الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مظاهرات ساحة العاصي وجمعة أطفال الحرية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:17:06:21

كنا في "جمعة الغضب" و[رأينا] كيف الناس نزلت إلى ساحة العاصي، والناس عندما نزلت لم تكن تعرف ماذا ستفعل؟ والذي فعلوه في الجُمع الأولى، في الجمعة التي قبلها صعدوا على بناء البلدية ومزقوا صور رمز النظام بشار الأسد وحين نزلوا إلى ساحة العاصي مجموعات وأعداد كبيرة فهتفوا ومزقوا الصور يعني قاموا بالذي اعتادوا عليه، والتنسيقيات لم تُهيئ نفسها أن تنزل إلى ساحة العاصي، لأننا كنا متوقعين أن نُقابل بالعنف وأن نُمنع عن ساحة العاصي، ونزلت الناس ووصلوا العصر إلى ساحة العاصي والأمور تمام، والنظام كان له تواجد ولكن على شكل أعين (مخبرون) في ساحة العاصي، في المظاهرة كان بجانبك عميل أو ضابط مخابرات، وألقي القبض على شخص [منهم]، أحد المتظاهرين أمسك بأحدهم، وقال: يا شباب عميل فرأينا معه مسدس، وحين كُشف بدأ ضرب الرصاص على المتظاهرين لكن بما أن الأعداد كبيرة سقط جرحى ولكنهم استطاعوا الانقضاض عليه وتعرض للضرب ورموه عند السرايا [وقالوا] "هذا كلبكم خذوه" والرجل لم يُقتل ربما إلى اليوم حي يُرزق. 

لكن الشاهد أن النظام صحيح أنه تركنا ولكن عيونه متوغلة بيننا بشكل كبير سواء في التقاط الصور أو للتعرف على الناشطين الذين يُنسقون المظاهرة حتى يكون لديه أي دليلٍ في حال اعتُقل فلان يكون دليله معه، وهذا حصل في الجمعة الرابعة، شعورنا كمتظاهرين ثوار ينزلون إلى ساحة العاصي كان شيئًا عظيمًا، وأننا وصلنا إلى ساحة العاصي، وبعض الإخوة قالوا: لنأتي بخيم وننصبها، وهذا الأمر يحتاج لأيام حتى تخيطها ولم نكن متوقعين، قالوا: غداً سنأتي بخيم فالشباب صار لديها حرية وطالما لا يوجد ردع فلنكمل، وقالوا غدًا نُقيم الخيم.

والمظاهرات بعد "جمعة الغضب" أصبحت أقوى، وبدأت تظهر المسائيات في حي المناخ وفي حي السرجاوي وبعد صلاة المغرب والعشاء وفي حي الفراية وحي الصابونية وطريق حلب، مظاهرات ليلية خفيفة يُهتف فيها كم هتاف وتنفض، في الجهة المقابلة بدأ النظام يعمل على تهدئة الشارع سواء عبر إرسال وفود أو تشكيل وفود وإرسالها لمقابلة النظام، في تلك الفترة كان محمد مفلح رئيس فرع الأمن العسكري كان على رأس أحد الوفود لمقابلة الأهالي، أخبرني أحد الإخوة وقال لي: يا أبو المجد اليوم هناك لقاء مع محمد مفلح في جامع الحبال في البرناوي، وقال: هناك سيتكلمون وأي شخص لديه شيء يقوله يمكنه قوله، وإذا تريد أن تُصور حاول التصوير بشكل خفي. 

فذهبت إلى هناك وحضرت الاجتماع، كان محمد مفلح وبعض الأعيان بجانبه يتكلمون عن المطالب، وقبل يومين من الحادثة كان لنا مجموعة من الأقرباء والأصدقاء نازلين في شارع العلمين بسيارتهم فأوقفهم عناصر الأمن وأنزلوا الأب والأخوة وضربوهم حتى الموت، فأحد الشباب (في الاجتماع) قال: أنتم قبل يومين أنزلتم من في السيارة وقتلتموهم لماذا؟ هل هذا هو الأمن؟… وشخص آخر قال: نحن خرجنا في مظاهرات سلمية لماذا تضربوننا بالنار؟ والمعتقلين لماذا تعتقلوهم؟ فحصلت مطالب من الناس بإخراج المعتقلين وكف الأذى عن الناس، ومحمد مفلح يقول: حسنًا، لكن نحن نطلب في المقابل عدم النيل من "هيبة الدولة" وعدم التعرض لرموز الدولة بالإساءة وعدم رفع [شعار] "إسقاط النظام" فالموضوع كان نحن نلبيكم بالمقابل أنتم لبونا، وهم يعرفون أننا لن نُلبيهم وهم لن يُلبونا، والموضوع بين أخذ ورد وحصل تمييع للجلسة، و[يقولون] نحن نُريد أن نُحرر فلسطين ونقف مع إخوتنا الفلسطينيين، ولدينا قضية أهم والأسد داعم للمقاومة وكلام جرائد السلطة، وانتهت الجلسة ومثل ما دخلنا خرجنا مجرد صف حكي (كلام لا فائدة منه) على الإعلام أنها حصلت مقابلات. 

وطبعًا حصل نشاط كبير من قبل المشايخ، على رأسهم الشيخ مصطفى عبد الرحمن كانوا بين الثوار وبين الأمن، كان وسيطًا وما يأتيه من النظام ينقله للمتظاهرين ويذهب إلى المتظاهرين وكان يقوم بتهدئتهم، بعض الأشخاص يظن أنه عميل، هذه المواضيع حصلت بعد "جمعة الغضب" والأمن يعشق الدماء هو بطبعه مجبولٌ على القتل والاضطهاد والاستبداد، وبينه وبين المتظاهرين شخص يمنعهم هو محافظ حماة (أحمد خالد عبد العزيز - المحرر)، الناس تنزل وتتظاهر ولم يحصل اعتقال ولا تعرض ولا أي شيء. 

وفي ليلة وضحاها سمعنا أن محافظ حماة أقيل، وهذا قبل جمعة "أطفال الحرية" ونحن مهيؤون أنفسنا ففي "جمعة الغضب" نزلنا إلى ساحة العاصي وفي "الجمعة العظيمة "نزلنا إلى ساحة العاصي في جمعة "أطفال الحرية" متهيئين للنزول والأمور كانت جيدة في المرات السابقة، وكنا متهيئين أن ننزل بأعدادٍ كبيرة ونُشكل "مليونيات" ونُشكل من ساحة العاصي "ميدان تحرير" مثل ميدان التحرير في القاهرة نُريد في حماة "ميدان تحرير" أهلنا في حمص حاولوا أن يشكلوا ميدان تحرير ولكن قُوبلوا بالنار وحصلت مجزرة الساعة، وحين رأينا في حماة الأمور جيدة وسلمية فهذا يعني أن حماة محمية من المجتمع الدولي، أردوغان (رجب طيب أردوغان - المحرر) قال خطٌ أحمر وأوباما (باراك أوباما - المحرر) وكلينتون (هيلاري كلينتون - المحرر) حماة خط أحمر، فنحن يحق لنا فعل أي شيء، وأهل درعا قُتلوا وحمص قُتلوا لأنهم هم [خرجوا]، ولكن حماة خط أحمر، قام بمجازر فيما سبق وهذه الأيام لن تكون لأن هناك مجتمعٌ دولي سيردعه، هكذا كان الناس يتكلمون فيما بينهم فحماة لن يحصل فيها شيء لأنها نالت نصيبها.

في جمعة "أطفال الحرية" (3 حزيران/ يونيو - المحرر) أثبت هذا النظام أنه دموي ولا يهمه لا مجتمعٌ دولي ولا دول ولا إنسان حتى الحيوان، فالمجرم مجرم، وكمتظاهرين نزلنا في أول جمعة والتي تليها، ولم نرَ شيئًا قلنا: نحن في حماة خط أحمر لن يقوموا بشيء.

وفي جمعة "أطفال الحرية" تكلمنا مع الناس يا شباب جماعة السوق ضعوا نقاط تجمع، واللقاء في ساحة العاصي وفي المقابل جماعة منطقة الحاضر التجمع فيها جماعة جامع المناخ والتكية وعمر والجوامع القريبة في منطقة نُصلي فيها ونتجمع عند دوار الأعلاف وننزل دفعة واحدة إلى ساحة العاصي، وكان هذا الأمر، وجهزنا السيارة لتكون منصة للهتاف وجهزنا الأمور كلها أي شيء يُساعد أن تكون المظاهرة منظمة وتظهر بأحلى صورة، وحمَّلنا الناس الورود وأغصان الزيتون لنُوصل رسالة أنها سلمية وليس معنا السلاح، ونحن ننزل إلى ساحة العاصي في حي الحاضر الشباب شكّلوا جدارًا بشريًا بيننا وبين عناصر الأمن كي لا يكون أي شاب طائش أو أزعر أو عملاء من النظام مزروعين بين الثوار يحاول أن يقتحم بناء الشرطة أو المراكز الحكومية، فشكّلنا جدارًا بشريً عازل وأكملنا إلى ساحة العاصي سلمية كان الأب يحمل ابنه، هل هذا ينزل [إلى المظاهرة لـ] يُقاتل؟ أكيد لا، والجد معه حفيده والأخ مع أخيه، وهذا يلبس جلابية (لباس شعبي) ومتعطر ونازل يهتف بشكلٍ طبيعي رافعين أغصان الزيتون والورود، رأينا في الجمعة التي قبلها الأمور تمام. 

ونحن نازلين من الحاضر وأهل السوق ينزلون من شارع العلمين، وبالمقابل كان هناك مظاهرة تأتي من حي المرابط واللقاء عند ساحة العاصي هكذا جرت العادة في الجمعتين الماضيات، وعند التقاء الناس المتظاهرين بالأمن بالنقطة صفر "سلمية سلمية" هذا كان الهتاف ولم يكن "إسقاط النظام" و"سلمية سلمية"، وجسر العبيسي كان مغلقًا بسيارتي شحن، وكان الجسر هو الفاصل بين الحاضر وساحة العاصي، ماذا يوجد داخل السيارتين لا نعرف، إنما هو سد، والناس وقفوا والأمن لا يقوم بأي حركة، ينادي: ممنوع ممنوع، والناس يتظاهرون [بطريقة] سلمية، في الجهة المقابلة أهل السوق لم يصلوا فكنا نُريد أن نسبقهم نريد أن نصل الى ساحة العاصي.

في لحظة نسمع صوت إطلاق الرصاص، ومن أين يأتي إطلاق الرصاص لا نعرف وكيف يسقط الناس حولك لا تعرف منظرٌ مرعب ومخيف، تشعر كأن القيامة قامت، الناس تسير في مجموعة واحدة في لحظة لا تعرف الناس أين تذهب إطلاق الرصاص لا تعرف من أين؟ والناس تدوس فوق بعضها ورصاصٌ غزير، النظام بدأ يضرب الرصاص مباشرة على الناس، ومن خوفهم يُوجد ناس ذهبت إلى حديقة أم الحسن في منطقة الحاضر [قرب] ساحة العاصي فوجدت مقابلها عناصر أمن مختبئة هناك في كمين، وقتل فوراً، لم يكن هناك اعتقال في جمعة "أطفال الحرية" لم يكن هناك اعتقال كان القتل وإعدامات ميدانية مباشرة، دخلوا إلى حديقة أم الحسن وجدوا عناصر أمن و[هناك] تصفية مباشرة، وهناك من ذهب عند جسر العبيسي لكن عناصر الأمن قتلوهم مباشرةً، من جهة السوق (شارع العلمين) لم يكونوا قد وصلوا إلى الأمن وحين سمعوا ضرب الرصاص تريثوا، والنظام هنا هجم عليهم وحصل إطلاق رصاص عليهم مثلما فعلوا في حي الحاضر، ولكن المجزرة الأكبر كانت في منطقة الحاضر، على ما أذكر الناس كانت تقفز فوق بعضها وترى هذا وقع وهذا أُصيب والذي تُسعفه ترى اثنان يُسعفوه وهم يركضون ويوجد منطقة في الحاضر اسمها سوق برهان وهو سوق مسقوف ضيق الناس تأتي وناس تهرب، وهنا حصل تداخل بين الناس وهناك من اختنق وشارف على الموت لا يعرفون أين يذهبون! وكل المناطق كانت مغلقة، بدأت عمليات الإسعاف والإخلاء على الدراجة النارية والهوائية ويحملون الناس بأي طريقة، ولديك مصيبة لديك شهداء ومفقودون وجرحى بالعشرات، الذين توثقوا بالاسم حوالي 163 شهيدًا في لحظة سقطوا أمامك ما عدا الجرحى، مستشفى العموري في منطقة الحاضر غصت بالجرحى والشهداء، ومستشفى البدر والمركز الطبي، ومستشفى الحوراني والمشافي الرئيسية الخاصة في حماة وصل الدم فيها للركب (دماء كثيرة) فعليًا وفي الأراضي دم وجثث والقتيل يضعوه جانبًا والجرحى تتداوى في الممرات والمناظر كانت مخيفة، رجعت الذاكرة إلى أيام 1982 كيف كان الأخ يرى أخاه يُقتل أمامه ولا يستطيع فعل شيء لأن عدوك معه سلاح وأنت [تتظاهر] بغصن الزيتون، وهذا الذي حصل في جمعة "أطفال الحرية" والجمعة التي قبلها بشكل عام.

أنا من سكان طريق حلب حي الحاضر، والشيخ أبو إسلام من سكان طريق حلب، وحين كثُر نشاطي في المنطقة أنا معروف بين أهل حيي نشاطي في منطقة السوق حتى يكون نشاطي بعيدًا عن أعين الناس التي تعرفني، والشيخ أبو إسلام كان نشاطه في طريق حلب كان رجل يدعو الناس للتظاهر وكان يرفع همم الناس ويقف معهم في خطاباته وجمعه ودعاويه، وكان عمله طيبًا ولكن أيضاً سلمي منذ يومين كنت جالسًا معه يذكر لي قصة كيف كان هناك أناس في تلك الأثناء في حزيران/ يونيو 2011 كيف كانوا يقولون له ويطلبون منه أن يحملوا السلاح ونشكل كتائب، وكان يقول لهم: لا، [نريدها] سلمية، هذا الرجل كان سلميًا لأبعد درجة مع ذلك يعرف أنَّ هذا النظام لا يُقابل إلا بالسلاح.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/06/02

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدجمعة أطفال الحرية

كود الشهادة

SMI/OH/83-03/

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

مدني

المجال الزمني

حزيران 2011

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة حماة-ساحة العاصيمحافظة حماة-حي الشريعةمحافظة حماة-الحاضرمحافظة حماة-مدينة حماة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

فرع الأمن العسكري في حماة 219

فرع الأمن العسكري في حماة 219

مجلس محافظة حماة - نظام

مجلس محافظة حماة - نظام

الشهادات المرتبطة