الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

هجوم من الأحياء الموالية وتشييع شهداء "أحد الجلاء" واعتصام الساعة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:24:27:11

وصلنا إلى جمعة 15 نيسان/ أبريل [2011] وهي الجمعة التي كانت سابقة لحدث كبير سوف يحصل في حمص بعدها بأيام وطبعًا هذه الجمعة "جمعة الإصرار" ونحن خلال هذا الشهر كان شهر الثورة من 15 آذار/ مارس حتى 15 نيسان/ أبريل، وخلال هذا الشهر كان النشاط يزداد مقابل أيضًا النشاط الميداني الذي تحدثنا عنه وكان أيضًا النشاط الافتراضي يزداد وتحديد أسماء الجمعة كان موضوعًا مهمًا وله تأثيره وكان يوجد تركيز في تلك الفترة على تحدي ومراهنة الأمن والنظام والسلطة على أن الاحتجاجات سوف تتوقف والثورة سوف تنتهي وقد لا يخرجون في الجمعة القادمة وأنهم قد يستطيعون احتواء الموضوع فأخذت هذا الاسم.

بالإضافة إلى موضوع إطلاق الرصاص الذي ظهر في حمص خلال هذا الشهر باكرًا وأذكر أننا وثقناه في الجمعة الأولى ووثقنا كيف خرجنا من المسجد وكيف وصلنا إلى البياضة والخالدية، وفي الجمعة الثانية وثقنا إطلاق الرصاص والقنابل المسيلة للدموع والإصابات وكان التصوير عبر الهواتف وأذكر أن أول مقطع رفعته في تاريخ 25 آذار/ نيسان 2011 كان هو مقاطع المظاهرات، وفي الجمعة التي بعدها رفعنا أيضًا مقاطع إصابات وإطلاق نار وكانوا مصورين بهواتف بسيطة وكان هاتفي قديمًا جدًا وكنا مهتمين جدًا أن يصل صوتنا إلى العالم. ونحن كنا نمشي في هذا المسار الافتراضي في مظاهراتنا ونحن الأشخاص الذين لدينا اطلاع أو خبرة في موضوع الإنترنت والموضوع التقني كنا مواكبين بشكل دقيق وآني لكل التطورات التي تحصل على الفضاء الافتراضي وكان تنسيق المظاهرات يتجه باتجاه تنظيم كامل وكان أبرز مظاهره هو الاتفاق على أسماء الجمعة.

بالإضافة إلى إطلاق النار والقمع الذي حصل في الفترة الماضية كان يوجد أيضًا حالات الاعتقال وفي تاريخ 1 نيسان/ إبريل في الجمعة التي كانت هي موعد لأول شهداء حمص كان أيضًا يوجد حالة اعتقال لشخص اسمه عبد المالك العيسى من حي البياضة وهو كان في ليبيا سابقًا وكان يعمل ثم عاد وشارك واعتقل في المظاهرة في يومها ثم أعيد بعد أيام إلى أهله وقد قٌتل تحت التعذيب وأنا أعتقد أن عبد المالك كان هو أول شهيد تحت التعذيب في سورية وهو في حي مجاور لنا.

