الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

سيرة ذاتية وواقع محافظة درعا في ظل حكم الأسد

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:24:02:10

نصر موسى الحريري: من قرية علما في محافظة درعا، ولدي 6 إخوة، وأنا السابع، و3 إناث، والله

سبحانه وتعالى أعطى الناس أمًّا واحدةً، وأنا أعطاني أمّين، والاثنتان توفيتا.

ودرست الثانوية في قاسم حريري في علما، والإعدادية أيضًا في علما، وفي الصف العاشر

والحادي عشر انتقلت إلى ثانوية الحراك، وبعدها أخذت البكالوريا من ثانوية الرازي الخاصة في

درعا، ودخلت جامعة حلب، ودخلت كلية الطب البشري، وأنهيتها بمعدل جيد جدًا، وأخذت شهادة

الماجستير في الأمراض الباطنية، وفي هذه الأثناء أخذت البورد العربي كذلك في الأمراض الباطنية،

وبعدها أخذت اختصاص أمراض القلب والأوعية الدموية وموضوع القسطرة القلبية، وفي هذه الأثناء

فتحت عيادة في الضيعة بداية، ثم في الحراك، وكان العمل جيدًّا، والمرضى شجعوني أن أفتح في

الحراك، وفتحت في الحراك مركز الرحمن الطبي التخصصي.

وبعدها انتقلت إلى مدينة درعا، وفتحت عيادةً طبيةً متميزةً، وفيها كل أنواع الأجهزة، وساهمنا مع

المجهود الطبي أو النقابة الموجودة في المحافظة. وكان هناك مركز عكاشة الطبي، والذي فيه مجموعة

من الاختصاصات الطبية بما فيها الرنين المغناطيسي، وفي مركز جراحة القلب والقسطرة الأول في

درعا، وكنا والحمد الله من ضمن المساهمين فيه.

وعملت طبيبًا محاضرًا في في شركة السعد الدوائية، وأكملت في عياداتي، عيادة في درعا [على]

طريق المشفى الوطني، وهي [خاصة] بأمراض القلب، وعيادة مسائية في الحراك، وهي مرهقة لي،

ولكن كانت هي التزام مع مرضاي، كي لا أقطعهم واضطررت أن أذهب مساءً إلى الحراك.

وخلال تلك الفترة [حضرت] عددًا من الدورات، والمشاركات سواءً داخل أو خارج سورية [وحضرت]

مؤتمرات طبية، وحين حصلت الثورة شاركنا بها منذ البداية -الحمد لله رب العالمين-، وبقيت فترةً في

سورية بين العيادة والمعتقلات، والنشاطات الثورية، وبعد ذلك اضطررت أن أغادر سورية في نهاية

عام 2012 إلى الأردن، وبقيت هناك قرابة شهر أنا وزوجتي وأولادي في مخيم الزعتري، وكان في

بداية تأسيسه في ذلك الوقت، وبعدها عبر كفيل أردني خرجت خارج المخيم، واستأجرت في إربد.

وبعد ذلك بشهر أو شهرين صارت لي فرصة لعمل تطوعي كطبيب داخلية في مخيم الزعتري، وكنت

كل يوم أذهب إلى المخيم، وبعد ذلك أصبحت مديرًا للعيادات الطبية السعودية، التابعة لحملة دعم

الأشقاء في سورية، وفي المنظمة التي تشغل العيادات، وهي أطباء عبر القارات، وفي ذلك الوقت كنت

أتابع أمور المرضى السوريين عمومًا، والجرحى السوريين الذين يأتون إلى الأردن بأعداد كبيرة؛

بسبب معارك النظام، ومهاجمة المدنيين أو الجيش الحر الذي يواجه النظام.

وكان المرضى يأتون إلى بيئة جديدة فيها نظام طبي قائم على العوز الطبي، ولا يوجد مادة (سعة في

المال)، وكان هناك حاجة لمتابعة الجرحى، وكنت أتابع الجرحى في هذه الأثناء، ومع عدد من الزملاء

عملنا عيادةً طبيةً بعدما أسسنا لجنةً، وهي اللجنة الطبية السورية، وكان لدينا زملاء في عمان، وعمَلنا

في اللجنة اجتماعات وعمل منظم، وهذه اللجنة كانت قد استأجرت مجمع عيادات في إربد، وبعد ذلك

غيرنا المجمع إلى مجمع آخر وتطورت العيادات وفتحنا فيه عيادات متنوعةً، وتحاليل مخبريةً، والهدف

منه كان أن المرضى السوريين الغير القادرين على مراجعة المشافي الخاصة، [وبذلك] يكون لديهم

مركز لهم، وبتسهيل من الإخوة في الأردن أنشأنا هذه العيادات لمتابعة أحوالهم.

وقبل الخروج عملت في درعا، وعملت عدة محطات تنظيمية في مسار الثورة، وأولها اللجان المحلية،

وكنت مسؤول المكتب الطبي، وكان وقتها [من] الصعب الخروج على الإعلام، وكنا نتكلم على الإعلام، ونسهل دخوله إلى مستشفى درعا الوطني حتى نوصل صوت الثورة السورية وحقيقة ما يجري في ظل تعتيم كان مقصودًا من النظام،

وكان تعتيم من وسائل الإعلام المترددة في تغطية ما يجري، وفي التوازي مع ذلك حاولنا أن ننظم

عملنا الطبي والنقابي، وسعينا لإنشاء نقابة الأطباء الأحرار في درعا، وبشكل سري، وهي أزعجت

النظام لأنَّ الثورة ليست في وسط الشباب العاديين في الشوارع، وإنما حتى الأطباء والصيادلة

والمهندسون لديهم نشاط، وأسسنا تلك النقابة بين عدد من الزملاء، وحين انتقلنا إلى الأردن وضعنا

نظامًا، وأعلنا عنها في مؤتمر، وبدأنا ننظم عمل الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان في المساهمة في

الثورة السورية في كل المجالات، سواء كان في المجال السياسي أو الطبي أو الإغاثي أو الإنساني.

وفي 2013 وأنا موجود في الزعتري (مخيم الزعتري)، أتاني خبر أنني أصبحت عضوًا في الائتلاف

(الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة)، ودخلت في التوسعة عام 2013، وبدأت أشارك في

الأعمال، ومشاركتي سطحية، وكنا بعيدين عن تفاصيل عمل الائتلاف، وأنا موجود في الأردن،

والائتلاف في تركيا، وبعدها انتقلت إلى تركيا لأنني كنت أمام خيار: إما أكون ضيفًا لتلك المؤسسة، أو

أعمل مع المؤسسة في الأصول، والأصول يجب أن تتواجد في مكان وجود المؤسسة.

فانتقلت في 2013 إلى إسطنبول مقر الائتلاف، وفي 2014 أصبحت أمينًا عامًّا في الائتلاف، وعضو

هيئة سياسية، وبعد ذلك شاركت في مؤتمر الرياض 1، وبعدها بتكليف من هيئة التفاوض أصبحت

رئيس الوفد الاستشاري للهيئة العليا للمفاوضات إلى مفاوضات جنيف، وبعد أن علقت هيئة المفاوضات

مشاركتها في جنيف، وصار تطورات أستانة، كُلفت من الهيئة العليا للمفاوضات أن أكون ضمن الوفد

الاستشاري الداعم، أو الرديف لأول جلسة من جلسات أستانة في بداية 2017، وبعدما عادت

المفاوضات للمشاركة في جنيف، كلفت رئيسًا للوفد التفاوضي في بداية 2017 حتى

(2022) وبعدها حصل مؤتمر الرياض 2 أيضًا شاركت فيه، وانتخبت رئيسًا لهيئة التفاوض السورية

لمدة سنتين، حتى شهر حزيران/ يونيو عام 2020، وبعدها في شهر 7 تموز/ يوليو أصبحت رئيسًا

للائتلاف حتى 7 شهر تموز/ يوليو 2021، وبعدها لم أترشح لرئاسة الائتلاف، علمًا أنه كان يحق لي

الترشح وتركت الرئاسة في 7 شهر تموز/ يوليو 2021، وهذه [هي] المحطات، وربما بينها تذوب

بعض التفاصيل التي ممكن أن نستذكرها في النقاشات المستفيضة.

