كي الجرح.. داريا ما بعد المجزرة الكبرى
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:22:58:05
هذا بالنسبة إلى أبرز قصص المجزرة التي حصلت وأحداث المجزرة مع المواجهة والاقتحام والانسحاب بدأ من تاريخ 20 آب/أغسطس 2012 حتى 27 آب/أغسطس 2012، وتم الانسحاب الكامل للجيش من مدينة داريا.
نحن قبل أن ننتهي ونذهب إلى ردود فعل الأهالي على أبناء مدينة داريا يجب أن نتكلم عن الكادر الطبي والكادر الطبي في مدينة داريا كان بحدود 25 شخصًا ويوجد أطباء من معضمية الشام ويوجد أطباء من مدينة داريا ويوجد كادر وكان غالبيتهم من جامع المصطفى الشباب قاموا بدورات طبية وشاركوا في الإسعاف وترتيب الجرحى.
الكادر الطبي ضمن المستشفيات كان يوجد في المستشفى 100 أو 200 شخص من المصابين أمام أعينهم ولا يعرفون ماذا يفعلون والإصابات الصغيرة يتركونها فقط يعلّم المصاب ماذا يفعل ويتركه فأصبحت توجد عمليات ضمن المدرسة لأن النقاط الطبية أصبحت ضمن المدارس وعندما وصل الجيش [إلى] الثانوية الشرعية هنا اضطر الكادر الطبي للانتقال لأول مرة يعني تصور حجم الجرحى سيتم نقلهم إلى مكان ومستشفى جديد آخر وحتى يجد المكان ويجهزه ويعقمه ونحن خلال هذا الوقت الذي نقاوم فيه الجيش يوجد فريق هم الجنود المجهولون [كانوا] يعملون ضمن الكادر الطبي ولم يقصروا إن كان بالإسعاف أو في مداواة الجرحى، ولكن القصة الأعظم التي حصلت عند شباب الطبية أنه أثناء الانسحاب وصلهم الخبر بعد أن وصلنا الخبر ونحن في الجيش الحر وصلنا خبر انسحاب قبل يوم، ولكن أنا عن طريق معارفي أخبرت الكادر الطبي أننا نحن مجموعات الجيش الحر سوف ننسحب هكذا هو ترتيبنا ويجب عليكم ترتيب أموركم على هذا الأساس، وهم كان لديهم الجرحى والشهداء وتركوا الشهداء في مكانهم حتى يستطيعوا إخلاء الجرحى وأخذوا يتصلون بالعائلات الموجودة في المنطقة هناك أنه يوجد لدينا جريح هل يمكن وضعه عندك حتى يخرج الجيش، وتوجد عائلات وافقت وعائلات رفضت واستطاعوا تأمين عدد جيد من الجرحى، ويوجد جرحى وضعوهم ضمن محلات وأغلقوا المحل عليهم وبعد أن تنتهي المجزرة سوف يعودون ويوجد قسم من الجرحى وجزء ليس قليلًا استشهد بسبب النزف يعني لا يوجد من يداويه ويوجد جرحى دخل عليهم الجيش ويوجد مقطع موجود على اليوتيوب وقام الجيش بإعدامهم ميدانيًا في البداية عذبهم ثم أعدمهم.
على مستوى مستودع طبي في بناء نوح الجيش وجد مستودعًا صغيرًا طبيًا يعني ليس مستودعًا كبيرًا وأعدم 16 شخصًا في البناء، لأنه كان لديهم مستودع طبي لأنهم سمحوا للمستودع الطبي أن يكون هنا، وهذا بالنسبة للكادر الطبي والشباب الذين كانوا يعملون به.
بالنسبة لمنطقة داريا يعني مكان لا تحسد عليه كمنطقة جغرافية أولًا جبال الفرقة الرابعة ترصد مدينة داريا بالقصف وحدودنا باتجاه الشام (دمشق) النظام كان مستعدًا على المتحلق الجنوبي ولديه خنادق وحواجز، وحاجز الصبارة يعتبر ثكنة عسكرية، وفي جهة صحنايا ومنطقة صحنايا [سكانها] دروز وفي بداية الثورة أخذ النظام يجند الدروز الموجودين في صحنايا وأسماهم "اللجان الشعبية" ويوصل لهم صورة أن شباب داريا جاؤوا حتى يقتحموا عليكم ويسرقوا. وفعلًا حصلت قصص ولكن ليس بهذا الشكل، يعني كان الشباب مثلًا: يراقبون ضابطًا وكان يوجد سكن للضباط في مدينة صحنايا وكانت تذهب مجموعتان للجيش الحر ويأخذون السيارة ثم يعودون وفي إحدى المرات قبضوا على ضابط هناك وقتلوه وأيضًا هذا الضابط من عائلة معلا أيضًا اعتقلوه في منطقة صحنايا والنظام أوصل لهم عن طريق اللجان أن كل شخص درزي هو مستهدف للجيش الحر الموجود في مدينة داريا واللجان كانوا مجهزين ومؤدلجين لمقاومتنا يعني أثناء تنقل شباب الطبية من مكان إلى آخر اضطروا كشف أنفسهم باتجاه بنايات صحنايا وأخذ اللجان يضربون عليهم وهذا أثناء المجزرة يعني أصبح يأتينا الضرب من بنايات صحنايا.
طبعًا بعد المجزرة حصلت عدة لقاءات عن طريق المجلس المحلي الذي تشكل مع أهالي مدينة صحنايا وحتى مع عقلائهم أصبح يوجد تنسيق للإغاثة لعدة أمور، ولكن ليس على المستوى المطلوب وبشكل عام كان أهالي صحنايا قد أخذوا موقفًا أن هؤلاء الشباب يعني جماعة مخربين كما كان يصفنا النظام.
قبل الدخول في رد فعل الأهالي، المخفر كما ذكرت أيام الشرطة العسكرية كان قد استلمه العقيد محمود العمر (أبو عمر) وهو من مدينة حماة، وهذا العقيد لأنني كنت قد استلمت الشرطة العسكرية أصبح ينسق معي بحيث إذا كانت توجد دعوى أو أي أمر أو سرقة هو لا يستطيع التجول في مدينة داريا ونحن في الشرطة العسكرية كان لدينا دوريات في كل مدينة داريا ونحن قسمنا داريا إلى قطاعات وكل قطاع يوجد فيه دورية وأي مشكلة تحصل حتى بين المدنيين كنا نحلها ونتدخل في حلها، فكان عندما تأتيه دعوى كان يتصل بي لمتابعة هذا الأمر وأنه يوجد مشكلة في المنطقة الفلانية وأحد مجموعات الجيش الحر اعتقلوا رئيس المخفر وأخذوا دراجات الشرطة وذهبوا وأنا مباشرة تدخلت وأخرجت رئيس المخفر وأعدته إلى المخفر وأخرجت الدراجات النارية وأعدتها لهم. ووصل خبر إلى النظام أن الجيش الحر اعتقل ضابطًا وتركه يعني يوجد إنّ (أمر غير مطمئن) في الموضوع وأنت عميل وعندما دخل النظام في المجزرة دخل إلى المخفر وداهم المخفر وأعدم العقيد محمود العمر أبو عمر، وكان إنسانًا جيدًا وحتى أخوه ضابط منشق الآن موجود في إدلب وعائلته عائلة ثورية وغالبيتهم انشقوا بعد إعدامه وهم موجودون في مدينة إدلب وتعرفنا عليها بعد التهجير، وهذا بالنسبة لأحداث المجزرة وهذا غيض من فيض توجد أحداث كبيرة غيرها.
