وفود النظام لإخماد الثورة، حماية المظاهرات وتشكيل الكتائب العسكرية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:16:39:20
سبق هذا الوفد وكان من المفترض أن يأتي وفد رفيع المستوى ولكن سبقه مجموعة رسل جاؤوا عن طريق فرع الحزب (حزب البعث) وحاولوا زرع في نفوس أعوانهم التهليل والاستقبال والطاعة والولاء للوفد القادم، فسبق تحضير الوفد تحضير أولي لمجموعاتهم وكانوا خائفين من ردة الفعل للوفد أن يحصل عليه شيء ولكن كانت التحصينات الأمنية في أوجها ولا يزال النظام قائمًا ولا يزال لهم وجود والناس خائفون ولا يوجد إلا الثوار، والذين قدموا أنفسهم هم الوحيدون الذين يعملون ويحافظون على أنفسهم، وأهاليهم لم يتركوهم في الثورة، فالكثير من الناس الأهل هم الذين يحاولون تحجيم أعمالهم.
وشعر النظام بأن النار بدأت تكبر والثورة بدأت تأخذ مجدها في أكثر من مكان من سورية، وبالمقابل أو بالتوازي ترتفع في الميادين فأخذت على عاتقها الجهات الحزبية إخماد هذا الشيء أكثر من الجهات الأمنية، لأن الجهات الأمنية في أماكن أخرى كثيرة شعروا بفشل عملهم وحتى إذا تصدوا بشكل عنيف فإنهم يواجهون بشيء أعنف فطلبوا أن يكون التوجه سلميًا.
وأتذكر أنه جاءنا وفد من القيادة القطرية ومن فرع الحزب، أعتقد شهناز (شهناز فاكوش عضو القيادة القطرية) وأسماء لامعة كانت موجودة دُعت إلى المركز الثقافي وأنا كنت مسؤولًا عن الصالة الرياضية في الميادين، وكان مطلوبًا مني تسليح الحراس الأربعة لأجل الحفاظ على الصالة فذهبت إلى أمين الفرع من أجل أن أطلب منه السلاح من أجل الصالة فقالوا إنه غير موجود وهو في المركز الثقافي فذهبت إلى هناك ورآني هناك أمين شعبة الحزب فقال لي: تفضل أنت مدعو معنا للموضوع الفلاني. وبما أنني جئت متأخرًا فأنا دخلت إلى المركز الثقافي في الصف الأخير وتحدثوا بما فيه الكفاية وقالوا نحن نريد منكم الآن إعطاءنا الحل، فرفع شخص يده من الصف الأمامي وقال: أبناؤنا فداء للسيد الرئيس بشار الأسد ونقدم أبناءنا فداءً للوطن والسيد الرئيس وأبناؤنا بإمرته ونحن بإمرته، وكنت في الصف الأخير فرفعت يدي وقلت بأن الحل يكمن في العدل والمساواة والرسول عليه الصلاة والسلام قال لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها، وإذ بأحدهم يرد - توفي لاحقًا – وقال: قلبناها إسلامية، فقلت لهم: العدل والمساواة وأنا من مكاني هذا وأنا عنصر في هذا البلد أنا أكفل وأضمن أبناء البلد أن لا يخرجوا إلى الشارع بشرط فقط أن نشعر بالمساواة والحرية والعدل، فقالوا شكرا لك، وتابع المنافقون وأشار لي البعض من الخارج أن اخرج فخرجت، وبصراحة تم تأنيبي فقلت لهم: بأن هذا الأمر لن يتكرر وهذه غلطة.
وهذا ملخص الوفد الذي جاء وتكلم بكل ما لديه وكل هذه الوطنيات زائفة ولا يوجد شيء حقيقي وهم جاؤوا حتى يسجلوا كلمة مختصرة وقالوا إن الرئيس يلقي عليكم التحية ويقول أعطونا الحل والحل كان بشطرين: الشطر الأول هو أبناؤنا فدىً الوطن وفداء الرئيس والشطر الثاني هو أن قام شخص آخر أعتقد اسمه يوسف وتكلم بمنطق الثورة بالمختصر ولم يتعمق بالإضافة إلى ما تحدثت به أنا، وانتهى الاجتماع على هذا الأساس ومثل العادة أخذوهم واحتفلوا بهم وعزموهم على الغداء وعادوا، وهذا لم يزد البلد إلا إصرارًا على الثورة وهذه كانت صدمة للذين يعتبرون أنفسهم وجهاء ويعتبرون أنفسهم سياسيي البلد وأن المشكلة ستنحل بمجيء بعض المسؤولين.