[بالحديث عن مدينة درعا] الذاكرة لن تكون قادرةً أن تمشي على كل المحطات أو كل التفاصيل، ولكن

مثلا في درعا تلوح في ذاكرتي، الابتدائية التي درستها فيها ثانوية الشهيد قاسم الحريري، فكان ينتابني

الفضول أنه من قاسم؟ وماذا فعل؟ ولماذا شهيد؟ وبقليل من الاستقصاءات البسيطة وبسؤال الأكبر مني

عرفت أنَّه كان في فوج المدفعية على الجبهة، وكان في إجازة، وسمع أنه حصل اشتباكات عام 1966،

قبل أن يصل المجرم حافظ (حافظ الأسد) إلى السلطة، وقطع إجازته، وشارك في تلك المعارك، واقتحم

بدبابته، واستشهد أمام العدو الصهيوني.

ومثل هذه المحطات وقود أو بنزين يرفع المعنويات في نفوس الناس، خاصةً وأن درعا بلد جبهة،

والحديث عن الصهاينة وفلسطين والنكبة والنكسة هي جزء من حياتنا اليومية، نفطر ونتغدى ونتعشى

عليه، وفي نفس الوقت هناك محطات النضال ضد الاحتلال الفرنسي، والأوضاع السيئة التي عاشتها

سورية، أيضا كانت تشكل بالنسبة لنا منابر، فمثلًا المعارك التي حصلت إبان الثورة السورية الكبرى،

والقصف الذي قام به الجنرال غورو على بيت محمد خير بيك الحريري، والذي احتفظوا به ليكون

شاهدًا على الاحتلال والويلات التي عانتها سورية بسبب الاحتلال، وشاهدًا كذلك على النضال والكفاح

الذي قادوه أهالي حوران ضد الاحتلال الفرنسي، والدليل على ذلك: آثار القصف الموجودة.

وكنا نسمع من أهلنا بيتَي شعر نبطي حاضرَين في ذاكرتي: يا نازلاً سوق المنايا عيباً على اللي ما يبيع،

ويعني يا من يذهب إلى سوق الموت عيب [عليه] ألا يأخذ هذه البضاعة، والعز في ظهور الصبايا، أي

دومًا النساء موجودات، وولادات وسيأتين بأبطال، والعمر عند الله وديع أي العمر كله أمانة والموت

مكتوب علينا، فإذا كان الشخص مكتوب عليه الموت، فيجب أن يموت في وقفة عز.

وهذا ينقل عن شهيدين من شهداء قريتي علما، الشهيد: حامد طالب الحريري، والشهيد محمد يوسف

الحريري، وهؤلاء استشهدوا إعدامًا بسبب أنهم هاجموا موكب رئيس

الوزراء، الذي كان مكلفًا من قبل فرنسا عام 1920، في محطة قطار في خربة غزالة.

إذاً الوسط والبيئة التي كنا نعيش فيها هو وسط نضالي مفعم بالمعنويات العالية، وحب الأراضي

المقدسة، والدفاع والكفاح ضد المستعمر، وبعد ذلك أتت منظومة جديدة وغريبة عن المجتمع: وهي

منظومة حزب البعث، وهذا الحزب من لحظة ولادته دخل في مواجهة مع الأهالي، وهذه المواجهة

أساسها قيمي، وأساسها أمرًا من أخلاق وقيم محافظة درعا، يعني مثلاً يُذكر أنه في أحد الناس من

أهالي القرية بالَ على القائمة الحزبية، الذي كان مرشحها حزب البعث في إحدى الانتخابات، لأنهم

يعرفون هذا الحزب بأنه ليس لديه انتخابات، وكلها قوائم مفروضة، وخاصةً أنَّ الحزب من لحظة

ولادته في درعا، وباعتقادي في كل المحافظات السورية لجأ إلى ممارسات لا تقبلها الحاضنة، ومنها

مثلا أنه همَّش الشخصيات المحترمة، وذهب إلى شخصيات فاسدة، حاول أن يكبرها ويصنع منها

رموزًا للمجتمع، وأيضا ادعى المقاومة والممانعة، وكل الناس تعلم جيدا أنَّهم سلّموا الجولان في حرب

تشرين التحريرية، وهذه يمكن للنظام أن يخدع بها الساذجين، أو يتحكم في وسائل الإعلام حتى تنقل

السردية التي يريدها النظام، ولكن لا يخفيها عن الناس الموجودين على الأرض، ونحن والجولان

والقنيطرة جغرافية واحدة، ونعرف دقائق ما جرى ومن عاش في تلك الفترة ينقل لنا بكل وضوح أنَّ

النظام سلم الجولان، وهو الذي أعطى الأوامر في الانسحاب قبل أن يكون هناك معارك، أو تقدم

للاحتلال الصهيوني، وأبي يقول لنا: هذا النظام دفعها ثمنًا لوجوده على رؤوس السوريين.

