اتساع نفوذ جبهة النصرة واختطاف أعضاء المجلس المحلي لتل أبيض
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:15:33:06
وبعد ذلك أصبحت المجالس كثيرة بسبب تراكم المشاكل في الرقة والخلافات بين الفصائل، والوضع في الرقة لم يطُل، وبدأت المشاكل بين جبهة النصرة وأحرار الشام وكتائب [أخرى]، وفي تلك الحالة جبهة النصرة قويت، وبدأت حالات الخطف في الرقة، ونسيت [أن] أذكر من الكتائب البارزة في تحرير تل أبيض، وهي نفسها احتوت المجلس العسكري، كتيبة اسمها كتيبة عائشة، وهي كتيبة قوية ونظيفة وكان قائدها -رحمه الله- أبو الزين (عجيل الكديم)، والشاب نظامي ونظيف، وشاركوا أيضًا في تحرير الرقة، وتم قتل قائد الكتيبة أبو عائشة، والشكوك كلها توجهت إلى جبهة النصرة وحقيقةً هم من قتلوه، وجبهة النصرة بدأت مرحلة تصفيات، كل شخص ثوري حقيقي يُخطف ويُقتل دون أن يُعلَن عنه، ودخلنا بمرحلة تصفية للشباب الثوريين الجيّدين وبدأت التفجيرات وافتعال مشاكل في مدينة الرقة، مشاكل كثيرة، ونحن نتكلم ما بعد الشهر الثالث (آذار/ مارس) والشهر الرابع (نيسان/ أبريل)..
بالرقة جبهة النصرة قويت، ولكن كان لديهم مخطّط ونحن ماشون على [بركة] الله (دون تخطيط)، وجبهة النصرة فيها عناصر متشددة [كثيرًا]، وفيها عناصر متوسطة [التشدّد]، وفيها جيش حر أيضًا، وتفكير خارجي أدخل الأجندة الخارجية وتشكيل جسم جديد تحت مسمّى جديد -وجبهة النصرة تابعة للقاعدة واعترفوا بالقاعدة- ومن داخل بعضهم بدأت تشكيلات داخلية، وانفرزوا إلى قسمين: قسم متشدد وقسم جبهة نصرة، والقسم المتشدّد بعدها لاحقًا أطلق عليه اسم "داعش"، دولة الإسلام في العراق والشام، ظهرت بوادر قوتهم بعد الشهر السادس (حزيران/ يونيو) 2013، حصلت الانشقاقات وصار موالاة، وأنت معي أو ضدي داخل الفصيل نفسه، ونحن في تلك الحالة كنّا متفرّجين (لا علاقة لنا) وبدأت المنظمات تدخل إلى مدينة تل أبيض، فجاءتنا منظمة أعتقد هولندية، جاءتنا إلى المجلس وقالوا: ما احتياجاتكم؟، وقلنا: أهم الشيء المياه، وأنا بوجودي كنائب رئيس المجلس كنت مشرفًا على الأعمال، فقمنا باجتماع مع المنظمة، وقالوا: أعطونا الدراسة، وأعطيناهم الدراسة للمياه، وشكلنا لجنة من ثلاثة أشخاص من بينهم أحمد حاج صالح وشخصان أعضاء من المجلس، وخرجوا [في] جولة ميدانية على مشاريع المياه في منطقة تل أبيض بالكامل -الموجودة تحت سيطرة الحكم الجديد- وذهبوا وهم مهندسون و[يسجّلون] عمق البئر وغزارة المياه، ويحتاج قوة محرك كذا ويحتاج بئرًا كذا، فسجّلوا كل بئر، مثلًا بئر [منطقة] العلي باجلية عمقه كذا، غزارته كذا، يحتاج مولّدة كذا حصانًا، ويحتاج تنزيلًا بعمق كذا، وسجّلوا وكل بئر مياه أو مشروع مياه جهّزوا له مولدته وما يتطلب لعملية ضخ المياه، لكن سجّلوا كل بئر ببئره، لا يصلح أن ترسل لنا المنظمة بئرًا مخصصًا للعلي باجلية، ونحن كمجلس نأخذه ونقوم بتركيبه في تل أبيض أو عين العروس، كل شيء مخصص، فاتفقنا معهم على مبدأ، يغطّون لنا المياه بالكامل، فطرحوا مشروعًا أنّه أول شهر سنركّب لكم خمسة مشاريع، ومشاريعنا متتالية حتى نغطّي جميع مشاريع المياه في تل أبيض، والمحروقات علينا والموظف الحارس الموجود راتبه