الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التفاصيل المؤلمة لأحداث "مجزرة داريا الكبرى"

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:25:11:05

بعد أن تكلمنا بداية عن اقتحام الجيش في 20 كانون الثاني/ يناير وكيف ترتبت المواجهات مع جيش النظام، وبعد أن رأينا أننا نحن والنظام لا توجد لدينا الخبرة العسكرية، ولكن أعداد النظام وسلاحه المتفوق ونقطة ضعفنا كانت المدنيين، وكما ذكرت إن نصف الجيش الحر تحول إلى مسعفين ضمن الكادر الطبي -سنتكلم قليلًا عن الكادر الطبي ضمن أحداث المجزرة- ولكن بالنسبة لقرار الانسحاب من مدينة داريا كجيش حر حصل بشكل عشوائي يعني لم يحصل تأمين الأهالي الموجودين ضمن مدينة داريا، ولم يتم إخبار الأهالي أن الجيش الحر سوف ينسحب، وطبعًا كانت صورة الجيش الحر قبل المجزرة بيضاء والناس كلها تحب التقرب من الجيش الحر، ونحن كنا نجلس في مزرعة ويستقبلوننا في عدة مزارع ويأتي الناس يعني على وجبة الغداء يوجد أكثر من نوع من الطعام والناس المدنيون يرسلون لنا الطعام وهذه الصورة كلها اختلفت بعد الانسحاب.

أنا تواصلت مع عدة مجموعات أولًا وصلني خبر أن المجموعات من خارج مدينة داريا بدأت بالانسحاب بدون أي تنسيق مع أحد والمسؤول عن الجيش الحر هنا هو أبو تيسير (حسن) زيادة وهو قائد "كتيبة سعد" و(...) درجة ثانية لديه كتيبة وأنا مسؤول عن الشرطة العسكرية، وكان هدفي في داخل المدينة، ومع ذلك شاركت في الجبهات وأنا تواصلت مع عدة مجموعات قريبة مني، وقالوا: نفدت لدينا الذخيرة، وأصبح لدينا جرحى وأصبح لدينا شهداء مثل الأستاذ أبي رفعت وغيره ونحن لا نستطيع الصمود وتواصلت مع أبي تيسير من أجل الانسحاب أو عدم الانسحاب وقال لنا: انتظروا. وقال للمجموعات الأخرى: عليكم الخروج وتأمين أنفسكم.

بالنسبة لمجموعتي كان معروفًا أن شباب مجموعتي متعلقون بي وقبل المجزرة جهزت لأي أمر انسحاب يعني جهزت مكانًا للسلاح ومكانًا للشباب المنشقين عندنا ومكانًا لي ولباقي الشباب الموجودين، وعندما اتفقنا مع باقي المجموعات كقادة على قرار الانسحاب وضعت السلاح في المخابئ تحت الأرض، ويوجد أشخاص منشقون وضعتهم في مكان وقمت ببناء جدار لتأمينهم حتى لا يصل الجيش لهم أبدًا وباقي المجموعات كان انسحابها عشوائيًا من باقي المجموعات ومنهم من رمى سلاحه في النهر وخرج، وكل هذا السلاح تم الاستيلاء عليه فيما بعد، وأنا في لحظة الانسحاب في البداية قمت بتأمين السلاح أنا وشباب المجموعة، وثانيًا- قمت بتأمين السيارات الموجودة والشباب المنشقين العساكر عن الجيش ضمن مناطق آمنة، وبقيت أنا ومعي ثلاثة شباب الذين هم: أبو كنان وأبو طارق وأبو محمد شعيب بدون مكان، وهنا اتصل بي أحد الأشخاص وقال: تعال لعندي حتى تجلس عندي في المنزل؛ لأنه يوجد عندي قبو على طريق كازية شميط القريبة من صحنايا. وذهبت إليه وأثناء جلوسي عنده وضمن المكان الذي خصصه لنا رأيت رتل الجيش جاء باتجاهنا إلى المنزل الذي نحن موجودون فيه، وقال الشباب: يجب علينا الخروج، وقال لنا صاحب المنزل: إن المكان آمن ولا يوجد شيء هنا - والرجل كان صادقًا لأنه استشهد فيما بعد- وبعد أن خرجنا من عنده ونحن ذهبنا باتجاه أراضي المغرّب وأثناء مشينا في الطرقات تواجهنا مع الجيش وجهًا لوجه، وكان يوجد كوم حطب عنب قديم ورفعنا الحطب وجلسنا تحته وأصبح ثقل الحطب كله علينا وسلاحنا معنا نجلس تحت الحطب ونحن أربعة أشخاص، بقينا تحت الحطب بحدود خمس ساعات؛ لأن النظام تمركز في هذه المنطقة [التي نحن] موجودون فيها، وكنا نسمع كيف كان النظام يعذب الناس الذين اعتقلهم وكان يعدمهم وضمن القبو الذي كنا سوف نختبئ فيه أعدم النظام تسعة أشخاص يعني اعتقل الأشخاص الموجودين في المنطقة وأعدمهم في القبو الذي كنا سوف نختبئ فيه، وبقينا بحدود 5 ساعات وأصبحت تأتينا خواطر أن الجيش قد يقوم بإشعال الحطب وهكذا نحترق أو قد تأتي الدبابة وتمشي فوق الحطب أو علينا المواجهة ونستشهد، وكان كل شخص يده على سلاحه واتفقنا أننا عندما نرى الجيش نقوم برفع الحطب ونقاتل حتى نستشهد.

