الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تقطيع أواصر الأحياء في حمص وظهور التنسيقيات

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:21:30:06

في نهاية 18 نيسان/ إبريل 2011 انتهى الاعتصام (اعتصام الساعة) وفُض الاعتصام بطريقة دموية همجية قابلت فيها أجهزة الأمن [الحراك السلمي] بقمع فظيع، وحاول أهل حمص للمرة الأولى أن يكون هناك اعتصام سلمي راق تتوافر فيه أرقى الشروط للتعبير والسلمية بأبهى صورها، واستمر حتى ساعات الفجر انتظار الناس لبعضهم يعني حتى صباح اليوم التالي حتى التقى كل الشباب الذين كانوا هناك حتى استطعنا أن نجتمع ونطمئن على بعضنا اضطررنا حتى اليوم الثاني لأنه يوجد أشخاص اضطروا للنوم في منازل أخرى والأهالي فتحوا منازلهم لأجل الشباب الذين عبروا في تلك الفترة وفي فترة مبكرة جدًا يعني الثورة مستمرة منذ شهر فقط، ويوجد آلاف الناس من كل المناطق وحتى من ريف حمص يعني الكثير من الناس جاؤوا في ذلك اليوم وتلك الليلة حتى يشاركوا في تلك المظاهرة فكانت أروع المشاهد التي شهدتها حمص وفي وقت مبكر.

في اليوم التالي كانت توجد مشاعر إحباط عامة لدى الناس، والحزن كان هو سيد المشهد وقبل يوم يوجد شهداء وضحايا ومفقودون والناس تتفقد بعضها، والناس تفقد الأمل بأن هكذا نظام يمكن بطرق التعبير السلمية التي حصلت في دول أخرى يمكن أن تتغير، وكان هذا الشيء واضحًا منذ تلك اللحظة وكانت الرسالة الأعنف التي وجهتها أجهزة أمن النظام وجيشه للمتظاهرين السلميين في تلك الفترة.

الإحباط والحزن كان سيد المشهد في اليوم التالي، ولكن في نفس الوقت كان يوجد إصرار على أن يكون هناك تحد، ولم يتراجع الناس أبدًا، وأهل حمص بدؤوا فورًا بالتحضير للجمعة القادمة الجمعة التي سوف يكون موعدها 22 نيسان/ إبريل 2011 والتي أطلق عليها اسم "الجمعة العظيمة".

طبعًا ربما النظام توقع أنه بعد هذا الإحباط وتفشيل محاولة التجمع الجماهيري الكبير الذي حصل في ساحة الساعة الجديدة في حمص ربما أهل حمص لن يخرجوا في الجمعة التي بعدها، ولكن الذي حصل هو العكس تمامًا وصحيح أنه بعد الاعتصام لم يحصل في حمص وربما هذا أحد أسباب رمزية هذا اليوم عند الثوار عمومًا وعند أهل حمص خاصة أنه بعدها لم يحصل تجمع في مركز مدينة حمص أو حتى في مراكز أخرى بهذه الكثافة الجماهيرية لم يحصل بعدها، ونحن لم نجتمع في حمص في مركز المدينة عند الساعة الجديدة أو استطعنا تحقيق هذا الشيء بعد فترة لاعتصام وبعد يوم الاعتصام وهذا حصل، ولكن بالمقابل رهان النظام على أن الأمر انتهى وأنه كسر معنويات الناس فشل بشكل ذريع وكبير جدًا؛ لأنه في يوم "الجمعة العظيمة" خرجت مظاهرات ضخمة من كل مناطق حمص والأحياء الثائرة التي عددها كبير في حمص كلها انتفاضات زادت انتفاضتها في يوم "الجمعة العظيمة". وخرجت مظاهرات من أغلب الأحياء الثائرة: من دير بعلبة والبياضة والخالدية وبابا عمرو وباب سباع ومن كل الأحياء وكرم الزيتون وجب الجندلي وعشيرة، وكل أحياء حمص، وهذا الذي ذكرته هو جزء ولكن كل الأحياء الكبيرة والأحياء التي كان لها دور في الحراك سابقًا ولاحقًا شاركت بقوة في هذا اليوم في يوم "الجمعة العظيمة"، وأيضًا ريف حمص انتفض بشكل كامل يعني نحن نتكلم عن شهر كان كافيًا لأن معظم أحياء حمص وطبعًا حمص أحياؤها مقسمة بين هذه الأحياء التي كلها شاركت بالثورة بعنفوان منذ تلك الفترة بالإضافة الى جزء كبير من الأحياء الموالية التي تحولت الى خزانات بشرية للشبيحة لاحقًا وجزء حتى من الأحياء التي كانت ربما الأحياء التي يوجد فيها رفاهية أكثر والأحياء المتطورة والأحياء الجديدة في حمص، وحتى هذه الأحياء بدأت تنخرط بالحراك بشكل واسع، وبالتالي حمص كمدينة كلها تقريبًا ما عدا الأحياء الموالية شاركت وانخرطت مبكرًا في هذا الحراك، بالإضافة إلى أن الأرياف في يوم "الجمعة العظيمة" الأرياف الشرقية في تدمر والقريتين وغيرها، والأرياف الجنوبية والقصير، والأرياف الغربية تلكلخ وما حولها، وفي الريف الشمالي في تلبيسة و الرستن والحولة، كل المناطق خرجت في يوم "الجمعة العظيمة" فكانت هذه هي رسالة التحدي الأكبر من المتظاهرين والثوار لما جرى في يوم الاعتصام.

نحن على مستوى شبابنا وتنسيقيتنا ومجموعتنا خرجنا أيضًا من جامع أبو بكر الصديق في دير بعلبة واتجهنا الى البياضة، وطبعًا الطريق بعد الاعتصام وضعوا دشمًا على شارع الستين بين حي دير بعلبة والبياضة، وبدأت تظهر حالة الدشم العسكرية والحواجز بدون وجود المدرعات والآليات الثقيلة، ولكن يوجد دشم وعساكر وعناصر ونحن توجهنا بمظاهرة كبيرة من دير بعلبة وعندما اقتربنا من [شارع] الستين وبسبب ضخامة المظاهرة هرب العناصر وركبوا سياراتهم وذهبوا باتجاه الأحياء الموالية ونحن أكملنا طريقنا وأذكر نشوة النصر لدى المتظاهرين، وحتى أصبحنا نزيل الدشم لأنه لا يوجد عساكر وكأننا منتصرون وأكملنا طريقنا. ودخلنا إلى حي البياضة ومشينا فيه وكبرت المظاهرة بشكل كبير جدًا، وفي منتصف حي البياضة يوجد هناك مركز الأمن الجنائي الذي يقع على الطريق الرئيسي وبالتالي مرورنا من أمامه هو أمر إجباري، وطبعًا في المظاهرات السابقة درجة السلمية وصلت عندنا الى درجة أننا عندما كنا نمر من أمام هذا الفرع الذي كان على محيَّد (عن محيطه) ولا يوجد حوله فروع أخرى يعني كان يمكن للمتظاهرين اقتحامه ببساطة في الجمعة السابقة، ولكن نحن كنا نشبك الأيادي ونقف على سوره حتى تعبر المظاهرة كلها من أمامه حتى لا أحد يرمي الحجارة على الفرع، وكان العناصر من الداخل يراقبوننا ويتابعوننا يعني مثل هكذا مشهد سلمي لا أعتقد يوجد أكثر من ذلك، ولكن في هذه الجمعة ونحن لأننا عبرنا والدشم الموجودة بين دير بعلبة والبياضة لم تنفع وعندما عبرنا الطريق وقبل أن نصل الى هذا المركز وجدنا أن هذا المركز بدأ يحشد، وجاءته إمدادات وتعزيزات والعناصر يقفون في منتصف الطريق ويوجهون بنادقهم باتجاه المظاهرة القادمة من دير بعلبة وأول البياضة وأطلق الرصاص بشكل كثيف جدًا والإصابات كانت بأعداد كبيرة وشهداء وأصيب شخص بجانبي بقدمه من عائلة شحادة، وحصلت إصابات كثيرة والمظاهرة بدأت تتفرق وانشغلنا بإسعاف المصابين، وكان إطلاق النار مباشرًا ثم تراجعنا وهنا بدأت محاولات التفكير إلى أين سوف نأخذ الجرحى لأنه لا يمكنك إسعافهم إلى أي مستشفى عام لأنها كانت مسالخًا بشرية وتحولت مباشرة فأسعفنا الجرحى إلى الجمعية الخيرية في دير بعلبة التي كان يوجد فيها مستوصف صغير. وارتقى شهداء في ذلك اليوم في أكثر من مكان في حمص وكان تجديد المواجهة من جديد بعد أن ظن النظام فعلًا أنه في يوم اعتصام الساعة قد أنهى ربما الحراك أو استطاع أن يكسر إرادة الثوار ومعنوياتهم.

في الجمعة التي بعدها في 29 نيسان/ إبريل 2011 والتي كانت آخر أيام الجمعة في شهر نيسان في ذلك العام وهي "جمعة الغضب" أيضًا تم التحشيد لها بشكل كبير جدًا وبدأ التنسيق والتخطيط لها وطبعًا النظام أعاد الدشم وبدأ النظام بعد أن قمع مظاهرة التجمع في مركز المدينة اتجه إلى محاولة تقسيم الأحياء عن بعضها وفصلها عن بعضها بشكل منظم، حتى لا تكبر المظاهرات وهو أصبح يعرف أو أنه تابع ولاحظ أن الأحياء تتصل ببعضها كمظاهرات وتتضخم أعداد المتظاهرين بسبب هذا الالتقاء وعندما تصبح أعدادهم كبيرة فإنهم يفكرون بالاتجاه نحو مركز المدينة، وهذا ما حصل في المظاهرات السابقة وهو اتجه الى فصل الأحياء المؤثرة والأحياء التي تخرج في الثورة، وفصلها عن بعضها بشكل كامل وأعاد الدشم ووضعها بعد "الجمعة العظيمة" وقبل "جمعة الغضب". وفي "جمعة الغضب" أيضًا تجمعنا بشكل كبير من أمام المساجد عندنا في الحي واتجهنا أيضًا نحو الغرب باتجاه حي البياضة يعني كان الموضوع هو كسر عظم بيننا وبين النظام ولم نتراجع يعني إلى الآن لم نكن نفكر أن نخرج في مظاهرة ضمن الحي، وكان الإصرار أن تلتقي مظاهرات الأحياء ببعضها ويزداد عددها بشكل كبير جدًا، فاتجهنا إلى حي البياضة وكانت الدشم معززة أكثر على شارع الستين. وقبل أن نصل الى البياضة كان يوجد ضابط على الحاجز يمسك بـ "ميكروفون "ويصيح ويقول: تراجعوا ونحن لن نسمح لكم بالمرور وعليكم التراجع، ويحاول جاهدًا أن يقنع المتظاهرين بعدم المرور مثل الجمعة الماضية، ولكن ما حصل أننا نحن استمررنا بالتقدم باتجاههم وبدأ إطلاق الرصاص علينا بشكل كثيف ودخل المتظاهرون إلى داخل الشوارع [الفرعية] وحصل شيء من الاشتباك هو الأول من نوعه عندنا في تلك المنطقة، والشباب الذين بدأ يسقط من طرفهم إصابات ويُقمعوا بهذه الطريقة الوحشية ردوا بالدفاع عن نفسهم، وأطلقوا النار على الحاجز وحصل نوع من أنواع الاشتباك البسيط طبعًا بأسلحة خفيفة وبسيطة: بنادق وغيرها، لدرجة أن الاشتباك استمر قليلًا.

وبعد قليل جاءت من طرف الأحياء الموالية من شارع الستين الذي يؤدي الى حي الزهراء والأحياء الموالية وعن طريق شارع الستين جاءت أولى العربات في 29 نيسان/ إبريل 2011، وهو كان موعدًا لدخول العربات والمدرعات إلى ساحة الصراع والمشهد لأول مرة في حمص وفي أكثر من حي وليس فقط باتجاه هذه المنطقة وحتى في بابا عمرو وطبعًا حي بابا عمرو هو من الطرف الآخر من حمص أيضًا حصل عندهم نفس الأمر وباب السباع كذلك الأمر، وبالتالي في هذا اليوم اتخذ قرارًا أنه سوف يفصل بين الأحياء سوف يفصل بينها بالآليات والمدرعات وعربات "البي إم بي" (ناقلة جند مدرعة مزودة بمدفع عيار 73 ملم) و "البر دي إم" (آلية لنقل الجنود مزودة برشاش عيار 14.5 ملم) ولم يكن هناك دخول للدبابات والآليات الثقيلة، ولكن العربات المصفحة دخلت. وأتذكر أننا كنا نتندَّر على هذا الموقف حينما ركض أحد الشباب الذي رأى المدرعة نحونا -ونحن لا نعرف أسماء تلك المدرعات لأننا لم نذهب للخدمة العسكرية- وبدأ يقول: هذه دبابة صغيرة، يعني الموضوع تحول من الدشم والعساكر والحواجز كان يقول: إنه أتت دبابة صغيرة وفعلًا كان هذا هو التحول الجديد الذي قطع الأحياء عن بعضها بالعربات المصفحة والحواجز المدعمة بهذا النوع من الأسلحة، وفعلًا لم نستطع أن نلتقي مع حي البياضة في هذه الجمعة وانتهى شهر نيسان/ إبريل بتكريس تقسيم أحياء حمص بشكل كامل عن بعضها.

طبعًا في الجمعة اللاحقة سوف نحاول مجددًا العبور أيضًا من طرق ملتوية وسوف يتم إطلاق الرصاص علينا، ولكن سوف تتجه الأمور باتجاه أن الأحياء سوف تتنظم وطبعًا الأحياء الكبرى يعني يوجد أحياء عدد سكانها كبير جدًا، ويوجد أحياء أصغر ملاصقة لها وسوف تحصل هناك تجمعات، يعني مثلًا: يوجد تجمع للمظاهرات في الخالدية وفي باب سباع وبابا عمرو وكرم الزيتون ودير بعلبة وهذه الأحياء الكبيرة، وأما الأحياء الأصغر المحيطة بها فإنها تأتي وتشارك بها. وهنا بدأ عندنا ظهور أكثر من مظاهرة في المدن وتصويرها وتغطيتها، وهذه مظاهرة الحي الفلاني والحي الفلاني ورفع المظاهرات (فيديوهات المظاهرات على الانترنت) والمراهنة على إكثار عدد نقاط التظاهر.

وأيضًا عدا هذا الموضوع الميداني وموضوع التنسيق وزيادة الاهتمام بالأمور التنظيمية وتوزيع المهام، وهذا الأمر كان يظهر بشكل جلي وبدأت تظهر أول بوادر ما سمي لاحقًا بالتنسيقيات التي كانت بمثابة قيادة الحراك، قيادات شبابية من الشباب المثقفين والواعين والمدركين لما يقومون به في ظل كل هذا الوضع الخطير. بدأت تظهر التنسيقيات، واتجهت التنسيقيات حتى يكون هناك تنسيقية للحي الفلاني والحي الفلاني من باب أن الأحياء تقسمت عن بعضها، وكانت حمص كلها تحاول أن تلتقي في مظاهرة واحدة سابقًا، وأما الآن فإن كل مظاهرة اضطرت أن تخرج في حي معين فأصبح أهل هذا الحي والنخب الشبابية بالدرجة الأولى الذين فيه بدؤوا يوزعون العمل بين بعضهم، وبدأ يظهر شيء أن مهمتك هي التقاط الصور، وفلان مهمته تصوير الفيديو وفلان سوف يرفع المقاطع وفلان سوف يهتم أكثر بالموضوع الطبي وأماكن إسعاف الجرحى. فكانت بذور عمل التنسيقيات بدأت تظهر بشكل واضح والتركيز كان بالدرجة الأولى على موضوع الشق الإعلامي والتنظيم والمظاهرات والأشخاص الذين يهتفون لأننا كنا نرى، وكان عموم ناشطي الثورة السورية يرون أن أولوية الحراك الآن هي إيصال الصوت [وهذه] الأولوية لها سببان: السبب الأول هو على المستوى الداخلي، حيث أننا كلما خرجنا في مظاهرة وصممنا على إيصالها كان هذا الشيء يشكل حافزًا وقوة دفع كبيرة لباقي المناطق التي لم تخرج حتى تخرج حتى يغار الناس من بعضهم بشكل إيجابي ويقلدون بعضهم ويشاركون، وحتى هذه الفزعة والنخوة وانتشار الثورة على المستوى الأفقي كان للإعلام دور كبير فيه وإن المنطقة الفلانية قُمعت وحصلت مجزرة في المرة الماضية وعادت وخرجت فكان هذا حافزًا. وأيضًا بالمقابل كانت توجد رؤية أو توجه عام على أنك إذا أوصلت الصوت وأن الثورة كذا وقُمعت بهذه الطريقة من قبل أجهزة الأمن هو شيء ربما يخدم الثورة وربما أحد ما يتدخل ويحصل تدخل من نوع معين وربما هذا يساهم في إسقاط النظام، وهذا الأمر لم يحصل لاحقًا للأسف رغم أن الناشطين أرسلوا آلاف المقاطع وحتى في فترة مبكرة وحتى في الأشهر الأولى. ويمكننا أن نقول إنه بعدها التنسيقيات بدأ يتكرس مفهومها بشكل أكبر وبدأ الشباب يتعرفون على بعضهم أكثر وحتى بين الأحياء يمكن أن نصل إلى بعضنا ويكون هناك تنسيق على أمر معين وكيف سوف تخرج المظاهرة؟ وكيف سوف نصل لكم؟ وموضوع تأمين اللافتات والكتابة على الكراتين في ليلة المظاهرة بالإضافة إلى التنسيق الافتراضي على الصفحات الكبيرة (على موقع فيسبوك) التي كانت تضم الناشطين من مختلف المناطق السورية على مستوى الصفحات الكبرى. وبدأت تظهر الصفحات الخاصة في كل منطقة وبدأ فعليًا توزيع المهام بشكل تنظيمي جميل لدى شباب لا يوجد لديهم أي خبرة بالعمل لا التنظيمي ولا الميداني، ولكن الظروف دفعتهم لتنظيم أنفسهم بهذه الطريقة.

هذا المشهد هو الذي كان يسيطر ولم يكن يوجد رغم كل القمع الذي حصل لم تكن توجد عمليات في تلك الفترة 2011 ما بعد شهر نيسان/ إبريل، لم تكن توجد عمليات هجومية للشباب باتجاه الحواجز الأمنية والحوادث القليلة التي حصلت كانت عبارة فقط عن أمور دفاعية، وبالتالي نستطيع أن نقول أن الثورة حافظت على سلميتها في تلك الفترة بطريقة مثيرة للدهشة، فمستوى القمع الذي كان يجري ضد المظاهرات ورد الفعل وانضباطه بهذه الطريقة كان مثيرًا للدهشة، وربما كما ذكرت أن النظام راهن السوريين على أن يحصل تدخل ما سواء كان عربيًا أو دوليًا أو أيًا يكن حتى ينقذونا من هذا النظام فاستمرت السلمية إلى فترة طويلة. وطبعًا بعدها بفترة بسيطة سوف تستمر المظاهرات بالخروج في كل يوم جمعة، ولكن سوف يضاف لها شيء مهم جدًا وهو عدم اقتصار المظاهرات على أيام الجمعة وانتقالها حتى يظهر شيء عندنا وهو المظاهرات المسائية وتكريس مفهومها، فأنا أتذكر أيامًا كثيرة مرت علينا أننا كنا نخرج في مظاهرة يوم الجمعة ثم نخرج أيضا في المظاهرات المسائية بنفس اليوم، وفي اليوم التالي تشييع وطبعًا التشييع الذي حصل له قصة أخرى والذي حصل هو أيضًا ملحمة توازي ملحمة يوم الجمعة ومعرفة الناس أنه سوف يكون هناك ضحايا وقتل ورغم ذلك يخرجون في التشييع، وفي التشييع أنت كنت تقوم بتشييع الشهيد إلى مقبرة، وطبعًا المقبرة الرئيسية في حمص كانت هي مقبرة تل النصر، وكانت كل أحياء حمص تقريبًا الثائرة تحاول أو تدفن في هذه المقبرة والطريق إلى هذه المقبرة كان دائمًا فيه من الخطورة ما فيه ولا يوجد شهيد إلا وكان يتم تشييعه بطريقة المظاهرة التي كانت تكون أكبر من المظاهرات التي كانت تخرج في يوم الجمعة. وحصلت طبعًا مجزرة شهيرة خلال تشييع أحد الشهداء الذين سقطوا وكانت هي مجزرة تل النصر التي أيضًا وثقتها كاميرات الناشطين وكانت من أول المجازر المبكرة التي حصلت ضد مظاهرات التشييع في مدينة حمص.

مجالات عمل التنسيقيات بالدرجة الأولى توزعت بين الإعلام الذي كان يتطور شيئًا فشيئًا بالإضافة إلى موضوع تنسيق المظاهرات والحراك الثوري وأماكن خروج المظاهرات وكيف سوف تخرج؟ وكيف سوف ننصب المنصة؟ ومن الذي سوف يهتف؟ ومجالات أخرى على رأسها الموضوع الطبي وإسعاف الجرحى الذي كان موضوعًا قاسيًا ومؤلمًا ويحصل فيه الكثير من الانتهاكات في المراكز الأمنية والمستشفى الوطني والعسكري وغيره التي تحولت الى مسالخ، وعدت أمور أخرى وتطورت التنسيقيات رويدًا رويدًا حتى تبلورت وتشكلت بمفهومها أو شكلها الأخير في عموم سورية وفي مدينة حمص.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/09/21

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدالحراك السلمي في حمص

كود الشهادة

SMI/OH/161-06/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

4-5/2011

updatedAt

2024/09/03

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-مقبرة تل النصرمحافظة حمص-البياضةمحافظة حمص-محافظة حمصمحافظة حمص-دير بعلبةمحافظة حمص-مدينة حمص

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

فرع الأمن الجنائي في حمص

فرع الأمن الجنائي في حمص

الشهادات المرتبطة