الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

سياسة "داعش" في البوكمال ودير الزور وسلوكها مع المدنيين

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:18:51:07

طبعًا هذا المهاجر عندما رأى الموقف الحرج الذي حصل أمامه وكأنه ندم وكره اليوم أو الساعة التي جاء فيها إلى "داعش"، وتفاجأنا في اليوم الثاني أو الثالث اُقتيد إلى منطقة في البوكمال، وهي منطقة دوار المصرية، لأنه تجمع سكاني كبير، وأن هذا الرجل أبو فلان يتعامل مع التحالف (التحالف الدولي ضد داعش) ومخبر للتحالف الدولي، وطبعًا لأنه عارض موقفهم الذي حصل أمامه وبعدها وبعد تأديب المنطقة بالشعيطات، بدؤوا بتوزيع الحكم أو أدوارهم فيما بينهم، وكان في البداية شغلهم الشاغل هو البحث عن أي شخص كان لديه نفس ثوري أو كان في الجيش الحر، وهذا بداية الأمر، وطبعًا كان لهم مصادر يقصدون المخبرين، والمصيبة أن الشخص الذي يعتقلونه هو مقتول على الجهتين، وإما أن ينتمي إليهم ويرسلوه إلى مكان صعب من أجل القتل، أو أنه يرفض الانتماء لهم ويتهمونه بتهمة الردة وأنه مرتد ورفض حكم الدولة ولم ينخرط مع الدولة الإسلامية، وهذا هو مفهومهم، وفعلًا قضوا على أشخاص كثيرين كانوا موجودين على أيام الجيش الحر والثوار، وأكثر الشباب هربوا إلى تركيا بعد أن رأوا أنه لا مجال، وإذا انتموا إليهم سيموتون وإذا بقوا في منازلهم كذلك الأمر سوف يتم إدانتهم بالردة.

بدؤوا بتوزيع الأدوار وأصبح أي مصدر أو مخبر لهم وكأنه أمير عندهم، وأعطوهم مناصب، يعني مثلًا يحق له أن يأخذ أي شيء من الزكاة ويحق له أن يفتح صالة أنترنت لأن الإنترنت أصبح ممنوعًا عندنا في تلك المنطقة، علمًا أن المنطقة بحاجة للإنترنت من أجل التواصل لأن أغلب شعبنا تهجّر، وأكيد الأب سيتّصل مع زوجته وابنه على الأقل حتى يرسل له المال، وصار للمخبرين الريادة بفتح صالات [الإنترنت] لأنه ممنوع على الإنسان العادي فتح صالة إذا لم تقدّم لهم معلومات، وأنا رأيت أشخاصًا قد فتحوا صالات أثناء وجودهم، وبعدما انتهوا حلقوا لحاهم وعادوا إلى النظام، وأكثر المخبرين الذين كانوا مع "داعش" هم موجودون الآن في مناطق النظام.

هم يعتبرون أي شخص خارج منطقة سيطرتهم يعتبرونه في مناطق الكفر، وفعلًا نحن عندنا جالية كبيرة في مناطق الخليج وفي البحرين والإمارات والسعودية والكويت وقطر، وبدؤوا يأخذون منازلهم والمشكلة أنهم يأخذون الأثاث الذي يُقدّر بملايين الليرات السورية، وكذلك الأمر ممنوع على والد أو أخ صاحب المنزل أن يأخذ أي غرض من المنزل، وأخذوا الأثاث وبدؤوا يبيعونه لبعضهم واستباحوه وكأنه مال إنسان كافر أو إنسان غير مسلم، ونحن نقول لهم: هذه منازلنا، فيقولون لا، و[نقول لهم:] أنا عمه وأنا خاله وأنا ابنه، ويقولون: أنت تعترف به فأنت مثله، وهم حاولوا بكل الوسائل، ونحن منطقتنا لا تعاني من ضعف بالتديّن لأن الناس مغتربون في الخليج فتجد الصوفي والسلفي مع بعضهم ويعيشون بشكل رائع ونحن لا نختلف إذا أصبح هناك حاجة لتغيير المسار بالدين، وهذا ليس خطيرًا ولا حرامًا، ولكن لا يجب أن يتم هذا الأمر بالقوة وتعال بالتي هي أحسن وأي شيء تريده أنا حاضر، ولكنها حركة سياسية مقصودة مخابراتية في سبيل إذلال المنطقة وخاصة مناطق السنّة، يعني أنت جئت كمسلم من المناطق الأوروبية وفتحوا لك المجال، وأنت لم تأتِ بالحصان، وأنت جئتَ بطائرة، وهم يعلمون بك ولديهم معلومات بأنك سوف تصل إلى هذا المكان حتى يُحرقوك ويُحرقوا أهل المنطقة، ويجب أن تعرف بأن هذا الشيء مسيّس وأنت انصدمت بالواقع وأنت جئت إلى مسلمين ولماذا لم تحاول العودة؟ والمصيبة أنه في البداية تفاجأ الناس الذين جاؤوا من الخارج وندموا على تمزيق جوازاتهم وطبعًا كان الأمر مسيسًا وعندما يصلون الحدود كانوا يقولون: أنت في دولة الإسلام وهذا الجواز لست بحاجته، طبعًا الذين كانوا يعملون هم مجموعة من المخابرات العالمية حتى لا يكون هناك مجال للعودة ويتخلصوا منه في مناطق السنة وتشريد أهلها باسم الإسلام.

في البداية جاؤوا باللين وهم في البداية أدّبوا المنطقة يعني عندما دخلوا في البداية إلى منطقتنا منطقة البوكمال، وأنا أتكلم عن منطقة البوكمال، أدّبوها بـ [قبيلة] الشعيطات ولكن حاولوا أن يُظهروا أن الشعيطات كانوا مجرمين ومرتدين ولديهم نفط وحاربوا الدولة، و[قالوا:] نحن لم نأتِ ضدكم، وطبعًا كل هذا كذب وهم ذبحوا الناس وأصبحوا يبحثون عن أناس آخرين ليستقبلوهم عندهم، ولم يكن لهم استقبال قوي، ولكن خوف من السلطة والسيف والساطور الموجود الذي روّع شبابها وثوارها وأي إنسان، وليس شرطًا أن يكون ثوريًا، يعني لم يسلم المدني ولا الكبير ولا الصغير وبدؤوا يتحججون باللباس، وأنه لماذا ترتدي الكلابية (ثوب شعبي) الطويلة، وأخذوا يقومون بإهانة كبار السن حيث يقصّون لباسه الكلابية وهو يسير في الشارع. 

أنا ذكرت سابقًا أن المنطقة ليست بحاجة للدين ويوجد فيها كامل الفئات السلفي والصوفي والناس تعيش مع بعضها، وهم ليسوا بحاجة، وهم صحيح أنهم بحاجة لتغيير بعض الأخطاء أو العادات أو التقاليد ولكن ليس في العقيدة، وكان الناس ينظرون إلى العادة أكثر من العبادة لأن المنطقة كان يسيطر عليها النظام منذ 40 سنة والنظام كان آخر همّه هو الدين، ولم يكن يوجد شك.. ولم يكن الناس ضدّ أو أنهم لا يريدون أن يعلّمهم أحد على الدين ولكن ليس بهذا الأسلوب، وأنت جئتَ بأسلوب يعني حتى الله قال: "ولو كنتَ فظًّا غليظ القلب لانفضّوا من حولك"، وهم جاؤوا بالغلظة واصطدموا بشعب عشائري لا يحب أن يؤمره شخص غصبًا، ويعلمونه أمور الدين بالغصب ولو أنهم جاؤوا بالسلاسة والتي هي أحسن أنا أعتقد أنه كان استقبلهم أكثر الناس برحابة صدر، وهم يعرفون أن "داعش" لم تأتِ حتى تخلّصهم من أي احتلال كان موجودًا، وهم يعرفون أن "داعش" جاءت لهدم وإذلال المنطقة أو لتسليم المنطقة، وهم يعرفون أن "داعش" لم تأتِ إلى النظام ويعرفون أنهم عوّموا النظام بتصرفاتهم وأنه يوجد إرهاب ومن يسمّون أنفسهم بالدولة الإسلامية يقتلون الناس أمام الملأ، وطبعًا نحن لسنا ضد حدود الله والقصاص وشرع الله، ولكن نحن ضد التصرف الذي حصل في المنطقة، وأنت جئتَ لتشويه الإسلام ولم تأتِ حتى تبني دولة وفعلًا نحن كنا بالنسبة لهم أهل فترة [المقصود بأهل الفترة نسبة إلى الفترة التي سبقت بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم - المحرر] يعني نحن مناطق جاهلية ونسفوا كل الإسلام الذي كان موجودًا منذ أيام الرسول عليه الصلاة والسلام حتى قدومهم، ويقولون: سوف نغيّر مسار دينك، وكل دينك الذي كنت تتبعه هذا خطأ، ولكن على أي أساس أنت تغيّر مسار ديني وكان يجب عليك تعليمي العقيدة والفقه وأنا أكون لك من الشاكرين، ولكن لا يجب إهانتي باسم الدين.

فعلًا "داعش" كان لديها مشروع كامل وهم عرفوا الثغرات أو من أين تؤكل الكتف وجاؤوا بمشروع كامل، وأكيد هذا المشروع تمت دراسته من الحسبة وأمور الزكاة ووجد بعض الناس الموجودين عندنا وجدوا أنهم فعلًا جماعة جاؤوا بشكل متكامل حتى يعطوا حقوق الناس، وهذا طبعًا في البدايات ولكن عندما رأوا عملهم المشين والإهانة للمجتمع باسم الدين فإن المجتمع نفرهم، وهم في البداية فعلًا كان لديهم مشروع دولة عكس ما كان أيام الجيش الحر، وصحيح أنهم (الجيش الحر) شكّلوا مجالس محلية ولكن لأنهم أهل منطقة فكان يوجد احترام متبادل بينهم وبين الإنسان الذي يعارضهم، يعني لم يكن يوجد قصاص على أيام الجيش الحر وحتى إذا شخص قال: هذا غلط وأنت إنسان لا يوجد لديك مشروع، فلا يستطيع أن يتكلم معه لأنه ابن منطقته، ولكنهم نجحوا بسياسة مشروع الدولة الكامل ولكن لم يكن الهدف منه إقامة [دولة] أو أن الإسلام عملاق نائم وامتعض من جديد، وكان الهدف منه استقطاب الناس في منطقة ما للقضاء على أو استباحة بيضة المسلمين المتمثلين بأهل السنّة.

أولًا النفط الذي أخذوه، بالتأكيد النفط له دور قوي في تنظيم "داعش" من أجل تقوية شوكتهم ولكنهم ليسوا بحاجة وطبعًا الدول العالمية أو الماسونية تدعمهم، وطبعًا لا تدعمهم بطريقة مباشرة والدليل على ذلك أنهم عندما جاؤوا فسحوا لهم المجال من جهة العراق وتركوا لهم الذهب والدولارات في مصارف الموصل وهذا يكفيهم لعدة سنوات، والدليل على ذلك أن سيارات الشاص (شاحنة صغيرة) التي جاؤوا بها من العراق تقريبًا مئات سيارات الشاص، وكانت كلها جديدة وغير مستعملة فمن أين لهم ذلك؟ وهم أول من أتى بهذه السيارات الشاص، وهذا يعني أنه يوجد أشخاص يدعمونهم أكثر من النفط وهم ليسوا بحاجة للنفط أصلًا والنفط كان لهم وأنا رأيت بعيني وكان يوجد تبادل تجاري بينهم وبين النظام ويعطونهم الإسمنت والحديد وكانوا يرسلون عن طريق الصحراء صهاريج النفط وتذهب إلى النظام، ولكن كيف أنت تقاتل وهؤلاء مجرمون وكفار وأنت من المفترض أن تكون المسلم الصحيح وترسل إلى النظام النفط وأنت تعرف أن النظام سوف يصبح أقوى عليك وعلى الشعب الموجود خارج سيطرته؟

هم أخذوا النفط ولكن كل شخص قديم كان من المدنيين كان لديه بئر وبايعهم بقيت يده على النفط ولكنه يورّد النفط إلى ما يسمى تنظيم الدولة ويورّد المال وهو له نسبة، وهذا دليل على أنه حتى إذا أنت كنت كافرًا بنظر المجتمع ولا تصوم ولا تصلّي وإذا أنت بايعتَهم فأنت أصبحت أخًا لهم ومؤمنًا حتى لو أنك لا تصلّي، وهم لا يوجد لديهم جهاز يكشف الإنسان المؤمن من الكافر ولكن أكثر الذين انتموا إليهم وخاصة جماعة النفط لم يكن لديهم من الدين [شيئًا] يعني كانوا أشخاصًا عاديين وشغلهم الشاغل هو ترك مبادئ الناس الذين ماتوا واستشهدوا ضد النظام الطاغية، واستلم بئرًا في سبيل مصلحته الشخصية، وعندما جاءت "داعش" حاول بكل الوسائل هذا الشخص أن يقف مع "داعش" حتى إذا لم يكن عنده مبدأ إسلامي، فقط ليحمي نفسه وليحافظ على آبار النفط الموجودة عنده قبلًا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/02/20

الموضوع الرئیس

سيطرة "داعش" على البوكمال

كود الشهادة

SMI/OH/184-04/

أجرى المقابلة

إدريس  النايف

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2014

updatedAt

2024/03/22

المنطقة الجغرافية

محافظة دير الزور-ريف دير الزور الشرقيمحافظة دير الزور-مدينة البوكمال

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

التحالف الدولي ضد داعش

التحالف الدولي ضد داعش

الشهادات المرتبطة