جلسة استماع في الكونغرس الأمريكي ودعم إعلان دمشق
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:21:10:13
إذًا كما ذكرت من قبل أن الاجتماع الذي جرى للمجلس الوطني لإعلان دمشق والاعتقالات التي حصلت بعده جعلتنا أمام استحقاق كبير وهو: كيف ننطلق انطلاقة جديدة بما يتعلق بدعم إعلان دمشق إقليميًا ودوليًا وبنفس الوقت نقل الصورة التي كانت تمر بها المعارضة وهي كانت صورة إيجابية بالعموم، لأنها توحدت بشكل كبير وأخذت خطوات مهمة جدًا في هذا الاتجاه، وعقدت اجتماعًا لها في دمشق في وقت كان فيه النظام يمسك فيه الأمور بيد من حديد من كافة الأطياف، وانتخبت قيادتها، والقيادة أصبح يوجد جزء كبير منها تم اعتقاله، إذًا يوجد هناك حراك حقيقي على مستوى المعارضة السورية بكافة أطيافها، ويوجد هناك أيضًا مسؤولية على جميع السوريين الموجودين خارج سورية لأجل مناصرة ودعم هذه المعارضة.
طبعًا الدعم لا يحصل فقط عبر المظاهرات والاعتصامات لأن هذا مهم جدًا لا شك، ولكن يجب أيضًا أن يقترن بأعمال أخرى لها علاقة بالتواصل مع هذه الدول وأصحاب القرار ومنظمات المجتمع المدني والبرلمانات، وبالنسبة لنا كان مهمًا جدًا أن نقوم بهذه الخطوة المهمة التي كانت مطلوبة في هذا الوقت بالذات، بمعنى أنه يوجد لدينا زملاء في المعارضة أخذوا المخاطرة الكبيرة وهي مواجهة النظام من خلال هذا اللقاء الذي عقدوه، والآن أصبح يوجد علينا أيضًا مسؤولية حتى نوصل صوتهم هذا الصوت الذي حاولوا إيصاله من خلال اجتماع 1/12 /2007 وأيضًا نوصل صوت الناس الذين تم اعتقالهم من قادة الإعلان، ونحن كحركة (حركة العدالة والبناء) وضعنا خطة طموحة في عام 2008، وأيضًا تواصلنا فيها مع قادة الإعلان في ذلك الوقت الذين أمسكوا القيادة وكنا نضعهم دائمًا بالصورة وبمخططاتنا التي نقوم بها.
وطبعًا من أهم الأعمال التي حصلت في هذه السنة هو اللقاء الذي أجريناه جلسة استماع وأيضًا مؤتمر في الكونغرس الأمريكي، وكان لأول مرة يحصل هذا الشيء للمعارضة السورية في أهم عاصمة قرار في العالم، وطبعًا كانت خطة طموحة جدًا، ولكن باعتقادنا كان هذا الشيء ممكنًا أن نحققه وكان يوجد من ورائه أهداف كبير، وهي أن نوصل صوت الإعلان ونعرف بالمعارضة السورية ونضعها على رادار العالم، ونحن رتبنا مع بعض الناشطين وبعض أطياف المعارضة الموجودة في الولايات المتحدة ونظمنا هذا المؤتمر في شهر نيسان /2008 وكان تحت عنوان: التحول في سورية، وهذا كان عنوانًا مهمًا يدل على الفكرة الأساسية التي تسعى لها المعارضة السورية، وهي أن سورية تتحول من دولة دكتاتورية إلى دولة ديمقراطية بكل بساطة، وهذا اسمه التحول في سورية ويجب أن تتحول الأمور من حال إلى حال، وعقدنا مؤتمرًا كان هذا عنوانه وكانت توجد ثلاثة محاور أساسية لهذا المؤتمر، المحور الأول هو: واقع حقوق الإنسان وانتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها النظام في سورية منذ عشرات السنوات، وهذا أمر مهم أن يتم الحديث به حتى يتبين أن هذه المعارضة بذلت ودفعت الثمن غاليًا مقابل أن تقول رأيها وتواجه هذا النظام وتعارضه على مدى سنوات، ونحن صحيح الآن نتكلم بهذا الموضوع، ولكن نحن نقول: إن هذا الشيء له جذور تمتد لأكثر من 40 عامًا، وخلال هذه الفترة حصلت انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان ومازالت مستمرة، وهذا كان المحور الأول والمحور الثاني لا يقل أهمية، وهو تطور المعارضة السورية وعملها التنظيمي من ربيع دمشق إلى إعلان دمشق إلى المجلس الوطني إلى اجتماع المجلس الوطني لإعلان دمشق وما أعقبه من اعتقالات للقيادة المنتخبة لهذه المعارضة ومستقبل التغيير في سورية، والمحور الثالث كان بحث العلاقات الأمريكية السورية ما بين المواجهة والتوافق والتنسيق، وهذه المحاور الثلاثة كانت مهمة جدًا في هذا المؤتمر وأنا أذكر في يومها أيضًا ألقيت كلمة أو خطابًا حول التحول الديمقراطي في سورية، ومن خلاله وضحت بشكل كامل ما الذي يهدف له إعلان دمشق، وأن إعلان دمشق يهدف بشكل واضح إلى تغيير ديمقراطي حقيقي في سورية وكيف سوف يحصل هذا الأمر.
