الاعتقال في أمن الدولة والنقل إلى المركز في دمشق
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:20:40:03
ركبنا وأنا قدت السيارة وقلت له: دلني إلى أين نذهب؟ فدلني إلى السبع بحرات من هنا ومن هنا ودخلنا بحواجز وهنا بدأت السماء تعتم ودخلنا وأنا لا أعرف ما هو هذا الفرع وعندما وصلنا أدخلوني مباشرة إلى قاووش (زنزانة) كان به سامر الأحمد والذين كانوا معروفين بالنسبة لي الشيخ أبو قيصر كان شيخ من بني سبعة وكان يوجد في المهجع 28 شخصًا وجلست وللوهلة الأولى قلت لهم: من الجيد أنه لم يعتقلنا أمن الدولة. يعني جيد أنه اعتقلنا الفرع العسكري فقالوا لي وهم كانوا في حالة ذهول: لا ترفع صوتك نحن في أمن الدولة. وهنا عرفت أنني في أمن الدولة وبعدما خرجت من السجن تفاجأت أن أهلي كانوا يذهبون إلى الأمن العسكري ويقولون لهم: ليس لدينا. ويذهبون إلى الفروع الأخرى يقولون لهم: ليس لدينا. لم يكن ببالهم أنني في أمن الدولة، كانت هذه البداية ثم جلست في المهجع بجانب المذكورين سامر الأحمد والشيخ أبو قيصر.
تفاجأت أنهم أدخلوا عناصر من أمن الدولة إلى داخل القاووش طبعًا أنا كنت منتبهًا أو نتيجة خبرتي في السجون عرفت أن هؤلاء وضعوهم حتى لا يكون هناك تواصل لأن العقيد رئيس قسم التحقيق حاول أن ينبه السجناء ألا يقتربوا إلى هذا أو ماذا سأتكلم مع السجناء وهنا نبهت الشباب والبعض منهم يبدو أنهم كانوا بسطاء يعني من الممكن أن ينقلوا الحديث الذي يدور وحاولنا دائمًا ونبهت الشباب دائمًا نتكلم بشكل عادي عن العائلة والأسرة وكيف سنخرج من هنا وكيف تكلم معك المحقق يعني لا تتكلموا كلمات بحيث تؤذيكم أو تزيد من تجربة.. على طريقة تجربة عارف دليلة عندما سب (شتم) النظام [في المعتقل] وحكموه زيادة 3 أو 4 سنوات. طبعًا بدأ التحقيق ولم يكن يوجد شيء محدد حول التظاهرات وحول لماذا أتيت إلى القامشلي؟ وحول ماذا أرسلت إلى الرقة من مواد؟ ولماذا وزعت وأنت عضو في المجلس الوطني؟ طبعًا كانت الأسئلة سهلة جدًا وأستطيع أن أجيب عليها بسهولة أو أتملص منها يعني إحدى النهفات (الطرائف) قلت له: أنتم من المفترض أن تكونوا مخابرات وتفهموا وأنتم متابعون للأحداث وأعضاء المجلس الوطني كل يوم يصدرون نشرات وعلى التلفاز وفي الصحف أسماء المجلس الوطني هل رأيت اسمي في إحدى المرات؟ فقال لي: لا لم أر اسمك. طبعًا هذا الكلام نفسه سئلت عنه في الشام (دمشق) أنني أنام في فندق 5 نجوم ونقبض 5000 دولار. فقلت له: لو أنني أقبض 5 آلاف دولار فلن تراني هنا كنت سأذهب يعني معقول أن شخصًا عضو في المجلس الوطني يقبض 5 آلاف دولار ويأتي إليكم بقدميه؟
كان الموجودون أغلبهم من محافظة الحسكة وطبعًا 90% ليس لهم علاقة كان يوجد مهربو سجائر أتوا بهم بحجة أنهم إرهابيون كان بعض الأشخاص الذين ليس لهم علاقة أو أبناؤهم من الممكن أو إخوانهم قد تكون لهم علاقة بشيء اسمه جيش حر أو معارضة وكان يوجد شابان صغيران فعلًا أُعدموا أعتقد ذلك.
بعد 3 أو 4 أيام طبعًا الشباب سامر الأحمد والشيخ قالوا لي: إن السجان شخص سافل ومنحط وليس له إلا الضرب والكلمات البذيئة وهو من "نبل" وأنا لم أره، ولكن تفاجأت بأنهم قالوا لي: إنه أتى من الإجازة يعني ما هذه الشخصية؟ فهو جاء من الإجازة وعندما أتى لم يلق التحية على أصدقائه، وإنما جاء وفتح الباب ومعه كبل طبعًا هذه النوعيات أعرفها جميع الشباب تجمعوا في زاوية وبدأ يضربهم وجاء الدور علي فأمسكت له الكبل الرباعي وقلت له: لماذا تضرب؟ يعني ماذا فعلنا حتى تضربنا؟ وبدأ يدفع ويصرخ وجاء بعدها العقيد وأخذه وقال له: هذا محام. فقال: وإذا كان محاميًا!
كان يتفوه بكلمات نابية، ولكن لم يعد يقترب وإذا كان يريد ضرب أحد ما فكان يخرجه إلى الفلقة.
الأمر الآخر الذي كان القاووش (الزنزانة) وأنا أقول: إن القاووش الذي كان موجودًا به أمن الدولة في القامشلي يعتبر رحمة أمام ما يحدث في دمشق في الفروع، طبعًا كانت الفروع الأمنية بشكل عام مأساة وقواويشها (زنازينها) كانت مأساة من حيث الكثافة والأمراض والطعام قليل، وفي إحدى المرات وليومين لم يعطونا الخبز ولا يوجد طعام إلا مرة واحدة صباحًا يعطوننا برغلًا عليه حجارة وكانوا يضعون البرغل على قطعة نايلون على ما أعتقد لم أعد أذكر وإضافة لذلك كان موضوع الحمامات يعني حمام واحد كانوا يخرجون عليه 5 أشخاص يعني شخص يجب أن يتبول على الحائط وشخص يجب أن يتبرز في الحمام والبقية يقفون وينتظرون، طبعًا السجان يعد من واحد إلى 10 تقريبًا يجب أن ينتهي الخمس سجناء يعني خلال ثلاث دقائق كان بحدود 30 شخصًا ينتهون من الحمامات طبعًا كانت مآسي ولا يوجد ماء وإذا مرض شخص أو ذهب إلى الحمام إضافة إلى البهدلة (التوبيخ) ممكن أن يتم ضربه وممكن أن يمنعوه من الخروج إلى الحمام أو أحيانًا كان لديهم علب ماء بقين ليتبولوا بها أحيانًا إضافة لذلك كنا نجبر على تنشيف الخبز أو نخبئه أو نقسمه إلى قطع صغيرة ويتعفن، ولكن يجب أن تأكل وبشكل دائم موجود البرغل الذي يوجد معه حجارة صغيرة وإضافة إلى ذلك يوجد حبة بطاطا واحدة.
بقيت لمدة 58 يوم في السجنين نقص وزني 13 كيلو عدا عن موضوع الإهانات والضغط النفسي والممارسات.
بالنسبة لي أنا سجنت في صيدنايا، ولكن سجن صيدنايا يعتبر 5 نجوم أمام هؤلاء.
بعد التحقيقات من قبل المحقق في 5 أو 6 جلسات كانوا يركزون أنني كنت أذهب إلى تركيا وأنني عضو في المجلس الوطني وتقدم للإرهابيين مساعدات وتقدم لهم أدوات طبية طبعًا لم يكن يوجد أدلة وأنا من خلال خبرتي في المحاماة اكتشفت أنه عبارة عن تقرير يسرد عن حالة معينة، وبالتالي تتعامل معه إضافة إلى ذلك فورًا عندما نزلت إلى التحقيق أحد المحققين يبدو أنه كان يفهم فقال لي: كيف فايق المير؟ يعني وكأنه يقول لي: إننا نعرف أنك من حزب الشعب وكيف رياض الترك؟ وأين هو الآن؟ وطبعًا أنا كنت أتجنب أن أدخل بالجوانب التنظيمية أو بالسياسة أو بالحزب.
