التوجه إلى السلاح بعد اعتقال غياث مطر واستشهاده
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:14:04:03
بعد فترة أيام -اعتقل غياث بتاريخ 8 أيلول/سبتمبر- وتقريبًا في تاريخ 16 أيلول/سبتمبر سلمنا النظام جثة غياث مطر، الاعتقال كان عن طريق "أبو كايد" [أحمد كايد العلي - مساعد أول بالمخابرات الجوية - المحرر] هو الذي اعتقل غياث مطر، وأبو كايد كان يتحرك في سيارة نوع "ميتسوبيشي" سوداء وهي كانت مرعبة لأهل داريا، وكان دائمًا يتحرك بسيارتين: سيارته وسيارة "ميتسوبيشي" سوداء، وهم في البداية اعتقلوا معن واعتقلوا يحيى (يحيى شربجي) وأجروا اتصالًا من هاتف معن إلى هاتف غياث وتم اعتقال غياث، والنظام كان يريد التشفي بأحد منا كأشخاص شاركوا في المظاهرة وكأشخاص رفعوا صوتهم في الاجتماع الذي حصل بيننا وبين النظام، وغياث من الأشخاص الذين لديهم حماس واندفاع وكلامه على رأس لسانه، وكانت أجوبته ثقيلة بحق النظام في الاجتماع الذي حصل. والنظام كان يريد التشفي من هذه الشخصيات. ويحيى الشربجي كشخص معتقل قديم لدى النظام والآن يرفع رأسه مرة ثانية؟ وأيضا كان يريد التشفي من هذه الشخصيات واحتفل النظام باعتقال يحيى ومعن وغياث وأنه اعتقل رؤوس شباب داريا.
نحن في البداية وصلنا خبر اعتقال يحيى ومعن وبعدها وصلنا خبر اعتقال غياث مطر وهنا بعد اعتقال الشباب تحول الحراك إلى حراك جديد يعني أصبحت المظاهرات ليلية بشكل أكثر ووقفات صامتة ومسيرات شموع وأصبح يوجد عدة مطالبات بغياث مطر والشباب عن طريق الهيئة الحزبية في مدينة داريا يعني عن طريق أبو زياد هُمَّار [سعيد همار- المحرر]، الذي كان مدير المركز الثقافي، وعن طريق عدة شخصيات أخرى وعن طريق الدكتور البوطي حيث تواصل معه الشيخ فياض وهبة لأجل إطلاق سراح هؤلاء الشباب ولم ينجح الأمر، وبعدها سلمنا النظام جثة غياث مطر وكانت مشوهةً وصدره مفتوحًا وتمت خياطة الجثة بشكل سيئ. وموقف غياث مطر أثر في الشباب بشكل كبير، ونحن كنا متأثرين باستشهاد أول ثلاثة شهداء ولكن استشهاد غياث مطر أثر فينا أكثر، لأن آثار التعذيب واضحة جدًا، وأنا اعتبر حركة النظام بتسليمنا جثة غياث مطر إما أنها غباء أو أنه يريد تربيتنا بهذا الأمر، ولكنني أظن أنه غباء.
