الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مظاهرة حي الجميلية الثانية والحراك في المدينة الجامعية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:22:54:15

مع أواخر شهر حزيران/يونيو 2011 أصبحت أحياء حلب تخرج بالمظاهرات بشكل دوري وأيام الجمعة في حلب أصبحت فعلًا شيئًا يُخيف النظام وخصوصًا في جامع آمنة، وذكرنا أنه استُشهد محمد الأكتع في جامع آمنة نتيجة القمع أو التشبيح على المتظاهرين فأصبحت الحالة العامة في المدينة تشعر أنها ناضجة وجاهزة حتى يأتي يوم مفصلي في هذه المدينة، وهنا كانت فكرة "بركان حلب" وأنا بصراحة لاحقًا في السنوات اللاحقة لحدث "بركان حلب" التقيت مع عدة شخصيات ادعوا أنهم الذين أسسوا أو هم أصحاب الفكرة وأنا لا أستطيع أن أجزم مَن منهم الذي كان موجودًا، ولكن الذي أستطيع الجزم به أنه عدة تنسيقيات في المدينة عملت ونسقت حتى يحصل هذا اليوم، ومنها نحن أنه في هذا اليوم مساء سوف تحصل مظاهرات لهذه الدعوة. 

وفي هذا اليوم حصلت عدة مظاهرات صباحية فقد حصلت مظاهرات في 30 حزيران/ يونيو 2011 حصلت مظاهرات في المشارقة -وأعتقد هذه كانت أول مظاهرة في المشارقة لست متأكدًا ولكن كان لها رمزية- لأن المشارقة هي مكان المقبرة التي دُفن فيها شهداء الثمانينات في مدينة حلب وهو الحي الذي سوِّي بالأرض كما يخبرنا أهل المدينة، وأيضًا في باب الحديد وعدة أماكن أخرى خرجت مظاهرات في فترة الصباح، وحصلت محاولة للتظاهر في ساحة الجامعة وفعلًا حصلت المظاهرة ولكن الشبيحة قمعوهم وأنا لم أكن موجودًا فيها، ولكن الجميع كان يعرف أنه في الليل سوف تكون المظاهرة في الجميلية وبنفس المكان الذي خرجنا منه في مظاهرة 13 حزيران/ يونيو ومن نفس الزاوية عند الأفندي والصباهي عند هذا التقاطع بدأت المظاهرة، والأعداد التي كانت موجودة في الجميلية كانت مخيفة.

نحن وصلنا قبل المظاهرة يعني قبل الغروب وصلنا إلى حي الجميلية، وكنت أنا وأحمد مصري وأذكر أنني كنت أمشي في شارع الجميلية الرئيسي مقابل فلافل طيبة وهنا يوجد مصور شهير في حلب على الزاوية، وكان يقف على هذه الزاوية دورية الأمن العسكري التي اعتقلتني في منتصف شهر أيار/مايو 2011 يعني قبل شهر، والعنصر الذي أنا دفعته والذي هو أكثر شخص كان يكرهني هو كان يقف بينهم وجاءت عيني في عينه وكان واضحًا أنه عرفني نظر لي نظرة أنه عرفني، وأنا خفت ومشيت على الطرف الثاني فالتففت ضمن الحارات ومشيت كثيرًا حتى أتجنب المرور من أمامهم.

 كان واضحًا أن الأمن يعرف أنه سوف تحصل حركة هنا لأنه كان يوجد انتشار للدوريات وكان يوجد انتشار كثيف واضح للشباب وأنا حتى هذا اليوم لا أعرف لماذا سُمح لهذه المظاهرة بالخروج؟ لأنه كان يمكن للأمن أن يهاجم في وقتها وكان يمكن أن تحصل اشتباكات بيننا وبين الأمن وأنه لن تنفض الناس بسهولة لأنه كان يوجد عدد كبير من الناس، ولكن أيضًا كان يمكن عدم خروج المظاهرة، لأن هذه المظاهرة كانت حدثًا تاريخيًّا في المدينة بعد شهور من انطلاق الثورة يعني بعد 3 شهور ونصف.

من نفس الزاوية الساعة 08:00 ليلًا بدأت المظاهرة والأعداد التي بدأت تجتمع في المظاهرة وفعلًا أصبح العدد كبيرًا أغلق الشارع بشكل كامل من بدايته حتى نهايته بأعداد من المتظاهرين، وكانوا يهتفون لدرجة أنه وهذه لأول مرة تحصل في مدينة حلب يعني كان أول المظاهرة يهتفون وآخرها تهتف هتافًا آخر، وأنا أعتقد أن العدد في تلك المظاهرة كان أكثر من 2500 شخص موجودين، هذا هو تقديري الشخصي.

 الفكرة أنه نحن سابقًا في كل مظاهرات حلب وحتى مظاهرات أحياء مدينة حلب وحتى مظاهرات حي صلاح الدين لم تكن بهذه الضخامة فعلًا كان لدينا عدد هائل بمقاييس مظاهرات حلب آنذاك، وبدأت تسير المظاهرة ولم يتم التعرض لها، وكان عناصر الأمن يمشون خلفنا -خلف المظاهرة- ونحن تحركنا من رأس الزاوية من الأفندي وصباهي بموازاة ساحة سعد الله الجابري، ولم نذهب باتجاه الساحة قطعنا طريق الجميلية الرئيسي الذي يؤدي إلى ساحة سعد الله الجابري ونحن مشينا بموازاتها باتجاه القصر البلدي ولكن ليس على شارع ساحة سعد الله، وإنما في الشارع الداخلي وأنت تتحدث عن سيل بشري يتحرك في حلب والهتافات كانت "إسقاط النظام" وكل الهتافات الأخرى والهتاف الذي أتذكره كثيرًا من ذلك اليوم هو "يا أهالي الشام عنا في حلب سقط النظام" وأنا أذكر هذا الهتاف بشكل واضح في تلك المظاهرة وكانت فرحة كبيرة للمتظاهرين، لم يهجم علينا أصحاب البسطات والأمن اكتفى بالوقوف أي أنت تمشي وهنا ساحة سعد الله الجابري ونحن نمشي بشكل مواز لساحة سعد الله الجابري والأمن توقف عند مكتب القدموس دورية الذي يفصل بيننا وبين الساحة، وأيضًا وقف الأمن عند كل مدخل يوصل إلى الساحة وتركونا، وهذا كان غريبًا وإلى اليوم لا أعرف لماذا لم يهاجمونا! وتركونا نمشي أكثر من ساعة تقريبًا، وهنا بدأت الأعداد تصبح خفيفة وأنا أحسست أنه يجب علينا الذهاب لأنه واضح أنهم ينتظرون الأعداد حتى تصبح قليلة حتى يستفردوا بالناس فاستطعنا الذهاب وأثناء هروبنا رأينا دوريات للأمن وسمعنا فيما بعد أنهم اعتقلوا عدة أشخاص من الذين انسحبوا من المظاهرات بشكل فردي، ولكن لم يتحرشوا بالكل وأنا عدت باتجاه عبارة السيديهات وهناك رأيت الدورية نفسها وخفت أن يحصل احتكاك ورأيت امرأة واقفة ويبدو أنها مع الثورة وقلت لها: يا حاجة هل يمكنك المشي معي حتى آخر الشارع؟ وأنا فعلت هذا الأمر مرتين في المظاهرات ونجح الأمر، وقالت: نعم يا بني ومشت معي حتى وصلت إلى الطرف الثاني، وانتظرت الباص وركبت به للآخر حتى أخرج من الجو.

في اليوم الثاني جلست مع الشباب حول الجامعة وقال لي أنس رضوان -تقبله الله- أنهم استمروا في المظاهرة بعد أن ذهبنا أيضًا لمده ساعة أو أقل بقليل وقال أنه رُمي البيض عليهم من بعض المنازل في حي الجميلية، وقال أنه أصابته بيضة في قدمه وهو من أبناء مدينة حلب طالب عمارة من الصاخور وهو من المتميزين في الجامعة، ولاحقًا هو أسس معنا جمعية الآثار والتراث (الجمعية السورية لحفظ الآثار والتراث - المحرر).

فهذا كان يوم بركان حلب الذي هو فعلًا كان يومًا مفصليًّا وأنت لأول مرة دخلت منطقة مهمة مثل الجميلية ودخلت إليها بسيل البشري والنظام اعترف بك إلى درجة أنه لم يقترب منك وتركك تتظاهر وهذه كانت لحظة نشوة في المدينة.

في هذه الفترة تقريبًا انتهى العام الدراسي تقريبا عام 2010-2011 وتكلم معي والدي وأنا كنت متعودًا أنني في الصيف لا أذهب إلى دير الزور ولكن تكلم معي والدي ومع أخي ياسر الذي يدرس في دمشق في الجامعة الأوروبية يدرس الهندسة المعلوماتية وقال: يجب علينا الذهاب إلى الميادين.

فعليًّا جامعة حلب كجامعة في العام الأول 2011 لم تشهد الكثير من المظاهرات في داخل الحرم الجامعي، فقد حصلت بعض المظاهرات ولكن كان الشيء المميز فيها هو حراك المدينة الجامعية، المدينة الجامعية في مدينة حلب هي تستطيع أن تقول بشكل أو بآخر صورة مصغرة عن الجامعة ولكن بدون أبناء المدينة أنفسهم، الكتلة الأكبر منهم هم من أبناء إدلب وكتلة كبيرة نسبيًّا من ريف حلب وأبناء المنطقة الشرقية هم كانوا تحالفًا واحدًا في الانتخابات في الهيئات الطلابية ولديك أشخاص آخرون، وكان لديك كتلة جيدة أيضًا من الطلاب الكرد في هذه المدينة الجامعية وهي مجتمع خالص من الشباب والمدينة الجامعية مكونة من 20 وحدة سكنية وتتسع لـ 16ألف طالب يسكنون فيها فعليًّا والساعة 10:00 مساء، عدد وحدات البنات أعتقد 8 والذكور 12 وحدة أو عدد وحدات البنات 7 والذكور 11 ويوجد وواحدة هي دار ضيافة أعتقد هكذا كان الوضع، الساعة 10:00 مساء كان تغلق وحدات البنات ويبقى فقط الشباب يستطيعون التحرك بأريحية لا يوجد مشكلة في موعد ذهابهم وعودتهم، وفعليًا المدينة الساعة 10:00 لا يبقى أحد يمشي فيما نسميه نحن "المشوار" بين الوحدات السكنية وحتى الشباب الذين يأتون من خارج المدينة الجامعية يذهبون ويتمشون. 

خرجت أول مظاهرة في المدينة الجامعية بتاريخ 3 أيار/مايو 2011 وكانت نسبيًّا أيضًا تُعتبر مظاهرة كبيرة وعددها بالمئات أو أعتقد 200 شخص ولكن العدد فعلا كان كبير مقارنة بأعداد المظاهرات التي كانت تخرج آنذاك في حلب ومقارنة باستمرارية المظاهرة لأنه لم يكن أحد في حلب فعلًا قادرًا أن يستمر بالمظاهرة لمدة طويلة، وأنا هنا أتحدث عن تاريخ 3 أيار/ مايو أي في شهر أيار/ مايو، فخرجت مظاهرة في تاريخ 3 أيار/ مايو وأنا لم أكن موجودًا فيها ولكن كان يوجد شباب منهم إسماعيل محمود وكانت الفكرة هي تجربة الخروج بالمظاهرة ونزل شخص عند السوق، وبدأ بالتكبير وهم 7 أشخاص اتفقوا مع بعضهم وقاموا بالتكبير والتحق معهم شباب وأصبحوا يمشون باتجاه حي الفرقان، يعني يتجهون جنوبًا باتجاه حي الفرقان إلى باب وحدة قصر الضيافة أو باب المدينة بالقرب من قصر الضيافة يعني مكان اعتقالنا سابقًا بتاريخ 16 أبريل/ نيسان.

وهنا عند الباب تقريبًا يوجد من كان يصور من الخارج من حي الفرقان كان يصور المظاهرة، وفعلًا العدد كان ضخمًا وكان شيئًا مخيفًا أن هؤلاء الطلاب هنا يوجد 16 ألف إنسان لا يوجد معهم أهلهم وجميعهم من الشباب وجميعهم من خارج مدينة حلب، والكثير منهم مدنهم وبلداتهم حاليًّا ثائرة وهو بعيد عنها وخائف وأيضًا لا يحمل هم أهله الذين هم خلفه، فجميعهم من الطلاب، وهذا فعلًا سبب حالة خوف ولكن المظاهرة لم تكن كبيرة بصراحة لأن النسبة الأكبر من سكان المدينة الجامعية وهم من أبناء إدلب أو محافظة إدلب لم ينخرطوا في المظاهرة بكليتها، وأنت في تلك الفترة لا يجب عليك أن تنسى -وهذا ليس انتقاصًا من ثورية أهالي إدلب يعني حتى نكون واضحين أو اتهامهم بالتشبيح- ولكن واقع الحال آنذاك أنه أنت لديك الطلاب الذين هم من خارج حلب لم يكونوا متحمسين كثيرا للتظاهر في المدينة؛ يعني كان يوجد قلة من كل مكان هم الذين كانوا متحمسين كثيرًا بالإضافة إلى أمر جدًّا مهم أنه أغلب الهيئات الإدارية والطلابية في جامعة حلب كانت من أهالي إدلب وهؤلاء كان لديهم اجتماعات دورية مع فرع الحزب ورئاسة الجامعة، وبالتالي هم كانوا يُعتبروا ذراع النظام وحتى الذي لم يكن راض منهم كان يعرف أن العين مفتوحة عليه، وكل شخص كان لديه مجموعته أو محيطه أو أصدقاؤه ويمنعهم من الخروج، هذا الشيء سبب نقص الأعداد يعني حتى مظاهرة 3 أيار/ مايو لم تكن كبيرة. 

ولكن هذا كله تغير في تاريخ 4 حزيران/ يونيو أو في الفترة التي هي يعني في تاريخ 4 حزيران/ يونيو عندما حصلت قصة جسر الشغور أو مجزرة جسر الشغور، والقصة أن المدينة خرجت في مظاهرة والنظام طوق المدينة وقصفها بالطائرة المروحية، والنظام تحدث عن مجزرة حصلت في فرع المخابرات الجوية أو الأمن العسكري في ذلك الوقت، والحاصل كانت النتيجة أنه تم تهجير إدلب [جسر الشغور] وهي كانت أول حالة لأناس قطعوا الحدود كلاجئين إلى تركيا، جلسوا في مخيم وجيش النظام قام بتطويق الثوار في المدينة، والمهم أن أحداث جسر الشغور التي حصلت في هذا الوقت سببت أو قلبت جامعة حلب رأسًا على عقب، أصبح شباب إدلب كلهم لا يسألون عن الهيئات الإدارية وحتى أعضاء الهيئات لا يسألون عن هذا الوضع يعني أنا أعرف عدة أشخاص كانوا في الهيئات الإدارية وأصبحوا من حملة السلاح فيما بعد.

وكانت حادثة جسر الشغور هي الشعرة التي قصمت ظهر البعير، وانضموا جميعهم إلى الثورة وأول جمعة جاءت بعد أحداث جسر الشغور خرجت مظاهرة من المدينة الجامعية داخل المدينة الجامعية بعد صلاة الجمعة، كانوا عائدين من الصلاة وقاموا بمظاهرة في داخل المدينة الجامعية، وهذا الشيء استمر بعدها حتى انتهى الدوام في الجامعة 2011-2012 يعني جاء وقت انتهاء دوام جامعة حلب مع صحوة كبيرة أو مع انضمام إدلب بكليتها أو (طلاب إدلب جميعهم) إلى الثورة وحتى من لم يكن مقتنعًا أصبح الأمر بالنسبة له فزعة لأن محافظته أصبحت في خطر، وهذا الأمر حصل مع نهاية الدوام ولذلك هذا كان من الأمور الفارقة مع النظام ولو أن حادثة جسر الشغور حصلت قبل ذلك لكان شهر حزيران/ يونيو هو شهر ملتهب أو شهر أيار/ مايو في الجامعة.

مع نهاية شهر حزيران/ يونيو حصل "بركان حلب" الذي تحدثنا عنه وبعدها تحدث معي والدي وقال: يجب علي الذهاب وتكلم أيضًا مع أخي لحضور شهر رمضان في الميادين، وأنا في تلك الفترة كنت خائفًا أن أكون مطلوبًا للأمن العسكري ولا يوجد وسيلة نقل إلا الباصات للذهاب إلى دير الزور.

ويوجد شيء لم أقله سابقًا أنني بعد الاعتقال الأول ذهبت إلى الميادين وهي كانت نزلة (زيارة) سريعة لمدة يومين لأنه يبدو أنهم قاموا بدراسة أمنية عني هناك أو أنهم سألوا عني، فوالدي خاف علي واتصل بي وأصر على نزولي (عودتي)، وذهبت لمدة يومين فقط حتى أطمئنه أنه لا يوجد شيء، وفي وقتها حاولنا الخروج في مظاهرة في الميادين مع أولاد خالي ذهبنا إلى منطقة العلوة أو في جامع العلوة في مدينة الميادين، ولم يكن العدد كبيرًا يعني نزلنا في المظاهرة من جامع العلوة إلى السوق المقبي وطاردنا الأمن وهربنا واختبأنا في منزل شخص ولكن تلك الزيارة كانت جدًّا قصيرة إلى الميادين، وهي حصلت بين شهر نيسان/أبريل وشهر أيار/ مايو لمدة يومين.

هذه النزلة الثانية في أواخر شهر تموز/ يوليو يعني لديك جمعة "صمتكم يقتلنا" كانت في يوم الجمعة، وأنا وصلت في يوم الخميس الذي قبله إلى دير الزور، ركبت في الباص وأنا خفت أن أكون مطلوبًا فأخذت معي هوية شخص قطعت بها في البولمان وفي الطريق كان الوضع طبيعيًّا بشكل عام وكان يوجد حواجز على الطريق بين حلب ودير الزور، ولكن هذه الحواجز ليست هي الحواجز التي عرفناها فيما بعد مثل الدبابات وغيرها، وإنما كان يوجد فقط عناصر وبعض السيارات ويوجد سلاح ولكن ليس شيئًا كبيرًا وخصوصًا قبل الرقة أو بعد الرقة بقليل كان يوجد هذا الشيء، وكلما كنا نقترب من مدينة دير الزور كان الطريق يصبح فارغًا أكثر وأنا هنا لا أعرف أن النظام حرك جيشه حتى يقتحم دير الزور وحماة بالدبابات، أو أنا كنت أعرف أنه حركهم ولكنني لا أعرف أن الوضع بهذا الشكل يعني لا أعرف إذا اقتحمهم. 

فعندما وصلت إلى دير الزور وصلت أثناء شروق الشمس يعني أثناء شروق الشمس وصلنا إلى مدخل مدينة دير الزور، قطعنا فندق فرات الشام ووصلنا إلى أول دوار والمدينة كانت خاوية على عروشها فارغة ولا يوجد فيها أي إنسان، وجدًّا لفت نظري سائق الباص توقف قبل الدخول إلى مدينة دير الزور لأنها كانت فارغة أمامنا وكان الصمت مخيفًا، وكان واضحًا على الأرض آثار جنازير الدبابات بشكل دوائر على مدخل مدينة دير الزور، وكان الوضع مخيفًا يوجد رهبة مع كل الفراغ الموجود وآثار سلاسل الدبابات وكان يوجد أصوات إطلاق رصاص متقطع، وبعد فترة جاء شابان على دراجة نارية وقلنا لهم: نحن نريد الوصول ويوجد معنا ركاب حتى يذهبوا إلى كراجات (موقف للسيارات) دير الزور ثم نذهب إلى الميادين فقالوا: امشوا خلفنا ونحن سوف نأخذكم في طرق بعيدة عما يحدث ومشينا في الباص خلف الشباب وأثناء دخول الباص في شوارع المدينة، في الباص أنا لا أذكر أنني رأيت إنسانًا يعني قد أكون رأيت أشخاصًا ولا أتذكر، ولكن إلى الآن عندما أستعيد المشهد لا أذكر أنني رأيت إنسانًا، وأذكر تمامًا كيف كانت مداخل الأحياء والحارات الفرعية مغلقة بالحاويات وأثاث المنازل ورأيت على أحد المداخل عمود كهرباء أغلق فيه المدخل، كل الشوارع الفرعية كانت مغلقة، وأيضًا كان يوجد براميل وكل هذه الحواجز لم يكن من الصعب إزالتها ولكن لها رمزية أنها مغلقة، وهذا الشيء كان موجودًا في كل الحارات الفرعية، ثم وصلنا إلى الكراج (الموقف) وحتى الكراج لم يكن فيه أي باص آخر يقوم بإنزال أو أخذ الركاب، وإنما باصات متوقفة على جنب ثم بعدها أكملنا طريقنا نحو الميادين وأثناء خروجنا من مدينة دير الزور باتجاه الميادين أنا رأيت أول دبابة كانت موجودة على شبه حاجز وجدًّا لفت انتباهي أنه سبطانة الدبابة موجهة خلفنا إلى مدينة دير الزور الدبابة كان لها ساتر، فقطعنا الحاجز ولم نوقف على الحواجز لم يكونوا يطلبون الهويات، وهنا بدأت أقترب من الميادين وبدأنا نخرج من حالة الفراغ يعني وكأن مدينة دير الزور هي قطعة من كوكب آخر وأنا ذاهب إلى كوكب آخر مختلف، فالحركة كانت طبيعية بل غزيرة يعني مكان ثان ونزلت من الباص وكان أخي ينتظرني.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/02/01

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في مدينة حلب

كود الشهادة

SMI/OH/44-10/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

5-7/2011

updatedAt

2024/07/11

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-الجميليةمحافظة حلب-جامعة حلبمحافظة حلب-المشارقةمحافظة دير الزور-مدينة الميادينمحافظة دير الزور-محافظة دير الزورمحافظة حلب-مدينة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

الجمعية السورية لحفظ الآثار والتراث

الجمعية السورية لحفظ الآثار والتراث

الشهادات المرتبطة