الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

جرائم "داعش" بحق المدنيين في البوكمال وآلية تحصيل الزكاة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:20:47:24

بعد أن سيطرت "داعش" بشكل كامل وقد حاولت أن تصطدم [مع الناس] ومن جملتهم أنا، وبعض الشباب من القرى انضمّوا لها وهم كانوا يؤيدون الفكرة وهم قلة قليلة، وجاؤوني أكثر من مرة على أنني شخص وسيرتي الذاتية موجودة عند "داعش" و[قالوا] إنني جيد وعسى ولعل أن تنضم إلى صفوفنا أو تستلم ديوان الزكاة في المنطقة، وأنا حاولت التهرب ولم أعطهم كلام موافقة في سبيل أن أخرج من المنطقة، وبقيت أماطل لأكثر من شهر وأعطيهم الأمان في سبيل أن أهرب، وهم تكلموا أكثر من مرة ولاموا بعض الناس أنه أنتم لماذا لم تقفوا معنا؟ ولم تعطونا –حسب كلامهم- إلا النطيحة والمتردّية (السيّئون)، وفعلًا انضمّ لهم بعض الشباب الذين لم يكن لديهم مبدأ في الحياة وهمّهم الراتب والاستعلاء على غيرهم ويكون صاحب سلطة، وطبعًا أنا لا يوجد عندي إيمان بهذا الفكر والمسألة هي ليست مسألة دين لأن الوضع كان مسيّسًا والدليل على ذلك أنه أمر في تلك الفترة نوري المالكي بانسحاب القوات العراقية من المناطق الغربية ومن الموصل وهذا دليل على تسليم المنطقة السنية للشيعة والدليل على ذلك أن الموصل تُعتبر دولة وحدها والموصل أكبر منطقة موجودة في الشمال في الزاوية في الشمال الغربي للعراق وتسقط خلال أربع ساعات، ويبقى مطار دير الزور [العسكري] هو الوحيد الذي بقي تحت سيطرة النظام وتصبح "داعش" حرسًا عليه إلى أن سلّموه للنظام، وهذه هي المفارقات التي يجب على الإنسان أن يعرفها وما هو السبب، وحتى إذا الشخص لا يفهم يجب أن يعرف هل يا ترى محافظة عدة محافظات حدودية في غرب العراق تسقط في ليلة وضحاها وبقعة جغرافية يسيطر عليها الثوار من كل الاتجاهات وتستلم المنطقة "داعش" وتبقى هذه البقعة الموجودة عند النظام في يد النظام إلى أن يسيطر حتى جاء النظام وأخذ المناطق بالكامل التي احتلتها "داعش" وكأنه تم تسليمها، وكأنهم أخذوا وسامًا وهم كانوا حراسًا للمطار، والدليل على ذلك أنه أي شخص انضم لهم حديثًا كانوا يرسلونه إلى معركة فاشلة أو معركة يعرفون أنهم لن ينتصروا بها في سبيل القضاء [عليه] أو الخلاص منه، وبنفس الوقت يكون على رأي المجتمع الموجود أن "داعش" تقاتل في المنطقة الفلانية وقد أعطوا أمرًا لبعض الشباب الذين اجتمعوا معهم من الثوار وقالوا: نحن كنا ثوارًا ونقاتل النظام وأعطونا مجالًا حتى ننتهي من عملنا في المناطق التي كنا نرابط عليها، فقالوا: لا، وقال لهم بالحرف الواحد مسؤول الوالي أبو أنس السامرائي الذي كان واليًا على منطقة البوكمال، قال: لا نسمح لكم بالقتال على مطار دير الزور ويجب عليكم قتال الأكراد في سنجار، فقالوا: الأكراد ليس لنا عمل معهم والمنطقة بعيدة ونحن كنا نرابط على مطار دير الزور العسكري فافتحوا لنا المجال، وعندما عرفوا أن الأمر مسيّس وكذِب، أكثرهم هربوا، وفي البداية كان يوجد قلة قليلة مغشوشون بالفكر أو بأنهم جاؤوا للمساعدة لمساعدة السنة والسيطرة الكاملة على كل المناطق إن كان في سورية أو في العراق، وهم وضعوا حدودًا وعدم الدخول إلى بغداد، ووضعوا حدودًا عندنا عندما كانوا مسيطرين في مناطق الشمال، يعني كان خطًا أحمر التقدم نحو القرداحة أو القصير أو إلى جورين وكان همهم الوحيد هو تحرير المحرر، ورأينا بأعيننا كيف بدأ تسليم المناطق للنظام أو للأكراد أو لأي ناس مع النظام أو مع أمريكا، وهذا ما حصل في مناطقنا وهم حاولوا بكل الوسائل أن ينسبوا في سبيل الخلاص أو ترتاح نفسيتهم من بعض الأشخاص المؤثرين، ويقولون: نضمّه إلى هذا وتبقى أعيننا عليه حتى لا يذهب إلى منطقة أخرى، وأنا لم أستقبل (أستسغ) الفكرة بشكل نهائي لا دينيًا ولا أخلاقيًا لأنني أعرف السبب الذي جاؤوا من أجله وأعرف نهاية المطاف وماذا سوف يحصل في المنطقة، وفعلًا كما تصورت وفكرت واتضح لي الأمر في النهاية أن أمري هو الصائب، وفي النهاية يسلّمون ويدمرون البنية التحتية للمنطقة السنية وتشتيتهم وتسليم أشخاص آخرين للمنطقة.

"داعش" لا تستقبل أي إنسان حتى إذا كان يحفظ القرآن أو يحفظ الأحاديث النبوية، ومن المستحيل أن تحب إنسانًا إذا لم يبايعها وكل شخص صوفي موجود أجروا له دورة شرعية لأنه كان على مذهب خاطئ ويجب الانضمام [إليهم]، وأكثر الناس هاجروا وأكثر الشباب الذين كانوا موجودين من أئمة المساجد كذلك لم يتقبلوا الفكرة والبعض يقول مذهبي كذا وأنا لا أريد تغيير مذهبي، حتى إذا كان مذهبك صحيحًا وكان يوجد من ضمن الناس الذين خرجوا ويقولون لهم الخزنوية عندنا وهم جماعة من قبل أن تأتي "داعش" كان لديهم فكر مقارب تقريبًا أو يداهنون النظام السوري فلم يقبلوا الفكرة ليس من أجل الدين وإنما لم يقبلوا الفكرة لأنهم يحبون الدنيا أكثر من الدين، وأما بعض المشايخ فقد حاولوا بكل الوسائل الموجودين هنا أن يدخلوا بدون مبايعة في سبيل أن يبقوا في منطقتهم وألّا يتم تهجيرهم رغم أنهم وجدوا صعوبات وأنا أعرف أشخاصًا كثيرين منهم تأذوا وحتى نعتتهم "داعش" بأنهم دجالون وكذابون، و[قالت لهم:] لو أنكم كنتم صادقين لبايعتمونا، وهم لم يبايعوا وبعض المشايخ لم يبايع وانخرطوا في مجال الدعوة في سبيل الخلاص لأنك إذا كنت في الدعوة فسوف تجاهد وهم حاولوا بكل الوسائل أن يأخذوا مشايخ الدين إلى الجهاد، ولكنهم رفضوا وفي النهاية جلسوا في منازلهم.

أكثر المساجد تم تغيير أئمتها والمؤذنين فيها لأن الإنسان الذي لا يكون من فكرهم أو يبايعهم فإنهم يحاولون بكل الوسائل عدم توظيفه في الخطبة والمساجد أو في أي مجال عمل آخر ولا يحبون أن يكون الإنسان بعيدًا عن فكرهم ويستلم [مؤسسة دينية] وحتى إذا كان هذا الإنسان معروفًا أو مشهودًا له في مجال العقيدة أو الفقه، والدليل على ذلك أنا أذكر شخصًا دكتورًا عراقيًا في الشريعة أو حافظًا للقرآن قطعوا رأسه لأنه لم يبايع وهم لا يقطعون رأسه بدون حجة ودائمًا يجب أن يكون هناك حجة من أجل القصاص وهذا الشخص أعتقد كان في جامعة الناصرية، وهو دكتور في الشريعة وحافظ، وهو رفض مبدأهم ولم يبايعهم، والشخص الذي قطع رأسه هو طفل صغير وهم يحاولون بكل الوسائل، وكان همهم هو استقطاب [الصغار]، ويقولون: أنت رجل كبير وأنت انتهيت ويجب استقطاب الفئات الصغيرة ويعطونه فكرًا ويحاولون بناء جيل جديد ولكن هذا الأمر لم ينجح لأنهم لم يبقوا طويلًا ولو أنهم بقوا حتى هذه اللحظة لكان تغيّر فكر المنطقة بشكل كامل وهذا ليس من أجل الإسلام وإنما من أجل التكفير والغلو وهم كانوا يحاولون بكل الوسائل أن يقدّموا لك فكرة الجهاد وبعض الأحكام وأما الباقي الذي يناهض مشروعهم فلا يتطرقون له أبدًا.

بالنسبة للزكاة، الذين دخلوا في مجال الزكاة لا يعرفون كيف تؤخذ الزكاة يعني أخذوها كإتاوة، وحتى الشخص الذي لا يطبق عليه النِّصاب فإنهم يأخذون منه الزكاة ويحاولون بكل الوسائل أن يأخذوا من أي شيء يعني [المحاصيل] البعلية والمرويّة كلها يأخذون منها، يعني إذا أردت مجادلتهم وهذا غير صحيح وهذا موجود في الفقه، يعني مثلًا بالنسبة للخراف كل 120 أو كل 80 خروفًا يجب أخذ رأس واحد ولكنهم يأخذون أكثر ويقولون: هذا عملنا ونحن في حالة حرب وأنا لم أدخل في أمور الزكاة وأنا لست ملمًّا كثيرًا، ولكنني سمعت من أكثر من طرف أنه حتى الأرض السبخة يأخذون منها الزكاة والأرض السبخة هي الأرض المالحة وهي أرض لا يوجد فيها زراعة، وأنت على أي أساس تأخذ زكاة وهذه الأرض لا تستحق أن يؤخذ منها الزكاة؟، وأنا أذكر امرأة أرملة لديها دونم أو دونما أرض سبخة، ومنعوها من تقديم الزكاة لها لأنه لديها أرض ولكن هذه الأرض سبخة وميتة ولكنهم منعوها من الزكاة والمنع دائمًا يكون بحسب حبهم للمجتمع، وإذا المجتمع يناصرهم ويؤيدهم كشيوخ عشائر فيعطونهم أي شيء يريدونه، وأما إذا [كانوا] ينبذون فكرتهم ويبتعدون عن طريقهم فهذا ليس له حظ في الزكاة عندهم.

الواسطات لم تنقطع في أيام "داعش" ولم يكن يوجد طريقة عادلة لتوزيع الزكاة، والدليل على ذلك أنا أعرف أشخاصًا بحاجة للزكاة ولكن "داعش" لديها سيرة شخصية لكل فئات المجتمع، أن هذا الشخص كان في الثورة فهذا لا تأتيه زكاة، وأما إذا كان شخص انضمّ لهم باسم العشيرة فدائمًا الزكاة تصله إلى منزله، وهذا يُعتبر مُخبرًا عندنا أو يُعتبر في صفوفنا، والدليل على ذلك أنه يوجد جماعة كان لديهم بئر نفط وأنا ذكرت ذلك سابقًا وهم لا يصلّون ولا يصومون ولا يوجد لديهم أي مبادئ من الدين ولا حتى الدنيا ولا الأخلاق، وعندما جاءت "داعش" وحتى يحملون أنفسهم وليحافظوا على ثروتهم الموجودة التي حصلوا عليها من النفط قاموا بمبايعة "داعش" وأصبحوا عند "داعش" مؤمنين، وطبعًا عند المجتمع هم ليسوا مؤمنين ولا يعرفون الإيمان، وهم الآن أصبحوا مع "داعش" وتابوا وأعطوهم صكًا أن كل ما فعلوه من فواحش وقتل ومال حرام هذا قد ذهب، يعني التوبة حصلت ليس مع الله وإنما مع "داعش"، يعني لم تحصل التوبة إلا بعد أن وضعت "داعش" قدمها في المنطقة.

سألني أحد الأشخاص عن أمر عندما كنت هناك وأنا جئت بالصدفة وهذا الشخص تم سجنه وأنا رأيته في ذلك الوقت، وقال لي: يا عمي أبو أيمن أنا شخص كنت قد خرجت خارج المنطقة وذهبت باتجاه التنف، وكانت النية الخروج وهناك اعتقلوني، وقال: أنا اعترفت بأنني ذاهب إلى منطقة الجيش الحر في التنف، وقال: إذا سألني القاضي ماذا أفعل؟ فقلت له وهو شاب صغير من منطقة العشارة، فقلت له: قل يا شيخ إنني حاولت أن أعصي رب العالمين ولكنني لم أصل إلى المعصية وهل أنا مذنب أم إنني لست مذنبًا؟ وبالتأكيد إذا لم ترتكب الذنب فأنت لست مذنبًا ولكن هم دائمًا يكون لديهم لهذا السؤال جواب، وسوف يقول له: لو أنك متّ فسوف تُبعث على نيتك وطبعًا هذا الشاب قطعوا رأسه، علمًا أنه لم يصل المنطقة واعتقلوه في منتصف الطريق، وأنا سمعت بأن هذا الشاب قصّوه (قطعوا رأسه)، وقالوا له: لو أنك مت لبُعثت على نيتك، وطبعًا المفهوم الذي عندهم أن هذا الشخص خرج من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر ولم يصل إلى المنطقة، ولو أنه مات على الطريق لمات على ضلال، ونحن سنقوم بقصّك فقصّوه.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/02/20

الموضوع الرئیس

سيطرة "داعش" على البوكمال

كود الشهادة

SMI/OH/184-07/

أجرى المقابلة

إدريس  النايف

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2014

updatedAt

2024/03/22

المنطقة الجغرافية

البادية السورية-بادية البوكمالمحافظة دير الزور-ريف دير الزور الشرقيمحافظة دير الزور-مدينة البوكمال

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

مطار دير الزور العسكري

مطار دير الزور العسكري

الشهادات المرتبطة