حقيقة زيارة المجلس الوطني لليبيا والمفاوضات مع الأحزاب الكردية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00;23;45;25
الزيارة كلها [إلى ليبيا] لا أعلم كيف حدثت؛ لأنَّها لم تأتِ بطريقة رسمية، حيث لم تأتنا دعوة، هي الزيارة الوحيدة التي لم يأت من أجلها دعوة رسمية للمجلس الوطني أو لرئيس المجلس الوطني. والذي فهمته، فيما بعد، أنه في المكتب التنفيذي، جاء أحمد رمضان و[فاروق] طيفور وعدة أشخاص، وقالوا: نريد أن نذهب إلى ليبيا؛ لأنَّهم قاموا بدعوتنا إلى هناك، ولم يتم الاتصال بي. و[عندما سئلوا: هل أنتم متأكدون؟] قالوا: نعم، وسيعطوننا سلاحاً، [هذا ما قالوه] بالضبط. وكان واضحاً أنَّهم يتصارعون فيما بينهم: عماد الدين رشيد كان ذاهباً إلى هناك من أجل أن يأخذ السلاح، وجماعة "الـ 74 "الذين انقسموا بعد ذلك، وأصبح أحمد رمضان ضد عماد. فقاموا بتوريطنا بالزيارة إلى ليبيا، ولم أعلم كيف اتصلوا، وهذه أعتبرها إحدى الأخطاء التي قمت بها عندما ذهبت معهم.
عماد الدين رشيد كان ذاهباً إلى ليبيا، وسمعوا: أنَّه يتفاوض باسم الثورة السورية من أجل أن يأخذ سلاحاً من ليبيا. وقبل أن تحدث الصفقة، هم أحبوا أن يذهبوا، ويأخذوني معهم، ليقولوا: إن رئيس المجلس أتى بنفسه، وقابل مصطفى عبد الجليل. وذهبنا على حين غرَّة، وأخذنا طائرة، وذهبنا إلى ليبيا، وبقينا في الجو ساعة حتى وجدوا لنا مطاراً ننزل به؛ لأنَّهم كانوا غير متوقعين قدومنا، وهذه من الأمور [الغريبة]، ولا أعلم إذا كان هناك اتصال مسبق، وقلت: ماهي القصة؟ فقالوا: لا شيء. وبعد ذلك نزلنا، وقاموا بإيجاد فندق لنا.
لم يكونوا قد أخذوا موعداً، وذهبوا ليسبقوا عماد الدين الرشيد-وهذه لا أحد يعلمها غيرهم حيث قاموا بتنظيمها- بأخذ السلاح. ونحن لم نكن قد طلبنا سلاحاً، وعلى كل حال، المجلس لم يطلب سلاحاً في تلك الفترة، كان ذلك في الشهر الأول من عمل المجلس، لمن سنعطي السلاح؟ حتى أننا لم نقرر ذلك. أرسلوا لي بياناً لأوقع عليه [فحواه]: نريد منكم أن تسلحوا الثورة. لن أقول أسماء هؤلاء الأشخاص، فإذا طلبت السلاح اليوم من الفرنسيين والألمان لمن سأعطيه؟ هل أعطيه للجيش الحر؟ لمن سأعطيه؟ يجب أن يكون الشخص لديه عقل خاصة إذا كان سيعمل في السياسة. فذهبنا، ولأنَّهم تفاجؤوا بنا، وجلسنا مع المجلس الانتقالي، وقمنا بخطاب، وأعطوني الكلمة فتكلمت، وتكلموا جميعهم، رحبوا بنا بدون شك؛ حيث كانت مفاجأة بالنسبة لهم، وأنا متأكد من أنه لم يكن هناك دعوة. "ابتلعنا الموس" (تحمّلنا الموقف المحرج)، ونحن نريد أن نحل القضية، ولا نريد أن نحدث مشاكلاً. وخرجنا بعد ذلك، وأنا لا أريد أن أدخل في اشتباكاتهم حول السلاح، وفي موضوع: من يريد سلاحاً؟ من المستحيل أن أضع نفسي في هذا الوضع، وخرج عبد الجليل، وألقى خطاباً وكلمة، وأنا ألقيت كلمة، ولم أقل له: لا أريد سلاحاً. قلت له: أجِّل لنا موضوع السلاح. بمعنى: نحن الآن نتكلم في السياسة، ولا أريد أن أدخل في هذه اللعبة التي دخلوا فيها ليتصارعوا على السلاح، ولكن ليس لها علاقة، وهذا ما حصل، وبعد ذلك خرجنا، ثم وعدونا بأموال، ربما يظن الناس أننا أخذنا أموالاً، ولم يأتِ شيء خلال فترتي، ولا أعرف بأي فترة أعطوا مالاً، أظن أنهم أعطوا قليلاً فيما بعد، ولكن في تلك الفترة وعدونا، ورحبوا بنا، وهذا كان أهم [بالنسبة لي] ماذا أريد بالسلاح الليبي؟ فيما بعد أخذوه، وكانوا يريدون أن يعطوه للإخوان [المسلمين].
لأنَّ الطرفين (عماد الدين الرشيد وأحمد رمضان) كانا يتصارعان [على الحصول على الدعم العسكري]، وكلاهما من نفس الاتجاه حصلت مشكلة السلاح، ونحن لا نريد أن ندخل بها، وتأخر الدعم الحقيقي؛ لأنَّهم لم يعودوا يعرفون لمن سيعطونه، هل يعطون الدعم لعماد الذي ذهب إليهم في البداية؟ وكانوا يعتبرونه المقاتل والقائد، ولا أعلم إذا أعطوه بعد فترة. وبعد ذلك، لم يعطوا جماعتنا شيئاً. وفيما بعد اقتسموا، ثم صار هيثم [رحمة] يأخذ طيارات سلاح من هناك لهيئة حماية المدنيين وغيرها.
هل تريدونني أن أحضر سلاحاً أيضاً لهيئة حماية المدنيين؟! وأنا لم أقل: أنَّني ضد السلاح. قلت لهم: نحن الآن لسنا مستعجلين. وأنا غطيت هذه الكلمة، ولا أريد أن يعرف الناس أنَّنا قادمون لنأخذ السلاح من ليبيا، يجب ألا نأخذ بعين الاعتبار ما يفكر به المتظاهر في الشارع فقط، ولكن يجب أن نعرف كيف يفكر الفرنسيون وكذلك الأمريكان والألمان. لا أعلم كيف يفكر هؤلاء، فإذا قلنا له: لا يوجد سلاح. فهل معنى ذلك أن يلتف علينا، ويأتي بالسلاح من ليبيا، وأنا أدخل في هذه القصة. في الحقيقة، فأنت تلعب بأمر يضرك، وهذا اللعب لا يجوز، يجب أن أعرف: من أين يأتي السلاح؟ ومن الأشخاص الذين يدعمونني؟ وإلى أين سيذهب؟ وإلى من سأعطيه؟ وكيف أستخدمه؟
أعتقد أن المجلس الوطني الكردي والأكراد أخطؤوا -وأقصد هنا الأحزاب- والأكراد كانوا مع الثورة مائة بالمائة من البداية، في كل مدنهم. أخطأت الأحزاب عندما ظنوا أنَّها فرصة ليقوموا بشيء يشبه ما حدث في العراق، وهذه فكرة [مسعود] البرزاني. بمعنى: ينشؤون منطقة ذات حكم ذاتي مباشرة، ويفاوضون عليها قبل انتصار الثورة؛ لأنَّها إذا انتصرت فيما بعد فربما لن يكون لهم شيء، ورفعوا السقف لأقصى حد.
ولم أكن أتوقَّع أنَّ الأحزاب الكردية التي تجمعني بها علاقات قوية -وكان لي مواقف دعم مهمة للأكراد قبل ذلك، وحين بدأت الـ 2004 عملت لهم تصريحاً، وعندما حدثت حلبجة أنا الوحيد الذي قمت ببيان في حلبجة دفاعاً عن الأكراد، فلم أكن أتصور أن تكون هناك مشكلة في علاقتي معهم. في الحقيقة هؤلاء هم الوحيدون الذين أظن أنَّه ليس لدي مشكلة معهم؛ لأنَ علاقاتي جيدة جداً معهم، وفي أحد الأيام كنت الشخص الوحيد الذي دعوه إلى المؤتمر الذي نظموه هنا من أجل أكراد سورية، في الجمعية التأسيسية، وأظن أن "سيدا" (عبد الباسط سيدا) قد حضره.
وأبدى الأكراد تجاوباً مع كلامي، وما قلته لهم بالضبط: إننا اليوم [نعمل] على أجندة ديمقراطية، وأنا أعرف أنَّ لكم أجندة وطنية، ولكن لا تحاولوا أن تعملوا على أجندة [مخالفة]؛ لأن الشعب السوري اليوم كله مع الديمقراطية، كونوا معه، وبعد ذلك تأخذون حقوقكم، لا تحاولوا أن تكون أجندة مخالفة للأجندة الديمقراطية.
كان أغلبهم مع هذا المقترح الذي طرحته عليهم، وكان عبد الباسط شاهداً على ذلك. وقلت لهم في ذلك اليوم: تقومون بحكم ذاتي في المناطق المختلفة، وبعد ذلك تتواصلون مع بعضكم البعض. أمَّا الآن تتقاتلون من أجل دولة قومية ضد الدول الأربعة؛ فهذا صعب عليكم. وخرج الراديكاليون منهم، وقالوا: أنت تريد تهدئتنا، ولا نؤخذ إلَّا بالسلاح. وقلت لهم: أنا لم آخذ سلاحكم منكم، الذي يريد أن يقاتل ليذهب ويقاتل، أنا لو كنت مكانهم لفعلت ذلك، وأنتم أحرار، تفعلون ما تريدونه. ولكنني كنت ضامناً أنَّ غالبية الرأي العام الكردي والأحزاب الكردية تعرف موقفي، ولن يكون لدي مشكلة معهم؛ لذلك أظن أن تدخل الأكراد السوريين في الخارج هو الذي أثر بهم سواء كانوا" أكراد قنديل" أو " أكراد البرزاني".
بدأت المفاوضات، والذي جعلها تصل إلى طريق مسدود- وحتى اليوم هي في طريق مسدود، بل ازداد ذلك الانسداد - هو أنَّنا بدأنا بحقوق الأكراد الثقافية، والتي لا يتردد أحد من السوريين فيها أيّاً كان [انتماؤه]. كل أسبوع نعيد المفاوضات على أرضية جديدة، في البداية: حقوق [الأكراد]، وبعد ذلك حكم ذاتي، ثم اعتراف دستوري، ثم اعتراف بحق تقرير المصير. وكل ما قمنا بتنازل، أو بمعنى آخر: كلما تقدمنا خطوة يزيد السقف، وفي فترة كنا نقول: اتفقنا وانتهى الأمر؛ [فاستغرقنا] شهرين، نصف الوقت الذي كان مكرساً للعمل كرسته للنقاشات مع الأحزاب الكردية، وليس مع شخص واحد أو اثنان أو ثلاثة، كل يوم يأتي شخص يريد أن يقابلني من أجل أن يناقش القصة نفسها. وهم لديهم أحزاب كثيرة وشخصيات كثيرة، مثل: السوريين كلهم متنوعون ومنقسمون ومتنافسون، ويجب أن ترضي [الجميع]. كل شخص يزاود على الآخر حتى يقول: أنا أنجزت، أنا حققت أكثر مما عملتم أنتم، وكلما اتفقنا على أرضية نكسرها من جديد، ونريد أن نتفق على شيء أعلى. وفي النهاية، قالوا: نريد الاعتراف الدستوري بالقومية الكردية، والحق في تقرير المصير حسب الوثائق الدولية. فقلت: يا أخوان، أنا مع [فكرة] أن تأخذوا حكماً ذاتياً، وليس أنتم فقط، وإنما أي منطقة سورية مسلمة مسيحية كردية عربية تريد أن تدير شؤونها بنفسها فليس لدي مشكلة، ولكن فيما يخص موضوع حق تقرير المصير: إذا قمت به اليوم، وأعطيتكم حق تقرير المصير، فإن الشعب السوري والرأي العام كله سيفهم أنَّ ذلك يعني: الانفصال، وسيصير الناس ضدكم، وهذا لا يخدم قضيتكم، هل تريدون أن تنفصلوا؟ قالوا: لا، لا نريد أن ننفصل. فقلت: فلماذا تجعلون الناس يظنون ذلك. أي شخص يسمع عن حق تقرير المصير، ويرى كيف تطالبون به، وتصرّون عليه يفهم أنَّ وراء ذلك هدف، ونحن اليوم نريد أن نجمع القوى. صحيح أنني أحبكم (الأكراد)، ولكن لا أستطيع أن أنسى أن هناك عرباً في سورية، ولهم مطامح، ولديهم قومية، ولديهم مشاعر، ولديهم ثقافة.
