الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اقتحام الجيش لحي الرمل الجنوبي في مدينة اللاذقية

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:56:11

أثناء خروجي لتجديد الإقامة؛ أنا ذكرت أنني خلال مجزرة العلبي سافرت مدة ثلاثة أيام، ووصل إلي رقم الشيخ عدنان العرعور، وطبعًا تواصلت معه في السعودية وطبعًا لم أستطع رؤيته لأنني عدت وكنت مستعجلًا، وبقينا نتواصل مع بعضنا على السكايب، وفي البلد كان يوجد تواصل، وطبعًا قال إنه سيرسل إلى الأحياء المحاصرة مساعدات مواد إغاثية، وطبعًا الحالة المادية في ذلك الوقت كان معظم الناس تحت خط الفقر، لأنهم بدون عمل من أول يوم في الثورة، وهي بالأساس أحياء فقيرة، فأرسل مبلغًا وجاء أبو عمر المدني وقال لي: نعم جاء مبلغ، فقلت له أنا لا يمكنني استلام المال، وفي وقتها جاءت ثلاثة أجهزة ثريا لسهولة التواصل لأننا كنا نجد صعوبة جدًا في التواصل على المستوى الإعلامي، وخصوصًا أن المنطقة سيتم اقتحامها، فيجب أن يكون لدينا أجهزة فضائية، وطبعًا بقي جهاز عندنا في المنطقة وجهاز أرسلناه إلى الحفة وجهاز إلى معرة النعمان، وطبعًا استلم المال شخص صديق لنا هناك قريته، ووصل المال واستلمه شخص في اللاذقية وهو مصطفى سيجري، وأنا لا أعرف كمية المبلغ [وهذه المعلومة] نقلًا عن أخينا أبو عمر، وهذا طبعًا، لأنني رفضت أن أستلم ولم أكن موجودًا أثناء الاستلام ولا أثناء التسليم، وأنا لا أعتقد أن الشخص المذكور ينكرها لأنها معروفة، وطبعًا الأجهزة استعملناها عدة مرات بالاتصال مع الفضائيات والاتصال مع الشيخ عدنان نفسه على محطة "وصال"، وطبعًا كان يوجد تواصل على المحطات الفضائية من نفس الجهاز، وأي ناشط يريد أن يخرج كان يعرف مكان الجهاز وأحيانًا نذهب باتجاه البحر حتى نتحدث من الجهاز لأنه يجب أن يكون الجهاز في أماكن محددة وفي وقت محدد.

[بالنسبة] لموضوع أن أجهزة ثريا استطاعت تأخير الاقتحامات أو لا.. لا هذا الأمر ليس له علاقة، كان يوجد معلومات إعلامية يتم نقلها عن طريق أجهزة الثريا والاتصال مع القنوات، وإيصال أغلب الأحداث اليومية التي تحصل، وفي وقتها كان نقل الفضائيات بشكل يومي على النشرات والأخبار وهم بحاجة إلى أشخاص يخرجون، وطبعًا ليس جميع الناس يستخدمون هذا الجهاز وأنا سمعت أنه يوجد عند غيرنا أجهزة، ولكن أخبرك كيف وصل هذا الجهاز وأما موضوع أنه له علاقة بتقدم الجيش أو عدمه لم يكن لجهاز الثريا تأثير أبدًا.

كل المنطقة كانت تعرف أن الجيش سيقتحم ولا شك  لدينا في هذا الأمر، ولكن التوقيت كان غير معروف ونحن كنا في شهر رمضان وأذكر بتاريخ 14 آب/ أغسطس [2011] فجرًا، اتصل معي أحد الإخوة، وهو كان قادمًا من خارج البلد، وقال لي إن سيحصل اقتحام عليكم اليوم، وكان قبيل شروق الشمس، فقلت له وكيف عرفت فقال الأعداد هائلة من الآليات والجنود والسلاح، وهو قام بتصوير فيديو. وعندما وصل إلى مناطقنا وقبل الاقتحام أرسل لنا الفيديو، وبالفعل كان يوجد أعداد هائلة تدخل من جهة [معسكر] الطلائع وفي وقتها قمنا بإيقاظ الناس، واستنفروا ومن لم تخرج عائلته من المنطقة بدأ بإخراج النساء والأطفال وكان المشهد للأسف سيئًا جدًا لأننا نرى أهلنا يتهجرون بإشراف النظام والذي من المفترض أن يكون حاميًا لهم. 

بدأت العائلات تخرج بالمئات وهذا المشهد ذكرنا بنكبة 1948 في فلسطين، وكيف اليهود هجروا الأهالي من منازلهم وكان نفس المشهد تمامًا، والناس بالمئات يخرجون من منازلهم من جميع الأحياء المحاصرة، والشباب استعدوا، ومنهم قام بتجهيز الحجارة لأنه لا يوجد عنده شيء حتى يدافع عن نفسه وبقي قسم من العائلات لم تخرج وهذا ما جعل بعض الناس يقررون البقاء حتى النهاية، وأنا ذهبت إلى حي "الرمل" مباشرة حتى نرى تحضيرات الشباب وأين هو السلاح الموعودون به للدفاع عن النفس ونحن كنا ضد فكرة استعمال السلاح في المدينة لانه سيؤدي إلى تدميرها، وعندما ذهبنا لم نر أي شيء من الوعود التي كانت موجودة، وأذكر أنني رأيت أخانا إبراهيم سخطة عند جامع "المهاجرين" في "الرمل" وهذا الشخص تم اعتقاله، وتم نشر خبر أنه اعتُقِل قائد الإرهابيين في الرمل، وطبعًا هو لم يكن قائدًا وقُتِل رحمه الله، ورأينا الأخ شماط وهو أيضا قُتِل أثناء الاقتحام، وإبراهيم اعتُقل، ونحن حاولنا أن نذهب إلى جميع المناطق التي نتوقع أن يدخل منها الجيش، وأشرفنا بأنفسنا ورأينا تجهيز الألغام وكل الأمور جاهزة ولكن لا يوجد سلاح، واجتمعنا مع أشخاص من جميع الأحياء المحاصرة، وكان أغلب الرأي ألا تحصل أي مقاومة لأنه لا يوجد قدرة على الموضوع، ويوجد اشخاص كانوا مع خيار المقاومة حتى النهاية حتى لو بالحجارة، والعين لا تقاوم المخرز في النهاية، وخصوصًا عندما وصلت أخبار اول اقتحام للجيش، كان العملاء قد قاموا بقطع أشرطة الألغام كلها ولم ينفجر أي لغم، يعني حتى العملاء كانوا يعرفون بتوصيل الألغام وأكثرهم كان من جهة "الرمل" من جهة البحر، وأما من جهتنا لم يكن لدى الشباب شيء وكان التجهيز أقل، ومن جهتنا بدأ الشباب في الجيش بتجهيز قذائف "الآر بي جي" والرشاشات بجميع أنواعها على المنازل والأبنية ويوجد فيديو على اليوتيوب: علا جبلاوي وهي طفلة وقمنا بدفنها في الحديقة، وقُتل أطفال في هذا الاقتحام من جهتنا، وأما من الجهة الثانية كان الوضع دمويًا أكثر لأنه من هناك كان اقتحام الآليات الثقيلة والدبابات والبارجات والصور المشهورة التي خرجت للبارجة التي تطلق النار من البحر قام بتصويرها حسن أزهري رحمه الله وهو كان لديه عدة تصوير دقيقة جدًا، وهو كان فنانًا في هذه المسألة وكان يوجد قصف للبارجات على "الرمل" والدبابات بالإضافة أن الألغام لم تنفجر، وهذا خذل الناس ورغم ذلك استمروا بالمقاومة بأضعف الإمكانيات وقُتل الكثيرُ من الشباب.

بعد أن مر أول يوم ورأيت هذا الموضوع مستحيلًا أنا نصحت أغلب الناس من معارفي بالخروج، وهذه المسألة كانت واضحة جدًا يعني حتى الناس الذين وعدونا خذلونا، وهذا كنت أتوقعه وكل منطقتنا العليا لم يكن يوجد فيها إلا بندقية روسية واحدة وأين هي الوعود بتسليحنا، وعلى كل حاجز أنه سيكون أربع أو خمس بنادق.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/24

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسداقتحام المدن

كود الشهادة

SMI/OH/63-07/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

8/2011

updatedAt

2024/02/26

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-الرمل الجنوبيمحافظة اللاذقية-محافظة اللاذقية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

قناة وصال

قناة وصال

الشهادات المرتبطة