تشكيل النقابات والاتحادات وحصار النظام في مدينة حلب
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:26:31:13
بدأت تكثر الإصابات نتيجة القصف والأعمال العسكرية عند الإعلاميين الميدانيين الذين كانوا يعملون في الداخل، ولم تكن هناك جهات تتبنى تصحيح أوضاعهم أو معالجتهم أو الاهتمام بمصروفهم ونفقاتهم ونفقات أسرهم أثناء فترة الإصابة.
كما بدأت تكثر عمليات خطف الإعلاميين وتصفيتهم، وهنا وجد الإعلاميون والصحفيون في الداخل أن هناك ضرورة لتأسيس كيان، وهذا الكيان يجمع الإعلاميين الثوريين في محافظة حلب، وتم تشكيل لجنة تحضيرية كانت تجتمع في مدينة حلب على مراحل، وهذه اللجنة شهدت شدّاً وجذباً بين من يحق له الترشح ومن لا يحق له، وبين من لا يحق له التصويت ومن يحق له، حتى الوصول إلى مؤتمر تأسيسي لاتحاد الإعلاميين في مدينة حلب، وهذا المؤتمر كان فيه بعض الأعضاء خارج المدينة، وأنا كنت منهم، وحضرنا المؤتمر إلكترونيًا وصوّتنا إلكترونيًا، وتم انتخاب يوسف الصدّيق حسن محفوظ كرئيسٍ لاتحاد الإعلاميين في حلب في أواخر عام 2013.
كانت حلب رغم تأخرها في الحراك الثوري على الأرض - ولكن كانت- سباقةً في الحراك المدني، يعني يمكن لأن الموضوع في حلب كان هناك ما يمكن أن نسميهم – تجاوزاً- نخبًا منخرطةً في الثورة، وبعضها منخرطٌ في الحراك الثوري، والآخر لا، وكان هناك رفاهية التفكير، وكان يملك الثوار في حلب رفاهية التفكير، ولم يكونوا تحت ضغط درعا أو ضغط حمص مثلًا أو لاحقا دير الزور، ما تعرضوا له من عملياتٍ عسكريةٍ ضخمةٍ، وعمليات قصف لا كان الثوار في مدينة حلب مرتاحين نفسيًا اتجاه الخطر المباشر، وكان الخطر المباشر هو: خطر الاعتقال، وأما باقي الأخطار العسكرية وما شابه لم تكن موجودةً لذلك كانت رفاهية التفكير متاحةً لذلك كان موضوع مجلس المحافظة - كانوا السباقين فيه ثوار حلب - وتشكيل الاتحادات الإعلامية كانوا السباقين فيه ثوار حلب، وتجمع المهندسين الأحرار كان سباقًا فيه، وتجمع المهندسين الأحرار تم تشكيله في عام 2011، وكان على رأس تشكيله الأخ مثنى الشيباني والدكتور المهندس عبد الله الصغير الشهير بأبو علي الحسيني، وعبد الله الصغير هو: الدكتور الوحيد المدرس في جامعة حلب الذي تم اعتقاله من داخل مظاهرة في مطلع أيار/ مايو2011 اعتقل عبد الله الصغير من داخل مظاهرة، وهو مدرس في كلية الهندسة المدنية، وكان هو والمثنى أصحاب فكرة إنشاء تجمعٍ للمهندسين الأحرار، والتجمع لا يزال قائمًا حتى الآن ويخدم الكثير الكثير من المهندسين، ويستجلب مشاريع وعمل الكثير من المهندسين في الداخل حتى اللحظة، وطبعًا التجمع موجودٌ كجسمٍ أساسي في هيكلية الهيئة العامة لمجلس المدينة، ومجلس المحافظة أيضًا له حصةٌ في هيئة المدينة، وحصةٌ في هيئة الريف.
صفة أو صيغة إنشاء أجسامٍ وكياناتٍ كانت أكثر نضجًا في مدينة حلب، وكان هناك محاولات في مناطق أخرى، ولكن الأجسام التي وصلت إلى صيغتها النهائية إما كانت في مدينة حلب أو انطلقت منها، وما تم استنساخه لاحقًا كانت نسخته الأولى من إنتاج مدينة حلب ومحافظة حلب.
العمل الهندسي كان على عدة مراحل، ونحن رأينا أن نقابة المهندسين التابعة للنظام أصبحت تأخذ شكلًا تشبيحيًا بغيض جدًا، يعني شكلًا تشبيحيًا فاضحًا، وطرح الدكتور عبد الله الصغير مشروع تشكيل نقابةٍ للمهندسين السوريين الأحرار، وتم تداول الموضوع كثيرًا، وتم التواصل مع المحافظات الأخرى حتى تم التوافق مع عدة محافظاتٍ على إعداد نظامٍ داخلي، وتم إعداد نظامٍ داخلي ومسودة نظامٍ داخلي، وبدأت الانتخابات في المحافظات، وكان هناك تسع محافظات مشاركة في تأسيس النقابة، وكان الطرح من عبد الله الصغير أننا في فرع حلب لن نذهب باتجاه أن نأخذ كرسي النقيب أو رئيس النقابة حتى لا يقال أننا طرحنا التشكيل حتى نُسيطر عليه، وهذا ما حصل، وكان فرع حلب هو أول فرعٍ ينتخب مكتبًا، وحصلت انتخابات فرع حلب مجلس المحافظة تقريبًا في تموز/ يوليو 2014، وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2014 تم انتخاب النقابة كاملةً أو إدارة النقابة، وكان أول نقيبٍ لفرع حلب المهندس نبيه عثمان، والأستاذ نبيه هو أحد معتقلي سجن تدمر.
تم التوافق على المهندس عماد الشيخ الذي كان ممثل فرع إدلب في مجلس النقابة المركزي، تم انتخاب عماد الشيخ في المجلس، وأنا كنت في الانتخابات في لجنة الرقابة المركزية، وكنا موجودين فيها أنا والأستاذ سعيد نحاس وانتخبنا رئيسًا للجنة، وكان موجودًا المهندس بريتا حاجي حسن كان موجودًا في لجنة الرقابة المركزية في الدورة الأولى للنقابة، وأنا كنت موجودًا في اللجنة التحضيرية لنقابة المهندسين بنسختها الأولى.
إذا أردنا العودة إلى الوراء قليلًا بدأت تتشكل علاقةٌ جديدةٌ بين شطري حلب، والنظام فرض من جهته حواجز على المداخل التي تفصل الشطر المحرر عن الشطر المحتل، وأيضًا الثوار بدأوا بوضع حواجز، وهذه الحواجز كانت تقبض خوات (إتاوات)، وأول من سن هذه السنة كان الشهيد وائل إبراهيم أبو مريم الذي اختطفته داعش لاحقًا، وأبلغوا أهله أنه تمت تصفيته.
كان يوجد مجموعة فصيلٍ عسكري داخل بستان حي القصر، نحن نسميهم النحلاوية (نسبة إلى قرية نحلية في جبل الزاوية)، وهم من أبناء قرية نحلة، ومن سكان بستان القصر، وهذا الفصيل كان فصيلًا مشاكله كثيرةٌ، يعني كان يمكن أن يختطف أحداً، ويمكن أن يعذبه بحجة التحقيق، وتم اختطاف العديد من الثوار، وهذا الفصيل تربطه صداقاتٌ مع أبو مريم، والنحلاوية لهم قصصٌ كثيرةٌ، يعني مثلًا بسطات الخضرة الموجودة داخل المعبر من الجهة المحررة كانت كلها للنحلاوية، ولا يمكن لأحدٍ أن يفتح بسطةً داخل المعبر، وهذا الأمر مستحيل، وأبو مريم هو أول من وضع طاولةً وكرسياً من جهة بستان القصر من الجهة المحررة، وأصدر وطبع دفاتر ايصالاتٍ، وأصبح يقبض ضرائب على دخول وخروج المواد بين شطري المدينة، ولاحقا حصلت معارك كثيرةٌ من أجل هذا المعبر والسيطرة عليه، وبالتوازي تشكلت في حلب الهيئة الشرعية، والهيئة الشرعية التي تشكلت كانت جسمًا تشكل قبل مجلس المحافظة، بالتوازي بعد فترة من المجلس الانتقالي الثوري، وبادر بتشكيلها بشكل أساسي "جبهة النصرة" و"لواء التوحيد "و"أحرار الشام" و"حركة الفجر الإسلامية "،وهم الذين أسسوا، ولاحقا انسحب "لواء التوحيد" و"حركة فجر" اندمجت مع الأحرار، ثم لاحقا "جبهة النصرة" استأثرت لوحدها بالهيئة الشرعية، ولكن الهيئة الشرعية كانت في حالة تنافسٍ مع المجلس الانتقالي الثوري، وأيضا الهيئة الشرعية كانت في حالة عداوةٍ مع مجلس المحافظة ومجلس المدينة لأنها كانت تُريد أن يقتصر العمل الخدمي و الإداري كاملًا من خلالها.
