الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

محاولات الحراك والصرخة الأولى في جامع آمنة في حلب

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:21:47:06

الخطاب الأول (خطاب بشار الأسد) الذي حصل في نهاية شهر آذار/ مارس كان صدمة حقيقية، وأنا كنت خارج الجامعة ولم أكن موجود في كلية العمارة ولكن كان يبدو أن الشباب كانوا يسمعون في الكلية على شاشة في الكلية، والخطاب كان صادمًا بكل المقاييس، وأنا أتذكر بعد الخطاب كتبت رسالة عادية فيها شتيمة (شتيمة لأم بشار الأسد) إلى صديقي من جبلة الذي كان موجودًا في الكلية وكان واضحًا أنه يوجد حنق -لأنني لم أستطع كتمه- وأنا كنت أريد إرسال هذه الرسالة حتى تصل والذي حصل في الجامعة في كلية العمارة بعد الخطاب هو حفلة وطنية يعني تم تشغيل الأغاني وبدأ الرقص والدبكة والكثير من الشباب شاركوا في هذه الدبكة من شباب إدلب وقصة شباب إدلب في الجامعة سوف أتحدث عنها لاحقًا، وكلية العمارة يوجد في الطابق الأرضي؛ الطابق كان مقسومًا إلى فنون وعمارة ولكن الطابق العلوي كله للعمارة، نحن من الطابق الثاني نطل على بهو كلية الفنون التي حصلت فيه الدبكة ومن هنا يمكنك النظر إلى الأشخاص الذين لم يشاركوا يعني الوجوه المتلونة التي تكره ما حصل.

في الليل رأيت الشباب وكانت الجلسة كلها حنق والشباب كان عندهم منزل في المارتيني الشاب من جبلة والشباب الآخرون كان لديهم منزل في المارتيني فذهبنا إلى منزلهم وحصل كلام عن كرهنا لهذا الشيء الذي حصل وكيف يجب علينا تغييره، وفي اليوم الثاني من الخطاب في الكلية خرجت الفكرة؛ والفكرة أنه نحن يجب علينا الاعتصام في ساحة سعد الله الجابري ولكن كيف سوف ندخل إلى الساحة، وهنا كان النظام قد بدأ ينشر وأصبح يوجد ملاحظة نوع من تواجد لمجموعات [أمنية] في مدينة حلب تنتشر، وخصوصًا حول ساحة سعد الله الجابري وهي الساحة المركزية في مدينة حلب، والساحة التي إذا سوف يحصل اعتصام شبيه بما حصل في مصر فهو سوف يحصل هنا في حلب، ونحن كان كل تفكيرنا هو كيف يمكنك القيام باعتصام، وهذا هو الحدث الذي يجب أن نتعلم منه والمثال الذي نستطيع أن نمشي عليه يعني في مصر اعتصام وساحات ثم سقط، وهذه هي الفكرة التي كانت وكان تصورنا أننا عندما ندخل إلى هذه الساحة وبقينا فيها نصف ساعة ووصل الخبر إلى حلب فإن الساحة سوف تصبح مليونية ولا أحد سوف يستطيع إخراجهم وسوف يسقط النظام، هذه كانت قناعتنا التي كانت موجودة. 

