الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تطور نشاط الجيش الحر في داريا، واعتقال نبيل الأحمر

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:21:13:04

كما تكلمنا سابقًا عن عمليات الجيش الحر هي عبارة عن المعاملة (التعامل) مع المخبرين أو تأديبهم أو حتى قتلهم من [قبل] بعض المجموعات، وكانت عبارة عن حماية المظاهرات بالطرق البدائية التي هي عبارة عن قنابل صوتية أو قنابل دخانية أو مواد حارقة.

حصل اشتباك بيننا وبين الجيش وكان الجيش يدخل بسيارات مدنية، وحصل من بعض المجموعات وليس من مجموعتي اشتباكات بينهم وبين الجيش عند مقبرة داريا، وطبعًا لم يحصل إصابات لا من الجيش ولا من الجيش الحر بغض النظر عن تكسير السيارات بالرصاص أما إصابات فلم يحدث.

المواجهة الأولى بيننا وبين الجيش بين مجموعة أسامة الشيخ يوسف -رحمه الله- في 1 كانون الثاني/ يناير 2012 كان من المقرر دخول لجنة وزراء الخارجية العرب [لجنة المراقبين العرب] إلى مدينة داريا وطبعًا كانت المحطة الأولى لهم هي معضمية الشام، والمحطة الثانية هي مدينة داريا، وشباب التنسيقيات كانوا يجهزون للمظاهرات واللافتات، وكانوا قد جهزوا ناطقين باسمهم حتى يتحدثوا أمام لجنة المراقبين العرب، عسى ولعلَّ أن يستفيدوا شيئًا من اللجنة ويتم نقل الحقيقة - هم يعرفون الحقيقة ولكن يتظاهرون أنهم لا يعرفون الحقيقة-. 

والنظام عندما رأى هذه التجهيزات وهذه المظاهرات في مدينة داريا بالآلاف قام بتعطيل دخول المراقبين العرب إلى مدينة داريا، وطبعًا في لحظتها رفعنا علم الثورة على دوار الزيتونة دوار داريا وهذه أول مرة يرفع فيها علم الثورة على السارية، والجيش كان متمركزًا عند المخفر والشباب من عندي من المجموعة أخرجوا بندقيتين 12 (بنادق صيد) وذهبوا باتجاه المظاهرة، وهنا بدأ النظام يستهدف المتظاهرين، وبدأ يطلق الرصاص في الهواء وليس باتجاه المتظاهرين لأنه كان يخاف من سقوط الشهداء بوجود لجنة المراقبين العرب. وهنا بدأ الشباب يطلقون النار باتجاه الجيش بشكل مباشر عند المخفر، وأصيب خمسة عناصر تقريبًا ولكن في المقابل أصيب أحد الشباب الذين كانوا يواجهون الجيش بشظايا في جسمه وعيونه، وأصيب عدة أشخاص من المدنيين وهنا انفضت المظاهرة، ونحن أخذنا جريحنا وانسحبنا وعالجناه بالطرق البدائية لم يكن يوجد أطباء حتى يستقبلوه باستثناء الدكتور حسام الذي كان من البدايات الدكتور حسام خشيني وهو طبيب داريا المشهور في المدينة. في اليوم التالي عادت لجنة المراقبين العرب وأصروا على الدخول وسمح لها النظام بالدخول، وعدنا ورفعنا علم الثورة ولكن لم تحصل مواجهة بيننا وبين الجيش.

في شهر كانون الثاني/ يناير 2012 حصلت جهود لتوحيد الجيش الحر على مستوى دمشق وريفها والقائم على هذا العمل أو هذا الأساس هو الأستاذ نبيل (نبيل الأحمر)، وحصل تنسيق مع عدد من الضباط الموجودين على رأس عملهم في النظام والأستاذ نبيل رتب اجتماعًا يحضره شاب من الكسوة وهو المسؤول عن مجموعات الجيش الحر في الكسوة، وشاب من معضمية الشام مسؤول عن مجموعات الجيش الحر في معضمية الشام، ومن داريا المجموعات الموجودة ضمن مدينة داريا، وأنا رتبت هذا الاجتماع واخترنا المكان في المزرعة في أرض مشرّق، وجاء الضابط وطبعًا الضابط جاء لأنه لا يزال على رأس عمله وكان متنكرًا، ورفض التعريف عن اسمه وكان يضع لحية مصطنعة ويلبس نظارات، وحصل خلل أمني في ترتيب زيارته يعني لم يترتب الاجتماع كما يجب فكان الاجتماع مختصرًا لمدة ربع ساعة فقط، واجتمع معنا وأبلغنا أن نقوم نحن بالتنسيق في موضوع ضباط داخل النظام، بحيث إذا حصل الانشقاق يكون الانشقاق جماعيًا وطبعًا هذا الضابط بعد اعتقال الأستاذ نبيل بشهر تقريبًا أيضًا تم اعتقاله ولم يعد يوجد أيّ صلة تواصل بيننا وبينه.

حصلت اجتماعات مكثفة بيننا وبين أبو تيسير (حسن زيادة) والمجموعات الأخرى وأصبح يوجد ظهور لأعداد جديدة من الشباب مثل أبو عارف عليان، وأبو حذيفة، وأبو ياسر الحلاق، بات هناك شخصيات جديدة تحمل السلاح وينخرطون ضمن المجموعات الجديدة التي تتشكل ونحن كنا نعمل ضمن اسم "سعد بن أبي وقاص" وطبعًا يوجد بعض الشباب كانوا يريدون تغيير الاسم ولكن في النهاية وبالإجماع سميناها كتيبة "سعد بن أبي وقاص".

في 20 أو 22 كانون الثاني/ يناير تقريبًا تكلم معي أبو تيسير ، وقال لي: اليوم يجب علينا ترتيب عرض [عسكري] في مدينة داريا عرض للسلاح، فقلت له: كيف يكون العرض؟ قال: نخرج في 4 سيارات ومعنا سلاحنا، ونمشي في شوارع مدينة داريا لإرعاب الجيش وحتى يتفاءل الناس أنه أصبح يوجد جيش حر في مدينة داريا، وقلت له أن سلاحي مطمور [تحت التراب] لا أستطيع إحضاره بهذه السهولة، واتصلت مع الشيخ نبيل وقلت له: أبو تيسير طلب مني الخروج في عرض عسكري في مدينة داريا أول كلمة قالها لي: هذا الشخص مجنون، نحن جميعنا خلايا نائمة وهذا العمل مرفوض بشكل كامل، وكيف يمكنك الخروج وإظهار نفسك، ويعرف النظام أن هذا الجيش في مدينة داريا هم عبارة عن 25 شخصًا. واتصلت مع أبو تيسير واعتذرت، وهو اعتبرها مثل عدم إطاعة أو رفضًا لأمر عسكري، في هذه اللحظة كان هذا أول أمر أرفضه من أبو تيسير.

كانت طريقة التواصل معي عبر "السكايب" يعني التواصل بين الشباب على الهاتف العادي ولكن على برنامج "السكايب" بأسماء مستعارة وأيضًا كان يوجد نظام الشرائح وكنا نقوم بتبديل الشرائح بشكل مستمر يعني كل أسبوع نحضر شرائح بدون أسماء ونضعها في الهاتف لهذه الأمور.

أبو تيسير في وقتها خرج بعرض عسكري في مدينة داريا، ولاقى استقبالًا كبيرًا من الأهالي لأنه شيء جديد وغير مألوف، فالأهالي اعتادوا على رؤية السلاح في يد النظام الذي جاء حتى يقمع، وهم الآن يشاهدون السلاح في يد أبنائهم، وأصبح يوجد تحية كبيرة للجيش الحر ورُشّ الرز والورد عليه، أنا رفضت الخروج ولم أخرج معهم وهذا يعتبر أول خلاف حصل بيني وبين أبو تيسير. وبعدها طلبت اجتماعًا مع الأستاذ نبيل لترتيب جديد لوضع ضوابط لعملنا ولا يتم الأمر باجتهاد شخصي وأنا أريد الخروج اليوم وأضرب الرتل، بحيث يجب أن يكون هناك ضوابط من دائرة أعلى منا كمجموعات في مدينة داريا، ورتبنا لأجل الاجتماع الثاني، ووضع مسودة شروط وضوابط تربطنا نحن جميعًا كمجموعات جيش حر، ويكون هناك صلة الوصل بيننا وبين المجموعة الثانية وطبعًا لم يحصل الاجتماع بسبب اعتقال الأستاذ نبيل الأحمر.

العرض العسكري حصل في تاريخ 20 كانون الثاني/ يناير واعتقال الأستاذ نبيل الأحمر في تاريخ 24 كانون الثاني/ يناير 2012.

اعتقال الأستاذ نبيل كان معه دائرة، وكانوا ضمن الدائرة التي يحصل فيها تواصل مع الجيش الحر وهذه الدائرة هي التي تعمل مع الأستاذ نبيل.

 أولًا اعتُقل الذي كان مسؤولًا عن تصنيع العبوات والقنابل ولاقى تعذيبًا لا أحد يتحمله أبدًا، وهذا من خلال شهود عيان رأوه في السجن، وهو من عمري وكان في صفي واعترف على الدائرة التي يعمل معها وهو الأستاذ نبيل، وسعيد أبو بكر، وعبد الرحمن أو أبو عبد الرحمن الناموس، وفي هذه اللحظة كنت أعمل في وظيفتي وتكلم معي الأستاذ نبيل وقال لي أن تم اعتقاله وعليكم الانتباه، وأنا سوف أرتب أموري وأذهب مع الشباب إلى خارج سورية باتجاه الأردن أو تركيا أو أي منطقة ثانية لأنه بالتأكيد سوف يعترف علينا. وبعد قليل تكلم معي الأستاذ نبيل وقال لي اُعتقل واُعتقل وقال أنا مباشرة سوف أخرج ولكن يجب أن أراكم بشكل أكيد قبل خروجي، ونحن كان عندنا نقطة علام عند جامع الحسن في حي الميدان وكنا نلتقي فيها دائمًا نحن والأستاذ نبيل وقال سوف أراك أنت وعلاء في المكان المحدد بعد صلاة العصر، بين العصر والمغرب انتظروني هناك، وأنا مباشرة قمت بتغيير كلمات سر حساباتي، وأخبرت المسؤول عني في العمل أنني سوف أخرج في إجازة لمدة أسبوع أو عشرة أيام لأنهم لا يعرفون طبيعة العمل الذي أقوم به، ولكن قلت لهم أنني أريد إجازة بشكل عاجل وهم تفاجؤوا من هذه الإجازة. وذهبت وأخذت علاء واتجهنا إلى حي الميدان وكل بضعة دقائق كنت أتواصل مع الأستاذ نبيل حتى اطمئن عليه، والأستاذ نبيل رتب أموره في المنزل وكان عنده مولود عمره يومان ورآه مرة واحدة في المستشفى وبقيت زوجته في المستشفى، والأستاذ نبيل قبل اعتقاله كان أصبح له بحدود شهرين من بداية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر غير مقيم في مدينة داريا، كانوا قد أوقفوه عن الخطابة في مدينة داريا. ووضعوا خطيبًا بدلًا عنه في مسجد أنس بسبب كلامه ولم يكن يدخل إلى مدينة داريا أبدًا.

ذهبنا لمقابلته في الوقت المحدد، وكل حين أتصل معه لأطمئن عليه وتقريبًا قبل أذان المغرب بنصف ساعة اتصلت به وفتح الخط وتركه مفتوح وأنا هنا كنت أسمع صوت الضرب والشتائم وهو فتح الخط حتى يوجه لي رسالة أنه اعتقل وفي هذه اللحظة قلت لعلاء وفتحت السبيكر (مكبر صوت الهاتف) وقلت له: اسمع الأستاذ نبيل اُعتقل. وسبحان الله الشخص في هذه اللحظة وكأنه كان في حياة وانتقل إلى حياة جديدة يعني نحن أصبحنا مطلوبين، والأستاذ نبيل الذي هو قدوتنا أو مرجعيتنا اعتقل، وجلسنا ننتظر ثم عدنا باتجاه داريا وبدأنا ننتظر الخبر اليقين وأنا تكلمت مع والد الأستاذ نبيل وقلت له ما هو الوضع؟ فقال دخل النظام واعتقله مع إخوته الأستاذ أبو ماهر الأحمر، والأستاذ ماجد الأحمر واُعتقل شخص من زبائن المحل من العراق معهم يعني النظام أخذ الجميع. 

وهنا نحن لا نزال شبابًا ولا نعرف كيف نتصرف وأول خطوة قمت بها أنني اتصلت بجميع شباب مجموعتي الخلية النائمة، وقلت لهم: خلال نصف ساعة يجب علينا الاجتماع في المكان الفلاني وسوف أخرج جميع السلاح الموجود عندنا وسوف نختار المزرعة للبقاء فيها، وخلال نصف ساعة اجتمع الشباب وذهبنا إلى مزرعة في أرض المغرب وهي مزرعة جدي وجلسنا فيها وقلت لهم: علينا القيام بخطوه لعل وعسى يخرج الأستاذ نبيل من المعتقل والخطوة هي أنني قمت بجمع عده شباب من المساجد وأجريت جولة على جميع خطباء المساجد وأنا كنت أتحدث معهم بنبرة عالية أنه إما عليكم جميعًا المطالبة به أو يتم اعتقالكم جميعًا أو أخرجوه. وبعض الخطباء استجاب مباشرة مثل الأستاذ فياض وهبة وكان جوابه إيجابيًا، وتواصل مباشرة مع الدكتور سعيد رمضان [البوطي] لأنه كان أحد طلابه وقال له تم اعتقال أحد خطباء مساجدنا ونريد همتك من أجل إخراجه فقال خلال نصف ساعة سوف يخرج وهذا كان كلام الدكتور البوطي، ونحن انتظرنا عند الشيخ فياض وبعدها اتصل الدكتور البوطي وقال له: أنا اعتذر ولا أستطيع التدخل في هذا الملف. وبعدها ذهبنا إلى الأستاذ عبدو الكوشك (أبو أحمد) وقال: سوف أحاول ولكن لا تتأملوا الخير، لأن العين جدًا حمراء على الأستاذ نبيل لأنه وخلال الاجتماعات التي اجتمعوها في المركز الثقافي السابقة كانت عينهم حمراء على الأستاذ نبيل (يحملوون النقمة عليه) ويعتبرون أنه من المحرضين على الخروج في المظاهرات، ولم يستجب للمطالب التي طلبها منه النظام.

ذهبنا إلى أحد الخطباء أيضًا بدون ذكر اسمه وقلنا له نحن نريد منك توحيد جهودكم مع باقي الخطباء لإخراج الأستاذ نبيل، وأول كلمة أجابني بها هنا منبر ليس ما يطلبه الجمهور وفي المنبر الشخص عليه رؤية ما يناسب والحديث به، والأستاذ نبيل رأى ما يريده الجمهور وأعطاه كما يريد، وقلت له: هو قال كلمة الحق وهو منبر الرسول صلى الله عليه وسلم وهو قال كلمة الحق ويجب على الشخص أن يتحدث بما يحصل. فقال: لا ليس الأمر بهذا الشكل وقال: كل المتظاهرين الذين يخرجون هم عبارة عن مجموعة من الصايعين (الضالين). وأنا بصراحة في هذا الموقف كنت سوف أضربه وانفعلت كثيرًا، وكان معي أبو عاصم عمر الشربجي وقال لي: اهدأ. وأنا كما يقال تعرضت لجرح جديد الذي هو اعتقال الأستاذ نبيل وأيضا يجيبني شخص بهذا الجواب وهو كبير في العمر، ولكن احترامًا لعمره خرجنا ودعونا عليه بقلب محروق وهو بعدها توفي وفاة طبيعية.

ذهبنا إلى الشيخ شمس الدين خولاني وهو معروف بصمته وهو ليس مؤيدًا للنظام وليس مؤيدًا للثورة. وهو التزم الصمت والتزم باختصاصه الذي هو الإجازات في القرآن الكريم وطبعًا نحن نعز ونحترم الشيخ شمس الدين وهو أحد رموز مدينة داريا وهو وعدنا خيرًا وقال: أنا سوف أدعو له ولا يمكنني أكثر من ذلك.

أحد الخطباء أيضًا جاوبنا وقال أنا أخاف بصراحة وأنا أحترم صراحته، وقال: أنا أخاف ولا أستطيع الحديث أو المطالبة أو أي شيء وأنا اعتبر المنبر إذا قالوا لي الآن اِنزل عنه سوف أنزل وسوف أكون سعيدًا إذا قالوا لي أنزل عن المنبر لأنني أعتبره همًا وليس تشريفًا.

تقريبا أصبحت الساعة الثانية عشر ليلاً ولم نصل إلى نتيجة، وكان معي مهند شمايل -أيضًا اُستشهد- كان يطالب به والأستاذ عادل سمرة -أيضًا معتقل- إمام مسجد أنس ابن مالك واعتبرنا أنفسنا مطلوبين.

الساعة 12:00 ليلًا ذهبت إلى الشباب، وهنا الشباب أصبحوا يعرفون أن الذي كان يدعمنا هو الأستاذ نبيل وأنا قلت لهم أن الأستاذ نبيل اُعتقل وهو كان سندنا، وفهموا أن كل الدعم القديم كان عن طريق الأستاذ نبيل. ونحن انتظرنا وأنه في هذه الليلة سوف يقوم النظام بمداهمة منازلنا واعتقالنا مثل غيرنا، وهنا كان الانتقال إلى حياة جديدة وأخرجنا السلاح وأصبح السلاح قطعة منك. وجلسنا في المزرعة وقسمنا نوبات الحرس ولأول مرة نخرج حرسًا على أرواحنا وكل شخصين يخرجون لمدة ساعتين طوال الليل. ونحن قسمنا نوبات الحرس ولكن الجميع كان مستيقظًا وبقينا موجودين في المزرعة في حدود 10 أيام بعد اعتقال الأستاذ نبيل.

الذين ذهبوا إلى المزرعة كانت فقط مجموعة "12" مجموعتي الأساسية، ومجموعة الخلايا النائمة بالأساس لم أقم بتسليحهم، فقط قمت بتنظيمهم ولكنني أرسلت لهم خبرًا أنه إذا تم اعتقالي عليكم الخروج لأنه لا أحد يضمن نفسه بعدم الاعتراف، وأنا أرسلت خبرًا وكل مجموعة وضعت عليها قائدًا وأنا أخبرته أنني سوف أذهب مع مجموعتي الأساسية إلى المزارع ولكن إذا حصل لنا شيء عليكم النجاة بأنفسكم.

في اليوم الثاني أخذت أفكر مع من كان يتواصل الأستاذ نبيل، يعني يجب الوصول إلى الخلية حتى نعرف ماذا يجب علينا أن نفعل، وإذا كان يوجد هناك عملية أو ماذا سوف يحصل ،وخطر على بالي الشيخ معتز الرفاعي وهو لم يتم اعتقاله ولا يزال موجودًا وتواصلت معه وطلبت لقاءه، وقال: أنا موجود في مسجد زيد تعال إلى مسجد زيد مع علاء حتى نلتقي هناك، وذهبنا إلى مسجد زيد وبعد صلاة العشاء كان يجلس في المكتبة وجلسنا معه في العتمة بدون ضوء، وقال: أنا بصراحة كان دوري ثانويًا في التنسيق والخلية الأساسية اُعتقلت وأنا لا أستطيع تقديم شيء، وأنا غدًا سوف أذهب إلى الأردن بسبب خوفي من الاعتقال، فقلت له: أنا أريد الوصول إلى أحد ونحن نحتاج إلى سلاح وأصبحنا الآن بين الحياة والموت، وأصبح الآن السلاح جزءًا منا، فقال أنا لا أعرف شيئًا، وهو كان متوترًا لأنه قد يتم اعتقاله في هذه الساعة وأيضًا مع الشيخ معتز انقطع التواصل. 

وهنا نحن كمجموعة كانت كل خيوط التواصل بين يدينا عن طريق الأستاذ نبيل يعني كمجموعة أساسية، وانقطع كل التواصل بيننا وبين العالم الثاني بيننا وبين مجموعات الغوطة، وأصبح مرجعنا هو أبو تيسير (حسن زيادة) يعني عدنا إلى أبو تيسير الذي كان يكوّن علاقات جديدة بناء على أنه هو الذي استلم الجيش الحر. 

وبقينا في المزرعة بحدود أسبوع أو عشرة أيام ونخرج في نوبات حرس مع الشباب، وبعدها جاءتني رسالة من الأستاذ نبيل من داخل السجن من أحد الذين خرجوا أحضر لنا رسالة، وقال له الشيخ نبيل تسلمها إلى فلان وفلان يعني مؤيد وعلاء والأستاذ نبيل أرسل رسالة أنه: لا تخافوا وتابعوا حياتكم الطبيعية كما كانت وعملكم كما كان وأنا لم أعترف على أحد، وهو استحمل كل العذاب ووصف لنا وضعه، وطبعًا هو تعذب عذابًا شديدًا وكان يوجد حقد كبير عليه. وكان الشباب الموجودين في السجن والسجان فتح باب السجن وألقى عليهم شخصًا مدمّىً من رأسه إلى أسفل قدميه بالدم ورأسه مشقوق وعيونه منتفخة لونها أزرق، وقال بقينا لمدة نصف ساعة لا نعرف من هو هذا الشخص وبعدها عرفنا أنه الأستاذ نبيل لأنه كان مغمىً عليه، وعندما عرفوا أنه الأستاذ نبيل كان جميع المعتقلين من داريا مباشرة قاموا وغسلوه وضمدوا له جروحه بثيابهم حتى استيقظ وبعد استيقاظه كانوا يقومون بتهدئته، وقال لهم كلامًا خلال 10 دقائق وخفف عنهم العذاب الذي هم فيه، وكل الذين كانوا موجودين في السجن يشهدون له. وطبعًا على أثر هذا العذاب الذي تعذبه استشهد في السجن بعد فترة قصيرة لأن العذاب الذي تعذبه والجروح الموجودة في جسمه تفاقمت فيما بعد واستشهد لأنه فيما بعد نقلوه إلى المنفردة واستشهد ضمن المنفردة. وحتى إخوته الذين ليس لهم علاقة في أي شيء، وبقي إخوته بحدود شهر ونصف في السجن أو أكثر وعندما خرجوا من السجن لم نعرفهم وعيونهم كانت متورمة، وفي حدود أسبوع أو أكثر حتى استطاعوا الرؤية، فما بالك بالأستاذ نبيل والعذاب الذي تعذبه.

بعد أن وصلتني رسالة الأستاذ نبيل عدنا إلى حياتنا الطبيعية مع الشباب وعدت إلى عملي، وأصبح لدينا ترتيب جديد وهو الترتيب مع أبو تيسير زيادة ضمن التنسيق الجديد وضمن الحياة الجديدة التي كُتبت لنا أو نرسمها للأيام القادمة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/12/22

الموضوع الرئیس

الحراك في دارياتطور نشاط الجيش الحر

كود الشهادة

SMI/OH/7-08/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

1/2012

updatedAt

2024/09/25

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

بعثة المراقبين العرب

بعثة المراقبين العرب

كتيبة سعد بن أبي وقاص - داريا

كتيبة سعد بن أبي وقاص - داريا

الشهادات المرتبطة