الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التسلح الفردي في اللاذقية واستراتيجيات التعامل مع حواجزها الأمنية

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:17:07:18

أولًا؛ حتى تتضح الصورة وحتى لا يعمم الأمر أننا كنا نحضر سلاحًا، ولو كان يوجد سلاح بهذا الحجم لكانت المعادلة على الأرض مختلفة، ولكن السلاح الذي كنت أحضره كان شخصيًا مع بعض الأصدقاء، يعني أنا لم أكن مسؤولًا وأورّد للجماعات، وصحيح أنني بعد فترة أخذت إلى "الحفة" سلاحًا؛ وهذا الكلام فيما بعد؛ يعني بعد أحداث "الرمل" بفترة، وأنا كنت أذهب الى الحفة إلى شخص رحمه الله وتقبله من قرية "دفيل" وهو من أبطال الحفة وهو أول شخص قاوم الدوريات التي جاءت إلى منزله ليعتقلوه، وقاومهم وقتل منهم وتم اعتقاله فيما بعد هو ووالده رحمه الله، وتم اعتقاله في الشهر آب/ أغسطس. 

وأنا ذهبت عدة مرات وأما موضوع شراء الذخيرة وما نحتاجه من الذخيرة على مستوى حينا كان سهلًا على أي شخص لديه علاقة مع أي شخص آخر من الطائفة العلوية كان يستطيع أن يشتري منه، وهم مستعدون أن يبيعوا أي شيء مقابل المال، وكنا نشتري أحيانًا نشتري من عناصر من الجيش وأحيانًا من عناصر الشرطة، وهذه الأمور سهلة وخصوصًا أنك تطلب ذخيرة سلاح الصيد وهي كانت تأتي من لبنان، الكثير منها أيضًا يأتي من لبنان الفتيل الذي يُصنع منه الديناميت وطلقات أسلحة الصيد أغلبيتها تأتي من لبنان، وكان يوجد تجار يعملون في هذا الأمر على خط لبنان وأما ذخيرة المسدس يجب عليك أن تشتريها حصرًا من ضابط أو مَن مثلُه. 

[بالنسبة للوسطاء] هذا الأمر كان متوفرًا أعتقد في كل سورية؛ وهم الوسطاء، والوسطاء هم من أبناء جلدتنا، ولكنهم كانوا مداهنين ليسوا مع أي طرف وتهمهم المصلحة، وكانت نفوسهم يهمها المال فقط، وهم صلة التواصل، ويوجد عدة أشخاص من أحيائنا ولكن نحن نعرف من قبل الثورة أنه عندهم علاقة مع الأمن، ربما بسبب خوفهم أو لأجل مصالحهم، وهم لديهم علاقات تربطهم مع الكثير من الضباط وخصوصًا الضباط الذين كانوا يحاصرون المنطقة، وكان يهمهم جدًا ابتزاز المنطقة، وكانوا يبتاعون حتى من الحواجز، يعني هؤلاء الأشخاص الذين لديهم تواصل معهم ويجلسون عندهم ويحضرون لهم السجائر والخمر حتى يشربوا، هؤلاء الناس كانوا واسطتنا، وهم يستفيدون وهم ليس لهم علاقة بالثورة، ونحن كنا نستغل هذا الأمر في بعض الأحيان.

للأمانة كان له [للديناميت] تأثير كبير عندما يفكر [عناصر الحاجز] بالاقتحام، وأما أن تهجم أنت على الحواجز بالديناميت فكان تأثيره ضعيفًا، لأن كل الحواجز كانت على مشارف الحارات وكلها موجودة في نهاية الشوارع المرتفعة، وأنت إذا أردت أن ترمي عليه من أسفل الشارع الديناميت فهذا لن ينجح إلا إذا انتقلت من بناء إلى آخر حتى تستطيع أن تحكمه (تصيب الهدف) وهذا الأمر كان قليلًا، ولكن الأمن عندما ينزل [للشوارع المنحدرة] في هذه الشوارع كان يوجد أشخاص مستعدون لهم، وعندما ينفجر الديناميت يهربون وكانوا جبناءَ جدًا، ولكن لا يوجد باليد حيلة، وطبعًا موضوع شباب البحر كان أساس الخبرة التي لديهم هي التي ساعدتنا، ونحن لا نعرف وأنا لا أعرف والكثير من الأشخاص لا يعرفون، ولكن من كان يعمل في البحر -نحن عندنا طريقة في الصيد اسمها الصيد بالديناميت- فهذا الأمر سهّل الموضوع، وحتى يوجد أحد الأشخاص تبرع وذهب معي في إحدى المرات ودرّب الشباب في الحفة على الطبخ (صناعة الديناميت) لأن الوضع في الحفة كان خطيرًا جدًا.

[بالنسبة للحواجز، فإن] الذهاب إلى الحفة كما يعرف الجميع وحتى غيرها وكل القرى السنية خارج اللاذقية لا يمكنك الذهاب إليها إلا بالمرور من القرى العلوية، لأن القرى العلوية محيطة كالمعصم باللاذقية ومن المستحيل أن تذهب إلى أية قرية سنية، يعني مثلًا إذا أردت الذهاب الى "برج إسلام" فيجب عليك المرور بـ "الدعتور"، ووإذا أردت الذهاب إلى "سلمى" وجبل الأكراد يجب عليك المرور في "كفريا" وكلها قرى علوية، وإذا أردت الذهاب إلى الحفة يجب عليك المرور بالبهلولية فكانت [القرى] العلوية محيطة باللاذقية تمامًا، ولا يوجد حواجز لدى القرى العلوية وأنت عندما تخرج من أحيائنا لا يوجد حواجز وحتى في البلد لا يوجد حواجز، وطبعًا كان يوجد حاجز في أوغاريت وهو لا يقوم بإيقاف الناس وأخذ الهويات مثل الذي عندنا، ولكنه موجود كنقطة مركزية كما حصل في "الشيخ ضاهر" فيما بعد، ولكنه لا يحاصر شيئًا وهو نقطة تابعة للجيش فقط، ونحن عندما نخرج من أحيائنا فإن الأمور سهلة ونمر بالقرى العلوية وأنا لا أعرف الطريق جيدًا ولكن كنت آخذ معي شبابًا يعرفون الطريق، وعندما نصل إلى الحفة وفي إحدى المرات أضعنا الطريق إلى إحدى القرى، وأوقفتنا اللجان الشعبية واخترعنا لهم قصة وقلنا لهم أن لنا أموالًا مع شخص وطبعًا هذا الشاب الذي كان يقود السيارة يعرف القرى جيدًا، وقال لهم نحن ذاهبون إلى فلان لأننا نعمل عنده في مشاريع ويسرها الله، وبالتأكيد كان يوجد خطورة ولكن كيف سوف أعود وأنا معي سلاح، وكما ذكرت أنا لا أعود ومعي كميات كبيرة من السلاح وإنما أحضر معي سلاح صيد أو سلاحين وأنا كنت أقوم بفك أبواب السيارات من الداخل ونخفي في كل باب بندقية يعني كانت الأمور تقريبًا ميسرة، ولكن حصرًا كان يمكننا إحضار بنادق الصيد فقط وأثناء العودة أنا لا أنزل على الحاجز لأنني كنت مطلوبًا [لدى الأمن] وأنا قبل الحاجز أنزل من السيارة وأمشي عبر المنازل حتى أصل إلى حارتنا والسيارة تمر من الحاجز وتصل، ولكن لا يوجد عدد [كبير من البنادق] أبدًا لأنه ليس أي شخص يمكنه الشراء، وأنت بنفس الوقت لا تستطيع أن تشتري لمنطقة يوجد فيها عشرات الآلاف وعدد السلاح كان محدودًا جدًا.

طبعًا أريد الاشارة إلى مسألة وهو أن المظاهرات الكبيرة كانت تحصل في يوم الجمعة وأما أثناء الأسبوع كان يوجد مظاهرات يومية في الأحياء وخصوصًا في الأحياء المحاصرة، يعني في كل يوم كان يوجد شاب يضع مكبرات صوت ويشغل عليها كل الأناشيد الثورية وطبعًا بأصوات عالية تصل إلى الحواجز وباقي الشباب على الأهازيج يرقصون معهم وينادون بالهتافات وهذه المسألة كانت يوميًا، لذلك أنا ذكرت أنه كل يوم كان يوجد إطلاق رصاص لأن عناصر الجيش عندما يسمعون هذه الأناشيد وخصوصًا أغنية "يا حيف"، وكان الشباب كل يوم يشغلون أغنية "يا حيف" وأغنية "يلا ارحل يا بشار" وأغاني القاشوش، وهذه الأغاني كان يتم تشغيلها يوميًا لأن الناس تركوا أشغالهم ولم يعد يوجد عمل وتفرغ الناس تمامًا، وحصل حصار اقتصادي بشكل عام على هذه الأحياء، وكل يوم كان يحصل هذا الأمر حتى يأتي يوم الجمعة وفي يوم الجمعة الجميع يذهب إلى "الرمل" لأنه كما ذكرت سابقًا لم يعد يوجد مجال في البلد وأصبحت القبضة الأمنية شديدة جدًا، والشباب الذين كنا نفقدهم في الاعتقالات كنا نقول لن نعيدها، وفي كل مرة نفقد شبابًا بالاعتقالات يعني صحيح أننا كنا نقوم بهذه المظاهرات في البلد ولكن كان يوجد ضريبة وبشكل روتيني أصبح الناس في كل يوم جمعة يأتون من خارج الأحياء المحاصرة إلى "الرمل" وهنا أخذت [المظاهرات] طابعًا ثانيًا، صحيح، وتطورت بشكل كبير جدًا من ناحية رفع اللافتات والبث المباشر والتنسيق. 

وفي أحد أيام الجمع قام الشباب بالعمل على موضوع البالونات وكان يوجد أخ لنا اسمه باسم إسماعيل وهو كان مشهورًا باسم "أبو علي لاتاكيا" وهو كان صاحب الفكرة، وهو كان مخترعًا ويحب الاختراعات جدًا وكان منزله مُفرَّغًا لهذا الأمر بشكل كامل، وهو اشترى غاز الهيليوم بقيمة 12500 ليرة، وأنا طبعت له قصاصات ورق بالمئات مكتوبٌ عليها "حرية" و"ارحل يا بشار" ووضعنا القصاصات داخل البالونات، وفي يوم الجمعة قام بنفخ البالونات في ساحة الرمل وكان يوجد بث مباشر عندما أطلق البالونات، يعني كان يوجد هكذا ابتكارات جديدة جميلة جدًا ومن الطريف أن هذه البالونات لم تفقع (تنفجر) إلا فوق مناطق العلوية في شارع الثورة والزقزقانية وغيرها، وبدأوا يطلقون النار عليها  بشكل كثيف وانفجرت وبدأت تسقط عليهم قصاصات الورق وكان هذا هو المطلوب، ونحن لم نكن نتوقع أن تصل إلى هناك والشاهد أنه كان يوجد تطور لافت جدًا بأمر المظاهرات لأنه اجتمع كل الناشطين هنا وكل من لديه شيء يبدع فيه أصبح يبدع، وكل أسبوع يصنعون مُجَسم دبابة في داخل الساحة وفي أسبوع جاء شخص يدهن نفسه بعلم الثورة رحمه الله قُتل في [سجن] صيدنايا، وكل أسبوع يوجد شيء جديد، وفي هذه الفترة الزمنية طلب مني حسن أزهري رحمه الله أن أعرفه على بعض الناشطين على الأرض من أجل تطوير العمل، وفي وقتها جمعته مع أخينا "أبو علي لاتاكيا" وأبو علي كان يتواصل مع الشيخ محمد الطريفي في لندن وهو كان جدًا داعمًا للحراك السلمي وأي شيء نحتاجه في أمور المظاهرات، وهو كان يتواصل مع "أبي علي لاتاكيا"، أوصلت حسن أزهري وربطته مع أخينا أبي علي وبعدها أصبح حسن أزهري يعلمه ماذا يجب أن يفعل ويربطه مع جهات أخرى تنسيقية، وطبعًا أنا لم أدخل في هذا المجال كنت بالأمور اللوجستية، وبشكل تلقائي تطورت المظاهرات وأصبح حتى الناس ينتظرون يوم الجمعة لأننا أحسسنا بالحرية في تلك الأيام التي لا نعرفها أبدًا إلا في تلك الأيام.