في تاريخ 15 نيسان إبريل في "جمعة الإصرار" كانت أيضًا هناك حالة اعتقال من مسجد النور وأنا كما ذكرت أننا شاركنا فيها ووصلنا إلى مركز المدينة وكانت توجد مواجهات مع الأمن ومزقنا الصور وأطلقوا الرصاص علينا وتفرقت المظاهرة وبنفس اليوم كان يوجد اعتقال لشخص من عائلة الفدعوس يعني كان لهم وجود عشائري في أحياء معينة وشخص له قدره وقيمته وعمره بالأربعين تقريبًا وكان يصلي في الجامع وعندما داهم الأمن وجدوه في مسجد النور في الخالدية فاعتقلوه على أثر مظاهرة 15 نيسان/ إبريل وفورًا وخلال مدة سريعة جدًا عاد إلى أهله شهيدًا تحت التعذيب. ونحن جاءتنا الأخبار أنه يوجد شهيد تم تسليمه إلى أهله وهو رجل كان يصلي في الجامع واعتُقل من المسجد، ولكنه قُتل تحت التعذيب وتم تسليمه، فوصلتنا الأخبار أنه سوف يكون تشييعه في اليوم القادم في يوم السبت في تاريخ 16 نيسان/ إبريل ومنزله قريب على الأحياء الموالية قريب على شارع الستين وبالقرب من حي الزهراء وهذه الأحياء الموالية بشكل كامل. فذهبنا إلى منزله وحضرنا الجنازة وكانت توجد محاولات من بعض الوجهاء من أقاربه لأجل احتواء القصة والخروج في سيارات، ولكن الشباب أصروا على الخروج من منزله بمظاهرة وتشييع ونصل به إلى مقبرة الكتيب -وهي مقبرة مشهورة في حمص وهي ثاني أكبر مقبرة للصحابة في العالم الإسلامي- وقررنا المشي والخروج بمظاهرة والتشييع كشباب غاضب لأبشع أنواع القمع التي بدأت تظهر في تلك الفترة وهو أنه شهيد يُعتقل لساعات ويخرج ميتًا تحت التعذيب، فكان شيئًا مؤذيًا للنفوس وشيء يولد الكثير من الغضب، فأصررنا على الخروج بمظاهرة، فخرجنا وبدأنا بالهتافات بإسقاط النظام وهتافات التحية والإكبار للشهيد والشهداء عمومًا ومشينا وفي منتصف الأحياء الموالية وكان هذا الأمر تحد، ووصلنا إلى شارع الستين وكان يوجد هناك شرطي مرور فهرب شرطي المرور بعد أن هجم عليه المتظاهرون وهناك كانت توجد أحياء موالية ويوجد أحد الأشخاص خرج من شرفته وبدأ يطلق النار على الناس بمسدس لمحاولة تفريقهم عندما رأى هذه الهتافات والتشييع وهو ربما كان عنصرًا من الأمن أو شبيحًا، ولكنه أطلق النار وهنا المظاهرة تفرقت قليلًا ثم اجتمعت وخرج علينا أشخاص من الأحياء الموالية يحملون السكاكين والعصي وحصلت مواجهات بيننا وبينهم بالحجارة، واستمرت المظاهرة تمشي وصولًا إلى مقبرة الكتيب والمقبرة في مكان محوري ضمن مدينة حمص والتقاء عدة أحياء وذهبنا إلى هناك وصلينا الجنازة في مكان عام أمام المقبرة وعندما انتهينا سمعت أيضًا باقي الأحياء الثائرة أنه يوجد تشييع لشهيد وأنهم صلوا في مقبرة الكتيب والأعداد كبيرة فانضمت لنا أحياء أخرى وأصبح العدد كثير، ولم نتوقف عند المقبرة واستمرينا وذهبنا من المقبرة مشيًا بمظاهرة كبيرة. وطبعًا كان شيئًا جديدًا أن تخرج في غير يوم الجمعة وهذا في تاريخ 16 نيسان/ إبريل 2011 فاتجهنا من المقبرة مشيًا وصولًا إلى قلعة حمص القريبة على حي باب سباع وتجولنا حول القلعة مع الهتافات واعتبرنا هذا الأمر تطورًا جديدًا وهو إخراج مظاهرة في غير يوم الجمعة.

في اليوم التالي كان يوم الأحد 17 نيسان/ إبريل دعت أيضًا الصفحات والناشطون أن يكون أحد الجلاء ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي أن تكون هناك وقفة أو اعتصام وحراك ثوري معين في هذا اليوم، وفي 17 نيسان/ إبريل حاول أهالي باب سباع الخروج باعتصام صغير ضمن الحي والأمن سمع بهذا الأمر فجاء وأيضًا هذا تطور جديد يعني اعتصام وضمن أحياء فجاء الأمن وطوق الحي وأخذ صدى وسمعنا أنه يوجد اعتصام ضمن باب سباع والأمن يطوق الحي وقد يقتحمها وهذا في مدينة حمص، وأيضًا بالمقابل كان يوجد في الريف في تلبيسة كان يوجد شهيد قُتل في الليلة السابقة بإطلاق رصاص من الأمن وأيضًا كان يوجد تشييع له في هذا اليوم وتم تشييعه على الطريق الدولي على طريق حمص حماة الذي يمر من جانب مدينة تلبيسة وحصل إطلاق نار على التشييع وسقط أربعة شهداء أثناء التشييع في اليوم السابق للاعتصام. وبنفس الوقت أيضًا كانت باب سباع يتم تطويق اعتصامها ثم اقتحم الأمن وأطلق رصاصًا بشكل كثيف جدًا واستشهد عدد من الشهداء وكان عددهم 6 شهداء في وقت الاقتحام وأصبحوا بعدها 7 أشخاص لأنه استشهد شخص سابع ليلًا في الحي نفسه. 

