اقتحام نظام الأسد لداريا وواقع المستشفى الميداني
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:25:59:13
قبل أن أستفيض بالمعركة أو أسرد أحداث المجزرة، أكثر موقف أثر بي في "مجزرة داريا" عندما كنت في المستشفى الميداني وجاءت حالة إسعاف، أشخاص من عائلة حوارنة كأنهم لم يكونوا من داريا، الأب والأم ومعهما بنتان صغيرتان، أطفال صغار محمولون، وطبعًا الطفلتان توفيتا بسبب القنص أو القصف لا أتذكر، والأم كانت شجاعة جدًا وصابرة جدًا لدرجة أنها كانت تقول: "إن الملتقى في الجنة" لأولادها الصغار، وليس عندها غيرهم. وأكثر شيء أثر بي هو هذا الحدث، طبعًا أنا كنت في وقتها أشاهد ولا أساعد بشيء ولم أستطع المساعدة بشيء ولم أستطع أن أفعل شيئًا للأم التي كانت تبكي، وهي بدأت تصبِّر الناس من حولها، يعني كان يوجد طفلتان [شهيدتان] هي كانت تحمل طفلة والأب يحمل الأخرى، والمشهد العام كان يبدو وكأنك تشاهد فيلمًا ولا أحد يستطيع أن يفعل شيئًا لا الأطباء ولا الممرضون، وكأننا نشاهد فيلمًا ونبكي، [كأننا نشاهد] فيلم محزنًا ونبكي.
مجزرة داريا حالة من العجز التام لا تستطيع أن تصفها إلا بهذا الشكل، ولا تستطيع أن تفعل شيئًا وأنت غير قادر لا على الحركة ولا الكلام ولا إبداء المشاعر، وأنت في حالة عجز تام يعني أنا دائمًا كنت أذكر وحتى الآن أذكر أيام المجزرة وأشعر أنني كنت مشلولًا وأصبحت أشعر أننا نحن أضعف [مما كنت أظن]، وفي وقتها يظهر أن العين لا تواجه المخرز فعلًا لأنك عندما تسمع عن حالات الذبح والقتل والاغتصاب فإن النفس البشرية تخاف مهما تكون مقاومًا ومناضلًا، وفي النهاية استحكم العدو منك ويبقى عليك تسليم رقبتك حتى تُذبح.
أيام المجزرة كانت أيام عصيبة جدًا وكئيبة جدًا وأيامًا مزعجة جدًا، ولا أعتبرها من الأيام التي يجب علينا تذكرها، وكانت أيام الحصار في داريا أيامًا جميلة جدًا ويوجد فيها أيام لا أنساها وهي من أحلى أيام العمر، ولكن أيام المجزرة هي أيام تحمل السوء بكل ما تحمله الكلمة من معنى، كانت سيئة لدرجة لا توصف، وفعليًا أنت في كل شارع تمشي به تشتم رائحة الموت وتشتم رائحة الدماء، ولا تعرف من على قيد الحياة ومن ميت ولا يوجد إنترنت ولا يوجد إمكانية للتحرك أبدًا، والذي كنا نسمعه كان من الإنترنت عندما يأتي لمدة نصف دقيقة ولا يوجد أخبار وأنت في وضع مزر جدًا.
[حول] مجزرة داريا.. دائمًا شهر آب/ أغسطس كان على مدار الثورة في داريا يحمل معه أخبار القتل والقصف لداريا، وأخبارًا ليست جيدة يعني هو عام المجزرة، وذات اليوم الذي حصلت فيه المجزرة هو ذاته يوم التهجير.
قبل المجزرة أستطيع الحديث عن رمضان الذي سبق المجزرة، الذي هو كان رمضان الجيش الحر بامتياز، والجيش الحر أخذ مجده في هذا الشهر، وبدت المدينة وكأنها محررة، يعني الجيش والأمن لم يقتحموا المدينة إلا في أول يوم أو يومين من رمضان وتركوا البلد على حالها، وبدأ الجيش الحر يتحرك في البلد كما يشاء، وأصبح الجيش الحر يُسمى "جيش الحر تفتل" من كثرة ما صار يتجول، وصار مدعومًا بشكل كبير، وله حاضنة شعبية لأن الذين كانوا ينظمون له من [شباب البلد]، ونحن لا يوجد عندنا الكثير من المنشقين في داريا، فهم أبناء البلد يعني الشباب من أهل البلد كانوا ينضمون إلى الجيش الحر، وأنت أصبح لديك حاضنة يعني من كان لديه أهل أو بيت عم، ومن كان له ابن في الجيش الحر كانوا يشعرون بالفخر، وكان الجيش الحر يأخذ تبرعات من أهل البلد وحتى الآن لم يبدأ الدعم الخارجي والأدلجة والدخول في هذه المشاريع، وتسيس الحراك، وأنت لا تزال قادرًا أن تعطيك امرأة قطعة من الذهب وتأمن من خلالها قطعة سلاح أو تكفيك للطعام والشراب لـ 3 أشهر مثلًا.
وهذا الشيء كان يخفيه النظام ويقوم بجمعه، وطبعًا في هذا الشهر الجيش الحر فعل أمورًا أكثر من اللازم، ويوجد مجموعات من الجيش الحر في هذا الشهر كانت تذهب إلى مناطق قريبة من داريا وتستولي على سيارات الضباط، يقولون: ضابط مر من هنا واستولينا على سيارته، وأصبح يوجد كم هائل من السيارات عند الجيش الحر في تلك الفترة، وبنفس الوقت كان الجيش الحر في داريا واضح المعالم والأشخاص واضحين مثل: قائد الجيش الحر [حسن] أبو تيسير زيادة وأبو نضال عليان (محمد عليان) وأبو وائل حبيب (مؤيد حبيب) وأصبح لكل شخص تكتل ومجموعاته، وكان الجيش الحر يكبر ويتطور.
إضافة إلى ذلك كان يوجد حراك سلمي مثلًا يوجد جدران رئيسية في البلد عندما تدخل إلى مركز المدينة أصبحت جميعها مطلية بأعلام الثورة ومزينة بها، وكان يوجد مظاهرات يومية وحملات تنظيف استمرت يومين أو 3 لتنظيف الشوارع الرئيسية في المدينة وشارك بها أغلب النشطاء، وكان اسم هذه الحملة: إذا البلدية لا تعمل فالبركة بالشباب، هكذا كان اسم الحملة والقائم عليها أعتقد -رحمه الله- الشهيد أبو النور قريطم وحتى كان يوجد عناصر من الجيش الحر يشاركون في هذه الحملة.
نحن نقترب من العيد، وفي صلاة العيد وطبعًا حصل الكثير من الفعاليات في الحراك السلمي، وفي أول يوم العيد كان يوجد مظاهرات كبيرة لأن الأمن لم يدخل ولكن يبدو أن الحالة كانت أكبر من ذلك بكثير ويوجد تجهيز لداريا وعمل عسكري كبير، واليوم الأول كان يومًا طبيعيًا كان يوم عيد فعليًا وبدأ هذا العيد مستقرًا ولطيفًا، وأصدقاؤنا حولنا والعيد الذي قبله كان يوجد فيه الكثير من الأمن، ولم نستطع أن نفعل ما نريد، وهنا خرجنا في مظاهرات وذهبنا لزيارة بعضنا بمظاهرة كبيرة في وقتها، وفي وقتها وزعوا ملابس مكتوب عليها: داريا ثورة أخلاق، وكانت أمام جامع الخولاني، وكانت المظاهرة فعليًا جميلة ويبدو عليها التنظيم والترتيب لأنه لا يوجد أمن، وحتى الآن لا يوجد مؤشرات أنه سيحصل هجوم كبير على داريا.
[في وقتها] عدنا من المظاهرة إلى منازلنا واتفقنا مع الشباب أنه يوجد مظاهرة مسائية وعمل، وكان يوجد شهداء أنا أذكر أنه استُشهد شهداء خارج داريا، هم من داريا وأحضروهم إلى داريا وصلينا عليهم في رمضان، ولكن سوف يكون لهم تعزية عامة في العيد، وبدأنا نذهب إلى هذه التعزية وكانت في مسجد الخولاني الجديد، وفي هذه التعزية كان يوجد فيها كلمات، وهي كانت أشبه بندوة ثورية وأنا لا أذكر أسماء الشهداء، ولكن في المسجد يوجد مشايخ ألقوا كلمات، ورُفعت صور الشهداء وعلم الثورة، والمكان مزين ثوريًا وحتى الآن نحن في مساء اليوم الأول من العيد.
وفي اليوم الثاني صباحًا استيقظنا على أصوات القصف والاشتباكات، وقالوا: إن الجيش سيقتحم داريا، ونحن كنا نتخيل أنه اقتحام مثل الاقتحامات العادية التي تحصل في أي فترة، وأنا كنت في الفريق الطبي ونحن كان عندنا دار لمتابعة الجرحى، وهذه الدار كان يوجد فيها جرحى من المعركة التي دخلوا فيها في دمشق في الغوطة الشرقية، وكان لا يزال يوجد جرحى من تلك المعركة يتم متابعتهم خلال شهر رمضان، ويوجد أيضًا جرحى من داريا نتابعهم في هذه الدار وهي دار استشفاء، وهنا نحن ارتبكنا وأصبحنا نريد توزيع الجرحى لأنه إذا تم الاقتحام فإنه سوف يتم قتل الجرحى، ونحن هنا ارتبكنا وجاء الشهيد عماد حبيب وقررنا توزيع الجرحى على المنازل، وكل شخص يجلس مع جريح أو جريحين، ونحن كنا نتخيل الأمر أنه مثل الاقتحامات السابقة أنه سيدخل الجيش ويقوم بالتفتيش ولا يدخل إلى جميع المنازل، يعني لم نكن نتخيل ما هو القادم، وظنناها كالاقتحامات القديمة وقمنا بتوزيع الجرحى، وحصل ارتباك كثير من الموضوع.
عندما خرجت من المستشفى الميداني كان يوجد عندنا نقل شهداء في سيارة كان معنا 25 شهيدًا في السيارة كنا ذاهبين مع أبي صياح بلاقسي (محمد بلاقسي) الذي كان يدفن الشهداء والموتى في البلد، ونحن وصلنا إلى هناك وكان يوجد عنده تقريبًا 10 شهداء ممددين على الأرض أو أكثر، وكان يريد دفنهم ولكنه ذهب لإحضار شهداء آخرين لأجل دفنهم سوية، وعندما وصلنا وجدنا أنه سقط صاروخ عليهم وكانوا محترقين، كانت الجثث محترقة وأنا لا أنسى هذا المشهد وبدأ يبكي ويصرخ، ويقول: "حرقوا لي الشهداء"، وكأنهم أولاده وهو كان يركض و يصرخ ويقول: "حرقوا لي الشهداء"، وأنا انصعقت بسبب هذا الفعل، وفي وقتها كان يتم قصف المقبرة، وهذا كان في اليوم الـ 3 أو الـ 4 من المجزرة.
أعود إلى اليوم الثاني صباحًا وأثناء نقل الجرحى قررنا أن نتوزع لنقل الجرحى وفيه ارتباك، وعند الظهر أو العصر أصبح واضحًا أن هذا اليوم ليس مثل الأيام العادية وليس اقتحامًا عاديًا، وهنا قرر الجيش الحر المقاومة والقتال، وبدأت الاشتباكات من شرق داريا، ولكن الجيش الحر لم يأخذ بالحسبان أن يدخل عليه جيش مدجج بكافة الآليات وبأحدث الآليات التي لم يستطع مقاومتها،والجيش الحر لم يستطع فعل أي شيء أو المقاومة أبدًا، في اليوم الـ 3 والـ 4 من أيام العيد كان يوجد اشتباكات عنيفة وسقط شهداء من المدنيين ومن الجيش الحر وقتلى من عند النظام، ولكن النظام كان يستخدم دبابات تي 82 التي لا يؤثر بها قاذف الآر بي جي أبدًا، وكانت مدرعة ولا تؤثر فيها القذائف ويوجد عليها مكعبات تي أن تي وهذا المكعب ينفجر ويمتص الصدمة.
نحن في هذه الحالة كان يوجد جيش حر، وجيش النظام لم يدخل بعد إلى البلد ولكن نحن أصبحنا بحاجة إلى مستشفى ميداني لأن القصف في داخل المدينة لا يطاق، ويوجد عندنا 200 ألف نسمة في المدينة، وأي قذيفة هاون كانت تصيب الناس ونحن كنا معتمدين على مستشفى ميداني غير مكشوف وأذكر أول جريح جاءنا في المساء، وقالوا لنا: يوجد جريح أخذناه إلى مستشفًى ميداني غير مكشوف لأننا لا نريد زيادة الأعداد في مكان واحد حتى لا يحصل عليه قصف، ولكن هذه الاستراتيجية والخطة كانت غير مجدية أبدًا لأنه أنت بعد عدة ساعات لن تستقبل الجرحى بشكل إفرادي، ولكن سوف تستقبل 50 جريحًا بعد 50، وسوف تستقبل مئات الجرحى لأنني أنا من كان يسجل أعداد الجرحى من أول جريح توافد إلينا وهذه الإجراءات كنا نستخدمها والطبية كانت منضبطة ويوجد فيها [شخص] إعلامي، ويوجد لدينا صفحة على "فيسبوك" وأنا كنت قد استلمت التوثيق وأنا أسجل أسماء الجرحى أو أعداد الجرحى في حال أحدهم لا يريد ذكر اسمه، وبدأت أقوم بتسجيل الجرحى وكانت تأتينا أعداد خفيفة من الجرحى.
نحن بدأنا بالتسجيل في اليوم الثاني ليلًا وكان يوجد مستشفًى ميداني ولكنه كان تحت الأرض ولا أحد يعرفه حتى أنا لا أعرفه، وكان يُسمى بالمشروع، هذا [المستشفى] أنا أعتقد أن النظام الآن بعد أن سيطر على داريا لا أعرف إذا كان النظام قد اكتشفه، يعني كانت خطته محكمة جدًا بحيث إنه لا يُكشف هذا المستشفى، وهو عبارة عن غرفة عمليات، ولكنها مجهزة لأن مشافي النظام أو الدولة لا تستقبل الجرحى ونأخذ الجرحى مباشرة إلى هذه الغرفة أو ما يسمى بالمشروع، وكان يوجد أشخاص محددون مع طبيبين أو 3 يعرفون هذا المشروع ولا أحد يعرف هذا المكان، ولكن هذا الأمر لا يكفي، وأصبحنا بحاجة لفتح مستشفًى ميداني، والمستشفى الميداني الأول الذي افتتحناه هو في المدرسة التجارية، وبدأنا باستقبال الناس فيها. وفي اليوم الـ 3 من العيد عدا أنه كان يوجد قصف على داريا ومحاولة اقتحام وما يزال الأمر خفيفًا حصلت مجزرة في المعضمية وكان يوجد اقتحام للمعضمية جارتنا وقصف عليهم ومجزرة هناك، والآن بدأ يأتي إلينا جرحى من المعضمية وشهداء ونزح أهل المعضمية إلى داريا، وفي داريا كان القصف خفيفًا ولا يوجد شيء، وكل هذا الذي يحصل كان على الأطراف، ولم يكن فيها شيء ثقيل.
أهل المعضمية عندما نزح بعضهم إلى داريا جلسوا في المساجد، ويوجد أشخاص فتحوا منازلهم وفُتحت المدارس يعني جلسوا حتى ينتظروا ماذا سيحدث في المعضمية، وأيضًا بدأ القصف على داريا وكان يأتينا جرحى من الطرفين، وإلى الآن حالة المستشفى الميداني في المدرسة التجارية مقبولة، والأطباء يستطيعون احتواء الموقف إلا أنه كان يوجد ضغط إذا كان يوجد عندك 10 جرحى ويوجد لديك أطباء، وأنا لا أذكر عدد الأطباء ولكن الأطباء الثوريين المعروفون كانوا 3 أو 4 أشخاص من الذين يستطيعون العمل معك على نفَس طويل يعني لمدة طويلة أو لمدة 24 ساعة.
يوجد أطباء تخاذلوا ولم يأتوا أبدًا، ويوجد أطباء بقوا معنا ويوجد أطباء كانوا يأتون قليلًا ويذهبون لأنه يوجد ضغط، وليس كل طبيب يستطيع التعامل مع إصابات الحرب، وأنت لا يمكنك إحضار طبيب قلبية لأنه ماذا يمكن أن يقدم طبيب القلبية ويكون عمله في هذه الحالة ممرضًا إلا إذا كان قلبه قوي مع المتغير الذي أمامه.
بدأت الإصابات تزداد وأنا كنت أقوم بتسجيل الإصابات، وأنا أذكر في أول يوم وصل العدد إلى 110 إصابة تقريبًا منها الإصابات الخفيفة والشديدة الخطورة، وطبعًا بنفس الوقت كان معي كاميرا وأقوم بالتصوير، أقوم بتصوير الجرحى، ونحن في المدرسة التجارية قمنا بتنظيف 4 صفوف وأزلنا المقاعد الدراسية منها إلى مكان آخر ووضعنا أدواتنا، والفريق الطبي كان مناوبات بحيث إنك تذهب وترتاح ثم تعود، وليس مناوبة 8 ساعات لأنه لا يوجد مجال، طبعًا الشباب أصدقاؤنا بدأنا بالحالة الطبية ونمارس التدريبات التي تدربنا عليها يعني نحن كفريق طبي كنا متدربين على أيدي ممرضين سابقين، ولا يوجد أحد غيرك مع الأطباء وهذا الشيء دفعَنا لطلب النجدة على صفحتنا على "فيسبوك" أنه من يعرف بالتمريض أن يأتي وطبعًا لن نفتح الباب على العموم، فقد وضعنا حراسة على الباب، على باب المدرسة لعدم إدخال أي شخص كان لأن المدرسة كانت ممتلئة بالجرحى، وهذا الأمر جعلنا من اليوم الثالث من نستطيع طبابته نقوم بتطبيبه وننقله إلى دار الجرحى ننقله، وإذا [كان] لا يستطيع الذهاب إلى منزل أهله والبقاء في منزل آمن فإننا نأخذه، طبعًا إذا كان يحتاج إلى استشفاء ومتابعة جرحى فإننا نأخذه إلى منزل، وكان عندنا منزلان للجرحى.
بدأنا في ذلك الوقت بنقل الجرحى الذين حالتهم خطرة والأطباء يرون من يحتاج إلى عملية فإنهم يأخذونه إلى المشروع إلى غرفة العمليات تحت الأرض، أو لا أعلم إن كانت تحت الأرض أو فوقها ولكنها كانت مخفية بشكل كامل.
نحن إلى الآن في حالة من الصدمة بسبب عدد الجرحى، وهذه أول مرة يأتينا هذا العدد من الجرحى في داريا فقبل ذلك كان يوجد "السبت الأسود" وكان هناك اقتحامات كثيرة ولكن لم يكن الوضع بهذا الشكل أبدًا.
من الناحية العسكرية في الطرف المقابل أنا أذكر أنني التقيت مع أحد القادة العسكريين في أحد الأيام في الليل، وكانت معنوياته جدًا مرتفعة ورفع معنوياتنا لأنهم أسروا عساكر وضباطًا وخلال هذا الشيء قال: إنهم لن يدخلوا إلى داريا، وكان كلامهم موضع ثقة بالنسبة لنا، وقال: إن القوات المقتحمة كبيرة وكانت من شرق داريا فقط ولكن فعليًا لم يكن يوجد خطة مرسومة أبدًا للمواجهة، ولا يوجد خطة مرسومة للدفاع ولا يوجد خطة لأي شيء من هذا القبيل، نهائيًا، وكانوا يتوزعون لمنع دخول الجيش وفعليًا هي ليست حرب عصابات أو حرب شوارع وأنا لا أعرف ما هي، وهي دفاع عن المدينة بحالة نخوة.
كان يوجد خوف، ولكن لم أكن أتخيل ماذا سوف يحصل أبدًا يعني يوجد خوف أنه إذا اقتحموا ستذهب إلى الطرف الثاني من المدينة أو تختبئ ريثما يذهبون، وأنت لا تتخيل أنهم سيدخلون ويذبحون ويقتلون ويقتحمون 70 أو 80% من منازل المدينة ويقومون بتفتيشها ويقومون بإعدام 700 شخص، لا يوجد تخيل لهذا الشيء.
الطبية بالذات، والطبي والإغاثي كانوا يعملون في نظام حتى لو كان النظام ضعيفًا، ولكن كنا نمشي بحسب خطة مرسومة ويوجد عندنا مدير، وأنا إذا أردت فعل أي شيء كان يأتي عماد حبيب -رحمه الله- [فأُعلمه]، وهو إذا قال شيئًا نقوم بتنفيذه، وأنا لم أكن في حالة لأسأل عن أي شيء، فأنا كنت أسأله وهو يُسأل (هو المسؤول)، وفعليًا كانت الطبية حالة استثنائية في التنظيم.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/12/17
الموضوع الرئیس
الحراك في داريامجزرة داريا الكبرىكود الشهادة
SMI/OH/103-17/
أجرى المقابلة
إبراهيم الفوال
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
20-23 آب/ أغسطس 2012
updatedAt
2024/04/25
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-معضمية الشاممحافظة ريف دمشق-مدينة دارياشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الجيش السوري الحر
الجيش العربي السوري - نظام