في هذا الموسم كانت توجد أراض مزروعة ذرة وباذنجان مواسم الصيف كلها كانت في داريا، ويوجد أشخاص دخلوا من الجيش الحر ضمن الذرة وحتى المدنيون الشباب كانوا يختبئون في هذه المناطق، والنظام بدأ يطلق النار على هذه الأراضي الزراعية وبقينا بحدود شهر بعدها أثناء حصاد المواسم تجد أشخاصًا قد استشهدوا ومنهم من اختبأ في نهر الأعوج (فرع تابع للنهر)، وأيضًا النظام كان يطلق النار على النهر ونحن وجدنا شهداء ضمن هذه المناطق، ويوجد قسم من الشباب ذهبوا باتجاه جامع الوهاب اختبأوا هناك وبعدها ذهبوا باتجاه صحنايا.

تم قرار الانسحاب وانتهت الساعات الـ 5 وأنا أحسست أن الجيش ابتعد وخرجت وكنت أريد الذهاب إلى القبو الذي كنا موجودين فيه وتواجهنا مع بعض الأهالي المدنيين ومباشرة شتمنا الأهالي وقد رؤونا بسلاحنا وطبعًا لا يُلام الأهالي لأن نفس العائلة التي شتمتنا استشهد أولادها أمامها. 

ونحن بدأ يصلنا خبر أنه في أماكن تواجد الجيش يوجد شهداء إعدامات ميدانية وذهبنا لرؤية القبو الذي كنا موجودين فيه وجدنا 9 شهداء ومشينا باتجاه الأرض الغربية وأيضًا وجدنا شهداء وفي الأرض الغربية جاء الجيش مداهمة ثانية يعني الجيش قام بمداهمة مناطق مرتين ومناطق ثلاث مرات، وأحد المدنيين -جزاه الله خيرًا- لديه منزل قديم اختبأنا فيه حتى يذهب رتل الجيش وأنا هنا أخذت أتواصل مع شباب مجموعتي و[علمت]أنهم بخير والحمد لله كانوا سالمين وصارت تصلنا الأخبار لأخذ شهداء في المنطقة الفلانية.

كان أخي معتقلًا حديثًا، ولكن باقي إخوتي في المنزل في أرض الخليج كانوا مختبئين في داخل الخزانات وكنت أطمئن عليهم كل [بضع] دقائق، وهنا بدأت أخبار المجزرة تصل تباعًا وأنه يوجد شهداء ويوجد جرحى وأول خبر صدمنا أنه عند جامع أبو سليمان يوجد 150 شهيدًا، وطبعًا هذه الأعداد كانت موجودة في مقبرة داريا وصيدلية الشربجي بالقرب من ساحة شريدي أيضًا حصلت مجزرة هناك وساحة الأوقاف وغالب مناطق داريا أصبح يوجد فيها شهداء، ولكن تركزت المجزرة الأساسية عند جامع أبو سليمان الديراني وعند القبو الذي ذكرنا قصته وهذا بالنسبة لقرار الانسحاب.