هذه الهيئة الشرعية في مرحلةٍ لاحقة أمسكت بالمعبر، معبر بستان القصر، يعني من لا يعرف المعبر فإن المعبر هو: عبارةٌ عن 300 أو 400 متر، ومن الجهة المحررة يوجد هنغار، ويجب أن يمر الإنسان في داخل هذا الهنغار لتفتيشه ورؤية ماذا يُوجد معه، والتأكد من شخصيته، وعلى الطرف المقابل من عند النظام كان يوجد حاجزٌ كبيرٌ، ويوجد فيه كمبيوترات لأجل تفييش الأسماء على الكمبيوتر، وحتى أنه كان يوجد نساءٌ للتفتيش، والموضوع كان نقطة وصلٍ بين شطري المدينة، وإذا كنت لا تريد الدخول من حلب الشرقية عن طريق المعبر فأنا يمكن أن احتاج إلى عبور أكثر من 300 كلم التفافًا حتى أستطيع الوصول بين طرفي المدينة، يعني مشوار من الصباح حتى المساء، وكان يأخذ 16 أو 17 ساعةً إذا أردت الذهاب بالسيارة.
والمعبر كان مرصوداً من قبل قناص القصر البلدي وقناص الإذاعة، وكان كل يوم تقريبًا يرتكب القناصين مجازر كبيرةً بدمٍ باردٍ بحق العابرين، وكان العابرين منهم طلاب جامعةٍ مقيمين في الأحياء المحررة، ومنهم موظفو دولة، وحتى منهم أشخاصٌ عاديون يتنقلون، ومنهم أشخاصٌ يتنقلون بحكم العمل ولديهم أعمال في هذه الجهة وتلك الجهة، والهيئة الشرعية بعد أن طردت أبو مريم من المعبر استلمت المعبر، وأيضا فرضت ضرائب حتى وصولنا إلى رمضان عام 2013، وقبل شهر رمضان عام 2013 بأيام قليلةٍ كان الطوق العسكري محكمًا تمامًا على مدينة حلب الغربية، وسيطر الثوار على النقاط الأخيرة من اوتوستراد حلب دمشق من ناحية مدينة حلب، وآخرها كان خان العسل ومدرسة الشؤون الإدارية، وأصبح الطريق من عند خان العسل مقطوعًا، ومن جهة أخرى طريق السفيرة الذي هو طريق خناصر السفيرة أيضًا أصبح مقطوعًا، والسفيرة كلها محررة، ومن الجهة الشمالية لا يوجد أي منفذٍ، وأصبحت حلب الغربية المحتلة كاملةً تحت حصار الثوار.
قبل شهر رمضان أعلنت الهيئة الشرعية أولًا منع إدخال العديد من المواد، ومن هذه المواد حليب الأطفال منع إدخالها إلى الأحياء المحتلة، يعني كان المبرر أن هذه المواد تدعم النظام، يعني نحن كنا نستوعب أن المحروقات يستفيد منها النظام، ولكن حليب الأطفال كان مستغربًا، وهم بدأوا بحليب الأطفال والخبز والطحين واللحوم، ثم قبل رمضان بأيام تم منع إدخال وإخراج كافة المواد، يعني كان الناس في حلب المحتلة يخرجون ويتسوقون من حلب المحررة ثم يعودون ويتسوقون على أرواحهم، يعني تحت القنص، وكان الناس عندما يعبرون يحاولون التجمع أفواجاً حتى يكون احتمال الإصابة أقل.
بدأ شكل الحصار يزداد مأساويةً، يعني كان يوجد أشخاصٌ يدخلون حتى يشتروا 2 كيلو من الكوسا والبندورة، ويخرج حتى يبيعهم في الطرف الثاني، والحالة الاقتصادية كانت سيئةً جدًا، وما زالت حتى الآن في مدينة حلب في مناطق النظام، يعني وصل كيلو البندورة مع بداية شهر رمضان في مناطق النظام إلى 600 ليرة سورية إذا وجد، وكان في بستان القصر والكلاسة الكيلو بقيمة 30 أو 40 ليرة سورية يعني على بعد 400 أو 500 متر فقط.
