الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

معيار الولاء في الاختيار للمناصب الحكومية والقبضة الأمنية

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:10:07

لو افتكرنا هذا الموضوع نجد أنفسنا نبدأ من نقطة البداية من عام 1968 بقانون التأميم الذي تم من خلاله الاستيلاء على الأراضي والماكينات الزراعية وأخذها من أصحابها ووضعها في الجانب العام، وهذا كله عملية إرهاب وإرهاصات للناس بحيث أصبح هناك قوة وقبضة أمنية وغير مسموح لأي أحد أن يتكلم عنها، وهذا الأمر جرى علينا منذ عام 1968 بشكل غير مباشر إلى المباشر الذي بدأ فعليًا في عام 1975 وما بعد بحيث بدأ يزرع المخافر والشرطة وهي قليلة وذات فاعلية قليلة، وترك الفاعلية الأساسية الحقيقية للفروع الأمنية الموجودة. وبدأت في البداية في السبعينات وما بعد، وكانت شبه سرية وموجودة في مراكز المحافظة ولها أشخاص فقط موجودون في الأرياف والمدن إلا أنه وجد أنه لا يوجد ممانعة ووجد أن الأمر عادي والكثير من الناس استساغت هذا الشيء فأصبح بكل سهولة، وفتح في الميادين مركز أمن الدولة وبدأ بهذا المجال وبدأ يمارس نشاطه وكان له دور كبير جدًا في قمع المواطنين وأي حدث بسيط تجد أن أمن الدولة يتدخل بهذا الشيء. 

وجاءت فترة هادئة ولم يكن لدى أمن الدولة عمل وأصبح فرع أمن الدولة يصطنع تقارير ويطبقونه وينفذونه ويعملون على موجبه، وعلى سبيل المثال وكناحية أمنية وقبضة فولاذية كانت بدايتها في أمن الدولة "أبو زاهر" وللعامة أبو زاهر جيد جدًا وممتاز وفي خدمة المواطنين والدليل على ذلك أنه أحيانًا كان يفتعل مشكلة لشخص ويجهز التقرير ويقول له بشكل سري أنا أعرف الوضع وعليك أن تختفي لأنه سوف يتم إلقاء القبض عليك، [كنا نقول:] هذا الرجل جيد ويخاف على المواطنين كثيرًا، ثم يبدأ الاستغلال المالي والأمني ويبقيه دائمًا في دائرة الخطر، وهذا الأسلوب كان يعمل عليه لأكثر من 10 سنوات وكان أبو زاهر وأمثاله مرضي جدًا بالنسبة للنظام، لأنه حاول استقطاب الكثير من النفوس الضعيفة ويسحبهم نحوه، ووصلت لمرحلة بين المخبر والمخبر هناك مخبر وأن "الحيطان لها آذان" من جراء القبضة الأمنية، وهذا يذكرنا أيضًا بشيء مهم جدًا وهي إما أن تنصاع إلى الحزب والشبيبة وحزب البعث وإما أن لا يكون لك دور في المجتمع، وإذا أردت أن تكون مدير مدرسة عليك إما أن تكون حزبيًا وتثبت ولاءك ويوجد مئات الحزبيين انتسبوا وأنا انتسبت إلى الحزب في الصف الحادي عشر حتى يكون لي مكان ودخلت إلى المعهد ويجب أن تكون عضوًا عاملًا حتى يكون لك مكان، وكان عندنا مكان ولكننا لسنا فاعلين، وأنا لم أصبح مديرًا لأنه غير مرحَّب بي في الأوساط الحزبية ودائما نناقش ونضع يدنا على الخطأ ونشير إليه ولكنهم لا يريدون ذلك بل يحبذون الأشخاص المنافقين، وهذه الشخصيات أصبحوا مدراء وأصبحوا يمسكون زمام الأمور مثل رئيس البلدية وإن لم يكن 100% جاهز معهم فلا يصبح رئيس بلدية. والقليل فقط من الشرفاء الموجودين وأذكر منهم مدير الكهرباء في الفترة الأخيرة من عائلة الحمران ثم قتلوه في دمشق -انتقم الله منهم- هو الوحيد الذي كان نظيفًا، ولكن مر علينا مدراء كهرباء ورؤساء بلدية ومدراء خدمات يجب أن تأخذ وتدفع ولا يوجد مجال وأما الشرفاء لم يستمروا طويلًا واستقالوا. يجب عليك أن تدفع حتى تستمر وهذا الأمر علنيّ وأصبح عرفًا مثل من يريد أن يصبح عضوًا في مجلس الشعب مثلًا كم سيدفع، أو رئيس بلدية بحسب الدفع تنجح، وكان التدخل الحزبي والأمني كان في أوجه في مرحلة الثمانينات ولا يمكن أن يعيَّن رئيس بلدية إلا بعد أن يكون هناك دراسة لكل عائلته ويجب أن يكون صافيًا بولائه للطائفة (الطائفة العلوية) أو الجهة الأمنية الموجودة.

