الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اقتحام مدينة داريا وتفاصيل مجزرة داريا الكبرى

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:26:53:14

خرجت من المعتقل قبل مجزرة داريا بتسعة أيام في 13 آب/ أغسطس  2011 [يقصد 2012 - المحرر] بعد خروجي من المعتقل انصدمت بالواقع الذي رأيته يعني دخلت إلى المعتقل أيام الوردة وعلبة الماء والرسالة، وخرجت فوجدت قصفًا بالهاون وسلاحًا و"آر بي جي"، يعني يوم خروجي من المعتقل تفاجأت أثناء الخروج، بعد خروجي من السجن بدقائق وأثناء رجوعي من سجن عدرا باتجاه المنزل في داريا مررنا من القابون، وكان يوجد آثار قصف موجود على الطريق وكان شيئًا صادمًا ووجدنا آثارًا لحفر في جدار محيط السجن كان يوجد محاولات لاقتحام سجن عدرا من قبل الثوار. 

الذي سمعته قبل رمضان أو مع بداية رمضان كان هناك ضرب لموكب للمخابرات الجوية على أطراف داريا على الكورنيش ولم يسلم منه أحد، الجميع مات بالموكب الذي كان يريد الدخول إلى البلد، وبقيت داريا خلال هذا الشهر من دون دخول عسكري ولا دخول أمني، والموجودون هم فقط أهل المدينة بمن فيهم الجيش الحر الذي هو من أهل المدينة فكان يوجد أخبار ولكن هي أقرب إلى الإشاعات أو تكهنات وتحليلات أنه سيكون هناك حملة عسكرية ضخمة ستستهدف المدينة ردًا على ضرب الرتل الذي دخل المدينة، طبعًا هذا الشيء كان منطقيًا لأن داريا كانت قريبة من دمشق بمسافة جدًا قليلة، وأي نظام يجد مواجهة عسكرية في منطقة تعد جيبًا من جيوب العاصمة سيجد حلًا لها ولكن للأسف الحل يكون قتل الناس وليس المجابهة وليس البحث عن حل، وقبل المجزرة بيوم كان يوجد أخبار أنه يوجد عملية يتم التجهيز لها ويوجد تحركات وطبعًا كان يوجد استخبارات للجيش الحر نفسه، كان يوجد مجموعة على "فيسبوك" اسمها "درع الجيش الحر" حيث كانوا يراقبون تحركات النظام العسكرية والأمنية وفي القطع العسكرية والأمنية أو في الشوارع من أجل حماية الناس واسمها درع الجيش الحر من أجل حماية الناس وكانت خاصة بداريا طبعًا. وكان يوجد جهاز استخبارات تابع للجيش الحر يأتي بمعلومات ويوجد أشخاص من قلب المخابرات الجوية يسربون معلومات إضافة للمعلومات العادية يعني إذا كان يوجد موكب على مدخل المدينة يتم الكتابة على المجموعة فورًا وجميع الموجودين في المجموعة يعرفون فيأخذون احتياطاتهم الأمنية فورًا.

[بالنسبة للنزوح] لم يكن هناك نزوح يعني كان الكلام أنه ممكن يكون هناك عملية تمشيط للمطلوبين والمزارع التي بها الجيش الحر من أجل القضاء عليهم وهذا الذي كان متوقعًا ولكن الكارثة غير متوقعة. 

بدأ الاقتحام ثاني يوم، بدأ بقصف على أطراف المدينة ووسط المدينة وقبل المجزرة والاقتحام كان يوجد عمليات قصف على أطراف المدينة وأنا أذكر خلال عشرة أيام بدءاً من خروجي من المعتقل وبين بداية المجزرة هذه الفترة كان يوجد قصف على المناطق الشرقية من المدينة وكان يوجد إصابات، وأذكر حادثة بعض الشبيحة من مدينة صحنايا اعتقلوا 5 سائقي باصات على خط داريا دمشق وقتلوهم في رمضان قبل المجزرة، وكان يوجد محاولة ردة فعل عن الشيء الذي حدث، وكان يوجد ضبط نفس في الوقت نفسه، وكان يوجد دعوات لقصف المنطقة التي تم اعتقال الشباب بها.

الموجودون في صحنايا هم لجان تابعون للنظام لجان شعبية شكّلها النظام وسلّحها والنظام كان يحاول تشكيل لجان شعبية في الأماكن التي بها أقليات، وهذا الأمر قبل حمل السلاح، كان يشكّل لجانًا شعبية من أجل تخويفهم وزرع فكرة أن الثورة التي يتحدثون عنها هي ثورة مسلحين وإرهابيين فيجب أن تحموا أنفسكم وأنا سوف أسلّحكم وأحميكم، ويعطيهم رواتب، وفيما بعد انبثقت مليشيات من هذه اللجان من دفاع وطني وغيره، وفي ذلك الوقت كان يوجد لجان شعبية مشكّلة ويشبّحون على الناس (يؤذونهم) يعني مدعومون من النظام ويقطعون الطرق ويسرقون وينتقمون وإذا حدثت معهم مشكلة مع الجيش الحر ينتقمون من الناس، وأنا لا أعرف أسباب المشكلة التي حدثت حتى اعتقلوا سائقي الباصات ولكن في النتيجة حدث اعتقال مدنيين لا ذنب لهم وليس لهم علاقة بشيء كانوا أناسًا حياديين ذاهبين لرزقهم وقتلوهم، وفي ذلك الوقت أذكر كان خالي اسمه خالد الشعيب أبو علي كان قد خرج قبلي بيوم من المعتقل وتم اعتقاله لمدة 6 أشهر تقريبًا وهو من مؤسسي الجيش الحر في المدينة، وهو كان له علاقات سابقة من ناس من صحنايا بحكم أنه يوجد لديهم مزرعة في صحنايا، وتوجّه هو وبعض الناس باتجاه صحنايا والتقوا بأحد الوجهاء هناك واتفقوا على ضبط النفس وأن من قام بالجريمة هم ناس يريدون الإيقاع بين المدينتين بغضّ النظر إن كان النظام أو غير النظام ولكن يجب أن يتم استيعاب الموقف ولا يجب أن يكون هناك ردود فعل شعبية على هذه الجريمة والقاتل يجب أن يحاسَب يعني أصبح هناك تهدئة بالموضوع. 

نعود للمجزرة، بدأ الاقتحام في أول أيام العيد لا أذكر التاريخ ولكن أول يوم في عيد الفطر السعيد بدأ اقتحام المدينة من عدة أطراف منها المنطقة الشرقية، تمتد من الفرن الآلي باتجاه معضمية الشام أو الكورنيش الذي يؤدي إلى معضمية الشام باتجاه مطار المزة العسكري، وهذه يوجد بها بساتين داريا ويتوسطها طريق باتجاه دمشق ومن عدة مناطق، من هذا المحور بدأ اقتحام المدينة وأيضًا من جهة صحنايا المنطقة الجنوبية ومن الجهة الغربية للفصول الأربعة، يسمونها حاجز الفصول أو مفرق الفصول الأربعة، أيضًا على مدخل مدينة داريا وكان يوجد دبابات وعساكر وكان عدد المقاتلين في داريا في ذلك الوقت 100 شخص وليس أكثر، وتم اتخاذ قرار المواجهة، كان قائد الجيش الحر في ذلك الوقت أبو تيسير زيادة، كان مدعومًا ولديه كتيبة اسمها سعد بن أبي وقاص، ومحسوبة على كتائب الصحابة تجمع أنصار الإسلام وممولة بشكل رئيسي، كانت هذه التشكيلات في عدة مناطق، كان في داريا [كتيبة] سعد بن أبي وقاص وفي الغوطة كان يوجد كتائب أخرى: تجمع أنصار الإسلام كتائب الصحابة، والذي حدث في وقتها أنه تم اقتحام المدينة وتم اتخاذ قرار المواجهة العسكرية. 

وأنا هنا لم أبدأ بحضور الاجتماعات كنت في فترة راحة واستقبال للضيوف لم يكن لي أي نشاط كانت بعض التواصلات على "فيسبوك" وليس أكثر وفي هذه الفترة أنا كنت متابعًا المجموعات وأذكر مشهدًا، فتحت مجموعة "درع الجيش الحر" فكان الخبر أن الدبابات أصبحت عند دوار الباسل وكان اسمه دوار أبو صلاح وهو شهيد استشهد في أثناء المظاهرات تحت التعذيب في الاعتقال وتم تسمية الدوار على اسمه، وكان الخبر أن الدبابات وصلت إلى الدوار وبيني وبين الدوار يوجد تقريبًا مئات الأمتار يعني مسافة جدًا قريبة 1 كم وليس أكثر من ذلك، وتكلمت مع أهلي ونزلنا إلى قبو بنايتنا وكانت بنايتنا غير مكسوّة من الخارج كانت تبدو على العظم، ونزلنا جميعنا وجلسنا بها. عندما وصلت إلى باب البناء سقطت قذيفة على المكان الذي كنت أجلس به يعني في الطابق العلوي اخترقت السقف وسقطت في المنزل وهنا كان يوجد قصف على المدينة وأي عملية عسكرية يكون لها تمهيد بالقصف وبعدها يتم الاقتحام وأذكر في الحي الذي أسكن به كان يوجد مجموعة من الجيش الحر يقفون على مدخل الحي تم قصفهم بقذيفة هاون وتم إصابة المجموعة بكاملها وكان يوجد بتر لأعضاء واستشهد قسم منهم، والدبابات كانت في حالة تمشيط، بدؤوا بالدخول إلى المنازل وفي هذا الوضع جميع الناس التزموا ببيوتهم بالأقبية والملاجئ، ومن لا قبو لديه يذهب إلى قبو جاره يعني في الحي يوجد مثلًا 4 أقبية يكون جميع سكان هذا الحي في هذه الأقبية من نساء ورجال وأطفال. وأنا كنت أخرج وأدخل في الحي وكنت أشاهد سيارات الجيش الحر وكان العناصر يحملون قذائف آر بي جيه وذاهبون باتجاه مدخل المدينة حتى يقاوموا لأن الحملة لم تكن من محور واحد كانت من طريق الشام (دمشق) ومن طريق المعامل، وفجأة في ثاني يوم للاقتحام يتخذ قرار بانسحاب الجيش الحر وهنا كان النظام على الأطراف، لم يتم تمشيط المدينة يعني المدينة التي هي ضمن التنظيم لم يدخل عليها وإنما قصف وبعض الاقتحامات وبعض التمشيط على الأطراف والمزارع دخلها جميعها وبقي النظام موجودًا على الأطراف وفي ثاني يوم اتخذ قرار بانسحاب الجيش الحر.

لم يعرف أحد [بهذا القرار] لأنه كان يوجد بعض عناصر (من الجيش الحر) عندما لم يشاهدوا أحدًا ولم يكن يوجد لهم خط إمداد قاموا برمي السلاح بالحاويات وهربوا وخلال يومين دخل النظام على كل المدينة وقام بتفتيشها منزلًا منزلًا وحيًّا حيًّا، وكان يوجد إعدامات ميدانية وهنا كانت تأتينا الأخبار أنه في الحي الفلاني ولم يكن لدى الناس مجال للخروج من منازلهم في ذلك الوقت ولكن يوجد بعض الناس خرجوا وصوّرتهم قناة "الدنيا" على أنهم ناس مدنيون على مفرق شارع الثورة قسم منهم خرج بشاحنة صغيرة وهي تمشي على ثلاث عجلات اسمها "طرطيرة"، ومنهم بسيارات، وتمت تصفيتهم في مكانهم كانوا مدنيين من نساء وأطفال ويوجد مقابلة على قناة "الدنيا" كانت المذيعة تقوم بمقابلة مع طفلة في حضن أمها الميتة التي تعرضت لإطلاق النار وطبعًا كان هنا الجيش الحر قد انسحب وهم كانوا يطلقون النار على كل شيء أمامهم من بشر وحجر وجماد وحيوان وأثناء الاقتحام كان يوجد ناس يموتون بالقصف ويوجد ناس يصابون فيتم أخذهم إلى مستشفى ميداني والذي يموت في القصف يوجد بعض الشباب قالوا إن درجة الحرارة مرتفعة وممكن يصبح تعفّن للجثة أو تفسخ فيجب دفنهم فورًا وعند أخذهم الجثث إلى المقبرة لدفنها بدأ القصف على الشباب أثناء الدفن وكان يوجد إصابات وتركوا الجثث في مكانها وهربوا. 

أصبح هناك قتل مباشر للناس الذين يحاولون الخروج من منازلهم، طبعًا لا يوجد كهرباء فكنا قد شغلنا المولدة حتى تشحن "اللابتوب" في فترات قليلة. 

كان معظم الناس موجودين في الأقبية، وكان يوجد أخبار أنه تم تجميع الناس أو المعتقلين وتصفيتهم وإعدامهم جميعًا حتى هذا الشيء ظهر بعد المجزرة رأيناه في مقاطع مع عساكر حضروا المجزرة وصوروا كيف كانوا يقومون بقتل الناس صوّروا مشاهد وتم حفظ هذه المشاهد من قبل المكتب الإعلامي وتم توثيقها. 

كان يوجد قتل عشوائي للمدنيين كان أي شخص يخرج إلى الطريق من المدنيين يتم قتله وإطلاق النار عليه حتى يموت، ويوجد مقابلات لقناة "الدنيا" مع مدنيين قتلهم الجيش وقناة "الدنيا" تقول قتلهم الإرهابيون طبعًا لا يوجد أحد ما يقتل أهله وهذا كلام غير منطقي وغير واقعي أبدًا لأن الجيش الحر في داريا هو من أبناء داريا وهو انسحب ذهب باتجاه الغوطة الغربية واختبأ بالمزارع وأنفاق وأقبية، المهم أنه انسحب والمجازر بدأت بعد أن انسحب الجيش الحر. 

[أنا أسكن] في شارع الخولاني أذكر أن ابنة عم والدي ذهبت لتعمل في مستشفى ميداني يعني لتضميد الجراح وإلى ما هنالك وذهبت لترى جريحًا كان قد أصيب بقصف وهو مدني كانوا يذهبون إلى منزله ويضمدون له الجراح ويقدمون له العلاج وإذا احتاج لعلاج أكبر كانوا يتصلون بشخص ما ليأتي ويأخذه وإذا كان علاجه في المنزل يبقونه في المنزل، فخرجت ولم ترجع تأخرت حتى عادت ووالدها خرج حتى يبحث عنها كان عمره 70 عامًا وأثناء خروجه بالسيارة في شارع الخولاني رأوه العساكر وأطلقوا النار عليه واخترقت الطلقات السيارة ولكن لم يصب بأذى، ولكن فورًا أوقف السيارة وبقي في مكانه ولم يتحرك وجاؤوا إليه ورأوا أنه كبير في العمر ويلبس الشروال وأهانوه، وأنا كنت أسمع الصوت كنت في القبو ولكن يوجد فتحة صغيرة أراهم وأسمع صوتهم، صرخوا في وجهه وضربوه واعتقلوه لمدة نصف ساعة أو ساعة ثم أفرجوا عنه، وقال لنا إنه رأى الكثير من المعتقلين من الشباب وسمع، ونحن رأيناه بعد يومين، وبعد اعتقاله ذهب إلى منزله في الحي الذي بجانبنا وسمع أصوات إطلاق النار على ناس وكان الناس يصرخون. 

دخل [الجيش] إلى حارتنا وأظن لو أنهم يعرفون أن البناء الذي نسكن به ممكن يكون به أحد كانوا دخلوا إلينا لأنهم سألوا عن هذا البناء: هل يوجد به أحد؟ فقال: لا يوجد به أحد، نحن كان لدينا منزل منفرد عربي ولدينا بناء مقابل لمنزلنا ونحن جلسنا في البناء في قبو البناء وهي غير مكسوّة، نحن والجيران، وكان منزلنا فارغًا ودخل الجيش إلى المنزل وسرقوا بعض الأشياء وهربوا. 

وأذكر حدثت مجزرة قُتل بها 74 إنسانًا في قبو واحد جميعهم مدنيون منهم نساء وأطفال ورجال في منطقة داريا القبلية، والذي عرفناه أنه كان يوجد خبراء بلجيكيون عسكريون اعتقلهم الجيش الحر، لا أعرف كيف اعتقلهم وتم إطلاق سراحهم بعد الانسحاب، ولكن لا أعرف إذا أخذهم النظام أو ماتوا ولكن لا يوجد جثث [تدلّ] أنهم ماتوا، لأنه تم إحصاء جميع الجثث الموجودة في المدينة بعد خروج النظام والغالب أن النظام اعتقلهم وهم كانوا معتقلين في هذه المنطقة منطقة قريبة من القبو الذي حدثت به هذه المجزرة والنظام انتقم من هذه المنطقة وأعدم الناس الموجودين بها، دخل إلى القبو شخص واحد وقتل 74 شخصًا، هذا غير الإعدامات الأخرى في الشوارع والطرق والمنازل، يعني مثلًا تدخل إلى مدخل بناء فترى جثثًا لمدنيين ومدخل آخر ترى جثتين وعلى الطريق ترى جثتين وفي هذا القبو يوجد 74 شخصًا ميتين ويوجد شخص واحد نجا منهم وتكلم عن الذي حدث وقصته موجودة ونشرتها [صحيفة] "عنب بلدي"، وأظن يوجد فيلم للجزيرة [اسمه] "داريا أخوة العنب والدم"، أيضًا توجد شهادة هذا الشخص الذي نجا من هذه المجزرة. 

[تمشيط المدينة] استمر ثلاثة أيام العيد كان يوجد مشفى ميداني قريب من جامع الخولاني وقريب من جامع سكينة بنت علي بن أبي طالب وهذا يدّعون أنه مقام للشيعة ويوجد عليه خلافات كثيرة، وإذا بحثنا عن الأمر نجد كيف أن النظام زرع هذا الضريح وهو بالأساس ليس ضريحًا لشخص ما إنما لامرأة من داريا من آل لطيفة وأقام منه ضريحًا، وبعد 30 عامًا أصبح مزارًا وأصبح هناك أموال إيرانية من أجل إعمار هذا المزار وأصبح يأتي إليه السياح سياحة دينية يعني. 

كان يوجد مشفى ميداني قريب من هذا المكان يوجد فيديو موثق من عناصر الجيش السوري الذي دخل إلى المستشفى الميداني كانوا يدعسون على رؤوس المرضى ويشتمونهم وتم إعدام جميع من في المشفى الميداني، لا أذكر العدد ولكن مجمل من تم إعدامهم في مجزرة داريا الكبرى يبلغ 712 إنسانًا منهم 500 معروفون موثقون بالاسم والصورة و200 جثة مجهولة الهوية بسبب الفظاعة بالقتل، يعني يوجد جثة محروقة بشكل كامل ولا يوجد تقنيات [لمعرفة صاحبها] ويجب دفنها ويتم تصويرها وتوثيقها ودفنها. 

أثناء اقتحام النظام للمدينة دخل إلى مخفر مدينة داريا كان يوجد ضابط رئيس المخفر كان متعاونًا مع أهالي داريا يعني ليس مع الجيش الحر بشكل كامل وليس مع النظام وفي الوقت نفسه يساعد بتأمين شهادات وفاة يوجد مثلًا أحيانًا أشخاص من الجيش الحر قبل مجزرة داريا في أثناء معركة مع النظام استشهدوا وكان يلزم بعض الأوراق الثبوتية كيف استشهد وكيف مات ويجب القول إنها وفاة طبيعية ومن أجل أهلهم حتى لا يكون هناك تضييق أمني على أهلهم أو اعتقالهم، فكان متعاونًا بهذا الأمر مع المخاتير وكان يوجد إجراءات قانونية أو إدارية يسهّلها للناس في داريا، وبعد أن انتهت المجزرة دخل الناس إلى المخفر ووجدوا جثثًا ومنها جثة الضابط رئيس المخفر كانوا قد أعدموه ووضعوا (...) في أسفل ظهره. وهذه أحد المشاهد التي حدثت والنظام لم يوفر أي أحد في المجزرة أبدًا ومعظم من قتل هم من المدنيين، والنظام بعد ثلاثة أيام انسحب إلى أطراف المدينة وكان يوجد قنص، يعني الأخبار كانت تتوارد أن المنطقة الفلانية مقنوصة لا تقتربوا منها، عند المداخل في المنطقة الغربية بقي بعض العساكر المتمركزين وفي الليل لا يوجد حركة أبدًا والكهرباء منقطعة ولا يوجد أي محل يفتح أبوابه خلال ثلاثة أيام والطعام والشراب يعتمد على المدّخرات ولا نستطيع أن نقول عنها فترة حصار لأن الفترة جدًا قليلة ولكن يوجد منع تجول ليلًا ونهارًا، يعني أنا أذكر في اليوم الثالث كان هناك خبر لاقتحام المدينة مرة أخرى إعادة تمشيط ونزل أهلي إلى القبو ولأنه سمعنا عن مجازر حدثت في القبو قررت أن أخرج من المكان، لم تسمح لي والدتي بالبقاء والذهاب إلى أي مكان واتصلت بوقتها بخالي وأخذني بسيارة ووضعني في منطقة زراعية لا يوجد بها بناء أبدًا وكنت قريبًا من الأوتستراد طبعًا وسمعنا صوت الدبابات وهي تمشي وكان يوجد عساكر، وكان يوجد شخص معي مصاب وشخص آخر طبعًا سمعنا صوت العساكر يمشون ويتكلمون وانبطحنا بين الزرع لمدة ثلاث ساعات حتى تلاشت الأصوات وأظلمت السماء وتم الاتصال بنا أن الطريق أصبح آمنًا للرجوع ورجعنا. 

كانت ليالي سوداء ورائحة الدماء في كل مكان والقتل في كل مكان ولا تعرف من مات ومن بقي على قيد الحياة، كان مثل يوم القيامة، كان الإنترنت بالاعتماد على شبكة 3G. 

في اليوم الرابع خرج الناس والجيش كان منحسرًا وخرج من جميع مدينة داريا حتى من الأطراف انسحب وخرج الناس حتى يلملموا جراحهم.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/08/22

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدمجزرة داريا الكبرى

كود الشهادة

SMI/OH/15-07/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آب/ أغسطس 2012

updatedAt

2024/09/16

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-صحنايامحافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

تجمع أنصار الإسلام

تجمع أنصار الإسلام

كتيبة سعد بن أبي وقاص - داريا

كتيبة سعد بن أبي وقاص - داريا

قناة الدنيا الفضائية

قناة الدنيا الفضائية

سجن عدرا / دمشق المركزي

سجن عدرا / دمشق المركزي

اللجان الشعبية - نظام

اللجان الشعبية - نظام

الشهادات المرتبطة