وفي أيام الاحتلال الفرنسي كل كم شهر كان هناك انقلاب وقيادة جديدة ودستور جديد، فكيف استطاع

النظام أن يبقى خمسين سنة قاعدًا على صدور السوريين؟ لأنَّه دفع الثمن للصهاينة، وللمجتمع الدولي.

جميعنا يتذكر، حتى بعد وفاة المقبور حافظ الأسد، ودخول الأمل مجددًّا إلى قلوب السوريين بأنهم

يمكنهم دخول مرحلة التغيير مجددًا كيف غيروا الدستور خلال دقيقتين، بأنه هذا الرجل إذا ما ناسبه هذا

الدستور ننشئ له دستورًا على قياسه فلولا وجود رضًى دولي، وقبول بوجود هذا النظام، لما استطاع

أن يتحرك كل تلك الحركة، وهذا جزء من الصراع القيمي الموجود بين أهالي المحافظة وهذا النظام.

ويُنقل عن محمد خير بيك الحريري، [أن] حافظ الأسد أول ما أتى إلى درعا، في أول زيارة قال:

سيؤسس ناديًا للضباط، فقام محمد خير وجاوبه، وسنسميها "كرخانة الأسد" (بيت دعارة الأسد)، يعني

بمعنى: كانوا يؤمنون تمامًا أنَّ هذا النظام وحزبه لم يكن مستعدًّا إلا لنشر مؤسسات الفساد وعدم

الأخلاق العمالة والخ. 

وأذكر جيدًا أن هذا الحزب حاول [أن] يعمل في كل عائلة من عوائل حوران، وكل أسرة أن يكون

[فيها] على الأقل شخص مخبر، إذا لم يكن ابنها فرب العائلة، أو أخوه، يعني وزع شبكةً من العملاء

والجواسيس، وهذه الطاقات المفترض أن يصرفها على أعداء الأمة، ولكن لا كان عدوه الأساسي

الشعب السوري.

[كان يوجد أيضًا] الموظفون والمحسوبيات: لم يكن أحد قادرًا أن يتوظف إلا بتذكية من الحزب، وهي

موافقة من الحزب، وكان مثلًا نرى الناس العاديين، أو ليسوا جيدين، وليس لديهم تلك الكفاءات الكبيرة،

ولا الشهادات العلمية الكبيرة، طريقه مفتوح إلى الوظيفة، والشخص الذي لديه شهادات وخبرة

واختصاص، كان يعاني الأمرين في طريق التوظيف ؛ لأن الحزب لم يكن يوافق.

وفي بدايات الحزب عدد كبير من الناس لم ينتسبوا إلى الحزب، وعانوا من عدم الانتساب، ولكن

للأسف الشديد على دورنا كان الانتساب إجباريًّا، قبل أن نقول: صباح

الخير، يعطوننا قصاصات ورق لنملأها فهي انتماءات للحزب، ودومًا يجب أن نهتف كل يوم صباحًا

عندما نأتي للمدرسة والخميس لما ننهي الأسبوع يجب أن نهتف للبعث وحياة البعث، وطبعًا أينما نظرنا

على الجدران نرى الشعارات لرفيق الحزب، والرفيق القائد، وهذا الاهتمام لم يكن موجودًا حتى في

قرآننا وإنجيل المسيحيين، وحاولوا أن يجعلوا الحزب المقدس الجديد في حياة السوريين وفي وقت لم

يكن هناك إنجازات للحزب التي تؤهله ليحظى بهذا الاهتمام والتركيز، فكان هذا الصراع القيمي هو

جزء من حياتنا اليومية، وما كنا نسمع إلا أن فلانًا اعتقلوه، أو استدعوه للاعتقال، أو معاملة فلان

الفلاني تعطلت لأنه لم تأت الموافقة الحزبية، وأي مرشح [لمنصب] مدرس أو مدير مدرسة أو عضو

مجلس شعب، وأي منصب في الدولة في المحافظة، كان لا بد أن يخضع ليس فقط للموافقة الأمنية،

وفي البداية كانت موافقةً، يعني أنا كمرشح لمنصب وظيفي لست بحاجة لموافقة لآخذ الوظيفة، ولكن

بعد أن تمكن الحزب من حياة السوريين لم يعد فقط الموافقة (الأمنية مطلوبة)، [بل] الترشيح يجب أن

يكون هناك ترشيح.

وكانت الناس تتسابق كيف ترضي الأجهزة الأمنية، والحزب إذا لم أرضه فلن أتقدم في أي مكان

وظيفي، وهذا في العموم يجري على كل أبناء المحافظة، ولكن باعتقادي ومن شاهد يستطيع أن

يستخلص النتيجة، بأنَّه حتى النظام وحزبه حاول أن يقصي العائلات الكبيرة، والمستقلة، ومثلًا عائلتنا

هي عائلة ميسورة ماليًا، ولديها أراض، ومحافظة درعا همهما أمران، الأولوية الأولى كان الاهتمام

بالتعليم، وأي أحد من أبناء القرية والمحافظة، يفتخر أمام الناس بعدد أبنائه المسجلين في الجامعة

والناس الذين لم يذهبوا في سلك التعليم الجامعي كانوا [يذهبون] في سوق العمل الخليجي، وهذا كان

بطبيعة الحال يؤمن مردودًا ماليًّا انعكس على المحافظة بشكل كبير.

وفي كلتا الحالتين إذا أحد أرسل أبناءه إلى الجامعة، أخذوا مردودًا ماليًّا، وأخذوا شهادات، ومن خرج

إلى الخليج أتى بمردود مالي، ولذلك من زار محافظة درعا يشاهد بأن الريف يستوي مع المدينة، وهذا

أمر نادر، والريف متطور، والمدينة متطورة بحكم أن أبنائها ساهموا في هذا التطور.

ولذلك كان لدى المحافظة شيء من الاستقلالية، وعشنا من بداية حياتنا، ونعلم جيدًا أن اهتمام النظام

بالمحافظة كان اهتمامًا قليلًا، وكانت من المحافظات المهمشة، فأين المشاريع الكبرى والمعامل

والمؤسسات التي قام بها النظام في تلك المحافظة؟ وكانت [المحافظة] مهمشةً؛ لأنَّ النظام يعرف جيدًا

أن أبناء المحافظة هم من يتولون أمورها، ولو أتى نوع من الدعم فأمورها ستكون مختلفة تمامًا.

وهذا الارتياح المالي جعل الناس تفكر، وبما أنهم خرجوا للمغترب وللخليج وقلّما تجد أحدًا في الخليج لم

يسافر إلى أوروبا وأمريكا فرأى [أهل درعا] العالم [وبدأوا يتساءلون]: لماذا لا يحصل لدينا مثلما

يحصل للآخرين: حريات ومؤسسات وتقدم وديمقراطية!؟ لذلك أهل المحافظة حين خرجوا في البداية

[في المظاهرات] قالوها: "يا بثينة ويا شعبان الشعب السوري مو (ليس) "جوعان" ولم نفكر في أن

يزيدوا الرواتب، والناس تعيش بشكل جيد، وأذكر جيدًا أن أحد شبيحة النظام حين أتى لاقتحام أحد

المنازل، ورأى عددًا كبيرًا من تنكات الزيت المخزنة في أحد المستودعات، وصار يثقب التنكات في

الحربة الخاصة ببندقيته، ويقول: لديكم كل هذا الزيت، وتخرجون في مظاهرات وتريدون حريةً؟! وهو

يقارن حالة أبناء حوران بحالته التي يعيشها تحت سلطة النظام بفقر وعوز وتشجيع النظام لهم في سرقة

الشعب السوري.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/09/02

الموضوع الرئیس

سيرة ذاتيةتاريخ مدينة وواقعها

كود الشهادة

SMI/OH/130-01/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

1977 - 2021

updatedAt

2024/05/20

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-علمامحافظة درعا-محافظة درعا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية

الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية

الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية - الرياض 1

الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية - الرياض 1

هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية - الرياض 2

هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية - الرياض 2

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

القيادة القطرية لحزب البعث

القيادة القطرية لحزب البعث

مخيم الزعتري

مخيم الزعتري

نقابة الأطباء الحرة بدرعا

نقابة الأطباء الحرة بدرعا

الشهادات المرتبطة