 الأحياء الأخرى سمعت بالاقتحام الذي حصل وثارت كل الأحياء وانتشر الخبر وأن لدينا مجزرتين بنفس اليوم في "أحد الجلاء" 17 نيسان/ إبريل وإحداهما في باب سباع بسبب الاعتصام الذي حصل وسقط شهداء واقتحام للحي والصفحات تتناقل استغاثات من الحي وأنهم دخلوا إلينا ولا نعلم ماذا سوف يحصل. وضجت حمص بهذا الخبر وأيضًا في الريف كان يوجد بنفس اليوم مجزرة في تلبيسة ضد المشيعين وهذان الخبران أثارا حمص بشكل كبير جدًا وانطلقت الأحياء حتى تفزع لبعضها وتلبي نداء الفزعة لبعضها وأصبح الموضوع أنه يوجد حي من الأحياء تتم مداهمته ويجب على باقي الأحياء أن تقف معه وتتكاتف معه واجتمعنا نحن أيضًا في 17 نيسان/ إبريل اجتمعنا في الحي عصرًا وتحشدنا ثم توجهنا باتجاه الغرب وانضممنا إلى حي البياضة وكانت الأعداد كبيرة بالإضافة إلى متظاهرين من الخالدية واجتمعنا عند دوار القاهرة الذي يفصل بين الخالدية والبياضة واتجهنا جنوبًا باتجاه باب سباع ويوجد أيضًا مقطع مشهور ومتداول كثيرا أثناء هتافنا: "باب سباع باب سباع". وهنا دخلنا في فترة بعد المغرب وذهبنا مشيًا من هنا باتجاه باب سباع ودخلنا بأعداد ضخمة وكان الألوف ينظمون والأعداد كبيرة وفزعة وماذا حصل في المجزرة ونحن عرفنا أنه حصلت مجزرة وسمعنا كل التفاصيل ولكن الحرقة والنخوة التي كانت موجودة عند الناس كانت شيئًا مبهرًا فخرجت كل الأحياء لتلبي نداء الفزعة لهذا الحي الذي اقتُحم في النهار. ووصلنا وأتذكر استقبال الأهالي لنا ويقولون وصلوا أهل الحي الفلاني والحي الفلاني وكان شيء من أروع المشاهد موضوع أنك ذاهب على الطريق قد يكون هناك قناصين أو حواجز ولكن هذا لم يمنع الناس من خروجها كلها على دمها وتضع أرواحها على أكفها حتى تصل إلى هذا الحي بحيث إذا كان لا يزال هناك وجود للأمن أو تطويق حتى يكسروا هذا الطوق عنهم.

وصلنا إلى باب سباع وأصبحنا قريبين على دوار حافظ الأسد كانوا يقولون عنه دوار الرئيس، لاحقًا أطلق عليه المتظاهرين اسم "دوار هُبَل" وبعض المتظاهرين بدؤوا يقولون: على هبل على هبل. يعني يجب علينا الذهاب من باب سباع ونتجه باتجاه دوار الرئيس باتجاه التمثال ونفكر بإسقاط التمثال في تلك الليلة، وحصل إطلاق نار كثيف جدًا علينا في تلك الليلة يعني رمزية هذا التمثال عند الأحياء ويوجد أحياء قريبة منه موالية بالإضافة إلى الأمن والجيش فجن جنونهم وحصل إطلاق نار كثيف جدًا في هذه الليلة وأصيب الكثير واستشهد الشخص السابع من الحي من حي باب سباع. وعدنا وطبعًا عندما عدنا كان إطلاق النار في كل الطرقات والشوارع مقطعة وانتشرت الحواجز الطيارة والثوار في بعض الأحياء بدؤوا يحرقون الإطارات وقطعوا الطرقات، وكانت هذه أول ليلة تكون بهذه الطريقة في حمص ونحن دائمًا متعودين على النهار والمظاهرات، ولكن هذه الليلة اشتعلت بكل معنى الكلمة والناس احتقنت جدًا على ما جرى والكثير من الإصابات وأذكر أننا كنا نغير الطريق حتى نبتعد عن الشبيحة والحواجز ونبتعد عن إطلاق النار ثم وصلنا إلى أحيائنا.