طبعًا أهالي داريا في بداية المظاهرات كانوا مؤيدين للحراك بنسبة 70% كما ذكرت سابقًا، وبعد استشهاد غياث مطر أصبح التأييد تقريبا 100% يعني جميعهم أيدوا هذا الحراك. صورة غياث مطر حتى الآن لا تغيب عن بالي كيف كانت آثار التعذيب على جسده، وكل شخص من الذين كانوا مشاركين مع غياث مطر تصور نفسه مكانه، يعني الآن استشهد غياث والدور الذي بعده قد أكون أنا، ولذلك يجب تنظيم أنفسنا أكثر ويجب أن يكون حراكنا أكثر، ومن الناحية الإعلامية أعطينا صدىً كبيرًا في مدينة داريا عن استشهاد غياث مطر وجميع القنوات التي كانت مؤيدةً للثورة شاركت مقطع [ظهور] تعذيبه ومقطع دفنه، وأقمنا مجلس عزاء في مدينة داريا ولكن ليس نفس مجلس العزاء الذي حصل للشهداء الأوائل لأن النظام جاء إلى أهل غياث مطر وأمرهم بدفن الجثة بطريقة سرية وفي نفس الوقت منع إقامة عزاء، ولكن نحن عارضنا النظام وأقمنا مجلس عزاء مصغر قريب من مسجد أنس بن مالك. وطبعًا الشباب كانوا متواصلين مع السفارة الأمريكية وعدة شخصيات دولية بعد الشيء الذي حصل وفي وقتها شارك السفير الأمريكي [روبرت فورد - المحرر] في مجلس العزاء جاء وحضر مجلس العزاء وليس السفير الأمريكي فقط، يوجد عدة شخصيات من الثوريين وعلى مستوى عالِ شاركوا في مجلس العزاء، وحتى الحزبيين في مدينة داريا حضروا العزاء، وحضور السفير الأمريكي كان مفاجأةً لأهالي داريا وهو في البداية قدم التعزية على الهاتف قام بتعزية والدة ووالد غياث مطر وبعدها قرر المجيء إلى مدينة داريا والنظام كان متجهزًا ليقمع العزاء، ولكن عندما عرف أن السفير الأمريكي سوف يأتي التزم الصمت أثناء وجود السفير، يعني أثناء وجود السفير كان يوجد شعارات وبعد استشهاد غياث أصبحت الشعارات هي إسقاط النظام ولم يعد يوجد خلاف على إسقاط أو إصلاح النظام.
السفير الأمريكي الذي شارك في العزاء روبرت فورد كان كلامه منمقًا ودبلوماسيًا لأنه يجلس على الأراضي السورية، وهو أبدى انزعاجه من الأمر الذي حصل وأن الولايات المتحدة الأمريكية ضد هذا الظلم الذي يحصل وضد الاستبداد، و[قال:] نحن أجرينا عدة دعوات للنظام لأجل الاستجابة إلى متطلبات المتظاهرين، ولكن النظام يتعامل بطريقة وحشية مع المتظاهرين وكل جهودنا تصب لدعمكم ودعم مطالبكم ودعم الحرية والعدالة. يعني هو سفير متخصص بالأمور الدبلوماسية وكان حديثه دبلوماسيًا ونحن استغلينا وجود السفير بإطلاق الشعارات وتحدي الجيش الذي نعرف أنه كان يطوق المنطقة.
العدد الذي كان موجودًا أثناء وجود السفير في مجلس العزاء لا يقل عن 150 شخصًا ومجلس العزاء كان مصغرًا بسبب أنه كان يوجد توجيهات إلى أهل غياث بمنع إقامة مجلس عزاء وكان هذا المجلس في شارع وليس في صالة أو في الثانوية الشرعية كما كان مجلس العزاء الأول، ونحن هنا عندما رأينا أن النظام قام بتطويق المنطقة حول جامع أنس ومداخل البلد طلبنا من السفير الأمريكي البقاء، يعني طلبنا منه إيجاد حل، وأنه إذا ذهب الآن سوف يتم إطلاق النار علينا وتحصل اعتقالات، والسفير الأمريكي في وقتها أجرى اتصالاته وتعهد أنه لن يحصل هذا الشيء وخرج من مجلس العزاء. وبعد أن خرج وبعد ربع ساعة استوحش النظام علينا وهجم على خيمة العزاء وكسر الكراسي واعتقل عددًا من الشباب، ونحن استطعنا النجاة لأن جامع أنس كان بجانبنا وأنا كان عندي مفاتيح المسجد ودخلت إلى مسجد أنس واختبأت في المئذنة أنا وعلاء -رحمه الله- والنظام اعتقل عدة شباب وانتقم انتقامًا كبيرًا [ولسان حال النظام يقول:] أنتم ماذا تفعلون؟ أنا ربيت بكم الأرض بعد مقتل غياث مطر وأنتم أوصلتم مطالبكم إلى السفير الأمريكي؟! ويوجد بث مباشر على قناة الجزيرة والعربية وهذه القنوات كانت تنقل حدث تعزية غياث.