نحن هنا فقدنا التواصل مع أبي تيسير بشكل كامل؛ لأنه قام بتأمين نفسه كشخص وشباب المجموعات القريبة من أبي تيسير رأيناهم في الطرقات وقد فقدوا أسلحتهم ولا يعرفون إلى أين يذهبون، [كانوا] عناصر عاديين وهنا أصبح يوجد تمايز بين الجيش الحر يعني المجموعات المنظمة ظهرت يعني استطاع تأمين الشباب والسلاح، والمجموعات الثانية قسم منها تم اعتقاله وقسم أُعدم، ولكن بنفس الوقت كل الجيش الحر نلام على أن قرار الانسحاب العشوائي أثر على المدنيين يعني أي شخص يحمل السلاح لا يجب أن يسلمه حتى يحمي المدنيين أو يستشهد في وجه الجيش، ولكن الذي حصل أن أبا تيسير قال لمجموعات انسحبوا، وهذا يقتضي وجود ترتيب معين ربما وصلته معلومات معينة أن الجيش سوف يتوقف ولا تحصل هذه المجازر. وقال لمجموعات أخرى انتظروا ولا نتسحبوا، وكان القرار هو انسحاب جميع مجموعات الجيش الحر من مدينة داريا.

إذا أردنا أخذ صورة عن مجزرة داريا بشكل أساسي توجد عدة شخصيات كانت في المجزرة يمكن ذكر عدة قصص ويصبح لدينا تصور كامل عن مجزرة داريا.

أول قصة هي قصة رضوان نوح ومرهف شهاب ورضوان نوح من الشباب الثوار الأوائل في مدينة داريا، وشارك في المظاهرات واعتقل لمدة شهر ونصف وخرج من المعتقل وهو كان شجاعًا أينما وجد شهيد أو جريح كان رضون يذهب ويأخذه، كانوا ذاهبين ليسحبوا عدد من الشهداء فأمسك بهم الجيش الذي كان سيبيت في منطقة قريبة من جامع المصطفى وأمسك بهم والناس القريبون من الشقة التي فيها الجيش كانوا يسمعون صوتهم وكان عناصر النظام يقولون لهم: وجدنا شيئًا نتسلى به الليلة، كانت أصوات تعذيبهم من المساء حتى الصباح كان يعذب رضوان نوح ومرهف شهاب، لم يقتلهما مباشرة بقي ليلة كاملة يعذبهما وبعدها قتلهما. 

الأستاذ أبو رفعت المصري تكلمنا عن قصته وأيضًا استشهد في المجزرة وهو أحد أبرز قادة الجيش الحر وحتى بعدها سميناه شيخ المجاهدين في مدينة داريا استشهد على الجبهة.

أبو صالح خولاني عندليب مدينة داريا وكان معروفًا بموَّالاته (أهازيجه) وحضوره للأفراح والغناء للعريس، وأيضًا كان يسعف الجرحى وهمته عالية في إسعاف الجرحى، وأيضًا أصيب بصاروخ واستشهد وبقيت جثته حتى اليوم الثاني على الأرض.

إذا أردنا الانتقال إلى الأشخاص المدنيين توجد عائلة وسام قهوجي ونحن عندما حصلت المجزرة دخل النظام وقام بالتصوير بعد أن خرجنا، وكان يتهمنا نحن بالمجزرة، وفي إحدى اللقطات كانت توجد امرأة في المقبرة كان يصورها أثناء موتها ولا يسعفها، كان يأخذ شهادتها، وهذه هي أم وسام قهوجي وكان وسام قهوجي مختبئًا مع عائلته، وكان يكشف الطريق حتى يخرجوا وأثناء خروجهم أمسكهم النظام وأعدمهم جميعًا، وذهبت هذه الأم حتى تطمئن على أولادها وأصيبت واتجهت نحو المقبرة وحتى في المقبرة كان يوجد أشخاص مختبئون بين القبور أعدمهم النظام.

النظام كان يحقق مع أم وسام قهوجي وهي مصابة واستشهدت هذه الأم وكل عائلة قهوجي كاملة استشهدت، وكانت المذيعة كنانة علوش تحقق معها. منظر مجزرة داريا شيء يندى له الجبين. 