ونحن في اليوم الثاني من الخطاب بدأنا بهذا الكلام، وقلنا أنه سوف نحمل أعلام النظام وصور بشار وندخل إلى الساحة، وعندما نصبح في داخل الساحة سوف نرمي الصور على الأرض ونرفع الأعلام ويجب أن نستأجر غرفة في الفندق المطل على الساحة، وشخص يكون معه شريحة انترنت يصوِّر ويبث مباشر، ونحن كنا نرى البث المباشر في مصر يعني لم يكن شيئًا نحن اخترعناه ولكن كنا نرى البث المباشر من الساحات، وأكيد كان ممنوع دخول القنوات، ويحصل هذا الشيء ونقوم بالبث المباشر من هذه الساحة وكل حلب تعلم بالقصة ويأتون إلى الساحة هذه ويحصل اعتصام، ولكن كم العدد الذي يجب أن يكون في هذه الساحة؟ وأنا أنقل النقاش كما حصل، كم هو ساذج حاليًّا وكم هو مثير للسخرية ولكنه هكذا حصل في وقتها، ونحن ذكرنا أنه نحتاج على الأقل 200 شخص، ونحتاج إلى 50 شخصًا يقفون في منتصف الساحة و 150 شخصًا يشكلون شبه طوق حولها، بحيث إذا جاءت دورية للأمن يقومون بضربها بالعصي وتحصل مواجهة بسيطة، نحن لم نتصور الرصاص، وموضوعنا هو فقط نصف ساعة وعندما نصمد نصف ساعة فإن حلب سوف تنزل إلى الاعتصام حتى إسقاط النظام والعاصمة الاقتصادية خرجت، وحلب لها ثأر مع النظام ومشكلتنا الوحيدة في هذه الخطة كانت أننا لا نعرف 200 شخص حتى ينزلوا، وهذه هي المشكلة الوحيدة أصبحنا نتحدث كيف يمكننا تأمين 200 شخص للمشاركة في هذه الخطة -التي كانت منطقية جدًّا بالنسبة لنا- وقلنا علينا تجربة الخروج في مظاهرات لأننا بدأنا نسمع الناس يقولون إنهم يريدون الخروج في مظاهرات من الجوامع، وأعتقد في وقتها بدأت تخرج مظاهرات من عدة جوامع وخرج لها مقاطع فيديو بعد صلاة الجمعة وتكون مظاهرة، وقلنا إنه يجب علينا الخروج في هكذا مظاهرات كهذه حتى نجمع حولنا عدد 200 شخص حتى نقوم بالاعتصام يعني هذه كانت فكرتنا.

يوجد شباب معنا في الكلية قالوا لنا: سوف نخرج في مظاهرة الجمعة القادمة، وأنا هنا التقيت مع شاب اسمه مالك العيسى أبو يزيد -تقبله الله- من درعا من بصرى الحرير أو بصرى الشام، وكان قد حضر الأحداث في درعا، وقام بالتصوير على هاتفه لبعض الأمور التي حصلت وأرانا هذه المقاطع، بدأنا نتكلم أننا نريد الخروج في مظاهرة وأين سوف نخرج في هذه المظاهرة في يوم الجمعة كما رأيناها في بقية المحافظات وقلنا جامع الروضة في الموكامبو وهو الجامع الذي يخطب به أحمد حسون "مفتي الجمهورية" من هنا سوف نخرج بالمظاهرة، وسألنا كل شخص كم العدد الذي يمكنه إحضاره معه، وهناك من قال 50 شخصًا والآخر 30 شخصًا وشباب من حلب ومن خارج حلب، ونحن طلاب جامعة وأنا في وقتها قلت يمكنني إحضار 30 شخصًا وجاء معي من هذا العدد فقط شخصان.

وخرجنا في يوم 8 نيسان/ أبريل 2011 ذهبنا إلى جامع الموكامبو وكان الجامع يغص بباصات الشبيحة يرتدون الثياب الرسمية أو غير الرسمية ويحملون الأنابيب بأيديهم، والمظاهرة كانت مكتظة بالناس ونحن وقفنا في الجامع وصلينا وكان يوجد باصات (حافلات) موجودة.

ونحن عندما صلينا الجمعة تفاجأنا أنه كيف تسرب الخبر؟ ولكن واضح تمامًا بسبب كثرة بلبلتنا (تداولنا) بالقصة مع محيطنا وصلهم الخبر، أو لأنه جامع أحمد الحسون فكان يوجد فيه هذا العدد لا أعرف، أنا في وقت لم أستطع أن أحكم أنها هل هي مخترقة أم لأن أحمد حسون موجود وقام بخطبة الجمعة والباصات (الحافلات) كانت موجودة ويرتدون ثيابًا موحدة، وأيضًا كان واضحًا أنهم شبيحة وهم أشخاص يرتدون الثياب المدنية ويحملون أنابيب لونها أخضر فخرجنا من الجامع ننظر حولنا والشباب الذين جاؤوا أعتقد رأيت 20 أو 30 شخصًا من شبابنا ولا أحد يتجرأ على التكبير، وكان يوجد بسطة تبيع التمر الهندي والسوس مقابل الجامع وذهبت وجلست إلى جانبه، وأخذنا كؤوسًا لنشرب وبدأت أنظر إلى الشبيحة وكان المنظر غريبًا، وخصوصًا أنه أين هم شبابنا؟ أين الذين سوف يأتون؟ وكان من المفترض أن يكون العدد 300 شخص تقريبًا، وهذه كانت أول صدمة في المظاهرة ولم نخرج أبدًا وكان منظر الشبيحة أمامنا وباصات حفظ النظام الخروج سيكون مشكلة.

