في شهر حزيران/ يونيو عام 2011 تمت الدعوة لوقفة(29 حزيران/ يونيو - المحرر)، وأنا لست متأكدًا، وفي وقتها كان النظام يتحدث ويقول هو ليس ضد المظاهرات ولكن يجب التقديم على رخصة، وطبعًا كان من الاستحالة الحصول على رخصة، وأعتقد أنهم قدموا على طلب ترخيص وجاء بالرفض، ولكن مع ذلك حصلت وقفة الشموع بجانب فندق "الفور سيزن" في حديقة الجلاء بالقرب من مدرسة "جودت الهاشمي" وأيضا كان فيها نخبة من المثقفين والفنانين، وكالعادة الأمن حاصر المنطقة ولكن استطعنا الدخول إلى الحديقة وتم إشعال الشموع بطريقة جدًا راقية، ومن ثم بدأ الاعتداء والتهجم من قبل الأمن والشبيحة على النخبة الموجودة داخل الحديقة، وكان يوجد دعوات أن يكون هذا الاعتصام صامتًا ولكن أذكر أنه حصلت بعض الأغاني وإشعال الشموع وأعتقد تم اعتقال عدد من الصبايا مثل ريما الدالي وغيرها، وانتهت ولكن بنفس الوقت يعود الناس ويقولون أنه هذه ثورتنا بتنوعها، وكما تعني لي المظاهرات الموجودة اليوم في الخالدية والتي في وقتها بدأنا نرى اعتصامات ومسائيات موجودة محمية في بدايات [تشكُّل] الجيش الحر أو العسكر المنشقين الذين بدأوا يحمون المظاهرات، تعني لنا بنفس الطريقة التي يعني لنا اعتصام الشموع الموجود في قلب دمشق في مناطق حساسة أمنيًا، وهذا التنوع هو الذي أثرى هذه المرحلة من الثورة حتى شهر تموز/ يوليو والاقتراب من شهر رمضان المبارك، لأنه في وقت كانت هذه المحاولات البسيطة على قلة عددها ولكن دائمًا التركيز على يوم الجمعة ودائمًا التركيز ماذا سوف يحصل في يوم الجمعة وهل سوف تستمر وتخرج مظاهرات وكم عدد النقاط، وبدأ إحصاء النقاط الموجودة، وتسمع أرقامًا بـ 100 نقطة و200 نقطة و500 نقطة في كل سورية فهذا الزخم كان يزداد شيئًا فشيئًا، ولكن نوعًا ما يوجد تركيز على يوم الجمعة، وخصوصًا في مدينة دمشق لأنها هذه هي الحالة الوحيدة التي يسمح بها بالتجمع.

الحقيقة كان يوجد همٌّ لدى ثوار دمشق وهو إبقاء الشعلة موجودة في المدينة، وهمّ النظام الأكبر هو وأد أي نوع من أنواع الحراك في مدينة دمشق تحديدًا في وقت كانت تفلت منه الأمور في بقية المحافظات، ولكن كان يوجد تركيز على مدينة دمشق لرمزية المدينة وكما نحن كنا نستلهم مشاهد الربيع العربي أيضًا النظام شاهد أو أيقن أنه كان سقوط الأنظمة من خلال ساحات العاصمة سواء في تونس أو مصر، لذلك في هذا الوقت وكما ذكرت قبل قليل أنه في يوم الجمعة وقبل أن نذهب إلى المظاهرة، كنا نتابع حتى آخر لحظة قبل الخروج من المنزل وبما أنه لديك إنترنت فتعرف ماذا حصل في عامودا شرقًا وأول صلاة تنتهي إلى أن تصل إلى بقية المناطق وحالة الإلهام التي كانت موجودة للثوار من بقية المناطق كانت عالية جدًا ومشاهد اعتصام ساحة الساعة ومظاهرات الخالدية الكبيرة أو مسائيات الخالدية بما فيها من روح وزخم وأعداد كانت فعلًا حالة ملهمة، واليوم أنت لا يمكنك إلا تأييدها وأن تفرح بها وتشعر بالغبطة للشباب والثوار في بقية المناطق، أنه هل من المعقول أنه في يوم من الأيام أو في منطقة.. فأنت تنقب أو تبحث عن منطقة بسيطة حتى تستطيع أن تفعل شيئًا مشابهًا، فكان يمكن أن يكون هناك محاولات بسيطة في برزة البلد، أو منطقة.. ، وأحيانًا كنا نذهب في الليل إلى برزة حتى نساهم بشيء بسيط أو في كفرسوسة أو داريا ولكن بالتأكيد لم تكن بهذا الحجم الموجود، والحقيقة في هذا الصيف أيضًا الذي حصل في حماة من مظاهرة وصفت بالمليونية، وأيضًا في دير الزور نصف مليونية كانت بالنسبة لنا أمرًا له أثر جدًا كبير، والتنوع الذي حصل في الأهازيج والأغاني والذي حصل في هذه المناطق كان ينتقل بطريقة جدًا سريعة، وحتى أغنية القاشوش "سورية بدها حرية" كانت تعاد وتتكرر في المحاولات الموجودة في مدينة دمشق.