[وحول قصة الشيخ خالد كمال] أنا سمعت بقصة الشيخ خالد لأنه في أحد الأيام أرسلوا لنا خبرًا من شباب حي الرمل وذهبت أنا وشاب من عائلة الجود والمنزل كان عند ساحة الرمل التي تحصل فيها المظاهرات الكبيرة، وهناك كان الاجتماع، وصعدنا إلى بيت وجلسنا وكان يوجد أشخاص أعرفهم وأشخاص لا أعرفهم ولكن كلهم لهم علاقة بأمور الثورة، وفتحوا هذا الحديث وقالوا هكذا نقل الشيخ خالد كمال ولكن الشيء الذي طرح حتى في هذه الجلسة أنه سيحصل اقتحام وما هو الحل يا شباب؟، وقلنا لهم إذا كان يوجد سلاح فلا يجب أن تخرجوا، وإذا لا يوجد سلاح لا نريد تدمير المنطقة ولا يحصل شيء على أهلنا لأننا رأينا ما حصل في حمص والدمار، وقال أحد الأشخاص الجالسون: يجب علينا التقسيم إلى قطاعات في حال اقتحم الجيش، وقطاع منطقتنا فوق، قال: تستلمه أنت، فقلت لهم: أنا لست مستعدًا وكيف أستلم قطاعًا لأنه أولًا نعرف ماذا يوجد إمكانيات، وإذا لا يوجد إمكانيات لماذا نورط الناس معنا والأمر ليس شخصيًا ولكن يوجد خلفنا أشخاص والأمر يوجد فيه دماء وأشخاص سيعتقلون ونساء.

في هذه الجلسة كان موجودًا ممن أذكرهم جميل كوسا وأرجو ألا أكون مخطئًا كان موجودًا منذر أبو حسين ويوسف جود، والجلسة لم تكن كبيرة ولكن الوعود التي كان يتكلم فيها أنه سيدخل سلاحًا، وقلنا لهم إذا دخل سلاح فهذا سيتم تحت أعين النظام وعليكم الانتباه، وهذا بالتأكيد شيء مدبر والوعد أنه كل منطقة يكون فيها عدد جيد من البنادق الآلية الروسية وطبعًا أنا لم أقتنع بهذا الكلام فرفضت وقلت لهم إذا أردتم شخصًا ثانيًا سأرسل لكم شخصًا آخر، فقالوا: لا نريدك أنت.

ونحن أثناء الحديث دخل شخصان أحدهما بالنسبة لي ليس ثقة مئة بالمئة، فانسحبت من الجلسة وقلت لهم أنا خارج هذا الموضوع، والذي كان هو طارق وهوب نفسه، وأنا رأيته في المرة الأولى يقدم الضيافة عند أيمن جابر والمرة الثانية رأيته، وهذا بالنسبة لي مشكلة، وقلت لهم: أنا لست مستعدًا أن أدخل في هذا الأمر، وطبعًا هم بحسب كلامهم إن المنطقة وكل منطقة سيكون فيها خمسة أو عشرة بنادق، وطبعًا هذا الأمر لم يتم وهذا الذي كان يرجحه أغلب الجالسين، وبصراحة كان يوجد ضحك على الناس وكانوا يجهزون، وأنا ذهبت إلى الرمل ورأيت بعيني، وكان يوجد على مداخل المنطقة ألغام صناعة يدوية، وكانوا مستعدين لكل شيء ولكن للأسف كان يوجد اختراق وأنا لا أعرف إذا كان الاختراق عن طريق هذا الشخص أم غيره، ولكن يوجد أشخاص وضعوا ألغامًا للدبابات، وعندما أرادوا تفجيرها كانت الأسلاك مقطوعة، فكان يوجد اختراق للنظام واضح، وكان هناك شخصان مشتبه بهما؛ الذي تكلمت عنه وآخر لا أذكر اسمه. 

الشاهد أنه كان يوجد اختراق للنظام واضح جدًا والناس كانوا يجهزون أنفسهم، ومن لديه سلاح صيد يجلبه، ومن لديه ديناميت يجهزه، وهنا بدأت هجرة العائلات وخروج الآلاف من الناس من النساء والأطفال، لا يذكرنا إلا بنكبة 1948 يعني نفس المشهد الذي كنا نراه في فلسطين، وتخرج النساء مع الأطفال إلا الشباب، وأنا أيضًا أخرجت عائلتي إلى "سلمى" في جبل الأكراد.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/24

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدبدايات الحراك العسكري في الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/63-06/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/02/26

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-منطقة الحفةمحافظة اللاذقية-محافظة اللاذقيةمحافظة اللاذقية-الرمل الجنوبيمحافظة اللاذقية-دفيل

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

اللجان الشعبية - نظام

اللجان الشعبية - نظام

الشهادات المرتبطة