داومنا بعدها [في الجامعة] مع العلم أنه جاء شباب من عدة أماكن يعني أشخاص جاؤوا من حي الصاخور واجتمعنا كلنا في هذا المسجد، وعندما ذهبنا بعدها إلى الدوام سألنا: ما الذي حصل؟ ولماذا هؤلاء الأشخاص لم يأتوا؟ ولماذا العدد كان قليلًا؟ ونحن هنا أخذنا أول درس أنه فعليًّا العدد الذي تتفق معه لا يأتي كله، لا تقول عندي أربعين ويأتيني اثنان، لا قل عندي اثنين ويأتي بالفعل شخصان، هذا كان أول درس أخذناه لم نتظاهر في يومها وبالتالي لم نستطع رصد ردة الفعل.

في تاريخ 13 نيسان/أبريل أخبرنا شاب -طالب طب من درعا- أنهم سوف يخرجون في مظاهرة من كلية الآداب، وقلنا نحن سوف نخرج، وفي يومها حصل عندنا فحص عملي وعدم حضور هذا الفحص هو مصيبة فقررنا الانتهاء من الفحص ثم الخروج في المظاهرة لأن موعد انتهاء الفحص مع موعد بداية المظاهرة، وكلية الآداب والعمارة قريبة على بعضها ثم انتهينا من فحص العملي ورأينا أشخاصًا يركضون في كلية الآداب وأنا خرجت أركض، وصديقي ركب السيارة وقلت له: سوف ألتقي بك على باب المدينة الجامعية من طرف دار الضيافة يعني من عند حي الفرقان، وأنا ذهبت أركض باتجاه الآداب حتى أرى ماذا يحصل، والشباب كانوا يركضون ويهربون ويلحق بهم شباب؛ جزء منهم من الهيئة الإدارية من إدلب وجزء منهم حراس في الكلية ويبدو أنه خرجت المظاهرة وانتهت، وهؤلاء يقومون بملاحقتهم فأخذت أركض وألحق الطرفين وأمشي خلفهم لأن المظاهرة انتهت ولم نشارك ولا نعرف ماذا يجب أن نفعل، فأمسكوا بهم في المدينة الجامعية أي أمسكوا بأحدهم -شاب في المدينة الجامعية- وبدأوا يضربونه ومن يضربه هم من الطلاب وأنا هنا توقفت ولم أحتمل الموقف فدفعت أحدهم فأكلت بوكسًا (لكمة) كان أول شيء في الثورة، ثم شاهدني شباب من الرقة وأخذوني وقالوا لي: اذهب من هنا وأنا خرجت من باب من عند دار الضيافة يعني من الجهة الجنوبية من الطرف الجنوبي باتجاه حي الفرقان وخرجت من هذا الباب وكان صديقي أحمد مصري في سيارته ينتظرني وذهبت معه.

