الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

بدء النقاشات بين الناس في منطقة وادي بردى بعد انطلاق ثورات الربيع العربي

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:00:21

عندما حصل "الربيع العربي" أعتقد أن كل السوريين كانوا يتسمرون أمام الشاشات بكل طبقاتهم الثقافية وتوجهاتهم، وكل الناس يترقبون ما سيحدث في تونس، وأعتقد أنه لم يبق أحد لم يجلس أمام الشاشة، وكان يتابع الأسبوع الأول ورحيل بن علي، وكل الناس عندما بدأت في تونس ومصر كان لديهم الأمل أن تصل إلى سورية، وكانوا يفكرون أنها إذا وصلت إلى سورية فماذا سيحصل؟ لأنه لم يكن هناك أمل في سورية أن يحصل فيها تغيير، وأنا أحد الأشخاص الذين كانوا يقولون: ربما سنعيش ونموت ولا نرى إلا شخصًا من آل الأسد يحكم البلد، والسبب أنه لا يوجد لدينا القدرة على الخروج في مظاهرات عارمة في سورية؛ لأن الأمن كان يسيطر، ويضع في كل عائلة جاسوسًا وفي كل أسرة وزاوية وقرية ومدينة ودائرة، فلا مجال للتحرك، والجيش لهم، فلا يمكن أن يحصل...، فإما أن يحصل انقلاب أو احتلال، وطبعًا هو يرضي الجميع، ولا يمكن أن يُحتل، أو أن تحصل انتفاضة عامة، والانتفاضة كانت مستحيلة، وبداية "الربيع العربي" أعطت أملًا للناس، وتجرأ الناس على أن يقوموا بقوة، وبعد أن بدأت في سورية كنا نعد نقاط التظاهر، ونقول: إن شاء الله يسقط الجمعة  التي بعدها. وأعتقد أن جميع الناس كانوا ينتظرون أو يتابعون هذا الحدث.

في تلك الفترة، لم يكن الحديث بهذه الصيغة، ولكن جميع الناس كانوا يقولون: هل ستأتي إلى سورية كما حصل في تونس؟ وكانت السلطة دائما تقول: إن سورية مختلفة. ولكنني طرحت في إحدى الجلسات ...، وقلت: سمعنا أنه سيحصل اليوم مظاهرة في دمشق. وكان أحد عناصر الأمن موجودًا، وكان رد فعله بأنه لن يحصل أي شيء أبدًا. وطبعًا في يومها حصلت حادثة الحريقة، وحصلت وقفة أمام البرلمان في بداية شهر آذار/ مارس، وكنت أعرف أنه يوجد أحداث، ولكنهم ينكرون دائمًا، ويستبعدون الأمر، [ويقولون]: من المستحيل أن يحصل شيء في سورية. فكان هناك إنكار كما هو حال من يفقد شيئًا، ويكذب على نفسه بأنه لن يحدث. 

 توجد عندنا منطقة كبيرة في دير قانون، وكان بشار الأسد في زيارة إلى المغرب فأهدوه 1000 طير من الحجل، فجاء، ووضعهم في منطقة حتى يجعلها محمية، وأخذ مناطقًا واسعة وشجّرها، وهذه المناطق للناس، وبعد فترة بدأ طير الحجل يكبر، ويغادر هذه المنطقة، وعندما بدأت هذه الطيور بالمغادرة بدأ الناس يقومون بصيد هذه الطيور، والحقيقة أنه في أحد المرات ذهب بعض الشباب من أجل صيد الحجل، وبدل أن يقوموا بإيقافهم ومخالفتهم وضعوهم على الجدار، و قتلوهم، وكان الشباب من منطقة عين الخضراء وقرية بسيمة، وكانوا ثلاثة شباب- رحمهم الله- وبقي الرابع مصابًا، فبدلًا من مخالفتهم تم إطلاق النار عليهم، وهذا كان نوع من عملية الإجرام المفرط بسبب طير حجل، وهو بالنسبة لبشار الأسد شيء كبير، وكانت ستحصل تداعيات، ولكن أذكر أنه جاء رئيس الحرس الجمهوري، وعزى في بسيمة وانتهت القضية، ولكنها كانت بشعة جدًا.

عندما تم اغتيال رفيق الحريري، وهذا الأمر متهم فيه النظام 100%، وطبعًا الحريري يمثل الجانب السني في لبنان، وكان قويًا، ونحن نعرف أن هناك عدة قوى في لبنان، وكان الحريري يمثل هذا الجانب، والحقيقة أن لبنان للأسف...، ونحن نتمنى ألا تذهب سورية بنفس هذا الاتجاه (التقسيم الطائفي) كما حصل في العراق ولبنان، والحقيقة أن تداعياتها كانت هي صدور قرار دولي بخروج القوات السورية، وخلال 48 ساعة خرجوا، فهذا الذي يدعي أنه بطل، ولا يخرج، ولكنه بعد 30 سنة خرج بقرار وغادر.

الكثيرين كانوا يطرحون هذا السؤال: يا شباب، أنتم تشاهدون ما يحصل اليوم في تونس ومصر، برأيكم ماذا سيحصل في سورية؟ والجميع كانوا يقولون: بلدنا محصنة، ونحن بلد لا يمكن أن يحصل فيه هذا الأمر. والحقيقة أنه ذلك كان نوعًا من الكذب على النفس بشكل كبير وإنكار، بمعنى أن هذا الشيء لا تفكروا به في سورية. وهذا كان يحصل في كل الأماكن وليس فقط في الجامعة، وأعتقد أنه كان حال أي سوري تسأله في أي مكان، فكانت هذه رسالة النظام أو من يمثله.

هذا ليس فقط في قريتنا وإنما في كل مكان، فكل الناس كانوا يراقبون ما يحدث في درعا، وكل الناس كانوا يتشبثون...، وحتى النظام أصبح يمنع مشاهدة قناة الجزيرة، ومن كان يشاهد قناة الجزيرة فربما يتم وضعه في السجن، يعني وصلت الأمور إلى هذه المرحلة، وكان جميع الناس يتابعون، ويسألون: هل ستستمر؟ وحصل عندنا في جراحة القلب وقفة احتجاجية بسبب سحب الجرحى من مستشفى المواساة، قام بها طلاب الدراسات العليا، وبعد فترة أوقفت من أجلها وسئلت عنها، وصدرت بحقي مذكرة في 26 نيسان/ أبريل 2011 من أجل هذا الموضوع، وتم استجوابي من أجل هذا الأمر. والحقيقة أن الاستجواب كان أنهم عندما خرجوا، وجاء الأمن، وقام بتطويقهم، وكان يوسف أسعد هو نقيب الأطباء في دمشق، وقال: اعتقلوهم جميعًا أو أطلقوا عليهم الرصاص. تخيل أن نقيب أطباء يقول ذلك. والحقيقة أن يوسف كان مدير مستشفى المواساة، وكانت الجميع يظن أن موقفه سيكون الأسوأ، ولكن كان موقفه هو الأفضل، وأنه سيتفاهم مع الأطباء ويتم حل المشكلة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/05/08

الموضوع الرئیس

صدى الربيع العربي في سورية

كود الشهادة

SMI/OH/80-07/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

قبل الثورة وبدايات 2011

updatedAt

2024/08/12

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-وادي بردىمحافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة