحقًا كل منهم فُرز على طبيعته، قسم ذهب مع "داعش" وقسم رجع [إلى] الجيش الحر، وقسم ترك [العمل العسكري] نهائيًا، وهي كانت رابطة ثورة في مدينة تل أبيض.
هو كما ذكرنا مدينة سلوك بعيدة عن المركز (مركز مدينة تل أبيض)، وشبه محررة، لا يوجد سوى الناحية، وهي متقوقعة في مكانها، وهامش الحركة مُريح، وتصوّر أنك تحمل بارودة (بندقية حربية) وتمشي في الشارع ولا أحد يتكلم معك شيئًا (يتعرّض لك)، فأصبحت كتيبة القادسية ملجأ للقادمين، لأي أحد يريد أن ينشق عن النظام، قائد [لواء] ثوار الرقة أبو عيسى (أحمد علوش- المحرر) عندما انشقّ ذهب إلى سلوك بحماية [كتيبة القادسية]، والذي يريد ملجأ آمنًا ويعرف نفسه مطلوبًا يذهب باتجاه سلوك، والذي يريد أن يقاتل يذهب إلى سلوك، والذي لا يريد القتال يذهب إلى هناك يسكن في الريف في بيوتنا، وتعززت كتيبة القادسية والكل دعم كتيبة القادسية دون استثناء، كل الشباب الثوري وأهالي المنطقة كان داعمًا لكتيبة القادسية بدايةً، والمجلس العسكري بقي في قرية حشيشة ونحن نتردّد إليهم و[لكن] كتائب تتبع له لم يكن هناك كتائب، وهو جسم [مكوّن من] أربعة [أو] خمسة ضبّاط منشقّين، وتنظر لهم نظرة أنَّهم ضباط وجالسون، ولكن يبنون للمستقبل على أمل بناء كتائب أو قيادة معركة مستقبلًا، وكتيبة القادسية لم ينسّقوا مع المجلس العسكري، وكأنها هي الجهة الوحيدة التي يجب أن تتدخّل بمدينة تل أبيض، وأذكر حادثة بعد الحاج وليد (تشييع الحاج وليد السخني)، أحد عناصرها (كتيبة القادسية) موجود في قرية عين عروس اسمه صالح، خطف سيارة مدير بنك التسليف الشعبي، وهذا العنصر الموجود لا يعرف أن يسوق (يقود) السيارة، فأنزله، سحب عليه بارودة [وقال له]: انزل من السيارة، فنزل من السيارة، وأخذ السيارة وخرج من قرية عين عروس باتجاه سلوك باتجاه الشرق، ولا يعرف كيف يسوق، وقلبت به، هوَّر (تعرّض لحادث) بالسيارة، واستطاع المشي وركض، ذهب تقريبًا مسافة 3 كيلومتر، أهالي المنطقة أخبروا عنه وأتى الأمن -الأمن محاصر لكن [في] مثل هذه الحادثة يخرج- وصارت الحادثة مقابل بيتي على الطرف -عندنا نهر البليخ أنا شرق النهر صاير (أسكن) - داخل القطن (أرض مزروعة بالقطن) بدؤوا يبحثون عنه، وأتى حتى قسم من الأهالي -وعرف لاحقًا حتى من كان يبحث عنه منهم- المهم كان الأمن يبحث، وهذا الشخص يمشي وقطع النهر، وكان النهر جافًا تقريبًا في الشهر السابع تموز/ يوليو، وقطع باتجاه الغرب، ووصلوا للقطن ولحقوه وقتلوه، قُتل هذا الشخص وهذا عنصر موجود في [كتيبة] القادسية، وذُكرت أسماء أنها كانت حاضرة فلان وفلان، وقائد كتيبة القادسية أصلًا هو من عين عروس، فهؤلاء أهله، والذي أخبر على الشاب الذي قُتل هو ابن عمه، وابن عمه كان شوفير (سائق) أمين شعبة الحزب (حزب البعث)، وبعثيًا مناضلًا ومستلمًا بارودة، وأخذوا الجنازة ودُفنت وعزّينا بالشاب الذي تُوفي، وصار الخبر عند [كتيبة] القادسية، وبدأت القادسية بتجهيز رتل في مدينة سلوك، لاقتحام قرية عين عروس وإلقاء القبض على ذلك الشخص، جهّزوا رتلًا -مصوّرًا- و[أطلقوا] هتافات، وكان هناك هتافات إسلامية، وهتافات معارضة للنظام، جهّزوا رتلًا كبيرًا جدًا بحدود