أحداث الاعتقال في السجن وما تلاه
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:20:54:06
وبقينا في السجن والأوامر علينا ألّا يتكلم أحد معنا، [بعد] أربعة أيام حققوا معنا وأطلقوا سراح أربعة منا، وبقينا أنا وأحمد الحاج صالح في السجن في اليوم الخامس وما بعده، وبقينا في السجن [إلى ما] بعد العيد بثلاثة أيام ولا يوجد تحقيق معنا ولا شيء، ويأتون لنا بالطلب الذي نريده داخل السجن، لم يضربنا أحد ولم يزعجونا، طلبنا لباسًا جاءنا لباس، تصوّر أنا طلبت قهوة وأتوا لي بها، اللحم يأتي والبندورة (طماطم) والكولا، يحضرون ورقة وقلمًا، و[يقولون:] الذي يريده الحاج وائل أعطوه إياه -أنا كنت الإمام في السجن- ونحن كوننا صائمين نقوم بـ [طبخ] فطور في السجن وكان لدينا سخانة كهرباء ونحن في شركة الكهرباء، ومرات يصل عددنا إلى ستين شخصًا في الغرفة، وكان في يومها المُفطر (في رمضان) يأتون به [للسجن]، ويُخضعونه لدورة يومين أو ثلاثة، نعلّمه على الصلاة ويخرج من السجن، لم يزعجونا أبدًا، وأتى العيد ولم نخرج من السجن، ويأتينا زيارات أبو لقمان (علي موسى الشواخ - المحرر) على السجن ويبدأ تحقيقًا، من أول مدخل البوابة يبدأ من اليمين يحقّق، ويصل إلينا أنا وأحمد الحاج صالح فيقفزنا (يتخطّانا) ويذهب للذي بعدنا، ومرّ علينا أكثر من أربع مرات ولا يسألنا ولا سؤالًا، حتى جاء العيد لم يعد هناك مساجين، وكان عدد السجناء 7 أو 8 أشخاص، من بينهم أنا وأحمد الحاج صالح، التفت إلينا الشرعي الذي كان موجودًا -هو جزّار (قَتلَ كثرين) طبعًا- ويقولون له (يسمّونه) أبو علي الشرعي، قال يا شباب -والله العظيم- لا أعرف عنكم شيئًا، لو أعرف أنكم عملتم شيئًا كنت ذبحتكم وخلصت (انتهيت) منكم، ولكن ممنوع أتكلم معكم وأحقّق معكم، ولا أعرف عنكم شيئًا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، الله يصبّركم، -يعني رأف لحالنا هذا الشرعي القاتل- قال: لو أعرف أنكم فعلتم شيئًا وعليكم تهم فأنا قتلت 100 شخص، لقتلتكم أيضًا ورميتكم للكلاب، ولكن ليس لديّ دليل عليكم، ولم أسمع عنكم أنكم سيّئون، وفي اليوم الثالث بعد العيد كنّا نائمين وكانت الساعة 12:30 في الليل، صلّينا العشاء ونمنا، ومنذ ثلاثة أيام لم يأتِ إلينا أحد أبدًا، سكون رهيب، والمساجين بدؤوا يتساءلون: لماذا لم يعودوا يأتون؟، وقلنا: دعهم نتمنى أن يأتوا ويقتلونا، فيقولون: نحن الذين سنتعرض للقتل، أنتم لا يهمّكم الأمر، -الله لا يجيبهم (يأتي بهم) علينا-، المهم في الساعة 12:30 سمعنا صوت دواليب (عجلات) [سيارة]، والمكان كان مفروشًا بالحصى الفراتي، وفتح الباب ونفس أساليب النظام عند دخول الشيخ يجب أن تدير ظهرك إلى الجدار كي لا تراه، وعرفناه كان يرتدي شحاطة لونها أصفر، ويرتدي بيجامة ومشكلها (يرفعها قليلًا للأعلى) وأرجله ليس بهم شعر، وعرفته أنَّه أبو لقمان، وهو عمره بالأربعين [عاماً]، وقد درس [في كلية] الحقوق، ولكن ليس متخرجًا، ونكشت أبو يزن (نبّهته بإصبعي) وقلت: أبو يزن اجلس سوف نخرج أنا وأنت، وأول ما أتى فتح [الباب] وتكلّم مع مساجين اثنين أو ثلاثة، والتفت إليّ، ولأول مرة يتكلم معنا، وقال: أستاذ وائل ماذا لديك أمانات؟، وقلت: ليس لديّ أي أمانة، ساعتي بيدي ومفتاح منزلي بجيبي ومصاري (أموال) ما معي (ليس عندي)، وهاتفي ليس معي، وقال لأحمد الحاج صالح [هل لديك أمانات] قال: نعم هاتف، فقال: أحضروا له التلفون، وقال: هل تخرجون؟، وقلنا له: نحن لن نخرج، أصبح عندنا [جرأة] لأننا لم نفعل شيئًا، تشعر بقهر وظلم، وقال: ماذا تريدون؟ قلنا: لن نخرج، وقال: ما شروطكم؟ قلنا له: كل شخص اتهمنا يجب أن تضعوه في السجن، وكل شخص كتب بنا تقريرًا يجب أن يُحاكَم، قال: موافق، سأحضرهم جميعًا، وقلت له: اكتب لنا كتابًا -نحن الآن إذا خرجنا من عندك أنتم معروفون [سيقال:] إما دفعنا المال وخرجنا وإما أننا مذنبون وخرجنا- اكتب لنا كتابًا خطّيًا بيدك أنت [أننا بريئون]، وقال: أعطوني ورقة وقلمًا، [وكتب]: تبيّن لدينا أن السيد وائل الحمدو والسيد أحمد الحاج صالح جماعة شرفاء وجيدون واتُّهموا بكذا وكذا، وقلت له: اختم ووقّع، وفعل ذلك وأعطاني الورقة ووضعتها في جيبي، والورقة لا زالت عندي أحتفظ بها لنفسي، قلنا له: لدينا أغراض، وقال تأخذونها مباشرةً حين تذهبون، وعرض علينا: بايِعونا، وقلت له: لا أبدًا نحن لا نبايعكم، وقال: أنتم مزعوجون [الآن]، عشرة أيام [فكّروا وأخبرونا]، هذا رقم خاص وأي شيء تريدونه أخبروني، وقال: نضعك وأنت أستاذ ومدير بنك نضعك وزير المالية لدينا، قلت: في تل أبيض؟، قال: لا في الموصل، على مستوى دولة، وقلت: لا أقبل، وقال: أنتم مزعوجون، اذهبوا عشرة أيام وعودوا، وبعد ذلك نتناقش، ونحن في السجن هناك تغييرات حصلت، حدثت معركة في تل أبيض ونحن ليس لدينا علم، حدث بتاريخ 13 الشهر السابع (تموز/ يوليو) هجوم من البي كي كي (حزب العمال الكردستاني) على تل أبيض وصارت حرب بقرية اليابسة وسقط شهداء وجرحى، والذي خطفنا وكان سائق السيارة [في أول مرة] قُتل، والثاني قُتل أيضًا في معارك البي كي كي، فحين أتى قلنا له: نريد حقنا من فلان وفلان، وقال: إن شاء الله، وقال: بايعنا، قلنا: لا نبايع، وقال لنا: كم يومًا لكم مسجونون؟، قلنا: 33 يومًا، وقال: تعوّضونهم عن كل يوم سجن 5000 ليرة سورية، قلنا: لماذا؟ قال: لأنكم بريئون ونحن لا نظلم أحدًا، وقلنا له: نحن لا نأخذ أموالًا وقصتنا لا تُعوّض بمال، نحن سُجنّا وانتهى [الأمر]، وقال: ليس لديكم مال لتذهبوا، وعدّ لنا مصاري (مبلغًا) 20 ألف [ليرة] سورية، قلت له: يكفي، وأخذت الـ20 ألفًا فقط، وقال: [هل] تريدون شيئًا آخر؟، قلنا: لا، نحن لم نعُد نريد منك شيئًا، وكنا فقط نريد الخروج والصعود بالسيارة، وقال: لا، هناك معارك بيننا وبين البي كي كي، لا تخرجوا في الليل، تذهبون لعند الشرعي وتنامون عنده حتى الصباح، وعند الصباح يوصلونكم إلى البيت، فنحن ذهبنا إلى شخص آخر على المنصورة كان معنا بالسجن، ونمنا عنده، وفي الصباح خبّرنا (اتصلنا) وأتتنا السيارة وأتى إخوتي بسيارة الأستاذ حسّان وأخذونا وخرجنا، طبعًا ذقوننا كانت كثيفة، وانتهينا من الخطف ووصلنا [إلى] أهلنا وجلسنا، وبدأت تأتينا الزيارات إلى البيت، ولكن في تلك الحالة المجلس [المحلي] انتهى، وقلت له: أريد سببًا، لماذا اختطفتمونا وسنسامحكم بكل شيء؟ ولكن أريد سببًا منطقيًا لخطفنا، قال: لا يوجد سبب، وقلنا: هل نحن سيئون؟ قال: لا لا، أنتم لستم سيّئين ولستم حرامية (لصوصًا)، وأنتم أناس جيدون، وقال: أنا أعرف أخاك وهو لا يخطئ، وأنتم من عائلة راقية وديّنون (أصحاب دِين)، [قلت:] طيّب ما السبب؟، قال: سأقول لكم بصراحة، نحن أقصيناكم وخربنا المجلس المحلي لإقصاء الحالة المدنية، القائمون عليها أنتم، نحن قضينا على الحالة المدنية والقوانين الوضعية التي تعملون بها، ونحن دولة وسنقيم دولة -ونحن لا نعرف بعدُ ما [هو] حاصل، صارت دولة العراق والشام، و[حدثت] انشقاقات..، وخرجنا وإذ بهم يسيطرون شبه سيطرة كاملة، ونحن خرجنا في الشهر الثامن، وكان واضحًا سيطرتهم حتى على أحرار الشام، أحرار الشام كانت مكسورة وهم مسيطرون، وجلسنا في المنزل قرابة عشرة أيام ولم نقبل العمل معهم، فخرجنا إلى تركيا، وخطفوا إخوتي الاثنين، وبقوا ستة أشهر وتركوهم، وأتيت أنا إلى تركيا، وتركت [المنطقة].
الحوادث التي حصلت في السجن -طبعًا نحن كان ممنوعًا أن يضربنا أحد- كان هناك شخص قاتل ومحكوم بالقصاص، ومنظر أحد الشرعيين -أبو علي الشرعي- حقيقةً يشبه [الممثل] بمسلسل طاش ما طاش ناصر القصبي، فيه شبه كبير منه، فجاءنا وكان يريد أن يعطينا درسًا وموعظة، فوشوش [أحدهم] وشوشة: "جانا طاش ما طاش"، وسمعوه، وأخرجوه من السجن إلى غير غرفة، ونحن طبعًا نقلونا، كانوا يريدون تركيب مكيف غاز، وإذ أتى ومعه خمسة أو ستة عناصر وسحب الرجل، ويقول له: أنا طاش ما طاش مو؟ (أليس كذلك؟)، أنا قاضٍ -طبعًا هو لا يقرأ ولا يكتب- (أمّي)، وضربه أكثر من 200 كرباج (سوطًا)، الدماء بدأت ترشح منه، والرجل معه [مرض] قلب وما قلب (أمور أخرى)، وبدأ يُراجع (يتقيّأ) من القتل (الضرب)، وذبحه ذبحًا (آلمه إيلامًا شديدًا)، وكانوا (أهله) يريدون أن يدفعوا عليه فدية ويخرجوه، لكن من أجل هذه الكلمة أخذه واقتصَّ منه وأعدمه، وفي يومها (في فترة السجن) كان هناك أربع حالات قتل في السجن، اثنان جُرم زنا، وواحد جرم قتل، وواحد لا أذكر قصته، أربعة تم قتلهم في السجن، لكن كان سجنًا رهيبًا، وكان مدرسة وتعلّمنا منه على الصبر والتحمّل.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/05/25
الموضوع الرئیس
سلوك جبهة النصرةكود الشهادة
SMI/OH/41-23/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
أمني
المجال الزمني
7/2013
updatedAt
2024/08/13
المنطقة الجغرافية
محافظة الرقة-سد البعثشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
جبهة النصرة
حركة أحرار الشام الإسلامية
الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش