الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مجزرة جمعة أطفال الحرية في مدينة حماة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:34:01

كنا نتكلم عن [جمعة] "أطفال الحرية" (3 حزيران/ يونيو 2011) وما حصل فيها، وذكرنا ما حصل في حي الحاضر، الأمر الذي حصل في تلك المنطقة وكذلك حصل في شارع العلمين وحي المرابط، أيضًا حصل إطلاق نار ومجزرة وضرب، ستقول أن الأعداد كانت كبيرة 163 شهيدًا موثقًا وجرحى فأين الأعداد؟ طبعًا الأعداد في هذه المظاهرة التي كانت هم ليسوا فقط من مدينة حماة، كان هناك من ريف المدينة من [مدينة] السلمية و[بلدة] صوران ومن الطيبة (طيبة الإمام) وكفرزيتا ومن قمحانة فالأعداد كانت كبيرة، وكانوا يرفعون لافتات وهذا شاهدناه فيما بعد في "جمعة العشائر" وباقي الجُمَع، فالأعداد كانت 163 شهيدًا موثقون من مدينة حماة، وهناك شهداء لا نعرفهم قد جاؤوا من الريف، والنظام كان منتبهًا لهذا كان يقوم من ليلة الخميس بوضع الحواجز على مداخل المدينة (مدينة حماة) وأي شخص قادمٍ إلى المدينة كان يسأله: إلى أين أنت ذاهب؟ ما هو عملك في المدينة؟ لماذا أتيت اليوم؟ حتى يمنع وصول أهل الريف إلى المدينة وهذا ما جعل أهل الريف يأتون قبل يومين أو ثلاثة من الريف، من له معارف وأقارب من المدينة يأتي من الإثنين أو الثلاثاء ويبات عندهم حتى يخرج يوم الجمعة. لدي صديق دكتور في مدينة مورك يقول لي: كنت آتي من يوم الاثنين، هو وبعض الشباب ويستأجر بيتًا، يأتي ويجلس إلى الجمعة يحضر المظاهرة ويعود إلى بلده. المظاهرات في جمعة "أطفال الحرية "كانت كبيرة لدرجة أنَّ الناس في المظاهرة لا تعرف ما حصل في ساحة العاصي! فنحن نتكلم عن مظاهرةٍ أولها في ساحة العاصي وآخرها في طريق حلب، يعني لمسافة 4-5 كيلو متر تقريبًا، فعندما حصل إطلاق الرصاص ووقعت المجزرة كان هناك أناس هاربة وأناس تأتي ولا تعرف ما يحصل! فحصل تداخل بين الناس حتى عرفت الناس ما حصل وأنَّ هناك جرحى وقتلى، هذا ما كان في [جمعة] "أطفال الحرية" 

والمستشفيات التي ساعدت في هذا الموضوع مستشفى الحوراني، [فقد] أُجلي كل الجرحى والشهداء إلى مستشفى الحوراني لأنه الأقرب إليهم، وفي شارع العلمين الشهداء والجرحى أسعفوا إلى المركز الطبي حيث كان هناك تخوفٌ من إسعاف المُصاب الى المستشفى الوطني، لأنه هناك كان بحكم إما المختفي أو المقتول لأن عناصر الأمن موجودةٌ بكثرة هناك، فكانت الوجهة إلى المستشفى الخاص وإحاطة المستشفى وحمايته من أي تهديد من الأمن إحاطته بجدارٍ بشري ليس معهم سلاح ولا أي شيء. 

بالمقابل في حي طريق حلب وهو المكان الذي وقع وسقط فيه شهداء وجرحى بشكل أكبر، كان تمركز النظام (عناصر الأمن) من جهة الحاضر أكثر بكثير، العناصر الذين قاموا بالمجزرة كانوا متخفيين داخل الشاحنات التي ذكرناها عند الجسر، أو كان هناك قناصين على أظهر أبنية قيادة الشرطة وقناصين على أبنية حي البارودية، وكان هناك كمائن في حديقة أم الحسن، وحينما حصل الضرب كأنه يوم القيامة والناس تذهب يمينًا ويسارًا، وأحد الإخوة رمى نفسه في نهر العاصي من أجل أن يهرب وهو على الجسر عندما حصل إطلاق الرصاص فرمى نفسه في العاصي (نهر العاصي).

