ظروف الاعتقال داخل سجن عدرا المركزي والخروج منه برشوى مالية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:25:13:17
[حول] مشهد [حدث] في مدينة حمص بعد "مجزرة الساعة" أثناء التشييع، حيث مررنا من أمام مديرية المياه والصرف الصحي في المحافظة، وكان يوجد بعض الناس يحملون الحجارة يريدون ضرب نوافذ المديرية، كان نوعًا من التخريب أو من فورة الدم أو الغضب وستجد الكثير من الشخصيات منها المتطرفة والجاهلة والواعية وكان حراكًا شعبيًا كاملًا، وفي وقتها صعدنا على سور المديرية وشكّلنا حاجزًا بشريًا أمام السور من أجل منع الضرب وكان يوجد تنبيه ويوجد ناس يقولون إن هذه أملاك الشعب ونحن مشكلتنا مع المخابرات والجيش الذي يقتل الناس وليس مع مؤسسات الدولة وهذه المؤسسات يجب أن تبقى ويجب أن نحافظ عليها لأنها أملاكنا، وهذا المشهد حصل مثله الكثير في داريا، يعني أذكر أنني وقفت مع إسلام الدباس وأبو الخير الدباس (أبو إسلام) أمام مالية داريا من أجل منع ضرب الحجارة على مديرية المالية وأمام المخفر أيضًا من أجل منع الاعتداء على المخفر، يعني للمفارقة كان عناصر المخفر قد أغلقوا الباب على أنفسهم ويشاهدوننا من خلف الشبك خائفين، وبنفس الوقت نحن كنا واقفين وصنعنا حاجزًا بشريًا أمام باب المخفر والمظاهرة تمشي ويوجد بعض الأشخاص يوجّهون لهم بإشارات اليد تهديدات ولكن هي فورة دم لا تعبّر عن الخط العام الذي تمشي به المظاهرة، الخط العام والتنظيم والسور البشري هي الهتافات التي تخرج وكانت جميعها وطنية.
نعود إلى الاعتقال وفترة [سجن] عدرا، أنا عندما خرجت من المخابرات الجوية إلى [سجن] عدرا كان جسمي هزيلًا بسبب الإصابة وعدم وجود العلاج وانعدام أشعّة الشمس والحالة النفسية والتوتر والضغط والضرب، فوصلت وكان جسمي نحيفًا وفي [سجن] عدرا كانت ذقني طويلة وعندما أخذونا إلى الحلاق توقفت أمام المرآة وأنا منذ شهرين لم أر نفسي في المرآة ولم أعرف نفسي فظننت أن أحدًا آخر يقف جانبي، واستغربت من نفسي، كانت لحظات عادية ولكن الشعور والنفس أنني لست أنا وإنما شخص آخر وانتهيت من الحلاقة وجلست في الجناح في الغرف التي حددوها لنا وتعرفت على الناس وكان يوجد تلفزيون وكهرباء ويوجد خروج إلى باحة السجن كل يوم لمدة ساعتين صباحًا وساعتين مساء، وكانت الأمور جيدة نوعًا ما ويوجد اتصال وزيارات.
في إحدى المرات زارني أهلي على الشبك وكان بيني وبينهم شبكان بمسافة 20 سم وأنا كنت أمسك الشبك وأحسست أن رأسي أصبح ثقيلًا ولم أحس بشيء إلا والشرطي يضربني على وجهي حتى أصحو وكان يضغط على صدري لقد غبت عن الوعي، فأعطوني علاجًا وإبرة وعدت أكملت زيارتي وعدت إلى جناحي، وفي المساء أرسل لي رئيس قسم الطبابة اسمه عاصم ناصر كان ضابطًا [برتبة] نقيب، أرسل لي حتى أذهب إليه وذهبت إليه فقال: أنت إبراهيم خولاني؟ فقلت له: نعم، فقال: كيف صحتك؟ [فقلت:] الحمد لله تمام، وسألني إن كنت أتألم كان يطمئن عليّ وسألني عن دراستي وبدأ يتكلم معي أسئلة شخصية وارتحت معه، أحسست أنه يتودد لي وهذا الشخص بعد أن عالجني وصف لي فيتامين وبعض المسكنات وتوصّى بي، وقال: أي شيء تحتاج له تأتي إليّ، وقال لي: راجعني بعد أسبوع، ومرت هذه الفترة ولم أراجعه وتحسّنت صحتي كنت مصابًا بالكريب وقليلًا من ألم الرأس، وتحسنت، وأرسل لي خبرًا وذهبت إليه، فقال لي: لماذا لم تراجعني؟، فقلت له: لأنني تحسنت، وقال لي: ماذا تريد أو ماذا تحتاج فأنا جاهز ضمن الأطر القانونية، وبعد فترة أصبحت كلما أذهب إلى الحلاق أمرّ من أمام مكتبه ويراني ويدعوني فيقول: ماذا تريد أن تشرب شايًا أو قهوة؟ فأنا كنت أحس أنه مع الثورة وهو علوي اسمه عاصم ناصر وهو من حمص، كنت أحس أنه مع الثورة ولكنه لا يستطيع الكلام، وهو يعرف أنني [مع الثورة] لأنه سألني عن تهمتي فقلت له إرهاب مدينة، وتوقعت أن تكون ردة فعله سلبية تجاهي وبدأت تدور بعض النقاشات بيننا وكان لديه بعض الأثر لرواية النظام أنه يوجد مسلحون ومخرّبون، وفي الوقت نفسه كان يقول أكيد يوجد أخطاء من الطرف الثاني أن عناصر الأمن ليسوا ملائكة. وفي إحدى المرات أردت أن أعرف وجهة نظره وسألتُه: سيادة النقيب ما هو رأيك بما يحدث في سورية الآن وإلى أين نحن ذاهبون؟ وفي وقتها كان جوابه دبلوماسيًا وقال لي: يا إبراهيم الصور ضبابية والوضع معقد، وهذا الجواب وحده يدعك تعرف أنه ليس مع النظام وليس شرطًا يكون مع الثورة ولكنه متعاطف إنسانيًا مع الحالات التي تمر عليه، ويوجد شخص آخر من داريا اسمه حسام خضر دخل إلى [سجن] عدرا وكان مُدمى من المخابرات الجوية وعليه آثار تعذيب واضحة على قدميه وكان بحاجة إلى علاج وعندما رآه الطبيب سأله: ماذا تفعل في الممر ولماذا تمشي؟ وأخذ هويته ورأى أنها (أي تهمته) إرهاب مدينة، واختلفت طريقة كلامه مع الشاب وأصبح يتعاطف معه ويقول له: ماذا يؤلمك؟ وأدخله إلى المكتب وأعطاه علاجًا تمامًا كما فعل معي.
طلبت منه إدخال كتب إلى السجن وقام بإدخالها، وكان يوجد تسهيل لإدخال الكتب ولكن للمتظاهرين يوجد خط أحمر ولكن أدخلت الكتب عن طريقه حيث قال لي سجل الكتب باسمي وأنا أدخلها لك وفي اليوم الثاني وضعت الكتب باسمه ودخلت، وأرسل لي خبرًا لكي آخذ الكتب من عنده، وبعد فترة كنت في زيارة شبك خاص، حيث يكون هناك شبك واحد فقط، جاء أهلي لزيارتي وأثناء الزيارة كان يوجد شرطي يذهب ويأتي من جانبي ويكون مكتوب على يدنا 11 ونصف مثلًا 11 ونصف بدأت زيارتك، ويبقى العسكري يرى يدك حتى إذا أصبحت الساعة 12 ونصف ويقول انتهت الزيارة يعني مدة ساعة، وكان كل دقيقتين يأتي ليراني ولم يكن لي دقيقتين من بدء الزيارة، فقلت له: تعال إلى مكاني، وبدأ يصرخ، وأنا أيضًا علا صوتي عليه، وجاء ضابط مشرف وحلّ الموضوع، وكان والدي يصرخ على الشرطي أيضًا، فقال له: يا حجي اهدأ كان سوء تفاهم، وتم حل الموضوع وخرجت من الزيارة وسحبني الشرطي إلى التحقيق أنني أتهجّم عليه وهو شرطي عادي والضابط نفسه الذي قام بتهدئة الموضوع بأمر منه سحبني، وكان يوجه لي بعض الكلام وفي مفرزة التحقيق يريدون أن يقولوا إنني تهجمت على الشرطي وأنا لم أتهجم عليه وإنما قلت له لا تقف فوق رأسي، لأنه لم ينتهِ وقت زيارتي، وسجّلوا الكلام ودخلت إلى الجناح وبعد يومين يسحبونني أيضًا من الجناح حتى أوقع على أقوالي وتفاجأت أنه ليس من أجل التوقيع على أقوالي وانما لأجل إنزالي إلى المنفردة، كان قد صدر بحقي عقوبة وطبعًا [أنا] لا حول ولا قوة، ونزلت إلى المنفردة وبقيت ليلة وثاني يوم صباحًا طلبوني إلى المحكمة وأنا أعرف أن موعد محكمتي بعد 20 يومًا وهذا ليس وقتها، وتفاجأت ولبست ثيابي وذهبت معهم وطبعًا كانت المنفردات سيئة لأن الحمام في نفس المنفردة ويوجد صراصير وجرابيع (جرذان) ونضع البطّانية (الغطاء) في حفرة الحمام حتى لا يخرج علينا الجربوع، وتنام ويجب أن تتأقلم مع الوضع، وفي وقتها أخذوني إلى دوما لأجل موضوع الكلام مع الشرطي أقاموا عليّ دعوى، وفي دوما أنا قلت للقاضي إنه ليس لي علاقة والشرطي يتبلاّني (يظلمني)، أعتقد يريد مني نقودًا وأنا لا أريد أن يذكر هذا الأمر في التحقيق حتى لا يحدث عليّ شيء لأنني عندما أدخل إلى السجن سيصبح وجهه في وجهي ويتبلّاني في أكثر من أمر، فقال لي القاضي: أنت أين كنت؟ قلت له في المخابرات الجوية، وسجّل أقوالي وقال لي اذهب، وسألته ماذا سيحدث؟ فقال لي: اذهب لا يوجد عليك شيء، وخرجت ووصلنا إلى سجن عدرا وكانت دوما في وقتها غير محاصرة والدوائر موجودة ورجعت إلى سجن عدرا ورآني شرطي اسمه عهد فقال لي: أنت إبراهيم خولاني؟ فقلت له: نعم، وقال إنه البارحة تحرك كل السجن من أجلك، فقلت له: لماذا ماذا حدث؟ فقال لي: اذهب الآن، وأخذوني إلى المنفردات وبقيت 5 دقائق وخرجت لأنهم نادوا على الجميع بالخروج، ووضعونا جميعنا بجنزير وأخذونا إلى الأعلى إلى سجن عدرا وأفرجوا عنّا من المنفردات وعرفت فيما بعد أنه أصبح إضراب عن الطعام، عرفت أنه دخل الضابط مشرف الجناح وقال: من الذي أضرب عن الطعام حتى يلحق به إلى المنفردات؟ كان الإضراب لأنني نزلت إلى المنفردات، وقال مشرف الجناح: من يريد أن يضرب عن الطعام يسجّل اسمه حتى نأخذه إلى المنفردات؟ ووجد أنه 350 شخصًا من المتظاهرين في الجناح الأول جميعهم أضربوا عن الطعام وجميعهم يريدون تسجيل أسمائهم، ودخل إلى الغرفة رقم 6 كانت جميعها من المتظاهرين وجميعهم سجّلوا إضرابًا عن الطعام ودخل إلى الغرفة رقم 7، كان نصفها من المتظاهرين لأنه يوجد بها سجناء قديمون يعني جنايات وليس لهم علاقة بالمظاهرات وهؤلاء مصدومون بالواقع ومن الذي يحدث، وغير متخيلين أنه يوجد مظاهرات وثورة وغير متوقعين أن يحدث مثل هذا الأمر وأخذوا موقفًا حياديًا، وعندما رأى الضابط أنه يوجد كمية كبيرة من الناس يريدون الإضراب عن الطعام فقال لهم: اهدؤوا وهو لن يحدث له شيء وسيخرج. وخرج سنان آل رشي في وقتها، وقال له: نحن مستعدّون نفك الإضراب عن الطعام بشرط أن نقابل العميد، طبعًا مقابلة العميد إذا كان هناك من يريد مقابلته يجب أن يكون لديه عذر مبرر، العميد هو مدير السجن ويجب الانتظار شهرًا حتى تأتي المقابلة، فقال له الشرطي: الآن تقابل العميد ولكن يجب فك الإضراب عن الطعام ويجب أن تأكلوا وأعطاهم الخبز وأكلوا، وذهبوا إلى العميد وكان العميد دبلوماسيًا بعض الشيء وتكلم بكلام كثير أننا في مؤسسة واحدة ولكن أنا لن أكسر الأمر الإداري بإنزاله إلى المنفردات ولكنني سأصدر عفوًا عن جميع المنفردات، وأنا عندما خرجت عرفت بكل هذه الأمور واحتفل بي شباب الجناح بعراضة: "أهلًا وسهلًا باللي جاي والله حيّو".
العميد في وقتها اتخذ قرارًا آخر حيث منع دخول المتظاهرين إلى الجناح الأول يعني هو أفرج عني وعن جميع المنفردات ولكن يريد ضبط السجن أكثر من ذلك، كان يخاف من حدوث شيء أو تجمعات أو إضراب آخر ممكن أن يسبّب له مشكلة مع القيادة، وممكن المجتمع الدولي يتعاطف، في ذلك الوقت كنا في عام 2012، والقرار كان بعدم إدخال أي متظاهر إلى الجناح الأول وإدخال الجنايات بدل المتظاهرين إلى الجناح الأول فأصبح يأتينا مجرمون ولصوص ومزوّرون يعني جنايات عادية ليس لها علاقة بالثورة، وفي الوقت نفسه يوجد أشخاص يخرجون بإخلاء سبيل وأشخاص يذهبون إلى المحكمة وأشخاص يتحولون إلى سجن آخر فكان عددنا يخف وأصبح جدًا قليلًا، وخلال فترة أشهر قليلة كنا 350 متظاهرًا وفي يوم خرجت من سجن عدرا كان قد بقي 16 متظاهرًا وفي اليوم الذي خرجت من السجن تم دفع نقود إلى القاضي حتى خرجت وجاء شخص مع خالي حتى يأخذوني من باب السجن بسيارة، وفي ذلك الوقت كان والدي معتقلًا وأخي معتقل، أنا عرفت أن أخي تم اعتقاله أثناء وجودي في السجن وعرفت بوالدي بعد اعتقاله بـ 15 يومًا لم يخبرني أحد، كانوا متأمّلين بخروجه في اليوم التالي وعرفت أن أخي ووالدي معتقلان وخرجت من السجن كنت وحدي عند أهلي أنا ووالدتي وأختي.
دخلت إلى داريا بواسطة هذا الشخص الذي جاء مع خالي بالسيارة اسمه فيصل شمشان، وأول خروجي من السجن لم أصدّق نفسي، وضعت قدمي خارج السجن وهذا الموقف لا أنساه بحياتي يعني كنت أحلم أن أرى ما يوجد خارج السجن وبعد أن ركبنا بسيارته ومشينا الذي حدث أنني رأيت آثار قصف طبعًا كنا نسمع أخبارًا ونعرف أنه يوجد قصف بالهاون والمدفعية ونسمع أصواتًا من قصف دوما، آثار القصف التي رأيتها كانت في القابون على الأوتستراد وفي الشوارع عندما خرجنا من مخيم الوافدين الذي يقع بجانب عدرا ذهبنا إلى حاجز وهذا الشخص الذي يقود السيارة معه بطاقة أمنية واستطعنا أن نمر من الحاجز فقال لي إن الحواجز الأخرى لن نمر من أمامها وإنما من طرق فرعية ودخلنا بالطرق الفرعية ووصلنا إلى مدينة داريا وكان قد أصبح لي سنة وشهران لم أرَ المدينة، وعند وصولنا إلى داريا وعند الدوار توقفنا وكان يقف عند الدوار سعيد همر أبو زياد صدفة، هذا الذي قلت عنه إنه مدير المركز الثقافي، وأنا علاقتي به عادية ممكن يعرف اسمي وممكن لا يعرف ولكنه يعرف شكلي لأنني أتردد إلى المركز الثقافي منذ أيام المدرسة وألقى عليّ التحية وقبّلني وقال: الحمد لله على سلامتك وكيف حال صحتك؟ وأنا استغربت، فهو معروف أنه في صفّ النظام ومؤيد، يعني ماذا يحدث بعد سنة وشهرين؟ ماذا حدث هل أصبح مع الثورة؟ وهذا ما كنت أقوله بين نفسي، وسألت خالي: ما هو وضع أبو زياد؟ فقال لي: خائف على نفسه من الجيش الحر، وأنا سمعت أنه يوجد جيش حر وسمعت القصف ولكن من سمع ليس كمن رأى.
كنا نمشي في السيارة فقال لي خالي وهو كان من المساعدين للجيش الحر واعتقلوه ومات تحت التعذيب فيما بعد، وكان قلبه على شباب البلد ولكن ينتقد ويتكلم، وكان يوجد سيارة تحمل علم الثورة وأنا كنت مستغربًا، علم الثورة؟ لماذا ليس علم الدولة الذي كان في ذلك الوقت؟ يعني مجد خولاني استشهد وجميع صوره يوجد بها علم النظام [لم يكن قد خرج علم الثورة بعد].
ورأيت سيارة بها شباب ويحملون بنادق ومعهم علم الثورة فقلت لخالي: هل هؤلاء الجيش الحر؟ فقال لي: لا هؤلاء "الجيش الكر"، وأنا انزعجت وأنا مع السلمية ولكن كنت مفترضًا أثناء وجودي في سجن عدرا أن هؤلاء الذين حملوا السلاح هم يحملون روحهم على كفهم وهم أكثر الأشخاص المخلصين لأن هذا الشخص في أي لحظة ممكن أن يموت وهذا سيكون من أطيب الناس وليس لديه أخطاء ولا مظالم ولا اعتداءات ولا أي شيء، فقلت لخالي: ماذا يحدث ما الأمر؟ فقال لي: أنت الآن خرجت ستسمع الكثير من الأمور فيما بعد ستعرف، ووصلت إلى منزلي واستقبلني أهلي وجدي وجدتي والجيران وكنا في رمضان فطرنا وجلسنا وبعد صلاة العشاء بدأ الناس يتوافدون لزيارتي، وطبعًا في ذلك الوقت الناس جدًا يتوافدون ليطمئنّوا عليّ ويسألوني عن أشخاص آخرين: هل رأيت فلانًا؟ هل رأيت أخي أو ابن عمي أو والدي؟ وأنا معظم وقتي كان في [سجن] عدرا ولم أر أي أحد لأن الفترة ما بعد اعتقالي بشهرين أصبح المعتقلون يقضون وقتًا طويلًا في الأفرع الأمنية 5 شهور و6 شهور وسنة وأكثر، ويوجد ناس لم يخرجوا، وفي فترة اعتقالي كانوا يبقون شهرين ويخرجون أو ثلاثة شهور، وتفاجأت بكمّ كبير من المعتقلين يعني أكثر من 2000 معتقل وهذا العدد الكبير كان صدمة.
على مدخل منزل أحد أصدقائي نزلت قذيفة هاون وكانت من الحالات المعدودة لأنه لم يكن يوجد صدام عسكري على مستوى واسع، وأخبروني أنه في أول رمضان و[كنت قد] خرجت في الثلث الأخير من رمضان أخبروني في أول رمضان أنه كان يوجد موكب للمخابرات الجوية والجيش دخلوا إلى داريا من جهة المطار وتم ضرب الموكب بعبوات ناسفة ولم يخرج أي أحد من الموكب على قيد الحياة الجميع مات، وبعدها طوال شهر رمضان بقيت داريا لا يدخلها جيش وفي الوقت نفسه كان شباب داريا يحاولون تفعيل النشاطات المدنية يعني كانت أية فترة راحة من النظام يكون هناك فترة تفعيل للنشاطات المدنية، يعني حملة تنظيف شوارع سمّوها: "إذا البلدية لم تعمل فالبركة بالشباب"، وكان يوجد مظاهرات شبه يومية والحراك المدني يعمل، يعني تنظيف الشوارع، وكان يوجد دعوات لعدم استغلال هذه الفترة بتجاوز القانون والبناء على الشوارع أو استغلال الأملاك العامة.
الدوائر الرسمية كانت تعمل ولكن الدوائر الأمنية كانت غائبة وفي ظل غياب الدوائر الأمنية كان يوجد حالة أمن واستقرار موجودة في المدينة وفي هذه الفترة أيضًا كان الشباب الناشطون الذين يعملون في المجال الإغاثي يذهبون إلى عائلات المعتقلين والشهداء ويوزعون لهم مساعدات وكان يوجد "حرائر داريا" مثلًا هو تجمع نسائي كان يوجد تجمّعان أولهما اسمه "حرائر داريا" والثاني اسمه "ماجدات داريا"، كان [تجمع] "حرائر داريا" تابعين للجان التنسيق المحلية و"ماجدات داريا" تابعين لتنسيقية داريا، "الشعب يريد إسقاط النظام"، كان هكذا عنوان التنسيقية فكانوا يطبخون ويرسلون الطعام إلى عناصر الجيش الحر الذين كانوا يحمون المظاهرات وأنا جلست فترة بين خروجي من المعتقل وبين مجزرة داريا تقريبًا 9 أيام أو 10 وهذه الحالة كنت أمشي في الطريق أحاول ان أرى نفسي إذا كنت أعيش واقعًا أم وهمًا، يعني لست مصدّقًا أنني خرجت من السجن وأنا أمشي أقول بين نفسي: هل معقول أنه يوجد محلات وأبنية وحارات وشباب أراهم؟
[كانت] المجزرة في أول يوم العيد
عندما ذهب الموكب في أول رمضان كان النظام مقررًا على الأغلب الدخول واقتحام داريا.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/08/15
الموضوع الرئیس
التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدالاعتقال خلال الثورةكود الشهادة
SMI/OH/15-06/
أجرى المقابلة
إبراهيم الفوال
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2012
updatedAt
2024/09/25
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-مدينة داريامحافظة ريف دمشق-سجن دمشق المركزي (سجن عدرا)شخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
الجيش السوري الحر
الجيش العربي السوري - نظام
سجن عدرا / دمشق المركزي
تنسيقية مدينة داريا - الشعب يريد إسقاط النظام
تنسيقية داريا - لجان التنسيق المحلية
تجمع حرائر داريا