ثورات الربيع العربي ومظاهرة الحريقة في شباط/فبراير 2011 بدمشق
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:11:57:17
كان الحدث الذي حصل في تونس وانطلاق شرارة الثورة بعد مقتل [محمد] البوعزيزي لا شك أنه حدث جدًا كبير في المنطقة، والسرعة التي حصلت فيها الأحداث في تونس لا شك وجود القنوات الفضائية وبداية وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت بمتابعة أكبر للشباب العربي بشكل عام وأيضًا شباب سورية للأحداث التي جرت في تونس وزين العابدين بن علي كما بورقيبة وكما حافظ الأسد وكما جمال عبد الناصر وكما حسني مبارك يعد من الزعماء العرب أو الرؤساء العرب المعمرين، والذين فعليًا كان يُنظر إليهم بأنهم غير قابلين للتغيير أو أنهم أمر واقع، فلا شك متابعة الناس لما يجري في تونس وأنا مثل باقي الشباب كنا دائمًا على القنوات الفضائية والإعلام ونتابع ما يحصل، وبالنسبة لي وللكثير من الشباب لم تكن واردة فكرة أن يحصل شيء مشابه، لأن سورية مختلفة ويوجد دائمًا هذا الانطباع بأن الوضع في سورية لا يسمح بمثل هكذا اضطرابات لا أمنيًا ولا اجتماعيًا يمكن أن يكون هذا الشيء مقبولًا، والذي حصل فيما بعد بامتداد هذا الدومينو إلى دول أخرى وإعلان تنحي زين العابدين بن علي كان هذا في الحقيقة صدمة إيجابية للكثير من الشباب في سورية بشكل خاص، أنه هل يمكن في يوم من الأيام أن يحصل عندنا شيء مشابه، ومع ذلك وخلال الأشهر الـ3 منذ انطلاق ثورة تونس وسقوط زين العابدين إلى شرارة الثورة في سورية كان دائمًا هذا السؤال يزداد ويعلو رتمه.
وبالنسبة لي لم أكن مطلعًا على وجود محاولات أو تنسيق أو دعوات لشيء مشابه، والذي كان يحدث قبلًا هي دعوات إصلاح ضمن إطار الدولة أو النظام يعني في الحقيقة كان يسمع ويقول بأنه يوجد احتماليات لقبول أمور والمطالب التي طالبت بها الثورة السورية في البداية، في الحقيقة لم تكن جديدة وكانت دائمًا تتردد مثل إلغاء قانون الطوارئ وقانون الأحزاب والمادة الـثامنة من الدستور وإطلاق المعتقلين، وهذه المطالب كانت موجودة ولكن من فئة نخبوية فقط من المعارضة السياسية التقليدية، التي كانت موجودة قبل عام 2011 فكانت دائمًا موجودة، وهذا الكلام عندما حصل في تونس أصبح يوجد أصوات تقول بأنه قبل أن تصل القصة على النظام أن يبادر بهذا الانفتاح أو تحقيق بعض هذه المطالب درءًا لأن يحصل شيء مشابه، ولا شك فيما بعد متابعة ما جرى أيضًا في ساحة التحرير في القاهرة، وأيضًا في ليبيا وأيضًا ليبيا كانت نموذجًا يُحتذى به بسبب تشابه النظام السوري والنظام الليبي الذي يأخذ الطابع الاشتراكي، ولكن بجوهر ديكتاتوري وهنا أريد أن أقول أنه يوجد مراقبة وتحفز لما يمكن أن يحدث.
في ظل الأحداث الإقليمية التي تحصل وفي ظل الحديث ليس فقط مظاهرات في تونس وإنما بدء استخدام كلمة الربيع العربي أصبح يوجد في البداية ونحن قبل قليل كنا نتحدث عن التحفز والترقب لما يمكن أن يحدث وكان هناك محاولات خجولة ولكنها شجاعة جدا في ظل يعني يقابل هذا التحفز أيضا حالة أمنية عالية ورفع سوية أمنية بشكل مرتفع جدا حتى تقضي على أي بوادر وكانت بشكل ظاهر حتى الناس لا يفكرون بمجرد فعل شيء مشابه
حصلت وقفة أمام السفارة الليبية أو وقفتان أمام السفارة الليبية للتضامن مع الشعب الليبي في وجه القمع الذي حصل تجاه هذه المظاهرات، وفي وقتها انطلق بشكل عفوي شعار تم استخدامه لاحقًا وهو "اللي بيقتل شعبه خاين" وفعلًا تم قمع هذه المظاهرة وكان يوجد عدد من الاعتقالات وأنا شخصيًا لم أعلم بهذه الوقفة إلا من الإعلام بعد حدوثها وهذا الكلام في شهر شباط/ فبراير عام 2011.