بدأت حالات الجوع وخاصةً عند الأطفال، وأنا كنت في غازي عينتاب، واتفقنا - ونحن كنا ثلاثة أشخاص، وكانت معي عبير فارس وصديق عبير سامر بيلاني، وهو حاليًا زوجها - أن نخرج بمبادرةٍ لفك الحصار عن مدينة حلب المحتلة، وسامر كان له بعض العلاقات وبعض التواصل مع محافظ حلب بحكم العمل الإغاثي السابق محمد وحيد عقاد، وتواصل معه بوجودي من مكتبي، وتواصل معه، وقال له: أننا نريد إدخال قافلةٍ، وقال له: أهلًا وسهلًا نحن نستقبلها، وقال له سامر: نحن سوف نرسلها إلى شباب مجموعة عطاء الموجودين في المنطقة المحتلة، وهم سوف يوزعونها، فقال له: لا مشكلة.
نحن بدأنا بالتواصل مع الفصائل، ونحن موجودون في غازي عينتاب، وأهمهم كان "لواء الأنصار" لأن "لواء الأنصار" هو من يُحكم السيطرة على خان العسل، و" لواء الأنصار" أبدى موافقةً مبدئيةً، وصُغنا بياناً، وبدأنا بتوزيعه على الفصائل ثم ذهبنا إلى حلب المحررة في الأول من شهر رمضان، وأنا دخلت إلى مدينة حلب، وهذه كانت أول عودةٍ بالنسبة لي إلى حلب بعد خروجي منها إلى تركيا أنا وعبير فارس وسامر بيلاني، وكان منظراً غريباً، وعبير نزلت مع سيارتها من غازي عنتاب إلى حلب، وكان الدخول والخروج متاحاً بالسيارة، وكانت عبير امرأة لا ترتدي المانطو والعباية، وإنما ترتدي الجاكيت، وكان منظرها صادماً في أحياء حلب الشرقية، يعني البعض كان يعزوا هذا الأمر إلى الثورة، وأن الثورة تأسلمت، ولكن هذه الأحياء بطبيعتها هي أحياءٌ ترى أن المرأة التي تقود السيارة أو التي لا ترتدي المانطو هي حالة شاذة، ولا يتم تقبلها مجتمعيًا، وهي أحد الإسقاطات السيئة الغير صحيحة والغير مبررة التي كانت تُقاس كمقياسٍ في الثورة أو في أدلجة الثورة.
ذهبنا إلى حلب والتقينا بالعديد من الأشخاص، وزرنا "تجمع فاستقم "، وكان قد مضى عليه شهور منذ تأسيس تجمع فاستقم وأقمنا بشكل أساسي في تجمع فاستقم، وكان قائد التجمع هو ملهم [عكيدي] بعد استقالة محمد بكور أبو الصادق.
أولًا نحن تفاجئنا بـ "لواء حلب الشهباء" أنه اللواء الأكثر ثوريةً، ونحن نعتبره لواء ثوار مدينة حلب، وكان هناك صدمة عندنا أننا جلسنا في غرفة مكتب ملهم عكيدي أن بعض الأشخاص كانوا يُبررون الحصار، ويعتبرون كل الموجودين في القسم المحتل هم من الشبيحة وقتلهم مباح وتجويعهم مباح، وكان يوجد حالة نقمة غير طبيعيةٍ، واحتد النقاش كثيراً بيننا وحتى أذكر البعض منهم كان من الأصدقاء القدماء بالنسبة لي، وحتى معارف من قبل الثورة، وأنا كنت استغرب، ولكن الناس الذي حصل معها أنها أصبحت ترى الأمور من منظورٍ ضيقٍ جدا جدا، ولا يرون خارج هذا المنظور، ثم في النهاية توافقنا على أن يُوافق "لواء حلب الشهباء" على المبادرة، وانقسمنا إلى مجموعات، وذهب سامر بيلاني إلى "لواء الأنصار" في خان العسل، كان فصل الصيف وكان الحر شديداً، ونحن كنا في منتصف تموز/ يوليو 2013، وكان الحر شديداً، وشهر رمضان صيام، وذهب إلى "لواء الأنصار" وعاد بموافقة منه، والمشكلة أصبحت عند المعبر، والهيئة الشرعية كانت متعنتةً بالفتح، ونحن كنا نجمع التواقيع، وأصبحنا تقريباً في الثالث أو الرابع من رمضان.
