الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

ساعة الصفر وإضراب الكرامة في دمشق

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:20:43:09

الحقيقة من إحدى الطرف التي يرويها الشباب في الثورة وهي اعتقاد لدى الناس بأنه اقترب سقوط النظام وامتداد هذا الحراك لن يسمح باستمرار [النظام]. 

الحقيقة كان دائمًا يوجد اعتقاد لدى الناس بأن هذا النظام لن يستمر، وجود نوع كهذا من المظاهرات التي لم تحصل في تاريخ سورية، وتوجد أحداث كان يمكن أن تحصل مثل: أحداث انتفاضة الكرد في عام 2003 (2004 - المحرر) وحالات معينة واعتصامات لمنطقة عشوائية النظام يريد هدمها فترى بعض الناس [محتقنة]، ولكنها (تلك الحالات) لم تمتد، ولكن استمرار هذا الحراك [جعل] النظام لا يقبل في الحقيقة الاحتجاج، وكان يوجد شعور أن الأمور قريبة جدًا وأنها اقتربت.، وتم الحديث عن ساعة الصفر التي سوف يكون فيها تنسيق من الثوار الموجودين في الأرياف لاقتحام دمشق وربما السيطرة عليها أو سقوط النظام. 

وساعة الصفر تم ترديدها وحتى اعتصام ليلة القدر ربما قد تكون هي ساعة الصفر التي يمكن للثوار أن يدخلوا [فيها] جميعهم إلى دمشق، وكان الحديث أن النظام لن يستمر في شهر رمضان، وإذا استمر فإنه لن يبقى حتى العيد، يعني دائمًا يوجد سؤال أنه: متى؟ وكيف؟ وماذا سيحصل؟ ولكن في الحقيقة كان يلاحظ أيضًا حالة الوعي لدى الكثير من شباب الثورة أو بدايات تبلور التنسيقيات أننا لو حصلت ساعة الصفر أو لو حصل فعلًا انهيار لهذا النظام أو سقوط للنظام فكانت توجد حالة وعي وأنا كنت أرى آثارها أو نقاشاتها في موضوع حماية مؤسسات الدولة، يعني كانت توجد خطة لدى الشباب أنه أين يمكن أن تحصل حالات الفوضى وحماية المصرف المركزي وحماية الوزارات الرئيسية ومتحف دمشق؟ وكنا نتذكر الحالات التي حصلت في سقوط بغداد وحالات الفوضى التي حصلت أيضًا في عدة نماذج وحتى اليوم أنا أقول: إن الثورة قامت لأجل إسقاط النظام وليس لإسقاط الدولة، ولاحقًا سوف أتحدث عن الأنظمة والقوانين التي الثوار أو مؤسسات الثورة حاولوا أن يعتمدوها حتى تظهر أنه لم يكن هدف الناس في الحقيقة هو الفوضى وإنما كان هدف الناس هو إسقاط هذه المنظومة الفاسدة وهذه العائلة التي حكمت بالنار والدم لمدة 40 أو 50 سنة وبأقل الأضرار، ولاحقًا بدأنا نرى أنه في المظاهرات الرئيسية أو الكبيرة التي تحصل في مدينة دمشق كان دائمًا يوجد أشخاص ضمن المظاهرة يعني أذكر في إحدى مظاهرات الميدان أن أحد الشباب يقوم بالتصوير أو أراد التصوير بشكل أكبر فوقف على سيارة موجودة فانكسرت مرآة السيارة والتأنيب الذي تعرض له من الثوار أنفسهم قالوا له: هذا عيب وهذه حقوق الناس ولا يمكننا أن ندعي أننا ثورة كرامة وحق ونعتدي على أملاك الناس الخاصة.

لم نرَ في الحقيقة وكما يحصل في دول تكون أكثر تقدمًا تحصل حالات فوضى أو مظاهرات فمباشرة تحصل حالات سرقة وتكسير وحرق لممتلكات عامة وأيضًا خاصة في هذه السنة الأولى كان العكس تمامًا موجود، والحقيقة [أنه] كان يوجد وعي كبير جدًا لدى الثوار والشباب، وربما كان واضحًا في مدينة مثل مدينة دمشق أن الشباب فعلًا لديهم تحضير للأسوأ ولدرء الفوضى والانحدار نحو انهيار مجتمعي معين.

الرسالة التي كانت أيضًا من النظام بفض اعتصام أو اعتصام ليلة القدر في مسجد الرفاعي أنه لن يسمح بتكرار هذا الأمر بما فيها الاعتداء على شخصية مثل الشيخ أسامة الرفاعي، وأنه لا يوجد عندنا كبير فهذا الكلام مرفوض، وما هو مقبول في الخالدية (في حمص- المحرر) أو في درعا أو داريا لن يكون مقبولًا ضمن الحدود الإدارية لمدينة دمشق ضمن المربع الأمني، وهذا الشيء الذي أدى إلى محاولات من الشباب لابتكار أفكار جديدة وطرق مبتكرة لإيصال الاحتجاج ومنها [ما هو] بسيط جدًا ولكنه مؤثر -وهنا التواريخ ليست جدا واضحة بالنسبة لي وربطها [صعب]- ولكن تري أنه [هناك] حالات من ضمنها صبغ البحرات الرئيسية في المدن ومن ضمنها دمشق باللون الأحمر، لإبراز حالة الدم المهدور في درعا وحمص والتآزر معهم، وأحيانًا قطع الطرقات بإشعال الإطارات، وغالبًا تكون هذه الحالات في وقت الفجر، وفي هذا الوقت بدأنا نرى علم الثورة ضمن المظاهرات وأيضًا تم استخدامه في عدة مواقف حتى تظهر أن الثورة أو الحراك في الحقيقة هو موجود في عدة أمكنة، ولكن رفعه عدة مرات على جسر المزة وعلى الدوائر الرسمية، وتوجد أيضًا مناطيد الحرية وكرات "البينج بونج" المكتوب عليها عبارات تندد بالنظام من على قاسيون الجادات، وهي منطقة سكنية حتى تصل إلى منطقة القصر الجمهوري، وهذا أدى لإرباك النظام والأمن للوصول إلى أرقى أنواع الاحتجاج الذي هو الإضراب السلمي الذي هو الإغلاق، فكانت توجد عدة تجارب في المدن الأخرى والمحافظات الأخرى ومن ضمنها حمص التي كانت دائمًا تبادر إذا حصل اعتداء معين على الأحياء أو المظاهرات وسقوط عدد كبير من الشهداء فيحصل تشييع، وفي يوم التشييع الذي هو اليوم الذي يلي هذه المجزرة أو هذا الاعتداء يحصل إغلاق كامل لأغلب الأحياء الرئيسية في مدينة حمص، وهذا الشيء كان ينقص في مدينة دمشق لأسباب كبيرة جدًا ومنها: الاختلاط الموجود حتى ضمن المحال التجارية أو الشركات، فكنا نرى هذا الشيء ونحس بعدم القدرة على مجارات ما يجري في مدينة حمص حتى شهر كانون الأول/ ديسمبر  من عام 2011 عندما كانت توجد دعوة لتوحيد هذا الحراك على مدى الجغرافيا السورية بشكل كامل ودعوة لـ "إضراب الكرامة" الذي هو الأول، وهذه الدعوة كانت مسبقة وكانت توجد حملة على كافة وسائل التواصل الاجتماعي، وهنا كان يوجد دور كبير يظهر لصفحات الثورة السورية أو الداعمة للثورة فدعوات الإضراب كانت مسبقة ومحضرة وكان يوجد وقت للتنسيق.

هنا الناس تذكروا في هذا الوقت دعوات مشابهة حصلت -طبعًا ليس الناس الثوار، ولكن الفئة العمرية الأكبر التي عاصرت الثمانينات- فتذكرت أنه كانت توجد محاولة لإضراب سلمي للتضامن على ما جرى في حماة في مدينة دمشق وتم فضه من قبل غرفة تجارة دمشق التي هي نظريًا يُفترض أنها كانت مستقلة عن النظام، وبطبيعة الحال غرف التجارة أو النقابات يفترض أنها تمثل هذه القطاعات الخدمية أو القطاعات التجارية والصناعية ولا تمثل السلطة، وإنما بالعكس تمثلها حتى تأخذ حقوقها من السلطة أو تفاوض على حقوقها. 

والحقيقة في سورية كان يوجد نوع.. أنه يوجد فعلًا أعضاء غرف التجارة والصناعة مرضي عنهم، ولكنهم لا يعينون تعيينًا فجًا من النظام كما هو الحال في المؤسسات الأخرى التشريعية والتنفيذية يعني نوعًا ما كنت ترى أنه في غرف التجارة والصناعة يوجد تمثيل حقيقي لتجار وعائلات مدينة دمشق، وفي الثمانينات الذي فض [الاعتصامات] والذي نزل وبيده رفع إغلاق المحلات في الحميدية والحريقة هو بدر الدين الشلاح والذي في هذا الوقت [كانت] رسالته التي يوجهها للتجار أنه أنتم ماذا تفعلون؟ وفعليًا يوجد نوع من الحلف مع هذه السلطة للإبقاء على استمرار عملنا واستمرار تبادل المصلحة في هذا الوقت فكان يوجد سؤال كبير: هل سوف تنجح دمشق بالإضراب؟ وهل سيكون بالإمكان وجود إضراب؟ ونحن عندما نتحدث عن دمشق هنا أكيد (حتمًا) من المهم أن يكون الإضراب في الأحياء التي هي أصلًا كان يوجد فيها سقوط شهداء أو اعتداء على متظاهرين من [حي] ركن الدين حتى أطراف مدينة دمشق، ولكن بالنظر إلى هكذا نوع من الإضراب والدعوات والحملات التي كانت في الحقيقة موجهة كان النظر إلى الأسواق التجارية لمدينة دمشق التي هي الحريقة والحميدية والصالحية والجسر الأبيض والمهاجرين، وكان فعلًا يوجد ترقب لهذا اليوم وما سيتبعه من ردود فعل، ولأنني ابن بيئة تجارية ونحن عندنا عدد من المحلات أنا حضرت التنسيق بين عدد من التجار كانت لديهم الرغبة بالمشاركة، ولكن كيف؟ وما هي الأضرار؟ ودائمًا اليوم وأنت في حالات كهذه [فإن] الحالات الفردية سيتم قمعها والانتقام منها بسهولة، ولكن عندما تكون الحالات عامة فالنظام لا يستطيع وهذا ما يميز الحراك المدني في حمص، وعندما تتم الدعوة على الإضراب كنت ترى كل حمص أغلقت بنفس اليوم، وهذا الشيء كان الناس يتابعونه، ولكن اليوم إذا لم يكن الزخم عاليًا جدًا فالحقيقة سوف يكون هناك خطر على الناس الذين سوف يشاركون.

بالنظر إلى منطقة أو سوق واحد فيه 100 محل فاليوم تجد أصحاب المحلات وأيضًا الموظفين الذين يعملون فيها يوجد تنوع في الحقيقة، وهي لا تقتصر على عائلات معينة أو على مدينة دمشق نفسها، وكنت تجد أنه يوجد أشخاص من الملاك من أبناء مدينة دمشق أو من الفئة التجارية، وأيضًا يوجد أشخاص من فلسطين أو من أرياف دمشق أو حتى من محافظات أخرى، وحتى ذلك الوقت كان الحديث بصوت مرتفع عن دعم الثورة أو الإيمان بالثورة هو أمر من المحرمات فكنت عندما تتحدث يجب أن ينخفض صوتك والتنسيق كان صعبًا جدًا إلا ضمن دوائر صغيرة ومحلات صغيرة.

دعني أقل: إن الإضراب الأول وبسبب أن الدعوات كانت فقط رقمية وفقط على الإنترنت، ولم يكن يوجد مثلًا: منشورات ودائمًا ما يحمي المشاركين أمران: الالتزام الكبير جدًا، وعادة ما يحصل الالتزام عندما تكون هناك غرف تجارة أو نقابات مستقلة تتم الدعوة لها، واليوم الناس يقولون: إن النقابة هي التي قالت لي أن أغلق وأنا التزمت بهذه النقابة.. وهذا غير موجود، لأنه يوجد تسييس لهذه النقابات، وأيضًا يوجد صمت كبير جدًا، ولم يكن يوجد تشبيح في ذلك الوقت مثل الموجود اليوم، ولكن نحن نتحدث عن غرفة تجارة يوجد فيها حمشو وشلاح يعني عائلات تقليديًا مستفيدة إذا لم تكن داعمة للنظام.

