عمل المستشفى الميداني ومحاولات إدارة شؤون مدينة الباب
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:22:35:19
مستمرون في موضوع المستشفى الميداني: لأنني كنت شاهدًا عليه وموجودًا فيه ليلًا ونهارًا أنا ومجموعة من الشباب مثل عمار عثمان وحسان دبك ومصطفى أبلق ومحمد دبك وجمال سكيف وعبد الحميد وهب، يعني مجموعة كبيرة من الشباب المتطوعين.
طبعًا وجود الأطباء المصريين أعطانا الكثير من حجم العمل، فكان لابد من تنظيم عمل المستشفى بشكل أكبر، ونحن بدورنا أرسلنا خبرًا إلى حلب، وطبعًا في مدينة حلب كان يوجد عمليات عسكرية وكان الجيش الحر في بداية تحرير محافظة حلب، وأصبحت الإصابات تصلنا وأُخبِرنا أن كل العمليات يمكن أن يتم إجراؤها عندنا في المدينة، وطبعًا الأطباء الذين جاؤوا من الاتحاد (اتحاد الأطباء العرب) كان لهم دور كبير في معظم العمليات، وأذكر أنه في فترة توقفنا عن تحويل الجرحى إلى تركيا، وطبعًا جاء أول فريق طبي ومدة [بقاء] الفريق 20 يومًا أو 15 يومًا وبعدها يذهب ويأتي فريق آخر، يأتون من اتحاد الأطباء العرب، وحتى إن الفريق الثاني كان فيه اختصاصات أكثر من الفريق الأول، وأذكر أنه كان فيهم الطبيب الشخصي لحسني مبارك، كان موجودًا عندنا، وطبيب ثانٍ كان بروفسورًا في جامعة القاهرة أيضًا كان موجودًا، وطبعًا اتحاد الأطباء العرب هم يذهبون إلى المناطق التي يوجد فيها عمليات عسكرية وبحاجة إلى أطباء، يعني إلى المناطق الحربية، وبعض الأطباء ذكر لنا أنهم شاركوا في غزة في إحدى هجمات إسرائيل على غزة وكانوا موجودين هناك.
النقطة التي لابد أن تُذكَر أن أحد الأطباء طلب منا؛ وفي هذه الفترة بدأ النظام يقصف المدينة بالطيران، فكان قصف المدينة بالطيران الحربي من مطار كويرس سواء بالصواريخ أو الرشاشات، فازداد عدد الإصابات يوميًا وخلال كل شهر رمضان كانت تأتينا إصابات كثيرة يعني كل يوم يوجد قصف وحتى إنه أصبح له موعد، في الساعة 6:00 صباحًا يخرج الطيران ويقصف المدينة، ومن خلال القصف هُدمت بنايات كاملة، وأذكر أن إحداها كانت لشريكي وقريبي في العمل عبد الجواد سكر، وأذكر أنه في أول ضربة سقطت بنايته وسقط فيها عدد من الشهداء من عائلة الظاهر وهي عائلة كاملة، ومن عائلة مروان رجب، وطبعًا عوائل كاملة اندثرت نتيجة قصف الطيران، وبعض الجثث كانت تصلنا إلى المستشفى على شكل أشلاء، وأنا رأيتها بعيني يعني بدون رأس وبدون شيء كانت تصلنا.
استمر النظام بالقصف، وأحد الأطباء المصريين قال: لماذا لا تفعلون كما كنا نفعل في غزة؟ فقلنا له: وماذا كنتم تفعلون في غزة؟ فقال: نحن عندما نكون في المستشفى يعني على سطح المستشفى نضع إشارة الهلال الأحمر وإشارة الصليب الأحمر حتى يدل أن هنا يوجد مستشفى حتى لا يقصفه الطيران الإسرائيلي، وقال: إن الطيران الإسرائيلي عندما يشاهد إشارة لوجود مستشفى فلا يقصفه.
فبدأنا نحن نضحك، فقال: لماذا تضحكون، فقلنا له: نحن هنا لدينا العكس وإذا وضعنا إشارة فهي تصبح نقطة علام حتى يقصفنا النظام، ولاحقًا حصلت مجازر كبيرة وأحيانًا يضطر الطاقم في رمضان.. وتقريبًا النظام من بعد العصر يبدأ بالقصف حتى ساعات متأخرة من الليل، وأذكر أن الناس الصائمين لا يستطيعون الإفطار لأنه كان يتركز القصف قبل الإفطار حتى فترات متأخرة من الليل، وحصلت الكثير من المجازر وسقط الكثير من الشهداء في هذه الفترة وكنا نوثق الشهداء والجرحى الموجودين الذين يصابون ويتم إدخالهم إلى المستشفى أو إسعافهم أو الشيء الذي كنا نقدمه لهم إلى أن قَصف المستشفى، يعني في يوم من الأيام قصفت المستشفى من قبل النظام وتدمرت غرفة العمليات، وفي وقتها قررنا تغيير مكان المستشفى وحاولنا أن نفكر في مكان معين يكون بعيدًا عن المدينة ولا يكون ضمن منطقة سكنية أو مأهولة لأن النظام سوف يقصف المستشفى، وكان قصف النظام أعمى يعني إذا أراد استهداف المستشفى فإنه سوف يطلق عشرة قذائف حول المستشفى حتى تتم إصابة المستشفى نتيجة أنه سلاح تجريبي وقديم، فكان يجرب على الشعب كل السلاح.
قُصفت المستشفى في هذه الفترة وانتقلنا بعدها إلى مزرعة هي للعماد حكمت الشهابي، وهي بعيدة عن البلد ولا يوجد حولها سكن، وكانت محصنة بشكل جيد، وهي عبارة عن قبو وطابق علوي بتسليح جيد جدًا، فقررنا أنها مناسبة لعمل المستشفى الميداني، وكانت تستقر في المزرعة إحدى الكتائب فأبلغناهم أنها سوف تكون مستشفى ميدانيًا، فقاموا بإفراغها وجهزنا المستشفى الميداني ونقلنا المعدات والأجهزة إلى المستشفى الجديد.
في المستشفى الجديد أصبحت إمكانيات الشباب جدًا ممتازة والخبرة أصبحت جدًا ممتازة بحكم أنهم كانوا يعملون مع الأطباء مباشرة، وحتى إنه يوجد الكثير من الشباب لم يدرسوا الطب ويوجد أحد الشباب كان يعمل نجارًا أو دهانًا فأصبح لديه خبرة أكثر من الممرض، وهذا بسبب كثرة العمل، يعني كنا أحيانًا نعمل بشكل متواصل 10 أو 15 ساعة.
المستشفى الميداني كان قائمًا من الأدوية التي كانت موجودة في المستشفى الوطني والمعدات التي كانت موجودة في المستشفى الوطني وبعض التبرعات البسيطة التي تصلنا من بعض المنظمات أو السوريين في خارج سورية، ولم نكن نحتاج شيئًا من أحد وحتى أهالي المدينة كانوا يتبرعون بالأدوية وكل الطاقم كان يعمل بشكل مجاني بدون تقاضي رواتب أو أجور، ولاحقًا بدأت تتواصل معنا المنظمات مثل أطباء بلا حدود الذين في هذه الفترة أنشأوا مركزًا في مدينة قباسين وكانوا يعملون بطريقة معينة مثل العيادات وغيرها، ونحن في المستشفى لم يكن لدينا عيادات وخاصة في أوقات القصف والإسعاف لم نكن نستقبل أبدًا إلا حالات الإصابات وأحيانًا عندما ينقطع او يتوقف القصف عن المدينة ليومين أو أربعة أيام كنا نستقبل المرضى العاديين بما أنه لدينا أطباء من كل الاختصاصات.
القصف على المدينة بدأ يستمر بشكل أكبر في هذه الفترة حتى يضغط النظام على الحاضنة الشعبية للجيش الحر، وفعلًا حقق النظام الكثير من أهدافه بهذا الشيء فأصبح الناس يقولون للجيش الحر لماذا تجلسون داخل المدينة وعليكم أن تخرجوا ونحن يتم قصفنا بسببكم، وحتى الحاضنة الشعبية للجيش الحر بدأت بالتناقص وأحد الأسباب هو السبب الذي ذكرته وأسباب أخرى هو دخول الكثير من الأشخاص الفاسدين مع الجيش الحر لم يكن هدفهم هو الثورة أو تحقيق أي نجاح للثورة، وكان هدفهم سرقة الناس وأعتقد منهم الكثير من المؤيدين للنظام انضموا إلى صفوف الجيش الحر للإساءة للجيش الحر فكانت هذه الظاهرة قد بدأت بالازدياد خلال هذه الفترة، وحتى إنه بدأت تظهر عصابات تسرق الناس على الطرقات أو تخطف أشخاصًا ويدعون أنهم من الجيش الحر، فهذا كان له تأثير جدًا سلبي على الجيش الحر من ناحية الحاضنة الشعبية وأصبح يوجد فرق كبير، يعني كان يوجد تأييد للجيش الحر بنسبة 80 أو 90% فنزلت إلى نسبة 30% فقط.
النظام كان ينشر الكثير من الإشاعات في المدينة وعندما النظام يقصف المدنيين أو يقصف منزلًا وطبعًا كان معظم الشهداء مدنيين، لأن الجيش الحر كان يتحصن في أماكنه ومواقعه، ومعظم الإصابات كانت من المدنيين، والنظام يقصف بشكل عشوائي، وكان الأشخاص التابعين للنظام يروجون وينشرون إشاعات أن المكان الذي قصف هو مستودع سلاح أو المكان الذي تم قصفه كان فيه دبابة أو كان فيه سلاح ثقيل على السطح ولأجل ذلك قصفه النظام، وكان يوجد فئة من الشعب مؤيدة للنظام كانت تقتنع بهذا الكلام بحكم أنه لا يوجد لديهم اطلاع كثير على موضوع الجيش الحر والثورة والمواجهة التي [كانت] تحصل بين النظام والشعب، يعني هم متنحون عن المشاكل ولكن لاحقًا اكتشفوا أن هذا كذب وكل ما قاله النظام عبارة عن كذب بسبب أن أقرباءهم أو هم أنفسهم تم قصف منازلهم وقصف أقربائهم وقتلهم، فنوعًا ما بدأ الشعب يتغير باتجاه [عدم] قبول إجرام النظام.
في المدينة كان يوجد الكثير من المواقع للجيش الحر الموجودة في المدينة لعدة فصائل وقوى موجودة، ولاحقًا بدأ يحصل تنازع بين الجيش الحر وخلافات بسيطة وتتطور بحكم وجود السلاح العشوائي، حيث انتشر السلاح بشكل عشوائي جدًا في المدينة فكانت تحصل منازعات كثيرة بين فصائل الجيش الحر، وهذا يؤدي أحيانًا إلى سقوط قتلى بالإضافة إلى القصف الذي يحصل من النظام، وطبعًا كان بنسبة قليلة مقارنة مع القتلى بسبب قصف النظام.
حتى هذه المرحلة كانت تصلنا إصابات من حلب، وأذكر إحدى الإصابات وصلت سيارة نوع سوزوكي فيها 7 أو 8 جثث، وأذكر أننا صلينا عليهم وهم في السيارة، ودفناهم في المقبرة بشكل جماعي بسبب عدم توفر قبور، وأذكر أننا دفنا كل شخصين أو ثلاثة في قبر واحد من النساء والرجال والأطفال، وقال لنا الشخص الذي أسعفهم أن النظام استهدفهم بالقرب من منطقة المواصلات على مفرق الشيخ نجار، وأطلق النظام عليهم النار من السلاح المتوسط أو الثقيل لأن الإصابات كانت تخترق الرأس أو نصف الجسم منفصل يعني كان مشهدًا حزينًا جدًا.
الكثير من الإصابات والمجازر شهدتها مدينة الباب، لاحقًا قُصف المستشفى الميداني، وهذه المرة قُصف المستشفى الميداني بشكل عنيف جدًا أكثر من القصف السابق بحكم أن المستشفى كان ظاهرًا جدًا للطيران وبعيدًا عن المدينة تقريبًا 1 كيلو متر والطيران أخذ حريته بالقصف، وأذكر أنه تم قصفه بـ 12 صاروخًا أو 13 صاروخًا واستطاع أن يخرق الأسقف المتعددة للمستشفى ويخترق القبو الذي كان فيه جرحى، وطبعًا أنقذنا وأخرجنا الجرحى بالإضافة إلى الشهداء الذين سقطوا في القصف خلال الغارة التي تم تدمير المستشفى فيها، وفي هذه الغارة تم تدمير المستشفى وخروجه عن الخدمة وسقوط الكثير من الشهداء.
خلال هذه الفترة كان القصف مستمرًا على المدينة ونحن حاولنا تشغيل المستشفى الوطني بحكم وجوده في مكان جيد ومرتفع، وبحكم تحصينه الجيد ويمكن أن يقاوم الكثير من ضربات النظام، والمستشفى الوطني مكون من طابقين أو ثلاثة، والطوابق المتعددة تحمي من القصف المدفعي وقصف الطيران، وطبعًا ليس من جميع القصف ولكن من معظم الأسلحة التي كان يستخدمها النظام يعني يمكننا أن نعمل في الطوابق السفلية وفعلًا تم تجهيز المستشفى ورغم ذلك كان يصلنا جرحى بشكل كبير إلى المستشفى.
في هذه الفترة انقطع عنا اتحاد الأطباء العرب بسبب القصف الذي حصل على المشفيين، ويبدو أن اتحاد الأطباء العرب أخذوا قرارًا بألا يرسلوا أطباء إلى المدينة لأن حياتهم معرضة للخطر لأنهم يقصفون ضمن المستشفى.
حاولنا إنشاء مستشفى إسعافي جديد وأنا بالنسبة لي وإدارة المستشفى رفضنا إنشاء مستشفى في المركز الثقافي الذي لاحقًا تحول إلى مستشفى في مدينة الباب على اعتبار أننا سوف نعرض حياة الناس الموجودين للخطر، وسوف يقصف النظام حول المستشفى وسوف نعرض حياة الناس للخطر وفعلًا لاحقًا هذا ما حصل ورفضنا إنشاءه هنا، وأنشأنا مستشفى صغيرًا وهو عبارة عن قبو من غرفتين وأسعفنا إليه بعض الحالات الباردة ولاحقًا تم إغلاقه، وقامت مجموعة حصل خلاف بيننا وبينهم، وهم كانوا يريدون إنشاء مستشفى ونحن رفضنا مشاركتهم بالمستشفى الذي كان في المركز الثقافي للأسباب التي ذكرتها، وفعلًا لاحقًا قُصف المستشفى وما حول المستشفى وسقط الكثير من الشهداء حول المستشفى، وقصف المستشفى نفسه وهو يقع في وسط المدينة وسقط أطباء من داخل المستشفى ومنهم طبيب يمني وأطباء من خارج سورية سقطوا شهداء في المستشفى ويوجد أشخاص يعملون ممرضين سقطوا أيضًا شهداء.
[فيما يخص موضوع ثانوية] الزراعة تأخرت عن تحرير المراكز الأمنية الموجودة في المدينة بحكم أنها تبعد 2 كيلو متر عن المدينة وحصنها النظام بشكل جيد وفيها ترسانة من الأسلحة وكان فيها دبابات وأسلحة ثقيلة مثل الدوشكا، وفيها عناصر من الجيش بعدد كبير ويحصنون أنفسهم جيدًا، فهي بناء مدرسة وأقاموا حولها تحصينات كبيرة، والمنطقة التي حولها مكشوفة نوعًا ما فكان من الصعب على الجيش الحر أن يستطيع تحريرها وخاصة أن عناصر الجيش رفضوا الانشقاق وتسليم أنفسهم إلا بعض العناصر الذين كانوا يتواصلون مع الجيش الحر وينسقون حتى يستطيعوا الانشقاق، لأن بعض العناصر المسيطرين وقادتهم كان يمكنهم أن يقتلوهم إذا علموا أنهم سوف ينشقون، وفعلًا بعد عشرة أيام حتى استطاع الجيش الحر تحرير الزراعة بعد حصار طويل وسقوط شهداء، وكان النظام لديه قوة كبيرة ولديه مدفعية فكان يقصف أطرافهم بالمدفعية ويسقط شهداء من الجيش الحر إلى أن استطاع الجيش الحر التنسيق مع عناصر داخليين، واستطاعوا أن ينشقوا ويقدموا بعض المعلومات التي استفادوا منها في تحرير الزراعة وهرب قسم كبير من العناصر والقياديين والضباط باتجاه محافظة حلب، وتحررت الزراعة بعد عشرة أيام وذكرنا لاحقًا أن المدينة ارتاحت من القصف ولكن النظام بدأ يقصف المدينة بالطيران الذي ينطلق من مطار كويرس.
النشاط السلمي استمر بشكل منظم أكثر وبشكل مريح أكثر، يعني لم يبق لديك… وخاصة في الأيام الأولى لتحرير المدينة يعني أذكر في يوم تحرير الزراعة أن بعض الأسلحة التي اغتنمها الجيش الحر من الزراعة كانت دبابة ودخلت الدبابة إلى داخل المدينة واجتمع الناس بالألوف حول الدبابة وتحولت إلى مظاهرة واقتصرت المظاهرات لاحقًا على يوم الجمعة بسبب انتقال الثورة إلى مرحلة جديدة من التسليح ومرحلة من التحرير، فاقتصرت المظاهرات على يوم الجمعة وكانت تتنظم المظاهرات بعد الصلاة وتستمر المظاهرة لفترة نصف ساعة أو أكثر وتهتف الهتافات المطلوبة والشعارات المطلوبة وكان الحراك السلمي موجودًا وفي البداية كان ينضم لها أعداد كبيرة ولاحقًا أصبحت تتناقص الأعداد بسبب آراء الناس التي تقول لم يعد يوجد فائدة للمظاهرات والمدينة تحررت ولا يوجد داع للمظاهرات، والأعمال تحولت إلى أعمال عسكرية وطبعًا هذا كان رأي شريحة كبيرة من الناس إلا القائمين والمنظمين، فكانوا يشاركون ويعبرون عن رأيهم وأهدافهم في المظاهرات.
في هذه الفترة الشباب المنظمون والشباب الذين كانوا ينسقون مع الجيش الحر أو ينسقون مع باقي الفعاليات في المدينة بدأوا يشكلون منظومة لإدارة المدينة والتي سميت المجلس المدني في تلك الفترة وهو نفس المجلس المحلي الذي تم تسميته لاحقًا وكان اسمه مجلس المدينة وهو عبارة عن مجلس مدني لإدارة شؤون المدينة وإدارة شؤون المدنيين وتأمين احتياجاتهم، وفعلًا استطاعوا باستمرار تقديم الخدمات الأساسية للمدينة مثل الماء والكهرباء والطحين، وطبعًا وضعوا خطة للجيش الحر حتى يحاولوا تنظيم المدينة بالحواجز والتفتيش على أطراف المدينة وقاموا بتأمين الكثير من الطحين والمحروقات وكان يوجد محروقات موجودة في منطقة الزراعة آلاف البراميل كان يتم توزيعها على الأفران ويتم توزيع الطحين والخبز بالسعر المدعوم لجميع المواطنين وحتى إنهم أنشأوا محكمة لفض النزاعات بين الناس ولاحقًا دخلها اختصاصيون ومحامون وحقوقيون ومشايخ.
طبعًا على الأرض بدأت تظهر عدة فصائل أو عدة ولاءات وعدة أفكار والكل يعرف أنه في هذه المرحلة كانت "جبهة النصرة" متواجدة في كل الأماكن بالإضافة إلى "لواء التوحيد" وتشكل "لواء الأمويين" الذي هو لاحق عن "كتيبة أبو بكر" وأصبح اسمه "لواء الأمويين" بشكل أوسع و"لواء التوحيد" كان له أكبر شريحة موجودة عددًا في كل حلب، وكانت الفصائل التي تشترك في قيادة المدينة كانت تتفاهم فيما بينها، يعني كل فصيل يكون له مشاركة في قيادة المدينة أو المجلس المدني، وطبعًا ليس العسكريون، يعني في المجالات المدنية يتم إرسال بعض المدنيين، وفي المجالات العسكرية وحتى المحاكم، وفي تلك الفترة أطلقت لدينا المحاكم الشرعية أو الهيئات الشرعية فكان الجميع له مشاركة فيها ويرسلون قضاة من عندهم وكل الفصائل ترسل قضاة من عندها، وطبعًا هذا كان شيئًا سلبيًا في النهاية ولم يتم عزل المحاكم أو القضاء، وكان يتم تسميته بعدة مسميات وكل فصيل إسلامي يريد أن يسمى على اسمه، وكل فصيل ليس إسلاميًا يريد أن يسمى على اسمه، فبدأت تظهر الخلافات في هذه المرحلة بين ما يسمى الإسلاميون وغير الإسلاميين، والإسلاميون هم "جبهة النصرة" وغيرها في تلك الفترة الذين حاولوا إعطاء الصبغة الإسلامية للثورة، ويوجد فئة ثانية تقول إنها ثورة شعب ونحن لسنا بحاجة حتى نؤدلجها أو نتجه باتجاه معين، لأنه يشارك فيها من كل أطياف الشعب السوري ولا يوجد داع أن نتجه باتجاه معين يجلب على الثورة السورية الويلات لاحقًا، وفعلًا هذا ما حصل لاحقًا.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/04/01
الموضوع الرئیس
النشاط الطبي في الثورةكود الشهادة
SMI/OH/77-17/
أجرى المقابلة
بدر طالب
مكان المقابلة
الباب
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2013-2014
updatedAt
2024/08/14
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-مدينة البابشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
أطباء بلا حدود
الجيش السوري الحر
الجيش العربي السوري - نظام
لواء الأمويين - الباب
جبهة النصرة - حلب
مطار كويرس العسكري (رسم العبود)
اتحاد الأطباء العرب
الفرقة 50 - أحرار التوحيد