كان باعتقادي كمؤتمر وفعالية وجلسة استماع كانت ناجحة جدًا، لأول مرة المعارضة السورية يكون لها صوت واضح في واشنطن في أهم عاصمة قرار في العالم، ولأول مرة يوضع على الرادار شيء اسمه معارضة سورية والتغيير الديمقراطي في سورية والتحول في سورية، وهذا الشيء لم يكن يُسمع من قبل وأيضًا كان يوجد هناك تعاون من قبل عدد من أعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ، وجرت على هامش هذا المؤتمر أيضًا لقاءات مع هؤلاء الأعضاء، ومن خلال هذه اللقاءات أيضًا كانوا يسألون ماذا يستطيعون أن يقدموا من أجل المساعدة للمعارضة السورية، ومن هنا نحن دخلنا إلى القضايا التي لها علاقة في دعم المعارضة السورية عبر مشاريع من خلالها تستطيع أن توصل صوتها للشعب السوري، ومن هنا تكلمنا عن قضايا المقاومة السلمية وعلى قضايا أن يكون هناك منصة إعلامية تستطيع أن تتواصل مع الشعب بشكل مباشر لأنه يوجد هناك حصار على كل من يريد أن يتكلم بحرية في سورية.
طبعًا نحن أحد أهداف المؤتمر كان أن يكون هناك لوبي سوري داخل واشنطن لدعم المعارضة السورية ودعم إعلان دمشق ولدعم المعارضة الديمقراطية ولدعم هذه المظلة الديمقراطية التي هي وحدة أطياف المعارضة المختلفة في سورية، وهذا كان مهمًا جدًا ومن خلال هذا المؤتمر كنا حريصين [على] أن نجمع الجميع يعني حتى إنه كان يوجد شخص يشارك معنا هو محسوب على جبهة الخلاص في ذلك الوقت، ولا توجد عندنا مشكلة، ونحن كانت رسالتنا واضحة تمامًا أن مشكلتنا ليست مع بعض أطياف المعارضة أو مع جبهة الخلاص، ولكن نحن مشكلتنا مع هذا النظام ومن أجل أنه فعلًا نحن نستطيع أن نجري تحولًا ديمقراطيًا يجب أن نقبل بعضنا جميعًا؛ وبالتالي وحدة المعارضة جميعها كانت أساسية أن نصل إلى هذا الهدف الذي نريده.
إطلاقًا يعني هو كان واضحًا في الإعلان عن جلسة الاستماع وعن المؤتمر أن هذا لإعلان دمشق، ولكن أيضًا نريد إيصال رسالة إلى السوريين أولًا أن هذا أهم شيء بالنسبة لنا، وإلى المجتمع الإقليمي والدولي، وأن إعلان دمشق في النهاية ليس ناديًا مغلقًا وليس شيء غير متنوع، بالعكس تمامًا يعني "إعلان دمشق" هو عبارة عن مظلة منفتحة على جميع أطياف الشعب السوري بما فيها المعارضة غير المنضوية تحته، تحت "إعلان دمشق"، وأيضًا أي شخص سوري يرى أن عنده إمكانية أن يساهم في موضوع التحول الديمقراطي، وهذا الشيء كان لا يمكن الوصول إليه إلا إذا قدمنا مثالًا عمليًا، والمثال العملي أنه كان يوجد أشخاص معنا نشطاء لم يكونوا في "إعلان دمشق"، وكان يوجد مسؤولون عن جبهة الخلاص أيضًا ليسوا في إعلان دمشق، وربما البعض يعتبرهم منافسين، ولكن مع ذلك كان بالنسبة لنا مهمًا جدًا أن تظهر المعارضة السورية موحدة لأنه في الحقيقة من ناحية التطلعات والأهداف نحن أهدافنا واحدة يعني لا توجد هذه الخلافات وهذا كان مثالًا جيدًا يُعطى في هذا الموضوع.
نحن دائمًا في كل عملنا وكل المشاريع التي أقمناها كان رقم واحد بالنسبة لنا هو عدم تضرر أي شخص أمنيًا من السوريين الموجودين داخل سورية سواء من قادة المعارضة أو من الناشطين أو غيرهم، و أي أحد له علاقة بهذه المشاريع ونحن عندما أعلنا عن هذا المؤتمر أنه لدعم إعلان دمشق، ولدعم مبادئ إعلان دمشق، ونحن كوننا أعضاء في هذا الإعلان من حقنا أن نقوم بنشاطات إقليمية ودولية لدعم هذه المظلة التي نحن جزء منها، ولكن هذا لم يكن يؤثر بشكل مباشر على قيادات الإعلان؛ لأننا لم نكن نقول: إن هذا المؤتمر رسميًا باسم قيادة إعلان دمشق في الداخل، فهذا الذي كان يسبب الفرق وفي هذا السياق حتى عندما كنا نستضيف أو يكون معنا أشخاص من خارج الإعلان أيضًا يتم فهمها بهذا السياق، أنه نحن المقصود فيها ليس فقط على مستوى..، يعني ننطلق من ضيق الموضوع التنظيمي إلى رحابة الأهداف والمبادئ العامة التي يدعو لها الإعلان، والإعلان لم يكن يدعو إلى شيء خاص فيه وهو كان يريد شيئًا له علاقة بالتغيير والديمقراطية لصالح كل الشعب السوري، وهناك أجزاء من هذا الشعب في ذلك الوقت أكيد كانت مع النظام وهو أيضًا يستهدف هذه الشرائح.
الرسالة التي نريد إيصالها أنه بما يتعلق بالتحول الديمقراطي والتغيير الديمقراطي يوجد هناك توافق كامل ضمن أطياف المعارضة التي كان أغلبها داخل إعلان دمشق، وحتى الموجودة خارج إعلان دمشق وهذا يعطي نظرة إيجابية تجاه وحدة المعارضة، وهذا الشيء كنا حريصين جدًا عليه ليس بالمعنى النظري وإنما أيضا بالمعنى العملي يعني يشاركون معنا في هذا النشاط الذي هو باعتقادي كان أول نشاط على مستوى المعارضة له علاقة بالتواصل المباشر مع صاحب القرار في الولايات المتحدة، ونحن عندما نتكلم عن الكونغرس فنحن هنا نتكلم عن الجهة التي هي منتخبة من قبل الشعب الأمريكي وهي البرلمان، وهي أيضًا المسؤولة عن كل ما له علاقة بالميزانية في الولايات المتحدة وجزء منها يذهب طبعًا إلى دعم المشاريع التي لها علاقة بحقوق الإنسان والتي تصرف عن طريق وزارة الخارجية، ولكن بالأساس الذي سوف يعطي الموافقة عليها هو الكونغرس، والكونغرس لأنه هو المسؤول عن أموال الضريبة دافع الضريبة الأمريكي هو الذي يحدد هذه الأمور ثم بعدها وزارة الخارجية هي التي تصرفها ضمن الإطار الذي يحدده الكونغرس في هذا الموضوع.
نحن كسرنا "تابو" (محظورًا) كبيرًا موجودًا عند المعارضة السورية في كافة أطيافها وهذا "التابو" هو موضوع التعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة، وطبعًا أكثر شخص كان يضغط بهذا الاتجاه ويقيم حملات فظيعة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر هو النظام وحلفاؤه سواء الإقليميون أو المحليون، ولذلك نحن فعلًا تعرضنا في وقتها لهجوم شرس من بعض الأطياف التي هي إما إيديولوجية أو بسبب أجندات ضيقة وشخصية أو بسبب أجندات حزبية أو بسبب ضيق أفقها تعرضنا لانتقادات، ولكن بشكل عام كانت أقل من الذي كنا نتوقعه، لأنه في ذلك الوقت كان يوجد أمل أن يكون فعلًا تحول في سورية وحراك حقيقي على مستوى المعارضة وأن من حق هذه المعارضة أن تتكلم مع الأطراف كما أن النظام يتكلم مع العالم وهي من حقها أن تتكلم مع العالم.
أنا أعتقد أننا منذ ذلك الوقت زرعنا بذرة الندية أن هذا الشعب السوري ليس له ممثل واحد.
الندية في التعامل أن الشعب السوري..، صحيح أنتم تتعاملون مع النظام لأنه دولة ولأن عنده صفة قانونية في الأمم المتحدة وفي الجامعة العربية، وأنتم الواجهة الرسمية للتعامل مع الشعب السوري كانت من خلال النظام، ونحن كنا نريد أن نزرع بذرة الندية بمعنى أن الشعب السوري لا يمثله هذا النظام ويوجد طرف آخر يستحق أن يمثل تطلعات هذا الشعب، من حق هذا الطرف الآخر أن يتكلم مع الدول بنفس الندية التي النظام يتكلم بها مع هذه الدول، وهذه النقطة حاولت جدًا شرحها في ذلك الوقت لعدد كبير من المعارضين أو قادة المعارضة الذين كانوا متخوفين من هذه الخطوة [قائلًا]: يا جماعة الخير نحن لا يمكن أن نتكلم باسم تطلعات كبيرة لشعب بدون أن نتكلم مع حلفاء إقليميين ودوليين، وفي النهاية العالم يجب أن يعرف من نحن وما هي هذه المعارضة وماذا تريد حتى هو يرى هل هو مستعد أن يتعامل معها أم لا؟ وهل هو مستعد أن ينسق معها أم لا؟ لأن النظام في المقابل يعطي انطباعًا أنه هو الذي يستطيع أن يضبط الأمور وهو الذي يستطيع أن يمثل هذا الشعب، وهو الذي يستطيع أن يبقي الأمور بشكل صحيح ونحن كان من واجبنا في ذلك الوقت أن نبين للعالم أن هذا الكلام غير صحيح، وأن هذا النظام لا هو على مستوى أن يمثل تطلعات الشعب السوري ولا هو قادر على إبقاء الأمور بالشكل الذي هو يدعيه وأن المستقبل لا يمكن أن يكون مع هكذا نظام، وأن الشعب السوري يستحق أفضل من ذلك والشعب السوري مستعد حتى ينتقل نحو أفق ديمقراطي يكون له كامل الحرية، ونحن بالنسبة لنا كشعب مررنا بظرف أنه كان يوجد عندنا انتخابات وحرية وفي وقتها كان الشعب السوري قدم ربما بعضًا من أفضل إنجازاته، ونحن نتكلم هنا عن الفترة التي هي ما بين الاستقلال وما بين الوحدة وتحديدًا في الفترة ما بين عام 1954 إلى عام 1958 التي كان فيها انتخابات وحرية حقيقية ورأينا كم أن سورية في ذلك الوقت كان عندها القدرة [على] أن تكون قوية اقتصاديًا وسياسيًا ودبلوماسيًا وكل شيء وكان عندنا قناعة أنه هذا الشيء لا يمكن أن نصل فيه إلى نتيجة إلا إذا تكلمنا به مع السوريين ومع العرب ومع الإقليم ومع الدولي وبعد أن أجرينا هذا المؤتمر هناك لاحظنا أنه أصبح يوجد اهتمام حتى من الدول الإقليمية بالشيء الذي فعلناه، لأن هذه الخطوة كانت توجد أطراف من المعارضة متهيبة منها، وكانت توجد أطراف من المعارضة غير قادرة على تقبلها ونحن من خلال جمع الجهود ولا أريد أن أقول: فقط من قبل الحركة ولكن أيضًا بجهود سوريين آخرين ناشطين وفاعلين استطعنا أن نقدم صورة كانت إيجابية.
توجد بعض الدول الأوروبية وسأتكلم بعد قليل عن المؤتمر الذي عقدناه في البرلمان الأوروبي وهذا أيضًا كان متأثرًا بالشيء الذي حصل في الولايات المتحدة، وبدأنا نشعر أن الصحافة بدأت تعطينا مساحة أكبر، وهذه الصحافة كانت محسوبة على بعض الدول العربية ووكالات الأنباء أصبحت تأخذ بياناتنا بشكل أكبر بمعنى أنه بدأ يظهر هناك انطباع على المستوى الإقليمي والدولي أن هذه المعارضة لديها خطط وتتحرك بطريقة منظمة بالتعاون مع الحلفاء الإقليميين والدوليين.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/02/17
الموضوع الرئیس
النشاط السياسي قبل الثورة السوريةإعلان دمشق في المهجركود الشهادة
SMI/OH/129-24/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
04/2008
updatedAt
2024/04/17
المنطقة الجغرافية
عموم سورية-عموم سوريةشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي
مجلس النواب الأمريكي - الكونغرس الأمريكي
المجلس الوطني لإعلان دمشق في المهجر
البرلمان الأوروبي
جبهة الخلاص الوطني السوري
حركة العدالة والبناء