علينا، واتفقنا معهم وأتت المولّدات، وأتوا بخمس مولدات تمامًا، مخصّصات لتل أبيض وللعلي باجلية ولقرية اسمها تل فندر وتل أبيض الشرقي وقرية الفارس، وهذا حسب الأولوية -هناك أماكن تصلها مياه الفرات أو متواجدة المياه- نحن اخترنا حسب الحاجة الأضرّ شيء وهكذا- بدأنا بالذي ليس لديه مياه-، مشروع تل فندر يروي 14 قرية من بينها قريتان أكراد، والباقي كلهم عرب، يعني المشروع [للجميع]، لم نكن نميّز بين عربي وكردي، وبتاريخ تقريبًا 9 تموز/ يوليو 2013 دخلت المولّدات الخمس، وأخبروني وأنا كنت في المنزل وكان الدوام منتهيًا، المولدات دخلت وقلنا لهم: ضعوها في مرآب البلدية، أنزلناها و[في] اليوم الثاني صباحًا سنوزّعها على [الآبار]، لأنه هناك لِيسْتا (قائمة) أنّه هذا [المحرك] مخصص للمشروع الفلاني وعليكم توزيعها حسب ما هو مخصص، وأي خلل [يحدث] شلنا (أخذنا) محركًا من بئر إلى بئر، عندها المنظمة لن تلتزم معنا، إذا كنّا نريد الالتزام معهم فيجب أن نقضي جميع مشاريعنا، بعد أن أنزلنا المولدات بقرابة ساعة أو أقل اتصلوا بي -المرآب- وقالوا لي: جبهة النصرة أتت وأخذت المولّدات الموجودة كلها، سيطرت عليها بالكامل، سكتنا (لم نُبدِ أيّ رد فعل)، وقلنا بكرا (غدًا) في المجلس لن نداوم، وسنعلن إضرابًا عن الدوام، نحن كمجلس نوقف الدوام، وفي الصباح -وطبعًا لم يحاولوا أن يتّصلوا بنا ولم نتّصل بهم- أتينا صباحًا إلى الدوام، أنا أتيت إلى المجلس وأخبرت أعضاء المجلس أن لا أحد يأتي إلى المجلس، ممنوع أن يدخل أحد إلى المجلس، أنا سأخاطر، وإذا أخذوني فليأخذوني، المهم ألّا يأخذوا كل المجلس، أنا سأذهب لكن مستحيل أن يدخل أحد إلى المجلس، قبل الذهاب إلى المجلس اجتمعنا في بيت أحمد الحاج صالح، وقلت لأعضاء المجلس: أنا ذاهب إلى المجلس ولكن تحت أي ظرف لا أحد منكم يدخل لأن نيّتهم نيّة سيئة (نية جبهة النصرة)، ودخلتُ إلى المجلس وكانوا موجودين -الذين أصبحوا "داعش" لاحقًا وهم كانوا جبهة نصرة- وقد جلسوا على كرسي رئيس المجلس، الشخص هو خلف الحلوس أبو مصعب أمير جبهة النصرة في منطقة تل أبيض وكان قبله فيصل [بلو]، وفيصل أخذوه [بسبب] سرقة والفصيل نفسه اعتقله وأودعه بالسجن، [قلت:] السلام عليكم [قال:]وعليكم السلام، [قلت:] لماذا أخذتم المولدات؟، وقال: أنتم أخذتم المولدة لتل فندر إلى البي كي كي (حزب العمال الكردستاني)، وقلنا له: نحن أخذناها إلى تل فندر وهم أكراد موجودون قديمون، ونحن لا نميّز بين [كردي وعربي]، والقرى التي تشرب [من البئر] كلها عربية، قال: لا، نتفاوض، قلنا: على ماذا نتفاوض؟ قال: يجب أن تعطونا مولدة لقرية قنيطرة، والتي هي قرية أهله، قلت له: لا ولله لا أعطيك إياها، لأنه في قنيطرة يوجد مياه وفي تل فندر أو خربة الفارس لا يوجد مياه، ونحن مشروع وأي خلل المنظمة تلغي [التمويل]، اصبر هناك مشروع جديد بعد شهر أو شهرين وتأتيك مولدة، قال: لا، والمولدات لن أعطيها، وتفاوضنا بين أعطي ولا أعطي، في يوم وكان أول يوم رمضان 2013 في 10 تموز/ يوليو صار أذان الظهر فخرجت لأصلّي من مكتب إلى آخر وصلّيت وانتبهت أنني مراقَب أثناء صلاتي وتحركي، فنظرت من الشباك (النافذة)، ورأيت قوات محاصِرة للمجلس، وهناك