كان يوجد شخص من عائلة قريطم شخص كبير في العمر أوقفه النظام على أحد الحواجز هو وزوجته وكان معروفًا لدينا اللباس الديراني الشخص الكبير في العمر يرتدي الشروال وسلك (كوفية) والمرأة ترتدي الغطوة (غطاء أبيض) تلبس الحجاب بداية ثم غطوة بيضاء كبيرة تُسدل على كل البدن، [كان هذا] هو اللباس الديراني للكبار في العمر والنظام وجدهم يمشون على تمهل وقال: سوف أريحكم من المشي وأطلق عليهم النار وقُتلوا وبقوا يومًا أو يومين. 

بالنسبة لعائلة السقا وعائلة قفّاعة كان لهم نصيب كبير من المجزرة لأن العوائل كاملة أُعدمت وإذا رأينا صور المجزرة يوجد صورة لطفلين توأم مستشهدين عمرهما 4 أو 5 شهور هم من هذه العائلة (عائلة قفاعة) ويوجد قرابة بين عائلة السقا وعائلة قفاعة، وهم كانوا قريبين من جامع أبو سليمان، وفي البداية قام النظام بإنزال جميع الشباب إلى قبو بناء جديد قيد الإنشاء وقال لهم: ارفعوا أيديكم وأطلق عليهم النار وأحد الشباب أصيب في طرف رقبته، ولكنه لم يستشهد ووقع على الأرض وتظاهَرَ بالموت، وسمع صوت إطلاق النار حتى مات الجميع، وهذا الشخص بقي في مكانه بحدود الساعتين حتى خرج الجيش وعائلته كان الرجال فيها مختبئون في مكان والنساء في مكان وكانت عائلته في الطابق العلوي، وسمع صوت الجيش وهو يصعد إلى الطابق العلوي وبدأ يسمع صوت إطلاق النار وهو مصاب ولا يستطيع أن يفعل شيئًا، وبعد أن خرج الجيش ذهب هذا الشاب إلى الطابق العلوي وأسعف نفسه ووجد عائلته [بما فيها] من النساء والأطفال جميعهم تم إعدامهم ضمن المنزل ولا يوجد أحد على قيد الحياة.

بالنسبة للطفلين التوأم من العائلتين أحضرهما الضابط وكان يقول للعسكري: لا يوجد داعي حتى تخسر ذخيرة عليهما وأمسكهما الضابط وبدأ يضربهما على درج الإسمنت وإذا رأينا الطفلين [فنلاحظ] أنهم كانوا مشوهين ولم يتم إطلاق النار عليهما وأُعدم الطفلان بهذه الطريقة، عمر الطفلين من 4إلى 5 أشهر.

طبعًا شخص مصاب صعد إلى الطابق العلوي ووجد أن كل عائلته بهذا الشكل [قد] استشهدوا.

طبعًا توجد عائلات ثانية عند منزل حيدر أيضًا النظام جمع النساء وهنا النظام كان أشد شراسة معهن، ونحن لم نثبت حالات اغتصاب أو لا نستطيع أن نسأل إذا حصلت حالات اغتصاب لأن هكذا أمور لا يُسأل عنها، ولكن النظام أزال حجاب النساء وبدأ يعذب النساء قبل أن يستشهدن، وأعدم عوائل كاملة ضمن هذه المنطقة، وبعدها توجه النظام باتجاه المركز الثقافي وعند المركز الثقافي كان يوجد شخص من عائلة أبو كم اسمه خلدون أبو كم وهو أحد الناشطين من مدينة داريا، ودخل النظام إلى المنزل إلى منزل خلدون أبو كم وقام بتفتيش المنزل ثم خرج وطبعًا أثناء خروج النظام بنت خلدون أبو كم الصغيرة عمرها بحدود 4 سنوات قالت: يا بابا هذا عنده مسدس مثل المسدس الذي عندك، وعاد النظام إلى خلدون أبو كم وحقق معه، ولكنه لم يعترف بشيء، واستمر النظام بقتله (ضربه) وتعذيبه حتى أعدمه أمام أولاده أمام طفلته الصغيرة، وقال النظام للطفلة: لأن والدك معه مسدس، يعني سلمها إياه جثة يجب أن نتخيل أن طفلًا صغيرًا عمره أربع سنوات ووالده يموت أمامه.

700 شخص أو 712 الذين تم توثيقهم ويوجد أشخاص لم يتم توثيقهم جميعهم أعدموا بهذه الطريقة.