هنا كنا متفقين أنه في الجمعة القادمة سوف نخرج في مظاهرة بات تنسيق المظاهرة من كان يعمل عليه هو مالك العيسى الذين هم طلاب السنة الخامسة من كلية العمارة من درعا، وشاب اسمه محمد الجاسم من دير الزور وهذا الشخص كان فظيعًا بدقته المرعبة وقدرته العالية على التنظيم، أنا دائمًا أقول أن العمل العسكري في سورية خسر قامة كان يمكن فعلًا أن تقلب الموازين وهو شخص كان مبدعًا بعملية التنظيم -هو من البداية خرج من سورية كان ضد العمل المسلح أصلًا- وهنا يبدو أنهم كانوا متواصلين مع مجموعة من حي صلاح الدين واتفقوا على ما يبدو أنهم سوف يخرجون في مظاهرة من جامع سعد، وكانت الفكرة أنه جامع سعد في حي صلاح الدين سوف نخرج منه بتاريخ 15 نيسان/ أبريل وفي ليلة قبل 15 نيسان/أبريل في الليل أرسل لي محمد رسالة وقال لي: إننا سوف نأكل فول في مطعم آمنة في سيف الدولة يعني يتغير المكان إلى مسجد آمنة، وأنا لم أفهم هذا الشيء فاتصلت به وقلت له: عن أي مطعم فول تتحدث؟ فقال: يجب أن تفهم وهنا فهمت، وكان مسجد آمنة على الشارع العام وقال: سوف نجلس في الطاولة الأخيرة، وأنا تكلمت مع الشباب وأنا كان من المفترض أن المجموعة التي معي من طلاب دفعتي وبعض الشباب من الخارج يعني 14 أو 15 شابًّا وذهبنا إلى المظاهرة ونحن 15 شابًّا ذهبنا معًا إلى المسجد من منزل في [منطقة] المارتيني -كان الشباب فيه- وذهبنا مشيًا من دوار الكرة الأرضية إلى جامع آمنة. 

ودخلنا إلى المسجد وصلينا وانتهت الصلاة ولم يكبر أحد وأنا لست من ينسق المظاهرة، وذهبت حتى أحضر حذائي فبدأت أسمع "واحد واحد واحد الشعب السوري واحد" وهذا الصوت جاء من طرف باب الجامع وركضت وأحضرت حذائي، وركضت باتجاه الباب وهنا سمعت رجلًا كبيرًا بالعمر يقول: "الله لا يوفقهم أخذوا 200 ليرة وجاءوا حتى يخربوا البلد" ركضت ووصلت إلى الباب وعندما وصلت هتفت مرة واحدة: "واحد واحد واحد الشعب السوري واحد" وهو الهتاف الوحيد الذي هتفته في حياتي حتى الآن وندمت لأنني هتفت لأننا لم نكن شعبًا واحدًا، حتى بدأ شاب اسمه سعيد حيلاني -من أبناء مدينة حلب طالب هندسة عمارة- وغيّر الهتاف وبدأ يقول: "بالروح بالدم نفديك يا درعا" وأنا هنا بهذا الهتاف بدأت وأنا كنت أشعر أنني أملك الدنيا بما عليها ولا يمكن وصف الشعور ومرات قليلة في حياتي التي أحسست فيها بهذا الشعور، وكان شيئًا فعلًا صادمًا؛ يعني كان شعورًا غريبًا يعني بكل صوتي وكل قدرتي وحركات لا إرادية وكامل جسمي كنت أهتف لدرعا: "بالروح بالدم نفديك يا درعا" واستمرت المظاهرة 22 ثانية وعندما تحول الهتاف إلى "بالروح بالدم نفديك يا درعا" ركض شباب من الخلف من المصلين الذين كانوا موجودين وهجموا في البداية على حامل الكاميرا آلة التصوير الذي كان أمامنا، والشباب كانت فكرتهم الوقوف على باب المسجد وحجز الناس خلفهم ويبدؤون بالهتاف حتى يظهر العدد كبيرًا، وقاموا أيضًا بخطة ذكية و أنا لا أعلم إذا كان محمد هو الذي قام بهذه القصة أو أحد غيره ولكن قدرته كانت كبيرة، وقاموا بتقسيم التصوير على 3 مراحل يعني شخص يصور لمدة دقيقة في البداية ويذهب والثاني يصور 3 دقائق ويمشي، والأخير يبقى حتى تنتهي المظاهرة حتى نضمن الفيديو وهم خططوا لهذا.

وعندما بدأنا جاء شخص وضرب المصور الموجود أمامي وتوقف الهتاف، وبدأ اشتباك بالأيدي وهم كانوا يرتدون الثياب المدنية، وفي البداية أنا كنت أظن أن الذي هجم في البداية كان مدنيًّا ولكن بعدها عرفت أنه من المخابرات؛ عندما جاء الأمن ووقف معهم عرفت أنه من المخابرات، ولكن سانده شباب مدنيون من الذين كانوا يضربون وبدأ شجار بالأيدي بيننا وبينهم يعني يوجد مشاهد في المظاهرة الأولى لا أنساها، وحتى اليوم أتذكرها ونحن الذين خرجنا وهتفنا كان عددنا 30- 35 شابًّا تقريبًا، وكان أحمد مصري موجودًا وشاب من جبلة ومحمد باقر من الرقة وشاب من درعا وأكرم سعود من دير الزور وأنس رضوان جاء متأخرًا -رحمه الله، استُشهد- ومالك العيسى وحسام الدين فاعل وكان معه مجموعة من 3 أو 4 أشخاص وأحمد المصري جاء ومعه مجموعة من 3 أشخاص من أبناء عمه، وأحمد المصري قال لوالده: أنا سوف أذهب حتى أخرج في المظاهرة وقال له: إذا أنت تشعر أن هذه المظاهرة يجب أن تحصل ولا تقوم بها فهذا حرام وإذا أحسست أنك تريد القيام بها فقط من أجل تنفيس غضبك وهي شيء مؤذ للبلد فأنت تُؤثم على القيام بها، والرجل أحضر معه أبناء عمه الـ3 وجاء وكان موجودًا ملهم العقيدي في هذه المظاهرة وخالد حاج بكري من جسر الشغور وسعيد حيلاني من مدينة حلب طالب عمارة سنة رابعة، وكان يوجد شباب من خارج كلية العمارة وتم تصوير مقطع فيديو مدته 22 ثانية تقريبًا، وهذه المظاهرة مهمة عندي.

أثناء الاشتباك بالأيدي يوجد مشهد لا أنساه حيث كان يوجد شاب يبيع الخس بجانبنا وهو لم يتوقف عن الصراخ لبيع بضاعته، ويقول: "الخسة بخمسة"، ولم يتوقف يعني الناس كانوا يشتبكون مع بعضهم وهو كان غير مكترث وأيضًا لا أنسى الشبيحة عندما أمسكوا بأحد الشباب ووضعوه على الأرض وبدأوا يدعسون عليه، ولا أنسى حسام الدين فاعل وكان هو و4 شباب حوله يهجمون على ضابط الأمن أو الشبيح ويضربونه ويهربون ثم يعودون ثم يمسكون بالآخر ويضربونه ويهربون، ويعودون ويتحركون وكأنهم كتلة واحدة وهذا الشيء لا أنساه، وأيضًا كان يوجد شاب مراهق وأثناء الاشتباك أو كان يؤذن يعني كان يرفع الأذان بصوته ومر بجانبه والده وسحبه وقال: "لا تورطنا الله لا يوفقك" وأخذه ومشى، وأنا بصراحة كل حين أريد الهروب ولكن قلبي لا يطاوعني لأن الشباب تُضرب والبعض يُعتقل، ولكنني من داخلي أريد الهروب شاركت بالذي استطعت عليه ونلت أيضًا مثل الكل، ثم جاء مالك العيسى أبو يزيد -تقبله الله- وأمسك بي وقال لي: إنه أمسك قبل قليل بشاب وهو تكلم معهم باللهجة الحلبية وقالوا: اتركوه هذا الشاب ليس من حلب ابحثوا عن غير أهل حلب دعنا نهرب، فذهبت معه وهربنا باتجاه دوار الكرة الأرضية ذهبنا إلى منزل المارتيني واجتمع بعض الشباب وليس الجميع؛ يعني شباب من دفعة السنة الثالثة مثل أحمد زيدون وأحمد مصري وكنا فرحين، وبعد نصف ساعة خرج على الشريط الإخباري خبر عاجل بالمظاهرة وبعدها خرج الفيديو وكان هذا أول فيديو يخرج من مدينة حلب، وبعده بقليل يعني بنفس اليوم خرج فيديو من مدينة [حي] الهُلك، وهذه كانت أول مظاهرتين موثقتين تخرجان من مدينة حلب، وحرفيًّا هذا الفيديو عن مظاهرة حلب كان الانتصار الأول ولكن أيضًا الخذلان الأول.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/02/01

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في حلب

كود الشهادة

SMI/OH/44-06/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان 2011

updatedAt

2024/07/11

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-الهلكمحافظة حلب-سيف الدولةمحافظة حلب-المارتينيمحافظة حلب-جامعة حلبمحافظة حلب-الموكامبومحافظة حلب-ساحة سعد الله الجابريمحافظة حلب-مدينة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة