الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الملاحقة الأمنية والانتقال لمدينة غازي عنتاب

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:24:20:18

طبعًا مع نهاية 2012 وكلمة نهاية ليس [المقصود منها] الشهر (كانون الأول/ ديسمبر) فنحن نتحدث الآن عن شهر (أيلول/سبتمبر) 2012 بعد أن تشكلت رابطة المدارس السورية وتنقلاتي داخل سورية داخل محافظتي إدلب وحلب وصلني خبر أنني طُلِبتُ أمنيًا وحاولت [أن] أتحاشى بعض الحواجز الأمنية، ولكن كما ذكرت بعض البطاقات التي كانت معي كنت أستطيع أن أمشي [بواسطتها] في بعض الأحيان، وعندما اشتدت الحملة الأمنية على كل من [هو] مطلوب عندهم... واليوم قد لا أكون مطلوبًا ولكن بعد نصف ساعة أصبح مطلوبًا، وأصبحوا يستعملون أجهزة الحاسب في تقصي الناس المطلوبين ففكرت بترك المناطق المحتلة التي هي مناطق تحت سيطرة الأسد والانطلاق إلى معرة مصرين والشمال السوري بحيث أعيش هناك، [بالإضافة إلى] هذا الشيء كان يجب أولًا أن آخذ [فيه] خطوة وهي أن يسافر أولادي على اعتبار أن جدهم في المملكة العربية السعودية، فحصلت على تأشيرة لهم والتأشيرات تخولني الذهاب إلى بيروت من أجل وضع الفيزا (تأشيرة الدخول) أو إلى أنقرة وأفضل الحلول كانت أنقرة، فتركت الداخل السوري وذهبت باتجاهها، وطبعًا هنا كان يوجد حاجز عند "الكاستيلو" في حلب حاجز شديد ويجب أن أتحاشاه ولا أعرف كيف [يكون] ذلك فذهبت بسيارتي وكان عندي سيارة "أفانتي" وركب أولادي ووضعت أغراضهم للسفر وجهزت أموري وهم سوف يسافرون وأنا سوف أعود، فوضعت أغراضهم من أجل السفر، وذهبت إلى الكراج (المرآب) الموجود في شمال حلب ورأيت سرفيسًا (سيارة خدمة) لأن أفضل الناس الذين يأخذون أو يعرفون الطرقات في تلك اللحظة التي لا يوجد فيها حواجز أمنية هم سائقو "السرافيس" (حافلات صغيرة) وطبعًا لم أخبره أنني سوف أسافر إلى تركيا وقلت له: أنا أريد الذهاب إلى أعزاز، والطريقة التي سوف أذهب بها إلى أعزاز بشرط أنني لا أريد المرور على الحواجز، وأحسست أنه يريد التعاطف معي وأغلب السائقين تجدهم متعاونين مع الأمن، ولكن هذا السائق تلمس فيه الطيبة فقال لي: يا بني، ابق خلفي وامش معي. فأخذني من طرقات لا يمكنني في حياتي أن أمر فيها وكانت كلها طرقات زراعية وأصلًا كان أغلب الناس الموجودين معه في "السرفيس" من الشباب وعليهم سمة ويبدو [أنهم] معارضة فانطلقنا، وطبعًا الطريق يستغرق تقريبًا 35 دقيقة لو ذهبنا من الطريق الدولي، ولكنه استغرق معنا حوالي ساعة وعشر دقائق، والمهم [أننا] تجاوزنا آخر حاجز للأسد أو منطقة أسدية فتجاوزناها وانطلقنا نحو مناطق سيطرة الجيش الحر فارتحنا فقلت له: أنا أصبحت أعرف الطريق فقال لي: لن أتركك حتى أوصلك إلى أعزاز إلى المكان الذي تريده. ويبدو أن الأخ كان من الثوار الذين يساعدون الثوار والحمد لله وصلت إلى أعزاز  وهناك كانت توجد مقبرة دبابات (إشارة إلى كثرة تدمير الدبابات في تلك المدينة أطلق عليها لقب مقبرة الدبابات- المحرر) وباب السلامة محرر فوصلت إلى باب السلامة، وكان شعورًا آخر عندما ترى علم الجيش الحر يرفرف على البوابة فانطلقنا منها إلى تركيا، ودخلت تركيا إلى أنقرة، ووصلت إلى أنقرة، ورفضت السفارة السعودية استقبال أي طلب للسوريين بالحرف الواحد، واتصلت على الانترفون (جهاز اتصال) وقلت: أنا مواطن سوري وأريد أن أضع التأشيرة وعندي تأشيرة. فقال لي: قرار من الملك عبد الله. وكان في وقتها الملك عبد الله قبل أن يتوفى [قد] أصدر قرارًا بمنع دخول السوريين أو وضع تأشيرات يعني دخول السوريين إلى المملكة العربية السعودية فقلت له: ولكن أنا  معي تأشيرة وهؤلاء أولادي. فقال: ممنوع. وعدت وأثناء عودتي عندما وصلت إلى غازي عنتاب حتى أستريح وصلتني أخبار [مضمونها]: لا تأت وقد تكون فائدتك في تركيا وحركتك ونشاطك يكون أفضل وعليك البقاء في تركيا لأنه لا يمكنك العودة إلى الداخل السوري واستقررت في غازي عنتاب.

 طبعًا مع نهاية العام 2012 في شهر (أيلول/سبتمبر) الذي تشكلت فيه نقابة المعلمين الأحرار التي بالتوازي [معها] كانت قد تشكلت مديرية المعارف في محافظة إدلب، أصبح هناك استقرار تعليمي يعني يمكن للشخص أن يأخذ أطفاله ويخرج من تركيا، يعني المهم أن يخرج من تركيا ثم يعيدهم إلى الداخل السوري من أجل متابعة العمل سواء العمل التعليمي أو العمل الإغاثي أو العمل الجهادي أو أي شيء والمهم أن يكون الشخص حرًا ويكون أطفاله في مأمن؛ لأنه عندما تصبح مطلوبًا أمنيًا فعليك مغادرة منطقتك ومنزلك وتصبح هناك مشكلة وتبقى حركتك أفضل عندما تؤمن على عائلتك خارج سورية.

الذي تواصل معي هما شخصان أولًا- اختي تواصلت معي، طبعًا أختي تعيش في كندا تواصلت معي وكان هنا يوجد فصائل للجيش الحر في الداخل السوري في المنطقة المحيطة بأريحا، كانت الصقور (صقور الشام) وكان جمال معروف والصقور التي هي [تتبع لـ ] أبو عيسى [الشيخ] وجمال معروف ومجموعة ثانية لجمعة زرزور، وكانت المشكلة مع جمعة زرزور وأنا لا أعرف من أين هو، ولكن لاحقًا عرفت أن هذا من عناصر الجيش الحر، ونحن لدينا إشكالية لدينا أرض على الخط الدولي "الإم 4 " وهذه الأرض كان يتمركز بجانب نقطة تفتيش لقوات الأسد، وفي إحدى المرات ذهبت إلى حلب متجهًا من أريحا إلى حلب، فأوقفني الحاجز وهذا السبب الذي [جعلني] أصبح مطلوبًا عند الجيش الحر، فأوقفني الحاجز وقال لي: أنت صاحب هذه الأرض؟ فقلت له: نعم. فقال: النقيب إبراهيم يريدك. فقلت له: من أجل ماذا؟ فقال: يريدك. وهذه الأرض كان فيها سور على ارتفاع مترين ونصف وداخلها بناء من ثلاثة طوابق وهي تعتبر نقطة استراتيجية يعني [في] هذا البناء إذا وضعوا في الطابق الثالث رشاشًا أو ناظور (منظارًا) هذا يكشف حتى غاية إدلب، ويكشف الأوتوستراد حتى غاية سراقب يعني نقطة مهمة بالنسبة لهم، وكان مقفولًا ويوجد باب حديد كبير ولا يمكنهم دخوله، وفي ذلك الوقت طلبني وقال لي: هل أنت صاحب هذه الأرض؟ فقلت له: نعم. فقال: النقيب يريدك. فذهبت والتقيت مع النقيب وإذا بهم يراقبونني يعني الجيش الحر يراقبون سيارتي وهم يعرفون سيارتي ورأوني وأنا طبعًا لاحقًا عرفت السبب [الذي جعلني] أصبحت مطلوبًا للجيش الحر، فرأوني دخلت إلى النقيب فسألني النقيب: هل هذه الأرض لك؟ فقلت له: نعم. فقال: نريد المفتاح. فقلت له: يا سيدي الأرض في منخفض، ولكن البناء مرتفع وأنتم الآن في مرتفع والأرض عندكم في نقطة أعلى من نقطة. فقال: نريد البناء. فقلت له: المفاتيح ليست معي وسوف أحضرها وأعود، وأنا حسبت حساب أنني خرجت من أريحا ولن أعود لها، يعني لن أعود إليه، وأنا أعرف أنه يمكنه بقذيفة دبابة أن يدمر الجدران ويدخل وهذا الأمر عادي بالنسبة لهم، وأي عسكري يقول له: اهدم الجدران يدخلون فيها، ولكن أنا لا أريد إعطاءه المفاتيح، وهذه كانت صيغة المحادثة معه، ولكن للأمانة كان يوجد ضابط ملازم أول من حماة لا أذكره يعني لا أذكر اسمه وأثناء نزولي- وهذه شهادة- من عند النقيب إبراهيم قال لي: ما هو اسمك؟ فقلت له: محمد صالح. فقال لي: لا تحضر المفتاح. وقال: مجرد أن تحضر المفتاح اعتبر بنايتك هذه كلها تدمرت، واعتبر كل أرضك راحت. وأنا استغربت وقلت: قد يكون يجس نبضي. فقلت له: أنا أصلًا المفتاح ليس معي. فقال: اذهب. وقل للشباب: لا أحد الآن يستهدف وتوجد حركة بعد عدة أيام. وأنا لم أعرف ما هي الحركة، وهنا بدأت أرتجف بصراحة لأنني لا أعرف هل هذا متعاطف معنا أم أنه يجس نبضي؟ فذهبت وركبت سيارتي وانطلقت وأثناء ذهابي وبعد فترة سمعت أن هذا الملازم أول مع ثمانية عناصر انشقوا من الحاجز، وبعد الانشقاق اتهموني أنني أنا من ساعدهم على الانشقاق وأصبحت مطلوبًا، وهنا أصبحت مطلوبًا أمنيًا أكثر للأسد، وأصبحت مطلوبًا أمنيًا لأن جمعة زرزور ورفاقه الذين كانوا في السرية يراقبونني، وظنوا أنني أتعامل مع الجيش، وهنا جاء خبر لأختي في كندا وطبعًا هي أيضًا من الثائرات الحرات جاءها خبر وقالوا لها: يجب على أخيك أن ينتبه وألا يأتي فقالت: لهم أصلًا أخي الآن في تركيا. فقالوا لها: دعيه يبقى في تركيا ولا يأتي نهائيًا. لأنه صحيح أن المنطقة كانت حول أريحا محررة وأنا بشكل طبيعي إذا عدت إلى سورية سوف أعود إلى المنطقة المحررة. فقالوا لي: إنني مطلوب للجيش الحر. وطبعًا بعدها سألت: ما هو السبب؟ فذكروا لها السبب فقلت له: أنا كذا وكذا وكذا. ووضحنا الصورة واتضح بعدها الأمر وتم إزالة الالتباس أنه لماذا أنا ذهبت إلى النقيب والتقيت به وهذا كان السبب الأساسي وطبعًا هي قالت لي: من الأفضل أن تكون حركتك هناك لأننا أصبحنا نريد دعمًا للمدارس ودعم المدارس يجب أن يكون عبر تحويلات نظامية إلى تركيا وأنت هناك تحاول تأمينها للداخل السوري وهذا كان سبب بقائي في تركيا والاستقرار واستئجار المنزل الذي نحن استأجرناه أول مرة استأجرناه لمدة سنة وقلنا: إنها عدة شهور وتتحرر البلاد كلها ونعود بعدها سياحة إلى تركيا، ولا زلنا منذ 2012 حتى الآن. 