إحدى القصص في أرض المشرق اتصل أحد الأشخاص مع أبي صياح البلاقسي وقال له: أنا أشتم رائحة الجثث. ونحن كنا في شهر آب/أغسطس والطقس حار والجثة عندما يتم إعدامها فإنها مباشرة تتفحم في شهر آب/ أغسطس وتخرج رائحتها وذهب أبو صياح البلاقسي وهو كان مسؤول المقبرة في داريا وبدأ يحفر مع الشباب ووجد لوح خشب وتوجد تحته جثث ووجد ثلاثة شباب إخوة وهو تواصل حتى يعرفهم واستطاع الوصول إلى أمهم وقالت له: دخل النظام وأمسك أولادي وفي البداية عذبهم لمدة ساعتين ثم أعدمهم أمام عيني. وقالت: خفت أن يأخذ النظام الجثث لذلك وضعت هذا اللوح وطمرتهم يعني أم كانت تدفن أولادها وإذا استذكرنا قصص خنساء فلسطين فإنه في سورية في كل منزل توجد خنساء مثل خنساء فلسطين.

إحدى القصص دخل الجيش لتمشيط أحد المنازل ووجد ضمن المنزل سوار علم الثورة وأعدم العائلة بالكامل بسبب سوار الثورة يعني النظام دخل حتى يقوم بالإجرام.

نحن في هذه اللحظات حتى لا نظلم الجيش بشكل كامل كان الجيش يدخل على مراحل، [في] أول مرحلة كان يدخل الجيش وكان يدخل العساكر العاديون ويقومون بالتمشيط ولا يفعلون أي شيء حتى الذين رأوا الشباب لا يتكلمون معهم وأحد عناصر الجيش الذين دخلوا إلى أقاربنا قال لهم: كل الشباب الموجودين هنا حاوِلوا النجاة بأنفسكم لأن الذين خلفنا لا يخافون الله.، وفعلًا في البداية قام الجيش العادي بالتمشيط ولم يفعل أي شيء كعساكر عاديين لم ينشقوا بعد وكان يوجد قسم كبير انشقوا بسبب مجزرة داريا والشيء الذي رأوه في مدينة داريا وبعدها الجيش يدخل ويمشط ويعدم كل شخص أمامه.

عدد الأطفال كان كبيرًا يعني الأطفال الرضع بحدود 50 أو 60 طفلًا والنساء ولم يرحم الكبير والصغير وحتى في أرض المغرّب كان يوجد شخص معروف أنه مُقعد منذ ولادته كان مشلولًا شللًا رباعيًا عمره بحدود 25 سنة وخرجت أمه، وأمه كانت تخدمه خلال 20 سنة، ودخل الجيش وكانوا يريدون اعتقال هذا المُقعد وقالت أمه: اتركوه لا يوجد لي أحد غيره. فقال: وماذا تريدين أن تفعلي به إنه مُقعد؟! وماذا سوف تستفيدين منه؟! قالت: أنا سعيدة برؤيته هكذا، قال: سوف أجعله يرتاح من الإقعاد. وأعدمه أمام والدته، يعني أم كانت تربي ابنها خلال 20 سنة وهو مقعد وهي صابرة على هذا الألم وأعدم النظام ابنها أمام عينها.

طبعًا قصص المجزرة كبيرة ولا أستطيع تذكرها جميعها، ولكن هذه أبرز القصص التي حصلت.

توجد قصة رضوان الدعاس وهو أحد أبرز الشباب من مدينة داريا [يتصف] بالهمة والنشاط وهو طالب من طلاب جامع أنس وكان يدرس، وهذا الشاب أحد أصحاب فكرة درع داريا للاستخبارات وكان من ضمن مجموعات الجيش الحر قبل استشهاده وكان شاب من كوادر مدينة داريا لديه هذه الطاقة الرهيبة في الدعوة والمظاهرات.

رضوان دعاس في المواجهات التي حصلت على طريق مشرّق استشهد أعز رفاقه في المجموعة واستشهد عند الجيش وركض باتجاه الجيش ولم يستغن عن جثة رفيقه وهو يحاول انتشال جثة رفيقه استشهد أيضًا.

أنا ذكرت صورة رضوان دعاس من الجيش الحر في مدينة داريا وصحيح أن الجيش الحر انسحب وترك الأهالي، ولكن أثناء المقاومة كانت مقاومة لا تستطيع الجيوش الصمود فيها أمام الجيش الذي دخل إلى مدينة داريا، عدد الدبابات لا يُعد ولا يُحصى، وأبو فاروق موسى كان من الكادر الطبي وتواجه مع الجيش وقال: كان يوجد على مد النظر عناصر.