الـ 20 سيارة، وأتى الرتل من الطرف الجنوبي قرية تركمان، قرية شريعان، والحويجة، طاش باش، وهاجموا قرية عين عروس، وأخبروا الأمن أنَّ هناك هجومًا ولم يكن هناك أي ردّ، وذهبوا إلى منزل ذلك الشخص وطاوقوه (حاصروه)، وبدؤوا بإطلاق النار، وابن هذا الشخص الذي أخبر على الشخص الذي قُتل، صعد إلى السطح وبدأ يضرب بالبارودة، وصار إطلاق نار كثيف، والسلطة لم يقتربوا أبدًا، لا أمن لا شرطة ولا غيره.. وكان إطلاق نار كثيف، وكأنه يُريد أن يُفهم الذين أمامه (النظام) أنَّ لديه سلاحًا وذخيرة ولديّ القدرة أن أقتحم تل أبيض، أنا قادم برتل في وضح النهار وعلى الطريق العام وقادم إلى عين عروس لآخذ مطلوبًا لي، وأثناء المعركة طُعن ابن الأستاذ سعد شويش، وسعد الشويش أيضًا ابن عمه للشخص الذي أخبر، وقائد القادسية ابن عمه أيضًا، وابن الاستاذ سعد شويش شارك في الهجوم وهو عنصر بالقادسية، وطُعن -رحمه الله- اسمه فهد، وأثناء إطلاق النار قُتل ابن صاحب البيت، وعادوا -طبعًا مرتاحين ومبسوطين (سعداء)- لكن عادوا بسرعة عالية لإسعاف الجريح، والسيارة فيها سبعة أشخاص، السيارة بيك آب (سيارة نصف نقل مكشوفة الخلفية)، يحملون عبوات ناسفة معهم، وطلع الرتل ومشى ومقابل قرية الطاش باش مقابل المدرسة هناك مَطَبّ عالٍ زيادة، والسيارة مسرعة لإسعاف الشخص الجريح، وفي المطبّ -والخبرة العسكرية قليلة في تلك الفترة- وقلنا بدايةً [كان يجب أن] نستفيد من المجلس العسكري في التدريب وصناعة الأسلحة وعبوات ناسفة يدوية، فهؤلاء ليس لديهم خبرة وأمان، والظاهر أنهم لم يكونوا قد أمّنوا الألغام، وضرب المطبّ السيارة وانفجر اللغم في السيارة، خيرة شباب القادسية قُتلوا في [هذا الانفجار]، واحد منهم نجا والبقية جميعهم قُتلوا، القائد العسكري للقادسية خليل حويش أبو أنس قُتل، وهو كان قائدًا [حقيقيًا]، ودرويش قُتل، هذا أيضًا الذي ذهب بالمجاهدين إلى العراق ورجع، وهؤلاء كانوا [أصحاب] فكر وشجعانًا، وأعتقد أنَّهم لو أنهم باقون أحياء فلن يذهبوا إلى "داعش"، وكانوا ثوريين، وفي ذلك التفجير [قُتلوا]، ولاحقًا فكّرنا ربما الجماعة الذين لا يريدونهم هم من فجّروا اللغم، وفي ذلك التفجير استشهد 7 أشخاص، وكان الخبر مثل الصاعقة هذا التفجير، وذهب الرتل، والجنائز بقيت والرتل لم يتوقف، لو وقف ربما يأتي الجيش، فأكملوا والأهالي الموجودون -وقسم منهم مع النظام-، الجثث وبقية السيارة قاموا بتحميلهم وأرسلوهم إلى مقرهم للقادسية في مدينة سلوك، وهنا العملية هذه انتهت، وتل أبيض تأزّمت، وصار لا بد من العمل العسكري الفوري.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/05/25
الموضوع الرئیس
تكوين الفصائلكود الشهادة
SMI/OH/41-10/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
7/2012
updatedAt
2024/08/13
المنطقة الجغرافية
محافظة الرقة-عين العروسمحافظة الرقة-سلوكمحافظة الرقة-مدينة تل أبيضشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جبهة النصرة
الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش
سجن صيدنايا العسكري
لواء ثوار الرقة
حزب البعث العربي الاشتراكي
كتيبة القادسية - الرقة