الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

أبرز المواجهات التي حدثت قبل "مجزرة داريا الكبرى"

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:23:22:06

نحن تكلمنا عن أسباب المجزرة وأهم أسباب المجزرة والآن سوف أتحدث عن المواجهات التي حصلت قبل المجزرة يعني حصلت عدة مجازر، ولكنها تُعتبر صغيرة مقارنة مع المجازر الكبرى، ولكن قبل أن ندخل في المواجهات من الناحية التنظيمية لمدينة داريا كما ذكرت بالنسبة للجيش الحر أصبح يوجد تنظيم على المستوى الدعوي وأصبح يوجد توعية للأشخاص، لأنه أصبح يوجد عدد جيد من مجموعات الجيش الحر وأنا في هذه الأثناء حتى مجموعات الخلايا النائمة التابعة إلى مجموعتي أخرجتهم إلى المزارع وأخذوا يتدربون على الحرس وهذه الأمور. 

وأصبح يوجد تواصل مع جامع الشيخ عبد الكريم الرفاعي حتى يرفدنا بأساتذة مدرسين لتدريس المجموعات، وفعلًا عن طريق أبي حمزة أبو اللبن وهو كان أحد طلاب جامع الرفاعي وفعلًا وجد مشايخ استجابوا وأصبحوا يأتون لتدريس مجموعات الجيش الحر و[من] أبرز المشايخ الذين جاؤوا وله مكانته وهو كان في دمشق، وأنا ذهبت في زيارة إليه عن طريق صديقي إلى دمشق، وطلبت منه [قائلًا]: نحن مجموعات الجيش الحر لازلنا شبابًا جددًا ويلزم تدريسنا، وقال: أنا مستعد وهذا أمر تأمرونني به، أتى معنا في السيارة أحضرته إلي مجموعتي، وكانت مجموعتي من الملتزمين حتى لا أحد يقوم بشرب السجائر أمامه أو يفعل شيئًا، ونحن وضعنا السلاح في المزرعة وقواذف "الأر بي جي" والبنادق والرشاشات ويوجد عنصران من الحرس وهو وصل إلى المزرعة وهذه كانت أول جلسة في مدينة داريا وكنت أنا معه وأبو حمزة أبو اللبن، وعندما دخل بدأ يبكي وقال: أنا جئت حتى أعطيكم درسًا فأخذت أكبر درس. وقال: يا ليت هذا الموقف الذي أنتم تقفونه الآن يا ليتنا وقفناه منذ زمن فما كنا وصلنا إلى هنا، قال: الله ينصركم والله يحميكم، لم يستطع أن يكمل من البكاء وعاد، ولكنه جاء مرة ثانية وأعطانا جلسات ودروسًا والشباب أهل داريا عزوا فيه هذا الموقف [فرغم] كبر سنه وهمته جاء إلى مدينة داريا.

أصبح بعض خطباء مساجد مدينة داريا يجرون جولات على مجموعات الجيش الحر لأجل التوعية وأحد أبرز الأساتذة وهو أيضًا شكل مجموعة بالنسبة لتوعية الجيش الحر الأستاذ أبو رفعت المصري، وهو استشهد في المجزرة وأيضًا شكل المجموعة من طلاب جامع مصعب بن عمير وسموها مجموعة المشايخ، ومنهم [من] أصبح فيما بعد قادة مجموعات على مستوى داريا ومنهم أحد الأشخاص استلم كتيبة أحرار داريا في خان الشيح.

هذا بالنسبة للأستاذ أبي رفعت وهو كان من أهم الأشخاص وهو كان صمام أمان بالنسبة للمشاكل التي تحصل بين المجموعات بين أبي تيسير وأبو مالك جدي لأنه كبير بالعمر، وكان أبو رفعت المصري حافظًا ومجازًا [بالقرآن] وكان إمام جامع مصعب بن عمير ومجموعته هي عبارة عن طلابه وسلّحهم وأصبحوا جزءًا من الجيش الحر في مدينة داريا، وهذا بالنسبة للحالة التنظيمية في مدينة داريا قبل المجزرة.

إذا أردنا الحديث عن المواجهات التي حصلت نحن تحدثنا عن مواجهتين في التسجيل الماضي المواجهة الأولى عندما دخل الرتل واستشهد أبو حمزة الخال في أراضي مغرّب في تاريخ 30 أيار/مايو [2012] والمواجهة الثانية حصلت في منتصف شهر (حزيران/يونيو) وضرب الرتل عند الفرن الآلي وإبادته.

المواجهة الثالثة هنا لم يتوقف النظام عن إرسال الأرتال وأخذ يرسل رتله الأكبر باتجاه فقط مدينة داريا ولا يتجاوز المناطق الثانية، حصل هناك استهداف للرتل عند مسجد العباس وكانت المجموعات جاهزة: مجموعة "عزو عودة" ومجموعة "أبو عمر الحنش" وهذه ألقاب للجيش الحر ومجموعات "كتيبة سعد بن أبي وقاص"، واستطاعوا محاصرة الرتل واستهداف المدرعة واشتعلت وأصبح يوجد جرحى من المدنيين، لأن النظام رد بالضرب وبقي الرتل محاصرًا إلى ما بعد العِشاء وبعد ضرب هذا الرتل النظام انسحب ولم يعد يدخل إلى مدينة داريا أبدًا وتعتبر المدينة قد تحررت.

النظام هنا لجأ إلى أسلوب ثانٍ ونحن في المزارع صار يدخل بكمائن علينا في الليل يضرب ويخرج من حاجز الصبار أو حاجز صحنايا وهو ما جعلنا فيما بعد ننطلق ونضرب هذه الحواجز، يعني كان معروفًا حاجز الفصول الأربعة أي بندقية أو رشاش تريد تجربته كنا نجربه على الحاجز، فإذا اشترينا قطعة سلاح جديدة أو قاذف "أر بي جي" كنا نجربه على الحاجز وكانت تسقط إصابات وجرحى من الجيش واضطر النظام إلى تدشيم الحاجز بشكل كامل حتى لا يصاب عناصره.

أحد المواجهات حصلت في أرض المغرّب كنا نحن جالسين في المزارع في شهر رمضان ونحن وضعنا طعام الفطور وكان يوجد عزائم (ولائم) تحصل بين المجموعات يعني نعزم بعضنا على الفطور، وكانت توجد علاقة طيبة بين مجموعات الجيش الحر وجاء أبو كنان هو وشخص وتفاجؤوا بوجود عساكر في الطريق في الليل فانسحبوا وتركوا السيارات وانسحبوا باتجاه الزرع وأصيب أبو كنان في قدمه، وأبو كنان كان يدي اليمين (مساعدي) في هذه اللحظة -استشهد فيما بعد وسوف أتكلم عن قصة استشهاده فيما بعد- واتصل معي أبو كنان وقال لي: الجيش أصبح بجانبكم في المزرعة وعليكم إخلاء المنطقة بشكل سريع؛ لأن الجيش متغلغل في المنطقة والنظام هنا قام بإدخال دبابة وهذه أول مرة يدخل فيها دبابة إلى مدينة داريا، وقامت هذه الدبابة بدهس سيارة أبي كنان وتدميرها بشكل كامل ونحن انسحبنا من المزارع قبل الإفطار ولم يستطع أحد الإفطار، وأقمنا خط جبهة بعيدًا عن المنطقة بحيث إذا أراد النظام الإكمال باتجاه المدينة نحن نصده. ودخل النظام وأحرق كل المزارع في هذه المنطقة [التي كنا] موجودين فيها وهو كان حاقدًا كثيرًا يعني نحن كان لدينا في المزرعة التي كنا موجودين فيها دجاجة وصيصانها وعمر الصيصان يومًا أو يومين بحدود 20 صوص ودخل النظام وحرق الصيصان وحرق المزارع وكانت الدبابة تمشي في المحاصيل الزراعية وخرج، وهذه المواجهة حصلت في أرض المغرّب وحصل مثلها في أرض المشرق، ولكن ليس بهذا الحجم وهذه هي أهم المواجهات إذا أردنا الحديث عن المواجهات التي حصلت.

بالنسبة للمجازر إذا أردنا الحديث عن المجازر التي حصلت أول مجزرة حصلت هي "مجزرة شباب كناكر"، وكان يوجد مجموعة من شباب كناكر عددهم 10 أشخاص دخلوا إلى أرض مغرب ونحن كنا موجودين في مزارعنا وعن طريق أحد المخبرين دخل النظام تسلل في منتصف الليل وقام بحصار المزرعة بواسطة عربات "بي إم بي" وسيارات وقام بإبادة المجموعة بشكل كامل لم يخرج أحد حيًا وطبعًا نحن استيقظنا وجئنا حتى نفك الحصار لإخراج أحد من الشباب واشتبكنا مع الجيش فصار عندنا جرحى، ولكننا لم نستطع الوصول وهم كانوا يجلسون في مزرعة في منطقة اسمها قناة مسعودة في منطقة المغرّب فمن الصعب عليك مواجهة الجيش في منطقة مكشوفة مثل هذه المنطقة، وهنا حصلت مجزرة بشباب أهل كناكر وكان عدد الشهداء بحدود 10 أو 11 شخصًا ارتقوا شهداء من شباب الجيش الحر.

المجزرة الثانية اسمها "مجزرة الشوفيرية" [حيث] استشهد سبعة من السائقين والذي حصل أن شباب القدم اعتقلوا ابن ضابط من "عائلة المعلا" وشباب القدم كانوا يجلسون عندنا في مدينة داريا وأحضروه إلى مدينة داريا والنظام طالب به واتهم ثوار داريا أنهم من أخذوه ومباشرة اعتقل النظام سبعة من سائقي الميكروباصات على خط داريا واتصل وتواصل معنا أنه اعتقل سبعة أشخاص من عندكم ومعكم حتى الساعة كذا وإذا لم يخرج هذا الشخص ابن الضابط من عائلة المعلا سوف أعدمهم ونحن حاولنا التواصل مع شباب القدم حتى يعطونا هذا الضابط وقالوا: لا تخافوا فإن النظام لن يفعل شيئًا ولن يعدمهم، يعني رفضوا تسليمنا هذا الشاب والنظام تقريبًا بعد صلاة المغرب اتصل بنا وقال: أنا أعدمت هؤلاء الأشخاص وبعدها ذهب شباب القدم للمفاوضة على ابن الضابط وسلموه إلى الضابط وأثناء التسليم اعتقلوا الضابط الأساسي بيت المعلا وأعدموا الشخصين ردًا على "مجزرة السائقين"، وهنا حصلت المجزرة الثانية عندنا وهي "مجزرة السائقين" وسقط فيها سبعة أشخاص.

المجزرة التي بعدها هي "مجزرة شباب القدم" في أرض المشرق وأيضًا عن طريق أحد المخبرين وتم إلقاء القبض عليه فيما بعد وأُعدم، وهو قام بالإبلاغ عنهم أنهم موجودون في المزرعة ودخل النظام إلى المنطقة وحاصرها بشكل كامل ونحن في البداية أرسلنا الدرع لكشف الطريق حتى تأتي المؤازرة للمنطقة والشاب الذي أرسلناه من الدرع اسمه ساري خولاني أعدمه النظام وأخذ جثته ونحن حاولنا فك الحصار ولم نستطع وعدد الشهداء في هذه المجزرة 27 شهيدًا وحتى أن النظام [لم يعدم فقط شباب] الجيش الحر، كل من كان يجلس في البساتين من العوائل من عوائل المنطقة من المزارعين أعدمهم والنساء والأطفال، وبعد انسحاب النظام دخلنا لإحضار الشهداء حتى ندفنهم ووجدنا أن النظام قد نكّل بساري خولاني وجثته مشوهة. 

اقتحام منزل هيثم عديلة كانت توجد مجموعة قد استلم مسؤوليتها وهي كانت مجموعة حولها شكوك وهي لا تنسق مع باقي مجموعات الجيش الحر، وهذا الشخص هيثم عديلة نحن وصلنا خبر أن الجيش سوف يداهم مجموعة تسكن في البلد ونحن لم نكن نسمح للمجموعات أن تسكن في مدينة داريا، مسموح لمجموعات الجيش الحر التمركز في البساتين، فأرسلنا له خبرًا وسألناه: أين هي مجموعتك هل موجودة في داريا؟ فقال: لا، وقلنا له: هذا جيد لأنه جاءنا خبر أن الجيش سوف يقتحم مزرعة موجودة في داريا. وهو لم يأخذ كلامنا على محمل الجد وتقريبًا عند صلاة الظهر النظام قام بإدخال رتل وهنا النظام لم يكن يُدخل الأرتال لأنه بعيد عن مدينة داريا، ولكنه قام بإدخال رتل ودبابة مع الرتل وهذه الدبابة وجهت السبطانة باتجاه باب المنزل ويوجد ثلاثة شباب من الذين كانوا موجودين أمام المنزل هربوا ودخلوا إلى نفس المنزل، وكان يوجد ثلاثة أشخاص من الجيش الحر يجلسون في الداخل وعندها حاصر النظام المنزل مع وجود القناصين ونحن أيضًا حاولنا فك الحصار واشتبكنا مع النظام عند السكة وجامع العباس ولم نستطع الوصول إلى المنطقة، والنظام كان يعتلي المباني وحصلت المداهمة وعندما وصل إلى الباب هؤلاء الثلاثة الذين دخلوا إلى الشباب خرجوا مباشرة وسلموا أنفسهم والنظام اعتقلهم وبعد فترة أخرجهم ولا أعرف لماذا أخرجهم وهم بالأساس لم يكونوا مع مجموعة هيثم عديلة والشباب الثلاثة من مجموعة هيثم عديلة قاوموا الجيش بحدود نصف ساعة، والنظام قتلهم ضمن المنزل وانسحب النظام ونحن دخلنا وأخرجنا الجثث، وهذه أبرز المواجهات التي حصلت في مدينة داريا.

لم يكن يوجد هذا القصف المركز وكانت توجد قذائف هاون تسقط بين الفترة والأخرى، وكانت توجد طائرات مروحية تطلق النار على المزارع، وهنا أصبحت توجد حملة كبيرة على المخبرين في مدينة داريا، ولكن طبعًا ضُبطت نوعًا ما بنسبة 80% وكان يتم تسليمهم إلى الشرطة العسكرية ويتم محاكمتهم ضمن الشرطة العسكرية ضمن المكتب القضائي ومكتب التحقيق الذي كان في مدينة داريا.

هيثم عديلة استشهد فهي عائلة مضحية واستشهد ثلاثة من إخوته وحتى والده استشهد.

بعد أن تحدثنا عن أبرز المواجهات التي حصلت و أبرز أسباب مجزرة مدينة داريا وأبرز المجازر التي حصلت وطبعًا توجد قصص غائبة عن بالنا، يمكن في المستقبل أن نستذكرها لأن الحوادث التي حصلت كانت كثيرة والمهام والمسؤوليات كبيرة.

وفي تاريخ 20 آب/أغسطس 2012 النظام حشد ووصلنا خبر أن النظام يحشد لمدينة داريا، ونحن توزعنا على خطوط الجبهة والنظام لم يبدأ في مدينة داريا واتجه باتجاه معضمية الشام وحصلت مناوشات بينه وبين أهالي المعضمية كجيش حر سقط لديهم جرحى أحضروهم إلى مدينة داريا وأصبحت العائلات تهرب من المعضمية إلى مدينة داريا وأخذ أهالي داريا يفتحون منازلهم لأجل أهالي المعضمية ويستقبلونهم، وهنا النظام أوقف الحملة على المعضمية واتجه باتجاه داريا وطبعًا سقط شهداء في المعضمية وارتكب النظام مجزرة بهم لا أذكر عدد الشهداء، ولكن بحدود 20 أو 50 شهيدًا.

بدأ النظام يدخل إلى مدينة داريا من الأرض الشرقية وأنا كنت في وقتها مسؤولًا عن الشرطة العسكرية وجبهة ثانية وهي جبهة أرض المغرِّب لأنه وصلنا خبر أن النظام يريد الاقتحام من جبهة المغرِّب.

في البداية بدأ النظام يقصف بالراجمات بشكل شديد وعدد الأهالي كبير في مدينة داريا فأصبح يوجد عدد كبير من الشهداء والجرحى فأخذ الجيش الحر يقول: لماذا النظام يقصف المدنيين؟ هذا يعني أنه يوجد أشخاص يرمون شرائح وهذه الشرائح (شرائح لتحديد المواقع) هي تكون دليلًا للقصف فبدأ الجيش الحر يجتهد من عنده ويعتقل أشخاص بتهمة رمي الشرائح ومنهم نساء تم اعتقالهم -النظام كان يقصف فقط بمدفعية راجمات وهاون لم يقصف بالطيران- وكانت مهمتي في الشرطة العسكرية مع الكادر الموجود معي هي التحقيق مع الأشخاص الذين يعتقلهم الجيش الحر، طبعًا لم تثبَت أي حالة رمي شرائح في مدينة داريا، وعندما يتبين أن المعتقلين لا يوجد عليهم شيء كنت أوصلهم إلى منازلهم وخاصة النساء لأنه تقريبًا كان يوجد أكثر من 10 نساء من مدينة داريا اعتقلهن الجيش الحر بتهمة رمي الشرائح، وهنا كانت مجموعتي في الشرطة العسكرية وجبهة الغرب بالإضافة إلى جبهة المشرق اندلعت اشتباكات مع جيش النظام وأيضًا أرسلنا مؤازرة إلى جبهة المشرق لمساندة المجموعات الثانية.

نحن هنا وصلنا أن الجيش دخل بأعداد رهيبة من الدبابات وأعداد [عناصر] الجيش يعني كان يستعد حتى يرتكب شيئًا في مدينة داريا وهنا الجيش الحر المجموعات القريبة من بعضها نسقت بين بعضها ولا يوجد قيادة للجيش الحر حتى تقود الجيش الحر يعني أول استحقاق مواجهة حقيقية للجيش الحر بهذا الحجم ظهر ضعف القيادة العسكرية الموجودة في مدينة داريا، يعني أنا مثلًا بدأت بالتنسيق مع المجموعات التي أعرفها: مجموعة الأستاذ أبو رفعت المصري ومجموعة أبو سلمو ومجموعة أبي نضال عليان وأصبح لدينا مجموعات على "السكايب" وكنا نتواصل مع بعضنا وحتى المجموعات من مدينة درعا تاهت وأصبحنا نرى أن المجموعات التي هي من خارج مدينة داريا لا تعرف إلى أين تريد الذهاب أولًا لأنها لا تعرف جغرافية مدينة داريا ولا تعرف من أين سوف يدخل الجيش، يعني أحد المواقف عند المجمع كان من أحد مهام الشرطة العسكرية هي التنبيه على الأهالي للنزول إلى الأقبية وعدم الخروج إلى الطرقات، فوجدت أنه يوجد أكثر من 50 شخصًا من الجيش الحر ينتشرون عند المجمع، استطعت بالصراخ والدفش فتح قبو حتى يجلسوا فيه ولا يظهروا حتى لا يحصل قصف على المنطقة.

بالنسبة للخبرة العسكرية نحن والنظام بنفس الكفة يعني النظام لا يوجد لديه الخبرة العسكرية ونحن لا يوجد لدينا خبرة عسكرية والنظام يقتحم وجهًا لوجه ويرسل جنوده أمامنا ونحن لا توجد لدينا خبرة الأنفاق ولا الخنادق ولا المتاريس وأيضًا المواجهة كانت وجهًا لوجه مع النظام، وأول يوم في 20 من الشهر حصلت مواجهة كبيرة بيننا وبين النظام وسقط الكثير من القتلى للنظام في جهة مشرّق وأبرز المجموعات التي قاومت في أرض المشرق هي مجموعة الأستاذ أبو رفعت يعني أنا أتذكر حتى الآن أنه أتم صيامه ولم يفطر وهذه مواجهه المغرّب ولم يفطر عندما اقتحم الجيش. المجزرة حصلت ثاني أيام العيد. 

الأستاذ أبو رفعت قاوم المقاومة الأولى كما ذكرت كانت في أرض المغرب أثناء الاقتحام فسقط لديه جرحى وهو استشهد هناك -الأستاذ أبو رفعت- أثناء مقاومة الجيش واستطاع اغتنام بنادق وقواذف من الجيش، ولكن لا يوجد تنسيق بين باقي المجموعات يعني أنا معرفتي بالأستاذ أبي رفعت وهو اتصل معي وقال: أنا أحتاج إلى مؤازرة وأرسلت له مؤازرة مع أبو كنان والشباب والمجموعات الثانية متخبطة والنظام حاول الاقتحام من جهة المغرب وتصدت مجموعتي له ودخلت الدبابات باتجاه المغرّب ثم خرجت.

هنا أحد المواقف التي تثبت أن الجيش لا يعرف وليس لديه الخبرة الكافية أثناء تجولي في مدينة داريا عند ساحة شريدي رأيت دبابة قادمة وأنا استغربت هل الجيش وصل إلى المدينة؟! وهذه الدبابة للجيش كانت مسرعة وتائهة ونحن نزلنا من السيارة فأخذنا نطلق النار على الدبابة فوصلنا خبر أن هذه الدبابة قد انشقت وجاءت إلينا ونحن لحقنا بها وهو استمر مسرعًا ولم يتوقف ودخلت الدبابة في مدخل ضيق ولم تعد تستطيع الخروج، وهنا اجتمع الجيش الحر حول الدبابة على أن هذه الدبابة منشقة وجاؤوا للاحتفال بالعساكر وعندما فتحوا باب الدبابة كان العسكري لديه سلاح وأطلق النار على أحد الشباب واستشهد هنا عرفنا أنهم غير منشقين وجاء أحد الشباب وأطلق النار على كل طاقم الدبابة.

الثورة كانت على الفطرة وكل شخص "يتعلم من كيسه" (من تجاربه الشخصية) ونحن لا يوجد لدينا سائق دبابة حتى يقود الدبابة يعني الدبابة أصبحت موجودة في مدينة داريا ولا يوجد لدينا سائق دبابة، وأحد الأشخاص في مجموعة أبي مالك عيروط يمكنه قيادة الدبابة اتصلنا معه وأحضرناه وقلنا له: عليك أخذ الدبابة باتجاه أرض المغرب يعني هنا كان تمركز "كتيبة سعد" بشكل أساسي في منطقة المغرب وتمركز أبو مالك الجد في أرض المشرق و قال: أنا جاهز وبسبب شدة الفرح وعاطفة الشباب ركب خمسة أشخاص تقريبًا على ظهر الدبابة وانطلق باتجاه طريق الكورنيش للذهاب إلى طريق المغرّب وعند التقاطع اتجه باتجاه المشرّق وهو نسق سابقًا مع جماعة أبي مالك عيروط حتى يأخذ الدبابة لهم وانطلق مسرعًا وعند النهر الشرقي يوجد مطب فمالت الدبابة في اتجاه أحد المحلات الموجودة وكل الذين كانوا فوق الدبابة سقطوا على لوح صاج واستشهدوا وتوقفت الدبابة ونحن لم يعد يهمنا موضوع الدبابة كنا نريد إحضار الشهداء الموجودين والنظام مباشرة أرسل طائرتين مروحيتين فوق الدبابة وبدؤوا بتمشيط المنطقة يعني حتى الشهداء استطعنا سحب جزء منهم وجزء آخر لم نستطع سحبهم واستمر النظام في محاصرة الدبابة بهذا الشكل حتى دخل في المجزرة واستطاع أخذ الدبابة.

عندما أخذ النظام الدبابة نحن حفرنا حفرة في منطقة قريبة من المشرّق ونحن قلنا: إذا استطعنا أخذ الدبابة سوف نقوم بطمر الدبابة في هذه الحفرة حتى لا يراها النظام، ولكن النظام أخذ الدبابة أثناء المجزرة.

هذه أبرز المواجهات التي حصلت بيننا وبين النظام والنظام بعدها بدأ يدخل من جهة البلد من مدخل مدينة داريا بشكل أساسي بأعداد كبيرة، وفي ليلة 22 من الشهر (آب/ أغسطس) وصل إلى الثانوية الشرعية في مدينة داريا ونام الجيش في الثانوية الشرعية ونحن هنا في الجيش الحر أصبح لدينا رد فعل أنه ماذا يجب علينا أن نفعل؟ يعني مجموعات تريد المقاومة ومجموعات تنسحب وطبعًا المجموعات من خارج مدينة داريا بدؤوا بالانسحاب باتجاه خان الشيح وهذه المناطق وباتجاه صحنايا ونحن كان لا يزال عندنا خيار المقاومة خاص بنا لكن بسبب كثرة الشهداء والجرحى أصبح نصف الجيش الحر يقوم بالإسعاف يعني مجموعة الشرطة العسكرية كانوا ينقلون الجرحى ويقومون بتأمين العائلات ضمن المباني وكان يوجد قسم على الجبهة يقاوم والذخيرة لم تكن متوفرة كثيرًا في مدينة داريا يعني الشيء الموجود بين أيدينا استطعنا المقاومة به والأستاذ أبو رفعت من خلال الغنائم التي غنمها استطاع المقاومة بها نحن هنا وصلنا إلى طريق مسدود وكان يوجد قرار بالانسحاب.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/12/29

الموضوع الرئیس

المواجهات مع قوات النظامالحراك في داريا

كود الشهادة

SMI/OH/7-14/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

1-8/2012

updatedAt

2024/09/25

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-معضمية الشاممحافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

المكتب القضائي في مدينة داريا

المكتب القضائي في مدينة داريا

الشهادات المرتبطة