الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مبادرة سيف-فورد وتشكيل وحدة المجالس المحلية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:18:29:08

في عام 2013 في شهر كانون الثاني/ يناير  انتقلت من لبنان إلى تركيا، وفي هذا الوقت خرجت بهدف.. يعني كان يوجد تواصل مع عدد من الشباب والناشطين وتحدثوا لي عن تجربة منظمة المجتمع المدني، وأنا كان في بالي أن الموضوع إنساني وله علاقة بالتعليم والإغاثة وله علاقة بالعمل الإنساني، ولم أكن أتخيل الموضوع وما هو حجمه وما هو العمل و[الشخص] الذي تواصل معي وهو عبد الهادي الطباع الذي كان يؤسس وحدة المجالس المحلية، وفي هذا الوقت لم يكن عندي الكثير من المعلومات عن الموضوع، فقررت الذهاب حتى أطلع على الوضع وإلا أنا كان وجودي في لبنان على أساس أنه مؤقت حتى يصبح الوضع أفضل في دمشق من أجل العودة التي كانت في بالي. 

عندما طُرح الموضوع ولأنه أصبح لي شهر أو أكثر في بيروت في ظل عدم فعالية وعدم إمكانية العمل إلا بنشاطات بسيطة جدًا لدعم الثورة ودعم الحراك الموجود فوجدت أنها فرصة أن أذهب وأجرب بزاوية أخرى أو من مكان آخر، فوصلت إلى تركيا إلى اسطنبول، وفي نفس اليوم ذهبت إلى منطقة الريحانية على الحدود السورية التركية، وكانت توجد محاولة لتشكيل مجلس محافظة إدلب، وطبعًا أنا معلوماتي في هذا المجال بسيطة، وكنت أتعرف على الشيء الموجود وأصلًا لم يكن يوجد فريق كبير يعمل على الموضوع، فبدأنا نتعرف على ناشطين قادمين من إدلب وممثلي مجالس مختلفة موجودة، وهذا كان أول نشاط حقيقي لوحدة المجالس المحلية في هذا الوقت التي لاحقًا سوف أتحدث عن أهداف تشكيل هذه الوحدة، ولكن بالنسبة لي كان الانخراط بالعمل من أول يوم، وكنت لا أزال ضائعًا بين المكان (بين تركيا) بالنسبة لي [المكان] والجو جديد، وطبعًا أنا أعرف تركيا من قبل في زيارات عمل قبل الثورة، ولكن من أول يوم كان لنا نشاط ومحاولة تشكيل مجلس محافظة بطريقة انتخابات.

في هذا الوقت بدأت أتعرف على الجو الذي يعمل على هذا الموضوع وكان بشكل أساسي الفريق عبارة عن ثلاثة أو أربعة أشخاص ومنهم: هادي الطباع، ووليد دباك اللذان هما نواة تشكيل وحدة المجالس المحلية واللذان يعملان ضمن مظلة المنتدى السوري للأعمال الذي كان له تمثيل في الائتلاف الوطني السوري.

بالنسبة لي أجسام المعارضة كانت غريبة، ولم تكن بالنسبة لي معروفة، ولم أكن أعرف أحدًا من أشخاصها ما عدا أشخاص بسطاء من ضمنهم رئيس الائتلاف في ذلك الوقت الشيخ معاذ الخطيب، وتوجد معرفة شخصية به من دمشق، ولكن أنا كنت أتعرف على جو جديد في الحقيقة، ولم تكن الفروق واضحة بسبب عدم وجود فريق سواء عند الأمانة العامة للائتلاف الوطني التي كان يرأسها في ذلك الوقت الأستاذ مصطفى الصباغ الذي هو أيضًا رئيس منتدى الأعمال السوري وأيضًا وحدة المجالس المحلية التي هي أحد الأنشطة التي يدعمها أو التي ساهم في تشكيلها أو شكلها بشكل أساسي منتدى الأعمال.

بعد عدة أيام قضيتها في الريحانية انتقلنا إلى اسطنبول وفي وقتها كان يوجد أول اجتماع للائتلاف الوطني في تركيا الذي هو بعد اجتماعين، وأعتقد [أن] الاجتماع الأول كان في الدوحة ومن ثم حصل اجتماع آخر ومن ثم أصدقاء سورية في لندن، وبعدها انتقل، وحصل الاجتماع اللاحق في اسطنبول، وبالنسبة لي كنت موجودًا، ولا أعرف لماذ موجود؟ أو أين أنا موجود؟ وبنفس الوقت تم طلب أنه من يعرف بموضوع الحجوزات وموضوع التنظيم فتطوعت حتى أساعد في تنظيم هذا الاجتماع مما فتح لي أبوابًا من العلاقات، وأيضًا أن أتعرف على جو المعارضة وآليات عملها والعلاقات بينها بشكل بيني.