في المقابل حصل حدث لأول مرة يحصل في دمشق وهذا غير الوقفات أمام السفارة الليبية وهو مظاهرة أعتقد أنها عفوية وتعد من إرهاصات الاحتقان ما قبل الثورة وأنا بالنسبة لي لا أعتبرها جزءًا من الثورة بتاريخ 17 شباط/ فبراير عام 2011 عندما حصلت المشكلة بين أحد التجار أو ابن أحد تجار الحريقة وشرطي سير يعني بطبيعة الحال ونحن موجودون في هذه المناطق فإن شرطة السير تعتمد على الرشوة والإكراميات في منطقة هي قلب دمشق التجاري وعدد مواقف السيارات غير محدود وهو معدوم في الحقيقة والناس تضطر لأن تقف برتل ثانٍ أو توقف السيارة بشكل مخالف حتى تقضي أشغالها، وبالمقابل يدفعون المعلوم (رشوة) لشرطي المرور. والذي حصل فعليًا هو اعتداء من قبل أحد عناصر الشرطة على هذا التاجر أو أحد أبناء التجار ومن ثم حصل توقيف في قسم شرطة المرور في الحريقة لهذا الشاب فحصل نوع من الاحتجاج؛ حركة احتجاجية من قبل التجار، وأيضًا العمال أو الموظفون في منطقة الحريقة ولكن هذا الكلام لم يكن يمكن أن يحصل لولا الناس استلهمت الموضوع الذي حصل في تونس وأيضًا في مناطق الربيع العربي، وأنه في هذا الوقت لم يعد مسموحًا إهانة الناس وإهانة البوعزيزي كلفت رئيس الدولة منصبه، واليوم الناس لن تسمح لشرطي مرور بإهانة أحد المواطنين حتى لو ارتكب خطأ أو ارتكب مخالفة، وفي وقتها انطلق أيضًا أحد شعارات الثورة الذي تم استخدامه لفترة طويلة وحتى اليوم الناس تقول هذا الشعار وهو "الشعب السوري ما بينذل" والحقيقة أنه خرج بشكل عفوي كما أعتقد ولكن إذا عدنا إلى تاريخ الثورة فلا أعتقد أن هذا كان ضمن الحراك المنظم والذي انتهى بـ.. الذي أريد أن أقوله أن الجو العام والزخم الموجود في المنطقة فرض على وزير الداخلية (سعيد سمور) لأول مرة أن ينزل بنفسه ويحاول التهدئة، وربما [لجأ] للقمع اللفظي للمتظاهرين بتهديدهم وقوله لهم بأن "هذه اسمها مظاهرة"، ولكن الناس قالوا لا نحن بالتأكيد لن نتظاهر ولكن الموضوع واضح بأنه احتجاج على موقف وتم إطلاق سراح الشاب ولكن انتهت هذه الحادثة أنه حصل حراك وتوقف ولكن النفوس فيها نار تحت الرماد.
في هذا اليوم هذا يريك بأن الناس فعلًا يوجد لديهم احتقان موجود ويوجد رغبة للاحتجاج ولكن يوجد خوف والناس بتردد والشعارات لم يكن لها علاقة بتغيير الوضع أو المطالبة بظروف أفضل وبمطالب سياسية، وكانت المطالب واضحة: الشعب السوري ما بينذل، يعني كانت مخصصة ولها علاقة بالإهانة وربطها بما حدث بحادثة البوعزيزي في تونس، واليوم نزول وزير الداخلية بين المتظاهرين أو المعتصمين أو المحتجين ومطالبته وتهديده بأنه "عيب؛ هذه اسمها مظاهرة" وهذا الكلام بمعنى أنه حذار؛ بمجرد التفكير بهذا الفعل التظاهر وردة فعل الناس العفوية هي قولهم: لا نحن لا نقصد التظاهر.
وهي تظهر بأن الناس لديهم رغبة بالاحتجاج والناس تعبت من الذل والقمع الموجود وجاءتهم الفرصة واستلهموا ما يحدث أو ما يجري في المنطقة ولكن بنفس الوقت يوجد تخوف من ردة فعل هذا الاحتجاج فقالوا لا[ليست مظاهرة] وكما نعرف بأنه انتهت هذه الحادثة بيومها ولكن بدأ سؤال يتم طرحه عن إمكانية وجود هذا الكلام.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/07/25
الموضوع الرئیس
إرهاصات الثورة السوريةصدى الربيع العربي في سوريةكود الشهادة
SMI/OH/45-9/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
شباط/ فبراير 2011
updatedAt
2024/04/25
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-الحريقةمحافظة دمشق-مدينة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
وزارة الداخلية - النظام