مواجهة نشر التشيّع في مدينة الباب وريفها
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:09:37:20
في عام 2006 بدأت تظهر عندنا من خلال تحسن علاقات النظام مع إيران وإعطاء إيران صلاحيات كبيرة في سورية، وطبعًا نحن من خلال الحياة المدنية التي نعيشها لاحظنا هذا الشيء من خلال حرية نشر المذهب الشيعي في سورية، وكان يوجد نشاط واضح جدًا من مجموعات لبداية نشر المذهب الشيعي في سورية، والذي رأيته أمامي في مدينة الباب هو كان على مستوى سورية كاملة طبعًا، وهو البحث عن شباب بعمر معين، وطبعًا في مدينة الباب تتميز أنها على مذهب واحد مذهب المسلمين السنة بشكل عام ولا يوجد مذاهب أخرى عندنا، فكان الاختراق صعبًا جدًا وخاصة أن الناس تربوا تربية معينة وتربية دينية معينة محافظة، فكان الاختراق صعبًا جدًا، واتبعوا عدة أساليب في تلك الفترة؛ أولًا- موضوع.. وكانوا يركزون على نوع من الشباب لفترة عمرية محددة، ويحاولون أن يأخذوا الشباب الذين أعمارهم تقريبًا من 18 إلى 23 سنة، وطبعًا الشاب في هذا العمر يكون في قمة الاندفاع و[في] مقتبل العمر، والتفكير الذي لديه يكون فيه أخذ ورد كثيرًا (غير ناضج) فهي تعتبر ثغرة في هذا العمر يمكن اختراقها، وفعلاً نجحوا في اختراقها، والنقطة الثانية- هي موضوع المال، وكان يوجد قوة مادية واضحة لديهم بحيث يدفعون أموالًا للناس الذين يعملون معهم، وكان يوجد عدة أشخاص من مدينة الباب بدأوا يعملون مع الشيعة وبدأوا ينشرون المذهب الشيعي في مدينة الباب، وأحد الأشخاص الذين ذكروا لي قصة أنه كيف يبدأ النقاش معه حتى يحاولوا إقناعه لكي ينتسب إلى المذهب الشيعي، وهو تقصير أهل السنة بحق آل البيت، وكانوا يدخلون من هذا المنهج من هذه الثغرة، وهي إحدى الثغرات، بأن أهل السنة مقصرون بحق آل البيت والدليل على ذلك أنه خلال خطب الجمعة وخلال الأحاديث الدينية والندوات الدينية لا يتم ذكر آل البيت أبدًا مع أن الرسول عليه الصلاة والسلام أوصى بمحبة آل البيت وذكرهم دائمًا، وكانوا يأتون إلى الشباب بهذا العمر بأنه أنت ماذا تعرف عن آل البيت وماذا تعرف عن سيدنا علي، وهو لا يعرف، وماذا تعرف عن الحسن والحسين، وهو لا يعرف، فاستغلوا هذه الفرصة وفعلًا الشخص الذي يتكلمون معه يقتنع أنه أنا فعلًا أحضر خطب الجمعة في المدينة أو في أماكن أخرى ولا يوجد أي خطب تخص أهل البيت، وهنا أصبح بداية الشك لدى هذه الفئة العمرية، وكان له دور كبير في انتسابهم للمذهب الشيعي بالإضافة إلى الأحاديث الثانية عن الرسول عليه الصلاة والسلام التي يأخذون بها ويطعنون بصحيح البخاري ومسلم بطرق معينة، فيدخلون مع الشاب بطريقة الأحاديث الضعيفة أو التي تحس أن فيها تناقضًا، وأحيانًا السامع الذي ليس لديه خبرة في موضوع ديني معين يشعر أنه فعلًا هنا يوجد ثغرة، ولماذا هذه الثغرة وهو يحاول أن يغطي هذا النقص أو الشك الذي لديه حيث يقنعه أن هذا خطأ وأنه يجب علينا أن نعمل بطريقة أخرى ونحن المقبلون على آل البيت، فأصبح يوجد انتشار كثير للمذهب الشيعي في الباب ومن الأشخاص الذين أذكرهم الشيخ زكريا المسعود الذي لا يزال على قيد الحياة حتى الآن، وكان له دور كبير في الوقوف باتجاه (التصدي لـ) هذا المذهب، يعني نشر هذا المذهب، وطبعًا كان يوجد هناك مضايقة أمنية كبيرة لكل من يقف ضده في تلك الفترة، ويمكن أن يتم ملاحقته أمنيًا، ويوجد أيضًا الشيخ علاء إسماعيل -رحمه الله الذي توفي بقصف النظام منذ ست سنوات- وهو كان أحد الأشخاص الذين كانوا يواجهون نشر هذا الفكر، وأشخاص آخرون كانوا يواجهون نشر هذا الفكر إلى أن فشلوا في نشر هذا الفكر في مدينة الباب، يعني بقي عن طريق أشخاص معينين فقط لا يتجاوزون عشرة أو عشرين شخصًا، هم الذين كانوا يعملون مع المذهب الشيعي، ونصفهم غير مقتنعين ونصفهم كانوا يأخذون رواتب شهرية 5 أو 10 آلاف ليرة سورية حتى يجذبونهم، وهذه سياسة منهم يعني في البداية يأتي بالمال وبعدها سوف يقتنع. وعندما فشلوا في المدينة وكان يوجد صد كبير لهم في المدينة اتجهوا باتجاه ريف المدينة، باتجاه القرى ونحن نعرف أن الأرياف بشكل عام يكون مستوى العلم فيها وكلما كان الريف بعيدًا عن المدينة أكثر كان المستوى العلمي أدنى، وهم لديهم أموال ويغرون الناس بها فاستطاعوا أن ينشروا هذا الفكر في بعض قرى مدينة الباب ومنها قرية طومان وقرى أخرى.
أذكر أن أحد الأشخاص قال لي إنهم كانوا يأتون إليهم بالسيارات، وفي السيارات يوجد الكثير من الموز والفواكه والتفاح ويجتمعون معهم في غرف كبيرة، ولاحقًا بدأوا يستمعون إلى اللطميات (القصائد والمرثيات والأناشيد التي تُقرأ على المنابر ويصحبها الضرب على الصدور وهي طقوس يقيمها الشيعة للتعبير عن الحزن في ذكرى مقتل أئمة أهل بيت النبوة - المحرر) واستطاعوا نشر هذا المذهب في الريف أكثر.
في المدينة في هذه الفترة؛ في فترة الفشل التي استمرت سنتين، وبعدها بدأ الناس الذين وقفوا ضد نشر المذهب الشيعي، أصبح يتم ملاحقتهم لأنه أصبح لديهم أيضًا نشاط ثانٍ، يعني أصبح لديهم نشاط باتجاه أفكار سلفية مدعومة من دول أخرى أو غير مدعومة، وأنا لا أعرف ولكن الشخص في هذا العمر كل الأطراف تحاول استغلال الشباب بهذا العمر، وحاولوا أن يعملوا ضد هذا المذهب فبدأوا ينشرون "سيديهات" (أقراص الكترونية مدمجة) ويوزعونها على أبواب المساجد، وبعد فترة تمت ملاحقة أشخاص كثيرين واعتُقِلوا وسُجنوا منذ عام 2006 وعام 2007، والكثير منهم لم يخرجوا حتى بداية الثورة 2011، ومنهم عبد الله كرز وشخصيات أخرى كثيرة من ضمن الأشخاص الذين سجنوا.
هنا في مدينة الباب يوجد أشخاص كانوا بشكل علني يواجهون نشر هذا المذهب، ويوجد أشخاص بشكل سري وأشخاص يعملون بشكل علني ومعظمهم اعتُقلوا، والأشخاص الذين كانوا بشكل سري بعضهم لم يعتقل والبعض اعتقل بطريقة معينة عن طريق المخابرات.
طبعا نحن في النهاية لا يوجد عندنا تمييز كشعب سوري، لم يكن عندنا تمييز بين الشيعي والسني، ومعظم الناس لا تعرف المذهب الشيعي إلا من خلال الخدمة الإلزامية، حيث من خلالها يمكن أن يلتقي مع أشخاص علويين أو دروز أو غيرهم، وفي النهاية نحن كلنا مجتمع واحد ولم تكن الناس تعرف هذا الشيء أنه يوجد فرق بيني وبينه، ولا أحد يحقد على الآخر ولكن في الحقيقة لأن إيران استغلت المذهب الشيعي لأغراض سياسية حتى تحققها، والطرف الثاني واجههم بفكر أنهم أعداء للدين وأنهم يريدون هدم الدين فكان الفعل وردة الفعل هي السبب الذي أدى في النهاية إلى وجود صدام بين الطوائف السورية، وطبعًا هذا كان أحد أهداف النظام، يعني إذا تكلمنا عن "إعلان دمشق" فإن إعلان دمشق ضم معظم المعارضة السورية بكل أطيافها من الشيوعيين إلى المستقلين، حتى الإخوان المسلمون كانوا مشاركين في "إعلان دمشق" وحتى الشخصيات الليبرالية أو العلمانية كانت كلها مشاركة والنظام لا يستطيع كسر هذه المعارضة إلا عن طريق تشتيتها طائفيًا، وفعلا استطاع تشتيتها طائفيًا في هذه الفترة وظهر ذلك جليًا بعد انطلاقة الثورة السورية بعد الانتقال من الفترة السلمية إلى فترة العسكرة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/03/08
الموضوع الرئیس
المشروع الإيراني ونشر المذهب الشيعيكود الشهادة
SMI/OH/77-07/
أجرى المقابلة
بدر طالب
مكان المقابلة
الباب
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2006-2011
updatedAt
2024/03/22
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-مدينة البابشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي