مشروع الشرطة والاعتقال لدى "جبهة النصرة"
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:21:13:11
كما أسلفنا المجالس المحلية التي تشكلت فتحت أمامنا أفقًا كبيرًا للتواصل مع المنظمات، وكانت نشطة في ذلك الوقت في تركيا ومن خلال هذا الأمر كممثلي مجالس محلية تواصل معنا شخص اسمه مهيار بدرة، وهو ممثل شركة "أجاكس" وهي شركة كانت تعمل على مشروع الشرطة الاجتماعية، وهذه الشرطة في المناطق المحررة على امتداد الجغرافيا السورية وبناءً على دعوة أتينا إلى تركيا وطرحوا أن يكون في ريف اللاذقية كمجالس محلية، وأنا كنت متحمسًا لهذا المشروع، وخاصة أنَّه يتطرق إلى حفظ الأمن بطريقة اجتماعية بحتة، وكان هناك عصف ذهني، وكانت بعض المقترحات أن نقوم بمجالس أعيان بدل أن يكون مشروع شرطة ويكون مجالس أعيان مقتبس من التراث، وكل المشاكل في تلك القرى كانت تُحل في أماكن صغيرة سواء في مضافة أو غيرها، وهي مقتبسة من التراث، ولاقت استحسان الحضور والقائمين على المشروع لهذه الفكرة، وتم العمل عليها مع مشروع استلمه العميد قنيفدي (تركي مصطفى قنيفدي)، وهو مشروع شرطة ونحن كمجالس محلية كانت مهمتنا الرقابة والإشراف على هذا المشروع، وهذا المشروع كان المحور الأساسي لاعتراض أكثر عنفًا وتحديًا، وتصادم مع القوى المتشددة، وكان سببًا في إرسال مفرزة إلى منزلي واعتقالي بالإضافة إلى نشاطي الفني وكان لا يعجبهم، ولكنهم متغاضون عني وهذه الشعرة التي قصمت ظهر البعير وهذا الكلام في 2014.
هم أعلنوا أنهم أصدقاء وأنَّ قائد الكتيبة سيتكلم معك كلمتين في الساحة، وهم لم يعلنوا عن أنفسهم، وكانوا طليقي اللحى ومحفوفي الشوارب وقلت: لا يمنع طالما الموضوع فقط لقاء أو يريد شيئًا، وحين وصلت قريبًا من السيارة [فإن] الذي يقف ورائي ركلني إلى الداخل، وانطلقت السيارة بسرعة، ولاحقًا عرفت أنَّهم هم جبهة النصرة، وفي ذلك الوقت لم يكن هناك ما اسمه هيئة تحرير الشام، واقتدت مطمشًا (معصوب العينين) وشبيه بآلية الاعتقال في المعتقلات الأمنية للنظام ذات الأسلوب والعقلية شخص من هنا وهناك وأنت مطمش وبسرعة هائلة خرجت من القرية خوفاً من اعتراض بعض الأهالي أو بعض الشباب من الجيش الحر؛ لأنَّ العملية بمثابة اختطاف، واقتادوني إلى الآن لا أعرف، ولكن لاحقاً ربما يكون سجنًا قريبًا من بداما (بلدة تتبع لمنطقة جسر الشغور) أو كذا هنا لديهم أماكن، ولكن أنا لا أعرف، ولست متأكدًا أين اقتادوني، وكانت الدنيا (أيام) رمضان في عام 2014 ومكان الاعتقال منفردة، وكان هناك قرآن [مصحف] فقط لا غير وفي وقت السحور أتوا لي بتمر، وأكلت تمرًا وبقيت أقرأ القرآن، و[في] صباح اليوم التالي اقتادوني أيضاً مطمشًا والعصابة على عيني، ولا أعرف [إلى] أين ولكن يبدو أنَّني صعدت أربع درجات، وبدأ التحقيق أنت تمارس أنشطة مخالفة للشرع والدين وبالإضافة إلى النشاط الأخير نحن معترضون عليه كليًا، والأمن من مهمتنا ومن أنتم؟ وأنتم تعملون على مشروع الشرطة، وهذا الذي سمعناه وعرفناه، وهذا الذي تم توارده وقلت: نعم صحيح، ولكن نحن حتى المشروع المطروح لدينا كأمن لا يحمل سلاحًا وإنَّما فقط لفض..، ونحن اقترحنا هذا المقترح أن تكون مجالس أعيان وهي لفض الخلافات الشخصية بين المدنيين، ولا شأن لحملة السلاح في هذا الموضوع، ونحن مشروعنا كله إذا حصل خلاف بين أخ وأخيه على ورثة [ أو] على حالة طلاق تنحل بطريقة سلمية بدون إزعاج أي شخص من الطريقة التقليدية التي كانت تجري من تراث الأجداد. وقالوا: إذا أردت أن تخرج من هنا ستتخلى عن الأفكار. فقلت لهم: نتخلى ونحن المهم الحرية لدينا. ووقعوني على تصريح لا أعرف ما هو، وأعادوني إلى الزنزانة، وبعد 48 ساعة أخرجوني بدون أي سؤال آخر وبسيارة أعتقد نفس السيارة التي أتت بي إلى مشارف القرية وأنزلوني، وقالوا: نحن سنترك ولا تنزع العصابة حتى نختفي وتسمع صوت السيارة [قد] غاب، وأنا لم ألتزم بالتعليمات، وهو أوقفني، ولمحت السيارة وهي من الجيب عالية، ولم ألمح الرقم، ولاحقًا علمت أنَّهم جبهة النصرة؛ لأنَّه في اليوم التالي مباشرة وللأمانة وضع في جيبي ألف ليرة أنَّ هذا مصروف الطريق، ونحن أزعجناك ومتأسفون، وهكذا كانت العبارة ووصلت إلى القرية، وفي اليوم التالي صباحًا -أنا كنت مقيمًا بقرية كلدة- وصلتني دعوة من المحكمة لـ [جبهة] النصرة في الناجية، وجلست أقلب في رأسي وذاكرتي تجربة اعتقال النظام، وأتتني هذه الدعوة، وأبلغت شباب أبي رحال وأبي حمزة وبعض الفصائل الذين أمون عليهم، وكانت ملامح الفرقة الساحلية الأولى تشكلت، وقلت لهم: هذا ما حصل معي. وقالوا: اذهب وطالما معروف المكان. وحاولوا سابقًا أن يخرجوني، ولكن لم يعترفوا أنهم اعتقلوا هذا الشخص، وذهبت إلى المحكمة، وتأكدت أنَّهم نفس الجهة؛ لأنَّهم كرروا ذات الأسئلة وذات التحذيرات، ولكن بصيغة -هذه المرة- نصيحة وليس تحقيقًا وأنكم ناس متدينون ومعروف عنك كشخص ومعقول أن تقوموا بشيء مخالف للشرع وهذه الأمور؟! والتحقيق الذي استمر ساعة كان نصائح، وإذا لديك طموحات ناحية الإدارة نحن لدينا مجالس محلية تريد الانخراط معنا، أهلًا وسهلًا ليس لدينا مشكلة. وقلت لهم: الله يوفقكم ونحن محاولتنا من منطلق سد الفراغ وطالما أنتم تسدون الفراغ الله يعطيكم العافية. وقالوا: لا أنت شخص صاحب خبرة وشخص معروف في المنطقة. والمهم خرجنا بسلام والأمر كان كذلك، وحقيقة هذا المسمار الأخير في نعش النشاط المدني بالنسبة لي على الأقل وكنت متوجسًا ولا أريد الدخول في مشاكل، وانكفأت كليًا عن أي نشاط علني على الأقل، ولا يوجد مجال في هذه الأجواء فانكفأت عن أي عمل آخر حتى دخلنا في عام 2015.
نشاطي المخفي هو استمرار التواصل مع المنظمات الموجودة وآتي إلى تركيا وأقوم بدورات تدريبية وشبكة أمان لم أقطعهم نهائيًا، وبقيت المسؤول الأول في ريف اللاذقية حتى الآن، ولكن لا تستطيع أن تقوم بنشاط علني وكنا قد أقمنا مقرًا لها وزارني الكثير من الصحفيين من "أورينت" وكثير من الصحفيين اطلعوا بشكل مقرب على الأنشطة الموجودة، منها الاستمرار في عمل مجلس الأعيان ولم نعكف عليه، ولكن أنا لم أكن في الواجهة من وراء الستار، ومجلس الأعيان تشكل في عام 2015 في كثير من المناطق، ولم يواجه مشاكل لأنَّ غالبية الذين تصدروا المشهد في القرى لديهم علاقات مزدوجة، وبدأت الملامح تتبين وهم منخرطون في أي مشروع يجب أن يكون لديهم عين ساهرة، وحتى مشروع الشرطة لاحقًا نُفذ، ولكن أغلب عناصره من جبهة النصرة؛ لذلك أنا كنت بعيدًا كل البعد عنه وعن متابعة مسيرته، ولكن تنفذ المشروع، ودخلت معدات وموتوسيكلات (دراجات) جبلية، ولكن المشروع رُسِم بشكل ما ودُرس بشكل ونُفذ على الأرض بشكل، ومثلًا: شرطة اجتماعية لا يجوز [لها] حمل السلاح، ولكن هم كان لديهم مغريات ومرتبات الشرطي (300 دولار) لماذا تريدون أن تحرموا هذا المشروع الجيد والمفيد؟ فهم وضعوا عناصرهم وموجود عناصر في مشروع الشرطة الحرة وتوزع المخافر بحسب توزع البلديات مثلما هناك خمس بلديات هناك خمس مخافر، ولكنها مقر للنصرة وليسوا شرطة حقيقية والمغريات المادية جعلتهم ينفذوه شكلاً ومضموناً لا يوجد شيء.
ولكن كمشهد كنا نراه وكان مخفر الشرطة الموجود في سلمى بمثابة فرع أمن مهدد وخطير، وهو المعلن أنَّه من أجل حماية الممتلكات، ولكن حقيقة هو موجه ضد من يخالفهم، وهذا الأمر الأساسي لاحقًا، حتى نديم بالوش اعتقل لاحقاً واتهم بجريمة إعدام رياض الأحمد الذي تسربت صوره والتفاصيل لا أعرف إلَّا من خلال متابعات كنوع من الفضول كيف انتقل من عند أبي فارس العيدو إلى "داعش"؟ وما هي الصفقة التي تمت بينهم؟ ولماذا أعطوهم إياه؟ رغم أنَّه كان عند اللجنة السباعية والمكونة من سبعة مشايخ موكلين للتحقيق معه، وتفاجؤوا أنَّه انتقل في ليلة وضحاها إلى أبي أيمن العراقي (قيادي في داعش)، وهذه التفاصيل لم أكن جزءًا منها ولا أعرف ما نقل عنها.
الهيئة الشرعية في جبل التركمان كانت لمشايخ من اللاذقية والجبل، وهم الذين أسسوا تلك الهيئة الشرعية أما الأخرى ليست فقط هيئة شرعية، وهي المحكمة التابعة للنصرة والأحرار (حركة أحرار الشام) أيضًا في بداما قاموا بهيئة شرعية أخرى، فكانت لدينا ثلاث هيئات شرعية تقوم بنفس الأدوار، وهذه كان عليها اعتراضات: إما [أن] تنخرطوا معنا أو تحلوا نفسكم كما حصل مع المجالس المحلية، وهذه المسألة كانت دقيقة رغم أنَّ الشباب عملوا عليها بإخلاص وجهد، وكان جهدًا مشكورًا، وكانت رديفًا للمجالس المحلية وليست مناهضة لهم وبمثابة هيئة قضائية للمجالس المحلية بدون أي سلطات تنفيذية وليس لديهم إمكانية لذلك، ولكن الشرع هكذا يقول في هذه الحالة أو تلك، ولكنه لم يستمر طويلاً هذا الأمر سواء الهيئة الشرعية في جبل الأكراد أو التركمان لم يستمر كثيراً وضاع في آلية التهديد أو بعضهم من مشايخ الجبل استطالت ذقنه أكثر وحف شاربه وذهب إلى الهيئة (هيئة تحرير الشام) أو الأحرار الذين [هم] قادرون [أن] يحموه ويلبس لبوسهم حتى لو لم يكن مقتنعًا.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/12/14
الموضوع الرئیس
سلوك جبهة النصرةكود الشهادة
SMI/OH/62-07/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
أنطاكيا
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2014-2015
updatedAt
2024/04/26
المنطقة الجغرافية
محافظة إدلب-بدامامحافظة اللاذقية-جبل التركمانمحافظة اللاذقية-جبل الأكرادمحافظة اللاذقية-محافظة اللاذقيةمحافظة اللاذقية-سلمىشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جبهة النصرة
الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش
قناة أورينت / المشرق
الفرقة الأولى الساحلية
الشرطة الحرة
الهيئة القضائية لحركة أحرار الشام
الهيئة القضائية في جبل التركمان