 وفي اليوم التالي في يوم الاثنين في 18 نيسان/ إبريل 2011 كان يوم التشييع للشهداء الذين ارتقوا في 17 في "أحد الجلاء"، فاجتمع ألوف الناس في المسجد الكبير في مسجد النور الكبير قرب الساعة القديمة أحد أبرز المساجد التاريخية في حمص ولم يتوقع أحد أن تخرج كل هذه الأعداد في التشييع وكانت الأعداد ضخمة جدًا ثم اتفق الناس بطريقة ارتجالية على أن يتم توجيه هذه الحشود وتوجهها نحو مركز المدينة نحو الساعة الجديدة، وهي أيضًا إحياءً للفكرة السابقة أن مراكز المدن يجب أن نكون متواجدين فيها ونجري فيها اعتصامات لنقل الاحتجاج من المظاهرة إلى اعتصام مستمر ضمن مركز المدينة، فولدت في تلك اللحظة فكرة الاعتصام، ولدت من منظر الجموع الهائل الذي كان مرعبًا يعني أعتقد أنه في يومها النظام أعتقد أنه ربما سوف يسقط في هذه الليلة لأن الأعداد التي خرجت في يومها كانت ضخمة جدًا. 

نحن في الأحياء القريبة من مسجد خالد بن الوليد أيضًا اجتمعنا في مسجد خالد بأعداد أيضًا بالآلاف وصلينا المغرب في مسجد خالد واتجهنا أيضًا إلى الساعة الجديدة، فالتقت ألوف الناس والمشهد الذي اتجهنا فيه من مسجد خالد بن الوليد إلى الساعة الجديدة خلف حتى قيادة الشرطة المركزية في مركز البلد هذا المنظر إلى الآن أنا لا أنساه لأنه كان منظرًا مهيبًا وألوف الناس تهتف: " على الجنة رايحين شهداء بالملايين" وقرروا الاعتصام في الساحات بعد التشييع وبعد مجزرة حصلت في يوم سابق وكأن حمص أخذت أشجع قراراتها في تلك الليلة وربما كان الهتاف "على الجنة رايحين شهداء بالملايين" لإدراك أهل حمص أن ما سيجري لن يكون بالأمر السهل وأن هذه الليلة لن تمضي ببساطة وسوف يكون هناك رد دموي أكيد، ولكن الأعداد الضخمة جعلت الأمن والجيش يتابع مذهولًا يعني لم يتوقعوا هذا الكم الهائل من الطوفان البشري الذي اجتمع في تلك الليلة. 

وصلنا إلى الساعة الجديدة واجتمع الناس وبدأت الهتافات وبدأ الناس يخرجون لإلقاء كلمات وكان يوجد تفاعل كبير وحتى الثقة بالنفس كانت عالية ونحن نقف في هذا المكان الذي هو مركز المدينة وكأننا حققنا نصرًا. وكان النظام عندنا سقط بهذا الشيء الذي حققناه، والأمن والجيش لا يزالان يراقبان ويتابعان ولا يستوعبان القصة في البداية، ولكنهما بدأا يحشدان، وبدأ الأمن ينتشر بشكل كبير في مناطق قيادة الشرطة ونادي الضباط والمناطق القريبة من مركز المدينة، وبدأ يستعد لأمر ما. ونحن كنا في المقابل في الساحة كنا نهتف، والاعتصام كان رائعًا، وحتى إنه يوجد أشخاص من أهل المنطقة من أهل البلد وأهل السوق والمحلات بدأوا يقدمون الطعام والماء فأصبح يوجد تكاتف من أهل حمص كلها ضمن هذا الاعتصام وكان شيئًا رائعًا جدًا وكان مشهدًا لا ينسى، وبدأ الشباب يبنون مثل خيام الاعتصام وكان منظر ساحة التحرير المصرية حاضرًا في أذهان الناس.

 واستمر الاعتصام لساعات وقررنا عدم فك الاعتصام، والهتافات كانت جميلة جدًا والتفاعل وكان يوجد حضور نسائي، وكان يوجد شباب يتطوعون ويقفون حول المنطقة حتى يتأكدوا من الأشخاص الذين يريدون الانضمام وألا يكون لديهم سلاح والتأكد من أنهم ليسوا من الأمن، يعني كان يوجد تنظيم سريع وليد اللحظة يتشكل بطريقة شعبية رائعة جدًا يعني تنظيميًا مبهرة جدًا، ولكنها ارتجالية وغير مخطط لها، وكانت لحظات مستحيل على أهل حمص أن ينسوها إلى أن بدأ النظام يرسل من أجل فك الاعتصام وأننا سوف نقتحم وجزء من الموجودين من المشايخ بدؤوا يقولون لنا: إن النظام يهدد. ولكننا كنا مستمرين ونتحدى وكانت ساعات الليل تتقدم والجيش يحشد والأمن يزداد عددًا ويحيط بنا ويقترب شيئًا فشيئًا حتى يحاول فض الاعتصام. وعند الساعة 2:00 إلا عشر دقائق ليلًا تقريبًا، ونحن قبل ساعتين قررنا أن تكون الإقامة هنا فذهبنا إلى منازلنا وأذكر أن أحد أبناء عمي قال لي: أحضر معك كتاب الرياضيات حتى أدرس. فذهبنا لإحضار بعض الأغراض لأننا نوينا البقاء وفي هذا الوقت تحديدًا وأثناء عودتنا إلى الاعتصام كان الأمن قد طوق الاعتصام بشكل كامل وبدأ الاقتحام، وطبعًا هو طوقه من كل الجهات وترك طريقًا من جهة شارع الدبلان القريب من [ساحة] الساعة حتى يخرج منه الناس، والأمن كان يريد فض الاعتصام بالدرجة الأولى، ولكن أيضًا هو مستعد أن يقتل أي عدد ممكن من أجل فض هذا الاعتصام. وحصل إطلاق نار بشكل كثيف جدًا والناس عزل ولا يملكون عصاية، فانسحب الناس وركضوا واستمرت الهتافات من الشوارع الفرعية ولاحقهم الأمن وسقط الكثير من الجرحى والشهداء.

 وفي تلك الليلة لم يكن يوجد تحديد دقيق لأعداد الناس الذين استشهدوا أو أصيبوا في ذلك الاقتحام، يعني اقتحم الجيش فانفض الناس، وهذا من فقد صديقه وأخاه وذاك عاد في الليل ويوجد أشخاص عادوا في اليوم الثاني صباحًا إلى حينا لأنهم اختبأوا في المنازل القريبة من تلك المنطقة لأن الوقت كان متأخرًا في الليل، وهناك من الناس من فتحوا منازلهم لأجل إخفاء الشباب في الحارات الغربية التي كانت قريبة من المنطقة ولم يكن يوجد إمكانية لتحديد دقيق.

بعدها ظهرت مقاطع الشبيحة أنهم منتصرون بفض هذا الاعتصام بكل ما دججوا به من السلاح مقابل الناس العزل، وانتهى الاعتصام وتم فضه، وكان ربما هو الحدث الأبرز. وإلى الآن أهل حمص يحيون هذه الذكرى ليس إحياء فقط لمن أصيب أو استشهد في تلك الليلة، ولم يكن العدد كبيرًا كما تم تداوله وإنما استشهد بضعة أشخاص ويوجد مفقودون ويوجد مصابون، ولكن إحياء الذكرى ليس فقط من هذا الباب عند أهل حمص وعموم الثوار، وكان هو إحياء لأول محاولات السوريين الحقيقية للقيام باعتصام ضخم وجماهيري كبير جدًا في مركز مدينة مهم وحساس والثورة فيها مستمرة منذ شهر متقدة ومشتعلة، فكان إحياء ليلة أولى من أشجع القرارات التي اتخذها أهل حمص بعد أن انطلقت الثورة ومشاركتهم بالثورة في الجمع السابقة، وكان هنا قرار الاعتصام، ونحن نعلم أن مواجهة هذا الأمر سوف يكون بهذه الطريقة الوحشية الدموية التي ارتكبها النظام وأنهى فيها الاعتصام.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/09/21

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسداعتصام الساعة

كود الشهادة

SMI/OH/161-05/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

4/2011

updatedAt

2024/09/03

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-جامع خالد بن الوليدمحافظة حمص-ساحة الساعة الجديدةمحافظة حمص-تلبيسةمحافظة حمص-باب السباعمحافظة حمص-مدينة حمص

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

الشهادات المرتبطة