الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تجمع النازحين في مخيم "يايلاداغ" واللقاء مع أحد أعضاء الإخوان المسلمين

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:14:12

ثم أسعفوني إلى تركيا ودخلت إلى تركيا وأخذوني إلى مستشفى في هاتاي اسمها مستشفى ssk، وكانت يدي مكسورة وأعطوني مهدّئات وعالجوني وحددوا لي موعد عملية بعد عدة أيام وأجروا لي العملية، وبقيت في المستشفى حوالي عشرة أيام، ثم خرجت من المستشفى إلى مخيم ييلداغ (قرب مدينة أنطاكيا) يعني تقريبًا في  15 أو 14 [حزيران/ يونيو]، وهذا كان أول مخيم للاجئين السوريين، ويوجد فيه أشخاص من مناطقنا والذين أبناؤهم معروفون في الثورة أو عائلتهم معروفة في الثورة، وهربوا إلى هذا المخيم، والقسم الأكبر كان من مدينة جسر الشغور لأن الجيش تحرك باتجاه جسر الشغور بتاريخ 10 حزيران/ يونيو.

لكن أريد أن أتحدث عن قصة حصلت معي في المستشفى يجب أن أحكيها للتاريخ وحتى يعرف الناس مع أي فئة من الناس نحن نتعامل، عندما كنت في المستشفى كان معي خط تركي، فأنا كما تحدثت قبل شهر دخلت إلى تركيا واشتريت هاتفًا وخط إنترنت 3 جي تركيًا، وأخذت كل ما نحتاج من أجل بث المظاهرات أو تحميل المظاهرات، وأخدت تلفونًا لي بشكل شخصي (خط تركي) فجاءني اتصال من شخص وعرّف عن نفسه وقال: أنا من ريف جسر الشغور وأنا أبو خالد زرزور وأنا من الإخوان المسلمين، وقال: لقد جئت اليك إلى المستشفى ولم أجدك وكنت أريد أن أراك بشكل ضروري، وعندما قال لي أنا من الإخوان المسلمين أصبحت أودّ أن ألتقي بهذا الشخص، لأننا في سورية جيلنا لم يلتقِ مع شخص يقول أنا من الإخوان المسلمين، وكنت أريد أن أعرف نوع هؤلاء البشر والناس، وقد أكد وقال: هل تحتاج إلى شيء؟، فقلت له: لا أنا لا أحتاج إلى شيء أبدًا، وقلت له: وأنا أيضًا أودّ رؤيتك، ووعدني أنه سيراني في اليوم الثاني، وفي اليوم الثاني على الموعد لم يأتِ، فاتصلت به وقال: اعذرني أنا لم أستطع القدوم، وسألني: هل تحتاج إلى شيء؟ وهو يؤكد: هل تحتاج شيئًا؟ فقلت له: لا، ولكنني أود رؤيتك، وأنا كنت أريد رؤيته حتى أعرف وأتعرّف إلى هذا الإنسان من الإخوان المسلمين، لأننا لم نعاشرهم في سورية، فقال: غدًا سآتي إليك، وفي اليوم الثاني أيضًا لم يأتِ في الموعد، فاتصلت معه وأيضًا كرّر نفس حديثه وقال: إذا تحتاج إلى شيء سآتي إليك، فقلت له: أنا لا احتاج إلى شيء، وأيضًا وعدني مرة ثالثة، وأيضًا عدتُ واتصلت به وكرّر نفس حديثه وأنا كررت نفس حديثي بأنني لا أحتاج إلى شيء أبدًا.

وأخذوني إلى المخيم، وفي تلك الأثناء لم يكن يوجد أي خيمة في هذا المخيم، فنحن الجرحى كنا تقريبًا 20 جريحًا وكان يوجد مثل مستشفى ميداني في المخيم من أجل وضع الجرحى في هذا المستشفى، وأنا نمت أول ليلة في هذا المستشفى الميداني أو في غرفة تابعة للإدارة، وخرجت في الصباح أتمشّى، وكان يوجد قسم من إخوتي وأبناء عمّي مُحاصَرين في مدينة حارم (على الحدود) من قبل الأمن، وكانوا تقريبًا 15 شابًا من إخوتي وأبناء عمي، واستطاعوا الدخول إلى تركيا وتركوا سياراتهم وسلاحهم ودخلوا إلى تركيا، فرأيتُهم أمامي في هذا المخيم، وخرجت في الصباح أتمشى أنا وأبناء عمي، ولكن لم يكن يوجد أي خيمة ولا شيء، وكان يوجد تقريبًا 50 إنسانًا من النساء والأطفال ينامون في العراء والجو ممطر والبرد شديد، ونحن كنّا في شهر حزيران/ يونيو، ولكن يبدو في ذلك الوقت [كان] يوجد عاصفة والوضع كان سيّئًا، وكان هذا المخيم هو عبارة عن مستودع دخان (تبغ) فاتجهت أنا نحو المستودع فتناوقت (نظرت من خلال الفتحات) وهو كان فارغًا، فكسرت القفل وأخبرت الناس حتى يدخلوا إلى هذا المستودع، وأدخلتهم جميعًا ونظّفوا الدخان وجلس الناس على أرض المستودع، المهم يوجد شيء يحميهم، وهذا كان أول يوم في المخيم، ولم يكن يوجد أي شيء مسبق، يعني كان يوجد أشخاص يقولون إن تركيا أنشأت مخيمات سابقًا وهيأت الوضع، ولكن هذا الأمر غير صحيح أبدًا، وهذا كان أول مخيم في منطقة ييلداغ.

بدأ الناس يدخلون إلى تركيا -الناس الهاربون- وأنا كنت موجودًا في المخيم مع جماعتي، وكنا نشيطين، فكان يوجد حجارة أرض ويستخدم للأرصفة فقلت لأبناء عمي وإخوتي: مِن هذا الحجر عمّروا (ابنوا) غرفة حتى نجلس بها حتى لا نختلط مع النساء، فقام الشباب ببناء غرفة من هذا الحجر الذي يُستخدم للأرصفة وحتى للطرقات هنا في تركيا، وجلسنا فيها تقريبًا 15 شخصًا من أبناء عمي، وأنا كنت مصابًا ويدي مُجبّرة ويوجد معي شخص من جماعتي أيضًا مصاب اسمه أبو سعيد زيارة، هذا الذي أصيب قبلي وأنا أسعفته وعدتُ إلى المعركة في جسر الشغور وأنا ذكرتُ ذلك سابقًا، وقد أصيب بعدة طلقات الرجُل، وكان موجودًا أبو سعيد في المستشفى الميداني لأنه كان غير قادر على الحركة، ويوجد شخص من جبل الزاوية لا يزال على قيد الحياة حتى الآن، اسمه فؤاد غريبي من قرية كفر عويد أبو أحمد، ويوجد عدة شباب آخرين وأنا كنت أذهب نحوهم وأطمئنّ عليهم وأعود إلى الشباب، ونحن كنا نعمل ولدينا كومبيوتراتنا وكنا نتواصل، وطبعًا الأستاذ علي هليّل كان موجودًا مع مجموعتي التي دخلت إلى تركيا والتي تمت محاصرتها (في حارم)، يعني أصبح معنا ضمن فريق عملنا، وهو كان في الداخل ثم أصبح في تركيا. 