في الوقت الذي كنت فيه ملاحقًا في دمشق، وانتقلت إلى لبنان كان جو المعارضة السياسية في ظل.. وحول موضوع الاعتراف الدولي، وفي وقتها كان المجلس الوطني في شهر أيلول/ سبتمبر  وتشرين الأول/ أكتوبر يفقد مصداقية، وكانت رصاصة الرحمة تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن المجلس الوطني السوري لم يعد ممثلًا للشعب السوري، وفي وقتها تضخم جسم المجلس الوطني حتى أصبح يضم أكثر من 400 شخصية، وكان يوجد دائمًا إشارات استفهام حول تمثيل هذه الشخصيات، ودائمًا السؤال يطرح نفسه: هل هي حجة لعدم استمرارية دعم المعارضة؟ ودائمًا يتم اتهامها أنها غير ممثلة بما فيه الكفاية في موضوع شرعية التمثيل، وكان دائمًا السؤال: لماذا في الحالة الليبية تم دعم المجلس الوطني الليبي بدون وضع هذه الشروط التي كانت تزداد، وهي تزداد في الحقيقة باستقطاب المعارضة وأيضًا تشرذمها.

بعد تصريح كلينتون بأيام كان ما يسمى بمبادرة سيف-فورد التي هي إعادة هيكلة المعارضة السورية بما يسمى الائتلاف الوطني والتي تمت في الدوحة، وطبعًا أنا في هذا الوقت كانت المعلومات تصلني من الأخبار، ولا توجد عندي فكرة عن الموضوع، ولكنني شاهدته لاحقًا بأم العين، وكنت شاهد عيان على ما يجري في أروقة المعارضة.

عندما تشكل الائتلاف الوطني كانت محاولة إدراج أجسام لها نوعًا ما تمثيل أكبر، وكان هنا الفرق [بين] الائتلاف الوطني والمجلس الوطني وهو وجود ما يسمى كتلة أو تمثيلًا للمجالس المحلية وأيضًا للحراك الثوري وللمجلس العسكري أو الفصائل العسكرية، وهذا ما كان يميز الائتلاف عن المجلس الوطني، وفي هذا الوقت ممثلو المجالس المحلية وكانت المجالس المحلية موجودة على الأرض، ولكن بشكل عفوي وبشكل غير منظم، وهناك مجالس موجودة في ريف دمشق ودرعا وحمص وحماة وحلب، وأيضًا المناطق الشرقية دير الزور والرقة والحسكة، ولكن لم يكن يوجد شيء يجمعها فكان ممثلو المجالس في الائتلاف شخصيات لها تواصل مع المجالس المحلية أو نوعًا ما على تواصل، ولكن ليس بآلية تمثيل ديمقراطية أو منتخب أو نوعًا ما يمكنها أن تبني على هذا التمثيل، وهذا هو الذي دعا منتدى الأعمال السوري حتى يشكل وحدة تقنية لهيكلة وإعادة تنظيم المجالس المحلية بشكل تكون نواة للإدارة المدنية للمناطق المحررة، وربما نواة لبناء سورية المستقبل بالشكل الذي طالب به السوريون بما يتوافق مع مطالب الثورة.

بمعنى آخر وأريد العودة قليًلا إلى الوراء إلى تشكيل المجالس المحلية على الأرض، ومن ثم انتقل إلى موضوع آليات تمثيلها ضمن المعارضة والاستقطابات التي حصلت.

في الوقت الذي كانت المناطق يتم تحريرها ونحن نتكلم هنا عن أواخر عام 2012 وعام 2013 يعني نصف مساحة سورية أو أكثر خارجة عن سيطرة النظام سواء بتحرير من قبل الجيش الحر أو انسحاب قوات النظام باتجاه مناطق أكثر أهمية للنظام وهي مراكز المدن، وفي هذا الوقت كان يوجد هناك أعباء وعندما نقول: انسحاب قوات النظام فهذا الكلام يعني أيضًا مؤسسات الدولة، ومن اليوم الأول للثورة السورية والحركة الاحتجاجية التي كانت تحصل والمظاهرات التي تحصل في المدن والأحياء كان النظام يعاقب هذه المناطق بحرمانها من الخدمات الأساسية، فكنت أرى عندما انتقل من حي من أحياء دمشق أو ريفها، وحتى في حمص أن هذه المناطق وقبل انسحاب النظام أو تحرير هذه المناطق من قبل الجيش الحر كانت دائمًا تكون الأحياء الثائرة هي المناطق الأكثر سوءًا من حيث الخدمة بمعنى انقطاع الكهرباء والماء وتراكم القمامة، ويوجد هناك حالة ممنهجة من سحب المؤسسات الخدمية من هذه المناطق عقوبة أو محاولة ضغط على هذه المناطق حتى توقف الاحتجاجات أو بسبب وجود عناصر ضد الدولة في هذه المناطق، وطبعًا أنا أستخدم العبارات التي كان يستخدمها النظام لتبرير سحب الخدمات الأساسية. 

وعندما انسحب النظام وسيطرت المعارضة أو الجيش الحر على الكثير من المناطق، هنا النظام سحب بلدياته والآليات وسحب أهم ما يستطيع سحبه، وفعليًا وجدت الأحياء الثائرة أو المناطق الثائرة نفسها في مكان هي مضطرة أن تعوض غياب الدولة، وفي وقتها كانت توجد عدة مبادرات وأحدها كانت مبادرة الشهيد عمر عزيز الذي هو أحد منظري فكرة تنظيم الحراك المدني في الثورة السورية والحالة الاجتماعية الموجودة في هذه المناطق ومحاولة بناء أجسام رسمية أو شبه رسمية تمثل هذه المناطق، وفي الحالة التي كانت مطروحة أن هذه المجالس المحلية يكون لها هدفان أساسيان: الهدف الأول هو تقديم أو تنظيم الخدمات بشكل كريم لسكان هذه المناطق، والهدف الثاني وجود حالة تمثيلية للمجتمعات المحلية تضمن صوتها بإدارة مناطقها وإدارة الموارد المحلية الموجودة في هذه المناطق، وطبعًا نجحت في أمكنة وتعثرت في أمكنة أخرى، ولكن على الأقل التجربة أو الفكرة كانت فكرة مثالية وبراقة، وتتوافق في الحقيقة مع مطالب الثورة بالتشاركية والعدالة وأيضًا الديمقراطية على الأقل على المستوى المحلي. 

ونحن نتحدث عن مرحلة انتقالية في الكثير من المناطق أو أغلب المناطق من مرحلة التنسيقيات التي لم تكن منتخبة، ولكنها كانت نوعًا ما توافقية ضمن الأوساط الثورية وأوساط الحراك والتشارك مع الفصائل المحلية أو الجيش الحر في هذه المناطق الذي كان موجودًا لأنه قد حرر المناطق أو بسبب وجوده بقوة السلاح، والحقيقة بسبب الحاضنة الشعبية التي كانت محتضنة في ذلك الوقت هذه الفصائل المحلية، ولكن للمرة الأولى بدأت تخرج أصوات أن يكون هناك أجسام أكثر تمثيلًا ولها دور الخدمات وأيضًا دور إيصال صوت المجتمعات المحلية، وكثرت الأقوال أو التحليلات عن أول مجلس محلي، وعندما يتم السؤال عن أول مجلس محلي فيحصل الكثير من التنافس بين المناطق، ولكن الفكرة عندما بدأها عمر عزيز كان نوعًا ما يوجد مشروع نموذجي، وتحدث عن برزة وعن الزبداني، ولكن بنفس الوقت على التوازي كان يوجد نشاط لتعميم التجربة في مناطق في إدلب وأيضًا في درعا وحمص وريف دمشق، وبدأت الفكرة تلقى رواجًا، وفي البدايات كان التوافق هو السمة الأبرز، ونحن نتحدث عن بعض المجالس التي كانت نفسها تنسيقية، وانتقلت حتى تصبح بأشخاصها مجلسًا محليًا مع تطعيم ببعض الخبرات التي هي خبرات تكنوقراط، يعني أشخاص كانوا موظفين في البلدية أو ربما لديهم خبره في المجالات الخدمية الأساسية أو ربما ناشطون في المجال الإغاثي أو الإنساني، يعني أعضاء جمعيات خيرية تقليدية موجودة في المنطقة أو معلمون أو مسؤولون عن ملف التعليم، فكان في النسخة الأولى من تشكيل المجالس المحلية يوجد هناك مجلس مدينة أو قرية أو بلدة موجود فيه مكتب تنفيذي الذي هو المكاتب الخدمية الأساسية، وطبعًا كانت الحالة مختلفة من منطقة إلى أخرى بسبب عدم وجود مظلة قانونية أو مرجعية لهذه المجالس المحلية، فكانت الحالة في الحقيقة مختلفة بحسب الوضع الموجود وبحسب الفصائل العسكرية المسيطرة على هذه المناطق أو بحسب رؤية الناشطين والتنسيقيات الثورية للتشكيل، ولم تكن توجد حالة تنسيق بين أي منطقة وأخرى بالحد الأدنى، ولكن كان التعلم عبر تبادل الخبرات الموجودة أو التجارب الموجودة، ولهذا السبب المنتدى السوري للأعمال في عام 2011 وعام 2012 كان داعمًا بشكل فردي للمجالس المحلية، ولأجل ذلك استمر بدعم هذه المجالس المحلية من خلال فكرة تشكيل هذه الوحدة حتى تكرّس هذه الاستراتيجية.

كانت فكرة تشكيل وحدة المجالس المحلية كوحدة تقنية تكنوقراط هي تنظيم عمل المجالس المحلية، وأيضًا مساعدتها في تأمين موارد تساعد على تشكيل هذه المجالس المحلية، حتى تكون هي السلطة المدنية الموجودة في المناطق، والحقيقة في ذلك الوقت كان يوجد تعاون من الفصائل العسكرية أو بدايات هيكلة هذه الفصائل حتى تقول: -وكنا نسمع دائمًا من ممثلي الفصائل- أننا نحن ليس دورنا هو إدارة المناطق ونحن دورنا على الجبهات ودورنا هو تحرير المناطق وحماية المناطق وليس إدارة المناطق، فأنت كنت تجد حالة تعاونية موجودة في المناطق.

كانت رؤية منتدى الأعمال أنه يمكن أن يتم تأمين موارد محلية بالإضافة إلى دعم دولي، وكان يوجد حديث عن دعم دولي لصمود هذه المناطق المحررة فكانت توجد آليات مختلفة للدعم، وكانت توجد مشكلات تقنية في دعم المعارضة بشكل مباشر، وأن الائتلاف الوطني هو جسم سياسي وليس له وجود على الأرض، فكيف يمكن أن يحصل الدعم؟ وهذا ما علمته لاحقًا أنه أصبح يوجد تشكيل لما يسمى وحدة تنسيق الدعم ACU للتنسيق بين المانحين، وأيضًا كان يوجد أثناء تشكيل الائتلاف وعود من دولة قطر لدعم المجالس المحلية لبنائها وهيكليتها وتشكيلها، وفعلًا تم هذا الدعم أو أجزاء كبيرة منه من خلال الائتلاف الوطني وبمساعدة وحدة المجالس المحلية وممثلي المجالس المحلية أيضًا أو كتلة المجالس المحلية في الائتلاف الوطني لهيكلة وتشكيل المجالس المحلية بعدد كبير من المناطق التي لم يكن يوجد فيها أصلًا مجالس محلية.

في وقتها أنا لم تكن عندي فكرة حقيقية وعندما جئت إلى اسطنبول في نهاية شهر كانون الثاني/ يناير أو شهر شباط/ فبراير، وكما ذكرت سابقًا تطوعت لتنظيم أول اجتماع أو بمساعدة لتنظيم اجتماع يعني كانت عندي خبرات بسيطة في موضوع حجوزات الطيران وأيضًا الفنادق لتنظيم أول اجتماع للائتلاف، ولم يكن سرًا، بالنسبة لي أول صدمة كبيرة كانت بعد الخروج من سورية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/09/19

الموضوع الرئیس

المجالس المحلية ودورها في إدارة المناطق

كود الشهادة

SMI/OH/45-31/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

حكومي

المجال الزمني

2013 - 2014

updatedAt

2024/04/25

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية

الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية

المجلس الوطني السوري

المجلس الوطني السوري

المنتدى السوري للأعمال

المنتدى السوري للأعمال

مجلس محافظة إدلب الحرة

مجلس محافظة إدلب الحرة

وحدة المجالس المحلية

وحدة المجالس المحلية

الأمانة العامة للائتلاف الوطني

الأمانة العامة للائتلاف الوطني

الشهادات المرتبطة