الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اعتصام ساحة العاصي والتحريض الطائفي للنظام

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:27:29:04

كانت "الجمعة العظيمة" (22 نيسان/ أبريل 2011 - المحرر) من الجمع القوية في مدينة حماة وحصل فيها حراك قوي والتنسيق كان فيها في أعلى مستواه في تلك الفترة، حيث كان الحراك في مدينة حماة يتطور مع تطور ردة فعل عناصر الأمن، وكنا نبحث عن البدائل وعن الأمور التي تجعل المظاهرات تستمر لمدة أطول وبأضرار أخف، كان الهدف الأول في "الجمعة العظيمة" هو تشتيت عناصر الأمن بإخراج أكثر من نقطة للتظاهر في حماة على أن يكون تجمع المتظاهرين في ساحة العاصي، كان الوجود في الساحة هدفًا لأي متظاهر، ففي أي مدينة كانت يكون هدف المتظاهرين هو الوصول إلى الساحات العامة لإيصال صوتهم بأفضل طريقة، وكان الهدف الخروج بمظاهرات من أكثر من مكان من مساجد الحاضر: جامع الصحابة وجامع عمر وجامع التكية، وجوامع منطقة السوق: المسعود والسرجاوي وأبو عبيدة بن الجراح وجامع صلاح الدين في جنوب الملعب، فهذه كانت الغاية لتشتيت قوة عناصر الأمن لكي لا نسمج لهم بأن يقمعوا المظاهرة. 

وخرجت المظاهرات بشكل سلمي في بداية الأمر وأهل الحاضر قُوبلوا كما هي العادة دائمًا يكون الثقل الأمني في منطقة الحاضر -كون الأعداد أكبر- قُوبلوا بعنف أكثر سواءً باستخدام السلاح الناري (إطلاق الرصاص على المتظاهرين بشكلٍ مباشر) وحصل إصابات بين المتظاهرين وأذكر مع الرصاص الحي كان استخدام الغاز المسيل للدموع، والمتظاهرون دائمًا كانوا يحاولوا أن يجدوا حلولًا لتلك الأسلحة، فكان أحيانًا الشباب على عفويتهم أحدهم يأتي ومعه مضرِب تنس أو مثلًا خشبة طويلة من أجل أن يرد الغازات المسيلة للدموع، كان التفكير من شباب يحاولن إيجاد حلول [للتعامل] وكان بعض الشباب في الحاضر أحضروا زجاجات كولا وخل من أجل تخفيف أثر الغاز المسيل للدموع عندما يُطلقه الأمن علينا. 

