الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تفاعل المنظمات الإغاثية والأمم المتحدة والحكومة العراقية مع اللاجئين السوريين

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:20:51:22

منظمة الإغاثة الإسلامية أو "الإسلاميك ريليف" هي المنظمة الأولى التي دخلت إلى مخيم جريجب وهنا توجد مفارقة عجيبة وهو أن يكون جزء من عملهم إجراء إحصائيات مباشرة للاجئين المتواجدين في المخيم؛ حتى يسهل عليهم تقديم الإغاثة، وأنا عندما قدمت لهم الأوراق ودققوا بالأسماء الإحصائية التي قمت بها اعتمدوها 100% لأنها كانت دقيقة جدًا وتلبي الحاجة المطلوبة منها، وهذا سهّل الأمر عليهم كثيرًا بحيث أدخلوا مباشرة الأسماء إلى الحواسيب وبدؤوا بالعمل النظامي. وتوجد مفارقة ممتعة أنا لاحظتها في هذا الشأن حيث اعتدنا في سورية في الأحوال المدنية التابعة لوزارة الداخلية أن نعتمد الاسم الثلاثي، ولكن في العراق يعتمدون الاسم الرباعي والاسم الرابع في الهوية غالبًا ما يكون [اللقب، فمثلًا] الكبيسي أو التكريتي أو العاني أو الحياني أو الكربولي وهكذا، يعني الاسم الرابع يكون هو تقريبًا هوية (لقب) الشخص المنتسب وليس شرطًا أن يكون اسمًا، وهذا ما أضافوه وأنا مشيت على طريقة الأسماء الثلاثية بحسب ما تعلمت من سورية. 

هنا في هذه الأثناء بدأت المنظمات من كل حدب وصوب تأتي وأكثرها منظمات إغاثية ولا يوجد رسمية ونحن برعاية الجيش العراقي ووزارة الهجرة والمهجرين العراقية والعشائر العراقية كوضع أمني وعن طريق هذه السلطة المتواجدة على الباب الرئيسي تأتينا المنظمات والإعلاميون من شتى أنحاء الأرض ويستقبلونهم ويدخلون بشكل اعتيادي، ولكنهم يبقون يعني مثلًا: جاءت المنظمة الفلانية أو رابطة علماء النجف حتى يقدموا معونات للسوريين، وطبعًا بدأت تأتي إلى منظمة الإغاثة الإسلامية وتزودهم بأسماء وهم مباشرة يعرفون عدد الأطفال فيعطون بحسب المعونة المخصصة ويسهلون على أنفسهم طريقة التوزيع وبنفس الوقت الأشهر بدأت تمضي والأعداد ازدادت فاختارت وزارة المهجرين إنشاء مخيم ثانٍ ملاصق للمخيم الأول وبينهم طريق زراعي وطريق من الأسلاك الشائكة لأن هذا المخيم أخذ من أراضي وحرمة القرية المحيطة بنا يعني هي أملاك خاصة عائدة لمواطنين وقطعة الأرض هذه ليست للحكومة العراقية، وإنما هي تبرع من شخص من أحد المدنيين وأقاموا عليها المخيم ويمكنه استردادها متى يشاء.

في هذه الأثناء كان يزورنا المسؤولون ومن يهمه الأمر والمنظمات، ولكن لا توجد أمم متحدة و"اليو ني سي آر" منظمة الأمم المتحدة غير موجودة لأسباب سوف أشرحها لكم بعد قليل.

في نفس الوقت تم إنشاء المخيم الثاني لاستيعاب أعداد اللاجئين الموجودين ما عدا الموجودين؛ لأن المدارس فتحت أبوابها وتم إخلاء جميع المواقع التي كان يشغلها اللاجئون السوريون وصنفوهم على مقربة وكلهم من أهل البوكمال وأغلبهم ضمن المخيمين الأول والثاني.

في نفس الوقت يبدو أن صاحب الأرض يريد استعادة أرضه أو أنه حصل خلاف بينه وبين وزارة المهجرين، وبدأ يطلب منهم إيجار الأرض فقررت ووزارة المهجرين العراقية بناء مخيم نظامي ورسمي في مدينة العبيدي على بعد حوالي 40 كلم عن القائم، وفعلًا تم رصد الميزانية بطريقة نموذجية وحضارية، وبدأ العمل في المخيم الثاني ونحن مقيمون في مخيمنا الأول والأمور طبيعية. 