أنت حاليًا بدأت تتكلم عن أوج المظاهرات وهنا أصبحنا نخرج بشكل علني وانتهى الرمادي وانتهى الضد وأصبح الأغلبية مع، والضد كله مختبئ وينظر من النوافذ ويوبخ أبناءه ولم يعد لديه مقدرة بأن يظهر في الشارع، قليل جدًا و90% من الناس والشباب في هذا اليوم يوم التحول والنصر وهذه المرة المظاهرة أصبحت في الساحة العامة في ساحة البلدية في ساحة الباسل، وكان هناك تمثال كبير ومحصن ولم يكن هناك تفكير بأن يتم إزالة هذا التمثال ولكن بفضل الله وهمة الشباب قلبت الأمور رأسًا على عقب، وخرجت الناس تركب على رأس التمثال وتخلع الأحذية وبالأحذية بدأ تكسير التمثال وبدأ الناس يغذون بعضهم بالمعاول والمطارق إلى أن حصد الرأس وقلب من مكانه وكانت صيحات "الله أكبر" وصيحات النصر أثلجت صدور الموجودين من أول البلد حتى نهايته وشعر الناس بفرحة لا توصف وكان ذهول غير طبيعي للمختبئين والموجودين في السرايا، والبلدية كانت من هنا ومشرفة على الساحة والسرايا من الجهة الأخرى، والسرايا هي في الطابق الأرضي والوسط والسطح ونحن كنا نعلم 100% بأن السطح كان مسلحًا ويوجد مسلحون موجودون فيه من النظام، والقبو الطابق الأرضي كان مسلحًا وفقط كان مدير المنطقة وبعض المسؤولين موجودون في الطابق الثاني وينظرون من النوافذ ولم يستطع أحد أن يأتي بحركة وحاول بعض المحبِّطين وقالوا بأنه جاء الأمن وجاءت مجموعات وهذا هز الموجودين لشيء بسيط، ولكنهم عادوا وتماسكوا واستقر الوضع وازداد الهتاف ولم يبقَ من التمثال شيء وأصبح أثرًا وكانت فرحة وبدأ الناس يوزعون هذه المقاطع وهذا كان يوم تغيير حقيقي.
أنا ذكرت أن الثورة بدأت بقتل عنصرين من الأمن العسكري، وهذه كانت رسالة وهي أن لا تتحركوا أكثر مما هو مطلوب منكم لأن الموضوع وصل إلى حده وهذه كانت رسالة لهم وهم كانوا في موقع خوف وفعلًا الرسالة وصلت وكانت ناجحة.
الحقيقة هذا الجانب كان شائكًا جدًا وكان محيّرًا ومن حيث المظهر العام لم يكن الأمن يشعرك بأنه مستعد أن يقبض على أي شخص من المظاهرات ولكن في الخفاء كان يختفي بعض الرؤوس الجيدة التي تحث على المظاهرات والمشاركة في المظاهرات ولا أحد كان يعلم عند أي جهة موجودين، وتشعرك الجهات الأمنية بأنهم بريئون وعند سؤالهم عن المختفين يستغربون اختفائهم ويسألون غيرهم ولكن في الحقيقة إنهم بدأوا يضغطون على الناس المؤثرين وهذا سبب سوف يأتي فيما بعد بسؤال آخر أو جواب آخر، وهذا سبب أصبح لتشكيل قوة رادعة بمعنى كتائب بسبب اختفاء الشخصيات المهمة والأشخاص الذين لم نستطع إخراجهم، وطبعًا يوجد بعض الأشخاص خرجوا من السجن مع اعتذار شكلي ولكن نال حقه وأطلعوه على الوضع وهي رسالة للتأديب لمن هو حوله، ولكن الرسائل لم تصل كما يجب وخرج رغم الضرب والتعذيب الذي تعرض له خرج يشجع أهله على استمرار المظاهرات وإسقاط النظام، والموضوع أصبح أكثر من المطالبة بالعدل والحرية وهنا أصبح الموضوع هو إسقاط النظام وأصبح هو الشغل الشاغل بكل الوسائل المكتوبة والمهتوفة والمعلنة هي إسقاط النظام، بدأت بطلب الحرية والآن بدأنا بذروة وسنام المظاهرات وهي إسقاط النظام وهذا ما أربك النظام لأن الموضوع أصبح علنيًا ولم يعد هناك مجال إلا أن يزج بقواته الأمنية في كتيبة المدفعية واستعراض مرور للدوريات الكثيفة أو الأرتال ومنها المضادات مثل الدوشكا وال 23 و17 و15.. وهذه الأرقام؛ لأجل الإرهاب ويتجولون في الشوارع الرئيسية طولًا وعرضًا وقسم من المفترض أن يذهب إلى الجزيرة وقسم يذهب إلى البوكمال، إلا إنهم كانوا يدورون في نفس المكان بعملية استعراضية ويعودون إلى مكانهم مع تغيير الأشكال والنماذج وهذه الرسالة جعلت البعض يفكر جديًا بالأمر المسلح.
هذا هو السبب المباشر الأول لاختفاء بعض الشخصيات الثورية الموجودة وأصبحوا يطلقون النار على بعض التجمعات الثورية فأعلنوا الحرب داخل المدينة على الناس والمتظاهرين فوجد الثوار أن الموضوع أن النار لا يقابلها إلا النار ولا يفك الحديد إلا الحديد، فأصبحت حاجة ملحة تشكيل الكتائب المسلحة للدفاع عن المدنيين والمتظاهرين. وكان في بداية هذا الأمر تشكلت كتيبة أبو الحسنين بقيادة حسام الشلوف وأيضًا أسود التوحيد كان فيها أخونا أبو البراء الزايد، هؤلاء في البداية، وأيضًا عباد الرحمن وهي كانت كتيبة جيدة ويقودها الدكتور مروان النزهان، ولا ننسى أيضًا الرحبة وكان يقودها عبد الرحمن الحريب أو الدكتور عبد الكريم الحريب، وكان لكتيبتهم دور في هذا المجال، ويوجد أيضًا كتيبة أسامة بن زيد على طرف الميادين أو في منطقة البلعوم بقيادة أبو العبد وكان لها دور وكان لها نفس إسلامي ظاهري في هذا المجال وهذا داخل الميادين. وفي الوقت نفسه أعتقد في القورية [تشكلت كتيبة] القعقاع وكان لها صدى كبير ومجال كبير وأعتقد كان قائدها علي المطر، وبعدها أيضًا تم تشكيل تشكيلات خفيفة مثل عمر المختار وصقور الفرات والضرار ولكن ليس بنفس الكمية والزخم.
هذه الكتائب ومع احترامي للبقية كان لديهم صدق في البداية واندفاع حقيقي، فانضم الناس لهم وأصبح يأتيهم دعم لا أعرف من أين، من داخل أو خارج الميادين لا أعلم ولكنهم بدأوا يبحثون عن مشتريات أسلحة وبدأوا يحتاجون للعتاد والذخيرة وأصبحت لهم بعض الغزوات الخفيفة يكسبون فيها البندقية ومضاد الطائرات وبدأت الشوكة تقوى، وأصبحت حاليًا المظاهرات مغطاة 100% من قبل الكتائب وأصبحت الميادين في هذه الفترة محمية تمامًا، ومعسكرات الكتائب التي تحدثت عنها كانت على ثلاثة أو أربعة أطراف من البلد ولا يزال في هذا المجال كتيبة الهجانة موجودة عند الجسر، إذًا نقطتين ارتكازيتين: الهجانة عند الجسر، والمدفعية موجودة في غرب وجنوب الميادين، وفي آخر الميادين من جهة البوكمال بعد الطيبة كان هناك فرع الأمن العسكري ويدعمه الأمن السياسي من الجهة الداخلية وهذه هي المراكز المتضادة، والأمن يشكل قوس حول الميادين والميادين في داخلها وفي كل مكان يوجد كتيبة ولها عتادها.
استمرت المظاهرات على هذا الحال وأخذت طابعًا مسلحًا وكان بعض الشباب يخرجون مسلحين مع المظاهرات من أجل حمايتهم خوفًا من المتسللين الموجودين ونحن نعرفهم، ولكن هذا الأمر كان بحذر ولم نكن نريد إشعال حرب ومواجهة أكبر منا. نحن في بداية التشكيل ولا يزال هناك شد للأهالي وشد للسلاح لأننا نعرف أنه ستحصل مطحنة حقيقية لذلك يجب أن يكون لدينا قوة ردع وأصبح لدينا الكثير من الشباب ولكن لا يوجد سلاح يكفي وإذا وجد السلاح فإنه لا يوجد ذخيرة تكفي.
وأذكر أنه بعد فترة متقدمة أصبح الطيران مزعجًا والطيران كان قريبًا على مستوى النظر فبدأنا نريد لأحد الكتائب الموجودة أن نشتري لهم مضاد [طيران]، وفعلًا جُمع المبلغ من البلد من المساجد والتجمعات وأهل الخير وتم شراء المضاد أعتقد من العراق وجلبه إلى الميادين والسلاح كان موجودًا ولكن بكمية قليلة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/10/02
الموضوع الرئیس
التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدبدايات الحراك العسكري في الثورةكود الشهادة
SMI/OH/144-06/
أجرى المقابلة
همام زعزوع
مكان المقابلة
الباب
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2011
updatedAt
2024/04/18
المنطقة الجغرافية
محافظة دير الزور-مدينة الميادينشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
حزب البعث العربي الاشتراكي
كتيبة أسامة بن زيد - الميادين
القيادة القطرية لحزب البعث
كتيبة أبو الحسنين - الميادين
كتيبة أسود التوحيد - الميادين
فرقة القعقاع - القورية
فرع الأمن العسكري في الميادين
الأمن السياسي في الميادين