في هذا اليوم توجد مجموعة من التجار اجتمعت، وكان يوجد تنسيق أنه يمكن أن نلتزم بهذا الإغلاق وهذا الشارع الذي ذكرت أنه يوجد فيه 100 محل في الحقيقة أقل من 10% [هم] من أغلقوا محلاتهم وأغلقوا فقط حتى وقت الظهر؛ لأن الأمن كان يأتي ويطرق على أغلاق المحلات (أبواب الحماية الخارجية) لأنه يوجد أشخاص أغلقوا المحلات وهم في الداخل، لأنه ربما هذا الأمر يتم تصويره وينتشر ويقولون: إن دمشق شاركت باعتصام الكرامة أو إضراب الكرامة الذي كان من المفترض أن يمتد إلى كل سورية، والحقيقة كان يوجد إحباط من النتيجة وتم استدعاء أصحاب المحلات التي حاولت الإغلاق أو أغلقت بشكل جزئي إلى أمن المنطقة أو الأمن السياسي، وهنا النظام حاول ألا يشعل أو يزيد الحالة الموجودة، وأنا سمعت من عدد من الناس الذين تم استدعائهم بسبب الإغلاق أنهم أخذوا محاضرة بالوطنية وأنه نحن توقعنا من تجار دمشق أن يكونوا نوعًا ما مؤيدين للدولة ولرفض حالة الفوضى هذه وبالمجمل كان يوجد إحباط من مشاركة دمشق بهذا الإضراب.

نحن من الأشخاص الذين أغلقوا محلاتهم وبعد نقاش كبير جدًا داخل العائلة، والحقيقة في يومها حالة الخوف التي كانت موجودة عالية جدًا، وماذا يمكن أن يحصل؟ وما هي ردود الفعل، وأنا عن نفسي أضربت وأني لن أقوم من مكاني، وافعلوا ما تريدون وأخي هو الذي نزل إلى السوق ولم يفتح المحل، وكان يوجد عدد من المحلات التي أغلقت، وبعد ازدياد الأمن رفع أخي الغلق (باب خارجي للحماية) إلى النصف وعندما جاء عنصر الأمن ودخل وسأله: لماذا أغلقتم يا شباب؟ قال له أخي: عندنا جرد. ولكن عادة الجرد يحصل في أول رأس السنة، فكان يوجد تصوير وتسجيل لأسماء المحلات، وتم استدعاء أصحاب هذه المحلات إلى فرع الخطيب والتحقيق معهم، وأريد أن أقول: إنه كان أقل من تحقيق وهو أشبه بمحاضرة بالثقافة القومية الاشتراكية البعثية وعلى أهمية [دعم التجّار للدولة]... وأننا نحن ندعم التجار ومن المفترض أن يدعم التجار الدولة بصمودها في وجه هذه المؤامرة، فكان [الحديث مع الأمن] وكأن كلا الطرفين يهزأ بالآخر، و[قال له أخي] أننا تأخرنا لأن أخي تأخر بفتح المحل وكان لدينا جرد بالبضائع.. ونحن نتحدث عن طبقة أصحاب المحلات والموظفين الموجودين فيها وأغلب الموظفين يسكنون في أرياف دمشق إما في قدسيا أو الغوطة وجزء منهم فعلًا كان يواجه صعوبة بالوصول إلى المنطقة وخاصة عندما يكون هذا اليوم هو يوم إضراب يشمل المحلات وربما السيارات التي توصل الناس إلى أشغالها، فكان عندك أو لديك مبرر تتحجج به، ولكنه ليس بكافٍ.

الإضراب الثاني حقيقة والذي ساعد على الالتزام به أنه كانت توجد مناشير الإغلاق أو الإحراق فكانت هي فعلًا شهادة لأن هذا ما ميز الإضراب الأول عن الإضراب الثاني.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/08/03

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في دمشق

كود الشهادة

SMI/OH/45-23/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

11 كانون الأول/ ديسمبر 2011

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-محافظة دمشقمحافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

غرفة تجارة دمشق

غرفة تجارة دمشق

فرع الأمن السياسي في دمشق

فرع الأمن السياسي في دمشق

الفرع الداخلي في أمن الدولة 251 - الخطيب

الفرع الداخلي في أمن الدولة 251 - الخطيب

الشهادات المرتبطة