الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مظاهرة جامع آمنة في حلب وبدايات التنسيق للمظاهرات

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:21:53:09

أنا تكلمت عن المظاهرة التي حاولنا القيام بها واعتُقِلت فيها في جامعة حلب، ولكن سبقها حدث يجب أن أذكره عندما بدأ موضوع درعا، بدأ يتم الحديث بين بعضنا كطلاب أنه ماذا يمكن أن يحصل وكنا جميعًا في انتظار خطاب بشار الأسد الأول في مجلس الشعب، وأذكر في يوم الخطاب جماعة الفرقة الحزبية التي عندنا في الجامعة أحضروا شاشة التلفزيون ووضعوها في بهو مبنى كلية العمارة واجتمع الطلاب وبدأوا يحضرون الخطاب وبدأ التصفيق، وفي ذلك اليوم أنا على المستوى الشخصي عندما كنت أنتظر الخطاب ربما كنت أتأمل أن يكون بشار الأسد ذكيًا ويتكلم بكلام يبرد به وجوه الناس ويتكلم عن شيء يقول أنا اعتقلت عاطف نجيب أو عزلته أو فعلت شيئًا أو هؤلاء المواطنون لديهم حقوق ونحن لا نقبل إهانتهم، يعني لو أنه قال هذا الكلام أنا بالنسبة لي أعتبر أنه يمكننا المشي في طريق صحيح بدون أن نفعل ثورة أو احتجاجات ويمكننا الوصول إلى ما نريد بطرق ثانية، ولكن الخطاب كان جدًا مستفزًا والطريقة التي يتكلم بها وموضوع المؤامرة والمندسين يعني كان جدًا مهينًا.

في تلك الجلسة أنا كنت أحد الأشخاص الواقفين ولم أكن جالسًا، وعندما أسمع الخطاب كنت أنتبه وأنظر حولي، وأنا أصلًا أحاول بيني وبين نفسي جمع معلومات عن الأشخاص الذين يجب أن أتحدث معهم وأدعوهم إلى التظاهر، وكنت أراقب الوجوه الموجودة التي تسمع وكان يوجد أشخاص يظهر عليهم أن الكلام لا يعجبهم ويوجد أشخاص لا يشاركون بالتصفيق ويوجد أشخاص كان واضحًا من شكلهم أنهم يشعرون بنفس الاستفزاز والإهانة التي شعرت بها وكل هؤلاء أنا تحدثت معهم، وكان معظم هؤلاء الأشخاص الذين تحدثت معهم فعلًا تجاوبوا معنا في موضوع المظاهرة التي دعونا إليها في كلية الآداب والتي لم تنجح.

الجمعة التي بعدها أذكر أننا ذهبنا إلى القرية، يعني نحن كروتين في الأسرة كل يوم عطلة يجب علينا الذهاب إلى القرية، وأنا كنت في القرية في يوم الجمعة وكنت أعرف أن الشباب يريدون الخروج في مظاهرة [في مدينة حلب] وأن المظاهرة سوف تكون في مسجد "آمنة" ويوجد أحد الأشخاص قال إنه يوجد مجموعة محلية من أهل سيف الدولة سيكونون موجودين في مسجد "آمنة" لكن لأنهم أهل المنطقة يريدون أن يأتي شخص غريب وهو الذي يقوم بإشعال المظاهرة حتى يشاركوا بها، وفعلًا وحسب ما أعرفه كانت هذه أول مظاهرة مصورة في حلب وكان مجموع الذين شاركوا فيها والذين هتفوا معدودين على الأصابع أعتقد 10 أو 15 شخصًا كان بينهم أخي أيهم وكان بينهم ورد الفراتي أحمد الحاج حميد وكان بينهم مالك العيسى وكان بينهم شاب اسمه سعيد من حلب، وهؤلاء هم الأشخاص الذين أعرفهم وكان يوجد خمسة شباب تقريبًا لا أعرفهم وكان يوجد شاب من كلية الطب من السخنة لا أذكر اسمه وهذه هي المجموعة، وهتفوا وصاحوا وحصلت مواجهة بينهم وبين الشبيحة وبعدها ارتفعت أصوات الشبيحة على صوت المتظاهرين وبعدها غادر المتظاهرون ولم يحصل اعتقال، وهذه المظاهرة هي التي كانت السبب أنه أصبح مسجد آمنة مركزًا للتظاهر في حلب بشكل أسبوعي، يعني من كان يضع في باله أنه يريد التظاهر وعندما انتشر فيديو أنه يوجد مظاهرة في حلب، فكان الأسبوع الذي بعده يذهب إلى المسجد، وأيضًا حصلت مظاهرة وحصلت مواجهات، وفي الأسبوع الذي بعده حصلت مواجهات وأيضًا في الأسبوع الذي بعده حصلت مظاهرات وأصبح مسجد آمنة مركز التظاهر في مدينة حلب الدائم، وحتى إن النظام أغلقه لأعمال الصيانة في منتصف عام 2011، أنا لم أحضر هذه المظاهرة وأنا كنت جدًا سعيدًا لأنهم خرجوا في المظاهرة ولكنني بنفس الوقت كنت منزعجًا لأنني لم أكن موجودًا فيها، وكنت أستعد للمشاركة في المظاهرة الثانية، وبما أنه بدأنا بالخطوات العملية فيجب علينا المشاركة.

في هذه الفترة أذكر أننا عقدنا اجتماعًا صغيرًا بيني وبين الشباب الذين كانوا موجودين في كلية العمارة، أنه نحن على مدار أسبوعين دائمًا نجلس مع بعضنا ونحن دائمًا نتكلم مع بعضنا عن الثورة وأغنية "يا حيف" وهذا الكلام، ونحن لا نستفيد شيئًا يعني جلوسنا مع بعضنا لا يكون مفيدًا، وأذكر أنني اقترحت عليهم أنه يجب علينا عدم الجلوس مع بعضنا في الجامعة أبدًا ويجب على كل شخص منا أن يؤثر في الدائرة التي حوله لأنه أنا يوجد عندي أصدقاء آخرون غير أصدقاء مالك وغير أصدقاء أحمد وغير أصدقاء إسماعيل، وكل شخص يجب أن يحاول التأثير على الأشخاص الذين حوله، وكل واحد يجب أن يكون النقاش حسب الشخص الذي تقابله، يعني كان هدفنا أن الشخص المحايد يجب جره إلى طرفي حتى يصبح معارضًا والشخص المؤيد أحاول أن يصبح محايدًا يعني كنا ندخل في نقاشات ونحاول قدر الإمكان أن تكون موضوعية، يعني نحن الشخص الذي نعرف أن عنده نظرية بشار الأسد هو شخص جيد والأشخاص الذين حوله هم السيئون؛ من لديه هذه النظرية أقول له إن بشار الأسد هو شخص جيد وأنا أدخل معه في هذا النقاش ولكن ألم يبق أحد هناك غيره يعني سورية لا تعرف شخصًا جيدًا آخر إلا هو؟ و نحن كنا ندخل في هذه النقاشات ونتحدث كثيرًا مع أشخاص، وبعد الحديث مع الأشخاص كنا نجلس مع بعضنا مرة ثانية ونشكو إلى بعضنا أن هذا الشخص الذي يناقش لديه مستوى غباء وكيف أصبح مهندسًا وكيف دخل إلى كلية الهندسة، يعني كان يقول إن بشار الأسد هو أفضل شخص في العالم وهو المهدي المنتظر وهو المسيح المخلص ولكن هذا الشخص كيف درس وكيف أصبح مهندسًا، ونحن كنا كثيرًا ندخل في نقاشات ونخرج منها فعلًا مضغوطين، ولكن كنا نعتبر أن هذا الأمر هو نشاطنا الثوري حاليًا، ونحن كنا في فترة بحاجة إلى زيادة عدد الجنود وكل لحظة نحن نجلس بها مع أي شخص سواء كان مؤيدًا أو معارضًا أو محايدًا أو مهمًا كان أنا يجب عليّ جره إلى طرفي ويجب أن أقنعه أن ثورتي هي ثورة الحق ويجب أن أقنعه أنني عندما أريد الإعلان عن ثورة أو احتجاج هذا ليس من أجلي وإنما من أجلي ومن أجلك ومن أجل ابني وابنك في المستقبل، وفعلًا من خلال هذا النقاش استطعنا جر الكثير من الأشخاص، واستطعنا التخفيف من تأييد المتعصبين ونحضر أشخاصًا إلى الحياد من قبل كانوا مؤيدين وهكذا كان نشاطنا، وكنا مثل الذي عنده فكرة ويدعو لها كنا نتبع هذا الأسلوب ونمضي به. 

الاعتقال الذي اعتقلته صحيح أنه كان اعتقالًا قصيرًا في شهر نيسان/ أبريل عام 2012 وجعلني تحت العين إلى درجة كبيرة، يعني أنا عندما بدأت الثورة كنت طالب سنة رابعة، ونحن في كلية الهندسة المعمارية عددنا ليس كبيرًا والدفعة تقريبًا 250 طالبًا، وفعليًا جميعنا نعرف بعضنا وكان دوامنا في الجامعة إلزاميًا والساعات طويلة، وكنا فعليًا يعني كلمة ابن دفعتي في كلية العمارة مختلفة عن ابن دفعتي في كلية الآداب لأنه في كلية الآداب قد لا تعرفه ولكن في كلية العمارة أنت أكيد تعرفه وهو صاحبك ويوجد [تحية] سلام بيننا وأنا بطبيعتي اجتماعي وكانت علاقتي جيدة ليس فقط مع طلاب دفعتي وإنما مع جميع السنوات الأصغر مني والأكبر مني، وهذا الاعتقال عندما اعتقلت أصبحت العيون علي مفتوحة وأصبح جميع الناس الذين أعرفهم يتحدثون ويسألون لماذا اعتقلت وماذا حصل معك وهل فعلًا كنت تريد الخروج في مظاهرة وماذا حصل معك، وحتى إنه استدعاني مسؤول الفرقة الحزبية ودخل معي في نقاش طويل في هذا الموضوع ومن تلك اللحظة أنا عرفت أنني أصبحت تحت العين بدرجة كبيرة وجلست مع الشباب مع أيهم رحمه الله الذي كان يتحرك في اتجاه الحراك في المدينة في مدينة حلب والشباب مثل أحمد حاج حميّد الذي هو ورد (ورد الفراتي) والشباب الذين مثل ورد وغيره، وقلت لهم كل شيء أعرفه وأنا مهدد بالاعتقال في أية لحظة لأنه تم استدعائي من قبل الفرق الحزبية وبعدها بعدة أيام أيضًا استدعاني فرع الأمن السياسي واستدعاني فرع الحزب في الجامعة؛ ماذا تريد وماذا يحصل معك ولماذا تفتعل المشاكل، وقلت لهم يا شباب أنا معرض للاعتقال في أية لحظة ورجاء لا أحد يعطيني أية معلومة إضافية وأنا لا أريد الدخول معكم في مجموعات السكايب ولا أريد أن أعرف أسماء الأشخاص الذين تلتقون معهم وهذا الكلام لا يهمني وإذا كان يوجد مظاهرة أنا أستطيع المشاركة أعطوني موعدًا وأنا سوف آتي إليها فقط، وهذا فعلًا ما كنت أفعله وعندما كان يخبرني أيهم رحمه الله أنه يوجد مظاهرة مثلًا في الجميلية أو صلاح الدين أو سيف الدولة كنت أذهب إليها.

حصل تنسيق أول مظاهرة أشارك فيها في 14 أو 15 نيسان/ أبريل في منتصف شهر نيسان وكانت المظاهرة عند سوق سيف الدولة، والمظاهرة شاركنا فيها أنا وأيهم وكان موجودًا معنا ابن خالتي؛ شاب اسمه خالد وهو حاليًا في أوروبا، وحتى عندما ذهبنا إلى هناك رأيناه بالصدفة يعني لم يكن يوجد بيننا حديث في هذا الموضوع وأذكر الذي قام بإشعال المظاهرة اسمه محمد عرب الذي هو من أحد الناشطين البارزين في مدينة حلب في الحراك السلمي وأنا لم أكن أعرفه، ونزل إلى الشارع وبدأ يصيح ويكبر ويهتف، وهذا الشخص علق في بالي وفي تلك مظاهرة لا يمكن لأي أحد شارك في الثورة السورية أن يستطيع وصف شعوره في أول مظاهرة، يعني شعور فعلًا لا يمكن وصفه بسهولة وخصوصًا أنني كنت أشعر بشيء من عقدة النقص وأن الشباب سبقوني وخرجوا من المسجد، وأنا في وقتها كنت في القرية مسافرًا وكانت مدة المظاهرة لا تتجاوز الدقائق القليلة ولكنني أذكر أن كل من خرج في المظاهرة كان صوته مبحوحًا لأنه نحن فعليًا لا نصيح فقط بحناجرنا يعني كان الصوت يخرج أعمق بكثير من ذلك، والعدد لم يكن كبيرًا وكان العدد حوالي 150 أو 200 متظاهر وليس أكثر من ذلك، يعني في ذلك الوقت كان يعتبر العدد جدًا كبيرًا وكان الصوت فعلًا يهز حلب كلها، والناس كانوا مضغوطين جدًا وكان 90% من الناس المشاركين كانوا يتظاهرون لأول مرة ويصيحون لأول مرة وكانت هذه أول مظاهرة أشارك فيها.

وبعدها كما ذكرت أنه كان في الجامعة، كان عملي الأساسي هو أن أنشط مع الشباب والمحيط الذي حولي وهو كان محيطًا كبيرًا بالمناسبة وكانت علاقتي مع الناس هي علاقات جيدة مع فئة كبيرة وكنت كل يوم أدخل في نقاشات مع أحد ما في موضوع الثورة، والنقاش ضمن الإطار نسبيًا كان مسموحًا، يعني النقاش الذي لا يجعلني أكون تحت مساءلة كبيرة، وأكون حذرًا قدر الإمكان، وهنا أيهم رحمه الله بدأ ينشط وأنا أذكر أنه جاء إلى والدي في شهر حزيران/ يونيو أو تموز/ يوليو عام 2011 وقال لوالدي أنا لا أريد الذهاب إلى الجامعة لا يجب عليك دفع القسط لأنه كان يدرس في جامعة إيبلا الخاصة وقال لوالدي: أنا لا أريدك أن تدفع القسط وأنا أريد التفرغ للثورة ولا أريد الدراسة نهائيًا، وعندما يسقط النظام إن شاء الله سوف أكمل الدراسة، وفعلًا لم يدفع قسط الجامعة ولم يكمل جامعته وأنا أكملت جامعتي وبقيت مستمرًا فيها. 

وهنا أيهم بدأ يتحرك بشكل أكبر في موضوع العلاقات مع المجموعات والتنسيق مع الناس الموجودين في [حيّ] صلاح الدين والناس الموجودين في [حي] المرجة، ودخل في تنسيقيات مثل "أحفاد الكواكبي" و"فلاورز" وهذه التنسيقيات، أنا لم أكن وأحاول الدخول إليهم يعني حضرت عدة مرات وعدة اجتماعات ولكن حتى الاجتماع الذي أحضره أنا أحاول عدم حفظ الأسماء وعدم حفظ الوجوه، وأحاول قدر الإمكان ألا آخذ المعلومة إلا التي تكون جدًا مهمة بالنسبة لي وجدًا ضرورية، ولكن المعلومات التي لا تفيدني أو ممكن إذا تم اعتقالي وأجبرت على البوح بها أو تضر أحدًا كنت أحاول الابتعاد عنها نهائيًا. 

وفعلًا في هذه الفترة بين الشهر الرابع نيسان/ أبريل عام 2011 وبين شهر التاسع أيلول/ سبتمبر تم استدعائي مرتين إلى فرع حزب الجامعة ومرتين إلى فرع الأمن السياسي وهكذا كان بالنسبة لي الحراك السلمي، وأنا شاركت في المظاهرات، وكلما يأتي خبر عن مظاهرة كنت أشارك بها وحضرنا عدة اجتماعات وكنا نتكلم فيها وكان من أهم التواريخ في مدينة حلب هو تاريخ 30 حزيران/ يونيو 2011 "بركان حلب" كان، في هذه المظاهرة أنا كنت موجودًا وهي أول تحدٍ علني للنظام، وكان بالنسبة لنا بعد أن ذهبنا إلى حي الجميلية ورأينا أعداد المتظاهرين ورأينا أعداد الشبيحة الموجودين كان تحديًا كبيرًا أن يستطيع أحد الخروج في المظاهرة، وفي هذه المظاهرة حصل شيء أنه عندما أصبح عدد الأمن جدًا كبيرًا وعدد الشبيحة جدًا كبيرًا وأعداد المتظاهرين جدًا كبيرة، أصبح شيء وأنا لا أعرف لا توجد عندي الفكرة هل هو حصل بتخطيط أم أنه حصل بتقدير رباني، ولكن خرجت مجموعة من المتظاهرين وصاحوا وأعلنوا المظاهرة وبدأوا الهتاف وهتفوا وبدأوا يركضون وأنا عندما هتفوا وبدأت أهتف معهم وعندما بدأوا يركضون فبدأت أركض معهم وأصبحنا نركض ونحن نهتف والأمن خلفنا يلحق بنا ونحن نهرب منه ولكن على شكل مظاهرة تركض والذي حصل أنه نحن ركضنا وعددنا ليس كبيرًا كان حوالي 200 شخص من أصل الآلاف الذين كانوا موجودين، والأمن كلهم تبعوا هؤلاء الـ 200، والآلاف الذين كانوا موجودين بدأوا بمظاهرة ثانية وكانت جدًا جميلة وأخذت صداها بشكل جيد ولكن لم يكن هذا هو المطلوب لـ"بركان حلب" ولم يكن هو التحضير ولم يكن بحجم التحضير لـ"بركان حلب".

إحدى المظاهرات التي هي من أجمل مظاهرات حياتي التي شاركت فيها وقتها كانت بتحضير وتنسيق "تنسيقية أحفاد الكواكبي" وكان مسؤول التنسيقية هو محمد عرب وكان اسمه في تلك الفترة طارق وهكذا كان اسمه الوهمي وأنا حضرت الاجتماع وكان الاجتماع في حي المارتيني، وجلست وبدأت أسمع تحضير المظاهرة، وكان محمد عرب مدرسة في النضال السلمي وأنا حضرت معهم هذا الاجتماع وكان هذا الاجتماع في الشهر الخامس أيار/ مايو من عام 2011 يعني قبل البركان بفترة جيدة، وكان التحضير أن كيف سنخرج في مظاهرة في حي الجميلية الذي يُعتبر من أهم مراكز مدينة حلب وأكثر المناطق المزدحمة في منطقة بعيدة عن ساحة سعد الله الجابري بـ 500 متر وبعيدة عن فرع الشرطة العسكرية 500 متر ونحن نريد الخروج في مظاهرة في هذه المنطقة تحت عين الازدحام الشديد، يعني نجعل الناس يرون أنه يوجد متظاهرون فعلًا لمدة دقيقتين فقط ونذهب ولا يجب أن يتم إلقاء القبض على أحد، يعني أنا أحد الأشخاص الذين أخذت أناقشه وأقول له: هل أنت جاد بالخروج في مظاهرة في "الجميلية"؟ يعني تحت سطوة الأمن والشبيحة وتجنيد أحياء كاملة وعوائل كاملة جندهم النظام كشبيحة، ولكن محمد عرب بدأ برسم خطة وأنا لم أكن أتخيل أن المظاهرات يتم العمل عليها إلى هذه الدرجة، يعني أنا كنت أظن أن الموضوع بشكل عشوائي ويخرج الناس في المظاهرة ثم يأتي الأمن ونهرب، وأنا هكذا كنت أظن ولكنه بدأ يحسب كل تفصيل بالخطوة والميلمتر من بداية توزيع الكاميرات أنه يجب أن يكون هناك من يصور من هذه الزاوية ومن الزاوية الأخرى، وكان يوجد أربع زوايا، وكل شخص يقوم بالتصوير من زاوية وأذكر أنه كانت المظاهرة على تقاطع مكتبة في الجميلية اسمها مكتبة المحيط عند تقاطع هذه المكتبة هنا كان موعد المظاهرة، وقال محمد عرب: يا أيهم أنت والمجموعة التي عندك التي سوف تشارك في المظاهرة كم عددها؟ فقال: سيأتي عشرة أشخاص، ويا فلان قال 15 و يا فلان قال 20 وقاموا بحساب الأعداد وهل هذه الأعداد سوف تكفي المظاهرة وكان كلامه أنه من سوف يعلن بداية المظاهرة هو فلان الفلاني وقادة المجموعات كانوا ستة أو سبعة أشخاص وكل شخص منهم عنده مجموعة وهؤلاء القادة الستة كان كل شخص مطلوب منه على زاوية مكتبة المحيط وكان توقيت المظاهرة الساعة الثامنة والنصف ولكن قبل خمس دقائق من الموعد لا يجب أن يكون هناك أحد أبدًا يعني عليكم التواجد جميعكم في الجميلية في 8:15 وعليكم المشي وعدم التوقف نهائيًا والمشي حول المربعات السكنية، بحيث أنت 8:30 إلا دقيقتين أو ثلاث دقائق يجب أن تكون متوقفًا على زاوية المكتبة، يجب أن تتوقف بشكل علني ومكشوف ويا أيهم إذا كان عشرة أشخاص موجودين معك، ونحن كنا نعاني من أمر أنه فلان يقول أنه سيأتي معي عشرة أشخاص لأجل التظاهر ولكن لا يأتي منهم أي شخص، وتبدأ المظاهرة في أربعة أو خمسة أشخاص وتفشل ويا أيهم أنت مطلوب منك أن يراك فلان وهم كانوا ثلاثة أشخاص في مجموعة البداية وهم الأشخاص المسؤولون عن بداية المظاهرة، وإذا كان موجودًا معك الأشخاص المطلوبون منك وكان العدد كاملًا أو على الأقل نسبة 70% يعني سبعة من عشرة منهم عليك إظهار نفسك وإذا لم تكن موجودة هذه النسبة لا تظهر حتى لا يتم احتسابك، وأنا كان عندي عشر مجموعات وكل شخص معه مثلًا عشرة أشخاص ومن معه سبعة أشخاص من أصل عشرة أشخاص يجب أن يظهر نفسه ومن لا يوجد معه هذا العدد لا مانع إذا جاء وشارك في المظاهرة ولكن لا يجب إظهار نفسه، يعني الساعة 8:30 إلا ثلاث دقائق لا يجب عليه الوقوف في الزاوية وإظهار نفسه، وفعلًا نحن مشينا والساعة 8:30 إلا دقيقتين أنا كنت على الزاوية، يعني قبل خمس دقائق مشيت من نفس الزاوية ولم يكن يوجد أي حركة غريبة أو غير طبيعية أبدًا وبعد خمس دقائق كان يوجد ازدحام بشكل واضح وعلني والناس جميعهم متوقفون على الزوايا بشكل علني وكانوا ينتظرون شيئًا وفعلا محمد عرب الذي كان اسمه طارق في ذلك الوقت عندما رأى أن فلانًا الفلاني قائد المجموعة أظهر نفسه هذا معه سبعة أشخاص والآخر أيضًا ظهر وهو كان عنده حد معين عندما يتجاوزه فإنه يعطي إشارة البدء لمجموعة البداية، وفعلًا كل الشباب كانوا متوقفين على الزاوية ومن كان لديه العدد الكامل قام بإظهار نفسه ومن لا يوجد عنده العدد الكامل أخذ زاوية بحيث لا يظهر وعندما رأى محمد عرب أن الوضع جيد أعلن وأعطى إشارة إلى مجموعة البدء وأعلنوا البداية وكان مرسومًا خط المسير هو لمسافة 50 مترًا وهو المشي من هذا المفرق إلى هذا المفرق إلى هذه النقطة التي يوجد عليها مفرقان، ومن ثم نتوزع فيهما وفعلًا هذا هو الذي حصل.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/09/14

الموضوع الرئیس

بداية الثورة في حلب

كود الشهادة

SMI/OH/5-02/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

3-9/2011

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-المارتينيمحافظة حلب-صلاح الدينمحافظة حلب-سيف الدولةمحافظة حلب-مدينة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جامعة حلب (نظام)

جامعة حلب (نظام)

مجلس الشعب - نظام

مجلس الشعب - نظام

فرع الأمن السياسي في حلب

فرع الأمن السياسي في حلب

فرع حزب البعث في حلب

فرع حزب البعث في حلب

تنسيقية أحفاد الكواكبي في حلب

تنسيقية أحفاد الكواكبي في حلب

الشرطة العسكرية في حلب - نظام

الشرطة العسكرية في حلب - نظام

الشهادات المرتبطة