الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

المظاهرات الكبرى في حلب وسقوط أول شهيد من الجامعة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:28:41:23

سوف أتحدث عن المظاهرات الكبرى التي حصلت في الجامعة على اعتبار أنها من أهداف التنسيقية والإعلان الرسمي عن تنسيقية جامعة الثورة أو -إذا كان هناك إعلان رسمي- فهي كانت المظاهرة التي حصلت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2011 أي بداية العام الدراسي الثاني في الثورة وهذه المظاهرة التي حصلت في ساحة الجامعة ومن ساحة الجامعة انطلقت باتجاه نزلة أدونيس عند حي المريديان كانت ميزتها وفكرتها الأساسية هي نوع من إعلان أن عدد الطلاب الموجودون كأن مارد وخرج من القمقم وبعد أن حصل تنظيم الكليات في الجامعة وكل كلية أصبح يوجد فيها مجموعة أساسية تحرك الطلاب فيها وأصبح لدينا الكثير من الكليات الجديدة التي تنظمت فيها مكاتب وفرق هنا أصبحنا نتحدث عن إعادة المظاهرة من ساحة الجامعة بعد فترة كافية من آخر تشرين الثاني/ نوفمبر وهذا هو الأمر الذي حصل في شهر شباط/ فبراير 2012 وخرجت المظاهرة أيضًا من ساحة الجامعة وكان العدد فعلًا ضخمًا وأنا أتمنى أن لا تسألني عن الأعداد باستمرار لأنه بصراحة الشخص في داخل المظاهرة لا يستطيع تقدير العدد وأنا داخل المظاهرة كنت أشعر أن عددنا مليون بحسب عددنا الموجود واحتلالنا لشارع من جهتين ضخم جدًا والأصوات، فمجرد أنه أنت متمرد وكاسر حاجز الخوف هذا يعطيك أنك أنت أضخم مما تبدو عليه وكل هذه المظاهرات يوجد لها مقاطع فيديو توثقها، ممكن متابعة العدد ولكن بالتأكيد العدد كان يفوق 300 طالب وهذا عدد أكثر من كبير بالنسبة لمظاهرة أنت رتبتها في مكان يغص بالشبيحة وهو ساحة الجامعة وهي تعتبر ثاني أهم مكان في مدينة حلب بعد ساحة سعد الله الجابري.

جرت المظاهرة بنفس خط سير المظاهرة الأولى وهو أنه بدأ التكبير في ساحة الجامعة في مكان انطلاقة المظاهرة ومشينا في شارع الميريديان باتجاه نزلة أدونيس الفكرة الأساسية لهذه المظاهرات الكبيرة هي نقل حراك الكليات من الشكل المحلي إلى شكل تجميعي لكل الكليات، هذا الهدف كان واضحًا من المظاهرة الأولى لتنسيقية الجامعة وهو الهدف الذي كان له أبلغ الأثر بأن الجامعة وحتى اسم "جامعة الثورة" الذي أطلق على جامعة حلب بسبب التنسيقية -باعتقاد الشخصي- يعني بسبب نشاط تنسيقية جامعة الثورة كان سببه هذا النوع من المظاهرات أو واحد من 3 أسباب كان هذا النوع من المظاهرات الضخمة التي كانت تحشد فيها كل طلاب الكليات وأنت تتكلم عن جامعة عددها مهول وقد يكون الإحصاء 80 ألفًا أو أكثر من طالب موجود في هذه الجامعة، فأنت تحشد عددًا كبيرًا من الطلاب في ثاني أهم عقدة مواصلات وساحة في مدينة حلب وتمشي فيها خارج الحرم الجامعي يعني لو كان الشارع طرفًا منه هو حرم جامعي والطرف الآخر سكني ولكن أنت فعليًا خارج حرم الجامعة وأنت تخرج من الجامعة إلى خارجها وهذا كان له رمزيته الكبيرة وعندما تتكلم عن عقدة مواصلات مثل ساحة الجامعة وطريق نزلة أدونيس ونهاية هذا الطريق يؤدي إلى حي الجميلية الذي هو من أهم أسواق حلب أو أماكنها أو مراكزها التجارية وينتهي في ساحة سعد الله.

نحن لم يكن هدفنا هو ساحة سعد الله وكان مؤكدًا ومشددًا عليه أن تسير المظاهرة ويجب أن تنتهي قبل أن نصل إلى سكة القطار التي تفصل حي المريديان من طرف حي الفيض ومن طرف حي الجميلية لأن الدخول إلى حي الجميلية وبعدها الدخول إلى ساحة سعد الله هذا يعني مقتلة ونحن هنا مكاننا وملعبنا وقوتنا وأنت هنا موجود في حرم جامعي قريب جدًا من الحرم الجامعي وهذا الشارع يمشي فيه الطلاب بشكل اعتيادي دائم وكثيف فحتى لو حصلت حالات اعتقال وحتى لو حصل هجوم من الأمن واعتقل شخص أنت قادر كمعتقل أن تبرر وجودك أنك طالب جامعي فأنت لست في مكان بعيد عن جامعتك وثانيًا هذه المنطقة أنت تستطيع الهرب فيها فالفكرة كانت من المشي في هذا الطريق وساحة الجامعة يوجد لها 3 طرق رئيسية أو 4 طرق إذا حسبت الطريق الداخلي الذي يدخل باتجاه مستشفى الجامعة فهذه الطرق الـ 3 الأخرى كان من المستحيل المشي فيها أي الطريق الذي يؤدي من ساحة الجامعة باتجاه شارع سيف الدولة وأنت هنا تمشي في أوتستراد عريض وعلى طرفه يوجد حديقة صغيرة والناس لا تقصدها بالعادة وهي حديقة فارغة ولا يستطيع الطلاب التفرق في هذه المنطقة بسهولة، وأيضًا هذا المكان هو المكان الذي تأتي منه بالعادة الدوريات في حال حصول حالة قمع من هذا الشارع تحديدًا، بعضهم يأتي من الأمن العسكري أو من مخفر جبل سمعان ومن الهجرة والجوازات ودوار الكرة الأرضية فهذا هو الاتجاه الذي يأتينا منه الخطر بالعادة. 

والاتجاه الثاني وهو الشارع المعاكس لهذا الشارع وهو من ساحة الجامعة باتجاه دوار عمر أبو ريشة يعني أنت ذاهب باتجاه المحافظة التي يوجد فيها قصر المحافظ الذي تحول إلى أشبه بثكنة عسكرية في تلك الفترة ومنطقة المحافظة والسبيل هي ليست حاضنة ثورية ضخمة إن صح القول مثل بعض أحياء حلب والتوجه أيضًا بهذا الاتجاه كان يوجد شوارع عريضة ولا يوجد سكن فهو أيضًا صعب، هذا الشارع هو الشارع الذي يشهد كثافة حركة طلابية بالعادة ويوجد فيه مطاعم ومكاتب يقصدها طلاب الجامعة غالبًا ويتفرع منه شارعان على الأقل أثناء النزول ونحن نتكلم أثناء نزولنا من ساحة الجامعة وعلى يسارنا حرم الجامعة الذي يوجد فيه كليات الهندسة المدنية والكهربائية والمعهد الهندسي وخلفهم الكلية الشرعية وعلى اليمين يوجد حي المارتيني وحي المريديان وهي أحياء وفيها كثافة سكن طلابي والدخول في هذا الشارع سهل والمنطقة معروفة للكثير من الشباب والطلاب الموجودين والمنطقة من السهل التفرق فيها لأنه أنت بمجرد أن دخلت في أحياء المريديان فأنت خياراتك واسعة بالاتجاه بعدها بشكل فردي وهذا كان مسار المظاهرة أنه أنت تنزل في هذا الشارع وتقطع أول تفرع الذي يأخذك باتجاه حي المارتيني ولا ندخل فيه ونستمر في طريقنا حتى نصل إلى نزلة أدونيس لأن حي المريديان يتفرع على الشارع الرئيسي هذا في 3 شوارع أحدهم شارع نزلة أدونيس -هذا الشارع سمي أدونيس نسبة إلى مطعم كان موجودًا سابقًا على رأس الزاوية كان اسمه أدونيس- والحارة الثانية هي حارة فرعية ضيقة جدًا بعدها والثالثة هي شارع سكة القطار فأنت في أول الشارع عندما تصل إلى نزلة أدونيس هنا يبدأ التفرق ويوجد أشخاص يمكنهم العودة باتجاه ساحة الجامعة وأشخاص يمكنهم الدخول من باب المعهد الهندسي باتجاه حرم الجامعة ويوجد أشخاص يمكنهم الذهاب باتجاه المارتيني ويوجد أشخاص يستطيعون الاستمرار والصعود باتجاه السفارات ويوجد أشخاص يمكنهم الاستمرار إلى الأمام باتجاه سكة الفيض فأنت خياراتك مفتوحة وهي منطقة حراك اعتيادي للطلاب وكثافة اعتيادية للطلاب أيضًا، فكان من السهل التحرك فيها ولكن كان مشددًا كثيرًا على أن المظاهرة بعد هذا الشارع بعد نزلة أدونيس لا يجب عليها الاستمرار لأنه إذا قطعت نزلة أدونيس أصبحت الشوارع التي يمكنك الهروب منها هي شارعان فقط هي شوارع ضيقة ويمكن بسهولة رصد الطلاب فيها وهذه هي المظاهرة الثانية. 

وكانت فكرة المظاهرة كلها في تلك الفترة في حلب أي المظاهرة تتلخص ليس أن تسمع الناس وإنما أن تصور الكاميرا هذا كان هو الهدف وأعتقد في البدايات كان لدينا فكرة أن يسمع الناس وخصوصًا عندما تحدثت عن موضوع الحديث مع سائقي التاكسي، ولكن في هذه الفترة أصبح تركيزنا وفكرة المظاهرة هي خروج المظاهرة وتوفر الكاميرا لأجل تصوير هذه المظاهرة فقط.

هذه المظاهرات الكبيرة هي أحد أهم أهداف تأسيس تنسيقية الجامعة أنك تستطيع أن تحشد كل الطلاب في مظاهرات كبيرة نسبيًّا، وأثناء حشد الطلاب في هذه المظاهرات الكبيرة أنت قادر على تحويل الجامعة؛ فكانت الفكرة أكبر من مركز حراك يعني كانت الفكرة هي تحويل الجامعة إلى خنجر في خاصرة الأسد والبروباغاندا (التلاعب بالحقائق) الإعلامية للأسد.

 كان دائمًا إعلام النظام يركز أنه من يخرج في المظاهرات هم العاطلون عن العمل أو أصحاب السوابق أو أهل الشرور، كان إعلام النظام جدًّا يركز على هذه الصورة وحتى التلفاز السوري عندما يبث مقابلات مع المعتقلين كان يختار هذه الشخصيات، فأنت عندما تتكلم عن أحد أهم صروح العلم في البلاد وثاني أضخم جامعة، وأكبر جامعة في سورية هي حلب على اعتبار أنها كتلة واحد وثاني أكبر جامعة بعدد الطلاب، فأنت توجه للنظام ضربة قاسية فأنت تتكلم عن طلاب الجامعة، الذي كان النظام يفخر بطلاب الجامعة واستطاع رفع نسبة التعليم وهؤلاء الطلاب الجامعيون هم الذين يقودون هذا الحراك بهذه الكثافة.

حلب المدينة مرت بفترتين الفترة الأولى لبداية الحراك كان أغلب الأهالي الذين نصادفهم في المظاهرات لا يحبون وجود المظاهرات، والقليل منهم الذين كانوا يؤيدون ويخرجون معنا والقليلون الذين كانوا يقومون برد فعل معاكس ويهاجموننا، للإنصاف الأهالي لم يكونوا عدائيين بحيث يهاجمونك ويضربونك من كان يقوم بهذه المهمة هم أصحاب البسطات الذين أخذوا مكان البسطات مقابل تقديم هذه الخدمة للمخابرات، ولكن غالب أهالي المدينة كان موقفهم سلبيًّا من خروج المظاهرات، ويمكن أن نتحدث عن عوامل كثيرة كانت هي السبب وأعتقد نحن تحدثنا عنها في تسجيل سابق. 

ولكن في هذه الفترة نحن نتكلم عن بداية 2012 أصبح لديك نوعًا ما في حلب يوجد أحياء يوجد فيها زخم للمظاهرات ويوجد نسبة جيدة من الناس ترى أنه يجب أن تستمر المظاهرات وخصوصًا بعد توثيق عشرات المجازر التي حصلت في سورية في ذلك الوقت، والمجازر كان نفسها طائفي بشكل واضح، ومدينة حلب هي مدينة محافظة في عمومها وهي أكبر خزان سني في سورية، ولا يوجد في هذه المدينة أحد من أبناء الطائفة العلوية باستثناء القليل في الجامعة وليس مثل دمشق، وأهالي ريف المدينة الموجودون فيها ليسوا من طوائف أخرى؛ يعني ريف حلب السني أو إدلب السنية وهذا الخزان مع كم الحشد أو مع رد الفعل على المجازر الطائفية التي كانت تحصل، هذا الشيء حركه أو كان موجودًا؛ يعني أنا والدي… نحن لدينا محل ألبسة نسائية جاهزة ونبيعها للريف في مدينة الميادين وأنا منذ أن كنت في الصف السادس كنت أذهب إلى سوق المدينة في حلب مع والدي لأجل التسوق وأعرف الكثير من تجار سوق المدينة والتجار بالعادة آخر فئة يدخلون الثورات لأنهم دائمًا أصحاب تجارة، والتجارة تخاف من أي اضطراب وتحب الاستقرار، ولكن عندما كان يأتي إلى حلب حتى بداية عام 2012 أو في العام الدراسي الأول أو بداية عام 2012 وهو كان يأتي بشكل مستمر بشكل شهري ويلتقي مع التجار ويشتري البضائع فعندما كان يأتي كنت أذهب معه إلى السوق وألتقي مع التجار، هؤلاء التجار الذين هم آخر من يُعتقد أنهم يمكن أن يصبحوا [موالين] كانوا مؤيدين للثورة وخوفهم هو من رد فعل النظام، وأنا هنا لا أتكلم عن مؤيد بالقلب ولكن أنت تتحدث عن سوق موجود ويتكلمون أمام بعضهم يعني كنا ندخل إلى المحل ونجلس ونشرب القهوة، ويأتي جاره وأنا طالب جامعة ويبدأ هذا النقاش وأنا ألمس أنهم موجودون ولكنهم متخوفون أيضًا وقلة قليلة من التجار الذين كنت أراهم في ذلك الوقت في المدينة هم ضد الفكرة جملة وتفصيلًا، أو اصطادهم النظام أو صدقوا إشاعة النظام الموجودة.

بعد هذه المظاهرة الكبيرة التي حصلت في شهر شباط/ فبراير بدأنا نتكلم أنه يجب علينا الاستمرار في نهج هذه المظاهرات ولكن أصبح لدينا عائق أن ساحة الجامعة حاول النظام إغلاقها في وجهنا وأصبح دائمًا يوجد في ساحة الجامعة باص أو باصان لحفظ النظام بحيث بداية أي تجمع يمكن أن يُهجم عليه.

