الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

أحداث اقتحام داريا وتكشّف أعداد ضحايا المجزرة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:25:23:05

في اليوم الذي تم اقتحام حارتنا أنا كنت خائفًا جدًّا إلى درجة تفوق الوصف، وكان موجودًا معنا في المنزل زوجات أخويّ الاثنتين وأمي ووالدي ويوجد أخي الكبير كان يذهب ويأتي، ولكنني كنت خائفًا أكثر من الجميع وكنت أنظر في وجوه النساء ولا يوجد عندهم هذا الخوف الموجود عندي، وكان وجهي أصفر وحالتي متعبة كثيرًا، وخرجت قليلًا إلى الحارة وعندما خرجت بدأ العساكر يدخلون إلى الحارة، وأنا مباشرة دخلت وهم انتبهوا أنه يوجد شخص يلبس قميصًا أزرق وبدأوا ويسألون في الحارة: من يرتدي قميصًا أزرق؟

وأنا هربت إلى سطحنا وأنا في هذه اللحظة بدأت أتلعثم بالكلام ولا أعرف ماذا أقول، ولا أعرف الكلام ولا أعرف ماذا حصل لي، ولكنني صعدت إلى السطح أو في وقتها دخلت إلى منزل أخي، وكانت زوجة أخي موجودة وأخي بالأصل كان معتقلًا وأغلقت على نفسي الباب وبدأت أراقب من النافذة فكانوا يقتحمون المنازل ودخلوا إلى منزلنا، وكانوا يسألون عن شخص يرتدي قميصًا أزرق، وكان يقول لهم والدي ووالدتي: لا يوجد أحد، ووجدوا أخي وبدأوا يضربونه ويريدون أخذه إلى جانب الجدار؛ وهذا يعني الإعدام وبدأت أمي وزوجته يقمن بتخليصه، وأنا أذكر أنني كنت أراه من النافذة وهو يتعرض إلى الضرب الكثير والحمد لله استطاعوا إنقاذه، ولكن الشبيح قال لوالدتي: أنا سأعود حتى آخذه، وأخي هنا هرب من الطرف الثاني للمنزل.

في هذه اللحظات صعد العساكر إلى الطابق الثاني وعندما طرقوا الباب أول طرقة أنا انهرت انهيارًا، و[توقعت] أنهم سيذبحونني، وأصبحت أدعو رب العالمين في قلبي وأقول: يا ربي لا أريد الذبح ولكن أريد إطلاق النار، وأنا في وقتها عرفت لماذا أنا خائف، كنت خائفًا من الذبح لأن أخي قال لي في الليلة الماضية: إنه يوجد 75 وبعدها صديقي قال: يوجد 150 وقال: يوجد منهم أشخاص مذبوحون وأنا في هذه اللحظات كنت أتخيل السكين على رقبتي وزوجة أخي يفترض أن تكون أضعف مني ولكنني كنت ضعيفًا جدًّا إلى درجة لا تُوصف ولا أتخيل إلا والسكين على رقبتي وهل سيضع السكين من الأمام أو من الخلف؟ وإذا وضع السكين من الأمام كيف سوف أنظر في وجهه؟ وماذا سوف أفعل؟ ولو كان في يدي سلاح لكان أفضل وماذا يجب أن أفعل؟ وبعدها فكرت أن آخذ السكين من المطبخ وأُبقيها معي ولكن [قلت في نفسي]: ماذا تفعل السكين وسوف أقتل ويدمرون المنزل فوق أهلي وأنا إلى الآن لا أعرف ماذا يحصل من حديث في الطابق السفلي ولا أسمع وكانوا يبحثون عن شخص يرتدي القميص الأزرق وأنا لا أعرف، وأنا الذي أرتدي القميص الأزرق ويقولون: سنفعل كذا وكذا بالشخص الذي كان يرتدي القميص الأزرق، ويبدوا أنه يوجد شخص أطلق النار من المسدس وكان يرتدي قميصًا أزرق هكذا بدأوا يتهمون وأنا عرفت أنهم يريدون شخصًا يرتدي قميصًا أزرق.. أو سأروي الأحداث بالتسلسل.

أنا كنت في المنزل وأدعو رب العالمين ولكن لا أعرف ماذا أدعو، وكنت أدعو رب العالمين أن لا يذبحوني ويطلقوا علي النار فحالة الموت [هذه] تكون أفضل من الذبح، وأتخيل منظر السكين وكيف تمر السكين على رقبتي وكم شخص [يمسكني] والضرب الذي سأتعرض له وكل هذه الأمور كانت في ثوان، وطُرق الباب فسمعته يقول: انزل انزل نحن سنذهب إلى منزل ثان، وبعدها ارتحت بعد كل هذا الخوف أنهم سيذهبون مبدئيًّا وتركت الغرفة وصعدت إلى السطح، وأمي كان بالها مشغولًا علي كثيرًا واتصلت بزوجة أخي وقالت لها: قولي له أن يخلع القميص الأزرق ويرميه، ولكنني كنت على السطح وزوجة أخي لا تستطيع إيصال الخبر لي وجلست في زاوية على السطح، وبقيت هناك لمدة ساعتين جالسًا هكذا (أجلس منكفئًا ضامًا يداي إلى صدري) خائفًا، وأنا لو متت في ذلك الوقت -كنت في أقرب اللحظات إلى رب العالمين- لكان أفضل شيء وكنت أجلس ولا أفكر بشيء إلا الموت ولا يوجد عندي أي أمل في الحياة وفي هذه الأثناء دخلوا مرة ثانية إلى المنزل ودخل الشبيح نفسه، وقال لها: أين هو؟ وهو كان يسأل عن أخي وقال لها: لقد هرب! وقال: سوف أفعل كذا وكذا ولحسن الحظ أن والدي كان قويًّا وحكيمًا في تلك اللحظات ولم يضعف أمامهم لا هو ولا والدتي والله أعطاهم قوة حتى يقفوا بوجههم ويستطيعوا إدارة هذه الأزمة، وأنا سألتهم فيما بعد فقالوا: لا نعرف وأنا حتى الآن موجود على السطح، وحتى وصلني موضوع القميص الأزرق وعندما قالوا: القميص الأزرق [وهذا الكلام] فما بعد، وهذا في الاقتحام الثاني وبعدها دخلوا الاقتحام الثالث وبدأوا بتكسير المحلات وكانوا يبحثون عن صاحب القميص الأزرق ونزلت أنا وسمعت أنه يبحثون عن شخص يرتدي القميص الأزرق، سمعت هذا الكلام وأنا على الدرج ولم ألق بالًا على القميص الأزرق ولا أعرف كيف مددت يدي إلى قميصي وانتبهت على قميصي ووجدت أنه أزرق وفعليًّا القميص كانت أزرق بالكامل، وكانت عيناي كأنها خرجت من محلها وعادتا [لشدة الخوف]، بشكل هستيري قمت بخلع قميصي وكنت أريد رميه ولكن إذا رميته من السطح سوف تصبح في الخارج، وإذًا يجب أن أبقى في الثياب الداخلية وسيستغربون ونزلت مباشرة إلى والدتي وقالت لي: لا تفعل شيئًا أول شيء اخلع القميص الأزرق وأخفه وأنا في تلك اللحظة كان بإمكاني حرق القميص أو التخلص منه ولكنني لم أتخلص منه وعزت علي هذه الذكرى المؤلمة الخبيثة وقمت بإخفائه في مكان لا أحد يستطيع الوصول إليه وهو إلى الآن معي، وطبعًا كل عائلتي تتذكر موقف قميصي الأزرق لأنهم عاشوا لحظات ليست فقط صعبة وإنما لحظات مميتة وكانوا سوف يأخذون أخي و يعدمونه ويضربونه.

المجموعة الرابعة بعد ذلك الاقتحام (الاقتحام الرابع) كان عند الغروب وأنا كنت أظن أن الاقتحامات انتهت، ولكنني رأيت الناس يهربون ويدخلون إلى منازلهم ويغلقون أبوابهم لأنه بعد كل اقتحام كان أهل الحارة يتشاورون بالموضوع ويتناقشون في أبعاده السياسية والاقتصادية ومن أين دخلوا وإلى أين دخلوا.. ولكن فجأة دخلت الدبابات وهي مسرعة إلى الحارة في وقت العصر وأنا كنت موجودًا عند منزل عمي لأنني ذهبت إلى هناك لأجل الحديث عن الذي حصل ونتشاور وهنا قالوا: دخل الجيش ولكنه لم يقتحم المنازل، وإنما اقتحم المحلات وخرج والدي وبدأ يصرخ عليهم وقام بطردهم، وفي وقتها قام العساكر بسرقة السجائر من المحلات ولكن عندما صرخ والدي لم يتكلموا معه بشيء لأنه [في هذا الاقتحام] الجيش هو الذي دخل، ولكن الذين دخلوا قبل الجيش كانوا الشبيحة فعليًّا وأنا سمعت اللهجة اللبنانية واللهجة العراقية ويوجد شيء طائفي بحت من العلويين وكانوا يرتدون بأيديهم عصبة حمراء وكان يوجد الكثير منهم يرتدون الثياب المدنية ولا يوجد معهم آليات عسكرية وإنما سيارات وهذا كان أول دخول وهذا الأمر رأيته بعيني وليس نقلًا عن أحد وكان يوجد لهجة لبنانية وألفاظ طائفية بحتة عن عمر وعثمان والإمام علي كانت هناك ألفاظ طائفية بحتة. 

الاقتحام الرابع الذي حصل كان خفيفًا جدًّا أنا أتحدث عن جولات اقتحام الحارة، الاقتحام الرابع كان الجيش هو الذي دخل وجاء ضابط مع مجموعة من الضباط والعقداء ولم يفتشوا بشكل جيد يعني لم تكن مجموعة واحدة أو قسمًا من الجيش الذي اقتحم [وإنما جاءنا] الأحقر فالأحقر وانتهى هذا اليوم عند الغروب ومع ذلك قامت والدتي بإعداد الطعام وقالت: تفضلوا على الطعام، و[قلنا لها]: ألا تسمعين ما يحدث؟ وفقالت: تعالوا وكلوا، وكان والدي مريضًا وكانت والدتي تريد فعل أي شيء لتخفيف الحالة ووالدتي كانت خائفة علي كثيرًا؛ يعني كانت خائفة على حالتي النفسية كثيرًا يعني هل أنا سوف أقويك يا ابني؟ وأنت الذي خضت كل هذه الثورة وتواجه كل هؤلاء حتى تأتيني في النهاية خائفًا في موقف يجب أن تكون فيه الأكثر ثباتًا!

ولكنني لم أكن كذلك وأنا ليس فقط كنت أضعف شخص، ولكن كنت أكثر شخص خائر القوى في كل الحارة، يعني أنا من المفترض أنني خرجت لمواجهة النظام وأنت مستعد لأجل حمل السلاح والقتال، ولكنني كنت خائفًا في هذا الموقف وفعلًا الأمر كان مخيفًا عندما تفكر أن السكين على رقبتك وأنا في هذه الحالة أيضًا كنت أفكر في رفاقي الآخرين أين هم؟ 

في اليوم الثاني كان يوم الأحد ربما خرج أهل الحارة وطبعًا أنا أثناء الليل ذهبت إلى صديقي في الحارة اسمه محمد ذهبت إليه وكان يوجد قناص يطل على منزلنا وأطلق النار علي وعدت إلى المنزل والكهرباء كانت مقطوعة ولا يوجد أي مقومات للحياة ولا يوجد انترنت والجو كان جدًّا كئيبًا إلى درجة تفوق الوصف ولا توجد أخبار أبدًا، لم تكن تأتينا سوى أخبار عن أشخاص قُتلوا، وفي اليوم الثاني بدأت الناس تخرج وبدأ الجيش يتراجع إلى المخفر وخرجنا قليلًا وبدأ الناس يتحدثون ويقولون: دُفن فلان ومن يجد شهيدًا يجب أن يأخذه إلى المقبرة لأنه سيحصل هناك دفن جماعي.

وفي اليوم الذي اقتُحمت فيه حارتنا كانت حارتنا قريبة إلى الأراضي الغربية من داريا وبعد أن انتهى القصف ولأن الشباب جميعهم هربوا إلى هناك وكانوا مختبئين في المحاصيل الزراعية هنا بدأ الجيش يقوم بإفراغ كل ذخيرته في المحاصيل الزراعية، وهناك وُجدت الكثير من الجثث وحصلت في الأراضي الغربية مجزرة فلم يكونوا يبحثون، وكانوا يطلقون النار من خلال البيكيسيات (رشاش روسي) والرشاشات باتجاه المحاصيل الزراعية وهناك تم إطلاق رصاص بشكل كبير، واستمر إطلاق النار فترة طويلة ولمدة 4 أو 5 ساعات.

نحن كنا نظن أنه حصل هناك اشتباك ولكنهم كانوا يطلقون النار باتجاه المحاصيل الزراعية، وانتهى التمشيط وسقط عدد من الشهداء في المنطقة الغربية لا أعرف العدد وتراجع الجيش وبدأ الناس يجدون الجثث واستمر الناس في إيجاد الجثث تقريبا لمدة 4 أو 5 أيام في الأقبية وفي مداخل الأبنية وفي الأراضي بين المحاصيل الزراعية ووجدوا 10 جثث بعد 5 أيام محروقة بالكامل مكبلي الأيدي وهنا بدأ الناس يخرجون وبدأ الدفن في المقبرة بشكل جماعي بإشراف أبي صياح [محمد بلاقسي]، ودخل الجيش العربي السوري بسياراته الزيل الحديثة كان يوجد فيها الخبز وبدأ يوزع الخبز على الناس أنه طهرناكم من العصابات الإرهابية وهنا دخل التلفاز السوري وبدأ يصور مقابلات مع الناس ويوجد المقابلة المشهورة لميشال عازر مع الحجة أم وسام التي صوروها في المقبرة، وهي كانت مصابة وأخذوها إلى المستشفى فيما بعد وقتلوها، وطبعًا هذه العائلة كلها استُشهدت من وسام ووسيم جميعهم استُشهدوا؛ تم قتلهم ضمن المجزرة، وبدأ التلفاز السوري فعليًّا بقذارة غير طبيعية من قبل ميشيل عازر التي قدمت التقارير من داريا يعني تخيل شخصًا يقدم تقريرًا مع شخص مصاب في المقبرة وتسألها: من الذي قتلك؟ وما الذي حصل؟ ولم يكن طبيعيًّا حجم الإجرام في الإعلام.

وبدأنا نخرج في اليوم الثاني وفي يوم الاثنين ذهبت إلى صديقي لرؤيته وأنا لا أعرف إذا كان على قيد الحياة؛ أنا لا أعرف إذا كان هناك أحد على قيد الحياة ذهبت مشيًا إليه وسألته: ما الذي حصل معك؟ وقال لي: كنت موجودًا في المنزل وقال: لم يأت أحد إلينا.

حالة الناس العامة كانت يوم الاثنين والثلاثاء واستمرت أسبوعين بعد المجزرة الناس عندما ترى بعضها كانت تقبل بعضها يعني وكأنك قادم من السفر وأصعب بكثير ويقولون: الحمد لله على السلامة يعني وكأنك بعيد وتقول: كل عام وأنت بخير وأنا أذكر الحالة جيدًا كانوا يقبلون بعضهم ويقولون: الحمد لله على السلامة لا أنساها أبدًا يقولون: الحمد لله على سلامتك كيف نجوت؟ وهكذا.

وأنا كان همي رؤية عماد حبيب، والجيش لم يخرج بعد من عند المخفر وقال لي والدي: خذ حذرك، وذهبت وكنت أمشي في الطريق ومن بعيد رأيت عماد حبيب وهو بدأ يركض وأنا أركض ونحن بالأصل أصدقاء والتقينا وعانقنا بعضنا، وبدأنا نقبل بعضنا بشكل فظيع، و[نقول لبعضنا] الحمد لله على السلامة وكيف استطعت النجاة؟ وما الذي حصل؟ وخلال دقيقة تريد أن تعرف كل الأخبار وهو كان يسألني نفس الأسئلة وجاء شخص وقال لنا: بعد أن تعانقتم اذهبوا من هنا لأن الناس كانوا خائفين من التجمع، وخاصة أننا من فريق الطبية وأصبحنا معروفين وكان الناس يخافون لأننا ننتمي إلى الثورة يعني سوف يحدث شيء. 

في اللحظة التي رأيت فيها عماد غسلت عني كل شيء حصل في المجزرة، وهذه كانت أول ضحكة لي بعد المجزرة عندما رأيت عمادًا وأخذنا نبكي معًا لأننا على قيد الحياة، وبدأنا نسأل بعضنا عن الشباب الذين لا يزالون على قيد الحياة، وفي وقتها لم يُستشهد أحد من مجموعتنا، ولكن استُشهد الكثير من الشباب وأنا أذكر صديقي -رحمه الله- قال لي: في الحارة طوال الليل نسمع أصوات تعذيب الشهيد رضوان نوح -رحمه الله- وكان الجيش يعذبه في مدخل بناء.

[رضوان نوح] من الثوار الأوائل شخص بسيط ويعمل بائع خضار من الثوار الأوائل الذين خرجوا وكان له كلمته في ذلك الوقت، وكان ينسق المظاهرات وكان يخرج في المظاهرات وفي أي عمل ثوري كان موجودًا، وفي أي عمل سلمي أو سلاح كان موجودًا وهو شخص جدًّا مشهور في داريا وحتى في المجزرة يقولون استشهد الرضوانان في داريا رضوان دعاس ورضوان نوح، واستُشهد رضوان دعاس في اشتباكات الجيش الحر وهو من أكثر الشباب الذين كان [لديهم] حمية وثورة وأخلاق والجميع يحبهم ورضوان نوح أيضًا الجميع يحبه وهو شخص لطيف مع الجميع؛ مع السلميين ومع جماعة عبد الأكرم ومع جماعة [جامع] المصطفى مع الجميع وكان عنده دراجة هوائية ووالده بائع خضار وكان استشهاد رضوان نوح مؤثرًا جدًّا فاستُشهد الرضوانان في المجزرة. 

طبعًا شهداء المجزرة الموثقون تقريبًا 700 شخص ويوجد مجهولو الهوية ويوجد مفقودون، ولا أعرف كم الضحايا ولكن الموثقين بالاسم 700 شخص ومع المجهولين يصل العدد إلى 900 شخص جميعهم إعدام ميداني، ويوجد الكثير من العوائل تم إعدامها بشكل كامل مثلًا: عائلة السقا الجد والجدة والأولاد والأحفاد وزوجات الأولاد جميعهم وعددهم 25 شخصًا، وأيضًا عائلة قفاعة وعائلة هنداوي والبلد كانت كلها مكلومة، عوائل كاملة تصف في الأقبية  ويوجد شاب من عائلة قفاعة استطاع النجاة والرصاصة لم تكن قاتلة، وهو الوحيد الذي نجا من بين تقريبًا 50 شخصًا يقال إنهم أوقفوهم بجانب الجدار في القبو وقاموا بإطلاق النار عليهم جميعهم مرارًا. 

لم يتم إقامة مجالس عزاء وأنا هنا قررت الخروج من داريا وذهبت إلى الأردن بعد أسبوع من المجزرة خرجت إلى الأردن وودعت أصدقائي وأنني لن أعود إلى سورية نهائيًّا.

أنا وصفت توصيفًا جدًّا صغيرًا للمجزرة وهي تحتاج إلى جلسات أكثر حتى تستوفي حقها، ولكنني أيضًا نفسيًّا لست جاهزًا حتى أستطيع الحديث عن المجزرة لأنها أيام مؤلمة جدًّا وصعبة جدًّا وفعليًّا دفعتني لترك البلد والتخلي عن كل شيء وفقدنا الكثير من الشباب.

كانوا يدخلون إلى قبو الجامع ويأخذون أشخاصًا ويطلقون عليهم النار، ويوجد أشخاص نجوا ولا أحد يعرف كيف نجوا وكان يوجد أسباب كثيرة والسبب الأكبر هو بشار الأسد في المجزرة. عندما دخل الجيش وسيطر على المنطقة قتل الكثير من المدنيين والكثافة النارية التي دخل فيها الجيش والأسلحة وضخامة العدد كانت سببًا كبيرًا حتى يكون الوضع مشتتًا ولا يوجد تنظيم، وكان يوجد الكثير من الأشخاص الغرباء في داريا أيضًا أثروا على الوضع وهم من درعا والقدم، وفي المجزرة تأثروا وأثروا سلبًا بالوضع، والمجزرة أثرت كثيرًا وهي السبب الأول لصمود داريا 4 سنوات فيما بعد، وهي السبب الأول حتى لا يحصل بنا [كما حدث في الاقتحام الأول]، ولا توجد مشكلة إذا قُتلنا ولكن توجد اشتباكات وأنت تعرف أنهم لن يدخلوا إليك وتصمد 4 سنوات.

رحم الله شهداء المجزرة، وفعليًّا يوجد أشخاص قدموا ما يستطيعون لمنع حدوث المجزرة.

حالتي النفسية كانت سيئة وأنا عندما رأيت عماد فرحت وبقيت أسبوعين لا أتكلم.

في وقتها أجريت جلسات مع مؤسسات حقوقية وأخذوا شهادتي وبعدها قررت الخروج إلى الأردن، وموضوع خروجي وعودتي له قصة أخرى.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/12/17

الموضوع الرئیس

مجزرة داريا الكبرى

كود الشهادة

SMI/OH/103-20/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آب/أغسطس 2012

updatedAt

2024/08/21

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

حزب الله اللبناني

حزب الله اللبناني

الحشد الشعبي

الحشد الشعبي

الشهادات المرتبطة