ثم ظهر تنظيمٌ صغير اسمه" الدولة الإسلامية"، وتنظيم الدولة الإسلامية، أو "دولة الإسلام في الشام والعراق أو العراق والشام" دخل وسيطر على المعبر، وأنا ذهبت مع عبير وسامر إلى منزل شخصٍ عراقي، وهذا الشخص يعرفونه من أيام الإغاثة، وكان يعمل في الإغاثة ويعرفونه من أيام الإغاثة، ونحن دخلنا المنزل، والرجل رحب بنا وكان يُريد تقديم الشاي لنا، وقال لنا: أنتم على سفر ويمكنكم الإفطار، فقلنا له: نحن صائمون وأنت مشكور، وقرأ البيان و تعاطف معه جداً، وقال: أنا سوف أحاول رؤية والي حلب، وكان والي حلب هو: أبو الأثير، وقال سوف أحاول رؤية والي حلب وقال: أسأل الله أن لا يكون أحد موجوداً من الإخوة الأنصار لأنه أنتم السوريون تكرهون بعضكم، ولكن نحن سوف نتكلم معه أن هؤلاء هم أطفال مسلمون يجوعون وهم تحت الاحتلال، ووعدنا خيرًا.
وعُدنا إليه في اليوم التالي قبل الظهر- كان يوم جمعة - و بشرنا بالخير، وأنه أخذ موافقة الوالي وأنه رآه بعد صلاة التراويح بالصدفة على أحد الحواجز، ووافق الوالي على فتح المعبر، وأثناء وجودنا عنده كان الشباب من ثوار حلب كانوا متظاهرين أمام المعبر للمطالبة بفك الحصار عن حلب الغربية، وحتى عناصر تنظيم الدولة أطلقوا النار على المظاهرة، وخرجت مظاهرةٌ مضادةٌ في حي بستان القصر تُطالب بعدم فك الحصار، وقالوا: أنه إذا تم فك الحصار، فإنه سوف ترتفع الأسعار في بستان القصر مع أنه في بستان القصر كانت الأسعار عند المعبر يمكن أن تحصل على كيلو بندورة بقيمة 60 ليرة لأنه معبر، وعندما تبتعد 300 متر إلى ساحة الكلاسة يُصبح الكيلو بقيمة 25 أو 30 ليرة، وفعلياً حصلت المظاهرة، وبنفس الوقت نحن أخذنا موافقة الوالي أبو الأثير، ونحن لم نلتقي معه شخصياً، وبعد صلاة الظهر في يوم الجمعة تم فتح المعبر للمرة الأولى في شهر رمضان، والناس دخلت من حلب الغربية، وبدأ شريان الحياة يعود إلى حلب الغربية، ونحن ذهبنا باتجاه حتى نُدخل الشاحنات من طريق خان العسل، وقمنا بتأمين شاحنات خضارٍ، وكانت الخطة أن معنا مجموعة من الأموال ونشتري شاحنة خضار ونقوم بإدخالها وبيعها بسعر التكلفة، وهكذا من حي إلى حي، ولكن هنا محافظ حلب من طرف النظام محمد وحيد عقاد ذهب باتجاه - يعني أخذته العزة بالإثم- وقال: ليس أنتم من يُوزعها ويبيعها، وأنا الذي سوف استلمها، ونحن رفضنا ،وقلنا له: ليس هكذا كان الاتفاق، ولكنه أصر على استلامها، ونحن قمنا بإيقاف الإدخال، ولكن بالمقابل استطعنا تمرير سيارات لأشخاص هم تجار أغذية بالاتفاق مع "لواء الأنصار" كانت أول سيارة تدخل بحسب ما أذكر هي سيارة حليب وأجبان لكعكة دخلت إلى مدينة حلب، وبدأ "لواء الأنصار" يسمح تباعاً للسيارات بالدخول.
بقي فترةً طويلةً يعني لسنوات بقي المعبر مفتوحاً على الأقل سنة ونصف إلى حين فتح النظام طريق السفيرة، وأصبح متاحاً له، وأغلقه النظام من جهته لاحقاً.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/11/15
الموضوع الرئیس
الحراك المدني في حلبكود الشهادة
SMI/OH/21-14/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
تموز 2013
updatedAt
2024/08/09
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-خان العسلمحافظة حلب-بستان القصرمحافظة حلب-مدينة حلبشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
المجلس الانتقالي الثوري في محافظة حلب
لواء التوحيد - حلب
الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش
مجلس محافظة حلب الحرة
لواء حلب الشهباء - تجمع فاستقم كما أمرت
حركة أحرار الشام الإسلامية - قطاع حلب
لواء الأنصار - حلب
اتحاد إعلامي حلب وريفها
الهيئة الشرعية في حلب
نقابة المهندسين السوريين الأحرار - فرع حلب
جبهة النصرة - حلب
مجلس مدينة حلب الحرة
تجمع المهندسين الأحرار في حلب