 والأمر الثاني الذي أصبح موجودًا في ساحة الجامعة وأصبح ملاحظًا عند جميع الطلاب هو وجود سيارات ستيشن لفروع المخابرات، ونحن في تلك الفترة عندنا ولا يزال خوف من المخابرات لأنه أنت عندما تُعتقل من قبل فرع مخابرات فلك أن تتخيل ماذا سوف يحدث لك في داخله، وخصوصًا أنه انتهى العام الأول الذي هو عام الليونة بالتعامل وأصبحنا نعرف ماذا يحصل للمعتقلين من شباب الجامعة وتصلنا أخبار التعذيب، يوجد شاب أتحفظ على ذكر اسمه وهو من أبناء مدينة حلب اعتقل واغتُصب بعلبة كولا (مشروب غازي) زجاجية ومُزق تمزيقًا، وهذا أحد أشكال التعذيب الذي تعرض له هذا الشاب، وهذا الشيء أصبح موجودًا ومعروفًا.

سيارات الأمن والباصات أصبحت تُخيفنا من الخروج في ساحة الجامعة فبدأنا نفكر بالمكانين الآخرين اللذين يمكننا الخروج فيهما بمظاهرات كبيرة خارج حرم الجامعة تجتمع فيها الكليات لأنه في داخل ساحة الجامعة أو داخل الجامعة إذا أردت الحشد لمظاهرة كبيرة داخل أحد الكليات سوف يكون من الصعب أولًا- لأن الحركة سوف تكون مكشوفة وثانيًا- نستطيع القول بشكل أو بآخر أصبح يوجد عصبية للكلية في داخل الجامعة؛ يعني أصبح يوجد نوع أنه لماذا دائمًا العلوم هي التي تخرج وفعليًّا صحيح أن كلية العلوم كان عدد شبابها كبيرًا، ولكن كانت تتجمع فيها مظاهرات كثيرة فهذه العصبية أصبحت موجودة وأنا كنت اعتبره شيئًا جيدًا وليس سيئًا في تلك الفترة، يعني هي عصبية لم تكن صلبة ولكن أصبحت موجودة عند الشباب.

حتى الآن لم يجتمع كامل جميع الأعضاء وحتى هذه اللحظة الاجتماعات كانت فردية وأنا كنت ألتقي مع أبي مصعب وسعد وأبي أحمد من المدني وكلهم من سكان حلب، ولكن أبا مصعب أصله من إدلب، وأيضًا فخري حاج بكار رأيته في هذه الفترة وأبو عدي المشارقجي، وأبو عمر أي تي تأخرت حتى رأيته، وأنا التقيت مع أبي عمر أي تي في أول اجتماع موسع حصل في الجامعة، نحن في التنسيقية في شهر نيسان/ أبريل حتى تعرفنا وحصل أول اجتماع كامل. 

نحن كان تواصلنا دائمًا على جروب "فيسبوك" يعني نحن عندنا مجموعة خاصة لممثلي الكليات وكانت في ذلك الوقت إدارة الجامعة وكان دائمًا الكلام في هذه المجموعة أنه أين سوف نخرج في مظاهرة كبيرة؟ وأذكر في ثاني لقاء مع أبي مصعب وأول لقاء رأيت فيه سعد الحلبي حصل من أجل ترتيب مظاهرة من هذا النوع أظن كان في آذار/ مارس نزلت وكنا نبحث إذا كان بالإمكان ألا تخرج المظاهرة من ساحة الجامعة وإنما أن تخرج المظاهرة من جانب كلية الشريعة ونلتف حول حرم الجامعة باتجاه نزلت أدونيس ونعود باتجاه ساحة الجامعة، ولكن في وقتها رأينا أنه يوجد حاجز جديد للشرطة يعني أنت عندما تنزل من ساحة الجامعة إلى اليسار يوجد حاجز للشرطة فألغينا هذه الفكرة وبدأنا نفكر أنه أين سوف نجمع الطلاب؟ لم تكن خياراتنا واسعة كان عندنا خياران غير ساحة الجامعة إما الشارع الذي هو جنوب الحرم الجامعي الذي يفصل الجامعة شمالًا عن حي الفرقان جنوبًا أو الشارع الذي هو شمال حرم الجامعة الذي يفصل حرم الجامعة جنوبًا عن أحياء الشهباء والموكامبو شمالًا، هذه هي الشوارع الرئيسية التي يتحرك فيها الطلاب عادة يتحركون نزولًا من الحرم الغربي على امتداد هذين الشارعين باتجاه ساحة الجامعة وهذا هو مسار حركة الطلاب في نهاية اليوم الدراسي، وخصوصًا أنه في نهاية اليوم فإن الطلاب لا يتوجهون مباشرة إلى منازلهم فينزلون مشيًا إلى مطعم أو أي شيء لأجل النزهة لا يذهبون مباشرة بالباص.