والمظاهرة كانت قوية في الحاضر، وكان هناك أخذٌ ورد وإصابات كثيرة في صفوف المتظاهرين وهذا ما استدعى حمل الإصابات (الأشخاص المصابين) بطريقة بدائية من الشباب سواء بالحمل على الأكتاف أو على الدرجات النارية والهوائية، وهكذا كان العمل في منطقة الحاضر، وحين رأينا أنه من الصعب أن نصل إلى ساحة العاصي كان الخيار أن نُغير مسار المظاهرة بحيث نصل إلى ساحة العاصي، وكان الاختيار أن نلتف حول منطقة ساحة العاصي ونُوجه المظاهرة من الحاضر باتجاه منطقة القصور، ومن القصور إلى الأربع نواعير باتجاهنا إلى المنطقة في الأسفل، في منطقة القصور اجتمعنا بالمتظاهرين الخارجين في المنطقة هناك فباتت الأعداد أكبر، أذكر أنه في شارع البشريات -وهو شارع عريض عرضه حوالي 25 متر وبطول 2 كيلو متر- هذا الشارع بالكامل اكتظ بالمتظاهرين النازلين من منطقة الحاضر وعلى أثرها أذكر أننا وقفنا عند مبنى البلدية ومُزقت صورة بشار [الأسد] من على ظهر بناء البلدية والأمن لم يدركوا هذا الالتفاف لبعد فترة حتى وصلنا لبناء البلدية، فاتجه عناصر الأمن إلى البلدية وأيضًا باستخدام السلاح الناري والغاز المسيل للدموع جعلت المتظاهرين يهربون باتجاه [حي] الشريعة، وفي منطقة الشريعة المنطقة من الأحياء الراقية في حماة والتحرك فيها صعب وتضاريسها مرتفعة عن منطقة ساحة العاصي، حين هجم الأمن انتشر الناس في كل شوارعها والأمن لاحقنا، أذكر موقف حصل معي في تلك الأثناء -طبعًا الشريعة في داخلها منطقة اسمها كتف الشريعة وهو تلة وفيه منحدر يصل بك إلى العاصي- حين ركضنا هروبًا من عناصر الأمن لحقونا بسيارات "الستيشن" والباصات وكان الطريق صعودًا ومرهقًا لنا، فأنا واحد من الناس نزلت إلى الوادي ونزلت بطريقة قوية، وتدحرجت عدة مرات حتى وصلت إلى حِرف العاصي والأمن لحقوا بنا ولكن لكثافة الأشجار في تلك المنطقة لم يتعمقوا معنا وأنا، جلست على حافة العاصي وأنا مختبئ تحت شجرة أغصانها كبيرة وشديدة الخضرة والعاصي على يميني وأنا مختبئ بين أغصان الشجر وخائفٌ من أن يأتي عناصر الأمن. وموقف طريفٌ حصل معي كنت جالسًا وخائفًا ومهيئ نفسي إذا أتى عنصر أمن سأرمي بنفسي في العاصي وأسبح للضفة الثانية، كان معي موبايلي يمنعني من ذلك وعدة التصوير والمعدات التي استخدمها في المظاهرة، كنت أجلس خائفًا وأسمع خطوات أقدام تقترب مني، وكلما اقتربت كنت أحس بالتوتر يزداد ودقات قلبي تشتد، بعد قليل رأيت الحصيني (نوع من أنواع الثعالب) مد رأسه وهرب، حينما كانت الخطوات تقترب مني كان في بالي أن عنصر أمن يتتبع خطواتي، وعندما رأيت الحصيني أنا تفاجأت به وهو تفاجأ بي فهرب، وعرفت أنَّه لا يوجد عناصر أمن موجودة، فحاولت أن أستجمع قوتي وأعود إلى المكان الذي كنا متواجدين فيه، خرجت إلى فوق إلى التلة فرأيت عناصر أمن منتشرين، بوقتها استعنت بصديق لي -ذكره الله بالخير- هو أبو نضال كروما وأخبرته أنني موجود في المكان الفلاني [قلت له] ابق في الأعلى راقب لي الأجواء، وعندما عاد عناصر الى ساحة العاصي قال لي أن الأمور سليمة اخرج فخرجت وذهب بي إلى منطقة أخرى.

المظاهرة هنا استمرت إلى الشريعة إلى الصابونية، وهنا اجتمعنا عند منطقة الصابونية عند الحرش، وفي منطقة الحرش كان هناك مبنى أمن الدولة وكانت المعدات معي كلها أرسلتها لم يبق معي إلا موبايل، وإلى الآن يوجد مقطع فيديو في تلك المنطقة وأنا أُصور عناصر الأمن وهم يستهدفون المتظاهرين بإطلاق النار، يظهر تساقط الشهداء والجرحى، رغم صغر الموبايل إلا أنَّ صوت إطلاق الرصاص كان واضحًا في التسجيل وقتها حاول أحد عناصر الأمن استهدافي [بشكل] واضح لقرب الرصاص في تلك الفترة الجوال أخذ صوت الرصاصة وهي تمر فوق رأسي، والحمد لله سلمنا، واستمرينا إلى دوار باب طرابلس ومنها إلى المرابط فرأينا عناصر أمن أمامنا عند ملجأ الأيتام وحصل إطلاق نار. وهنا حصل أيضًا موقفٌ طريف حين هجم الأمن وأنا ذكرت في الجلسة السابقة أنه سقط بجانبي الشهيد صهيب سوتل واستُشهد، حين هجم الأمن علينا من خوفنا توزعنا في الأزقة الضيقة هناك يوجد أزقةٌ تؤدي بك إلى تل الدباغة وأزقة تؤدي بك إلى الفراية ولسوء حظي دخلت في زقاق سد (مغلق) ليس له منفذ آخر الشارع مسدود ليس له منفذ وانتهى، هو اسمه زقاق السودان، وهربت إلى الشارع وأعرف أنَّ الشارع يتفرع يمينًا ويسارًا وأعرف على اليسار أنه مغلق، ولكن على اليمين لا أعرف ولكن رأيته مغلقًا أيضًا ولم أعرف ماذا أفعل، فبدأنا نطرق الأبواب وآخر بيت على اليسار طرقناه ففتحوا الباب كانوا نساءً، ودخلنا على البيت وكنا من 10 الى 15 شابًا ودخلنا إلى البيت وقفزنا فوق الجدران إلى منطقة الفراية. 

واستمرت المظاهرات لبعد منتصف الليل، وكانت مواجهات عنيفة بيننا وبين عناصر الأمن، وتلك المظاهرات وسقوط الشهداء في مدينة حماة جعلت الجهة السياسية في مدينة حماة تخاف، فسقوط شهداء وجرحى في حماة هذا الأمر يجعل ردات الفعل الدولية اتجاه الحكومة السورية أعنف خاصة أن لحماة رمزيتها ووضعها، والأمر الثاني أن أهالي حماة مصممون أن يصلوا إلى الساحات العامة، وأهالي مدينة حماة ربما هم الوحيدون بين أهالي المحافظات والمدن السورية الذين يعرفون ما ينتظرهم، فأهل درعا خرجوا ضد النظام ولكنهم لا يعلمون ما الذي يمكن أن يحدث! نعم ممكن أن يقتلهم أو يعتقلهم، ولكن مدى وحشية النظام لا يدركها أحد إلا أهالي حماة، قطعًا مجازر! لذلك ذكرت في الجمعة الماضية أن أحد اللافتات التي رفعت نحن قدمنا 40 ألف شهيد في 1982 واليوم مستعدون أن نقدم 100 ألف شهيد في سبيل حريتنا.

فعندما شاهد النظام ردة فعل الناس ومدى إصرارهم على الوصول إلى ساحة العاصي، جعل الإدارة -أتكلم عن الإدارة السياسية في المدينة المتمثلة بالمحافظ- وبالمقابل كانت الأفرع الأمنية كانت ضد أن يصل المتظاهرين إلى ساحة العاصي، لأنه كانت هناك أوامر بمنع أن يكون هناك تجمهر متظاهرين في الساحات العامة في المحافظات ورأينا كيف ارتكب النظام مجزرة في ساحة الساعة في حمص بعد محاولة اعتصامهم هناك، ورأينا في دمشق حين حاول أهالي الشام (دمشق) الوصول إلى ساحة الأمويين كيف قابلها النظام بالعنف، ولكن أهالي حماة كان وضعهم مختلف فالجهة السياسية كان توجهها تخفيف العنف والعناصر الأمنية والأفرع الأمنية كانت مع استخدام العنف لمنع الناس من الوصول إلى ساحة العاصي، هذا الصراع بين "نعم و لا" استغله الثوار.

الثوار لديهم إصرار للوصول الى ساحة العاصي، وهذا ما رأيناه في الجمعة التالية وكمتظاهرين انصدمنا لم نكن متخيلين أن نصل إلى ساحة العاصي كنا مهيئين أنفسنا أن نجد عناصر الأمن موجودين ويكون هناك جولة جديدة من المواجهات مع الأمن. 

وفي الجمعة التي بعدها هيأنا أنفسنا أننا سنقاوم فهذا قد جهز مضربًا لرد القنابل الغازية وآخر قد أحضر الشاش وثاني قد جهز دراجتين ناريتين جانبًا من أجل الإسعاف للجرحى والشهداء لأن وصول السيارات صعب لنقاط الإلتحام، فكانت الاستعدادات من قبل المتظاهرين أنَّه سيكون هناك مواجهة دامية مثل "الجمعة العظيمة" في مدينة حماة.

ولكن خرجنا مظاهرة ومشينا سواءً نحن القادمين من الحاضر أو أهالي السوق، وفجأة رأينا أنفسنا في ساحة العاصي كان الأمر صادمًا لنا، عناصر الأمن ملتزمون في ثكناتهم العسكرية والشرطة في مخافرهم ولم يكن هناك أي ردة فعل للنظام، والمحافظ كان أحمد عبد العزيز في تلك الفترة سمعنا فيما بعد أنَّه أقيل واعتقل وأصبح خارج البلد ولكن انقطعت الأخبار عنه، وهذا الشخص أعطانا تطمينات طالما أنتم سلميون بدون التعرض للمديريات الخدمية أو للأبنية الحكومية فأمورنا سليمة، ولكن نحن نعرف النظام وكذبه فكنا خائفين ومتهيئين لأي شيء يقابلنا ولكن وجودنا في ساحة العاصي، ورأينا أنه لم يحصل شيء! أذكر إلى الآن أول جماعة وصلت إلى ساحة العاصي هم جماعة الحاضر وثم جماعة السوق تلتها جماعة العلمين فالناس تأتي وتنصدم بوصولها للساحة، هناك من سجد شكرًا لله وكان هناك من بكى أنَّه فعلًا وصلنا إلى ساحة العاصي، فبات التخطيط سنجلب خيام ونقوم بالاعتصام، الناس لم تكن متهيئة لذلك ولكن وصولنا وتذوقنا للوصول إلى الساحات العامة أعطانا دافعًا أكبر لنجعل من ساحة العاصي ميدان تحرير. 

والأمور هنا أصبحت أسهل وفي المقابل طلبوا منا وقالوا: سنسمح لكم أن تخرجوا مظاهرات سلمية في ساحة العاصي ولكن في المقابل ستخرج مسيرات تأييد، أحمد عبد العزيز فتح المجال أن يخرجوا في المظاهرات أو أن يكون سدًا أمام الأفرع الأمنية، ولكن في مقابل وصول المتظاهرين إلى ساحة العاصي وتظاهرهم وتسليط ضوء الإعلام على هذا الأمر لا يمكن أن يخفيه الإعلام الموالي، وأنه اخرجوا وتظاهروا سلميًا ولكن في المقابل نريد مسيرة تأييد ونريد أن تنزل الناس إلى ساحة العاصي وتهتف لبشار (بشار الأسد). وهنا حصل خلاف بين المتظاهرين أو الثوار، فهل من المعقول بعدما وصلنا إلى ساحة العاصي نسمح بالهتاف لبشار!! أبدًا لا وألف لا، ولكن بالمقابل كان فئة من الناس يقولون لينزلوا كم سيكون عددهم؟ 500 أو 1000 أو 2000 نحن الأكثر وصوتنا المسموع فمنذ أربعين سنة تخرج مسيرات تأييد ولكن أنت اليوم هو الحدث، فهذا كان نقطة خلاف بين المتظاهرين، أناس مع و أناس ضد. 

المظاهرة لم تكن يوم جمعة كانت يوم سبت أو أحد والنظام سيُخرج مسيرة تأييد أكيد لن يكون الشعب، لأن الشعب ولد على كرهه، أكيد ليس من الشعب الحموي، كان [عماد المسيرة] هم الموظفون كالعادة وطلاب المدارس سينزلهم إلى ساحة العاصي، ولكن للمفارقة في ذلك الوقت لم يكن هناك مدارس، فليس في يده سوى الموظفين فجاء بهم من مديرياتهم، وهذا لم يُعجب ثوار حماة كيف مسيرة تأييد في ساحة العاصي؟! أذكر أنه ما إن بدأ يتجمع الموظفين (الموالون للنظام) ليهتفوا حتى بدأت الشباب من كل الجهات هجوم بالحجارة على مسيرة التأييد، كانت ردات فعل من قبل عناصر الأمن لأن المسيرة محميةً من قبل عناصر الأمن وحصلت مواجهاتٌ بين عناصر الأمن والثوار، والموظفون هربوا بشكلٍ تلقائي، والنظام لا أعرف ما قصده من حركة حرق الباصات أو سيارات الموظفين هل هو تأليب الرأي العام علينا كمدينة! أم هل هو ليبين للطائفة العلوية أن المتظاهرين هدفهم قتلكم وليس هدفهم منع مسيرة التأييد. تفاجأنا في منطقة الحاضر عند دوار الأعلاف حُرقت الباصات التي جلبت الموظفين وحرقت بعض السيارات، نحن كمتظاهرين حاولنا منع تلك المسيرة كنا في ساحة العاصي أغلب الناس التي كان هدفها منع هذه المسيرة كانوا في ساحة العاصي، تفاجأنا كيف حُرقت الباصات! حرق الباصات كان بفعل فاعل وأكثر شيءٍ يدل على أنَّ الأمن هو الوحيد الذي عنده هدفٌ لحرق الباصات لتأليب الرأي العام علينا، لأننا في المظاهرات التي حصلت في ساحة العاصي كانت مشاركات من أهل الريف ولا يخفى على أحدٍ أنهم من الأقليات سواءً المسيحية أو العلوية حتى الشيعية والاسماعيلية والمرشدية، فمحافظة حماة من أكثر المحافظات التي تضم طوائف، وكان لدينا رفاق ناشطين يشاركونا في المظاهرات وبالتنسيق لها فكان ذلك [يحقق] هدف النظام: لأنَّكم خرجتم بمسيرة تأييد انظروا ماذا فعلوا بكم حرقوا السيارات هم يريدون قتلكم! فألَّبوا (حرضوا) الناس على المتظاهرين، وكان هناك أناس قالت: ليخرجوا مسيرة تأييد ونحن نقوم بإضراب في البلد، وحصل إضرابٌ في مدينة حماة في تلك الفترة، وهذا ما حصل في مدينة حماة من محاولة النظام أن يُخرج مسيرة تأييد وحرق الباصات وكيف لفِّقت بأنَّ المتظاهرين فعلوا ذلك والمتظاهرون براء من ذلك، وتلك الجمعة بعد "الجمعة العظيمة" مباشرة في "جمعة الغضب" بنزولنا لساحة العاصي حاول النظام أن يقوم مسيرة تأييد خلال الأسبوع بعد الجمعة مباشرة.

تلك من خطة الحكومة بشكل عام والنظام حين أرسل بعثات أو وفودًا للتصالح بالمقابل كان يطلب أشخاصًا معنيين للقاء بشار (بشار الأسد)، في تلك الفترة ونفس الفترة في شهر أيار/ مايو فعليًا تكلمت كيف أن الإدارة السياسية في مدينة حماة حاولت أن تُخفف من حدة التظاهر وأنهم لا يريدون شيئًا [أن] اخرجوا للتظاهر بالمقابل عدم المساس برموز النظام الحاكم -المقصود به بشار- وعدم النيل من هيبة الدولة وأن تكون مظاهراتكم سلمية ومطالبكم حق ولكن غايتهم هي عدم التظاهر، لنحلها ولكن أوقفوا التظاهر وخاصةً في مدينة حماة وفي فترة مجزرة حمص المحافظات هدأت، في أول الثورة كانت تخرج مدينة يقمعها النظام فتهدأ لتخرج مدينة أخرى.