في رمضان 2012 أصبح يوجد حصار على مدينة أريحا وأنا كنت مع أولادي في مدينة أريحا، وبقي الحصار حوالي 17 يومًا ولم نعد نستطيع أن نتحرك؛ لأن الحصار كان شديدًا جدًا و[هناك] قصف ولا نستطيع أن نتحرك ونحن نحتاج إلى الطعام والشراب فسمحوا لنا بعدها بالحركة يعني يقولون لك: لديك من الساعة 10:00 صباحًا حتى الساعة 11:00 تخرج وتحضر الخبز وتعود، ولكن أين هي الخضار إذ لا يوجد في سوق الهال ناس لديهم خضار والمهم سمحوا لنا -أعتقد مرتين-.

 طبعًا هنا كان القصف مشتدًا على أريحا وخاصة من حاجز القرميد والمسطومة بالدبابات والراجمات، وكانت توجد حالة من الارتباك في مدينة أريحا، وقررت أنه لا يمكنني البقاء هنا ويجب أن أدبر خطة أخرج فيها ومنزلي كان قريبًا من الأوتوستراد، وعند الأوتوستراد يوجد حاجز كان هذا الحاجز لئيمًا و أي جسم متحرك يقنصه وسمحوا للناس بالتحرك من الساعة 10:00 صباحًا إلى الساعة 11 أو الساعة 12:00 يعني المهم فترة بسيطة من الزمن وقلت: إنني سوف أستغل هذا الوقت وأذهب إلى الحاجز إلى رئيس الحاجز وهو كان برتبة عميد أظن اسمه العميد إبراهيم، ولكنني خفت في البداية وبعدها قلت: يجب أن أقوي قلبي وأذهب وأتكلم معهم بكل صراحة حتى وصلنا إلى أول نقطة تفتيش للحاجز و أنا معي هوية النقابة وأنا قلت: إنني سوف أخرج باسم هوية النقابة إلى حلب ولا أريد أن أستعمل هوية إدلب وماذا سوف أفعل في إدلب؟ فذهبت ورأيت الحاجز وسألني العنصر الذي يقف خلف المترس إلى أين [أنت] ذاهب؟ فقلت له: أريد أن أرى العقيد سيادة العقيد أو عميد ممكن ولكن غالبًا كان عقيدًا. فقال: ومن أجل ماذا؟ فقلت له: أمر ضروري جدًا جدًا وأظهرت له بطاقة النقابة. وطبعًا أغلب العساكر في ذلك الوقت يبدو [أنهم] كانوا أميِّين، ولكنه رأى أنه عليها علم الجمهورية العربية السورية والأفاعي (شعار نقابة الصيادلة) فقال لي: تمام (حسنًا) يا دكتور سوف أراه لك. فذهب ودخل قليلًا ثم عاد وكان العقيد يجلس ضمن دكان وأفرغ كل البناء له وأمام الدكان توجد دبابة مع "بي إم بي" مع ناقلة جنود وهي متراس فذهب إلى الضابط وعاد إلي وقال لي: الضابط ينتظرك. فأخذت أولادي ودخلت فقال لي: لماذا تأخذ الأولاد معك؟ فقلت له: يريدون السلام على العقيد. فدخلت إلى الضابط فقلت له: تحياتي يا سيدي فقال: نعم. فقلت له: أنا مندوب صيادلة حلب ويجب أن أؤمن لهم.. وأصبح لي الآن هنا (مضى على وجودي) ثمانية أيام ويوجد مشكلة في حلب. وكانت حلب هنا لم تدخل [بعد] في جو الثورة كما باقي المحافظات فنظر إلي وقال: أنا يلزمني دواء سكر وأحتاج كذا وكذا يعني- سبحان الله- الضباط عندنا متعلمون وفي دمهم هذا الشيء: في دمهم الشحادة ويلزمني كذا وكذا وقلبي يوجعني ويوجد هنا عساكر مصابون بالجرب، لأن أغلب الحواجز كانت قد أصابها الجرب. فقلت له: تكرم (سأحضر الدواء)، ما تريده سوف يأتيك. فقال لي: ومع من سوف ترسل الدواء؟ فقلت له: حدد الأشخاص أو عندما أعود سوف أحضر الدواء معي فقال لي: حسنًا لديك إذن؟ فقلت له: لا أستطيع أن أذهب لأنه الآن سوف ينتهي الزمن [المحدد للعبور] وأنا حتى أوضب حقائبي سوف ينتهي الزمن ويقنصونني من الأعلى لأن فوقه كان يوجد قناص في نفس البناء كان يوجد قناص على الأوتوستراد ويقنص السيارة الذاهبة فقلت له: هذا غير ممكن. وقلت له: الأوتوستراد مليء بالقناصين ويجب أن تعطي خبرًا للقناصين. فقال لي: ما نوع سيارتك؟ فقلت له: سيارتي "افانتي" لونها جردوني (رمادي غامق) فقال: حسنًا، اذهب. فقلت له: يا سيدي لن أخرج من هنا حتى تعطيهم خبرًا وتكون أنت أعطيتهم الخبر. وفعلًا نادى على الملازم أول وقال له: إن الدكتور يريد أن يذهب إلى حلب وهو النقيب وهو نقيب صيادلة حلب فقال لي الملازم أول: أنا أحتاج إلى دواء ضغط. فقلت له: تكرم فكتبت الأدوية اللازمة وأخذت أولادي وذهبت إلى المنزل، وهو أعطى خبرًا أنه توجد السيارة "أفانتي" سوف تمر وأنا بشكل سريع ركبت السيارة وذهبت إلى الحاجز وسألني أول حاجز: إلى أين أنت ذاهب؟ فقلت له: إلى حلب بأمر من الضابط فأعطاه الضابط إشارة فذهبت إلى الأوتوستراد وطبعًا هنا عندما تذهب إلى الأوتوستراد لا تصدق نفسك أنك استلمت يعني انطلقت من أريحا فأصبحت أمشي على شكل لولبي حتى إذا كان يوجد قنص وهكذا حتى وصلت إلى نفس الحاجز الموجود بجانب مزرعتي، وعندما وصلت إلى الحاجز كان يوجد شخص من محافظة حلب عسكري، وعندما وصلت إليه تكلم مع ضابط ليس إبراهيم قال له: يا سيدي الدكتور وصل وأنا سمعته يتحدث على القبضة يقول له: دعه يقف على طرف (جانبًا) ودعوه ينزل وبهدلوه (قوموا بتوبيخه). فقال له: ولكن معه زوجته وأولاده فقال له: أنزله هو وزوجته وأولاده وأطلق عليهم النار، ولكن قبل أن تطلق عليهم النار عذبهم تعذيبًا أمامهم. وأنا هنا لم أعد أعرف وأنا لم أفعل شيئًا فأصبحت أرتجف وفجأة جاءت السيارة نوع "سنتافيه" خلفي وهذا العسكري رأى "السانتافيه" فتلهى عني فقال لي: تقدم إلى الأمام وقف على اليمين. وهو هنا أخذ هويتي وأعطاها لعسكري لديه سن أسود من دير الزور ثم اقترب مني العسكري وقال لي: يا دكتور ما الذي جاء بك؟ فقلت له: "خير ماذا يحصل؟" فقال لي: يا دكتور، أنا أرسلت لك مع مدير المشاريع عندك ألا تأتي. فقلت له: لم يصلني خبر. فقال لي: ألم يصلك خبر أن مدير المشاريع [قد] احتجزوه هنا وقتلوه هنا وعذبوه بسببك وأنت مطلوب. فقلت له: ليس عندي خبر لم يبلغني أحد. فقال لي: يا دكتور لقد جئت على قدميك ما الذي أتى بك؟! وهو عندما تحدث هكذا أنا بدأت أرتجف [وقلت في نفسي] انتهى الأمر. فقلت له: وما هو العمل؟ فقال لي: لا يهمك، ولكن دع ذلك العسكري يتلهى بالسيارة "السانتفيه" وأنا سوف أتصرف تصرفًا آخر فقدمني إلى الإمام حتى وصلنا إلى الجدار الذي لا يراني فيه الضابط؛ لأنني ذكرت أن لدي جدارًا ارتفاعه مترين ونصف فأوقفت السيارة على اليمين واستمر بالحديث معي والضابط يتكلم على القبضة، ويقول له: ماذا حصل بالدكتور؟ وهو يقول: يا سيدي، أنا أفتش له السيارة وكل حين يقول: ماذا حصل بالدكتور؟ وهو يقول: يا سيدي، لقد أنزلت أولاده وهو لم ينزلني ولم يفعل شيئًا ثم فتح باب السيارة وقال: فتش جواله. وأنا كان عندي هاتف نوع "سي 2 نوكيا" وأنا بطبيعة الحال لا أترك في الجوال أي مستمسك ففتش ثم قال له: انظر في أوراق السيارة هل هي باسمه؟ فقال له: السيارة باسمه يا سيدي. ثم قال: حسنًا كما أعطيتكم الأوامر. فقال له: "تكرم يا سيدي". وبعد ربع ساعة تقريبًا أنا  هنا [كنت] أعيش على أعصابي (خائفًا جدًا) وذاك العسكري تلهى مع "السانتفيه"، وأنا لا أعرف ما هي المشكلة مع صاحب السيارة فأنزلوه وبدؤوا يضربونه وسحلوه ثم أخذوا السيارة وأدخلوها إلى الداخل إلى الحاجز وأدخلوا من كان فيها إلى الداخل، وهنا لم يبق في الطريق إلا أنا  والعسكري من دير الزور ثم جاء إلي هذا العسكري من دير الزور وأعطاني الهوية والهاتف وقال لي: يا دكتور اذهب بهدوء حتى تقطع حاجز مصيبين بعد حوالي كيلو مترين وبعدها لا أراك في هذه المنطقة نهائيًا فقلت له: وماذا عنك فقال لي: كلمتين. قال: دعني أموت أفضل من أن أقتلك أنت وأولادك وأنتم لم تفعلوا شيئًا. وقال: جاءت امرأة وأبلغت عنك جاءت امرأة إلى الضابط وأبلغت عني فقلت له: ماذا أبلغت؟ فقال: وهل تريد أن تجري معي تحقيقًا؟ اذهب الآن، ولكن توجد امرأة أبلغت عنك والضابط منزعج منك. وقالت للضابط: إن أصولك إخوان مسلمون. وقال العسكري: دعني أموت بدون أن يكون في رقبتي دم وأنت تذهب حرًا، ولكن وفقك الله لا تأت إلى محافظة إدلب نهائيًا. وقال لي إن الضابط قال: إنك أكبر إرهابي في أريحا. فانطلقت باتجاه حاجز مصيبين وكان يوجد ملازم أول من حمص فرآني ونظر إلي وقال: ما الذي جاء بك إلى هنا؟ فقلت له: كنت في أريحا. فقال: كيف عبرت من الحاجز الذي قبلنا؟ فقلت له: الله.. فقال توكل على الله بسرعة وانطلق ولا تعد إلى هنا نهائيًا. فانطلقت وأخذت طريق بسامس وأخذت طرقًا فرعية لأنه بعدها كان يوجد حاجز في سراقب وقلت: إنه من مر بتلك الحواجز يجب أن لا يمر من الحواجز التي بعدها فدخلت بعدها إلى طرق زراعية، حتى وصلت إلى طريق أورم القديم الذي هو طريق إدلب القديم، ثم دخلت محافظة حلب، وهنا أنا  لن أعود إلى منطقة أريحا نهائيًا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/08/04

الموضوع الرئیس

النشاط التعليمي خلال الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/64-05/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

أيلول 2012

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-محافظة إدلبمحافظة إدلب-منطقة أريحامحافظة حلب-محافظة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

معبر باب السلامة

معبر باب السلامة

نقابة المعلمين الأحرار

نقابة المعلمين الأحرار

مديرية المعارف والتعليم في إدلب

مديرية المعارف والتعليم في إدلب

الشهادات المرتبطة