حاولوا استغلال الكثير من الشخصيات والأسماء من البلد ويقولون نحن ليس لنا علاقة وأبناء بلدكم هم الذين يحكمون البلد ومدير التربية من عندك ومدير البلدية ومدير الخدمات الفنية من عندكم، ولكن انتقاءهم لهذه الشخصيات كانوا موفقين بها جدًا وبصمتهم واضحة جدًا بالولاء لهم.

الأفرع الأمنية في البداية عندما بدأ نشاط أمن الدولة طبعًا بدأ التململ، وظهرت بعض الأسماء والشخصيات التي يجب متابعتها وملاحقتها مرة بتهمة الإخوان المسلمين ومرة بتهمة الشيوعية وأهم شيء بحزب اليمين العراقي (تهمة الانتماء له)، وهذه الأسماء أصبحت كثيرة ولم يعد ينفع أن يبقى فقط فرع واحد، وبدأ بفرع أمن الدولة ثم فرع الأمن السياسي ثم فرع الأمن العسكري ثم فرع القوى الجوية وهو الأقوى وكان الفرع في مدينة دير الزور، وهذه الأفرع كان لها يد في كل شيء وإذا أردت فتح دكان صغير أو بائع فلافل إن لم تأتي بموافقة أمنية فغير مسموح لك بذلك وأي محل ذي أهمية اقتصادية أو فنية أو ثقافية يجب أن تحصل على موافقة أمنية ومن ضمن الأوراق يجب أن يكون هناك موافقة أمنية وإلا سوف تحصل لك مشكلة، والأفرع ضغطت على الجانب الاقتصادي كثيرًا مما جعل ضعاف النفوس يلجؤون لهم ويقفون معهم وحتى إنه أصبح هناك قيمة للتقرير وكل تقرير له قيمة. وتم سحب الكثير من الناس الأبرياء بسبب رغبة السيد بالانتفاع فيضر بأقرب الناس له من هذا الجانب، وكثرة الأفرع الأمنية أدت إلى قلة النشاط السياسي بسبب خوف الناس واعتقال الناس بدون عودة وهذا الشيء جعل الكثير من الشباب يحجمون عن السياسة والمطالبة بحقوقهم.

أنا أتذكر مخبرًا حضر معنا في إحدى المرات على صلاة الفجر وبعد صلاة الفجر يوجد مجموعة شباب يحبون الإنشاد وهذا المخبر كان يقف على طرف وتم تنبيهنا من هذا الشخص فاقتربت منه وقلت له: ماذا سوف تكتب اليوم؟ فقال: أنا أبلغت الشباب أن يأخذوا راحتهم، أنا لا أكتب إلا على الشخص الذي يرفع يديه إلى الأعلى (يضع يديه على صدره عند الصلاة، إشارة إلى أنه صاحب فكر سلفي- المحرر) ويفتح أقدامه، فكانت تصل يدهم إلى داخل المساجد وداخل المجموعات وسألت هذا الشخص ما الذي جبرك على هذا؟ فقال: هددوني بوظيفتي وإذا لم أكتب لهم شيئًا فسوف يفصلونني من الوظيفة وأنا مُجبَر أن أكتب لهم، يعني هم حاولوا إدخال الرعب إلى لقمة العيش مع المواطن وهذه للأسف كانت عصا رابحة في يد النظام للأسف.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/09/20

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/144-03/

أجرى المقابلة

همام زعزوع

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/04/18

المنطقة الجغرافية

محافظة دير الزور-مدينة الميادين

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

القيادة القطرية لحزب البعث

القيادة القطرية لحزب البعث

الشهادات المرتبطة