عندما حصلت مجزرة الساعة في حمص كانت درعا قد هدأت -نوعًا ما- النظام قد سيطر عليها لحدٍ ما، وفي دمشق القبضة كانت حديدية وفي بانياس والبيضا رأينا ماذا فعل النظام حتى يخمد الحِراك، وفي حمص كانت المجزرة فكان الضوء على حماة وكانت المظاهرات فيها وتيرتها ترتفع، وقالوا: نتكلم بالليّن، فقد عاملناهم بالعنف فازدادت الأعداد وبدأ أهالي الريف يستجيبون للتظاهر، وكان أهالي الريف قد دُعموا بشكل كبيرٍ من النظام فحين رأوا أن الريف قد انضم قالوا: لنهدئهم باللقاءات. وأنا حضرت إحدى الجلسات مع محمد مفلح كانت في جامع الحبال في منطقة البرناوي، عرضت فيها مطالب الطرفين أنه ماذا تريدون؟ كانت مطالبنا السماح بالتظاهر السلمي وإخراج المعتقلين من السجون هذه أبرز المطالب من الثوار وعدم التعرض والاعتقال بشكل عشوائي فقد كان الأمن يعتقل كل شخص مشتبه به، ومطالب الثورة في تلك الفترة الحريات وتلك المواضيع، فيقول نعم نعم نحن جاهزون، وطبعًا كذب، ويقول: اتركونا من الثورة ويجب أن نُداري قضيتنا الأم تحرير فلسطين، فكانوا مبدعين في الكذب وبتحوير الجلسات، أنت تتحدث معه في شيء وهو يوجهك لشيء آخر، فقضيتي مهمة أنا أريد حريتي أريد أن أشعر أنني إنسان حر ولدي كرامة ولدي عزتي، أن لا يأتي شرطي مرور لا يسوى فرنكين (شخص ليس له قيمة) يمسح بي الأرض من أجل 25 ليرة سورية يريدها وأنا لم أعطه، وهذا مثال بسيط فالشيء الذي حصل في سورية في ظل حكم الأسد لا يخفى على أحد، فهذه من الجلسات التي حضرتها والمواضيع التي طُرحت وكان هناك أشخاص بارزين في مدينة حماة كانوا عبارة عن واسطة بيننا وبين النظام مثل الشيخ مصطفى عبد الرحمن الذي كان له دورٌ في هذا الموضوع.

نحن في الردع وردّة فعل النظام العنيفة لم نرتدع فلن نرتدع باللين، طبعًا باتت المظاهرات السلمية قد أصبحت أقوى وأقوى والأعداد تزيد، وعندما خرجنا بمظاهرة إلى ساحة العاصي وكانت ردة فعل النظام صفر من قبل عناصر الأمن، من لم يخرج للمظاهرة أصبح اليوم يتظاهر من مظاهرةً إلى أخرى، عندما يرفع النظام من وسائله القمعية أنا يمكن أن أخاف وتحصل علي ضغوطات من قبل الأهل ولكن حين أرى أصدقائي المتظاهرين بساحة العاصي قد وصلوا ولم يتكلم معهم أحد سأخرج في الجمعة التالية. والأعداد كانت ازدادت والنظام رأى أنَّ هؤلاء لا ينفع معهم اللين كيفما عاملناهم في سنة 1982 سنعاملهم في سنة 2011، وهذا ما رأيناه في جمعة "أطفال الحرية" ورأينا الدماء في المستشفيات لا أريد أن أقول أن الدماء وصلت للركب لكن كانت بسماكة 4 أو 5 سم.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/05/09

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدالحراك السلمي في حماة

كود الشهادة

SMI/OH/83-05/

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

مدني

المجال الزمني

4-6/2011

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة حماة-ساحة العاصيمحافظة حماة-مدينة حماة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

فرع أمن الدولة في حماة 320

فرع أمن الدولة في حماة 320

مجلس محافظة حماة - نظام

مجلس محافظة حماة - نظام

الشهادات المرتبطة