الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

حماية المظاهرات وتنسيق الجهد العسكري في داريا

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:23:42:07

بالنسبة لمدينة داريا مثلها مثل باقي المدن يعني بعد مواجهة المظاهرات السلمية بالقمع والاعتقال والتشبيح وأصبح يوجد شهداء، من المؤكد سوف تنتقل فكرة السلمية إلى فكرة اقتناء السلاح والدفاع عن هذه المظاهرات والدفاع عن المدنيين الذين يخرجون في المظاهرات بصدور عارية.

فكرة تشكيل الجيش الحر في داريا أو فكرة العمل المسلح في داريا كانت مجرد فكرة بعد "الجمعة العظيمة" بعد سقوط ثلاثة شهداء، وكان يوجد حملة اعتقالات وجرحى وأصبح هذا الأمر يخطر على بال الكثير من الشباب المندفعة في مدينة داريا.

طبعًا أنا من الناس الذين جاءتني هذه الفكرة وشاورت بها عددًا من الأشخاص القريبين مني ومنهم الأستاذ نبيل الأحمر. والأستاذ نبيل الأحمر في بداية طرح الفكرة كان يرفض هذه الفكرة بشكل قاطع، لأنها تحتاج إلى ضوابط وتحتاج إلى أشخاص واعين يحمون هذا العمل المسلح ولا يمكن أن يكون الأمر بشكل عشوائي. 

وتطورت الأمور وازدادت الفكرة وأصبح من الأولويات عندي حمل سلاح بعد استشهاد غياث مطر واعتقال الأستاذ يحيى الشربجي ومعن الشربجي واعتقال عدد من الشباب. وأصبح لدينا عدد كبير من المعتقلين وأصبح لدينا شهداء وجرحى وأصبح يوجد استياء بشكل كامل. وأصبحت نظرتنا للمظاهرات السلمية أننا فقط نعرّض أنفسنا إلى القتل والاعتقال. وبعد استشهاد غياث مطر أنا كتبت كتابي (عقدت قراني) بتاريخ 8 أيلول/ سبتمبر 2011 وطرحت الفكرة مرة ثانية على الشيخ نبيل أنه يجب علينا حمل السلاح، وعلينا البداية بحمل سلاح الصيد أو الكلاشنكوف وما قدرنا عليه. وأنا كان عندي مبلغ من المال أستطيع أن أشتري السلاح به، وطبعًا بمساعدة الشباب القريبين مني والشيخ نبيل وافق ولكن وضع ضوابط صارمة لتشكيل الجيش الحر. أولًا قال ممنوع القيام بأي عمل، ويجب أن يكون اسمكم خلايا نائمة يعني مجرد حماية المظاهرات لتأخير الجيش عن الوصول للمظاهرة، وهو جاهز لمساعدتنا في هذا الأمر وهو سوف يعمل على شيء ثانٍ وهو ربط المناطق ببعضها.

أنا اشتريت في البداية بندقية صيد يطلق عليها "12" واشتريت لها ذخيرة، وبعدها أصبح يوجد فكرة شراء قناصة يعني نحن نجلس في بناية وعندما يأتي الجيش نقوم بتأخير قدومه بالضرب عليه بالقناصة، وطبعًا القناصة لم تكن متوفرة والمتوفر كان بنادق الصيد والروسية (الكلاشنكوف). ونحن استطعنا شراء بنادق كلاشنكوف من العراق وأنا كنت أذهب إلى مدينة القنيطرة أستلم وأُسَلّم، وكانت الأسعار بحدود 50 ألفًا للبندقية الواحدة، وكانت بنادق مستعملة وليست جديدة وكنت أشتري السلاح وأجمعه في منطقة خان الشيح وكان عندنا أرض هناك، وكنت أحفر خنادق صغيرة وأضع السلاح في علب وأحفظها بعد تزييت قطع السلاح. وأنا عندي خبرة في اقتناء السلاح وتركيبه أثناء خدمتي العسكرية في الفرقة 15 وكان عندي خبرة في الرمي وقطع السلاح وهذه الأمور.

بعدها بدأت باختيار المجموعة، يعني أقرب الناس لي هو علاء حمدوني أبو البراء وكنت أعيش معه، وهو قد استشهد وأول الشهداء عندي في المجموعة هو علاء الحمدوني، وأخوه كان وائل الحمدوني أيضًا استشهد، وأيضًا محمد أبو اللبن استشهد. ويوجد شباب آخرين مثل أبو معاوية كمون أيضًا استشهد يعني شباب المجموعة الأولى الذين كانوا معي بقي منهم على قيد الحياة شخصان من أصل 12 شخصًا، والباقي جميعهم شهداء استشهدوا تباعًا أثناء المعركة والحصار.

فجمعت المجموعة وكان يوجد يمين مغلَّظ بيني وبين الشباب واليمين مكتوب وينطقون به: "أقسم بالله العظيم ألا يعلم أحد عن أي عمل نقوم به، وأسال الله أن يشل قلبي ولساني إن نطقت بحرف واحد عن الشيء الذي نعمل به" وطبعا الشباب كانوا ملتزمين باليمين، ولا أحد يعرف عنهم شيئًا حتى أهلهم لا يعرفون عنهم شيئًا. والتنسيق بدأ مع الشيخ نبيل فأخذ يربط المناطق الثانية، وكان الشيخ نبيل يعمل على المستوى الإغاثي والمستوى العسكري في نفس الوقت. وكان يوجد شاب كان يدرس الكيمياء، وهو كان مسؤولًا عن تصنيع العبوات والقنابل الصوتية والقنابل الدخانية ولكنه لم يكن مقيمًا في داريا، وكان يقيم في منطقة القدم وكان صلة الوصل بيني وبينه هو الأستاذ نبيل، يعني والأستاذ نبيل كان يحضر العبوات منه ويعطيها لنا وكان الاستلام والتسليم على أوتوستراد [منطقة] القدم.

طبعا فكرة تشكيل الجيش الحر أو حمل السلاح لم تكن فقط عندي وكانت موجودة عند عدد كبير من الشباب، وكان منهم أسامة الشيخ يوسف أحد طلاب جامع المصطفى وكان شابًا مندفعًا، وكان في صفي وهو من عمري وهو كان خطيب جامع ويخطب في جامع المصطفى، هو أيضًا كان يؤسس ولكن كان اندفاعه زائدًا عن اللزوم يعني أول شهداء الجيش الحر هو أسامة الشيخ يوسف، وكان يوجد مجموعات ثانية مثل أبو نضال عليان أيضًا كان يشكل، وكان أبو تيسير زيادة (حسن زيادة) موجودًا وأبو طارق الحو، وهؤلاء لم أتعرف عليهم في بداية تشكيل الجيش الحر وتعرفت عليهم في الاجتماع الذي رتبه الشيخ نبيل.

كنا نحن في المجموعة عددنا 12 شخصًا تقريبًا كنا نجتمع في الأسبوع مرتين، وكل شخص يعمل في عمله المدني وأنا كنت أعمل في سنتر (مركز تجاري) أعمل وأموري جيدة وكنا نجتمع ونفكر ماذا سوف نفعل في يوم الجمعة، يعني أنا كنت مسؤولًا عن إحضار الأغراض والشباب عن التنفيذ، وكنت أحضر العبوات الصوتية والدخانية وأقوم بتوزيعها على شباب المجموعة، ونقوم باستلام مداخل البلد وإذا جاء الجيش من هنا فنحن نقوم بوضع حاويات القمامة ونقوم بإشعالها [بالنار] ونقوم بإشعال القنابل الصوتية، بحيث يشعر الجيش أنه يوجد مقاومة. ونحن لم نكن نُظهر السلاح وكان يوجد فقط هذه القنابل الصوتية وأسلحة الصيد 12 ولكن بنادق الكلاشنكوف كنت أقوم بتخزينها في منطقة خان الشيح.

أنا طلبت من الأستاذ نبيل توسعة مجموعتي، وقال لي: يمكن إجراء التوسعة ولكن لا تربط مجموعات ببعضها ولا مانع من تشكيل مجموعة ثانية وثالثة ورابعة، ولكن كل مجموعة لا يجب عليها أن تعرف المجموعة الأولى. وقمت بتشكيل المجموعة الثانية من ضمن طلاب جامع أنس بن مالك الذين هم أصغر منا في السن من مواليد التسعين. وهي كانت عبارة عن مجموعة من ثمانية أشخاص ووضعت قائدًا عليهم، وسميتهم خلية نائمة، يعني ليس مطلوبًا منكم شيء إلا عندما يحصل أمر ضروري، وأنا أقوم بتأمين السلاح لكم عندما تخرجون.

أيضًا قمت بتشكيل مجموعة ثالثة وهي مجموعة أبو عمر الشامي، وهو شاب من كفرسوسة ولكن أفراد المجموعة من سكان داريا وكان عددهم ثمانية ووصل العدد إلى12 فردًا. هذه المجموعات في بداية المعركة أصبحت مجموعات مقاتلة واستلمت جبهاتٍ ونقاطَ رباطٍ مثل غيرهم.

في هذه الأثناء أصبحنا نتعرف على الوجوه يعني في المظاهرة نرى وجوهًا ثانية تخرج ملثمة، وتحرق الحاويات مثلنا ويقومون بتصنيع القنابل وعلب المولوتوف، وأصبحنا نريد أن نعرف من هم حتى ننسق جهودنا ولا يحصل تضارب وتحصل أخطاء بين بعضنا، حتى لا يظنوا أننا مع الجيش ونحن نظن أنهم مع الجيش، وطلبت التنسيق من الشيخ نبيل وقال: نحن نعمل على هذا الشيء مع شيخ في الشام (دمشق) وسوف نرتب لكم اجتماعًا خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر وتجتمعون وتختارون قيادةً جديدةً لكم، ولكن طبعًا قبل خطوات اختيار القيادة يجب علينا اختيار القيادة واختيار اسم الكتيبة، واسم كتيبة سعد بن أبي وقاص اختاره الشيخ نبيل الأحمر -رحمه الله- يعني كتبه لي على ورقة وقال لي إذا أردتم تسمية الكتيبة يجب عليكم تسميتها سعد بن أبي وقاص بمعنى المقولة التي كان يقولها الرسول صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص "اِرم سعد اِرم فداك أبي وأمي".

نحن اخترنا الاسم وأنا عرضت الموضوع على عدة أشخاص اختارهم الشيخ نبيل، ولكنهم لا يعرفون أن الشيخ نبيل هو خلف هذا العمل والأشخاص رفضوا، وهم كان لديهم كفاءة كافية من الناحية الإدارية، وكان سنهم أيضًا أكبر منا وعمرهم في 40 إلى 45 سنة تقريبًا وأكثر، منهم كان يخدم في الجيش برتبة ملازم ومنهم من لديه شخصية قيادية ويستطيع قيادة هذا العمل، وهم رفضوا ليس بسبب الفكرة فهم كانوا يؤيدون الفكرة وكانوا أكبر الداعمين لنا لاحقًا في موضوع تشكيل الجيش الحر، ولكنهم رفضوا لأنه كل شخص لديه عائلة ولا يستطيع تأمين عائلته حتى يستطيع الانطلاق في هذا المجال، يعني أي شخص يريد أن يقود الجيش الحر يجب عليه أن يتصدر ويظهر اسمه عاجلًا أم آجلًا وكل عائلته سوف تصبح مطلوبة للنظام.

الشيخ نبيل عرض على علاء صديقي علاء حمدوني بعد أن رفضتْ هذه الشخصيات، عرض على علاء استلام الجيش الحر، وأيضًا علاء رفض وقال أننا نحتاج إلى شخص أكبر بالعمر. ونحن في وقتها كان عمرنا 25 سنة وكنا في بداية الثورة، وقال سوف نرتب اجتماعًا، ولكن اختيار القائد يمكن تأجيله فيما بعد حتى اختار أنا شخصية معينة. وأنا سألته من الذي سوف يحضر الاجتماع وقال: أبو تيسير، وأبو نضال.

ترتيب الاجتماع كان في حي الميدان عند تاجر وطبعًا هذا التاجر مستقبلًا كان من الداعمين للجيش الحر، واعتقل وهو حتى الآن معتقل ولا أعرف إذا استشهد ضمن المعتقل. ولكنه كان داعمًا بشكل كبير لتشكيل الجيش الحر وداعمًا بالمال وبكل شيء عنده، يعني حتى أنه فيما بعد أعطانا مزرعة في منطقة أرض مشرق في داريا.

نحن رتبنا الاجتماع، والذي أوصلنا إلى مكان الاجتماع هو الأستاذ نبيل وأنا دخلت مع علاء حمدوني، ووجدت هناك أبو تيسير زيادة، وأبو طارق الحو مسؤول التذخير عند أبو تيسير. وكان من الموجودين أبو نضال عليان. وكان الذي نظّم الاجتماع موجودًا وتعرفنا على بعضنا، وكل شخص كم لديه من قطع السلاح. وطبعًا مجموعتنا بسبب أنه تم تأمين أموال لنا كان عندي قطع سلاح أكثر من باقي المجموعات. وتم الاتفاق على العمل مع بعضنا وتشكيل كتيبة خاصة بنا، واتفقنا على كل هذه الأمور. وقال يجب اختيار قائد عليكم وأنا قلت له علينا تأجيل الموضوع، وقال علينا اختيار قائد وأنا أرى أنه أبو تيسير زيادة هو أقدر الناس وهو أكبر منا بالعمر، ولديه كفاءة وهو حضر دورات صاعقة. 

وأنا لا أعرف أبو تيسير زيادة وأول مرة أتعرف على شخصية أبو تيسير زيادة، ولكنني أعرف أنه شخص كان يعمل لحامًا قبل الثورة وفي الثورة حمل السلاح. وأنا ذهبت وتكلمت مع الشيخ نبيل وقلت له هكذا هو الترتيب وسوف يختارون أبو تيسير زيادة، فقال: لا يجب عليكم اختياره. وسألته عن السبب فقال التزامه [الديني] ضعيف قليلًا، يعني من يستلم قيادة الجيش الحر يجب أن يكون لديه عقيدة ومبادئ. وقال بغض النظر نحن نحترمه ونقدره لأن لديه هذه الفكرة ولكن اختيار القائد يجب أن يكون فيما بعد. وأنا رفضت في الاجتماع اختيار القائد وأصبحت أحاول المماطلة إلى اجتماع ثانٍ وتأجيل اختيار القائد وبعدها قال لي: لماذا أنت معارض؟ قلت له أن الشيخ قال لي عليكم تأجيل الأمر، فقال: أنا تكلمت مع الشيخ وهو وافق. وقلت له: إذا أنت تكلمت مع الشيخ وهو وافق لا يوجد مانع، وفي وقتها بايعنا أبو تيسير أن يكون قائدًا علينا واتفقنا على السمع والطاعة. 

بالنسبة للاجتماع أنا حضرت عن مجموعتي ومجموعة الخلايا النائمة التي شكلتها، وأبو تيسير كان لديه عدد والذي صرح به بينه وبين أبو نضال عليان بما أنهم جاؤوا سويةً بحدود 20 شخصًا.

اسم "سعد ابن أبي وقاص" اختاره الأستاذ نبيل للمجموعات التي نشكلها في الأساس ولكن لم نسمِّ أنفسنا كتيبةً ولا هم عندهم كتائب، وهم عبارة عن مجموعات تتشكل حديثًا ونواة تشكيل الكتيبة هو في هذا الاجتماع الذي حصل واتفقنا على تشكيل كتيبة وأن نسميها "سعد بن أبي وقاص" في هذا الاجتماع. بعد أن قال لي أبو محمد دعونا نختر أبو تيسير قائدًا للجيش الحر أنا وافقت بناء على كلامه أنه تكلم مع الشيخ نبيل. وانتهى الاجتماع، واتفقنا على وسيلة تواصل بيننا وبينهم، وعلى آلية اجتماع دورية سوف تحصل بيننا وبينهم لتنسيق الجهود، واتفقنا على تقديم ذاتية السلاح التي لدينا حتى نعرف مكان النقص ونقوم بالترميم ويحصل توحيد لموضوع التسليح والذخيرة. واتفقنا على توحيد الصندوق المالي في هذا الاجتماع المصغر.

انتهينا من الاجتماع وطبعًا هم لا يعرفون أن الذي يدعمني هو الأستاذ نبيل، ولا أحد يعرف اسم الأستاذ نبيل إلا أنا وعلاء وحتى أفراد مجموعتي لا يعرفون، ويعرفون أننا نقوم بالتشكيل ونحاول التواصل مع الشباب وهذه كانت وصية الشيخ نبيل.

خرجنا وكان الأستاذ نبيل ينتظرنا في سيارته وقلنا له: الحمد لله تمت الأمور كما ارتأيت واخترنا قائد علينا وهو أبو تيسير زيادة. فقال هذا الكلام مرفوض وأنا قلت لكم لا تختاروا هذا الشخص. فقلت له أنا سألت وهو قال أنه تكلم مع الشيخ، فقال الشيخ: كلا لم يتكلم معي وهذا الكلام غير صحيح. ومباشرة تواصل مع أبو محمد وقال له: لماذا جعلت الشباب يختارون؟ فقال أبو محمد أنا كنت أقصد الشيخ أبو معتز، وكان يوجد شخص ثانٍ وهو كان ينسق ضمن المجموعة. فقال بما أنكم اخترتم وبايعتم عليكم الاستمرار ولكن يجب أن تكونوا حذرين بالتصرفات يعني لا نريد أن نكون مندفعين أكثر. وخلال شهر تحترق أوراقكم ويتم اعتقالكم ويختفي هذا التشكيل الذي حصل.

في هذه الأثناء لم يحضر معنا أسامة الشيخ يوسف الذي كان أيضًا لديه فكرة تشكيل الجيش الحر، وهو لم يختر الأمر بعناية واختار أشخاصًا من أقاربه، ولم يكن عنده أموال لإحضار السلاح. وقرر استهداف حاجز الفصول الأربعة وأخذ السلاح. وطبعًا هذا الشخص كان صادقًا جدًا وأنا أعزه واحترمه -رحمه الله- هو منذ أن كان صغيرًا كان عنده شخصية قيادية. وفي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر تقريبًا بتاريخ 15 تشرين الثاني/ نوفمبر أو 14 تشرين الثاني/ نوفمبر قام بعملية بشكل منفرد وهجم على حاجز الفصول الأربعة، والحاجز كان عنده علم بالهجوم ولا أعرف الطريقة التي علم بها الحاجز. وكان الحاجز مستعدًا للمقاومة ووصل أسامة والشباب والجيش أطلق عليه النار، واستشهد أسامة والشباب هربوا وأصبحوا مطلوبين، لأنه من خلال هاتف أسامة عرفوا مع من يتواصل والمجموعة التي معه، واستشهد أسامة وأجرينا له تشييعًا يليق به وكان أول شهداء الجيش الحر ضمن عملية عسكرية نفذها أسامة.

هنا أصبح يوجد ترتيب جديد للمجموعات، وأصبح لدينا قيادة وأنا لا أستطيع أن أقوم بأي أمر حتى أعود إلى قيادتي. وأصبحت كل أسبوع أو في كل مظاهرة أتواصل مع أبو تيسير أنه سوف نخرج لحماية المظاهرة بالطريقة المعتادة ونأخذ عبوات صوتية ودخانية ونقوم بإحاطة المظاهرة ونقوم بإشعال الحاويات، وأبو تيسير لم يكن لديه أي مشكلة في هذا الأمر وهو كان متعاونًا كثيرا في البداية ولا يعارض أي شيء نفعله، وأنا أخبرته بفتوى الشيخ نبيل ولكن لم أحدد له أي شخص، وقلت له وهم يعرفون إنني من مجموعة المشايخ يعني أحضر في جامع أنس وجامع عبد الكريم وقلت له بالنسبة لقتل المخبر لا يوجد فتوى بقتله. وقال: أن المخبر هو أشد خطرًا علينا من الجيش، وهو الذي يسلمنا وهو الذي يخبر عنا. فقلت له: ولكن لا يوجد فتوى بقتله ويمكنك تعزيره أو ضربه ويمكن تفجير سيارته وإرسال رسائل تهديد ولكن القتل لا يمكننا فتح هذا المجال لأنه يصبح كل شخص في الجيش الحر هو القاضي والحكم والسجان وتحصل الافتراءات، وهذا الشيء رأيناه فيما بعد يعني حصلت افتراءات من الزوجة على زوجها يعني إذا شكت أنه سوف يتزوج عليها فإنها تقول أنه مخبر، وترسل اسمه إلى الجيش الحر ويُقتل. وهذه الأمور الدول لا تستطيع ضبطها حتى نضبطها نحن.

دخل شرعيون جُدد إلى أبو تيسير مثل أبو نضال الأب وطبعًا استشهد أبو نضال الأب في داريا، وهذا أيضًا كان من المشايخ ولكنه من المندفعين ولا يوجد لديه أرضية علمية مثل باقي المشايخ

أو باقي الخطباء لأنه لم يكن يستلم معهدًا أو جامعًا، ولكن معروف أنه الأستاذ أبو نضال عليان،

ومباشرة أفتى بقتل العوايني (المُخبر) وأي عوايني يثبت عليه أنه عميل للنظام يجب قتله، وأنا بقيت أسير على فتوى الأستاذ نبيل وتعاملت مع أكثر من خمسة مخبرين من داريا منهم في أرض الخليج ومنهم من عائلة العبار، وكنت فقط أزرع العبوة تحت السيارة وأفجرها عن طريق جهاز تفجير عن بعد. وأرسل له إما على الهاتف أو أضع الرسالة أمام منزله وأنه هذه المرة انتهت بتفجير السيارة، والمرة القادمة سوف يتم تفجيرك إذا لم تلتزم بمنزلك ولا نريد أن نراك لا في المظاهرة ولا المشي في شوارع داريا. ويوجد منهم من استجاب وأحد المخبرين مباشرة بعد تفجير سيارته وإرسال رسالة له خرج من داريا.

هنا أصبحت مهمة الجيش الحر هي التعامل مع العواينية وتهديدهم وضربهم وحصلت عدة حالات قتل للعواينية من بعض المجموعات وطبعًا بفتوى أخذوها من أبو نضال الأب.

هنا بدأت حماية المظاهرات بنفس الترتيب كل هذه الأمور في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر وشهر كانون الأول/ ديسمبر. ومجموعات الجيش الحر كانت تترتب وتتبلور، وأنا في هذه الفترة أصبحت نشيطًا في شراء السلاح والذخيرة يعني أصبح عندي عدد قطع سلاح تكفي مجموعتي وأصبح عندي ذخيرة تكفيها أيضًا.

في هذه الأثناء تعرفت -من خلال شراء السلاح- على شباب في القنيطرة وهم مستقبلًا كانوا نواة تشكيل جبهة النصرة. وأنا تعرفت عليهم للعمل التجاري لأنني أشتري منهم السلاح والذخيرة، وهم أصبحوا يعرفون أنه يوجد شيء يتشكل في مدينة داريا، وبعدها عرضوا عليّ أنهم سوف ينفذون عملية في الميدان، أول تفجير حصل في الميدان التفجير الانتحاري وقالوا لي: نحن سوف ننفذ عملية ولكن نحتاج إلى مساعدتك لتأمين سيارة لأجل الذهاب فيها إلى هناك، وأنا عدت مباشرة إلى الشيخ نبيل وقلت له هكذا القصة وأنهم يرتبون إلى تفجير في الميدان ويريدون السيارة، فقال لي: انتبه لا تقترب منهم، وقلت له: ما هو السبب؟ فقال: هؤلاء رأينا تفجيراتهم في العراق وهم لا يميزون بين مدني وعسكري، وإذا أرادوا قتل شخص عسكري يمكن أن يقتلوا 50 مدنيًا معه وهذا الأمر ضمن فتاوى لديهم (فتوى التترس الشهيرة لابن تيمية - المحرر) في تنظيم القاعدة يعني أنت إذا أردت اختيار شخص مهم في الجيش أو النظام وتقتله لا يوجد مشكلة إذا قُتل 50 شخصًا معه من المدنيين. فاعتذرت منهم وقلت لهم أنا لا أستطيع العمل معكم، أو أنني لا يوجد عندي الإمكانيات وأنا فقط أعمل في تجاره السلاح، وهم طلبوا مني مكانًا للجلوس فيه فقلت لهم أستطيع تأمين مكان في مزرعة في خان الشيح، ولكن الوالد لا يعرف شيئًا عني ولا يعرف شيئًا عن موضوع حمل السلاح ويمكنكم النوم في الليل وفي النهار تذهبون إلى عملكم، وطبعًا جاءوا ناموا عندنا ولم يحصل أي ترتيب ولم يعرفهم الوالد وكان والدي مزارعًا ويحب أرضه كثيرا ولديه تقريبا بحدود 30 دونمًا يزرعها وهو يحب الأرض كثيرًا.

عرف والدي أنني أعمل في السلاح من خلال الصدفة وهي كانت صدفة غريبة حيث اتصل بي شخص حتى يعطيني قطعة سلاح وقلت له: انتظرني في المكان الفلاني في خان الشيح -أنا كنت موجودًا في جديدة عرطوز- وقلت له: سوف أحضر لك المال ونلتقي في المكان الفلاني، وقال: أنا لا أستطيع البقاء في الخارج خوفًا من الاعتقال وقلت له اذهب إلى مزرعتنا، ولكن عليك ترك السلاح في الخارج ولا تدع والدي يراه واجلس كأنك ضيف وأنك تنتظر أبو وائل. وأنا تأخرت وكان عندي عمل وبعدها ذهبت إلى المكان. وعندما دخلت إلى الوالد رأيت هذا الشخص ومعه قطعتي السلاح ويجلس مع الوالد ويتحدثون فقلت له: كم هو السعر المطلوب؟ فقال: القطعة سعرها 60 ألفًا، يعني القطعتين 120 ألفًا ولكن الوالد يمون علينا وسوف أبيعك القطعتين بمبلغ 100 ألف، وأنا هنا صُدمت لأن والدي أصبح يعرف وكُشفت كل الأسرار وقال لي والدي: أنا كنت ألاحظ عليك من اليوم الأول أنك تشتري السلاح وتطمره، أنا أعرف الأرض كلها وأعرف أين تطمر، ولكنني لم أكن أريد الحديث معك، واذهب وفقك الله وإذا احتجت إلى مساعدة أنا جاهز، وهذا هو كان ترتيب السلاح وشراء السلاح في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، وشهر كانون الأول/ ديسمبر.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/12/22

الموضوع الرئیس

الحراك في دارياتطور نشاط الجيش الحر

كود الشهادة

SMI/OH/7-07/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

11-12/2011

updatedAt

2024/09/25

المنطقة الجغرافية

محافظة القنيطرة-محافظة القنيطرةمحافظة ريف دمشق-خان الشيحمحافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

كتيبة سعد بن أبي وقاص - داريا

كتيبة سعد بن أبي وقاص - داريا

جبهة النصرة - القنيطرة

جبهة النصرة - القنيطرة

الشهادات المرتبطة