الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

أحكام الإعدام في سجن صيدنايا ووصول 1000 اسم للسجل المدني

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:15:14

عندما خرجت من المعتقل كان والدي وأخي ما زالوا في المعتقل، اسم أخي عماد خولاني ووالدي اسمه سعيد خولاني وتم اعتقال أخي في شهر أبريل/ نيسان 2012 حيث شارك في جميع المظاهرات وكان يساعد في الجانب الإغاثي والخدمي وأذكر منذ عدة أيام أنني التقيت مع والدة غياث مطر فقالت لي: إن أخاك لا يذهب من بالي في اليوم الذي أتى به إلينا، وغياث كان قد استشهد وبعد شهرين أو ثلاثة أشهر من استشهاد غياث وكان يوجد توزيع لحم وأخذ أخي قطعة من اللحم وأعطاها لوالدة غياث وقال لها: اطبخيها وأطعمي بها ابن غياث، يعني هذا المشهد كانت تقوله لي والدة غياث مطر كان مشاركًا في الكثير من الأمور وهو أصغر مني بسنة تقريبًا وجاءتنا أخبار أنه كان موجودًا في المخابرات الجوية ووالدي خرج بعد سنة وأربعة شهور تقريبًا، بقي والدي حتى عام 2013 وفي آخر عام 2013 خرج، ووالدي اعتقلوه في عام 2012 في شهر حزيران/ يونيو تقريبًا، وفي عام 2014 كانت المعضمية مفتوحة وكان يوجد حالة من الاستقرار والجبهات مستقرة نسبيًا والقصف كان يخف والطعام يدخل من مدينة المعضمية إلى داريا يعني كان هناك طعام وشراب ويوجد حياة شبه طبيعية. 

وفي ذلك الوقت في عام 2014 كان في معضمية الشام هدنة مع النظام وكانت تدخل المواد الغذائية إلى المعضمية وكان بعض الشباب من داريا يذهبون إلى المعضمية ليجلبوا مواد غذائية وكان هناك نوع من الاستقرار، يعني لم يكن هناك جوع والناس اشتروا مواد غذائية وقاموا بتموينها والحديث ليس عن المواد الغذائية ولكن الحديث عن الاستقرار، وأنا أريد أن أقارن بين شيئين: الأمر الأول هو أنه في حالة الحصار والقصف والقتل اليومي وصلنا إلى مرحلة أن صديقي الذي نعيش سوية أنا وهو استشهد أمامي وأنا أراه وأرى كيف دخلت الطلقة في عينه وسقط على الأرض وقمنا بسحبه، اسمه عمر الشربجي كان أخا نبيل الشربجي رحمه الله واستشهد أمامي وتأثرت كثيراً وأخذناه إلى المشفى الميداني وفي المشفى لم يستطيعوا أن يقدموا له شيئًا ثم وضعناه في السيارة وأخذناه إلى المقبرة ودفنّاه وعدنا، وأثناء عودتنا كنا نبكي لأننا دفنّا صديقنا والمسافة بين المقبرة وبين المنزل هي مسافة مشي ربع أو نصف ساعة وليس أكثر وعند وصولنا إلى المنزل عادت حياتنا طبيعية ونقوم بصنع الشاي أو فتح جهاز "اللابتوب" ونتكلم ونفتح مواضيع، يعني وكأنه لم يحدث شيء ونتعامل مع موضوع استشهاد صديقنا أنه أصلحه الله ويا ليت أنه لم يدخل، وكنا نتكلم بشكل جدًا طبيعي وكنا نقول يا ليت أنه لم يصحُ صباحًا، يعني نتكلم بشكل بسيط وأنا أقارن بين مرحلتين، والمرحلة الأخرى هي مرحلة الاستقرار النسبي التي حدثت وكانت تتأثر بالقصص أكثر، يعني قدرتك على التأقلم غير طبيعية وجدًا عالية ويحدث قصف وترى الأشلاء فكان شيئًا طبيعيًا أمامك لا تتأثر جدًا ويحدث استقرار وتتعامل مع أي موضوع بشكل طبيعي أكثر وتتأثر أكثر، وطبعًا أكيد تأثرك لا يمكن مقارنته مثل الشخص الذي يكون في الخارج أو الشخص الذي لا يعيش الحصار ولديه الكهرباء والماء ولديه وسائل الراحة ومواصلات ولديه إنترنت ويعيش مع أهله ولكن الاستقرار النسبي يجعلك ترجع إلى الحياة الطبيعية أكثر، وأذكر أنني عندما جاءني خبر استشهاد أخي تأثرت جدًا وبقيت ثلاثة أيام لا أخرج من المنزل كنت مكتئبًا. 

كنت أتكلم مع والدتي وسألتها: هل هناك من يتصل بكم أو يعطيكم أخبارًا؟ فقالت لي إنه يوجد شيخ خرج من المعتقل وقال إن أخاك قد استشهد وإن الأسماء عند المختار. كان المختار من آل السقا واتصل أهلي بالمختار وأخبرهم أن اسم ابنكم ليس لدي، لا أعرف لماذا أخبرهم هكذا؟ وهل الاسم لديه أم لا؟ وهل استشهد أم لا؟، لم نستطع أن نتأكد وذهبت والدتي إلى القابون حتى ترى اسمه في الشرطة العسكرية لأنهم يضعون الأسماء هناك أو إذا كان في [سجن] صيدنايا يعطونها الاسم حتى تذهب لزيارته ولم يكن موجودًا، كان لايزال في الفرع ولكن يوجد أشخاص يخرجون من داخل الأفرع ويخبروننا أنه استشهد ويوجد أخبار أخرى تقول إنه بخير والأخبار متضاربة لا يمكن أن نفهم أو نأخذ الحقيقة، وهذا الشيء أثّر بي كثيرًا وحتى الآن لم نستطع أن نأخذ الخبر اليقين عنه. وفي عام 2018 تم تسريب أن النظام أرسل أسماء للمعتقلين الذين ماتوا تحت التعذيب أرسل أسماءهم إلى السجل المدني وأحد الموظفين أخبر الناشطين أنه يوجد 1000 اسم أرسلوا إلى السجل المدني تم تسجيل حالات وفاتهم داخل السجن، طبعًا النظام يضع الأسباب ويكتب بسبب أزمة قلبية كان معظمهم بسبب أزمة قلبية، وذهبت والدتي لتسأل وأخبرها الموظف [أن الاسم] ليس موجودًا بينهم ولكن يوجد قائمة بعد شهر ستصل وقال لها أن تعود بعد شهر، وخلال هذا الشهر كان هناك تصعيد إعلامي كبير على الموضوع وأنه يوجد 1000 اسم ماتوا تحت التعذيب ووصلت أسماؤهم إلى السجل المدني وأقاربهم ذهبوا وأخذوا شهادات وفاتهم، والنظام بعد شهر كان من المفترض أن يكون هناك قائمة ثانية لم تأتِ القائمة وتوقفت ولا أعلم هل هو موجود في القائمة الثانية التي لم يتم إرسالها أم غير موجود وهل هو على قيد الحياة أم متوفّى ولكن أي شخص يخرج من المعتقل نسأله عنه ولكن لا يأتينا خبر يقين ولم يرَه أحد، في السابق كان يأتينا خبر رؤيته أو استشهد أو على قيد الحياة والآن لا يأتينا خبر أبدًا، وبحسب شهادات المعتقلين أي شخص يتجاوز سنتين أو ثلاثة في الفرع الأمني ولا يخرج إلى سجن آخر مثل صيدنايا أو سجن مدني فهو يكون مستشهدًا ولكن لا يوجد خبر يقين وإنما تكهنات واحتمالات. 

كنت في داريا وأخبرتني والدتي وبقيت لمدة ثلاثة أيام تقريبًا مكتئبًا حتى فيما بعد كان هناك احتمال أن يكون الخبر كاذبًا لأنه يوجد أخبار أخرى ولأننا سألنا المختار وأصبحت أتعلق بقشة والغريق يتعلق بقشة، وللأسف هذا الذي حدث. 

استشهاد الشباب الذين أتت أسماؤهم إلى السجل المدني أنهم فارقوا الحياة يعني مثل يحيى الشربجي وإسلام الدباس ومجد خولاني وعبد الستار خولاني وأخي مجد، ويحيى الشربجي وإسلام ومجد كنا نحضر الاجتماعات سوية وعبد الستار أيضًا كان يحضر ولكن لا يدخل ولكن يحاول أن يكون موجودًا ويؤمّن خدمات ويقوم بتوصيلنا وأذكر في ذلك الوقت في 2018 عندما جاءت الأسماء كنا نقارن تاريخ شهادة الوفاة مع تاريخ خبر استشهادهم الذي وصلنا ولم نخبر أحدًا به، إسلام الدباس التقى بوالده في المحكمة وأخبره أنه غدًا لديه [محكمة]، لأن إسلام أخبره أنه سيذهب إلى المحكمة من سجن صيدنايا، وأيضًا والده خرج فقال له: أنا في 10 أو 13 شهر كانون الثاني/ يناير عام 2013 لديّ محكمة وبعدها لم يلتقوا، وجاءنا خبر آخر عن إسلام أنه في 13 [كانون الثاني/ يناير] خرج إسلام في وقت يخرج به المحكومون بالإعدام، ورأينا شهادة الوفاة مكتوبًا عليها في 15 كانون الثاني/ يناير يعني التواريخ متقاربة 10 و 13 و 15، وإسلام خرج في 13 وشهادة الوفاة تقول في 15 وشهادة وفاة يحيى في 15 ومجد في 15 كانون الثاني/ يناير 2013 وعبد الستار في 15، وهؤلاء حُكموا بالإعدام وتم إعدامهم فورًا في سجن صيدنايا. 

وإذا أردنا أن نتكلم عن الشهداء الذين تم إعدامهم في سجن صيدنايا أو تحت التعذيب [فالحديث يطول].

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/09/05

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/15-19/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2012 - 2018

updatedAt

2024/07/23

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-القابونمحافظة ريف دمشق-معضمية الشاممحافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

سجن صيدنايا العسكري

سجن صيدنايا العسكري

الشرطة العسكرية - نظام

الشرطة العسكرية - نظام

فرع المخابرات الجوية في دمشق

فرع المخابرات الجوية في دمشق

الشهادات المرتبطة