ذهبت إلى أبو سعيد حتى أطمئنّ عليه، وأنا وضعتُ عدة شباب من أقاربي من أجل خدمة أبو سعيد زيارة، وهو من فريق عملي ومن مجموعتي أو من جماعتي، فرأيت شخصًا يدور على المرضى وجاءني شعور أن هذا الشخص هو أبو خالد المصري (أبو خالد زرزور)، يعني هكذا أحسست فأمسكت هاتفي وأخرجته من جيبي واتصلت به، وعندما اتصلت به رأيته وهو يُخرج الهاتف، وقال: ألو، وسمعت صوته فأغلقت الهاتف ولم أكلمه، ولكنني تأكدت أنه هو هذا الشخص من الإخوان [المسلمين] الذي كان يعِدُني ولا يأتي على الموعد، فذهبت وألقيتُ التحيّة عليه، وقلت له: أنا محمد زعتر، فأخذني على طرَف، وكانت الناس تدخل من جسر الشغور لأن الجيش اقتحم جسر الشغور والناس هاربة، فبدأ حديثه بالإساءة إلى الناس، وقال: ما هذا الشعب؟ لا يستحون ويشحذون (يتسوّلون) -فأنا بُهِتُّ- وقال: هذا يريد شحاطة (حذاء)، وهذا يريد بنطالًا، وطبعًا أنت إذا هربت مع أطفالك وابنك ليس لديه حذاء والطقس بارد فإذا جاء إليك شخص وقال لك ماذا تحتاج؟ فأنت ستقول له: أحتاج إلى حذاء لابني، هذا ليس دليلًا أنك تشحذ (تتسوّل) أو أنك بدون كرامة، فانتفضت وقلت له: لماذا تتكلم بهذا الشكل؟ فقال: لأن هذا هو الواقع، وهؤلاء هكذا، فقلت له: أنا الذي أراه بكل صراحة أنه أنت الذي بلا شرف، وهؤلاء هم شعب الثورة السورية وجميعهم لديهم كرامة وشرف أكثر منك بكثير وأنت الوحيد خالٍ [من] الشرف، ولا أسمح لك أن تتحدث عن هؤلاء الناس، وبدأت أغلط عليه [بالكلام]، فابتسم ابتسامة صفراء مثل الأفعى، وقال: أنا أعتذر وأخطأت، وقال: نحكي لاحقًا، وخرج وذهب إلى المرضى، وأنا أيضًا خرجت. 

وبعد عشر دقائق اتصل معي أبو سعيد وسألني: أين أنت يا أبو محمود؟ فقلت له: أنا هنا، فقال: ماذا تحدثتَ مع هذا الرجل؟ وسألني: هل طلبت مالًا من هذا الرجل؟، فقلت له: لم أطلب منه المال ولم أطلب منه أي شيء، فقال: أنا هنا مع الشباب وهنا فؤاد [غريبة] أبو أحمد، وقد قال له إنك طلبت منه المال وهو طردك، فقال لي: تعال إلينا، وطبعًا نحن كنا جميعًا في المخيم فذهبت اليهم، وقالوا إنه قال لهم إنني طلبت منه المال وهو طردني، فقلت لهم: سأتصل به ولكنه لا يرد على اتصالاتي، فقلت لأحد الشباب اتصل به، لأنه قام بتوزيع رقم هاتفه على الشباب، فاتصل معه فؤاد غريبة وقال له: يا أبو خالد أنت سبّبت لنا مشكلة هنا، أنت قلت إنّ محمد زعتر طلب مني المال وأنا طردته، والآن محمد زعتر موجود معنا، فقلت له: هل أنا طلبت منك المال؟ وأنا لماذا كنت أشتمك؟ أليس لأنك كنت تقول إن هؤلاء الناس بدون شرف وبدون كرامة؟، فقال: حسنًا حسنًا على كل الأحوال أنا أعرف من أرسلك إلى هنا، وأنا بكل الأحوال أعرف كيف سأعيدك إلى النظام، وأنت عميل للمخابرات وسوف أعيدك إلى النظام، وهذا أول شخص أتعرّف إليه من الإخوان المسلمين، يعني كان إنسانًا يقلب الحقائق خلال دقيقة، وهذا الموقف يشهد عليه الناس ولا يزالون على قيد الحياة، يعني حوّل الموضوع [تمامًا] وأنه أنا أدافع عن الناس وحوّل الموضوع إلى شخصي وأنني أنا طلبت منه المال، وطبعًا كل المقربين مني في تلك الفترة يعرفون أنني لا أحمل معي المال في جيبي وإنما يكون موجودًا مع شخص يرافقني، يعني أنا في تلك الفترة إلى أن ذهبت إلى تركيا لم أكن أحمل المال في جيبي ويكون مالي الشخصي مع أحد إخوتي أو أبناء عمي، والمال لم يكن يعني لي شيئًا في تلك الفترة، وهذه هي القصة التي حصلت معي.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/01/12

الموضوع الرئیس

واقع مخيمات النزوح واللجوء

كود الشهادة

SMI/OH/74-11/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

حزيران/ يونيو 2011

updatedAt

2024/06/20

المنطقة الجغرافية

عموم سورية-عموم سورية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

مخيم ييلاداغ

مخيم ييلاداغ

الشهادات المرتبطة