في المظاهرة أنا أكون في العادة في الصف الأول من أجل أن أُوجه الناس يمينًا و يسارًا أنا والأخوة معي، في المليونية في "جمعة أطفال الحرية" كانت الأعداد كبيرة فلا يمكن أن تكون لا في أول المظاهرة ولا في آخرها، فكنت في منتصف المظاهرة أقرب إلى بدايتها وحين وقعت المجزرة أنا كنت في منتصف نزلة (انخفاض في الأرض) الحاضر بحيث أُصور الجموع الغفيرة من الأسفل أصور الناس القادمة من الأعلى، وحين حصل إطلاق الرصاص كانت زاويتي أفضل زاوية لالتقاط المجزرة، لأن ساحة العاصي كانت منخفض عن الحاضر، أنا في منتصف النزلة قيادة الشرطة على يميني وساحة العاصي أمامي وأرى الناس كيف يركضون ويتساقطون، وكان هناك من يحمل ابنه وأُصيب برصاصة فسقط فالولد بقي على الأرض والجثث بقيت على الأراضي، هناك أناس حملت أولادًا لا تعرفهم لمن، لكن رأوا أولادًا يتراكضون وهم خائفون، والأب غير موجود، فكان الناس يحملون ويمشون، وكانت درجات نارية في الأراضي، والناس ملقاة، النظام أخلى القتلى بالجرافات بعد أن ذهب الناس إلى الحاضر، طبعًا الناس عادت لكنها لم تنسحب ولم تنفض المظاهرة بعد، بقيت عمليات المقاومة والناس تُحاجر (تضرب الحجارة) لبعد الساعة 12:00 ليلًا ليلة "أطفال الحرية"، أنت إخوتك مقتولون في ساحة العاصي ولا تستطيع أن تصل إليهم بسبب كثرة عناصر الأمن، فأتى الأمن بالجرافات أزال الجثث ورماهم في قلب السيارات التي كانت قد قطعت الطريق، هذه المناظر لم نرَها سمعنا بها في 1982، لكن اليوم رأينا بأعيننا كيف النظام يزيل الجثث بالجرافات، فتخيل حجم المجزرة التي قام بها النظام في "جمعة أطفال الحرية" 3حزيران/ يونيو 2011.  

للمفارقة ونحن ننزل الى ساحة العاصي كانت لافتة مرفوعة مكتوبٌ عليها: "لو كلفتنا هذه الثورة 100 ألف شهيد إلى أن ننتصر سنستمر بها"، وبين قراءتي للافتة وبين حصول المجزرة لم تمر ربع ساعة، ولليوم نحن اليوم دفعنا مليون شهيد كنا نتكلم عن 100 ألف تلك الأيام رقم كبير، نحن دفعنا 40 ألف وندفع 100 ألف لا مشكلة، ولكن اليوم نحن دفعنا مليونًا لإسقاط النظام، وهذا الشيء الذي حصل في تاريخ 3 حزيران/ يونيو جمعة "أطفال الحرية" من مجازر قام بها النظام ومن تضحيات قدمها الشعب سواء من مدينة حماة أو حتى من الريف الثائر مع أهل المدينة.

وفي جمعة "أطفال الحرية" عصراً بعد المجزرة نُريد أن نحمّل مقاطع الفيديو و"النت" مقطوع عن [مدينة] حماة فالنظام كان مُتحسب أنه ستحصل مجزرة وتصوير، فقطع النظام "النت" عن مدينة حماة، وكان معنا مقاطع فيديو وحصلت مجزرة في مدينة حماة ولا أحد يعرف ما الذي حدث على الإعلام لا يوجد شيء، وبدأ الناشطون الذين معهم ثريا (جهاز نت فضائي) مثل الناشط فادي زريق -فك الله أسره- الذي كان أول من صرخ في جامع مسعود في الجمعة الثالثة فاتصل على قناة "الجزيرة" ليُخبرهم ما حصل، عبر الثريا، وأنا دوري كإعلامي ماذا أفعل؟ فاضطررت أنا وأخ لي اسمه فراس فرزات اسُتشهد -رحمه الله- كان لديه صديق في مصياف قدنا السيارة وأخذت كرت الذاكرة وخبأته بالحزام شققت الحزام ووضعت كرت الذاكرة في داخله، وذهبنا إلى مصياف وسلمنا كرت الذاكرة للشاب في مصياف للتحميل، وقال انتظروا، فقلنا: نريد ان نعود باكرًا لأن حماة مغلقة ولا نعرف ما يحصل فيها، فأرسلنا مقطع الفيديو إلى مصياف وهي تبعد عن حماة 50 كيلو متر، وعدنا إلى حماة لنرى أهلنا وأحبابنا الذين لا نعرف عنهم شيئًا، كانت الناس في حيرة فهي لا تعلم شيئًا عن محيطها من الناس إن كان الأخ الذي كان في المظاهرة وبين الصديق وبين حماية النفس بأن تكون بعيدة عن الرصاص والجرحى الموجودين في المستشفيات. 

حصلت عمليات الإخلاء للجرحى الذين استطعنا أن نصل لهم عبر الدراجات النارية والحمل باليدين كنا نحمل الجريح لمسافة 2 أو 3 كيلو متر لنوصله إلى أقرب مستشفى، هذا الشيء شاهدناه في الأفلام ولكنه حصل معنا على أرض الواقع، لأنه بسبب الحشود لا يوجد سيارات تصل، كانت الناس تأتي وتركن سياراتها في أقرب حي ولنقل حي طريق حلب عند دوار البحرة تركنها هناك وتسير إلى ساحة العاصي، فكنا نضطر أن نحمل الجرحى على أكتافنا ونركض بهم لأقرب مستشفى، مهما تكلمنا عن جمعة "أطفال الحرية" لا نفيها حقها ولا نستطيع أن نُوصل الصورة التي حدثت، ليس كل ما تراه يمكن أن تُوصله، وهذا بشكل عام ما حصل في جمعة "أطفال الحرية" في اليوم المأساوي على مدينة حماة، وبعد "أطفال الحرية" ليس كما قبلها سواءً بالمظاهرات وما حصل فيما بعد. 

الشيخ أبو إسلام (عبد الناصر علوان - المحرر) كان نشاطه في طريق حلب أيام الحواجز، وقبلها كان إمامًا وخطيبًا في أحد مساجد ضواحي مدينة حماة في حي الجيجية، فكان منفيًا عن مدينة حماة أو ممنوعٌ من الخطابة فيها وحين استُشهد صهيب سوتل -وهو أحد أقرباء الشيخ أبو إسلام- وفي تشييع الشهيد صهيب سوتل خرج الشيخ أبو إسلام في الجامع الكبير، وخطب بالناس ورفع من هممهم وحرضهم على الخروج ضد النظام والهتاف ضده وإسقاط النظام، والناس تحمله على الأكتاف ويهتف بهم ويرد الهتاف، وهذا كان أول ظهورٍ للشيخ أبو إسلام بشكل علني، وكان ممنوعًا من الخطابة لمواقفه المعادية للنظام، وكان فيما بعد ضمن الوفد الذي خرج يُقابل بشار الأسد لإيصال صورة ثوار مدينة حماة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/06/02

الموضوع الرئیس

جمعة أطفال الحريةانتهاكات النظام في حماة

كود الشهادة

SMI/OH/83-04/

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

مدني

المجال الزمني

3/6/2011

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة حماة-ساحة العاصيمحافظة حماة-مدينة حماة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

قناة الجزيرة

قناة الجزيرة

الشهادات المرتبطة