أما عن موضوع تغيير اسم الجمهورية السورية، فقلت لهم: أنا اليوم ليس لدي مشكلة، أين المشكلة في أن يكون اسمها الجمهورية السورية؟ اسمها بالأصل كان الجمهورية السورية، أنا شخصياً ليس لديّ مشكلة، ولكن أنا إذا ألغيت الاسم في هذه اللحظة -هذا يحدث بعد جمعية تأسيسية، وغداً عندما نجتمع معاً من جديد نقول: الجمهورية السورية- وإذا قلتها الآن فإن المجلس الوطني سيصبح عدواً للعرب، وكأنه مقاد من قبل الأكراد، وهذا الشيء لا يصح، ولا يطبق في السياسة، وهذه ليست قضية كبيرة، وانتظرونا حتى نحقق شيئاً، وحتى العرب غير متمسكين بها، لستم أنتم فقط. ولكن سأظهر الآن وكأنني أستفزّ المشاعر القومية العربية، ولماذا أستفزها؟ هل أريد أن أجمع الناس اليوم أم أريد أن أشككهم بي؟ لا أستطيع أن أجعل الرأي العام العربي يشكك بي.
وفيما بعد، موضوع الاعتراف الدستوري، قلت: عندما نعلن الدستور يكون هناك مجلس أو جمعية تأسيسية، ويناقشون هذه الأمور المطروحة، وفيدرالية فيما بعد، وليس هناك شيء ممنوع سلفاً. ونحن لسنا ممثلين للشعب السوري، نحن عنوان سياسي يحاول أن يدافع عن قضية الثوار والثورة، لا نستطيع أن نغير شيئاً دستورياً، والدستور بحاجة لجمعية تأسيسية وبرلمان، وأنتم دافعوا عن قضيتكم في البرلمان، وأنا سأدافع عنكم في البرلمان. ولكن من الآن لا نستطيع أن نحسم هذه القضايا الدستورية. فحزنوا ولم يعودوا يحضرون، وكلما يكون هناك اجتماع مع الدول الصديقة يطرحون قضيتهم كما لو كانت مستقلة، وينسحبون من الاجتماع على أساس أن العرب أعلنوها حرباً عربية كردية بدون أي معنى، وخسروا فيها على كل حال، وكان يجب أن يبيِّنوا سوريَّتهم أكثر من قوميّتهم- وإذا سمعوني الآن سيقولون: إنّني أبالغ- ومن أجل ذلك قلت: إذا زرنا أخانا البرزاني من الممكن أن تحل الأمور نوعاً ما. لماذا زرنا البرزاني؟ زرناه من أجلهم، وما الذي نريده من هذه القضية؟ فهي ليست دولة داعمة كبيرة. وقلنا: ربما نخفف من الاحتقان الذي خلقوه. وبرأيي الاحتقان كان من طرفه، ولم يكن لديّ علم، ولكن هذا تحليلي، فذهبنا، وقمنا بزيارة، وتكلمنا -كما أتكلم الآن- مع الرئيس مسعود [البرزاني]، وأخبرته القصة، وما طرحناه عليهم. وقلت: لا أعلم ما القصة، ولكن خذ رأي (ممثلي الأكراد السوريين). وقال البرزاني: أنا لا أرى ماذا بإمكانك أن تعطيهم أكثر من ذلك، فوضعهم يختلف عن وضع العراق. هكذا قالها، وكان عبد الباسط موجوداً في اللقاء الأول، ثم ذهبوا ورأوه أكثر من مرة. فقال: الحق معكم، وهذا جيد. واعتبرت أن المشكلة حلّت، وهم فهموا أنه يجب ألا يطالبوا كثيراً؛ كي لا يسيئوا لموقفنا تجاه الشعب كله، فنحن لسنا ممثلين للأكراد، يجب أن يعرفوا أن لدينا جمهوراً آخر غير القضية الكردية، فهناك قضية كردية وقضية سورية.
بعد شهر أو شهرين، أقرأ مقابلة مع مسعود البرزاني، يقول فيها: إنَّ السوريين العرب لا يعطون الأكراد حقهم، وزارني رئيس المجلس برهان غليون ولم يتحدث عن حقوق الأكراد إلَّا من رؤوس شفاهه، فكدت أفقد عقلي؛ فهو يهيجهم من جهة، بمعنى: يجب أن تطالبوا بأعلى شيء، وبنفس الوقت كان يقول لي: أنت جيد جداً. استقباله لنا كان استقبال رؤساء، قام بعزائم وولائم، وأحضر الوزراء والنواب، ولم يبق أحد لم نشاهده، واحتفى بنا بشكل كبير. ودهشت؛ لأنه هناك في الاستقبال كان عظيماً، وفي المقابلة بعد شهرين أصبحنا نحن المذنبون؛ لأنَّنا لم نعط الأكراد شيئاً.
فاستنتجت أنَّ البرزاني كان يلعب لعبة، ربما كان يظن -هذا مجرد تحليل- أنَّه من خلالهم يذهب إلى البحر ويكون له منفذ عليه، من منطقة كردية في شمال سورية. سبقه أكراد قنديل على نفس الفكرة حزب الـ "بي واي دي" وكانوا أشطر منهم، وفكروا بنفس النظرية: أن يكون هناك منطقة كردية مستقلة، ويكون لها منفذ على البحر، وتصبح موطئ قدم، ويكملون الثورة الكردية في تركيا. وقلت لهم: لو أنكم استمررتم بالعمل على نفس الأجندة الديمقراطية لكل السوريين فلن يكون هناك سوري يقف ضد حكم ذاتي للمناطق الكردية التي أنتم أغلبية فيها. وإلى الآن لا يوجد أي مشكلة، ولكن أسيء للعلاقات العربية الكردية في سورية بدون شك بهذا التطرف.
كانوا يعتقدون أنَّ سورية لا يمكن أن تقوم إلَّا بفيدرالية من ثلاثة أقاليم: إقليم كردي، وإقليم علوي، وإقليم سني. وكان رأيي: أنتم طالبوا بحقوقكم، السنة لم يطالبوا بإقليم، وكذلك العلويّون لم يطالبوا بإقليم، لماذا أنتم تريدون سورية بالشكل الذي تتصورونه؟ أو أنها لن تكون. طالبوا بحكم ذاتي، طالبوا بشيء يخص الأكراد، وأنتم لستم الأكراد الوحيدين، وغداً إذا حصل ديمقراطية فقد نُقَيِم حق تقرير المصير للأكراد: من يريد أن يعيش في المنطقة الكردية أهلاً وسهلاً، ما هذه المشكلة؟ لا أحد سيأخذ الأرض، وليبق الناس في المكان الذي كانوا يعيشون فيه، وسيحكمون نفسهم، وأنا الذي استخدمت لأول مرة اللامركزية الموسعة. ونحن فكرتنا: أنَّ هذا الحكم المركزي الشديد يجب أن يتغير، وأنَّ اللامركزية الموسَّعة التي هي إعطاء صلاحيات أكبر للمحافظات، والمحافظات نفسها قد تتغير: يتغير اسمها، قد يتغير تشكيلها، إلخ، ويكون لدى المحافظ صلاحيات، مثلاً: بدلاً من أن يعينه رئيس الجمهورية، ويكون تابعاً له مباشرة، يتعين بانتخابات كما تحدث عادة انتخابات داخل المحافظة، وهكذا يشارك سكان المحافظة، وإذا كان أغلبيتهم كرداً أو علويين أو سنة يكونوا ممثلين، ويعبر رئيس مجلس المحافظة المنتخب عن السكان، فإذا كان هناك مجلس محافظة ومحافظ منتخبان داخل الإقليم وداخل المحافظة نفسها فيصبح هناك ما يشبه اللامركزية بدون إعطاء فكرة أن هناك ثلاثة دول مجموعة مع بعض. وكان محرجاً بالنسبة لي أن يتم مناقشتهم: لماذا ترون أنه من الضروري وأنه لا يوجد حل للقضية السورية الكردية إلَّا بتقسيم سورية إلى ثلاثة دول أو ثلاثة أقاليم. ودائماً كانوا منعزلين، ولا يريدون الحضور.
في العهد الذي كنت فيه رئيساً، لم يكن هناك أي ضغوط خارجية: محلية أو عربية أو أجنبية. وكنا نناقش، ونفاوض كسوريين، وهم لديهم دعم لا شك في ذلك؛ لأنَّهم ضعفاء، ويشعرون بالضعف، قسم من الأحزاب التجأ إلى البرزاني، وقسم حاول أن يأخذ دعماً من إخوانهم في تركيا، ولم نكن منزعجين كثيراً من الموضوع، كان يهمنا فقط أن نوحد الصفوف، أن يكون الأكراد والعرب يعملون معاً، ولا ندخل في لعبة النظام، فكما قسَّم البلد طائفياً، يقسمها قومياً.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/03/14
الموضوع الرئیس
الحراك السياسي الكردي المجلس الوطني السوريكود الشهادة
SMI/OH/91-18/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
باريس
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
2011-2012
updatedAt
2024/04/18
المنطقة الجغرافية
عموم سورية-عموم سوريةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
المجلس الوطني الكردي
هيئة حماية المدنيين
المجلس الوطني السوري
مجموعة الـ74 - الكتلة الوطنية المؤسسة
حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)