هنا صار اللقاء بقائدهم، وعرفنا أنه علي الشواخ أبو لقمان موجود، وأرسل لنا مندوبًا من عنده اسمه أبو حمزة رياضيات، وجلسنا،[قال]: خير لماذا جاؤوا بكم؟ -وطبعًا يضحكون علينا (يستغفلوننا) أنَّه لا أحد يعرف القصة- وقلنا: من يتكلم؟ وتكلم الأستاذ زكريا موليا، وأراد أحد العناصر أن يزيل علم الثورة، وقال: هذا علم الصحوات والكفار، فقالوا: اتركوه هو وعلمه لا نريده، وقلنا: قصتنا كذا وكذا أتينا بمولدات ووزّعناها هكذا وهكذا، وقال أبو حمزة: أنتم عملكم نظامي وأشخاص سمعتكم جيدة ونظيفون وتعملون للبلد وأموركم سليمة مئة في المئة، لماذا يخطفكم هذا (خلف الحلوس)؟، عودوا لمقر عملكم -ونحن علّقنا عملنا طبعًا- وستجدون مولدات المياه أمامكم، خذوها واعملوا كما تشاؤون، نحن لا نتدخل بكم، وكان الكلام جيدًا، وهنا الوقت أصبح العصر لم نعُد نلحق الإفطار في تل أبيض، فخرجنا إلى بيت لنُفطر، وخبّرَنا (اتصل بنا) فراس الحاج صالح وخرجنا إليه الكل -الستة مخطوفين- وأقام لنا الإفطار الرجل وأفطرنا عنده، وخبّرنا (اتصلنا) على نفس السيارة التي خطفتنا، أنَّه تعال خذنا وأعِدْنا لتل أبيض كونك عائدًا إلى هناك، وقالوا لي الشباب: لا، نأخذ سيارة ونذهب على حسابنا، قلت: لا لن نذهب إلّا بسيارتهم نحن ليس علينا أي شيء، وأتانا الشخص نفسه -وهو قُتل لاحقًا- وصعدنا بالسيارة وهي مكيّفة وكان الجو حارًا حينها والسيارة فان مغلقة (سيارة تتسع لستة ركاب أو ثمانية)، وركبنا ومشينا باتجاه تل أبيض وهواتفنا معنا، وأنا مسدّسي لم يكن معي كانوا قد صادروه والهواتف معنا، ورجعنا، على الطريق ونحن نتكلم كلامًا طبيعيًا ونحن نعرفهم هم من أبناء البلد، وقبل أن نصل عين العروس قلنا له: أنزل أبو ثابت الأستاذ حسان كون منزله هناك، وقال: لا، خبّرني (اتصل بي) الشيخ وقال: أحضرهم إلى هنا ثم يخرجون من عندي، وهذا لفظ الشيخ والأخ هم يقولونها، والشيخ طبعًا هو لا يقرأ ولا يكتب، شخص دُبّ (جاهل) وصار علينا شيخًا، هذا خلف الحلوس، وطلعنا ولم يُنزلوه، وتابعنا وكانوا ساكنين عند المخفر ونزلنا عند المخفر، وحين رآنا كأنَّه رأى أفاعي، ووضع النقاب فورًا وهو شكله مُزعِج وعليه لفحة من نار جهنم، وقال: لماذا أخرجكم هذا أبو لقمان؟ هذا لا يفهم، أنتم لا يجب أن تخرجوا، وقال: ضعوهم في السجن، وسجننا جميعًا وأخذ شخصًا من جماعتنا على طرف، ونحن وضعنا في السجن، وهذا الكلام في حدود [الساعة] التاسعة والنصف في الليل، وماذا تكلم مع عضو المجلس لا نعرف حاليًا، ولم يرجع إلينا عضو المجلس، وبعد فترة ساعة طمشوا (أغلقوا) أعيننا وكبّلوا أيدينا، خطف نظامي، ووضعونا في سيارة وذهبنا ولا نعرف أين نحن ذاهبون، وبعدها اكتشفنا أنَّ ذلك الشخص باعنا، وطلع (اتّضح أنه) عميل لهم، واسمه ثامر الطحري، وله قصة هذا الرجل، بعد ما خرجنا عمل في المجلس الذي بعدنا وبعدها عمل مع "داعش" ومع البي كي كي، وحاول في مرحلة لاحقة أن يعمل في المجلس الجديد ولكن كوني موجودًا قمت بطرده، وإذا ذهبت أنا ربما يصبح رئيس مجلس لا نعرف!، والمهم [كنا] نمشي على الطريق وهو طويل ونتكلم مع بعضنا وتوقعنا أننا ذاهبون باتجاه الموصل، وهم بعد ما أخذوا [المناطق] صار لهم أماكن شاسعة وواسعة، وطوّلنا (استغرقنا) في الطريق أكثر من ساعتين ونصف، وتوقعنا أنفسنا في غير مكان (مكان بعيد)، ولفّ على طرف بالسيارة ويوجد بحص (حصى) تحت الدواليب ونزلنا عند مقر، أنزلونا وفكّوا عيوننا وهناك مباشرةً غرفة واكتشفنا لاحقًا أنها شركة كهرباء بالمنصورة على سد البعث في الطبقة، وهو مقر خطف ومعتقل، و[بدأ] ينزل، ونزل أحمد الحاج صالح أول شخص، [ويكتبون:] الكافر المرتد عميل الائتلاف والناتو، وكان شخصًا يكتب التهمة للسجناء، [وقالوا:] لفارس الكواس: أنت ماذا تعمل؟ -دليل أنَّه خطف لا يعرفون ماذا يعمل- قال: مكتب مالي، قال: سجّله حراميًا (سارقًا)، هذا يستلم المال، وزكريا موليا [قالوا له:] أنت ماذا تعمل؟ قال لهم: بالإغاثة، [قالوا:] أنت حرامي، وأتى الدور عليَّ -جعل منّي آية-  وائل حمدو وما أدراك ما وائل حمدو، عميل للائتلاف، كافر، لا والله ليس كافرًا بل يصوم ويصلّي وحاجّ بيت الله، لا نستطيع أن نقول ذلك (يتكلمون باستهزاء)، وليس عميلًا للناتو، هذا عميل للائتلاف، وحرامي لديه معامل وعنده كذا، وذكر كلمة ومشى قال: "لا أحد يتكلم معهم ولا شيئًا"، وأودعونا في السجن وذهبوا.