بالنسبة للمجزرة بشكل أساسي نحن ذكرنا أهم الأسباب التي حصلت [بسببها] المجزرة أو التي أوصلتنا إلى المجزرة، ولكن يوجد بعض التحليلات تقول: لماذا الذين كانوا يرتكبون المجزرة بشكل أساسي هم عبارة عن مرتزقة ليسوا سوريين؟! [فهم] إما من العراق أو إيرانيون أو أفغان وهؤلاء الذين تكلمنا عنهم كانوا يرتدون الأخضر وينادون: يا حسين ويا علي. ويحملون السيوف ومدينة داريا كانت أحد المشاريع الإيرانية في سورية وابتدعوا عندنا "مقام سكينة" وقاموا ببنائه وأصبح يوجد كل يوم أكثر من 50 باصًا تأتي للحج في مقام سكينة، والأمر الثاني أصبح يوجد تجار إيرانيون يشترون العقارات حول مقام سكينة و[يقومون] بتأهيل الفنادق والمحلات التجارية، وهذا المشروع [بدأ] قبل الثورة بـ 10 أو 15 سنة ويتم بناء هذا المشروع الإيراني داخل مدينة داريا والهدف منه هو تشييع مدينة داريا. وأول زيارة إلى سورية قام بها الرئيس أحمدي نجاد الرئيس الإيراني جاء وزار مدينة داريا وهذه تعبر عن المكانة العالية لمدينة داريا، وهم يعتبرون هذه الثورة التي جاءت في يوم وليلة ستهدم هذا المشروع وهم ارتكبوا هذه المجزرة لتربية مدينة داريا وأن داريا بعد اليوم لن تقوم مرة ثانية، وعلى العكس أحد أسباب وأهم أسباب المقاومة ثباتنا في المعركة هو أن وجع المجزرة كان يمشي في عروقنا وكل شخص من مدينة داريا الذي عاش المجزرة لا يستسلم ويترك مدنيًا موجودًا في مدينة داريا لوحده، وكان هذا أحد الأمور التي جعلتنا نثبت في الحصار الثاني الذي جاء فيما بعد.
بعد انسحاب الجيش والمجزرة ارتكبت بشكل أساسي في تاريخ 25 آب/أغسطس يعني أغلب الناس استشهدوا في هذا التاريخ وأخذ النظام قبل أن ينسحب في تاريخ 27 من الشهر ينسحب من المناطق ونحن هذه المناطق أصبحنا نتحرك فيها كجيش حر ونسعف الجرحى وطبعًا كان يوجد استياء كبير من الأهالي، يعني من أحد المواقف دخلنا إلى المقبرة للمساعدة في دفن الشهداء طردنا الأهالي من المقبرة وبعدها عن طريق أحد المعارف من المدنيين أننا نحن في الشرطة العسكرية ليس لنا علاقة وسمحوا لنا بالدخول إلى المقبرة للمساعدة في دفن الشهداء واتصل معي أحد الأقارب من أقارب زوجتي، أن خالي وهو أخو حماتي وقال: إنه مفقود فهل هو موجود بين الشهداء؟ وأنا سألت أبا صياح البلاقسي وقلت له: يوجد أستاذ من عائلة خولاني مفقود هل رأيته؟ وقال: الآن أحضرت بعض الشهداء من أرض مشرّق اذهب وانظر بينهم، ولكن كانت كل الجثث متنفخة ولا يظهر شيء وأخذت أقوم بتصوير ثياب الشهداء وأرسل الصور وأن هذا القميص لهذا الشخص وفي النهاية عرفوه من القميص وقال لي: هذا هو لقد استشهد ونحن دفناه في مكان هم طلبوه.
أخذنا نحاول المساعدة في نقل الجرحى والعائلات هنا بشكل أساسي كما ذكرت لم يستقبلونا واستمرينا لمدة شهر بعد المجزرة والناس ينتشلون الشهداء ويقومون بدفنهم، وكان أبو صياح البلاقسي حريصًا على الشهداء أكثر من حرصه على أولاده، وكان يحاول ترتيبهم ونحن عندما نرى مقاطع دفن الشهداء كان أبو صياح يحفر القبور ويرش الماء على الشهداء ويدفنهم في ثلاث مقابر جماعية وفي كل مقبرة كان يوجد ما بين 150 إلى 200 شخص، ورتب ساحة حول الشهداء ومقبرة الشهداء أصبحت فيما بعد مثل المزرعة يعني الشخص إذا أراد الذهاب حتى ترتاح أعصابه كان يذهب حتى يرى الورد الموجود في تربة الشهداء، وأبو صياح أحد أيقونات داريا يعني كما ذكرت سابقًا إذا كانت داريا هي أيقونة الثورة فإن أبا صياح هو أيقونة داريا الخاصة بنا وكان جهده كبيرًا وعظيمًا وجبارًا في دفن الشهداء وكل شيء يكون عن طريقه هو يعني التوثيق والدفن وترتيب الشهداء وكل هذه الأمور وهو كان ينظم كل الموجودين في مقبرة داريا.
لم يتم تغسيل الشهداء وبعد أن قام أبو صياح بترتيبهم في القبر ضمن مقابر جماعية أحضر صهريج ماء وقام بإفراغه عليهم جميعًا لترطيب القبور واستمر بسقايتهم بالماء حتى بدأت المعركة وهو كان حريصًا على المقبرة مثل حرصه على أولاده.
بالنسبة لمقبرة مجزرة داريا الكبرى هي عبارة عن ثلاثة قبور طويلة مدفون فيها هؤلاء الشهداء وكان عندنا مقبرة ثانية لدفن الشهداء العاديين والمقبرة التي كانت مخصصة للشهداء المدنيين و[مقبرة] الجيش الحر امتلأت وأصبح فيها بحدود 450 شهيدًا أثناء الحصار وأجبرنا على أخذ القسم الموجود بجانب مقبرة داريا وأيضًا دفنا فيه بحدود 400 إلى 500 شهيد وهذا بعد المجزرة ونحن بعد أن خرجنا من داريا بالنسبة لمقابر الشهداء التقطنا لها صورًا عادية وأزلنا جميع الشواهد وقمنا بتمهيد أرض الشهداء لأننا اعتقدنا أن الجيش سوف يدخل ويفظع بجثث الشهداء وخاصة عندما يقولون: توجد هنا جثة غياث مطر سوف أخرجها وأمثل بها أو جثة أبو سلمو سأنكل بها، نحن محونا آثار المقابر ومع ذلك دخل النظام وحفر ضمن مقابر الشهداء، ولكن لم يعرف النظام أسماء الشهداء والنظام كان يريد الانتقام من شخصيات معروفة كما رأينا في أحد المقاطع كان العسكري يشرب من ضمن جمجمة من الجماجم أو العظام الموجودة.
أحد الشروط مع النظام أن لا يقترب من المقابر بشكل كامل مقابر أهل داريا وغيرهم وهو كان يقول: نحن نحترم المقابر. وقلنا له: إن المقبرة الأساسية لأهالي داريا أصبحت ممرًا لدباباتكم. وقد دهس القبور عند دوار الزيتونة ونحن ضمن الاتفاقية تكلمنا ولكننا لم نحدد له أماكن المقابر، ولكنه عن طريق طائرات الاستطلاع يعرف أين كنا عندما ندفن الشهيد كان النظام يستهدفنا ويستهدف المنطقة التي ندفن بها والنظام انتقم من جزء من الشهداء ونبش قبورهم في مدينة داريا.
أبو صياح (أبو صياح البلاقسي) هو الذي كان يوثق الشهداء وحتى قتلى النظام كان يعلمهم بشرائط ولديه دفتر مكتوب عليه اسم يعني هذه الشريطة يوجد فيها عقدتان باسم فلان الفلاني وهذه يوجد فيها العلامة الفلانية، وكل هذه التوثيقات فيما بعد فُقدت واستلم بعده شاب اسمه أبو العز وهو موجود لديه هذه التوثيقات في داريا، ولكن التوثيقات الخاصة بقتلى النظام فقدت مع أبي صياح.
المجزرة تم توثيقها عن طريق المجلس المحلي وكانوا يوثقون الشهداء وتم توثيق 712 اسمًا ضمن شهداء مجزرة داريا.
في البداية ذكرت أنه [كانت هناك] نقمة [عند] الأهالي في داريا على شباب الجيش الحر، وحتى إنهم توقفوا عن استقبالنا في المزارع الموجودة عندهم ولم يعد يوجد مأوى للجيش الحر كحاضنة شعبية تأويه.
النقمة الثانية التي حصلت هي نقمة شباب الجيش الحر على قيادة الجيش الحر يعني أنا أرى نفسي كعنصر في الجيش الحر قائدي لم يستطع تأميني أثناء المجزرة أو لم يعطني أمرًا بما [يجب أن] أفعل أو كيف أتصرف وأنا كنت جاهزًا وإذا قال لي: [يجب أن] أموت فإنني سوف أموت.