تم عرضي على اللجنة الأمنية وكان الخوف وقبل اللجنة الأمنية كان يوجد خوف مرعب من الطائرة كانت تأتي كل يوم جمعة وتأخذ موقوفين إلى دمشق وطبعًا من كثرة ما تم وصف أحد الأشخاص الذين كانوا معنا وهو سائق سيارة من مدينة القامشلي لا أذكر اسمه كان يصف لنا الطائرة ويصف دمشق ويقول: من يذهب إلى دمشق لن يعود لأنه سيموت. هكذا كانت نظريته من الرعب ومن الخوف والقتل وأنا كنت مطمئنًا أنهم قد لا يأخذوننا لأن التوجهات كانت هكذا، ولكن مع ذلك كنت أحسب حسابي دائمًا وطلبت في إحدى المرات شفرة حلاقة لأجل الذقن (اللحية) لأنني أعرفهم يعني كل شخص ذقنه طويلة قليلًا سيكون إرهابيًا وبالتالي كانت مقصودة أن تجعل ذقنك طويلة حتى تتهم بالإرهاب بمجرد ذهابك إلى دمشق، وفعلًا سامر الأحمد قام بحلاقة ذقني بعد أن أعطاني السجان آلة الحلاقة وطبعًا أعطاني الشفرة بحقها وعلمًا بأنني في المرة الثانية طلبت منه ولم يستجب للطلب لأنني قلت له: قد يأخذونني إلى دمشق ويجب أن تحاول تأمين شفرة حلاقة لي حتى أحلق ذقني. فقال لي: لماذا؟ فقلت له لأن نظريتكم هكذا يعني كل شخص ذقنه طويلة هو إرهابي وإسلامي. وهنا اللجنة الأمنية قالوا لي: ستعرض على اللجنة الأمنية وهي من تقرر ذهابك إلى دمشق أم لا.
كانت اللجنة الأمنية مكونة من 7 أشخاص من فرع الحزب والمحافظ ورؤساء فروع الأجهزة الأمنية يعني "البلطجية" بشكل عام وأتذكر أنني قلت جملة انبسط وفرح منها أحدهم أن الهوية الوطنية السورية حزب البعث هو الذي بددها بكلام وشعارات رنانة ولم يخلق هوية وطنية، وبالتالي شيء طبيعي هذا المناخ والجو وإبعاد الناس وتفتيتها ليخلق… وفي تلك الفترة لم يكن يوجد "داعش" كانت توجد [جبهة] النصرة والإسلام المتطرف فقال لي أحدهم: هذا صحيح. طبعًا كانوا يسبون على حزب البعث هم بالذات أن البعثيين أغلبهم تخلى عنهم وبقيت لمدة ساعتين طبعًا معصوب العينين ومقيد اليدين وكنت ألبس "الشورت" يعني أسلوب إرهابي والضرب بالأحذية ولا تتوقع أن هؤلاء عمداء أو عقداء أو محافظ، ولكن تبين أنهم لا يختلفون عن السجان من حيث البلطجة والقمع والسلوك والنهج والمسبات (الشتائم) وبعد ساعتين تقريبًا أرجعوني إلى المهجع أو ما يسمى القاووش وهنا القاووش في البداية كنت حذرًا منه ولا أتكلم بالسياسة أو لا أقول لهم من أنا خوفًا من العناصر الموجودين، ولكن الشباب الذين كانوا مقربين والذين يعرفون وانتبهوا أنني محام ومعارض حتمًا هناك أمر حتى اعتقلوني والشباب الذين كانوا مقربين لي كانوا يعرفون من أنا ولماذا اعتقلت، وبعد 15 يوم طبعًا في 4 كانون الأول/ ديسمبر أو 6 كانون الأول/ ديسمبر تحديدًا جاءت طائرة ليلًا وقاموا بترحيلنا وقلت لأبي علي لماذا لم تعطني شفرة الحلاقة؟ فقال لي: أنا أعرف من البارحة أنهم سيأخذونك. فقلت له: ليست مشكلة.
قاموا بربطنا وعصبوا أعيننا وبقوة وأخذونا بباص كان عددنا 22 شخصًا من أمن الدولة إلى المطار، وفي المطار تعرضنا لإهانات بشكل مزعج أثناء صعودنا إلى الطائرة وتعرضنا للضرب من قبل المخابرات الجوية، وجاء العقيد في المخابرات الجوية فقال لي: أنت المحامي الإرهابي. وصعدنا إلى الطائرة ووضعونا على أرضية الطائرة وأين ما مددت يدي كان يوجد بشر وكان يوجد أشخاص لا يسكتون ويبدو أنهم جماعة من نبل والزهراء هربوا عن طريق تركيا ودخلوا إلى منطقة الدرباسية ومن الدرباسية كانوا يأتون بهم إلى المطار ليأخذوهم إلى الشام (دمشق) حتى يجندوهم ويحمونهم وكانوا متواجدين.
طبعًا تعرضنا للضرب بواسطة الكبل وقاموا بجعل أغلبنا يستلقي على الأرض وبعد أن استلقينا على الأرض وكنا مربوطين وعندما بدأت الطائرة تتحرك بدأ هؤلاء الذين يجلسون على الكراسي الخشبية كانت طائرة نوع "يوشن" بدؤوا يضربوننا على رؤوسنا وعلى أجسادنا بأحذيتهم.
وكان هذا العقيد الذي لديه سفالة قوية وكان يوجد امرأة فقال لها: أم حسن. فقالت له: نعم. قال لها: أم حسن هل تعرفين أن هؤلاء الإرهابيين هم من قتلوا ابنك خذي ثأرك منهم وسلمها أو أعطاها الكبل، وبدأت هذه المرأة على الطريقة الشيعية أو طريقة ضرب اللطم كانت ترقص وتضرب حتى وصلنا إلى دمشق إلى جانب هؤلاء الآخرين الذين كانوا موجودين على الأطراف حولنا.
عندما وصلنا وابتعدوا عنا قليلًا نكشت الذي بجانبي قلت له: وأنت في الطائرة ماذا كنت تطلب من ربك وطبعًا عرفني من صوتي فقال لي: أستاذ كنت أطلب من الله أن يسقط الطائرة بمن فيها يعني لا بأس بأن أموت، ولكن المهم أن نخلص من هذا العذاب.
كانت الطائرة من النوع الذي تحمل دبابات وعتادًا ثقيلًا ومن خلف الطائرة فتحوا باب الطائرة وكنا نقف حتى ننزل فكانوا يضربوننا من الخلف أو يركلوننا من الخلف فيسقط الشخص أو يتقلب من الأعلى فقد يسقط الشخص على رأسه أو أي على أي مكان من جسمه، وأسفل الطائرة أيضًا يستقبلوننا بنفس الاستقبال في دمشق في مطار المزة يعني نبقى نتعرض للضرب ثم يضعوننا في باص، وفي تلك الأيام كانت الأمور مشتعلة في الغوطة وكان يوجد إطلاق رصاص حتى أوصلونا إلى مطار المزة ووضعونا وكانت الساعة هنا تقريبًا 3 أو 4 صباحًا تأخرنا جدًا وفي مطار المزة أخذوا أسماءنا وبقوا حولنا.
هناك كانت البشاعة أكثر والقساوة أكثر فأي شخص يأتي يضربك ويبصق عليك ويهينك و[يشتمك] في أمك وزوجتك، يعني كان يوجد شيء قهري غير طبيعي يعني تشعر أن العنف أو سلوك النظام فلت من عقاله وهذا الكلام بعد جلبنا من مطار المزة إلى الفرع 285 قيادة أمن الدولة كما يسمى في منطقة كفرسوسة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/10/01
الموضوع الرئیس
التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدكود الشهادة
SMI/OH/17-13/
رقم المقطع
13
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
2013
المنطقة الجغرافية
محافظة الحسكة-مدينة القامشليمحافظة دمشق-كفرسوسةمحافظة ريف دمشق-مطار المزة العسكريمحافظة دمشق-مدينة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
جبهة النصرة
حزب البعث العربي الاشتراكي
إدارة المخابرات الجوية
المجلس الوطني السوري
حزب الشعب الديمقراطي السوري
مطار المزة العسكري
فرع التحقيق في أمن الدولة 285
فرع أمن الدولة في اﻟﻘامشلي 330