الذين كانوا يعدمون بشكل أساسي كانوا يمسكون السيوف ويدخلون وأعدموا بالسيوف وكانوا يرتدون لفحات خضراء يعني مرتزقة من إيران أو العراق وكانوا يمشون في صفوف وينادون: يا علي ويا حسين، ويرتدون الأخضر والمسؤول عنهم كان لديه سيفان بشكل إشارة الضرب على ظهره وكان يعدم الناس.

هذه أبرز القصص التي حصلت في مدينة داريا.

عائلة كناكرية كانت مكونة من الأب والأم وثلاثة أطفال وكانوا يركبون سيارة والنظام من بعيد أشار إلى السيارة وهو خفف السرعة والضابط قال للعنصر: لماذا أشرت إليهم؟ أطلق عليهم النار من هنا، والنظام أطلق النار عليهم وأول شخص أصيب هو الأب في كتفه والأم من الناس المحتسبين الصابرين قالت له: لا عليك إن شاء الله لا يوجد بك شيء، والرصاصة الثانية أصابت ابنه فاستشهد، وهو مصاب حمل ابنه الشهيد وأخذ يبكي وانهار من البكاء والرصاصة الثالثة أصابت ابنته، وأصيبت إصابة خطيرة والأم تسطحت على الأرض وحملت ابنتها والأب كان مصابًا ويحمل ابنه الشهيد، وجاؤوا إلى المستشفى الطبي، وكان المستشفى ممتلئًا بالمصابين والكادر الطبي كان من أروع الكوادر في مدينة داريا، والأم جاءت إلى المستشفى وقد خسرت ابنها وابنتها وزوجها وهي كانت تصبّر الأب والأب كان منهارًا بشكل كامل وتقول له: اهدأ لقد سبقنا إلى الجنة وعندما وصلوا إلى المستشفى استشهدت ابنتها المصابة وهو كان مصابًا والأم بشهادة الكادر الطبي الذي روى هذه القصة كانت من أكثر نساء داريا الصابرات على هذا الموقف.

هذا بالنسبة لأحداث المجزرة أو بعض أو واحد بالمئة من القصص التي عاشتها داريا من تاريخ 20 آب/ أغسطس حتى 27 آب / أغسطس وحتى انسحاب الجيش بشكل كامل.

 الجيش الحر بعد أن بدأ النظام يخرج من المناطق والشهداء موجودون على الأرض نحن استنفرنا جميعًا لإخراج الجرحى، وأنا لا أعرف إذا نسيت إحدى القصص.

دخل الجيش إلى مزرعة في أراضي مشرّق ووجد فيها شخصًا من عائلة خولاني وفي البداية أجبروه على وضع الطعام لهم، وكان طوال الليل يخدمهم ويقدم لهم الطعام والشراب حتى [إنه] يجهز الماء لهم للاستحمام ولم يقصر معهم، ولكن بالإجبار وفي اليوم الثاني صباحًا وكان الجيران يسمعون صوتهم وكان يوجد جيران بجانب المزرعة يسمعون الحديث الذي يحصل وقالوا له: الله يعطيك العافية أنت تعبت معنا وسوف نكافئك. وقال أحد العساكر: أطلق عليه رصاصتين هذه أجمل مكافأة. وقال: ولكن لا يوجد داع حتى نخسر رصاصتين وأحضر البلطة وهي أداة لتعشيب الأرض وضربه على رأسه وشق رأسه وقتله، وهذا الصوت كان يصل إلى المزرعة الثانية، وكان الجيران يسمعون ما يحصل لهذا الشاب من عائلة خولاني وتوقعوا أن يأتي النظام إليهم، ولكن الجيش انسحب من المنطقة وأكمل باتجاه باقي المناطق.

شهداء المجزرة يوجد منهم من تم خنقه بالماء أو تم تقطيعه بالبلطة أو ُشنق يعني كل قصة من قصص الشهداء كان النظام مروعًا فيها بشكل أو بآخر، ويحاول إيجاد طرق تعذيب جديدة لإعدام الشباب الموجودين.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/12/29

الموضوع الرئیس

مجزرة داريا الكبرى

كود الشهادة

SMI/OH/7-15/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

20-27/8/2012

updatedAt

2024/09/25

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

الشهادات المرتبطة