بصراحة كان موقف استشهاد غياث مطر كما يُذْكر هو أيقونة السلمية في داريا، ولكن في نفس الوقت الذي يعرف غياث مطر عن قرب هو شخص اندفاعي وشخص رياضي، ولو أنه بقي على قيد الحياة أنا أتوقع أنه كان سوف يمسك السلاح ويكون قائد مجموعة ومن قيادات الجيش الحر في داريا، ولكن الله كتب له الشهادة في بداية الثورة.
هنا غيّر موقف استشهاد غياث مطر تفكير الكثير من الشباب وأولهم أنا، وأنا كان عندي أفكار لحمل السلاح ولكن هنا أصبح يوجد تصميم على حمل السلاح، وأنا اتخذت القرار يجب عليّ حمل السلاح والدفاع به عن المظاهرات والشباب. وطبعًا هذه الفكرة لم تكن فقط عندي وكانت موجودة عند عدة مجموعات تتشكل في مدينة داريا على نفس الترتيب، وبعد استشهاد غياث مطر عرضت الموضوع على الأستاذ نبيل (نبيل الأحمر) مرة ثانية وأنه نحن يجب علينا حمل السلاح، والشيخ نبيل وافق ولكن بعدة ضوابط أولًا انتقاء الأشخاص بشكل جيد، ويجب أن يكون هناك يمين مغلظ بيننا على عدم إفشاء السر، والأمر الثالث هو اختيار قيادي يقود الجيش الحر في داريا والقيادة هي على رأس الأمر، وأنا هنا استلمت مبالغ من مقربين لي واستطعت شراء السلاح وفي البداية كنت أحمل سلاح الصيد وبعدها بندقية روسية، وكنت أشتري هذا السلاح، وكنت في نفس الوقت اختار الشباب فاخترت ثلاثة عشر شابًا معي في المجموعة الأولية. وكل هذه الترتيبات حصلت في نهاية شهر أيلول/ سبتمبر وبداية شهر تشرين الأول/ أكتوبر، وفي نفس الوقت في نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر إذا تحدثنا عن هذه الفترة نحن تعاملنا مع شخص يُصنّع لنا قنابل مولوتوف وقنابل صوتية بحيث نستطيع تأخير النظام من الاقتراب إلى المظاهرات، وطبعًا قنابل المولوتوف استطعنا بها إحاطة المظاهرات يعني ضمن الحاويات كنا نقوم بإشعال النار والإطارات بحيث نمنع الأمن إذا جاء من اقتحام المظاهرات بالسيارات، وبعدها خلال هذه الأثناء أيضًا صنعنا قنابل صوتية تضر بالسيارات.
العواينية (المخبرون) الذين أخبروا عن المظاهرات وعن غياث مطر وحراكنا أصبحوا ظاهرين ومعروفين ونحن حاولنا إحضار فتوى بقتلهم بشكل كامل، وأنا في البداية سألت الشيخ نبيل وأنا أشهد له في هذا الموقف وهو كان على حق في هذا الأمر، وأن هذه التجاوزات إذا انطلقت فأنت لا تستطيع ضبطها يعني في موضوع قتل الجاسوس ويصبح الشخص يفعل ما يشاء ويصبح هو القاضي والمفتي والحكم. والشيخ نبيل رفض بشكل كامل قتل الجاسوس، ولم يعطنا الفتوى بهذا الأمر وحرم علينا هذا الأمر وقال: ولكن أنتم تستطيعون مضرة الجاسوس بضرب سيارته وتعزيره، ورسالة تهديد له للوقوف عند حده ونحن نراك ونعرفك. وأصبحنا نصنع قنابل عن طريق شاب كان يدرس الكيمياء وهو كان يقوم بالتصنيع في القدم وليس في مدينة داريا، وكنت أذهب أنا وأخو علاء وكان علاء في هذا الوقت معتقلًا وكان أخٌ لوائل اسمه أبو كنان -أيضًا استشهد-كنت أذهب معه إلى الشام (دمشق) لإحضار هذه العبوات، وكنا نفجرها ضمن السيارات ونرسل للجاسوس رسالة تهديد.
نشاطنا هنا كان مركزًا فقط ضمن المجموعة التي أعمل فيها وفي نفس الوقت كان يوجد تنسيق مع شباب ضمن المظاهرات، يعني أنا أعطيتهم خبرًا إنني سوف أعمل في هذا الأمر وسوف أحمي المظاهرات، وذكرت هذا الأمر لشخصيات وكان يوجد بيننا يمين معظم بعدم ذكر اسمي، لأنه في هذه الأثناء حتى أهلي لا يعرفون أنني أحمل السلاح. يعني حتى عندما أشتري السلاح كنت أخفيه بحيث لا يعرف والدي ماذا يوجد هنا.
ومضيت على هذا الترتيب حتى منتصف شهر تشرين الأول/ أكتوبر تقريبًا، وهنا جاءتنا أخبار أنه يوجد مجموعات تتشكل مجموعات جيشٍ حرٍ، وطبعًا أنا تكلمت مع الشيخ نبيل أنه يجب علينا التنسيق بيننا، وقال: نحن نعمل على التنسيق على مستوى دمشق وريفها وليس فقط على مستوى داريا. وهو كان عنده خلية من ضمنها عائلة الناموس شخص من عائلة الناموس اعتقل أيضًا وهذه الخلية كانت تنسق العمل الإغاثي والعسكري. وقال لي: نحن قريبًا سوف نرتب لاجتماع عسكري يجمع كل الذين يحملون السلاح في مدينة داريا، وأنا هنا التفتُّ عن المظاهرات ولم يعد عندي معلومات كثيرة عن المظاهرات وتنسيق المظاهرات ووضع التنسيقيات ومشاكلها، لأن كل تفكيري أصبح في العمل العسكري وكيف سأشتري السلاح وكيف أقوم بتجهيز الذخيرة. وفي نفس الوقت كان عملي مستمرًا.
هنا بدأت تصلنا أخبار يعني مثلا يأتينا خبر أن الجاسوس الفلاني هُجِم عليه وكانوا سوف يقتلونه، والسيارة الفلانية احترقت ولم نكن نحن وأصبحنا نحاول التواصل أنه من يحمل السلاح في مدينة داريا.
الشيخ نبيل كان هو الذي يرتب هذا الأمر ويصل إلى الجهة الحاملة، ولكن هو طلب منا من قبل أنه يوجد أربع شخصيات في مدينة داريا سوف نعرض عليهم استلام العمل العسكري، شخصيات قيادية لديها الأهلية والالتزام الكافي لضبط الجيش الحر. وطبعًا كنا مكلفين بعرض هذا الأمر أنا وعلاء بعد أن خرج من المعتقل في نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر تم عرض هذا الأمر على هؤلاء الشباب والشباب رفضوا قيادة الجيش الحر لأسباب ليست رفض الفكرة ولكنهم لا يستطيعون تأمين عوائلهم، والشخص الذي سوف يقود الجيش الحر سوف يُعرف مباشرة والجيش سوف ينتقم من كل عائلته. طبعًا هذه النقطة ورفضهم لاستلام قيادة الجيش الحر كانت نقطة فوضى فيما بعد، يعني رفضهم سبب الفوضى فيما بعد. ونحن جاءنا خبر أنه يوجد مجموعة أسامة الشيخ يوسف أيضًا كانت تشتري السلاح، وأول عملية نفذها أسامة الشيخ يوسف في مدينة داريا بتاريخ 15 تشرين الثاني/ نوفمبر وهي الهجوم على حاجز للجيش واستُشهد على هذا الحاجز، وفي بداية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر أصبح يوجد تنسيق لجمع الجيش الحر.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/12/18
الموضوع الرئیس
الحراك في دارياالحراك العسكري في دمشق وريفهاكود الشهادة
SMI/OH/7-06/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
09 - 10/ 2011
updatedAt
2024/05/04
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-خان الشيحمحافظة ريف دمشق-مدينة دارياشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الجيش السوري الحر
الجيش العربي السوري - نظام
قناة الجزيرة
السفارة الأمريكية في دمشق
حزب البعث العربي الاشتراكي
قناة العربية