بدأنا نتعرف على الناس شيئًا فشيئًا، وقبل انتقالنا إلى المرحلة الأخيرة وقبل شهرين في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2011 أو بعد حوالي سبعة شهور نحن هنا في هذه الأثناء انتهى الصيف ودخلنا في الشتاء وجاءنا الربيع ثم جاءت الأمم المتحدة والأمم المتحدة أخذت الأسماء من [منظمة] الإغاثة الإسلامية واعتمدوها رسميًا وزودونا باستمارات بنوع ورق خاص من سويسرا، وتم إدخال البيانات الموجودة على الأوراق إلى الحواسيب وهذه الأوراق خاصة باللاجئين وهي أوراق سويسرية خاصة بالأمم المتحدة، وأنت أصبحت مرجعية اسمك في سويسرا في هيئة الأمم المتحدة في منظمة اللاجئين وعندما جاءت منظمة الأمم المتحدة "اليو إن سي ار" وتعرفنا على بعضنا فرزوني كموظف في منظمة اليونيسيف، ومنظمة اليونيسيف هي منظمة تابعة للأمم المتحدة، ولكنها معنية بالأمومة والطفولة لرعاية الأمومة والطفولة وهذه هي مهنتها (اختصاصها) عالميًا، وأنا كنت مشرفًا في مجال البيئة والأمراض السارية، وكنت مشرفًا صحيًا في مجال البيئة والأمراض السارية، وفرزوا لـ 30 عنصرًا منهم 15 عنصرًا من النساء و15 عنصرًا من الذكور، وأصبحنا مجموعة تابعة لمنظمة اليونيسيف في الأمم المتحدة بالإضافة إلى ذلك عندما عرفوا أنني خطاط ورسام فُتحت المدارس فأسندوا إليّ دورات تعليمية ضمن المدارس وهذا الشيء استفدت منه والحمد لله الأمور كانت ميسرة وأنا قدمت خدمة ولم أجلس وأنا متفرغ وأنا لاجئ ضمن المخيم وإذا خدمت فإنني أخدم أهلي وأصدقائي وكلنا بانتظار القادم بالتحرير والعودة إلى بلدنا.

عند مجيء الأمم المتحدة هنا اختلفت علينا الأمور ونحن كلاجئين لم نكن على معرفة بما يجري وفكرة اللجوء غريبة علينا وجسم غريب علينا ولا نفهمه، ولكن بدأنا نتنور وما هو اللاجئ فوجدنا في استمارتنا التي تحمل بطاقتنا هي طالب لجوء وليس لاجئًا، وهذا الأمر سوف أشرحه لكم والكثير لا يعرف هذا الأمر، وكلمة لاجئ [تعني] أنت بحماية الأمم المتحدة عالميًا في مركزها الرئيسي في نيويورك وأنت لاجئ عالمي وبإمكانك المطالبة بحقوقك، ويمكنني أن أقول لهم إنني في العراق مهدد أمنيًا وأحس أنني غير آمن وأريد نقلي إلى الكونغو، فأنا عندما أكون لاجئًا وبتصنيف الأمم المتحدة فإنهم يسمحون لي بالذهاب إلى البلد الذي أريده، ونحن اكتشفنا هذا الشيء حيث أن الدول العربية والأوروبية كانوا يعرفون أن اللاجئين ملؤوا الدنيا فبدأت الجامعات التعليمية تخصص مقاعد كخدمة للاجئين السوريين، مثلًا: جامعة في باريس خصصت 15 مقعدًا للاجئين السوريين في العراق يعني إذا كان يوجد أشخاص جامعيون تنطبق عليهم الشروط فيمكنهم التسجيل في هذه المقاعد الموجودة في فرنسا وهكذا في رومانيا والقاهرة ونحن شعرنا أن الحكومة العراقية كانت تجري مفاوضات مع الأمم المتحدة، والأمم المتحدة كانت تطلب من الحكومة العراقية وتقول لهم: هؤلاء لاجئون ويجب أن تتركوا لنا الرعاية الكاملة ونحن من يتصرف معهم. فكانت وزارة الهجرة ترفض بالإضافة إلى العشائر العراقية وتقول لهم: هؤلاء ضيوف ولا نقبل أن يكونوا لاجئين. فاتفقوا على أن نكون طالبي لجوء وهذا الأمر ضرنا كثيرًا ونحن اكتشفنا هذا الأمر ونحن استمرينا في هذا العمل وكان يزورنا في المخيم مسؤولون عالميون ومنهم أنطونيو غوتيريش الذي هو حاليًا الأمين العام للأمم المتحدة والسيد أنطونيو غوتيريش أنا التقيت معه ثلاث مرات على انفراد مع القليل من الإنجليزية، وكان يطلب مني المترجم رئيس المخيم وهو من أهل الفلوجة الأستاذ عواد مطر الجاسم ويقول: يا أبا حسان أنت طلبت من مندوب الأمم المتحدة أن يجلس مع لاجئ سوري ولا يوجد شخص مناسب أكثر منك فتعال واجلس معه. وقال: أنا سوف أدخل معكم وسيطًا وأترجم. وأنا أقول له: يا أستاذ عواد لا تترجم وأنت فقط ترجم المفردات إذا لم أفهمها وساعدني في الترجمة. والحمد لله أنا كنت أرتب أموري وأنا كنت أعيش في الكويت سابقًا واختلطت مع الشركات الأمريكية ولغتي الإنجليزية عادية وأتدبر أموري. 

كنت أقول للسيد أنطونيو وكان السيد بان كي مون وهو الأمين العام للأمم المتحدة وهو كان يرسل السيد أنطونيو إلى المخيمات لتفقد أحوالهم. 

سألني أنطونيو: هل تريدون منا شيئًا لم نقدمه لكم بعد؟ وهل تحتاجون منا خدمة؟ فقلت له: نعم. فقال: ماذا تريدون؟ فقلت له: يجب أن تمحو كلمة طالب اللجوء ويجب أن نكون لاجئين. فقال: نحن على هذا الشيء نحن حاربنا به حربًا (فاوضنا عليه بشدة) مع الحكومة العراقية ورفضوا إلا أن تكونوا أنتم طالبي لجوء ومعنى كلمة طالب لجوء هو أن تكون الرعاية لوزارة الداخلية العراقية يعني أنا أصبحت تابعًا للأنظمة العراقية. 

أنا تفسيري لهذا الأمر ولا أقول: رب ضارة نافعة، ولكنني لم أستطع أن أضع له تصنيفًا لأنه ضرني وأن أكون ضيفًا على العراق فهذا الشيء يسعدني، ولكن قانونيًا ودوليًا ضرني بنفس الوقت، ولم يعد يسمح لي وقيدني ولم يترك لي حرية أن أخرج من العراق ومن هذه الناحية كان الضرر واضحًا لأن  طلاب الجامعات يجلسون في الخيام والمقاعد محجوزة في الجامعات الأوروبية ولا يستطيعون الذهاب إليها، وأنا لم أستفد من هذا التصنيف وقال: نحن لا نستطيع فعل شيء وهذا هو الاتفاق وهذا هو البروتوكول الموقع بيننا وبين الحكومة العراقية وسوف نستمر على هذا الشيء فقلنا له: نحن أيضًا مستمرون.

على ما أعتقد إن الحكومة العراقية في ذلك الوقت لم تكن بعيدة عن بشار الأسد وبنفس الوقت الخطوط الحمراء هي الشعب السوري، ونحن جئنا كسوريين بغض النظر ونحن ثوار وكان سلاحنا الوحيد أنه لو لم تكن تقبل العراق بوجودنا كلاجئين سوريين انطلقوا من ثورة وأبناؤنا يقاتلون النظام داخل البوكمال وإلا فنحن سوف نتسبب بفوضى وطالبنا بالقوة اللجوء إلى بلد ثان مثل أربيل، وأن نذهب إلى شمال العراق أو إلى الأردن ولكن كانت الحكومة العراقية لا تذكر السياسة وتتعامل معنا كلاجئين مدنيين أصحاب عوائل وأمنوا لنا المأوى ويرفضون المظاهر المسلحة داخل المخيم، ويرفضون التحريض على الدولة، وهذا يعتبر مساسًا بالسيادة العراقية ونحن كنا نبتعد عن هذا الأمر وبقينا لاجئين مدنيين تحت رعاية عراقية وأممية ودولية. 

نحن كلاجئين من أهل البوكمال كنا على تواصل واحتكاك مباشر يومي مع أهلنا في سورية والبوكمال ومع الثوار؛ لأن البوكمال سقطت وأصبحت بيد الثوار والثوار أصبحوا على الحدود السورية العراقية وتقف معهم وتتكلم معهم، وكنا نؤمن لهم الطحين والمواد الغذائية التي بدأت تشح في البوكمال، وحتى الخبز كنا نرسله بواسطة السيارات إلى أهلنا الموجودين في البوكمال، وهذا الأمر معروف يعني الفائض من عندنا في العراق كانت العراق تسهل لنا طريقًا فنقوم بإدخاله إلى سورية ونسلمه للثوار؛ حتى يوزعوه للمواطنين الذين لم ينزحوا وبقوا في منازلهم.

هنا اكتمل مخيم العبيدي وفي مخيم العبيدي أخذت الأمور [تتجه باتجاه] الجانب الرسمي المنظم وبدأ العالم يتحسس أن هناك لاجئين سوريين لهم مطالب وصوت يصل والثورة استعرت في سورية على أشدها في عام 2013، والثورة بدأت وكنا نقوم بعمل إنساني وخدمي وهذا واجب ونحن نقدمه كلاجئين وأنا لاجئ وغير موجود داخل سورية، ولكن عندما كانت تشتد المعارك في سورية بين الثوار وبين النظام ويكون هناك جرحى أو قتلى كنا نسعفهم إلى مستشفى القائم ونستقبلهم لمعالجتهم وهذه خدمة نقدمها للثوار.

الحالات الإنسانية لأنهم يعرفون أنه اشتدت المعارك هناك هي تمامًا الحالات الإسعافية والطبية وهذه كوارث وهذه حروب وأصبح يوجد جرحى وانفجارات وقتلى مستوصفات البوكمال والمستشفيات لا تستوعب العشرات، فكانت دائمًا الحدود العراقية مفتوحة الأبواب على مصراعيها وسيارات الإسعاف موجودة على النقاط الحدودية، وتستقبل أي جريح وأي حالة إنسانية تأتي من سورية ويأخذونها مباشرة إلى مستشفى القائم أو ينقلونهم في حالات الإصابات الخطيرة إلى المستشفيات في الرمادي ومحافظة الأنبار وبعضهم يذهب إلى بغداد بحسب الحالة التي يتطلبها المريض وبحسب العدد يعني بحسب المقدرة الاستيعابية للمستشفى، وهذا هو الجانب الإنساني الأكثر أهمية في هذا المجال والعراقيون لم يقصروا، وكانت الحدود مفتوحة لجميع الأسر الداخلة كنازحين.

أنا أذكر أنه كانت هناك شاشات تلفزيون كبيرة تواكب محطة خاصة كانت تنقل ما يجري وهي محطة دير الزور ومحطة الجسر قناة الجسر الفضائية وهي تهتم بنا ودائمًا نجد ما يحصل في سورية ونتابعها يوميًا بالدقيقة والثانية ونعرف ما يجري داخل سورية وعندما يكون هناك أحداث وأثناء تواجد الجيش العراقي فإنهم يبدؤون بإطلاق النار بالإضافة إلى الأهازيج الثورية ويقولون: "بندوسكم بندوسكم بيت الأسد بندوسكم "والأغاني الحربية التي كانت تبثها القناة كنا نتابعها ويشاركنا العراقيون ويشاركنا الضيوف الموجودون من العوائل ونتابع بطريقة متتالية ومتواصلة جميع المستجدات على الساحة السورية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/08/02

الموضوع الرئیس

النزوح من سورية

كود الشهادة

SMI/OH/139-06/

أجرى المقابلة

همام زعزوع

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011-2013

updatedAt

2024/08/12

المنطقة الجغرافية

محافظة دير الزور-مدينة البوكمال

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الأمم المتحدة

الأمم المتحدة

منظمة الأمم المتحدة للطفولة / اليونيسف - الأمم المتحدة

منظمة الأمم المتحدة للطفولة / اليونيسف - الأمم المتحدة

المفوضية السامية لشؤون اللاجئين - الأمم المتحدة

المفوضية السامية لشؤون اللاجئين - الأمم المتحدة

الجيش العراقي

الجيش العراقي

وزارة الداخلية العراقية

وزارة الداخلية العراقية

منظمة الإغاثة الإسلامية

منظمة الإغاثة الإسلامية

وزارة الهجرة العراقية

وزارة الهجرة العراقية

قناة الجسر

قناة الجسر

الشهادات المرتبطة