اتفقنا على الخروج من الباب الخلفي لكلية الآداب الذي يطل على هذا الشارع الذي ذكرته؛ الشارع الذي يفصل حرم الجامعة شمالًا عن حي الفرقان جنوبًا من الباب الخلفي لكلية الآداب التي هي من كتلة الحرم الغربي للجامعة، فكان الاتفاق أنه سوف نخرج من هذا الباب وكلية الآداب عدد طلابها ضخم جدًّا، وأعتقد هي أكبر كلية موجودة في حلب نتجمّع عند هذا الباب ونمشي بالمظاهرة باتجاه حي الفرقان حتى نصل إلى باب المدينة الجامعية الأول هنا مقابل هذا الباب حي الفرقان يعني الشارع يؤدي إلى داخل حي الفرقان عند مكتبة زيزان وهنا تتوقف المظاهرة، ويوجد أشخاص يدخلون إلى المدينة الجامعية ويتفرقون فيها وأشخاص يدخلون إلى الفرقان وأشخاص يعودون باتجاه دوار الصخرة، ونحن ننزل من الباب الخلفي مرورًا بالصخرة باتجاه باب قصر الضيافة من المدينة الجامعية وهذا كان هو المخطط وهذه المظاهرة حصلت في شهر نيسان/ أبريل وأنا أتحدث هنا عن فكرة المظاهرات الكبيرة ويوجد الكثير من الأحداث سوف نعود إليها بعد قليل.

وعندما بدأت هذه المظاهرة وهذه المظاهرة هي التي سقط فيها أول شهيد في الجامعة لم يسقط برصاص الأمن ونحن خرجنا من باب كلية الآداب وتوجهنا جنوبًا ويبدو أنه كان يوجد.. لأنه كلية الآداب يوجد بعدها المحلق وهو نقطة نشاط عائلة آل بري المتعاونين مع النظام، بالإضافة إلى أشخاص آخرين وقربهم من هذا المكان جعلهم يتحركون بسياراتهم وكان معهم سلاح كلاشنكوف فهم جاؤوا من ظهرنا في مسارنا الذي نسير فيه وعند دوار الصخرة تقريبًا، وأنا لم أكن موجودًا في هذه المظاهرة كشخص وأنا من شهر شباط/ فبراير تقريبًا لم أعد أخرج بمظاهرات الجامعة ولكن أخرج في مظاهرات المدينة لأنني كنت أرى أن مظاهرات الجامعة عددها كبير ووجودي فيها أو عدم وجودي لا يؤثر ويجب التركيز على مظاهرات المدينة. 

وعندما وصلوا إلى دوار الصخرة بدأ إطلاق الرصاص عليهم من هؤلاء الشبيحة هم كانوا في هذا الشارع أقرب إلى المتحلق على امتداد الشارع نفسه وأنس سمّو -تقبله الله- ومن أبناء حلب أُصيب برصاصة (تحت عينه) واستُشهد مباشرة وكان موجودًا في وقتها حوله الكثير من الشباب، نحن في هذه الفترة كان عندنا نوعًا ما فرق إسعافية وفيما بعد تم تنظيمها وأصبحت مكتبًا طبيًّا داخل المنطقة المحررة ولكن كان لدينا فرق إسعافية قاموا بإجراء دورات إسعافات أولية في كل مظاهرة نخرج فيها سواء في الجامعة أو خارجها كان يوجد معهم حقائب إسعافية وكانوا موجودين وهم حاولوا إسعافه ولكن الشاب استُشهد -تقبله الله-.

المكان الذي أطلقت النار منه كان واضحًا للجميع وليس الأمن وأصبح يوجد تخبط وهرب المتظاهرين ولم يكن إطلاق الرصاص كثيفًا ولو أنه كان كثيفًا باتجاه المتظاهرين كان يمكن أن يقتل 10 أشخاص على الأقل ولكن أغلبهم أطلق النار بالهواء، ويبدو أن أحدهم أطلق النار بشكل مباشر.

وأنا بصراحة لم أكن موجودًا حتى أحكم أنه هل أُطلق النار بشكل مباشر أم أنها زلة يد، ولكن هذا كان جدًّا مستغربًا لكن هذه أول مرة يطلق فيها الرصاص في الجامعة أو على مظاهرة طلابية وهذه كانت رسالة لنا وخصوصًا أنه بعد يومين على هذه الحادثة شاع في الجامعة كلام وهذه كانت طريقة فرع الحزب إذا أراد أن يوصل رسالة من الأمن إلى المتظاهرين فإنه يجعل مسؤولي الفرق الحزبية في الكليات يتحدثون مع مجموعات من الشباب ومن ضمنهم شبابنا بالتأكيد، فكانت الرسالة أو الكلام الذي يقولونه أن عهد أو عصر مواجهة المظاهرات بالعصي فقط أو باللين هذا انتهى، من الآن وصاعدًا أية مظاهرة سوف تحصل سوف يكون مقابلها دماء؛ أي أن أية مظاهرة سوف تحصل خارج الجامعة كان الكلام بهذه الحرفية يعني إذا خرجتم في الجامعة يوجد باصات حفظ نظام وهم غير مسلحين بالأسلحة النارية ويوجد لديها الغازات المسيلة للدموع والعصي وهم يتعاملون معكم في داخل الحرم الجامعي بهذا الشكل، ولكن خارج الحرم الجامعي من سوف يتعامل معكم هم هؤلاء الأشخاص وسوف يتعاملون بالنار.

الجامعة كحراك عندما أصبح من الصعب ضبطه داخل الجامعة فرزوا في داخل كل كلية من كليات الجامعة باصًا يوجد فيه 20 عنصرًا ونحن نسميهم "سلاحف النينجا" بسبب طريقة الثياب التي يرتدونها، ولديهم دروع ولا يحملون السلاح الناري معهم قنابل الغاز المسيلة للدموع ومعهم هراوات، وخارج ساحة الجامعة كان يوجد نوع من الشبيحة متطوعين ويتفاخرون بهذا الموضوع هم مقربون من فرع الحزب أو مقربون من جهة ما.

 وحتى الرياضة في سورية كان مسيطرًا عليهم في سورية وكانوا يخرجون مع الشبيحة وحتى في إحدى المرات أحضروا لنا مجموعة كاملة من لاعبي كمال الأجسام إلى ساحة الجامعة ويرتدون الكنزات السوداء ويحملون العصي، هذه من المشاهد المكررة كثيرًا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/02/12

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في مدينة حلبالحراك الطلابي

كود الشهادة

SMI/OH/44-16/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2-4/ 2012

updatedAt

2024/07/12

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-جامعة حلبمحافظة حلب-مدينة حلبمحافظة حلب-المريديان

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

تنسيقية جامعة الثورة (حلب)

تنسيقية جامعة الثورة (حلب)

جامعة حلب (نظام)

جامعة حلب (نظام)

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

فرع الأمن العسكري في حلب 290

فرع الأمن العسكري في حلب 290

كتيبة حفظ النظام - حلب

كتيبة حفظ النظام - حلب

الشهادات المرتبطة