في مجموعتي لم يحصل هذا الأمر لأنه في الأساس كانت مجموعتي من أصدقائي، ونحن كنا أصدقاء بين بعضنا واستطعنا تأمين شباب المجموعة وتأمين السلاح الموجود بين أيدينا، وحصلت اجتماعات لشباب الجيش الحر كمجموعات وعناصر بين بعضهم بأن فلانًا لم يعد كقائد علينا ولا نعترف به كقيادة وفلان يجب محاسبته فصار يوجد عند الجيش الحر احتقان كبير على قيادة الجيش الحر، وهنا في هذه الأثناء أبو مالك عيروط وأبو تيسير الزيادة (حسن زيادة) كانا متواريين عن الأنظار يعني في اللحظات الأولى بعد المجزرة إذا خرج أبو تيسير وظهر أو أبو مالك فانه سوف يُقتل من قبل شبابه؛ لأنه لا أحد كان يحتمل الشيء الذي حصل، وكان رد الفعل قد ولد [شعورًا] أنه يجب على قيادة الجيش الحر أن يتم محاسبتهم بدون استثناء، وهنا كان يوجد لدينا "كتائب الصحابة" وتم إيصال الرسالة أن أبا تيسير جزء من كتائب الصحابة تجب محاسبته وهو جزء من أسباب المجزرة، وطبعًا كان ردة فعل "كتائب الصحابة" سلبيًا يعني بعد فترة بعد محاكمة أبي تيسير تم تعيينه قائدًا على الصحابة وكافأوه على المجزرة.
هنا بعد الاستياء الذي حصل من الأهالي ومن شباب الجيش الحر على قيادة الجيش الحر اجتمعت أنا والأستاذ محمد شحادة أبو يامن وقررنا عقد اجتماع على مستوى مدينة داريا، وطبعًا قبل هذا الاجتماع يجب أن أذكر الحجي (الحاج) أبو علي شعيب وهو كان من بداية المظاهرات وكان يشارك في المظاهرات ومن بداية تأسيس الجيش الحر كان يشارك يعني أنا كنت أشتري بعض قطع السلاح عن طريق أبي علي شعيب، هو كان يقوم بتأمين السلاح وأثناء اعتقال الأستاذ نبيل أول من خطر على بالي الحديث معه لتأميني هو أبو علي شعيب، وأنا اتصلت معه وقلت له: نحن هكذا وضعنا تعال لأجل تأميننا. وأخذ يحضر لنا الطعام إلى المزرعة ويؤمن لنا الأغراض، وفي اليوم الثاني كان يوجد حاجز قريب من المزرعة التي أجلس بها، وهو جاء وهو مرتديًا ثياب السقاية وينتعل الجزمة والسلك (الكوفية) ويمسك الكريك (المجرفة) واقترب من الحاجز بحجة ري الأرض، ثم عاد وأعطانا الأخبار وكان قلبه من حجر وهمته عالية والشباب لا توجد لديهم هذه الهمة وقلبه طيب جدًا وهو كان يتنقل بين مجموعات الجيش الحر وينتبه عليهم مثل أولاده ولا يقصر مع أحد، وهنا عندما فكرنا نحن وأبو يامن شحادة بالتواصل تواصلنا مع الحجي أبو علي شعيب قلنا له: صورة (وضع) داريا كذا وكذا والشباب مستاؤون من قادة الجيش الحر ويجب علينا فعل شيء. قال: ماذا تريدون أنا حاضر ومنزلي مفتوح لكم وماذا تقررون أنا جاهز.
وكما ذكرت عن مهمته وشجاعته واجتمعنا معه وقلنا له: نحن يجب علينا فعل شيء وتخفيف هذا الاحتقان ويجب هيكلة أنفسنا في الجيش الحر، وحتى إنني قلت له للحجي أبو علي شعيب: أنت عليك قيادة الجيش الحر وأنت من بداية المعركة حتى نهاية المجزرة أنت لم تتركنا وإذا أنا قلت للشباب من سوف تنتخبون لقيادة الجيش الحر فإنهم سوف يقولون: الحاج أبو علي شعيب. فقال: لا أريد الاقتراب من كل هذه المصلحة. وقال: أنا معكم وأنا جاهز وفعلًا هو ضحى بسياراته وعمله ومنزله وكانت أغلب اجتماعات الجيش الحر تحصل في منزله، ونحن وضعنا قائمة أنا والأستاذ محمد شحادة أنه علينا دعوة الوجهاء من مدينة داريا وتقرير ماذا يجب أن نفعل بعد هذا الشيء الذي حصل، وجمعنا قائمة بحدود 40 شخصًا من خطباء المساجد ومن وجهاء مدينة داريا ومن تجار مدينة داريا الذين لهم وزنهم في المدينة وحضر الاجتماع ونحن دعونا أكثر من 40 يعني بحدود 45 شخصًا، وقررنا عقد اجتماع لتقدير الوضع أو تقرير موقف من الشيء الذي حصل والذي حضر الاجتماع من الأشخاص المدعوين بحدود 25 إلى 30 شخصًا وأنا كنت موجودًا والأستاذ أبو يامن والشباب الموجودين، وكان يوجد جزء من الجيش الحر مثل: أبي الفداء مدوّر وأبو الخير مدوّر وهنا تم طرح الأحداث التي حصلت كترتيب الجيش الحر وتفاصيل المجزرة التي حصلت.
بعد انتهاء المجزرة الذين تواروا عن الأنظار هم أبو تيسير و(...) والضباط المنشقون مثل: مازن السقا وأبو مدين السقا وأبو جمال وغيره وأيضًا لم يتدخلوا في هذا الاجتماع الذي حصل وهو كان اجتماعًا على مستوى مدينة داريا وأصبح يوجد تداول لأمور المجزرة والأحداث التي حصلت ضمن المجزرة، وفي النهاية قالوا: إنه توجد مشاكل بالأساس بين التنسيقيات ولا يعرفون التنسيق بين بعضهم ويوجد مشاكل ضمن الجيش الحر ولم يعرفوا التنسيق بين بعضهم لقرار الانسحاب وعلينا تأسيس مجلس يكون صلة الوصل بين كل هذه الأمور. وقرروا تشكيل مجلس مكون من سبعة أشخاص من ضمنهم شخص يتولى التنسيق مع الجيش الحر وباقي الأشخاص ينسقون أمور اللجان والتنسيقيات والعمل الإغاثي، وبعد تقريبًا ثلاثة اجتماعات انتخبوا من ضمنهم سبعة أشخاص من ضمنهم أبو الفتح صوراني قبل أن يتحول إلى الفكر الداعشي وكان مع المجلس المحلي باسمه أبو الفتح صوراني (محمد صوراني أبو الفتح) أو أبو الفاتح يلقب نفسه، وهذا كان مسؤولًا عن التنسيق مع الجيش الحر، وكان الحجي (الحاج) أبو علي الشعيب أيضًا مسؤول عن التنسيق مع باقي شباب الجيش الحر وهذا بالنسبة لترتيب المجلس، وكان الرأي الأول هو اختيار قضاة لمحاكمة كل من قصّر من الجيش الحر وتم التواصل مع كتائب الصحابة وهم انتخبوا بمساعدتنا لجنة للتحقيق ولجنة للقضاء ونفس القضاة الذين كانوا يتعاملون معنا في الشرطة العسكرية قبل المجزرة انتخبناهم نفسهم لمحاكمة أبي تيسير ولجنة التحقيق يوجد منها أشخاص من كتائب الصحابة من درعا والغوطة الجنوبية وفي البداية (...) رفض المحاكمة وقال: أنا لم أقصّر في شيء وأنا لم أخطئ ونحن حاولنا من خلال جلسات معه يعني [وقلنا]: إذا كنت بريئًا نحن جميعنا خلفك واذا كنت محكومًا فنحن جميعًا مع الحق، فوافق وأول قرار أصدرته لجنه القضاء أنه يجرد أبو تيسير من كامل صلاحياته في قيادة الجيش الحر يعني يحول إلى عنصر عادي ليس له علاقة بالجيش الحر أو غيره والمسؤول عن متابعة الجيش الحر ومجموعاته وخدمتهم هو مجلس السبعة الذي يقود البلد في هذه الفترة، وأبو تيسير هنا رضخ للأمر الواقع وأيضًا عاد (...) رضخ للأمر الواقع وحصلت جلسات تحقيق مستمرة مع أبي تيسير ومع (...) وجلسات شهادة من قادة الجيش الحر يعني أنا أخذوا شهادتي مرتين وشهادة قادة المجموعات الموجودين وعلى هذا الأساس قرروا إيقاف أبي تيسير عن العمل العسكري مع (...).
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/12/29
الموضوع الرئیس
مجزرة داريا الكبرىكود الشهادة
SMI/OH/7-16/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
آب 2012
updatedAt
2024/09/25
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-مدينة دارياشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الجيش السوري الحر
كتائب الصحابة
الجيش العربي السوري - نظام
اللجان الشعبية - نظام
مخفر داريا