الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الحراك بعد بركان حلب وبداية مرحلة ردع الشبيحة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:22:06:07

أحد أهم الأحداث في حلب التي يعوّل عليها سلميًا و[على] تحريك حلب سلميًا بعد أن كانت قبضة النظام جدًا شديدة في مدينة حلب؛ هو كان "بركان حلب" الذي كان فعلًا تحديًا وتكلمت عنه أننا نجحنا بالتظاهر فيه غصبًا عن النظام، وغصبًا عن الأمن والشبيحة، واعتُقل شباب واستُشهد شباب في ذلك اليوم ولكن نحن نسبيًا نجحنا بالخروج في مظاهرة، ولكن في تلك اللحظة كان تعويلنا أكثر بكثير من أن تخرج مظاهرة وتمشي، وكان أملنا أكبر من ذلك بكثير وبعد "بركان حلب" أصبح يوجد صدمة عند كل من كان يعمل في الحراك السلمي أنه لا يمكن أن تتحرك حلب تحت ظل هذه القبضة الأمنية الشديدة الموجودة، حيث استطاع النظام تجنيد الشبيحة في كل الأحياء، وحلب لا يمكن أن تتحرك سلميًا والذي حصل بعد "بركان حلب" بتاريخ 30 حزيران/ يونيو 2011 أصبح جمودٌ كبير في المدينة لمدة 15 يومًا ولم تخرج أية مظاهرة، يعني من قبل كان في كل يوم أو يومين أو ثلاثة كانت تخرج مظاهرة صغيرة، مظاهرة طيارة كنا نسميها، مجموعة من الشباب من 20 أو 25 شابًا كانوا يتحركون وحصل اجتماع ثانٍ لـ"تنسيقية أحفاد الكواكبي" أنه يجب علينا التحرك ويجب علينا إعادة إشعال الفتيل مرة ثانية حتى يرى الناس الذين كانوا يتحركون من قبل أنه عليهم الإعادة والإكمال وأنه لدينا موسم رمضان القادم الذي سوف يكون مفصليًا وطبعًا أنا في تلك الفترة بالنسبة لمحمد عرب والشباب الذين كانوا موجودين في "تنسيقية أحفاد الكواكبي"، كان موجودًا محمد عرب وكان موجودًا ملهم جزماتي وأبو أنس الشامي وأشخاص أنا في تلك الفترة لا أعرفهم، يعني محمد عرب أنا أعرف اسمه طارق وملهم جزماتي كان له اسم مختلف وأبو أنس الشامي كان اسمه أبو أنس ولكنني لا أعرف كنيته أو ماذا يعمل وأيهم أخي رحمه الله الذي كان عضوًا في هذه التنسيقية كان يعرف تفاصيلهم وهو لا يتكلم وأنا لا أسأله من هؤلاء. 

حصل اجتماع للتحرك حتى لو كان الأمر بسيطًا ويجب علينا فعل شيء مثل الحركات القديمة التي كنا نقوم بها واتفقنا على الخروج في مظاهرة من مسجد سعد بن أبي وقاص في حي صلاح الدين، وبنفس الترتيب ويجب على قادة المجموعات إظهار أنفسهم عندما يكون العدد جاهزًا، وإذا لم يكن العدد جاهزًا لا نظهر أنفسنا وفي ذلك اليوم في يوم الجمعة صلينا الجمعة في مسجد سعد وخرجنا من المسجد وكان العدد غير جيد أبدًا والأشخاص كان عددهم قليلًا ومع ذلك بدأت المظاهرة، والذي بدأ المظاهرة شاب اسمه الحركي آدم وأنا لا أعرف اسمه الحقيقي وبدأ آدم بالمظاهرة، وفعلًا دخلنا في المظاهرة عندما بدأت دخلنا أنا وأيهم وكان عدد المتظاهرين كما هو لم يزد عن 15 إلى 20 شابًا، وهذا الشيء سبب اعتقالات وبدأ يطاردنا الشبيحة أنا وأخي يعني بعد أن انتهينا من المظاهرة بسبب عدم وجود التجاوب فإن الشبيحة لحقوا بنا وحصل اشتباك بالأيدي بيننا وبينهم واستطعنا النجاة في ذلك اليوم، وكان يوجد مجموعة أصدقاء لنا من الشباب الذين عندما رأوا أن المظاهرة غير كبيرة بقوا ينتظرون يعني عندما رأوا أن عدد المظاهرة غير كبير لم يدخلوا إليها ولكن عندما حصلت المواجهة بيننا وبين الشبيحة وحاولوا اعتقالنا أنا وأيهم فإنهم تدخلوا واستطعنا حماية بعضنا ونمشي يعني عندما أصبح عددنا 15 شابًا في تلك الفترة بدأنا نزرع ثقافة أن الشبيح ليس أرجل (أشجع) مني حتى أخاف منه وأهرب منه، وعندما يأتي أحد حتى يضربني فإنني سوف أضربه ولا يوجد عندي مشكلة وهذا الشيء حصل في ذلك اليوم وحصلت مواجهة بيننا وبينهم واستطعنا الهروب.

تم اعتقال آدم الذي بدأ المظاهرة وبعد اعتقال آدم ذهبنا والتقينا وكان أيهم يريد رؤية محمد عرب وكان يوجد شخص آخر من درعا كان طبيبًا ولكنني لا أعرف اسمه واجتمع أيهم مع طارق وكان اسم أخي أيهم في تلك الفترة سامر؛ يعني كان لقبه سامر، كان في الاجتماع سامر وطارق والدكتور الدرعاوي وحصلت مشادة كلامية بين الدكتور ومحمد عرب أن كيف عندما رأيت أن العدد غير كافٍ كيف تعطي الإيعاز ببدء المظاهرة؟ وحصل خلاف بينهم وأتذكر أنهم أمسكوا بعضهم (تعاركوا) وأنهيناها. 

بعد هذه المظاهرة بدأنا نحاول محاولات صغيرة، وهنا بدأت حلب تتجاوب أكثر وبدأت الأحياء مثل المرجة وصلاح الدين، وأصبحت عندما تذهب إلى الأحياء الشعبية أصبحت تجد أشخاصًا من أهل الحي يتجاوبون معك ويشاركون معك، وفي بداية الثورة في المراحل الأولى المبكرة من الثورة الذين شاركوا في الثورة والذين كانوا فاعلين هم أشخاص 90% منهم من الطبقة المكتفية وليس من طبقة العمال والمهنيين، وإنما كانت من طبقة طلاب الجامعة والتجار لأن العمال كانوا مشغولين في عملهم ولا يهتمون كثيرًا بالأخبار ولكن عندما أصبحت الثورة حالة عامة كانوا فعليًا هم الحامل وكان الشباب من الأحياء الفقيرة ومن الأحياء التي كان يهملها النظام أكثر مثل صلاح الدين والمرجة والصالحين، كانوا حاملًا جدًا مهمًا للحراك السلمي في حلب في المراحل الثانية بعد الشهر السادس حزيران/ يونيو من عام 2011. 

واستمر الحراك على نفس الترتيب حتى جاء شهر رمضان والذي يعتبر بالنسبة لنا هو الموسم المفصلي، وحصل به حراك جيد جدًا، في أول يوم تظاهرنا في [منطقة] الحمدانية وفي اليوم الثاني في صلاح الدين وفي اليوم الرابع تظاهرنا في الجابرية وهنا بدأت التنسيقيات تعمل على شيء اسمه مجموعة الحماية وأن يكون دائمًا خلف المظاهرة مجموعة من عشرة إلى 15 شخصًا لا يشاركون في المظاهرة وكان عملهم هو الدفاع عن المتظاهرين ويتدخلون ويحاولون حمايتهم عندما يبدأ الشبيحة بالاعتقالات، ونحن بدأنا نتحدث في هذه الفكرة وأذكر في مظاهرة الجابرية بتاريخ 4 آب/ أغسطس 2011، في تلك المظاهرة قمنا بتوزيع العصي على المتظاهرين وأنه في حال جاء الشبيحة فنحن يجب علينا مواجهتهم، وقمنا بتوزيع العصي ولكن لم تحصل مواجهة، يعني عندما جاء الشبيحة بأعداد كبيرة فإن الناس هربوا. 

وفي مدينة حلب يوجد أمر يختلف عن الريف كثيرًا وفي الريف بدأ الحراك في عندان وتل رفعت، وفي الريف يوجد رابط عشائري ويوجد رابط عائلي وأسري يجمع الناس بين بعضها يعني أنا لا يمكن أن أترك ابن عمي بين أيدي الشبيحة وأمشي وفي حلب كنا نعاني من هذا الموضوع أنه نحن في مظاهرة الجابرية كان عددنا بحدود 300 إلى 400 شخص وكان عددنا كبيرًا والشبيحة كان عددهم أقل من عددنا بكثير ولكن الذي حصل في هذه المظاهرة التي كانت عند جامع ثوبان في الجابرية وأنا لا أعرف الجابرية قبل تاريخ 4 آب/ أغسطس ولم أذهب إليها أبدًا، وفي المظاهرة عندما جاءت العصي وقمنا بتوزيعها على المظاهرة وعندما جاء الشبيحة وأخذنا نحاول تشجيع الناس على مواجهة الشبيحة، الناس هربوا لأن العدد كبير، ولكن الشخص الذي بجانبي لا أعرفه ولا أعرف إذا كان سوف يساندني عند الجد أم لا يساندني، وهذا هو فرق المدينة عن الريف وهذه إحدى النقاط المهمة برأيي وهو موضوع الرابط الأسري والاجتماعي الذي كان في المدن الكبيرة معدومًا ولكن جدًا ضعيفًا مقارنة مع المدن الصغيرة والأرياف، وهذا الذي جعل الثورة السورية في وجهة نظري أنها عندما بدأت في المدن وفي مراكز المدن، ولكن النظام عندما واجهها بشراسة فعليًا أنت حتى تواجه عدوًا بهكذا شراسة يجب أن تكون أقوى والرابط الاجتماعي يزيدك قوة، وكان أهل الريف مدن الريف فاعلين أكثر في موضوع التظاهر وكان النظام يتحاشى الدخول في مواجهة مع الأهالي في الأرياف لأنه يعرف أنه سيواجه الجميع والناس لن يهربوا وهو يأتي بعد المظاهرة ويعتقل أربعة وخمسة أشخاص.

حصل الحراك في المدينة وحصلت مظاهرة "بدر حلب" التي كانت بتاريخ 17 رمضان 17 آب/ أغسطس 2011 وهي كانت من المظاهرات المهمة جدًا في حلب، وهي كانت من المظاهرات التي علقنا عليها الأمل أنه ستتحرك المدينة بعدها و لكن فعليًا بردت الهمة في الأيام الأخيرة في رمضان.

عندما خرجنا من شهر رمضان ولم نصل إلى الشيء الذي نريده، وهو جعل حلب تنتفض، هنا بدأ موضوع حمل السلاح، وهو أنه نحن يجب أن نبدأ بشيء ويجب أن يكون عند الشبيحة رادع ويكون عندهم خوف وهذا الشيء بدأ يتم الحديث عنه في رمضان عام 2011، وأنا أتكلم بالنسبة لمجموعة حلب وأنه في الأرياف يوجد رادع يجعل الشبيحة يخافون من الدخول وهذا الشيء يجعلهم يتظاهرون بشكل مريح أكثر بينما في المدينة الشبيحة لا يخافون من شيء لأنه يدخل بعصاه أو سكينته أو السلاح والمتظاهر أعزل تمامًا ولا يواجه، وكان يخاف والشبيح يدخل ولا يخاف من شيء وأنا أذكر أننا هنا دخلنا في نقاش طويل جدًا في أحد الاجتماعات ما بين فريقين فريق يدعو أنه نحن يجب علينا المواجهة وفريق يقول إنه نحن يجب علينا التمسك جدًا بالسلمية، وأنا برأيي أن الفريقين كان لديهما وجهة نظر محقّة، والفريق الأول الذي يقول يجب علينا المواجهة كان هدفه أنه نحن إذا واجهنا فإنه سوف يكون هناك رادع عند الشبيحة وسوف نتظاهر براحة أكبر وأنت تستطيع أن تجعل حلب تنتفض وليس جميع الناس لديهم القدرة على التضحية وليس جميع الناس يستطيعون مواجهة هذه الوحوش، وعندما الوحوش لا تكون موجودة فإن جميع الناس يشاركون في المظاهرة، كما رأينا في [مدينة] حماة يعني في حماة عندما الشبيحة عادوا خطوة إلى الوراء فإن حماة بأكملها شاركت في المظاهرات ودخلوا في نقاش طويل جدًا وكانت وجهة نظر الفريق الأول هي أن نخلق رادعًا، وكانت وجهة نظر الفريق الثاني أن الشبيحة الآن يواجهوننا بالعصي والسكاكين وإذا حملنا العصي والسكاكين سوف يواجهوننا بالبنادق وإذا حملنا البنادق سوف ينزل الجيش وأيضًا كانوا محقين ولكن أنا أحد الأشخاص كانت وجهة نظري أنه يجب أن يكون هناك رادع وحتى في البداية اتفقنا أنه في المرحلة الأولى يجب أن يكون هناك تهديد مثل حرق السيارات يعني نحن نعرف فلانًا الفلاني شبيحًا وأنا لا أريد قتله أو مواجهته وأنا اذهب في الليل وأحرق سيارته، ونحن بدأنا بهذا الشيء وأنا أذهب لحرق دكانه وقبل حرق دكانه أرسل له رسالة أنه أنت في التاريخ الفلاني وفي اليوم الفلاني شاركت بالتشبيح ضد المتظاهرين وهذه رسالة التهديد الأولى ورسالة التهديد الثانية وفي رسالة التهديد الثالثة تحرق له سيارته أو دكانه أو إلى آخره. 

في الشهر التاسع أيلول/ سبتمبر عام 2011 انتهى شهر رمضان وهنا فعليًا بدأت تتشكل مجموعات الجيش السوري الحر وبدأ ينشق المقاتلون على مستوى الثورة وليس على مستوى مدينة حلب وأصبح يوجد مناطق مثل الرستن خرجت فيها مظاهرة وكان الضباط المنشقون يجلسون على شرفة ويتكلمون وكان انشقاق [حسين] الهرموش قبلها بثلاثة أشهر وكان موضوع معركة جسر الشغور التي حصلت، وأصبح يوجد شيء اسمه "الجيش السوري الحر" وبات الناس أصحاب وجهة النظر أنه نحن يجب أن يكون عندنا رادع للشبيحة، انتقلوا إلى مرحلة ثانية أنه نحن يجب أن نعمل مع "الجيش السوري الحر" ونبدأ بعمليات الاغتيال للشبيحة ونبدأ عمليات التصفية للشبيحة وعلى الأقل رؤوس الشبيحة وبدأت تتشكل هذه المجموعات وأيهم رحمه الله كان من الأشخاص الذين يتبنون فكرة الدخول في مواجهة مسلحة على شكل حرب عصابات داخل مدينة حلب ونجعل الشبيحة يخافون. 

وأنا هنا بدأت بالسنة الخامسة [من الجامعة] في الشهر التاسع عام 2011 بدأت بالسنة الخامسة ودخلنا في نقاش أنا وأيهم [وقال] أنه أنا بقي عندك هذه السنة الوحيدة وأنه عليك إكمال الجامعة وبعدها سوف نرى ماذا نفعل ولكن لا يجب عليك الدخول في هذا الأمر وأنا موجود [وأكفي] وإذا يلزمني شيء فأنت معي يعني لا أذهب إلى مكان إلا ونكون سوية ولكن أنت حاول عدم الدخول إلى هذه الفكرة، وفعلًا أنا هنا كنت في سنة التخرج ولم أكن متفرغًا كثيرًا وأيهم رحمه الله أخذ القرار بترك الجامعة بشكل كامل وتفرغ لموضوع الثورة. 

وبدأ موضوع العسكرة وتأمين السلاح ونحن كمجتمع ريفي لدينا سلاح يعني أيهم أذكر أنه ذهب إلى القرية وأحضر معه بندقية في باص النقل الداخلي حيث فك عنها الأخمص وأخفاها تحت المانطو الطويل وركب في الميكرو ثم ركب في باص النقل الداخلي ووضعها في مكان [مخفي]، وهنا بدأت المجموعات تتشكل وكان يوجد في حلب أربع أو خمس مجموعات تقريبًا تعمل وكل مجموعة لا يتجاوز عدد أفرادها خمسة أشخاص، وكانوا يعملون في موضوع العبوات الناسفة والاغتيالات، وكان منهم مجموعة أبو عمارة، وكان مهنا جفالة وكان موجودًا أبو حيدر عندان هو حلبي وكان لقبه أبو حيدر عندان لأن مقره كان موجودًا في عندان، وهذا الكلام استمر من الشهر العاشر تشرين الأول/ أكتوبر عام 2011 حتى الشهر الأول كانون الثاني/ يناير عام 2012 وفي الشهر الأول استطاع النظام الاختراق عن طريق أحد عملائه لهذه المجموعات التي بدأت تعمل بالسلاح، واستطاع اعتقال كل من كان يعمل في السلاح في حلب وكان يعمل على موضوع اغتيال الشبيحة في حلب تم اعتقاله في هذه الفترة، ومن بينهم شخص أنا أعرفه كان اسمه أبو أحمد تم اعتقاله في تلك الفترة ولم يخرج حتى الآن وأعتقد أن العميل كان من عندان لا أذكر اسمه وذكر أمامي، وهذا العميل دخل كعنصر واخترق نظام المجموعات واستطاع اعتقال عدد كبير منهم عدا الأشخاص الذين كانوا يعملون كثيرًا بحذر وأيهم رحمه الله من الأشخاص الواعين جدًا لموضوع الاختراق الأمني وكان حذرًا جدًا، وفي هذه الفترة الاسم القديم "سامر" بعد أن اعتقل محمد عرب قام أيهم بتغيير اسم سامر وقام بتسمية نفسه هاشم، وحتى عندما ذهبنا إلى الريف كان اسمنا مجموعة هاشم ولا أحد يعرف اسم أيهم أبدًا.

في الشهر الأول عندما حصلت هذه الاعتقالات أيهم رحمه الله قرر الخروج إلى الريف حتى ينام على الأقل في بيئة آمنة، وعندما أريد التحرك أنا أعرف أن سلاحي في يدي ولست خائفًا من اعتقالي، وهو هنا انتقل إلى [مدينة] تل رفعت، وأصبحنا لا نراه إلا كل فترة طويلة، وفي هذه الفترة التي كان فيها أيهم استقر في تل رفعت أنا كنت أكمل جامعتي وعندما تحصل المظاهرات كنت أشارك بها ولكنني أصبحت بحذر أكبر لأنه طريقة التعامل الأمني تغيرت وبنفس الوقت كان أي شيء على مستوى العمل العسكري تحتاجه المجموعات الموجودة إن كان موادًّا، وأذكر أنني عدة مرات اشتريت لهم السماد وحمض الأمونيوم وهذه القصص من أجل صناعة العبوات الناسفة، وعدّة مرات طلب مني الذهاب إلى فلان لآخذ صندوقًا منه حتى أعطيه إلى فلان يعني صندوق ذخيرة أو سلاح، ولكن بنفس الطريقة التي كنت أتبعها في البداية: أنني لا أعرف ممن استلمت ولمن أعطيت، يعني لا أعرف اسمه والشخص الذي أعطيته السلاح أو الذخيرة لا أعرف اسمه ولا أعرف ماذا سوف يفعل بها لنفس السبب لأنني هنا أصبحت مراقبًا أكثر وتم استدعائي إلى فرع الأمن السياسي واستطاع والدي ببعض التدخل أن يجعل جلستي في الأمن السياسي هي جلسة شرب فنجان قهوة وليس اعتقالًا، وبقيت أعمل بهذا الشكل ولكن بقدر الإمكان لا أحاول الدخول في التفاصيل التي لا تهمني لأنني مقتنع أنه يمكن في أي لحظة أن يتم اعتقالي.

في الشهر الثاني شباط/فبراير من عام 2012 بدأ أيهم يشعر أن اسمه أصبح مكشوفًا وفعلًا في الشهر الثالث عام 2012 رأينا عدة سيارات في حارتنا في جمعية الزهراء؛ سيارات أمن أو سيارات غريبة، ونشعر أنه يمكن أن تكون تراقبنا وفي تاريخ 26 آذار/ مارس 2012 جاء عنصران من الأمن وطرقوا باب المنزل وكنا موجودين أنا ووالدي في المنزل، وسألوا ومن خلف الباب أستاذ عبد الكريم موجود؟ وأجابهم أهلي إنه غير موجود، وسألوهم هل أيهم موجود وهل ملهم موجود؟ وفي ذلك اليوم لحسن الحظ كان والدي قد باع سيارته أو قبل بيوم كان عنده سيارة داسيا لوغان عندما كانت والدتي تجاوبهم من خلف الباب، قالت لهم: حتى السيارة ليست موجودة، وسألتهم: هل رأيتم السيارة؟ فقالوا لها: لا، فقالت: إذا أردتم انتظروا نصف ساعة حتى يأتوا ولكنني لا أستطيع إدخالكم، وهم على وصول. ولكن أنا ووالدي كنا داخل المنزل وكان أخي أيهم في الريف. 

وطبعًا قبل هذا الموقف يوجد أحد أصدقاء والدي كان ضابطًا في المخابرات الجوية أخبره أن العين عليكم وعليكم الانتباه على أنفسكم وعلى الشباب أن ينتبهوا لأنفسهم، وعلى ملهم تخفيف الحركة في الجامعة بهذا الأسلوب، وبعد حصول هذه الحادثة انتظرت أنا ووالدي قليلًا وبقينا نراقب ونزل أخي الصغير حتى يرى الوضع خارجًا لم يكن يوجد أحد وعلى هذا الوضع انتظرنا غياب الشمس وقمنا بتوضيب الأغراض الأساسية في المنزل وخرجنا من المنزل أنا ووالدي وكل العائلة، وأخذنا منزلًا وكان يوجد منزل لأحد أصدقائي وهو كان منزل طالب يعني استأجر منزلًا في سيف الدولة، وأنا أخذت العائلة وذهبنا جميعًا إلى هذا المنزل في سيف الدولة وحاولنا على امتداد يومين، وحاول والدي أن يفهم ما هو الشيء الذي حصل أو من الذين جاؤوا أو تابعين إلى أي فرع حتى يحاول إذا كان يوجد شيء يمكن حله يقوم بحله وكانت كل التواصلات تقول له: إنه عليه الخروج لأن الموضوع أكبر من أن نستطيع التدخل به، وكان والدي في الحزب ونحن كعائلة لدينا تواصلاتنا نوعًا ما وعندنا أقرباء في النظام وجميعهم كان كلامهم أن عليكم الخروج بحذر حتى لا يتم الإمساك بكم على الطريق أبدًا، وفعلًا في ذلك اليوم في 27 أو 28 آذار/ مارس 2012 خرجنا أنا ووالدي وعائلتي خرجنا من حلب، وقبل أن نخرج اتصل والدي مع صديقه في مدينة أطمة وأرسلوا مجموعة مسلحة في سيارة فان لحمايتنا وكان يوجد سيارة تمشي كشاف أمامنا للمراقبة، وذهبنا إلى الحدود التركية إلى أطمة ودخلنا إلى تركيا أنا وأهلي واستقبلنا الجندرما التركية وأخذونا إلى مخيم الإصلاحية في ذلك اليوم في نهاية الشهر الثالث آذار/ مارس عام 2012.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/09/14

الموضوع الرئیس

الحراك في مدينة حلب

كود الشهادة

SMI/OH/5-03/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011-2012

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-تل رفعتمحافظة حلب-مدينة حلبمحافظة حلب-صلاح الدين

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

سرية أبو عمارة للمهام الخاصة

سرية أبو عمارة للمهام الخاصة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

فرع المخابرات الجوية في حلب / المنطقة الشمالية

فرع المخابرات الجوية في حلب / المنطقة الشمالية

فرع الأمن السياسي في حلب

فرع الأمن السياسي في حلب

تنسيقية أحفاد الكواكبي في حلب

تنسيقية أحفاد الكواكبي في حلب

الشهادات المرتبطة