الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تضامن المدن السورية في الحراك وتطور الحراك في دمشق

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:11:01

في هذا الوقت؛ الشرارة التي خرجت منها الثورة سواء في مظاهرة "الحميدية" أو اعتصام [وزارة] الداخلية أو مظاهرات بسيطة في مسجد "الرفاعي" ومسجد "الحسن" كانت نوعًا ما منكفئة، والناس تتابعها ويوجد غليان في دمشق، وبالمقابل يقابله دائمًا تحشيد مرعب من قبل السلطة ومن قبل النظام لكوادره وشبيحته والموالين وأيضًا الموظفين في الدولة وكانوا أيضًا يخرجون في مسيرات مؤيدة بشكل جدًا كبير وكنا نرى في ساحة السبع بحرات أحيانًا ما يسمى المليونيات المسيرة، وبالمعنى الحقيقي هي مسيرة إجبارية حتى تُظهر ليس فقط توازنًا بل أن دمشق أيضًا مؤيدة، وأعتقد هذا الشيء ساهم أن الناس كانت تحاول إثبات العكس وتحاول أن تثبت بشتى الطرق والوسائل، وشيئًا فشيئًا أصبحت ترى؛ يعني في البداية؛ كان لديك دائمًا أيام الأسبوع هي عبارة عن حالة قلق من نظرية النظام أو سرديته على الإعلام الرسمي أنها خلصت وفشلت والأمور بخير وصور بشار الأسد موجودة في كل مكان والمسيرات المؤيدة موجودة وهي [تقول الثورة] فشلت، وخصوصًا التركيز على المدن الرئيسية وخصوصًا دمشق، فأنت تعيش قلق هذا الأسبوع أنه ماذا سوف يحصل يوم الجمعة وهل سوف تخرج مظاهرات وأنت لديك  حالة الانتظار هذه لما قبل صلاة الجمعة، وأنا بالنسبة لي كانت متابعة صفحات الثورة أو صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد حتى ترى قبل أن تذهب إلى صلاة الجمعة بهدف الصلاة والتظاهر بنفس الوقت أنه هل حصلت مظاهرة، أول بشارة كانت تأتي من شمال شرق سورية لأن وقت صلاة الجمعة أبكر فانت قبل أن تذهب إلى الصلاة تكون الصلاة هناك قد انتهت واستطاعوا أن يخرجوا. 

ولاحقًا عندما خرجنا إلى خارج دمشق وخرجنا إلى تركيا والتقينا مع النشطاء والناشطين وأغلبيتهم من الكرد من شمال شرق سورية ومن عامودا بشكل أساسي، كنا نتشارك تلك اللحظات ونحن لا نعرف بعضنا ولا يوجد تنسيق ولكن نشعرهم بحجم الأثر الذي كانوا يقومون به، وقالوا لي إنهم كانوا يتفقون مع خطيب الجمعة أن يختصر الخطبة حتى ينتهوا بسرعة ويقوموا بهذه المظاهرة السريعة، ويخرج أحد الأشخاص على دراجة نارية ويلتقط الإنترنت من الحدود التركية حتى يقوم بسرعة بتحميل مقطع الفيديو الذي يوثق المظاهرة، وينتشر الخبر حتى يتشجع الناس ويتحمس الناس أن هذه الجمعة فعلًا فيها مظاهرة، وأنت قبل حالة القلق أنت تنتظر نزول البوستات التي تقول يوجد خروج مظاهرة حاشدة، وهي قد لا تكون حاشدة ولكن هذا الشيء يؤدي إلى الحماس في الحقيقة عندك أنه فعلًا هذه الجمعة التي يكون لها تسمية، وفعلًا انطلقت في عامودا ومن ثم في دير الزور والرقة فأنت تذهب وأنت مطمئن أن سورية متضامنة مع بعضها، وهذه حالة التآزر والتضامن كانت في الحقيقة تخلق نوعًا من وحدة الحال، وفعليًا اليوم عندما نحاول أن نفكر بهتافات الثورة نقول: كم كنا بسطاء بموضوع "واحد واحد واحد الشعب السوري واحد" والحقيقة كنا نشعر بها في تلك الأيام والحقيقة كنا نشعر أنه فعلًا يوجد هذا التآزر الذي يشحنك بأنه أنت يجب [أن تتحرك]، فأنت تصبح بحالة البحث، يعني بعد أن رأيت أنه يوجد مظاهرات ويوجد شباب خرجوا وأحيانًا كانت تصل أخبار عن سقوط جرحى وشهداء في المظاهرات فأنت تذهب وأنت بحالة حماس عالية جدًا، وبالنسبة لي كانت حالة البحث عن أنسب مكان يمكنك أن تساهم أو تتواجد في مظاهرة فكان في البداية الأقرب لي مسجد "عبد الكريم الرفاعي" ومن ثم مسجد "الحسن" ولاحقًا أصبحت أرى أنه يوجد مناطق أخرى العين أخف عليها، لأنه عندما كنت اذهب إلى مسجد "الرفاعي" ومنذ لحظة خروجي من المنزل ومروري وأنا أتقصد المرور من أمام [فندق] "الكارلتون" أو من أمام أو بجانب المربع الأمني الذي يوجد فيه عدد هائل من أفرع الأمن وترى عدد الباصات الهائل وعناصر الأمن الذين يبدؤون بالشحن في هذه الباصات باتجاهه ومحملين بالسلاح والهراوات المزودة بقطع معدنية أو بدبابيس جارحة، وطبعًا نحن لا نزال نتحدث عن المرحلة السلمية، ولكن يوجد خبرات إيرانية جاءت إلى الأمن السوري ساهمت بأمرين؛ الأمر الأول هو آليات القمع وأيضًا آليات التجسس والمراقبة بتقنيات قد لا تكون موجودة لدى الأمن السوري، حتى أيضًا تراقب الهواتف والتواصلات للنشطاء، ونحن رأينا الهراوات الكهربائية الصاعقة التي نراها لأول مرة في الأشهر الأولى، التي كانت غالبًا هي إيرانية المنشأ أو جاءت من قبل الخبراء الإيرانيين الذين جاؤوا لدعم النظام بقمع هذه المظاهرات.

عندما أصل إلى مسجد "الرفاعي" أنا كنت على يقين أنه لن تخرج مظاهرة، ويمكن أن أصمد قليلًا وبعدها تبدأ مرحلة البحث عن مكان آخر، ويمكن أن تكون أحياء كفرسوسة القديمة والمزة خلف [مستشفى] الرازي التي هي المنطقة الشعبية التي يمكن أن تخرج فيها مظاهرات، وقد يمتد الأمر أن أذهب إلى داريا أو بساتين داريا، يعني نوعًا ما يوجد هذا التواصل ويمكن أن تشعر من خلال حركة الناس وحركة حتى الأمن في وقت أنت في الخارج لا يوجد لديك اتصال مع شبكة الإنترنت فأنت تحاول أن تبحث عن مكان يمكنك أن تجد فيه فرصة حتى تشارك أو تشاهد وتشحن نوعًا ما الروح الثورية الموجودة بداخلك، حتى تقول أن هناك استمرارية لهذه الثورة.

الجغرافيا أيضًا تلعب دورًا، وأنا معارفي وأصدقائي والعائلة متواجدون بين منطقة المهاجرين في المالكي وكفر سوسة، وبطبيعة الحال أنت لديك الوقت قصير، وأنت بحاجة أن تبحث ضمن الدوائر ويمكن حتى [حي] الميدان، والأقرب وخصوصًا يوم الجمعة أنا لا يوجد عندي قدرة لوجستية حتى أصل مثلًا إلى دوما أو برزة، وأنت بحاجة أن تبحث في الأماكن القريبة عليك ونوعًا ما تشعر بالأمان لأنه يوجد أشخاص قد يعرفونك، ويوجد أشخاص على الأقل وجهها مألوف بالنسبة لك، ويمكن أن تدخل إلى مكان تشعر بالأمان فيه.

اليوم نحن نتحدث عن 12 سنة تقريبًا [قد مرت على انطلاق الثورة] وأنا لا أذكر تواريخ محددة أو حالات، والحقيقة أنا أشكر هذه الفرصة حتى أستطيع أن أعود وأتذكر وأنبش هذا الماضي الذي فعلًا له مكانة جدًا كبيرة في حياتي، وربما أكون تغيرت على المستوى الشخصي وعلى المستوى الجمعي وأريد أن أحاول أن أتذكر في مرحلة البحث عن المظاهرة وما بعد المظاهرة، فكنت ترى كلما ابتعدت عن المركز يعني مثلًا قد تحضر مظاهرة في كفر سوسة سريعة يتم قمعها خلال خمس دقائق أو عشر دقائق ولكن تعود وتلتف وتذهب إلى كفر سوسة البلد أو المناطق القديمة الجمّالة والجورة، وأنا كنت أرى آثارًا أو ربما مظاهرات أطول زمنًا، وعندما لا تجد فأنت تذهب إلى بساتين المزة، وفي المرات الأولى كنت أستطيع من خلال بساتين المزة أن أصل إلى داريا وأحضر [المظاهرات] وأنت عندما تتحدث عن داريا تتحدث عن هامش وأنا لاحقًا سوف أتحدث عن التقسيمات الإدارية. 

اليوم عندما رأينا تجارب أخرى وحتى لو أنا خرجت عن الموضوع ولكنني أتحدث عن المزة التي تعد إداريًا (ضمن) محافظة دمشق، [وتقطع] مئات الأمتار فتدخل إلى داريا التي هي [في] ريف دمشق، فالتعامل معها سواء الخدمي أو الأمني يعتبر درجة ثانية نوعًا ما والهامش يكون أكبر، وأعتقد في الشهر الرابع حضرت مرة واحدة مظاهرة وبالنسبة لي أنا لا يوجد عندي علاقات قوية قبل الثورة مع مدينة داريا ولا أعرف الأحياء، ولكنني أذهب بشكل عشوائي حتى أصل إلى مكان، وأعرف من خلال الناس أنه يوجد مظاهرة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/08/03

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في دمشق

كود الشهادة

SMI/OH/45-16/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-منطقة داريامحافظة دمشق-المزةمحافظة دمشق-الميدانمحافظة دمشق-كفرسوسةمحافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة