الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

معركة تحرير البوكمال وما سبقها من إعداد عسكري ومدني

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:15:02:23

الإجراءات التي تمت قبل تحرير البوكمال، كان الجيش الحر جادًا وعازمًا من أجل تحرير البوكمال وخاصة بالتزامن مع تصاعد الحملة العسكرية فكان أول عمل هو السيطرة على المعبر الحدودي القائم [من طرف] البوكمال لتأمين جنوب المدينة؛ لأن [المعبر من طرف] العراق مُسَيطر عليه أيضًا من قبل جهات غير داعمة للجيش الحر، بالإضافة إلى السيطرة على أغلب المخافر الحدودية في الشامية والجزيرة، وأيضًا ساهم الجيش الحر في انشقاق حوالي 18 نقطة عسكرية ومركز هجانة (حرس الحدود)، الكثير من الناس (العساكر) انشقوا وبينهم رتب عالية وصف ضباط ومجندون وتم تأمينهم إلى مناطقهم وبعضهم آثر الانضمام إلى الجيش الحر والقتال في معركة تحرير البوكمال ومعارك أخرى بعد التحرير.

كان أيضًا لابد من تخزين المواد الإغاثية والغذائية خوفًا من حصار المدينة والكثير من المواد تم تأمينها في مخازن ومستودعات لأنه بقي في البوكمال أكثر من 30% من السكان، ونحن نعرف أنه في هذه الفترة بدأ سكان المدينة بالهجرة يعني منذ تحرير المعبر الحدودي بدأ التهجير وفرغت المدينة تقريبًا ولم يبقَ فيها إلا 30 أو 40% من السكان.

أيضًا هناك أمر آخر، أن الجيش الحر بدأ يعمل بالتنسيق مع الفصائل العسكرية خارج المدينة وكان تنسيقًا مع لواء جعفر الطيار والتنسيق مع لواء أهل الأثر والتنسيق مع الفصائل داخل المدينة استعدادًا للمواجهة الكبرى وتأمين السلاح وأكبر دلالة هو تحرير ثكنة الهجانة بتاريخ  24 آب/ أغسطس 2012. وأنا لا زلت أذكر هذا اليوم وأنا كنت موجودًا في مسجد الرحمن وعندما سلم الإمام انطلقت التكبيرات المدوية إعلانًا بتحرير ثكنة الهجانة وسط هتافات وخرجت مظاهرة من هذا المسجد، وكانت تردد أيقونة الثورة: "الشعب يريد إسقاط النظام".

بعد أسبوع أيضًا تم تحرير كتيبة الدفاع الجوي بتاريخ 31 آب/ أغسطس 2012 والاستيلاء على مجموعة من السلاح وعدد من مدافع الهاون وسيارات الزيل كلها استعدادًا لمعركة البوكمال التي قد تطول.

المربع الأمني يقع في شمال المدينة ويضم مقرات النظام وخاصة المفارز الأمنية وشعبة الحزب والدوائر الرسمية، وهذا هو المربع الأمني وهو على مسافة 200 متر طول و200 م عرض وهذا هو المربع، وهو يقع في شمال المدينة وهو كان يسيطر على الوضع داخل المدينة لأنه ليس من مهام مفرزة الأمن العسكري فقط الأمن العسكري، وإنما كانت تقوم بقصف المدينة من هذا الوكر.

المربع الأمني أغلبه من قوات الأمن وعندنا أيضًا مطار الحمدان العسكري الذي يتواجد فيه الجيش الذي جاء إلى المدينة منذ عام 2011 بقيادة اللواء بدر بدر يعني يوجد عندنا جيش متمركز في مطار الحمدان وهو يعتبر معبرًا للطائرات المروحية، وعندنا أجهزة أمنية تمثلها مفرزة الأمن العسكري والجوية والمدنية وشعبة الحزب (حزب البعث) وبعض الدوائر الرسمية المتعاونة معها.

طبعًا اقتحم الثوار المربع الأمني الذي يمثل هذه المقرات التي ذكرتها بالإضافة إلى حاجز الجسر في فجر يوم الجمعة بتاريخ 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 واقتحموه من عدة محاور من محور الجيش الحر حي الجمعيات ومحور الفرن الآلي ومحور الشارع العام، يعني أطبقوا الحصار على المربع الأمني من كافة الجهات باستثناء الشمال مفتوح باتجاه مطار الحمدان والذي يعتبر الداعم الرئيسي للمربع الأمني، واحتدمت المعارك في المربع الأمني تقريبًا لتسعة أيام بلياليها وتدخلت كافة أصناف الأسلحة وخاصة من قبل النظام مثل: الطيران الحربي للنظام والطيران المروحي والدبابات وعربات "البي أم بي" والذي أوقف الهجوم وعرقل هجوم الثوار في البداية هو أن النظام قد نشر القناصة على أسطح المنازل والأسطح العالية في دائرة الزراعة وشعبة الحزب وفي مفرزة الأمن العسكري وعلى مئذنة جامع عثمان بن عفان واستشهد الكثير من الثوار، ولكن الإرادة كانت حازمة بالسيطرة على المربع الأمني، وتمكن الثوار من قتل عدد كبير من القناصة وأسر عدد منهم، وأنا كنت شاهد عيان عندما تم أسر عدد من القناصة في مستشفى عائشة الخيري واطلعنا على الأسرى واطلعنا حتى على المقتولين الذين تم دفنهم بدون التمثيل بجثثهم وتمكن الثوار من قطع طريق الدعم الذي يربط ما بين الجسر ومفرزة الأمن العسكري عن طريق مطار الحمدان وتمكنوا من قطعه نهائيًا في يوم الخميس بتاريخ 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 وتمكنوا من إعلان السيطرة على المربع الأمني وحاجز الجسر وهروب كافة العناصر سواء من حاجز الجسر أو من مفرزة الأمن العسكري أو المفارز الأخرى وهربوا بشكل جماعي إلى البساتين وأغلبهم هرب إلى مطار الحمدان العسكري الذي تجمع فيه الهاربون.

الثوار في الحقيقة تمكنوا من قتل عدد من القناصة في مفرزة الأمن العسكري وخاصة أهم شخصية أمنية يعتبر في ذلك الوقت المساعد أول ثائر قسومة، وحتى رئيس المفرزة العقيد غسان قد هرب إلى مطار الحمدان والثوار سيطروا على كامل المفارز وليس فقط مفرزة الأمن العسكري، وأخذوا كل هذه الوثائق وتم الاطلاع عليها ومعرفة المخبرين ومعرفة الجواسيس، ولكن لم يتوقف الثوار عند هذا الحد وإنما تابعوا تقدمهم باتجاه مطار الحمدان العسكري، وجرت معارك شرسة وتمكن الثوار من السيطرة على هذا الموقع العسكري الذي يعتبر مهبطًا للطائرات المروحية ووكرًا لقصف المدينة يعني هذا الوكر قصف المدينة خلال أربعة أشهر بأكثر من 4000 قذيفة وقتل [أكثر] من 250 شهيد وجميعهم مدونون وأكثر من 600 إعاقة وجريح.

الثوار في كل هذه المعارك التي دارت خلال تسعة أيام قدموا عشرات الشهداء، ولكن لم يتوقف القتال عند مطار الحمدان وإنما تابع الثوار زحفهم باتجاه منطقة  الثلاثات باتجاه بادية البوكمال لأنه أيضًا هربت قوات النظام من منطقة الحمدان باتجاه بادية البوكمال فلاحقهم الثوار، لاحقوا فلول النظام المنهزم، وتدخل الطيران السوري الحربي والمروحي فأوقف هذا الهجوم وخلال هذا القصف الجوي استشهد الكثير من الثوار، واستطاع النظام تأمين غطاء لقواته بالانسحاب وانتشال الجثث والجرحى وترك العديد من الآليات في أرض المعركة وتوجه هاربًا باتجاه المحطة الثانية.

أنا كنت أحد أعضاء المجلس المحلي وحضرت وقائع معركة تحرير البوكمال بحذافيرها، وكان للمجلس المحلي والحاضنة الشعبية دور رائد في دعم الثوار دعمًا لوجستيًا ودعم الثوار في تقديم الطعام صباحًا وظهرًا وفي المساء وبقوا على علاقة وطيدة مع الثوار يعني العلاقة موجودة، وحتى الكتيبة الأمنية أفرغت الكثير من الشوارع من أجل الجرحى وسيارات الإسعاف، وكانت تحرس الكثير من النقاط وهذا من قبل المجلس المحلي، وأما الحاضنة الشعبية في الحقيقة لا تقل أثرًا عن المجلس المحلي والكثير من المتطوعين من الشعب كانوا يجهزون الوجبات الغذائية للثوار، وكانوا يقومون بنقل الجرحى كما يقوم المجلس المحلي بنقل الجرحى إلى المستشفيات الميدانية التي اُستحدثت ويوجد أكثر من أربعة مستشفيات ميدانية من أجل معالجة الجرحى فيها وأغلبها موجود تحت الأرض في الأقبية حتى لا تكون هدفًا للنظام.

في اقتحام مدينة البوكمال طبعًا كانت عندنا ألوية تم تشكيلها حديثًا مثل: لواء الله أكبر الذي يعتبر من أكبر الألوية في المنطقة بالإضافة إلى كتيبة الله أكبر ولواء القادسية ولواء الشهيد عمر المختار، وتم التنسيق مع فصائل من خارج المدينة مثل: لواء جعفر الطيار ولواء أهل الأثر الذين جاؤوا إلى المدينة واشتركوا بالقتال وقدموا شهداء ونحن مدون لدينا في معركة تحرير البوكمال أن الجيش الحر والأهالي قدموا أكثر من 50 شهيدًا، وبعد أن سيطر الثوار على منطقة  الحمدان أو مطار الحمدان وعلى جبال الثلاثات الحقيقة وهروب قوات النظام أعلن رسميًا عن تحرير مدينة البوكمال، واشترك الأهالي الذين يعتبرون هم الحاضنة الشعبية الذين جاؤوا من الأرياف وهم كانوا في حالة نزوح في ريف الشامية والجزيرة وفي العراق، وجاؤوا بنفس اليوم إلى البوكمال وحصلت مظاهرات واحتفالات كرنفالية رائعة تمجد هذا الانتصار العظيم بعد طرد قوات النظام من مدينة البوكمال وطبعًا تحررت مدينة البوكمال في يوم السبت بتاريخ 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 بينما تحررت مفرزة الأمن العسكري في الخميس  15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/08/31

الموضوع الرئیس

الحراك في البوكمال

كود الشهادة

SMI/OH/138-09/

أجرى المقابلة

همام زعزوع

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/04/20

المنطقة الجغرافية

البادية السورية-بادية البوكمالمحافظة دير الزور-مطار الحمدان العسكريمحافظة دير الزور-مدينة البوكمال

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

لواء جعفر الطيار

لواء جعفر الطيار

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

لواء الله أكبر - البوكمال

لواء الله أكبر - البوكمال

لواء أهل الأثر - دير الزور

لواء أهل الأثر - دير الزور

لواء القادسية الإسلامي - البوكمال

لواء القادسية الإسلامي - البوكمال

فرع الأمن العسكري في البوكمال

فرع الأمن العسكري في البوكمال

كتيبة الدفاع الجوي البوكمال - نظام

كتيبة الدفاع الجوي البوكمال - نظام

معبر البوكمال - القائم

معبر البوكمال - القائم

ثكنة الهجانة - البوكمال - نظام

ثكنة الهجانة - البوكمال - نظام

الشهادات المرتبطة