دوشكايات (رشاشات ثقيلة عيار 12,7) وأكثر من مئة عنصر يطوّقون المجلس، وفي تلك الحالة (في ذلك الوقت) انضحك على قسم من أعضاء المجلس (غُرّر بهم) وأتوا إلى المجلس، ونحن في النقاش مع أمير جبهة النصرة تفاجأت بدخول أحمد الحاج صالح -وأحمد الحاج صالح استلم الأفران من بعدي وهو نشط- وزكريا موليا من حمص، وكنا سلّمناه [ملف] الإغاثة في تل أبيض، ومحمود درويش كان يستلم الإعلام وهو من إدلب، لم نكن نميز بين أحد وآخر، فجلسنا، أربعة من أعضاء المجلس كنّا موجودين وبدأ النقاش بيننا، [قلنا:] تعطون [المولدات]، [فقالوا:] لا نعطي، وطبعًا كان معه قوة من تل أبيض ومن الكتائب الذين كانوا من الجيش الحر -الحرامية- انضمّوا إليه، وقلت له: لن نقبل، وقال: أنا أعرف إذا أنت قلت نعم، ستعطون، وإذا قلت لا، لن تعطوا، وقلت له: وأنا قلت لا، ولا يمكن التفاوض معكم، وحتى ذكرتُ كلمة لاحقًا قلت له: متى تأتيكم الطائرات الأمريكية؟ والله لتلقطكم (تستهدفكم) واحدًا تلو الآخر، وتقتلكم، وأنا لم أكن خائفًا منهم، ووصلنا لنقاش صفر (بلا نتيجة)، وأنا واضع في جيبي مفتاح السيارة وكان معي لِيسْتا (قائمة) أغراض من أجل الفطور-تعرف أنه أول يوم من رمضان-، وفجأةً هبّوا علينا وأعطى أمرًا: اعتقِلوهم، دخلوا علينا جبهة النصرة وأول شخص اعتُقل أحمد الحاج صالح، وهو مكروه بالنسبة لهم، فوضعوا يديه خلفه وكلبشوه (قيدوه)، وزكريا موليا لا لم يقيّدوه، أنا قال لي: أعطني ما لديك من أغراض، وكان معي مسدّس وسلّمتهم المسدس -لن تستطيع المقاومة- وسحبت المفتاح والورقة من جيبي وأعطيتها لشخص كان موجودًا، وقلت له: أوصلها لأهلي -عرفنا أنفسنا أننا سنُعتقل-، اعتقلونا نحن الموجودين في المجلس أنا وأحمد الحاج صالح وزكريا موليا وفارس القواس، ووضعونا في السيارة، ونحن خارجون لنركب في السيارة صاح خلف الحلوس [قائلًا]: محملينا منّية (تمنّون علينا) في تشكيل المجلس؟، اذهبوا ونادوا فلانًا وفلانّا وشكّلوا مجلسًا، لا نريد مجلس هؤلاء، وأرسلوا دورية من عندهم، وأتوا بالأستاذ حسّان من منزله وذهبوا إلى البوابة وأتوا بشخص آخر من أعضاء المجلس، وكنّا نحن ستة أشخاص، وأُخرجنا خطفًا بوضح النهار الساعة 01:00 ظهرًا، وذهبنا ونحن صائمون ووصلنا -وهم كان مقرهم [مبنى] المحافظة وكانوا يسكنون في المحافظة في الرقة- خطفونا إلى الرقة، ونزلنا في المحافظة وعيوننا ليست مطمّشة (ليست مغطّاة)، ويدي أنا ليست مكلبشة (غير مقيّدة)، فقط أحمد الحاج صالح كان مكلبش (مقيّداً)، ففكوه وانتظرنا خمس دقائق وهنا وصلنا إلى قيادتهم، القائد العام لهم في الرقة هو علي الشوّاخ أبو لقمان.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/05/25
الموضوع الرئیس
سلوك جبهة النصرةكود الشهادة
SMI/OH/41-21/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
أمني
المجال الزمني
4-7/ 2013
updatedAt
2024/08/13
المنطقة الجغرافية
محافظة الرقة-مدينة تل أبيضشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جبهة النصرة
حركة أحرار الشام الإسلامية
الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش
المجلس المحلي في مدينة تل أبيض
كتيبة عائشة أم المؤمنين - سلوك